تفسير نور الثقلين - ج ٤

الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي

تفسير نور الثقلين - ج ٤

المؤلف:

الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي


المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
الموضوع : القرآن وعلومه
الطبعة: ٠
الصفحات: ٦٥٢

ـ قرئها فقد امن من الحرق والغرق ، قال : فقرأها رجل واضطرمت النار في بيوت جيرانه وبيته وسطها فلم يصبه شيء ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١١٤ ـ في كتاب طب الائمة عليهم‌السلام أبو عتاب عبد الله بن بسطام قال : حدثنا إبراهيم بن محمد الأزدي عن صفوان الجمال عن جعفر بن محمد عن أبيه عن على بن الحسين عليهم‌السلام ان رجلا شكى إلى أبي عبد الله الحسين بن على عليهما‌السلام فقال : يا بن رسول الله انى أجد وجعا في عراقيبي (١) قد منعني عن النهوض إلى الغزو ، قال : فما يمنعك من العوذة؟ قال : لست أعلمها ، قال : فاذا احست بها فضع يدك عليها وقل بسم الله وبالله والسلام على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثم اقرأ عليه : (وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ) ففعل الرجل ذلك فشفاه الله تعالى.

١١٥ ـ في إرشاد المفيد رحمه‌الله ولما أعاد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من تبوك إلى المدينة قدم عليه عمرو بن معدى كرب الزبيدي فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أسلم يا عمرو يؤمنك الله من الفزع الأكبر ، فقال : يا محمد وما الفزع الأكبر فانى لا أفزع؟ فقال : يا عمرو انه ليس كما تظن وتحسب ، ان الناس يصاح بهم صيحة واحدة فلا يبقى ميت إلا نشر ، ولا حي الا مات الا ما شاء الله ، ثم يصاح بهم صيحة اخرى فينشر من مات ، ويصفون جميعا وتنشق السماء وتهد الأرض وتخر الجبال وتزفر النار (٢) بمثل الجبال شررا فلا يبقى ذو روح الا ان خلع قلبه وطاش لبه وذكر ذنبه وشغل بنفسه الا ما شاء الله ، فأين أنت يا عمرو من هذا؟ قال : الا انى اسمع امرا عظيما ، فآمن بالله وبرسوله وآمن معه من قومه ناس ورجعوا إلى قومهم ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١١٦ ـ في تفسير على بن إبراهيم حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن محمد ابن النعمان الأحول عن سلام بن المستنير عن ثوير بن أبي فاختة عن على بن الحسين عليهما‌السلام قال : سئل عن النفختين كم بينهما؟ قال : ما شاء الله ، قال : فأخبرنى

__________________

(١) عراقيب جمع العرقوب : عصب غليظ فوق عقب الإنسان.

(٢) وفي المصدر «وتهد الأرض وتخر الجبال هدا وترمى النار ... اه».

٥٠١

يا بن رسول الله كيف ينفخ فيه؟ فقال : اما النفخة الاولى فان الله عزوجل يأمر إسرافيل فيهبط إلى الدنيا ومعه الصور ، وللصور رأس واحد وطرفان ، وبين طرف كل رأس منهما إلى الآخر مثل ما بين السماء إلى الأرض ، قال : فاذا رأت الملائكة إسرافيل قد هبط إلى الدنيا ومعه الصور قالوا : قد اذن الله في موت أهل الأرض وفي موت أهل السماء ، قال : فيهبط إسرافيل بحضيرة بيت المقدس ويستقبل الكعبة فاذا رأوه أهل الأرض قالوا : قد اذن الله عزوجل في موت أهل الأرض ، قال : فينفخ فيه نفخة فيخرج الصوت من الطرف الذي يلي الأرض ، فلا يبقى في الأرض ذو روح الا صعق ومات ، ويخرج الصوت من الطرف الذي يلي السماوات فلا يبقى في السماوات ذو روح الاصعق ومات الا إسرافيل ، قال : فيقول الله لاسرافيل : يا إسرافيل : مت فيموت إسرافيل فيمكثون في ذلك ما شاء الله ، ثم يأمر السماوات فتمور ، ويأمر الجبال فتسير وهو قوله : (يَوْمَ تَمُورُ السَّماءُ مَوْراً وَتَسِيرُ الْجِبالُ سَيْراً) يعنى تبسط و (تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ) يعنى بأرض لم تكسب عليها الذنوب بارزة ، ليس عليها جبال ولا نبات كما دحاها أول مرة ، ويعيد عرشه على الماء كما كان أول مرة مستقلا بعظمته وقدرته ، قال : فعند ذلك ينادى الجبار بصوت من قبله جهوري يسمع أقطار السماوات وبعظمته وقدرته ، قال : فعند ذلك ينادى الجبار بصوت من قبله جهوري يسمع أقطار السماوات والأرضين (لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ)؟ فلم يجبه مجيب فعند ذلك يقول الجبار [عزوجل] مجيبا لنفسه (لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ) وانا قهرت الخلايق كلهم وأمتهم إلى انا الله لا اله الا انا وحدي لا شريك لي ولا وزير لي وانا خلقت خلقي بيدي ، وانا أمتهم بمشيتي ، وانا احييهم بقدرتي ، قال : فينفخ الجبار نفخة اخرى في الصور فيخرج الصوت من أحد الطرفين الذي يلي السماوات ، فلا يبقى في السموات أحد الا حيي وقام كما كان ، ويعود حملة العرش وتحضر الجنة والنار ، ويحشر الخلايق للحساب ، قال : فرأيت على بن الحسين عليهما‌السلام يبكى عند ذلك بكاء شديدا.

١١٧ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه‌الله عن أبي عبد الله عليه‌السلام حديث طويل وفيه قال السائل : أفتتلاشى الروح بعد خروجه عن قالبه أم هو باق؟ قال : بل هو باق إلى وقت ينفخ في الصور ، فعند ذلك تبطل الأشياء وتفنى فلا حس ولا محسوس.

٥٠٢

ثم أعيدت الأشياء كما بداها مدبرها ، وذلك اربعمأة سنة تسبت (١) فيها الخلق وذلك بين النفختين.

١١٨ ـ في مجمع البيان (فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللهُ) اختلف في المستثنى فقيل : هم جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت وهو المروي في حديث مرفوع.

١١٩ ـ وعن أبي هريرة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله انه سأل جبرئيل عن هذه الآية من ذا الذي لم يشأ الله ان يصعقهم؟ قال : هم الشهداء متقلدون أسيافهم حول العرش وقال قتادة في حديث رفعه : انما بين النفختين أربعون سنة.

قال عز من قائل : (فَإِذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ).

١٢٠ ـ في تفسير على بن إبراهيم حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن جميل بن دراج عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إذا أراد الله ان يبعث الخلق أمطر السماء على الأرض أربعين صباحا ، فاجتمعت الأوصال (٢) ونبتت اللحوم ، وقال : أتى جبرئيل عليه‌السلام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فأخذ بيده وأخرجه إلى البقيع فانتهى به إلى قبر ، فصوت بصاحبه فقال : قم بأمر الله فخرج منه رجل ابيض الرأس واللحية يمسح التراب عن رأسه وهو يقول : الحمد لله والله أكبر ، فقال جبرئيل عليه‌السلام : عد بإذن الله ثم انتهى به إلى قبر آخر فقال : قم بإذن الله ، فخرج منه رجل مسود الوجه وهو يقول : يا حسرتاه يا ثبوراه ، ثم قال جبرئيل عليه‌السلام : عد إلى ما كنت فيه بإذن الله عزوجل ، فقال : يا محمد هكذا يحشرون يوم القيامة ، فالمؤمنون يقولون هذا القول ، وهؤلاء يقولون ما ترى.

١٢١ ـ حدثنا محمد بن أبي عبد الله قال : حدثنا جعفر بن محمد قال : حدثني القاسم بن الربيع قال : حدثني صباح المدائني قال : حدثنا المفضل بن عمر انه سمع أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : في قوله عزوجل : (وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها) قال : رب الأرض يعنى امام الأرض ، قلت : في قوله عزوجل : (وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها) قال : رب الأرض يعنى امام الأرض ، قلت : فاذا خرج يكون ماذا؟ قال : إذا يستغنى الناس عن

__________________

(١) سبت : استراح.

(٢) قال الجوهري : الأوصال : المفاصل.

٥٠٣

ضوء الشمس ونور القمر ويجتزون بنور الامام.

١٢٢ ـ في إرشاد المفيد رحمه‌الله وروى المفضل بن عمر قال : سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول : إذا قائمنا قام (أَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها) واستغنى العباد عن ضوء الشمس وذهبت الظلمة.

قال عز من قائل : (وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلى جَهَنَّمَ زُمَراً) إلى قوله : فادخلوها خالدين.

١٢٣ ـ في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عن أبيه عن جده عليهم‌السلام قال : ان للنار سبعة أبواب باب يدخل منه فرعون وهامان وقارون ، وباب يدخل منه المشركون والكفار ممن لم يؤمن بالله طرفة عين ، وباب يدخل منه بنو امية هو لهم خاصة وهو باب لظى ، وهو باب سقر وهو باب الهاوية يهوى بهم سبعين خريفا فكلما هوى بهم سبعين خريفا فار بهم فورة قذف بهم في أعلاها سبعين خريفا ثم هوى بهم هكذا سبعين خريفا فلا يزالون هكذا أبدا خالدين مخلدين ، وباب يدخل منه مبغضونا ومحاربونا وخاذلونا وانه لأعظم الأبواب وأشدها حرا.

قال محمد بن الفضل الرزقى : فقلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : الباب الذي ذكرت عن أبيك عن جدك عليهما‌السلام انه يدخل منه بنو امية يدخله من مات منهم على الشرك أو ممن أدرك الإسلام منهم؟ فقال : لا أم لك الم تسمعه يقول : وباب يدخل منه المشركون والكفار ، فهذا باب يدخل منه كل مشرك وكل كافر (لا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسابِ) ، وهذا الباب الآخر يدخل منه بنوا امية ، لأنه هو لأبي سفيان ومعاوية وآل مروان خاصة يدخلون من ذلك الباب ، فتحطمهم النار فيه حطما لا يسمع لهم واعية ولا يحيون فيها ولا يموتون.

١٢٤ ـ في مجمع البيان (لَها سَبْعَةُ أَبْوابٍ) فيه قولان : أحدهما ما روى عن أمير المؤمنين عليه‌السلام ان جهنم لها سبعة أبواب أطباق بعضها فوق بعض ، ووضع احدى يديه على الاخرى فقال : هكذا ، وان الله وضع الجنان على العرض ووضع النيران بعضها فوق بعض فأسفلها جهنم ، وفوقها لظى ، وفوقها الحطمة ، وفوقها سقر ، وفوقها الجحيم

٥٠٤

وفوقها السعير ، وفوقها الهاوية ، وفي رواية الكلبي أسفلها الهاوية وأعلاها جهنم.

١٢٥ ـ في تفسير العياشي عن أبي بصير قال يؤتى بجهنم لها سبعة أبواب بابها الاول للظالمين وهو زريق وبابها الثاني للحبتر وبابها الثالث للثالث ، والرابع لمعاوية والخامس عبد الملك. والسادس لعكر بن هوسر ، والسابع لأبي سلامة فهم أبواب لمن اتبعهم (١)

١٢٦ ـ في كتاب الخصال في سؤال بعض اليهود عليا عليه‌السلام عن الواحد إلى المأة قال له اليهودي : فيما السبعة؟ قال : سبعة أبواب النار متطابقات ، قال : فما الثمانية؟ قال: ثمانية أبواب الجنة.

١٢٧ ـ وفيه أيضا في بيان مناقب لأمير المؤمنين عليه‌السلام وتعدادها قال عليه‌السلام : واما التاسعة والثلاثون فانى سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : كذب من زعم انه يحبني ويبغض عليا ، لا يجتمع حبى وحبه الا في قلب مؤمن ، ان الله عزوجل جعل أهل حبى وحبك يا على في زمرة أول السابقين إلى الجنة ، وجعل أهل بغضي وبغضك في أول زمرة الضالين من أمتي إلى النار.

١٢٨ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده إلى أبي الجارود قال : قلت لأبي ـ جعفرعليه‌السلام : أخبرني بأول من يدخل النار؟ قال : إبليس ورجل عن يمينه ورجل عن يساره.

١٢٩ ـ في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عن أبيه عن جده عن على عليهم‌السلام قال : ان للجنة ثمانية أبواب ، باب يدخل منه النبيون والصديقون ، وباب يدخل منه الشهداء والصالحون ، وخمسة أبواب تدخل منها شيعتنا ومحبونا ، فلا أزال واقفا على الصراط ادعو وأقول : رب سلم شيعتي ومحبي وأنصاري ومن تولاني في دار الدنيا فاذا النداء من بطنان العرش قد أجبت دعوتك وشفعت في شيعتك ، ويشفع كل رجل من شيعتي ومن تولاني ونصرني وحارب من حاربني بفعل أو قول في سبعين ألفا من جيرانه وأقربائه ، وباب يدخل منه ساير المسلمين ممن يشهد ان لا اله الا الله ، ولم يكن في قلبه مثقال ذرة من بغضنا أهل البيت.

__________________

(١) مر الحديث بمعناه في الجزء الثالثة صفحة ١٨ فراجع.

٥٠٥

١٣٠ ـ عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : أحسنوا الظن بالله ، واعلموا ان للجنة ثمانية أبواب ، عرض كل باب منها مسيرة اربعمأة سنة.

١٣١ ـ في أمالي الصدوق رحمه‌الله باسناده إلى الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن على عليه‌السلام حديث طويل وفيه : ومن صلى ثلث ليلة لم يبق ملك الا غبطه بمنزلته من اللهعزوجل ، وقيل له : ادخل من اى أبواب الجنة الثمانية شئت.

١٣٢ ـ في روضة الواعظين للمفيد رحمه‌الله وروى ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال لعثمان بن مظعون: يا عثمان بن مظعون للجنة ثمانية أبواب ، وللنار سبعة أبواب ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٣٣ ـ في تهذيب الأحكام محمد بن احمد بن يحيى عن أبي جعفر عن أبيه عن وهب عن جعفر عن أبيه عليهما‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : للجنة باب يقال له باب المجاهدين يمضون اليه ، فاذا هو مفتوح وهم متقلدون بسيوفهم والجمع في الموقف ، والملائكة تزجر ، فمن ترك الجهاد ألبسه الله ذلا وفقرا في معيشته ومحقا في دينه ، ان الله أعز أمتي بسنابك خيلها (١) ومراكز رماحها.

١٣٤ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن اورمة عن الحسن بن على بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي بصير قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : تنافسوا في المعروف لإخوانكم وكونوا من اهله ، فان للجنة بابا يقال له المعروف لا يدخله الا من اصطنع المعروف في الحيوة الدنيا ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٣٥ ـ في قرب الاسناد للحميري باسناده إلى الحسين بن علوان عن جعفر عن أبيهعليهما‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ان للجنة بابا يقال له باب المعروف ، لا يدخله الا أهل المعروف.

١٣٦ ـ في مجمع البيان وعن سهل بن سعد الساعدي ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : ان في الجنة ثمانية أبواب ، منها باب يسمى الريان لا يدخلها الا الصائمون ، رواه البخاري

__________________

(١) سنابك جمع سنبك : طرف الحافر.

٥٠٦

ومسلم في الصحيحين.

١٣٧ ـ فيمن لا يحضره الفقيه في خبر بلال عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : قلت لبلال : فما أبوابها يعنى الجنة؟ قال : ان أبوابها مختلفة ، باب الرحمة من ياقوتة حمراء ، وقال : اكتب بسم الله الرحمان الرحيم ، اما باب الصبر فباب صغير مصراع واحد من ياقوتة حمراء ، واما باب الشكر فانه من ياقوتة بيضاء لها مصراعان مسيرة ما بينهما مسيرة خمسمائة عام له ضجيج وحنين ، يقول : اللهم جئني بأهلى ، قال : هل قلت يتكلم الباب؟ قال : نعم ينطقه الله ذو الجلال والإكرام ، واما باب البلاء [فليس باب البلاء] هو باب الصبر ، قال: قلت : فما البلاء؟ قال : المصائب والأسقام والأمراض والجذام ، وهو باب من ياقوتة صفراء مصراع واحد ، ما أقل من يدخل فيه ، اما الباب الأعظم فيدخل منه العباد الصالحون وهم أهل الزهد والورع والراغبون إلى الله عزوجل المستأنسون به.

١٣٨ ـ في روضة الكافي كلام لعلى بن الحسين عليهما‌السلام في الوعظ والزهد في الدنيا يقول فيه عليه‌السلام : اعلموا عباد الله ان أهل الشرك لا تنصب لهم الموازين ولا تنشر لهم الدواوين ، وانما يحشرون إلى جهنم زمرا ، وانما نصب الموازين ونشر الدواوين لأهل الإسلام.

١٣٩ ـ في نهج البلاغة : (وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذا جاؤُها وَفُتِحَتْ أَبْوابُها) قد امن من العذاب وانقطع العتاب وزحزحوا عن النار ، واطمأنت بهم الدار ، ورضوا المثوى والقرار ، الذين كانت أعمالهم في الدنيا زاكية ، وعينهم باكية وكان ليلهم في دنياهم نهارا تخشعا واستغفارا ، وكان نهارهم ليلا توحشا وانقطاعا ، فجعل الله لهم الجنة ثوابا (وَكانُوا أَحَقَّ بِها وَأَهْلَها) في ملك دائم ونعيم قائم.

١٤٠ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه‌الله عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في حديث طويل يقول فيه وقد ذكر عليا وأولاده عليهم‌السلام : الا ان أولياؤهم الذين يدخلون الجنة آمنين ، ويتلقاهم الملائكة بالتسليم ان طبتم فادخلوها خالدين.

١٤١ ـ في تفسير على بن إبراهيم قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : ان فلانا وفلانا غصبوا

٥٠٧

حقنا واشتروا به الإماء وتزوجوا به النساء ، الا وانا قد جعلنا شيعتنا من ذلك في حل لتطيب مواليدهم.

١٤٢ ـ في كتاب التوحيد حديث طويل عن أمير المؤمنين عليه‌السلام يقول فيه وقد سئله رجل عما اشتبه عليه من الآيات فأما قوله عزوجل : (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ) فان ذلك في موضع ينتهى فيه أولياء الله عزوجل بعد ما يفرغ من الحساب إلى نهر يسمى الحيوان ، فيغتسلون فيه ويشربون منه ، فتنضر وجوههم إشراقا ، فيذهب عنهم كل قذى ووعث (١) ثم يؤمرون بدخول الجنة ، فمن هذا المقام ينظرون إلى ربهم كيف يثيبهم ومنه يدخلون الجنة فذلك قوله عزوجل في تسليم الملائكة عليهم : (سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوها خالِدِينَ) فعند ذلك أيقنوا بدخول الجنة والنظر إلى ما وعدهم ، فذلك قوله : (إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ) وانما يعنى بالنظر اليه بالنظر إلى ثوابه تبارك وتعالى.

١٤٣ ـ في الكافي سهل بن زياد قال : روى أصحابنا ان حد القبر إلى الترقوة وقال بعضهم إلى الثدي ، وقال بعضهم قامة الرجل حتى يمد الثوب على رأس من في القبر واما اللحد فبقدر ما يمكن فيه الجلوس ، قال : ولما حضر على بن الحسين عليهما‌السلام الوفاة أغمي عليه فبقي ساعة ثم رفع عنه الثوب ثم قال : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ) ، ثم قال : احفروا إلى وابلغوا إلى الرشح ثم مد الثوب عليه فمات عليه‌السلام.

١٤٤ ـ في تفسير على بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشاءُ) يعنى ارض الجنة.

١٤٥ ـ حدثني أبي قال : حدثنا إسماعيل بن همام عن أبي الحسن عليه‌السلام قال : فلما حضر على بن الحسين عليه‌السلام الوفاة أغمي عليه ثلاث مرات ، فقال في المرة الاخيرة : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ) ثم مات عليه‌السلام.

__________________

(١) القذى : ما يقع في العين وفي الشراب من تبنة أو غيرها ، والوعث : الهزال ثم أستعير لكل امر شاق من تعب أو اثم.

٥٠٨

١٤٦ ـ في أصول الكافي في محمد بن احمد عن عمه عبد الله بن الصلت عن الحسن بن على بن بنت الياس عن أبي الحسن عليه‌السلام قال : سمعته يقول : ان على بن الحسينعليهما‌السلام ، لما حضرته الوفاة أغمي عليه ثم فتح عينيه وقرء : (إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ) و (إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً) وقال : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ) ثم قبض من ساعته ولم يقل شيئا.

١٤٧ ـ وباسناده إلى أبي حمزة الثمالي عن على بن الحسين عليهما‌السلام قال : إذا جمع الله الأولين والآخرين قام مناد فنادى يسمع الناس فيقول : اين المتحابون في الله؟ قال : فيقوم عنق من الناس فيقال لهم : اذهبوا إلى الجنة بغير حساب ، قال : فتتلقاهم الملائكة فيقولون : إلى اين؟ فيقولون : إلى الجنة بغير حساب ، قال : فيقولون : فأى حزب أنتم من الناس؟ فيقولون : نحن المتحابون في الله ، قال : فيقولون : «واى شيء كانت أعمالكم؟ قالوا : كنا نحب في الله ونبغض في الله ، قال : فيقولون : (نِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ).

١٤٨ ـ على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبي أيوب قال : سمعت أبا حمزة يقول : سمعت العبد الصالح عليه‌السلام يقول : من زار أخاه المؤمن لله لا لغيره يطلب به ثواب الله وينجز ما وعده الله عزوجل وكل الله عزوجل به سبعين الف ملك من حين يخرج من منزله حتى يعود اليه ، ينادونه : الا طبت وطابت لك الجنة تبوأت من الجنة منزلا.

١٤٩ ـ في كتاب التوحيد خطبة عجيبة لأمير المؤمنين على عليه‌السلام وفيها ثم ان الله ـ وله الحمد ـ افتتح الكتاب بالحمد لنفسه وختم امر الدنيا ومجيئ الآخرة بالحمد لنفسه ، فقال : (وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ).

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : من قرء حم

٥٠٩

المؤمن في كل ليلة غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، والزمه كلمة التقوى وجعل الآخرة خيرا له من الدنيا.

٢ ـ وباسناده عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : الحواميم رياحين القرآن ، فاذا قرأتموها فاحمده الله واشكروه كثيرا لحفظها وتلاوتها ، ان العبد ليقوم ويقرا الحواميم فيخرج من فيه أطيب من المسك الا ذفر والعنبر ، وان الله عزوجل ليرحم تاليها وقارئها ويرحم جيرانه واصدقائه ومعارفه وكل حميم وقريب له ، وانه في يوم القيامة يستغفر له العرش والكرسي وملائكة الله المقربون.

٣ ـ في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : ومن قرأ سورة حم المؤمن لم يبق روح نبي ولا صديق ولا مؤمن الا صلوا عليه واستغفروا له.

٤ ـ وروى أبو برزة الأسلمي عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال من أحب ان يرتع في رياض الجنة فليقرأ الحواميم في صلوة الليل.

٥ ـ انس بن مالك عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : الحواميم تاج القرآن.

٦ ـ في تفسير على بن إبراهيم الحسن عن سيف بن عميرة عن منصور بن حازم عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : من قرء الحواميم في ليلة قبل ان ينام كان في درجة محمد وآل محمد وإبراهيم صلوات الله عليهما وآل إبراهيم ، وكل قريب له أو بسبيل اليه ، ثم قال أبو عبد الله عليه‌السلام : الحواميم تأتى يوم القيامة اثنى من أحسن الناس وجها وأطيبه ، معها الف الف ملك مع كل ملك الف الف ملك حتى تقف بين يدي الله عزوجل ، فيقول لها الرب : من ذا الذي يقرأك فيقضى قراءتك؟ فيقوم طائفة من الناس لا يحصيهم الا الله فيقول لهم : لعمري لقد أحسنتم تلاوة الحواميم فمتم بها في حيوتكم الدنيا ، وعزتي وجلالي لا تسألونى اليوم شيئا كائنا ما كان الا أعطيتكم ، ولو سألتمونى جميع جناتى أو جميع ما أعطيته عبادي الصالحين وأعدته لهم ، فيسألونه جميع ما أرادوا أو تمنوا ، ثم يؤمر بهم إلى منازلهم في الجنة وقد أعد لهم فيها ما لم يخطر على بال مما لا عين رأت ولا اذن سمعت.

٧ ـ في كتاب معاني الاخبار وباسناده إلى سفيان بن سعيد الثوري عن الصادقعليه‌السلام حديث طويل يقول فيه عليه‌السلام : واما حم فمعناه الحميد المجيد.

٥١٠

٨ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى عبد الرحمان بن سمرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لعن المجادلون في دين الله على لسان سبعين نبيا ، ومن جادل في آيات الله فقد كفر قال الله عزوجل : (ما يُجادِلُ فِي آياتِ اللهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلادِ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٩ ـ في تفسير على بن إبراهيم حدثنا محمد بن عبد الله الحميري عن أبيه عن محمد بن الحسين ومحمد بن عبد الجبار جميعا عن محمد بن سنان عن المنخل بن خليل الرقى عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله : (وَكَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحابُ النَّارِ) يعنى بنى امية.

١٠ ـ في روضة الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبي عبد الله عليه‌السلام انه قال لأبي بصير : يا أبا محمد ان الله ملئكة يسقطون الذنوب عن ظهور شيعتنا كما يسقط الريح الورق في أوان سقوطه ، وذلك قوله عزوجل : (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا) استغفارهم والله لكم دون هذا الخلق ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١١ ـ محمد بن احمد عن عبد الله بن الصلت عن يونس عمن ذكره عن أبي بصير قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : يا با محمد ان لله عز ذكره ملائكة يسقطون الذنوب عن ظهور شيعتنا كما تسقط الريح الورق من الشجر أوان سقوطه ، وذلك قوله عزوجل : (يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا) والله ما أراد غيركم.

١٢ ـ في عيون الاخبار باسناده عن الرضا عن على بن أبي طالب عليهما‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حديث طويل وفيه يقول صلى‌الله‌عليه‌وآله : وان الملائكة لخدامنا وخدام محبينا ، يا على (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا) بولايتنا.

١٣ ـ في تفسير على بن إبراهيم حدثني أبي عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقري عن حماد عن أبي عبد الله عليه‌السلام انه سئل : الملائكة أكثر أم بنو آدم؟ فقال : والذي نفسي بيده لملائكة الله في السموات أكثر من عدد التراب في الأرض ، وما في السماء موضع قدم الا وفيه ملك يسبحه ويقدسه ، ولا في الأرض شجرة ولا مدرة

٥١١

الا وفيها ملك موكل بها يأتى الله كل يوم بعملها ، والله اعلم بها ، وما منهم أحدا الا ويتقرب كل يوم إلى الله بولايتنا أهل البيت ويستغفر لمحبنا ويلعن أعدائنا ، ويسأل الله عزوجل ان يرسل عليهم العذاب إرسالا ، وقوله : (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ) يعنى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله والأوصياء من بعده يحملون علم الله (وَمَنْ حَوْلَهُ) يعنى الملائكة (يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ) يعنى شيعة آل محمد (رَبَّنا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تابُوا) من ولاية فلان وفلان وبنى امية «واتبعوا سبيلك» اى ولاية ولى الله (وَقِهِمْ عَذابَ الْجَحِيمِ) إلى قوله «الحكيم» يعنى من تولى عليا عليه‌السلام ، فذلك صلاحهم (وَقِهِمُ السَّيِّئاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ) يعنى يوم القيامة (وَذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) لمن نجاه الله من هؤلاء يعنى ولاية فلان وفلان وفلان.

١٤ ـ في أصول الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابنا رفعه قال : ان الله عزوجل اعطى التائبين ثلاث خصال لو اعطى خصلة منها جميع أهل السماوات والأرض لنجوا بها ، قوله : (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذابَ الْجَحِيمِ* رَبَّنا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَأَزْواجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ* وَقِهِمُ السَّيِّئاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٥ ـ في الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن حريز عن محمد ابن مسلم عن أحدهما عليهما‌السلام قال : الصلوة على المستضعف والذي لا يعرف الصلوة على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله والدعاء للمؤمنين والمؤمنات يقول : ربنا اغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم إلى آخر الآيتين.

١٦ ـ على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إذا صليت على المؤمن فادع له واجتهد له في الدعاء ، وان كان واقفا مستضعفا فكبر وقل : اللهم اغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم.

٥١٢

١٧ ـ على بن إبراهيم عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن رجل عن سليمان بن خالد عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : يقول : اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله اللهم صلى على محمد عبدك ورسولك ، اللهم صلى على محمد وآل محمد وتقبل شفاعته وبيض وجهه وأكثر تبعه ، اللهم اغفر لي وارحمني وتب على ، اللهم اغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم ، فان كان مؤمنا دخل فيها ، وان كان ليس بمؤمن خرج منها.

١٨ ـ في تفسير على بن إبراهيم ثم قال جل ذكره : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا) يعنى بنى ـ امية (يُنادَوْنَ لَمَقْتُ اللهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمانِ) يعنى إلى ولاية على صلوات الله عليه.

١٩ ـ وقال على بن إبراهيم رحمه‌الله في قوله عزوجل : (رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ) إلى قوله من سبيل قال الصادق عليه‌السلام : ذلك في الرجعة.

٢٠ ـ أخبرنا الحسين بن محمد عن المعلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن جعفر بن بشير عن الحكم بن زهير عن محمد بن حمدان عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله عزوجل : (إِذا دُعِيَ اللهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ) يقول : إذا ذكر الله وحده بولاية من امر الله بولايته كفرتم ، وان يشرك به من ليست له ولاية تؤمنوا.

٢١ ـ في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن على بن أسباط عن على بن منصور عن إبراهيم بن عبد الحميد عن الوليد بن صبيح عن أبي عبد اللهعليه‌السلام : «ذلكم بأنه إذا دعا الله وحده وأهل الولاية كفرتم».

٢٢ ـ في نهج البلاغة كبير لا يوصف بالخفاء.

٢٣ ـ في تفسير على بن إبراهيم وقال على بن إبراهيم رحمه‌الله في قوله عزوجل : (هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آياتِهِ) يعنى الائمة صلوات الله عليهم الذين أخبرنا الله عزوجل ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بهم ، وقوله : (رَفِيعُ الدَّرَجاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ) قال : روح القدس عليه‌السلام ، وهو خاص لرسول الله والائمة

٥١٣

صلوات الله عليهم ، وقوله عزوجل : (لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ) قال : يوم يلتقي أهل السموات والأرض

٢٤ ـ في كتاب معاني الاخبار أبي رحمه‌الله قال : حدثنا سعد بن عبد الله عن القاسم ابن محمد الاصفهانى عن داود عن حفص بن غياث عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : يوم التلاق يوم يلتقي أهل السماء وأهل الأرض.

٢٥ ـ في كتاب التوحيد حدثنا محمد بن بكران النقاش رحمه‌الله بالكوفة. قال حدثنا احمد بن محمد الهمداني قال : حدثني على بن الحسن بن فضال عن أبيه عن أبي الحسن على بن موسى الرضا عليه‌السلام قال : حدثني أبي عن أبيه عن جده عن أمير المؤمنين عليه‌السلام في أب ت ث انه قال : الالف آلاء الله إلى قوله عليه‌السلام : فالميم ملك الله يوم لا مالك غيره ، ويقول الله عزوجل : (لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ) ثم تنطق أرواح أنبيائه ورسله وحججه فيقولون : (لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ) فيقول الله جل جلاله : (الْيَوْمَ تُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ لا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسابِ).

٢٦ ـ في نهج البلاغة وانه سبحانه يعود بعد فناء الدنيا وحده لا شيء معه كما كان قبل ابتدائها كذلك يكون بعد فنائها بلا وقت ولا مكان ولا حين ولا زمان ، عدمت عند ذلك الآجال والأوقات ، وزالت السنون والساعات ، فلا شيء الا الله الواحد القهار الذي اليه مصير جميع الأمور ، بلا قدرة منها كان ابتداء خلقها ، وبغير امتناع منها كان فناؤها ، ولو قدرت على الامتناع لدام بقاؤها.

٢٧ ـ في تفسير على بن إبراهيم حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن زيد النرسي عن عبيد بن زرارة قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : إذا أمات الله أهل الأرض لبث كمثل ما خلق الله الخلق ، ومثل ما أمات أهل الأرض وأهل سماء الدنيا وأضعاف ذلك ، ثم أمات أهل الأرض وأهل السماء الدنيا الثانية ثم لبث مثل ما خلق الله الخلق ومثل ما أمات أهل الأرض وأهل السماء الدنيا والسماء الثانية وأضعاف ذلك ، ثم أمات أهل السماء الثانية ثم لبث مثل ما خلق الله الخلق ومثل ما أمات أهل الأرض وأهل السماء الدنيا والسماء الثانية وأضعاف ذلك ، ثم أمات أهل السماء الثالثة ثم لبث مثل ما خلق الله الخلق ومثل ما أمات أهل الأرض وأهل سماء الدنيا والسماء الثانية والثالثة وأضعاف ذلك ، في كل سماء مثل ذلك وأضعاف ذلك ، ثم أمات

٥١٤

ميكائيل ثم لبث مثل ما خلق الله الخلق ومثل ذلك كله وأضعاف ذلك ثم أمات جبرئيل عليه‌السلام ثم لبث مثل ما خلق الله الخلق ومثل ذلك كله وأضعاف ذلك ثم أمات إسرافيل عليه‌السلام ، ثم لبث مثل ما خلق الله الخلق ومثل ذلك كله وأضعاف ذلك ثم أمات ملك الموت ، ثم لبث مثل ما خلق الله الخلق ومثل ذلك كله وأضعاف ذلك ثم يقول الله عزوجل : (لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ) فيرد الله على نفسه (لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ) اين الجبارون؟ واين المتكبرون؟ واين الذين ادعوا معى إلها آخر؟ اين المتكبرون ونخوتهم؟ ثم يبعث الخلق ، قال عبيد بن زرارة : فقلت : ان هذا الأمر كله يطول بذلك؟ فقال : أرأيت ما كان هل علمت به؟ فقلت : لا ، قال : فكذلك هذا.

٢٨ ـ حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن محمد بن النعمان الأحول عن سلام بن المستنير عن ثوير بن أبي فاختة عن على بن الحسين عليهما‌السلام قال : سئل عن ـ النفختين كم بينهما؟ قال : ما شاء الله ، فقيل له : فأخبرنى يا بن رسول الله كيف ينفخ فيه؟ فقال : اما النفخة الاولى فان الله يأمر إسرافيل فيهبط إلى الدنيا ومعه الصور ، وللصور رأس واحد وطرفان ، وبين طرف كل رأس منهما إلى الآخر مثل ما بين السماء والأرض ، قال : فاذا رأت الملائكة إسرافيل قد هبط إلى الدنيا ومعه الصور ، قالوا : قد اذن الله في موت أهل الأرض وفي موت أهل السماء ، قال فيهبط إسرافيل بحضيرة بيت المقدس ويستقبل الكعبة ، فإذا رأوه أهل الأرض قالوا : قد اذن الله في موت أهل الأرض فينفخ فيه نفخة فيخرج الصوت من الطرف الذي يلي أهل الأرض. فلا يبقى في الأرض ذو روح الا صعق ومات ، ويخرج الصوت من الطرف الذي يلي السماوات فلا يبقى في السماوات ذو روح الا صعق ومات الا إسرافيل ، قال : فيقول الله لاسرافيل : يا إسرافيل مت فيموت إسرافيل ، فيمكثون في ذلك ما شاء الله ، ثم يأمر السماوات فتمور ويأمر الجبال فتسير ، وهو قوله : (يَوْمَ تَمُورُ السَّماءُ مَوْراً وَتَسِيرُ الْجِبالُ سَيْراً) يعنى تبسط و (تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ) يعنى بأرض لم تكسب عليها الذنوب بارزة ليس عليها جبال ولا نبات كما دحاها أول مرة ، ويعيد عرشه على الماء كما كان أول مرة مستقلا بعظمته وقدرته ، قال : فعند ذلك ينادى الجبار جل جلاله بصوت من قبله جهوري يسمع أقطار

٥١٥

السماوات والأرضين : (لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ) فلم يجبه مجيب ، فعند ذلك يقول الجبار عزوجل مجيبا لنفسه : (لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ) وانا قهرت الخلائق كلهم فأمتهم انى انا الله لا اله الا انا وحدي لا شريك لي ولا وزير وانا خلقت خلقي بيدي إلخ وقد سبق آخر الزمر.

٢٩ ـ في مجمع البيان (الْيَوْمَ تُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ) وفي الحديث ان الله تعالى يقول : انا المالك انا الديان لا ينبغي لأحد من أهل الجنة ان يدخل الجنة ولا لأحد من أهل النار ان يدخل النار وعنده مظلمة حتى اقصه منه ثم تلا هذه الآية.

٣٠ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن أبي المعزا قال : حدثني يعقوب الأحمر قال : دخلنا على أبي عبد الله عليه‌السلام نعزيه بإسماعيل فترحم عليه ثم قال : ان الله عزوجل نعى إلى نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله نفسه فقال : (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ) وقال : (كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ) ثم انشأ يحدث فقال : انه يموت أهل الأرض حتى لا يبقى أحد ، ثم يموت أهل السماء حتى لا يبقى احمد الا ملك الموت وحملة العرش وجبرئيل وميكائيل عليهم‌السلام ، قال : فيجيء ملك الموت حتى يقوم بين يدي الله عزوجل فيقال : من بقي ـ وهو اعلم ـ؟ فيقول : يا رب لم يبق الا ملك الموت وحملة العرش وجبرئيل وميكائيل ، فيقال له : قل لجبرئيل وميكائيل فليموتا ، فيقول الملائكة (١) عند ذلك: يا رب رسوليك وأمينيك؟ فيقول انى قد قضيت على كل نفس فيها الروح الموت ، ثم يجيء ملك الموت حتى يقف بين يدي الله عزوجل فيقال له من بقي؟ ـ وهو اعلم ـ فيقول : يا رب لم يبق الا ملك الموت وحملة العرش ، فيقال : قل لحملة العرش فليموتوا ، قال : ثم يجيء كئيبا حزينا لا يرفع طرفة فيقال له : من بقي؟ ـ وهو اعلم ـ فيقول : يا رب لم يبق الا ملك الموت ، فيقال له : مت يا ملك الموت فيموت ، ثم يأخذ الأرض والسماوات بيمينه(٢)

__________________

(١) اى حملة العرش.

(٢) اشارة الى قوله تعالى : (وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ) في سورة الزمر : ٦٦ وقد مر تفسيره في كلام الائمة عليهم‌السلام وغيره مما ذكره المفسرون في السورة السابقة تحت رقم (١١٠) فراجع.

٥١٦

ويقول : اين الذين كانوا يدعون معى شريكا؟ اين الذين كانوا يجعلون معى ـ إلها آخر؟.

٣١ ـ في روضة الكافي كلام لعلى بن الحسين عليهما‌السلام يقول فيه : واعلم يا بن آدم ان وراء هذا أعظم وافطع وأوجع للقلوب يوم القيامة ، وذلك يوم الازفة إذا القلوب لدى الحناجر كاظمين.

٣٢ ـ حدثنا احمد بن زياد بن جعفر الهمداني قال حدثنا على بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن موسى بن جعفر عليه‌السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيهعليه‌السلام : يا أبا احمد ما من مؤمن يرتكب ذنبا الا ساءه ذلك وندم عليه ، وقد قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : كفي بالندم توبة وقال عليه‌السلام : من سرته حسنته وسائته سيئته فهو مؤمن فان لم يندم على ذنب يرتكبه فليس بمؤمن ولم تجب له الشفاعة وكان ظالما ، والله تعالى يقول : (ما لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطاعُ).

٣٣ ـ في كتاب معاني الاخبار باسناده إلى عبد الرحمن بن سلمة الحريري قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : (يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ) فقال : الم تر إلى الرجل ينظر إلى الشيء وكأنه لا ينظر فذلك خائنة الأعين.

٣٤ ـ في مجمع البيان وفي الخبران النظرة الاولى لك والثانية عليك ، فعلى هذا يكون الثانية محرمة فيه المراد بخائنة الأعين.

٣٥ ـ وفيه قال عليه‌السلام لأصحابه يوم فتح مكة وقد جاء عثمان بعبد الله بن سعد بن أبي سرح يستأمنه منه وكان صلى‌الله‌عليه‌وآله قبل ذلك أهدر دمه وامر بقتله ، فلما راى عثمان استحيى من رده وسكت طويلا ليقتله بعض المؤمنين ثم امنه بعد تردد المسئلة من عثمان وقال : اما كان منكم رجل رشيد يقوم إلى هذا فيقتله؟ فقال له عباد بن بشر : يا رسول الله ان عيني ما زالت في عينك انتظارا ان تومئ فأقتله ، فقال عليه‌السلام : ان الأنبياء لا يكون لهم خائنة أعين.

٣٦ ـ في نهج البلاغة قسم أرزاقهم واحصى آثارهم وأعمالهم وعدد أنفاسهم وخائنة أعينهم وما تخفي صدورهم من الضمير.

٥١٧

٣٧ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى إسماعيل بن منصور أبي زياد عن رجل عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول فرعون : (ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسى) ما كان يمنعه؟ قال : منعته رشدته ، ولا يقتل الأنبياء ولا أولاد الأنبياء الا أولاد الزنا.

٣٨ ـ في بصائر الدرجات محمد بن عيسى عن الحسن بن على بن فضال عن الحسن ابن عثمان عن يحيى الحلبي عن أبيه عن أبي جعفر عليه‌السلام قال له رجل وانا عنده : ان الحسن البصري يروى ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : من كتم علما جاء يوم القيامة ملجما بلجام من نار؟ فقال : كذب ويحه فأين قول الله تعالى : (وَقالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللهُ) ثم مد بها صوته فقال : فليذهبوا حيث شاؤا ، اما والله لا يجدون العلم الا هاهنا ثم سكت ساعة ، ثم قال : عند آل محمد.

٣٩ ـ في تفسير على بن إبراهيم وكان خازن فرعون مؤمنا بموسى عليه‌السلام قد كتم ايمانه ستمائة سنة ، وهو الذي قال الله عزوجل : (وَقالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللهُ).

٤٠ ـ في عيون الاخبار في باب ذكر مجلس الرضا عليه‌السلام مع المأمون في الفرق بين العترة والامة حديث طويل وفيه قالت العلماء : فأخبرنا هل فسر الله الاصطفاء في الكتاب؟ فقال الرضا عليه‌السلام : فسر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثنى عشر موطنا وموضعا ، فأول ذلك قوله عزوجل إلى ان قال : واما الحادي عشر فقول الله عزوجل في سورة المؤمن حكاية عن قول رجل مؤمن من آل فرعون (وَقالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللهُ وَقَدْ جاءَكُمْ بِالْبَيِّناتِ مِنْ رَبِّكُمْ) إلى تمام الآية فكان ابن خال فرعون ، فنسبه إلى فرعون بنسبه ، ولم يضفه اليه بدينه وكذلك خصصنا نحن إذ كنا من آل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بولادتنا منه ، وعممنا الناس بالدين فهذه فرق بين الآل والامة ، فهذه الحادية عشرة.

٤١ ـ في أصول الكافي بعض أصحابنا رفعه عن هشام بن الحكم قال : قال أبو الحسن موسى بن جعفر عليه‌السلام : يا هشام ثم مدح الله القلة ، وقال : (وَقالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللهُ).

٥١٨

٤٢ ـ في أمالي الصدوق باسناده إلى عبد الرحمن بن أبي ليلى رفعه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الصديقون ثلاثة : حبيب النجار مؤمن آل ياسين الذي يقول (اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ) وحزقيل مؤمن آل فرعون ، وعلى بن أبي طالب وهو أفضلهم.

٤٣ ـ في مجمع البيان قال أبو عبد الله عليه‌السلام : التقية من ديني ودين آبائي ولا دين لمن لا تقية له ، والتقية ترس الله في الأرض ، لأن مؤمن آل فرعون لو أظهر الإسلام لقتل.

٤٤ ـ في كتاب معاني الاخبار أبي رحمه‌الله قال : حدثنا سعد بن عبد الله عن القاسم بن محمد الاصفهانى عن داود عن حفص بن غياث عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : يوم التناد يوم ينادى أهل النار أهل الجنة : (أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنا مِنَ الْماءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ).

٤٥ ـ في مجمع البيان في كتاب النبوة بالإسناد عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه‌السلام قال قلت : فكان يوسف رسولا نبيا؟ قال : نعم ، اما تسمع قول الله عزوجل : (لَقَدْ جاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّناتِ).

٤٦ ـ في روضة الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : ان الله تبارك وتعالى عهد إلى آدم إلى ان قال عليه‌السلام : وكان بين موسى ويوسف عليهم‌السلام الأنبياء.

٤٧ ـ في تفسير على بن إبراهيم وقوله عزوجل : (الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللهِ بِغَيْرِ سُلْطانٍ) يعنى بغير حجة يخاصمون (أَتاهُمْ كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذلِكَ يَطْبَعُ اللهُ عَلى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ) فانه حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن منصور بن يونس عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : ان في النار يتعوذ منها أهل النار ، ما خلقت الا لكل جبار عنيد. ولكل شيطان مريد ، و (كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسابِ) ، ولكل ناصب العداوة لآل محمد صلوات الله عليهم وقال : ان أهون الناس عذابا يوم القيامة لرجل

٥١٩

في ضحضاح (١) من نار عليه نعلان من نار وشرا كان من نار يغلي منها دماغه كما يغلي المرجل (٢) ما يرى ان في النار أحدا أشد عذابا منه ، وما في النار أحد أهون عذابا منه.

٤٨ ـ في كتاب التوحيد حديث طويل عن أمير المؤمنين عليه‌السلام يقول فيه وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الآيات : واما قوله عزوجل : (فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيها بِغَيْرِ حِسابٍ) فان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : قال الله عزوجل : لقد حفت كرامتي ـ أو قال : مودتى ـ لمن يراقبني ويتحاب بجلالي ان وجوههم يوم القيامة من نور على منابر من نور عليهم ثياب خضر ، قيل من هم يا رسول الله؟ قال : قوم ليسوا أنبياء ولا شهداء ، ولكنهم تحابوا بجلال الله و (يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيها بِغَيْرِ حِسابٍ) نسأل الله ان يجعلنا منهم برحمته.

٤٩ ـ في كتاب معاني الاخبار حدثنا احمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن أبي عمير عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله عليه‌السلام قيل له : ان أبا الخطاب يذكر عنك انك قلت له : إذا عرفت الحق فاعمل ما شئت ، قال : لعن الله أبا الخطاب ، والله ما قلت هكذا ، ولكني قلت : إذا عرفت الحق فاعمل ما شئت من خير يقبل منك ان الله عزوجل يقول : (مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً).

٥٠ ـ في مصباح الشريعة قال الصادق عليه‌السلام : المفوض امره إلى الله في راحة الأبد ، والعيش الدائم الرغد (٣) والمفوض حقا هو الفاني عن كل همة دون الله تعالى ، كما قال أمير المؤمنين على عليه‌السلام : رضيت بما قسم الله لي ، وفوضت أمري إلى خالقي كما أحسن الله فيما مضى كذلك يحسن فيما بقي ، قال الله عزوجل في المؤمن من آل فرعون : (وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللهِ إِنَّ اللهَ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ (فَوَقاهُ اللهُ سَيِّئاتِ

__________________

(١) الضحضاح في الأصل ماء رقيق على وجه الأرض ما يبلغ الكعبين فاستعير للنار (عن هامش بعض النسخ)

(٢) المرجل ـ بالكسر ـ : القدر من النحاس.

(٣) عيشة رغد : واسعة طيبة.

٥٢٠