الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي
المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
الموضوع : القرآن وعلومه
الطبعة: ٠
الصفحات: ٦٥٢
مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي) فرده الله خاسئا خائبا أورده البخاري ومسلم في الصحيحين.
٥٩ ـ في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء قال : سألت الرضا عليهالسلام فقلت له : جعلت فداك (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) فقال : نحن أهل الذكر ونحن المسئولون ، قلت : فأنتم المسئولون ونحن السائلون؟ قال : نعم قلت : حقا علينا ان نسألكم؟ قال : نعم ، قلت : حقا عليكم ان تجيبونا؟ قال : لا ذاك إلينا ان شئنا فعلنا وان شئنا لم نفعل ، اما تسمع قول الله تبارك وتعالى : (هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ).
٦٠ ـ على بن إبراهيم عن أبيه عن يحيى بن أبي عمران عن يونس عن بكار بن بكر عن موسى بن أشيم قال : كنت عند أبي عبد الله عليهالسلام فسأله رجل عن آية من كتاب الله عزوجل فأخبره بها ، ثم دخل عليه داخل فسأله عن تلك الآية فأخبره بخلاف ما أخبر الاول ، فدخلني من ذلك ما شاء الله حتى كأن قلبي يشرح بالسكاكين ، فقلت في نفسي : تركت أبا قتادة بالشام لا يخطئ في الواو وشبهة وجئت الى هذا يخطئ هذا الخطاء كله ، فبينا انا كذلك إذ دخل عليه آخر فسأله عن تلك الآية فأخبره بخلاف ما أخبرني وأخبر صاحبي فسكنت نفسي ، فعلمت ان ذلك منه تقية ، قال : ثم التفت الى فقال لي : يا بن أشيم ان الله عزوجل فوض الى سليمان ابن داود عليهالسلام ، فقال : (هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ) وفوض الى نبيه صلىاللهعليهوآله فقال : (ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) فما فوض الى رسول الله صلىاللهعليهوآله فقد فوضه إلينا.
٦١ ـ محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن محمد بن سنان عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : ان الله تبارك وتعالى أدب نبيه صلىاللهعليهوآله فلما انتهى به الى ما أراد قال له (إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ففوض اليه دينه ، فقال : (وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) وان الله عزوجل فرض الفرائض ولم يقسم للجد شيئا ، وان رسول الله صلىاللهعليهوآله أطعمه السدس ، فأجاز الله جل ذكره له ذلك وذلك قول الله عزوجل : (هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ).
٦٢ ـ على بن محمد عن بعض أصحابنا عن الحسين بن عبد الرحمان عن صندل
الخياط عن زيد الشحام قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام في قوله تعالى : (هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ) قال : اعطى سليمان ملكا عظيما ، ثم جرت هذه الآية في رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فكان له ان يعطى من شاء وما يشاء ويمنع من شاء ، وأعطاه أفضل مما اعطى سليمان ، بقوله : (ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا).
٦٣ ـ احمد بن إدريس ومحمد بن يحيى عن الحسن بن على الكوفي عن عبيس ابن هشام عن عبد الله ابن سليمان عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : سألته عن الامام فوض اليه كما فوض إلى سليمان بن داود؟ فقال : نعم ، وذلك ان رجلا سأله عن مسئلة فأجابه فيها ، وسأله آخر تلك المسئلة فأجابه بغير جواب الاول ، ثم سأله آخر فأجابه بغير جواب الأولين ، ثم قال : «هذا عطاؤنا فامنن أو أعط بغير حساب» وهكذا هي في قراءة علىعليهالسلام ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
٦٤ ـ في تفسير على بن إبراهيم حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا عبد الله بن محمد عن أبي داود سليمان بن سفيان عن ثعلبة عن زرارة عن أبي جعفر عليهالسلام في قوله : (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) من المعنون بذلك؟ فقال : نحن والله ، فقلت : فأنتم المسئولون؟ قال : نعم قلت : ونحن السائلون؟ قال : نعم ، قلت : فعلينا ان نسألكم؟ قال : نعم ، قلت : وما عليكم ان تجيبونا؟ قال ، ذلك إلينا ان شئنا فعلنا وان شئنا تركنا ، ثم قال : (هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ).
٦٥ ـ في تفسير العياشي عن حماد بن عثمان قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام ان الأحاديث تختلف عنكم؟ قال : فقال : ان القرآن نزل على سبعة أحرف ، وادنى ما للإمام ان يفتي على سبعة وجوه ، ثم قال (هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ).
٦٦ ـ في بصائر الدرجات محمد بن الحسين عن أبي داود عن سليمان بن سعيد عن ثعلبة عن منصور عن زرارة قال : قلت لأبى جعفر عليهالسلام : قول الله تبارك وتعالى : (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) من المعنون بذلك؟ قال : نحن ، قال : قلت : فأنتم المسئولون؟ قال : نعم ، قلت : ونحن السائلون؟ قال : نعم ، قال قلت : فعلينا ان نسئلكم؟ قال : نعم ، قلت : وعليكم ان تجيبونا. قال : لا ذلك إلينا ان شئنا فعلنا
وان شئنا لم نفعل ، ثم قال : قال الله تعالى : (هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ)
٦٧ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن على بن الحكم عن بعض أصحابنا قال : أولم أبو الحسن موسى صلوات الله عليه وليمة على بعض ولده فأطعم أهل المدينة ثلاثة أيام الفالوذجات في الجفان في المساجد والازقة (١) فعابه بذلك بعض أهل المدينة فبلغه ذلك عليهالسلام ، فقال : ما آتى الله عزوجل نبيا من أنبيائه شيئا الا وقد آتى محمدا صلىاللهعليهوآله مثله ، وزاده ما لم يؤتهم ، قال لسليمان عليهالسلام : (هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ) وقال لمحمد صلىاللهعليهوآله : (وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا).
٦٨ ـ في تفسير على بن إبراهيم حدثني أبي عن احمد بن محمد بن أبي نصر عن عبد الله بن القاسم عن أبي خالد القماط عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : قالت بنوا إسرائيل لسليمان عليهالسلام استخلف علينا ابنك ، فقال : انه لا يصلح لذلك ، فألحوا عليه فقال : انى سائله عن مسائل فان أحسن الجواب فيها استخلفه ، ثم سأله فقال : يا بنى ما طعم الماء وطعم الخبز؟ ومن اى شيء ضعف الصوت وشدته؟ واين موضع العقل من البدن؟ ومن اى شيء القساوة والرقة؟ ومم تعب البدن ودعته ومم مكسب البدن وحرمانه؟. فلم يحبه بشيء منها ، فقال أبو عبد الله عليهالسلام : طعم الماء الحيوة وطعم الخبز القوة (٢) وضعف الصوت وشدته من شحم الكليتين وموضع العقل الدماغ ، الا ترى ان الرجل إذا كان قليل العقل قيل له : ما أخف دماغه ، والقسوة والرقة من القلب ، وهو قوله عزوجل : (فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللهِ) وتعب البدن ودعته من القدمين ، إذا تعبا في المشي يتعب البدن ، وإذا ودعا ودع البدن ومكسب البدن وحرمانه من اليدين إذا عمل بما زادتا على البدن وإذا لم يعمل بهما لم يزدا على البدن شيئا.
٦٩ ـ حدثني أبي عن ابن فضال عن عبد الله بن بحر عن ابن مسكان عن أبي ـ
__________________
(١) الازقة جمع الزقاق : الطريق.
(٢) قيل : ولعل المراد من الطعم هنا الفائدة والنفع ، أو ان الحياة والقوة لو كانتا مما يطعم لكان طعمهما طعم الماء والخبز.
بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : سألته عن بلية أيوب عليهالسلام التي ابتلى بها في الدنيا لأي علة كانت؟ قال : لنعمة أنعم الله عزوجل عليه بها في الدنيا وادى شكرها ، وكان في ذلك الزمان لا يحجب إبليس دون العرش ، فلما صعد وراى شكر نعمة أيوب عليهالسلام حسده إبليس ، فقال : يا رب ان أيوب لم يؤد إليك شكر هذه النعمة الا بما أعطيته من الدنيا ، ولو حرمته دنياه ما ادى إليك شكر نعمة أبدا ، فسلطني على دنياه حتى تعلم انه لم يؤد إليك شكر نعمة أبدا ، فقيل له : قد سلطتك على ماله وولده ، قال : فانحدر إبليس فلم يبق له مالا ولا ولدا الا أعطبه (١) فازداد أيوب لله شكرا وحمدا ، قال : فسلطني على زرعه يا رب ، قال : قد فعلت ، فجاء مع شياطينه فنفخ فيه فاحترق فازداد أيوب لله شكرا وحمدا ، فقال : يا رب سلطنى على غنمه فسلطه على غنمه فأهلكها ، فازداد أيوب لله شكرا وحمدا ، فقال : يا رب سلطنى على بدنه فسلطه على بدنه ما خلا عقله وعينيه ، فنفخ فيه إبليس فصار قرحة واحدة من قرنه إلى قدمه ، فبقي في ذلك دهرا طويلا يحمد الله ويشكره حتى وقع في بدنه الدود ، فكانت تخرج من بدنه فيردها فيقول لها ارجعي إلى موضعك الذي خلقك الله منه ، ونتن حتى أخرجوه أهل القرية من القرية والقوه في المزبلة غارج القرية ، وكانت امرأته رحمة بنت يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم صلوات الله عليهم وعليها ، تتصدق من الناس وتأتيه بما تجده.
قال : فلما طال عليه البلاء وراى إبليس صبره أتى أصحابا لأيوب كانوا رهبانا في الجبال وقال لهم : مروا بنا إلى هذا العبد المبتلى فنسأله عن بليته (٢) فركبوا بغالا شهبا وجاؤا فلما دنوا منه نفرت بغالهم من نتن ريحه ، فنظر بعضهم إلى بعض ثم مشوا اليه وكان فيهم شاب حدث السن فقعدوا اليه فقالوا : يا أيوب لو أخبرتنا بذنبك لعل الله كان يهلكنا إذا سألناه وما نرى ابتلاك بهذا البلاء الذي لم يبتل به أحد الا من امر كنت تستره؟ فقال أيوب عليهالسلام : وعزة ربي انه ليعلم انى ما أكلت طعاما الا ويتيم أو ضعيف يأكل معى ، وما عرض لي أمران كلاهما
__________________
(١) أى أهلكه.
(٢) وفي بعض النسخ «فنبتليه عن بليته».
طاعة الله الا أخذت بأشدهما على بدني ، فقال الشاب : سوءة لكم عيرتم نبي الله حتى أظهر من عبادة ربه ما كان يسترها؟ فقال أيوب عليهالسلام : يا رب لو جلست مجلس الحكم منك لأدليت بحجتي (١) فبعث الله اليه غمامة فقال : يا أيوب أدل بحجتك فقد أقعدتك مقعد الحكم وها انا إذا قريب ولم أزل ، فقال : يا رب انك لتعلم انه لم يعرض لي أمران قط كلاهما لك طاعة الا أخذت بأشدهما على نفسي ، الم أحمدك؟ الم أشكرك؟ الم أسبحك؟ قال : فنودي من الغمامة بعشرة آلاف لسان : يا أيوب من صيرك تعبد الله والناس عنه غافلون؟ وتحمده وتسبحه وتكبره والناس عنه غافلون؟ اتمن على الله بما الله فيه المنة عليك؟.
قال : فأخذ التراب فوضعه في فيه ثم قال : لك العتبى (٢) يا رب أنت فعلت ذلك بى ، فأنزل الله عزوجل عليه ملكا فركض برجله (٣) فخرج الماء فغسله بذلك الماء فعاد أحسن ما كان وأطرأ. وأنبت الله عليه روضة خضراء ورد عليه اهله وماله وولده وزرعه ، وقعد معه الملك يحدثه ويونسه ، فأقبلت امرأته معها الكسرة (٤) فلما انتهت إلى الموضع إذ الموضع متغير وإذا رجلان جالسان ، فبكت وصاحت وقالت : يا أيوب ما دهاك؟ (٥) فناداها أيوب فأقبلت فلما رأته وقد رده الله عليه بدنه ونعمه سجدت لله عزوجل شكرا ، فرأى ذؤابتها مقطوعة ، وذلك انها سألت قوما ان يعطوها ما تحمله إلى أيوب عليهالسلام من الطعام ، وكانت حسنة الذوائب. فقالوا لها : تبيعينا ذؤابتك هذه حتى نعطيك؟ فقطعتها ودفعتها إليهم ، وأخذت منهم طعاما لأيوب ، فلما رآها مقطوعة الشعر غضب وحلف عليها ان يضربها مأة، فأخبرته انه كان سببه كيت وكيت ، فاغتم أيوب من ذلك
__________________
(١) ادلى بحجته : اى احتج بها.
(٢) العتبى : الرضى يقال أعطاه العتبى.
(٣) الركض : تحريك الرجل.
(٤) الكسرة : القطعة من الخبز.
(٥) ما دهاك : اى ما أصابك.
فأوحى الله عزوجل اليه : (خُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِبْ بِهِ وَلا تَحْنَثْ) (١) فأخذ عذقا مشتملا على مأة شمراخ فضربها ضربة واحدة فخرج من يمينه.
ثم قال : (وَوَهَبْنا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ) قال فرد الله عليه اهله الذين ماتوا قبل البلاء ، ورد عليه اهله الذين ماتوا بعد ما أصابهم البلاء كلهم أحياهم الله تعالى له فعاشوا معه.
وسئل أيوب عليهالسلام : بعد ما عافاه الله اى شيء كان أشد عليك مما مر؟ فقال : شماتة الأعداء ، قال فأمطر الله عليه في داره جراد الذهب وكان يجمعه. فكان إذا ذهب الريح منه بشيء عدا خلفه ، فقال له جبرئيل عليهالسلام : اما تشبع يا أيوب؟ قال : ومن يشبع من رزق الله عزوجل؟.
٧٠ ـ في مجمع البيان (أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطانُ بِنُصْبٍ وَعَذابٍ) قيل انه اشتد مرضه حتى تجنبه الناس ، فوسوس الشيطان إلى الناس ان يستقذروه ويخرجوه من بينهم ولا يتركوا امرأته التي تخدمه ان تدخل عليهم. فكان أيوب يتأذى بذلك ويتألم به ، ولم يشك الا لم الذي كان من امر الله سبحانه ، قال قتادة : دام ذلك سبع سنين ، وروى ذلك عن أبي عبد الله عليهالسلام.
٧١ ـ وروى العياشي باسناده ان عباد المكي قال : قال لي سفيان الثوري : انى ارى لك من أبي عبد الله عليهالسلام منزلة فأسئله عن رجل زنى وهو مريض فان أقيم عليه الحد خافوا ان يموت ، ما يقول فيه؟ قال : فسألته فقال لي : هذه المسئلة من تلقاء نفسك أو أمرك بها إنسان؟ فقلت : ان سفيان الثوري أمرني ان أسئلك عنها ، فقال : ان رسول الله صلىاللهعليهوآله أتى برجل أحبن (٢) قد استسقى بطنه وبدت عروق فخذيه وقد زنى بامراة مريضة ، فأمر رسول الله صلىاللهعليهوآله فأتى بعرجون فيه مأة شمراخ ، فضربه به ضربة وضربها به ضربة وخلى سبيلهما ، وذلك قوله : (وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِبْ بِهِ وَلا تَحْنَثْ).
٧٢ ـ في تفسير على بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليهالسلام
__________________
(١) الضغث ـ بالكسر ـ : قبضة حشيش مختلطة الرطب باليابس.
(٢) الحبن ـ محركة ـ : داء في البطن يعظم منه ويوم.
في قوله (أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصارِ) قال : أولوا القوة في العبادة والبصر فيها (هذا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها فَبِئْسَ الْمِهادُ هذا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ) قال : الغساق وادفي جهنم ، فيه ثلاثمأة وثلاثون قصرا في كل قصر ثلاثمأة بيت ، في كل بيت أربعون زاوية ، في كل زاوية شجاع في كل شجاع ثلاثمأة وثلاثون عقربا ، في كل حمة عقرب ثلاثمأة وثلاثون قلة من سهم ، لو ان عقربا منها نضحت سمها على أهل جهنم لوسعهم سمها هذا وان للطاغين لشر مآب وهم الاول والثاني وبنو امية ، ثم ذكر من كان بعدهم ممن غصب آل محمد حقهم فقال : (وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْواجٌ هذا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ) وهم بنوا العباس فيقولون بنوا امية (لا مَرْحَباً بِهِمْ إِنَّهُمْ صالُوا النَّارِ).
٧٣ ـ في مجمع البيان : (هذا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ) الآية روى عن النبيصلىاللهعليهوآله ان النار تضيق عليهم كضيق الزج بالريح.
٧٤ ـ في تفسير على بن إبراهيم متصل بما سبق فيقول بنو فلان : (بَلْ أَنْتُمْ لا مَرْحَباً بِكُمْ أَنْتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنا) وبدأتم بظلم آل محمد فبئس القرار ثم يقول بنو امية (رَبَّنا مَنْ قَدَّمَ لَنا هذا فَزِدْهُ عَذاباً ضِعْفاً فِي النَّارِ) يعنون الاول والثاني ثم يقول أعداء آل محمد في النار (ما لَنا لا نَرى رِجالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ) في الدنيا وهم شيعة أمير المؤمنين عليهالسلام (أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ) ثم قال (إِنَّ ذلِكَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ) فيما بينهم ، ذلك قول الصادق عليهالسلام انكم لفي الجنة تحبرون (١) وفي النار تطلبون.
٧٥ ـ في روضة الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبي عبد الله عليهالسلام انه قال لأبي بصير يا با محمد لقد ذكركم الله إذ حكى عن عدوكم في النار بقوله : (وَقالُوا ما لَنا لا نَرى رِجالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ* أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ) والله ما عنى ولا أراد بهذا غيركم ، صرتم عند أهل هذا العالم شرار الناس ، وأنتم والله في الجنة تحبرون وفي النار تطلبون ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
٧٦ ـ على بن محمد عن احمد بن أبي عبد الله عن عثمان بن عيسى عن ميسر قا :
__________________
(١) اى تنعمون وتكرمون وتمرون يقال : حبره الأمر اى سره.
دخلت على أبي عبد الله عليهالسلام فقال : كيف أصحابك؟ فقلت : جعلت فداك لنحن عندهم اشر من اليهود والنصارى والمجوس والذين أشركوا ، قال : وكان متكئا فاستوى جالسا ثم قال : كيف؟ قلت : والله لنحن عندهم اشر من اليهود والنصارى والذين أشركوا ، فقال: اما والله لا يدخل النار منكم اثنان لا والله ، ولا واحد ، انكم الذين قال الله عزوجل : (وَقالُوا ما لَنا لا نَرى رِجالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ* أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ إِنَّ ذلِكَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ) قال : طلبوكم والله في النار والله ، فما وجدوا منكم أحدا.
٧٧ ـ محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن على بن الحكم عن منصور بن يونس عن عنبسة عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إذا استقر أهل النار في النار يفقدونكم فلا يرون منكم أحدا ، فيقول بعضهم لبعض : (ما لَنا لا نَرى رِجالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ* أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ) قال : وذلك قول الله عزوجل : (إِنَّ ذلِكَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ) يتخاصمون فيكم فيما كانوا يقولون في الدنيا.
٧٨ ـ في مجمع البيان وروى العياشي بالإسناد عن جابر عن أبي عبد الله عليهالسلام انه قال : ان أهل النار يقولون : (ما لَنا لا نَرى رِجالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ) يعنونكم لا يرونكم في النار ، لا يرون والله واحدا منكم في النار.
٧٩ ـ في أمالي شيخ الطائفة قدسسره باسناده قال : دخل سماعة بن مهران على الصادق عليهالسلام فقال له : يا سماعة من شر الناس؟ قال : نحن يا بن رسول الله ، قال : فغضب حتى احمرت وجنتاه ، ثم استوى جالسا وكان متكئا فقال : يا سماعة من شر الناس عند الناس؟ فقلت : والله ما كذبتك يا بن رسول الله ، نحن شر الناس عند الناس لأنهم يسمونا كفارا ورافضة ، فنظر إلى ثم قال : كيف إذا سيق بكم إلى الجنة ، وسيق بهم إلى النار ، فينظرون إليكم فيقولون : (ما لَنا لا نَرى رِجالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ) يا سماعة بن مهران انه من أساء منكم إساءة مشينا إلى الله يوم القيامة بأقدامنا فنشفع فيه فتشفع ، والله لا يدخل النار منكم عشرة رجال والله لا يدخل النار منكم خمسة رجال ، والله لا يدخل النار منكم ثلاثة رجال ، والله لا يدخل النار منكم رجل واحد ، فتنافسوا
في الدرجات ، واكمدوا (١) عدوكم بالورع.
٨٠ ـ في بصائر الدرجات محمد بن الحسين عن عبد الله بن جبلة عن على بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : يا با محمد أنتم في الجنة تحبرون ، وبين أطباق النار تطلبون فلا توجدون ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
٨١ ـ في جوامع الجامع وعن الباقر عليهالسلام يعنونكم لا يرون والله أحدا منكم في النار.
٨٢ ـ في مصباح شيخ الطائفة قدسسره خطبة لأمير المؤمنين عليهالسلام خطب بها يوم الغدير وفيها يقول عليهالسلام : هذا يوم عظيم الشأن إلى قوله : هذا يوم الملاء الأعلى الذي أنتم عنه معرضون.
٨٣ ـ في بصائر الدرجات عباد بن سليمان عن محمد بن سليمان عن أبيه سليمان ابن سدير عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : قلت له : قول الله تبارك وتعالى : (قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ) (قالَ : الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) : الائمة والنبأ : الامامة.
٨٤ ـ في تفسير على بن إبراهيم حدثني خالد عن الحسن بن محبوب عن محمد ابن سنان عن أبي مالك الأسدي عن إسماعيل الجعفي قال : كنت في المسجد الحرام قاعدا وأبو جعفر عليهالسلام في ناحية ، فرفع رأسه فنظر إلى السماء مرة وإلى الكعبة مرة ثم قال : (سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى) وكرر ذلك ثلاث مرات ثم التفت إلى فقال : اى شيء يقولون أهل العراق في هذه الآية يا عراقي؟ قلت : يقولون : اسرى به من المسجد الحرام إلى البيت المقدس ، فقال : ليس هو كما يقولون ولكنه اسرى به من هذه إلى هذه وأشار بيده إلى السماء ، وقال : ما بينهما حرم ، فلما انتهى به إلى سدرة المنتهى تخلف عنه جبرئيل عليهالسلام ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله يا جبرئيل في هذا الموضع تخذلني؟ فقال : تقدم أمامك ، فو الله لقد بلغت مبلغا لم يبلغه أحد من خلق الله قبلك ، فرأيت من نور ربي وحال بيني وبينه السبحة قلت : وما السبحة جعلت فداك؟ فأومى بوجهه إلى الأرض وأومى بيده إلى السماء وهو يقول :
__________________
(١) كذا في النسخ.
جلال ربي ثلاث مرات قال : يا محمد قلت : لبيك يا رب ، قال : فيما اختصم الملاء الأعلى؟ قال : قلت : سبحانك لا علم لي الا ما علمتني ، قال : فوضع يده اى يد القدرة بين ثديي فوجدت بردها بين كتفي ، قال : فلم يسألني عما مضى ولا عما بقي الا علمته ، فقال : يا محمد فيم اختصم الملاء الا على؟ قال : قلت : في الكفارات والدرجات والحسنات ، فقال لي : يا محمد قد انقطع أكلك وانقضت نبوتك فمن وصيك؟ فقلت : يا رب قد بلوت خلقك فلم أر أحدا من خلقك أطوع لي من على ، فقال لي : يا محمد ، فبشره بأنه راية الهدى وامام أوليائي ، ونور لمن أطاعني ، والكلمة التي ألزمتها اليقين. من أحبه فقد أحبني ومن أبغضه فقد ابغضنى ، مع ما انى اخصه بما لم أخص به أحدا ، فقلت : يا رب أخي وصاحبي ووزيري ووارثي فقال : انه امر قد سبق انه مبتلى ومبتلى به ، مع ما انى قد نحلته ونحلته ونحلته ونحلته اربعة أشياء عقدها بيده ، ولا يفصح بها عقدها.
٨٥ ـ في مجمع البيان روى ابن عباس عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : قال لي ربي : أتدري فيم يختصم الملاء الأعلى؟ فقلت : لا ، قال : اختصموا في الكفارات والدرجات ، فاما الكفارات فإسباغ الوضوء في السبرات ، ونقل الاقدام إلى الجماعات وانتظار الصلوة بعد الصلوة ، واما الدرجات فإفشاء السلام ، وإطعام الطعام ، والصلوة بالليل والناس نيام.
٨٦ ـ في كتاب الخصال عن النبي صلىاللهعليهوآله انه لما سئل في المعراج : فيما اختصم الملاء الأعلى قال : في الدرجات والكفارات ، فنوديت : وما الدرجات؟ فقلت : إسباغ الوضوء في السبرات ، والمشي إلى الجماعات وانتظار الصلوة بعد الصلوة ، وولايتي وولاية أهل بيتي حتى الممات ، والحديث طويل فقد أخرجته مسندا على وجهه في كتاب إثبات المعراج ، انتهى.
٨٧ ـ عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن على بن أبي طالب عليهمالسلام عن النبيصلىاللهعليهوآله انه قال في وصية له : يا على ثلاث درجات وثلاث كفارات ، إلى قوله صلىاللهعليهوآله : واما الكفارات فإفشاء السلام وإطعام الطعام والتهجد بالليل والناس نيام.
٨٨ ـ في نهج البلاغة الحمد لله الذي لبس العز والكبرياء واختارهما لنفسه دون خلقه وجعلهما حمى وحرما على غيره ، واصطفاهما لجلاله وجعل اللعنة على من نازعه فيهما في عباده ، ثم اختبر بذلك ملائكته المقربين ليميز المتواضعين منهم من المستكبرين فقال سبحانه ـ وهو العالم بمضرات القلوب ومحجوبات الغيوب : (إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ إِلَّا إِبْلِيسَ) اعترضته الحمية فافتخر على آدم بخلقه وتعصب عليه لأصله فعدو الله امام المتعصبين وسلف المستكبرين الذي وضع أساس العصبية ونازع الله رداء الجبرية ، وادرع (١) لباس التعزز وخلع قناع التذلل ، الا ترون كيف صغره الله بتكبره ، ووضعه بترفعه ، فجعله في الدنيا مدحورا (٢) وأعد له في الآخرة سعيرا ، ولو أراد الله سبحانه ان يخلق آدم من نور يخطف الأبصار ضياءه ، ويبهر العقول رواؤه وطيب يأخذ الأنفاس عرفه (٣) لفعل ولو فعل لظلت له الأعناق خاضعة ، ولخفت البلوى فيه على الملائكة ، ولكن الله سبحانه ابتلى خلقه ببعض ما يجهلون أصله تمييزا بالاختبار لهم ، ونفيا للاستكبار عنهم ، وابعادا للخيلاء منهم (٤) فاعتبروا بما كان من فعل الله إبليس إذا أحبط عمله الطويل ، وجهده الجهيد ، وكان قد عبد الله ستة آلاف سنة لا يدرى امن سنى الدنيا أم من سنى الآخرة من كبر ساعة واحدة ، فمن ذا بعد إبليس يسلم على الله بمثل معصيته ، كلا ، ما كان الله سبحانه ليدخل الجنة بشرا بأمر اخرج به منها ملكا ، ان حكمه في أهل السماء وأهل الأرض لواحد ، وما بين الله وبين أحد من خلقه هوادة (٥) في إباحة حمى حرمة الله تعالى على العالمين.
٨٩ ـ في كتاب معاني الاخبار باسناده إلى عباس بن هلال عن أبي الحسن
__________________
(١) ادرع الرجل : لبس درع الحديد.
(٢) اى مطرودا مبعدا ، يقال : دحره الله دحورا اى أقصاه وطرده.
(٣) الرؤاء ـ بالهمزة والمد ـ : المنظر الحسن. والعرف : الريح الطيبة.
(٤) الخيلاء : الكبر.
(٥) الهوادة : الموادعة والمصالحة.
الرضا عليهالسلام انه ذكر ان اسم إبليس الحارث وانما قول الله عزوجل يا إبليس : يا عاصي ، وسمى إبليس لأنه أبلس من رحمة الله (١).
٩٠ ـ في عيون الاخبار باسناده إلى محمد بن عبيدة قال : سألت الرضا عليهالسلام عن قول الله تعالى لإبليس : (ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَ) قال : يعنى بقدرتي وقوتي.
٩١ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى محمد بن مسلم قال : سئلت أبا جعفر عليهالسلام فقلت : قول الله عزوجل : (يا إِبْلِيسُ ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ) فقال : اليد في كلام العرب القوة والنعمة ، قال الله : (وَاذْكُرْ عَبْدَنا داوُدَ ذَا الْأَيْدِ) وقال : «والسماء بنيناها بأيد» اى بقوة ، وقال : (وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ) اى قوة ويقال : لفلان عندي يد بيضاء اى نعمة.
٩٢ ـ في تفسير على بن إبراهيم حدثنا محمد بن احمد بن ثابت قال حدثنا القاسم ابن إسماعيل الهاشمي عن محمد بن سنان عن الحسين بن مختار عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : لو ان الله عزوجل خلق الخلق كلهم بيده لم يحتج في آدم عليهالسلام انه خلقه بيده فيقول : (ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَ) افترى الله عزوجل يبعث الأشياء بيده.
٩٣ ـ حدثني أبي عن سعيد بن أبي سعيد عن إسحاق بن جرير قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام اى شيء يقول أصحابك في قول إبليس : (خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ) قلت جعلت فداك قد قال ذلك وذكره الله عزوجل في كتابه ، فقال : كذب إبليس يا إسحاق ما خلقه الله عزوجل الا من طين ، ثم قال : قال الله عزوجل : (الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ ناراً فَإِذا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ) خلقه الله عزوجل من تلك النار ، ومن تلك الشجرة والشجرة أصلها من طين.
٩٤ ـ أخبرنا احمد بن إدريس قال : حدثنا احمد بن محمد عن محمد بن يونس عن رجل عن أبي عبد الله عليهالسلام في قول الله تبارك وتعالى : (فَأَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ قالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ) قال : (يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ) يوم يذبحه رسول اللهصلىاللهعليهوآله على الصخرة التي في بيت المقدس.
__________________
(١) اى يئس منعها.
٩٥ ـ حدثنا على بن الحسين قال : حدثنا محمد بن أبي عبد الله عن الحسن بن محبوب عن أبي ولاد عن حمران عن أبي جعفر عليهالسلام قال : ان امرأة من المسلمات أتت النبي صلىاللهعليهوآله فقالت : يا رسول الله ان فلانا زوجي وقد نشرت له بطني وأعنته على دنياه وآخرته لم ير منى مكروها أشكوه إليك ، قال : فيم تشكونيه؟ قالت : انه قال : انك على حرام كظهر أمي وقد أخرجني من منزلي فانظر في أمري ، فقال لها رسول الله صلىاللهعليهوآله : ما انزل الله تبارك وتعالى كتابا اقضى فيه بينك وبين زوجك ، وانا اكره ان أكون من المتكلفين ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
٩٦ ـ في مصباح الشريعة قال الصادق عليهالسلام : المتكلف مخطئ وان أصاب ، والمتكلف لا يستحلب في عاقبة امره الا الهوان ، وفي الوقت الا التعب والعنا والشقا ، والمتكلف ظاهره رياء وباطنه نفاق ، وهما جناحان بهما يطير المتكلف ، وليس في الجملة من أخلاق الصالحين ولا من شعار المتقين ، المتكلف في اى باب كان قال الله تعالى لنبيه (قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ).
٩٧ ـ فيمن لا يحضره الفقيه في وصية النبي صلىاللهعليهوآله لعلى عليهالسلام وللمتكلف ثلاث علامات ، يتملق إذا حضر ، ويغتاب إذا غاب ، ويشمت بالمصيبة.
٩٨ ـ في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : (قالَ لُقْمانُ لِابْنِهِ) : يا بنى لكل شيء علامة يعرف بها ويشهد عليها إلى قوله عليهالسلام : وللمتكلف ثلاث علامات ، ينازع من فوقه ، ويقول ما لا يعلم ، ويتعاطى ما لا ينال.
٩٩ ـ عن أبي عبد الله عليهالسلام حديث طويل يقول فيه : ومن العلماء من يضع نفسه للفتاوى ويقول : سلوني ولعله لا يصيب حرفا واحدا ، والله لا يحب المتكلفين ، فذاك في الدرك السادس من النار.
١٠٠ ـ في جوامع الجامع وعن النبي صلىاللهعليهوآله : للمتكلف ثلاث علامات ينازع من فوقه ، ويتعاطى ما لا ينال ، ويقول ما لا يعلم.
١٠١ ـ في كتاب التوحيد حديث طويل عن الرضا عليهالسلام يقول فيه عن على عليهالسلام ان المسلمين قالوا لرسول الله صلىاللهعليهوآله لو أكرهت يا رسول الله من قدرت عليه من الناس
على الإسلام لكثر عددنا وقوينا على عدونا ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ما كنت لألقي الله عزوجل ببدعة لم يحدث إلى فيها شيئا وما انا من المتكلفين.
١٠٢ ـ في روضة الكافي على بن محمد عن على بن العباس عن الحسن بن عبد ـ الرحمان عن عاصم ابن حميد عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليهالسلام في قوله عزوجل : (قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ) قال أمير المؤمنين عليهالسلام : (وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ) قال : عند خروج القائم.
١٠٣ ـ على بن محمد عن على بن العباس عن على بن حماد عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليهالسلام قال : وقال لأعداء الله أولياء الشيطان أهل التكذيب والإنكار : (قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ) يقول : متكلفا ان اسئلكم ما لستم بأهله ، فقال المنافقون عند ذلك بعضهم لبعض : اما يكفي محمدا ان يكون قهرنا عشرين سنة حتى يريد ان يحمل أهل بيته على رقابنا ، فقالوا : ما انزل الله وما هو الا شيء يتقوله يريد ان يرفع أهل بيته على رقابنا ولئن قتل محمد أو مات لننزعنها من أهل بيته ثم لا نعيدها فيهم أبدا ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
١٠٤ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب ان الحسن بن على عليهماالسلام خطب الناس فحمد الله واثنى عليه وتشهد ثم قال : ايها الناس ان الله اختارنا لنفسه وارتضانا لدينه واصطفانا على خلقه وانزل علينا كتابه ووحيه ، وايم الله لا ينقصنا أحد من حقنا شيئا الا انتقصه الله من حقه في عاجل دنياه وآجل آخرته ، ولا يكون علينا دولة الا كانت لنا العاقبة (وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ).
بسم الله الرحمن الرحيم
١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : من قرء سورة الزمر استخفاها من لسانه أعطاه الله من شرف الدنيا والآخرة وأعزه بلا مال ولا عشيرة حتى يهابه من يراه ، وحرم جسده على النار ، وبنى له في الجنة الف مدينة ، في
كل مدينة الف قصر ، في كل قصر مأة حوراء ، وله مع هذا عينان تجريان نضاختان وعينان مدهامتان ، و (حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ) ، و (ذَواتا أَفْنانٍ) ، و (مِنْ كُلِّ فاكِهَةٍ زَوْجانِ)
٢ ـ في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : من قرء سورة الزمر لم يقطع الله رجاه ، وأعطاه ثواب الخائفين الذين خافوا الله تعالى.
٣ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي عن النبي صلىاللهعليهوآله حديث طويل وفيه ثم اقبل صلىاللهعليهوآله على مشركي العرب فقال : وأنتم فلم عبدتم الأصنام من دون الله؟ فقالوا : نتقرب بذلك إلى الله تعالى فقال : أوهي سامعة مطيعة لربها عابدة له حتى تتقربوا بتعظيمها إلى الله؟ قالوا : لا ، قال : فأنتم الذين نحتموها بأيديكم ، فلان تعبدكم هي لو كان يجوز منها العبادة أحرى من ان تعبدوها إذا لم يكن أمركم بتعظيمها من هو العارف بمصالحكم وعواقبكم والحكيم فيما يكلفكم.
٤ ـ في قرب الاسناد للحميري باسناده إلى مسعدة بن زياد قال : وحدثني جعفر عن أبيه ان رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : ان الله تبارك وتعالى يأتى يوم القيامة بكل شيء يعبد من دونه من شمس أو قمر أو غير ذلك ، ثم يسأل كل إنسان عما كان يعبد فيقول كل من عبد غيره: ربنا انا كنا نعبدها لتقربنا إليك زلفي ، قال : فيقول الله تبارك وتعالى للملائكة : اذهبوا بهم وبما كانوا يعبدون إلى النار ما خلا من استثنيت ، فان أولئك عنها مبعدون.
قال عز من قائل : (سُبْحانَهُ هُوَ اللهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ).
٥ ـ في كتاب الخصال ان أعرابيا قام يوم الجمل إلى أمير المؤمنين عليهالسلام فقال : يا أمير المؤمنين أتقول : ان الله واحد فحمل الناس عليه وقالوا : يا أعرابي اما ترى ما فيه أمير المؤمنين من تقسم القلب (١) فقال أمير المؤمنين عليهالسلام : دعوه فان الذي يريده الأعرابي هو الذي نريده من القوم ، ثم قال : يا أعرابي ان القول في ان الله واحد على اربعة أقسام ، فوجهان منها لا يجوز ان على الله تعالى ووجهان يثبتان فيه فاما اللذان لا يجوز ان عليه فقول القائل واحد يقصد به باب الأعداد فهذا ما لا يجوز
__________________
(١) التقسم : التفرق. يقال تقسمته الهموم اى وزعت خواطره.
لان ما لا ثانى له لا يدخل في باب الاعداد الا ترى انه كفر من قال ثالث ثلثة ، وقول القائل هو واحد من الناس يريد به النوع من الجنس فهذا ما لا يجوز. لأنه تشبيه وجل ربنا عن ذلك ، واما الوجهان اللذان يثبتان فيه فقول القائل : هو واحد ليس له في الأشياء شبيه كذلك ربنا ، وقول القائل : انه عزوجل احدى المعنى ، يعنى به أنه لا ينقسم في وجود ولا عقل ولا وهم كذلك ربنا عزوجل (١).
٦ ـ في مجمع البيان عند قوله : (ثُمَّ جَعَلَ مِنْها زَوْجَها) وفي خلق الوالدين قبل الولد ثلاثة أقوال إلى قوله : وثالثها انه خلق الذرية في ظهر آدم وأخرجها من ظهره كالذر ، ثم خلق من بعد ذلك حواء من ضلع من أضلاعه على ما ورد في الاخبار وهذا ضعيف.
٧ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليهالسلام حديث طويل وفيه وقال : (وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعامِ ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ) فانزاله ذلك خلقه إياه.
٨ ـ في تهذيب الأحكام محمد بن الحسن الصفار عن احمد بن محمد بن عيسى عن العباس بن موسى الوراق عن يونس بن عبد الرحمان عن أبي جرير القمى قال : سألت العبد الصالح عليهالسلام عن النطفة ما فيها من الدية وما في العلقة وما في المضغة المخلقة وما يقر في الأرحام؟ قال : انه يخلق في بطن أمه خلقا من بعد خلق ، يكون نطفة أربعين يوما ثم يكون علقة أربعين يوما ، ثم مضغة أربعين يوما ففي النطفة أربعون دينارا ، وفي العلقة ستون دينارا ، وفي المضغة ثمانون دينارا ، فاذا اكتسى العظام لحما ففيه مأة دينار ، قال الله عزوجل : (ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ) فان كان ذكرا ففيه الدية وان كانت أنثى ففيها الدية.
٩ ـ في كتاب معاني الاخبار أبي رحمهالله قال : حدثني محمد بن يحيى العطار عن احمد بن محمد عن على بن السندي عن محمد بن عمرو بن سعيد عن أبيه قال : كنت عند أبي عبد الله عليهالسلام حيث دخل عليه داود الرقى فقال له : جعلت فداك ان الناس يقولون إذا مضى للحمل ستة أشهر فقد فرغ الله من خلقته ، فقال أبو الحسن عليهالسلام : يا داود ادع ولو
__________________
(١) لهذا الحديث بيان في كتاب بحار الأنوار فراجع ان شئت ج ٣ ص ٢٠٧ من الطبعة الحديثة.
بشق الصفا ، فقلت : جعلت فداك واى شيء الصفا؟ قال : ما يخرج مع الولد ، فان الله عزوجل يفعل ما يشاء.
١٠ ـ في نهج البلاغة أم هذا الذي انشأه في ظلمات الأرحام وشعف الأستار نطفة دهاقا ، وعلقة محاقا ، وجنينا وراضعا ، ووليدا ويافعا (١).
١١ ـ في مجمع البيان : في ظلمات ثلاث ظلمة البطن وظلمة الرحم وظلمة المشيمة ، وهو المروي عن أبي جعفر عليهالسلام.
١٢ ـ في كتاب مصباح الزائر لابن طاوس رحمهالله في دعاء الحسين عليهالسلام يوم عرفة : وابتدعت خلقي من منى يمنى ثم أسكنتني في ظلمات ثلاث بين لحم وجلد ودم ، لم تشهر بخلقي ولم تجعل إلى شيئا من أمري ، ثم أخرجتني إلى الدنيا تاما سويا.
١٣ ـ في كتاب التوحيد للمفضل بن عمر المنقول عن أبي عبد الله عليهالسلام في الرد على الدهرية قال عليهالسلام : سنبتدئ يا مفضل بذكر خلق الإنسان فاعتبر به ، فأول ذلك ما يدبر به الجنين في الرحم وهو محجوب في ظلمات ثلاث : ظلمة البطن وظلمة الرحم وظلمة المشيمة ، حيث لا حيلة عنده في طلب غذاء ولا دفع أذى ، ولا استجلاب منفعة ولا دفع مضرة ، فانه يجرى اليه من دم الحيض ما يغذوه كما يغذوا الماء النبات. فلا يزال ذلك غذاؤه حتى إذا كمل خلقه واستحكم بدنه وقوى أديمه (٢) على مباشرة الهواء وبصره على ملاقاة الضياء هاج هذا الطلق بأمه فأزعجه أشد إزعاج ذا عنفة حتى يولد.
١٤ ـ في محاسن البرقي عنه عن بعض أصحابه رفعه في قول الله تبارك وتعالى : (وَلا يَرْضى لِعِبادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ) فقال : الكفر هاهنا الخلاف و
__________________
(١) الشغف ـ بضمتين جمع شغاف بفتح الشين ـ وأصله غلاف القلب يقال شغفه الحب اى بلغ شغافه. والدهاق : المملوءة. والمحاق : ثلاث ليال من آخر الشهر ، وسميت محاقا لان القمر يمتحق فيهن اى يخفى وتبطل صورته ، قال الشارح المعتزلي : وانما جعل العلقة محاقا هاهنا لأنها لم تحصل لها الصورة الانسانية بعد فكانت ممحوة ممحوقة. واليافع : الغلام المراهق لعشرين ، وقيل : ناهز البلوغ.
(٢) الأديم : الجلد.
الشكر الولاية والمعرفة.
١٥ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى فضيل بن يسار قال : سمعت أبا عبد اللهعليهالسلام يقول : شاء وأراد ولم يحب ولم يرض. شاء الا يكون شيء الا بعلمه وأراد مثل ذلك ولم يحب ان يقال له ثالث ثلاثة ولم يرض لعباده الكفر.
١٦ ـ في روضة الكافي محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن الحسن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن عمار الساباطي قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن قول الله عزوجل : (وَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ ضُرٌّ دَعا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ) قال : نزلت في أبي الفصيل (١) انه كان رسول الله عنده ساحرا ، فكان إذا مسه الضر يعنى السقم دعا ربه منيبا اليه يعنى تائبا اليه من قوله : في رسول الله صلىاللهعليهوآله ما يقول (ثُمَّ إِذا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ) يعنى العافية نسي ما كان يدعو اليه يعنى نسي التوبة إلى الله عزوجل مما كان يقول في رسول الله صلىاللهعليهوآله انه ساحر ولذلك قال الله عزوجل : (قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحابِ النَّارِ) يعنى امرتك على الناس بغير حق من الله عزوجل ومن رسوله صلىاللهعليهوآله قال ثم قال ابو ـ عبد الله عليهالسلام : ثم عطف القول من الله عزوجل في على عليهالسلام يخبر بحاله وفضله عند الله تبارك وتعالى (أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَقائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ) ان محمدا رسول الله والذين لا يعلمون ان محمدا رسول الله وانه ساحر كذاب انما يتذكر أولوا الألباب قال : ثم قال أبو عبد الله عليهالسلام : هذا تأويله يا عمار.
١٧ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبي ـ عبد الله عليهالسلام انه قال لأبي بصير يا با محمد لقد ذكرنا الله عزوجل وشيعتنا وعدونا في آية من كتابه فقال عزوجل : (هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ) فنحن الذين يعلمون ، وعدونا الذين لا يعلمون ، وشيعتنا أولوا الألباب ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
١٨ ـ في علل الشرائع أبي رحمهالله قال حدثنا على بن إبراهيم عن أبيه عن حماد
__________________
(١) كنى به عن الاول.
ابن عيسى عن حريز عن زرارة عن أبي جعفر عليهالسلام قال : قلت : (آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَقائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) قال: يعنى صلوة الليل. وفي الكافي مثله سندا ومتنا.
١٩ ـ في أصول الكافي بعض أصحابنا رفعه عن هشام بن الحكم قال : قال لي أبو الحسن موسى بن جعفر عليهالسلام قال الحسن بن على عليهماالسلام : إذا طلبتم الحوائج فاطلبوها من أهلها ، قيل : يا بن رسول الله من أهلها؟ قال : الذين قص الله في كتابه وذكرهم فقال : (إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ) قال : هم أولوا العقول.
٢٠ ـ على بن إبراهيم عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن عبد المؤمن بن القاسم الأنصاري عن سعد عن جابر عن أبي جعفر عليهالسلام في قول الله عزوجل : (هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ) قال أبو جعفر : انما نحن الذين يعلمون ، والذين لا يعلمون عدونا ، وشيعتنا أولوا الألباب.
٢١ ـ عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن جابر عن أبي جعفر عليهالسلام في قوله عزوجل : (هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ) قال : نحن الذين يعلمون ، وعدونا الذين لا يعلمون ، وشيعتنا أولوا الألباب.
٢٢ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) وروى عن الحسن العسكري عليهالسلام انه اتصل بأبى الحسن على بن محمد العسكري عليهماالسلام ان رجلا من فقهاء الشيعة كلهم بعض النصاب فأفحمه بحجته (١) حتى أبان عن فضيحته فدخل على على بن محمد عليهماالسلام وفي صدر مجلسه دست عظيم (٢) منصوب ، وهو قاعد خارج الدست وبحضرته خلق من العلويين وبنى هاشم فما زال يرفعه حتى أجلسه في ذلك الدست واقبل عليه ، فاشتد ذلك على أولئك الاشراف ، فاما العلويون فأجلوه عن العتاب واما الهاشميون فقال له شيخهم : يا بن رسول الله هكذا تؤثر عاميا على سادات بنى هاشم
__________________
(١) أفحمه بالحجة اى أسكته.
(٢) الدست هاهنا بمعنى الوسادة.
من الطالبين والعباسين؟ فقال عليهالسلام : إياكم وان تكونوا من الذين قال الله تبارك وتعالى : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُدْعَوْنَ إِلى كِتابِ اللهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ) أترضون بكتاب الله عزوجل حكما؟ قالوا : بلى ، قال : أو ليس قال الله عزوجل : (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) فكيف تنكرون رفعي لهذا لما رفعه الله ان كسر هذا لفلان الناصب بحجج الله التي علمه إياها ، لا فضل له من كل شرف في النسب ، وفي هذا الحديث شيء حذفناه وهو مذكور عند قوله تعالى : (يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ).
٢٣ ـ في محاسن البرقي عنه عن بعض أصحابنا رفعه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله ما قسم الله لعباده شيئا أفضل من العقل ، فنوم العاقل أفضل من سهر الجاهل ، وإفطار العاقل أفضل من صوم الجاهل ، واقامة العاقل أفضل من شخوص الجاهل ، ولا بعث الله رسولا ولا نبيا حتى يستكمل العقل ويكون عقله أفضل من عقول جميع أمته ، وما يضمر النبي في نفسه أفضل من اجتهاد جميع المجتهدين ، وما ادى العقل فرائض الله حتى عقل منه ولا بلغ جميع العابدين في فضل عبادتهم ما بلغ العاقل من عقلائهم ، هم أولوا الألباب الذين قال الله عزوجل (إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ).
٢٤ ـ عنه عن ابن فضال عن على بن عقبة بن خالد قال : دخلت ومعلى بن خنيس على أبي عبد الله عليهالسلام فأذن لنا وليس هو في مجلسه ، فخرج علينا من جانب من عند نسائه وليس عليه جلباب فلما نظر إلينا رحب وقال : مرحبا بكما وأهلا ، ثم جلس وقال : أنتم أولوا الألباب في كتاب الله قال الله تبارك وتعالى : (إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ) فأبشروا ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
٢٥ ـ في بصائر الدرجات احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن القاسم بن محمد عن على عن أبي بصير قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام عن قول الله عزوجل: (هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ) قال : نحن الذين نعلم وعدونا الذين لا يعلمون ، انما يتذكر أولوا الألباب شيعتنا.
٢٦ ـ محمد بن الحسين عن أبي داود المسترق عن محمد بن مروان قال : قلت