تفسير نور الثقلين - ج ٤

الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي

تفسير نور الثقلين - ج ٤

المؤلف:

الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي


المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
الموضوع : القرآن وعلومه
الطبعة: ٠
الصفحات: ٦٥٢

والمؤمنون الفرع من طين لازب كذلك لا يفرق الله عزوجل بينهم وبين شيعتهم ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٠ ـ في نهج البلاغة ثم جمع سبحانه من حزن الأرض وسهلها وعذبها وسبخها تربة سنها بالماء حتى خلصت ، ولاطها بالبلة حتى لزبت (١).

١١ ـ في تفسير على بن إبراهيم وقوله عزوجل : (احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْواجَهُمْ) قال: الذين ظلموا آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله حقهم «وأزواجهم» قال : أشباههم.

١٢ ـ وفي رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه‌السلام (فَاهْدُوهُمْ إِلى صِراطِ الْجَحِيمِ) يقول: أدعوهم الى طريق الجحيم.

١٣ ـ وقال على بن إبراهيم في قوله عزوجل : (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) قال : عن ولاية أمير المؤمنين صلوات الله عليه.

١٤ ـ في أمالي شيخ الطائفة قدس‌سره باسناده الى أنس بن مالك عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : إذا كان يوم القيامة ونصب الصراط على جهنم لم يجز عليه الا من معه جواز فيه ولاية على بن أبي طالب عليه‌السلام ، وذلك قوله تعالى : (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) يعنى عن ولاية على بن أبي طالب عليه‌السلام.

١٥ ـ في اعتقادات الامامية للصدوق رحمه‌الله قال زرارة للصادق عليه‌السلام : ما تقول يا سيدي في القضاء والقدر؟ قال عليه‌السلام : أقول ان الله تبارك وتعالى إذا جمع العباد يوم القيامة سئلهم عما عهد إليهم ولم يسألهم عما قضى عليهم.

١٦ ـ في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه‌السلام من الاخبار المتفرقة حديث طويل وفي آخره ثم قال عليه‌السلام ـ وقد ذكر عليا عليه‌السلام ـ حاكيا عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : وعزة ربي ان جميع أمتى لموقوفون يوم القيامة ومسئولون عن ولايته ، وذلك قول الله عزوجل (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ).

١٧ ـ وفيه أيضا في باب ما جاء عن الرضا عليه‌السلام من الاخبار المجموعة وباسناده

__________________

(١) الحزن : ما غلظ من الأرض. وسبخها : ما ملح منها. وسنها بالماء اى ملسها. ولاطها من قولهم لطت الحوض بالطين ملطته وطينته به. والبلة من البلل. ولزبت اى التصقت.

٤٠١

قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في قوله تعالى : (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) قال : عن ولاية علىعليه‌السلام.

١٨ ـ وفي هذا الباب أيضا باسناده عن على عليه‌السلام قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أول ما يسأل الله عنه العبد عن حبنا أهل البيت.

١٩ ـ في كتاب الخصال عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تزل قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع : عن عمره فيما أفناه ، وشبابه فيما أبلاه ، وعن ماله من أين كسبه وفيما أنفقه وعن حبنا أهل البيت.

٢٠ ـ في كتاب علل الشرائع قد روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال في تفسير قوله عزوجل : (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) انه لا يجاوز قدما عبد حتى يسأل عن أربع : عن شبابه فيما أبلاه، وعمره فيما أفناه ، وعن ماله من أين جمعه وفيما أنفقه ، وعن حبنا أهل البيت.

٢١ ـ في أصول الكافي على بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يحيى بن عقبة الأزدي عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : كان فيما وعظ به لقمان ابنه : واعلم انك ستسأل غدا إذا وقفت بين يدي الله عزوجل عن أربع : شبابك فيما أبليته ، وعمرك فيما أفنيته ، وما لك مما اكتسبته وفيما أنفقته ، فتأهب لذلك وأعد له جوابا ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٢ ـ أبو على الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن ابن أبي نجران عن أبى جميلة عن جابر عن أبى جعفر عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا معاشر قراء القرآن اتقوا الله عزوجل فيما حملكم من كتابه ، فانى مسئول وإنكم مسئولون ، إنى مسئول عن تبليغ الرسالة ، وأما أنتم فتسألون عما حملتم من كتاب الله وسنتي.

٢٣ ـ في نهج البلاغة اتقوا الله في عباده وبلاده فانكم مسئولون حتى عن البقاع والبهائم.

٢٤ ـ في مجمع البيان (إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) روى أنس بن مالك مرفوعا أنهم مسئولون عما دعوا اليه من البدع.

٤٠٢

٢٥ ـ وقيل : عن ولاية على بن أبى طالب عن أبى سعيد الخدري.

٢٦ ـ في تهذيب الأحكام في الدعاء بعد صلوة الغدير المسند الى الصادق عليه‌السلام أللهم فكما كان من شأنك يا صادق الوعد يا من لا يخلف الميعاد ، يا من هو كل يوم في شأن ان أنعمت علينا بموالاة أوليائك المسئول عنها عبادك ، فانك قلت وقولك الحق : (ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) وقلت : (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ).

٢٧ ـ في تفسير على بن إبراهيم (قالُوا إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنا عَنِ الْيَمِينِ) يعنى فلانا وفلانا (قالُوا بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ).

٢٨ ـ في روضة الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن محمد بن إسحاق المدني عن أبى جعفر عليه‌السلام قال : سئل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ونقل عنه حديثا طويلا يقول فيه حاكيا حال أهل الجنة وأما قوله : (أُولئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ) قال : يعلمه الخدام فيأتون به أولياء الله قبل أن يسألوهم إياه أما قوله عزوجل : (فَواكِهُ وَهُمْ مُكْرَمُونَ) قال : فإنهم لا يشتهون شيئا في الجنة الا أكرموا به.

٢٩ ـ في جوامع الجامع : انا لمدينون أى لمجزيون من الدين الذي هو الجزاء أو ممسوسون مربوبون من ذاته إذا ساسه وفي الحديث : الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت.

٣٠ ـ في تفسير على بن إبراهيم وفي رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه‌السلام (فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَواءِ الْجَحِيمِ) يقول في وسط الجحيم.

٣١ ـ قال على بن إبراهيم رحمه‌الله ثم يقولون في الجنة : (أَفَما نَحْنُ بِمَيِّتِينَ إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولى وَما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).

قال : فحدثني أبى عن على بن مهزيار والحسن بن محبوب عن النضر بن سويد عن درست عن أبى بصير عن أبى جعفر صلوات الله عليه قال : إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار جيء بالموت فيذبح كالكبش بين الجنة والنار ، ثم يقال : خلود فلا موت أبدا ، فيقول أهل الجنة : (أَفَما نَحْنُ بِمَيِّتِينَ إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولى وَما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ لِمِثْلِ هذا فَلْيَعْمَلِ الْعامِلُونَ).

٤٠٣

٣٢ ـ في مجمع البيان (إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ) الآية روى ان قريشا لما سمعت هذه الآية ، قالت : ما نعرف هذه الشجرة ، قال ابن الزبعرى : الزقوم بكلام البربر التمر والزبد ، وفي رواية بلغة اليمن ، فقال أبو جهل لجاريته : يا جارية زقمينا (١) فاتته الجارية بتمر وزبد ، فقال لأصحابه : تزقموا بهذا الذي يخوفكم به محمد فيزعم أن النار تنبت الشجر ، والنار تحرق الشجر ، فأنزل الله سبحانه (إِنَّا جَعَلْناها فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ).

٣٣ ـ وقد روى ان الله تعالى يجوعهم حتى ينسوا عذاب النار من شدة الجوع فيصرخون الى مالك فيحملهم الى تلك الشجرة وفيهم أبو جهل فيأكلون منها فتغلى بطونهم كغلى الحميم ، فيستسقون فيسقون شربة من الماء الحار الذي بلغ نهايته في الحرارة ، فاذا قربوها من وجوههم شوت وجوههم ، فذلك قوله : «يشوى الوجوه» فاذا وصل الى بطونهم صهر ما في بطونهم (٢) كما قال سبحانه : (يُصْهَرُ بِهِ ما فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ) وذلك طعامهم وشرابهم.

٣٤ ـ وفيه عند قوله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ) وروى أيضا عن أبى عبد الله عليه‌السلام أنه قال هو الطعن في الحق والاستهزاء به ، وما كان أبو جهل وأصحابه يجيئون به إذ قال يا معشر قريش : الا أطعمكم من الزقوم الذي يخوفكم به صاحبكم ثم أرسل الى زبد وتمر ، فقال : هذا هو الزقوم الذي يخوفكم به.

٣٥ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد وسهل بن زياد وعلى بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن ابن محبوب عن على بن رئاب عن ضريس الكناسي ، قال قال أبو جعفر عليه‌السلام : ان لله تعالى نارا في المشرق خلقها ليسكنها أرواح الكفار ويأكلون من زقومها ويشربون من حميمها ليلهم فاذا طلع الفجر هاجت الى واد باليمن يقال له برهوت أشد حرا من نيران الدنيا ، كان فيه (فيهما خ ل) يتلاقون ويتعارفون ، فاذا كان المساء عادوا الى النار فهم كذلك الى يوم القيامة.

__________________

(١) اى أطعمينا الزقوم.

(٢) صهر الشيء : أذابه.

٤٠٤

٣٦ ـ في تفسير على بن إبراهيم وفي رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه‌السلام في قولهعزوجل : (وَجَعَلْنا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْباقِينَ) يقول : الحق والنبوة والكتاب والايمان في عقبه وليس كل من في الأرض من بنى آدم من ولد نوح عليه‌السلام ، قال الله عزوجل في كتابه : «و (احْمِلْ فِيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ) منهم و (مَنْ آمَنَ وَما آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ) وقال الله عزوجل أيضا : (ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ).

٣٧ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده الى عبد الحميد بن أبى الديلم عن أبي عبد الله الصادق عليه‌السلام حديث طويل وفيه يقول عليه‌السلام : وبشرهم نوح يهود وأمرهم باتباعه وان يقيموا الوصية كل عام فينظروا فيها ، ويكون عيدا لهم كما أمرهم آدم عليه‌السلام ، فظهرت الجبرية من ولد حام ويافث فاستخفي ولد سام بما عندهم من العلم ، وجرت على سام بعد نوح الدولة لحام ويافث وهو قول الله عزوجل : (وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي ـ الْآخِرِينَ) يقول : تركت على نوح دولة الجبارين ، ويعز الله محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله بذلك قال : وولد لحام السند والهند والحبش. وولد لسام العرب والعجم ، وجرت عليهم الدولة وكانوا يتوارثون الوصية عالم بعد عالم ، حتى بعث الله عزوجل هودا عليه‌السلام.

٣٨ ـ في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه‌السلام أصحابه من الاربعمأة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه : من خاف منكم العقرب فليقرأ هذه الآيات : (سَلامٌ عَلى نُوحٍ فِي الْعالَمِينَ إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ).

٣٩ ـ في تفسير على بن إبراهيم حدثنا ابو العباس قال : حدثنا محمد بن أحمد بن محمد بن عيسى عن النضر بن سويد عن سماعة عن أبى بصير عن أبي جعفر عليه‌السلام انه قال ليهنئكم الاسم ، قلت : وما هو جعلت فداك قال : (وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ) وقوله عزوجل : (فَاسْتَغاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ) فليهنئكم الاسم.

٤٠ ـ في مجمع البيان روى أبو بصير عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : ليهنئكم الاسم ، قلت : وما هو؟ قال : الشيعة ، قلت : ان الناس يعيروننا بذلك! قال : اما تسمع قول الله سبحانه : (وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ) وقوله : (فَاسْتَغاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ)

٤٠٥

٤١ ـ في تفسير على بن إبراهيم وقال على بن إبراهيم في قوله عزوجل : (إِذْ جاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) قال : القلب السليم من الشك ، وقد كتبنا خبره في سورة الشعراء.

قال مؤلف هذا الكتاب عفي الله عنه : لم يذكر رحمه‌الله في الشعراء عند قوله (إِلَّا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) سوى قوله : قال القلب السليم الذي يلقى الله عزوجل وليس فيه أحد سواه وهو أعلم بما قال.

٤٢ ـ في كتاب معاني الاخبار باسناده الى صالح بن سعيد عن رجل من أصحابنا عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : قلت له قوله تعالى : انى سقيم فقال : ما كان إبراهيم سقيما وما كذب انما عنى سقيما في دينه مرتادا.

٤٣ ـ وقد روى أنه عنى بقوله : (إِنِّي سَقِيمٌ) اى سأسقم وكل ميت سقيم وقد قال الله عزوجل لنبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله : انك ميت اى ستموت.

٤٤ ـ في أصول الكافي على بن محمد رفعه عن أبى عبد الله عليه‌السلام في قوله الله عزوج : (فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ فَقالَ إِنِّي سَقِيمٌ) قال : حسب فرأى ما يحل بالحسينعليه‌السلام ، فقال : إنى سقيم لما يحل بالحسين عليه‌السلام.

٤٥ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن أبى بصير قال أبو عبد الله عليه‌السلام : التقية من دين الله قلت : من دين الله؟ قال : اى والله من دين الله ، ولقد قال يوسف : (أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ) والله ما كانوا سرقوا شيئا ، ولقد قال إبراهيم : (إِنِّي سَقِيمٌ) والله ما كان سقيما.

٤٦ ـ في روضة الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبى نصر عن أبان بن عثمان عن حجر عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : قال أبو جعفر عليه‌السلام : عاب آلهتهم (فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ فَقالَ إِنِّي سَقِيمٌ) قال أبو جعفر عليه‌السلام : والله ما كان سقيما وما كذب.

٤٧ ـ الحسين بن محمد الأشعري عن معلى بن محمد عن الوشا عن أبان بن عثمان

٤٠٦

عن أبى بصير قال : قيل لأبى جعفر عليه‌السلام وأنا عنده : ان سالم بن أبى حفصة وأصحابه يروون عنك انك تكلم على سبعين وجها لك منها المخرج؟ فقال : ما يريد سالم منى أيريد أن أجيء بالملائكة ، والله ما جاءت بهذا النبيون ، ولقد قال إبراهيم عليه‌السلام : (إِنِّي سَقِيمٌ) وما كان سقيما وما كذب.

٤٨ ـ في تفسير العياشي عن محمد بن عرامة الصير في عمن أخبره عن أبى عبد اللهعليه‌السلام قال : ان الله تبارك وتعالى خلق روح القدس فلم يخلق خلقا أقرب اليه منها ، وليست بأكرم خلقه عليه ، فاذا أراد أمرا ألقاه إليها فألقاه الى النجوم فجرت [به].

٤٩ ـ في من لا يحضره الفقيه وروى عن عبد الملك بن أعين قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : انى قد ابتليت بهذا العلم فأريد الحاجة فاذا نظرت الى الطالع ورأيت طالع الشر جلست ولم أذهب فيها ، وإذا رأيت طالع الخير ذهبت في الحاجة؟ فقال لي : تقضى؟ قلت : نعم ، قال : أحرق كتبك.

٥٠ ـ في كتاب جعفر بن محمد الدوريستي باسناده إلى ابن مسعود عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : إذا ذكر القدر فأمسكوا ، وأذا ذكر أصحابي فأمسكوا وإذا ذكر النجوم فأمسكوا.

٥١ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه‌الله عن أبى عبد الله عليه‌السلام حديث طويل وفيه قال له السائل : فما تقول في علم النجوم؟ قال : هو علم قلت منافعه وكثرت مضاره ، لأنه لا يدفع به المقدور ولا يتقى به المحذور ، إن خبر المنجم بالبلاء لم ينجه التحرز من القضاء ، وان خبر هو بخير لم يستطع تعجيله ، وان حدث به سوء لم يمكنه صرفه ، والمنجم يضاد الله في علمه بزعمه أنه يرد قضاء الله عن خلقه.

٥٢ ـ عن سعيد بن جبير قال : استقبل أمير المؤمنين عليه‌السلام دهقان من دهاقين الفرس فقال له بعد التهنية : يا أمير المؤمنين تناحست النجوم الطالعات ، وتناحست السعود بالنحوس ، وإذا كان مثل هذا اليوم وجب على الحكيم الاختفاء ، ويومك هذا يوم صعب قد انقلب فيه كوكبان ، وانقدح من برجك النيران ، وليس الحرب لك بمكان ، قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه : ويحك يا دهقان المنبئ بالآثار ، المحذر

٤٠٧

من الأقدار ، ما قصة صاحب الميزان وقصة صاحب السرطان؟ وكم المطالع من الأسد والساعات في المحركات ، وكم بين السراري والذراري؟ قال : سأنظر أومى بيده الى كمه وأخرج منه أسطرلابا ينظر فيه فتبسم صلوات الله عليه وقال : أتدري ما حدث البارحة؟ وقع بيت بالصين ، وانفرج برج ماجين وسقط سور سرنديب ، وانهزم بطريق الروم بأرمنية ، وفقد ديان اليهود بابلة ، وهاج النمل بوادي النمل وهلك ملك افريقية أكنت عالما بهذا؟ قال : لا يا أمير المؤمنين ، فقال : البارحة سعد سبعون ألف عالم ، وولد في كل عالم سبعون ألف عالم ، والليلة يموت مثلهم وهذا منهم ـ وأومى بيده الى سعد بن مسعدة الحارثي لعنه الله وكان جاسوسا للخوارج في عسكر أمير المؤمنين عليه‌السلام ـ فظن الملعون أنه يقول خذوها فأخذ بنفسه فمات ، فخر الدهقان ساجدا ، فقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : ألم أروك من عين التوفيق؟ قال : بلى يا أمير المؤمنين ، فقال : أنا وصاحبي لا شرقيون ولا غربيون ، نحن ناشئة القطب وأعلام الفلك ، اما قولك انقدح من برجك النيران ، فكان الواجب ان تحكم به لي لا على اما نوره وضياؤه فعندي ، واما حريقه ولهبه فذاهب عنى ، وهذه مسئلة عميقة احسبها ان كنت حاسبا.

٥٣ ـ وروى أنه عليه‌السلام لما أراد المسير الى الخوارج قال له بعض أصحابه : ان سرت في هذا الوقت خشيت ان لا تظفر بمرادك من طريق علم النجوم؟ فقال عليه‌السلام : أتزعم أنك تهدى الى الساعة التي من سار فيها صرف عنه السوء ، وتخوف الساعة التي من سار فيها حاق به الضر ، فمن صدقك بهذا فقد كذب القرآن ، واستغنى عن الاستعانة بالله في نيل المحبوب ودفع المكروه ، وينبغي في قولك للعامل بأمرك أن يوليك الحمد دون ربه ، لأنك بزعمك أنت هديته الى الساعة التي نال فيها النفع وأمن الضر ، أيها الناس إياكم وتعلم النجوم الا ما يهتدى به في بر أو بحر ، فانها تدعوا الى الكهانة ، المنجم كالكاهن والكاهن كالساحر والساحر كالكافر والكافر في النار ، سيروا على اسم الله وعونه.

٥٤ ـ في نهج البلاغة قال عليه‌السلام : أيها الناس إياكم وتعلم النجوم الا ما يهتدى

٤٠٨

به في بر أو بحر ، فانها تدعو الى الكهانة والمنجم كالكاهن والكاهن كالساحر والساحر كالكافر والكافر في النار.

٥٥ ـ في الكافي على بن محمد بن عبد الله عن أحمد بن محمد عن غير واحد عن على بن أسباط الى قوله وبهذا الاسناد عن على بن أسباط عمن رواه عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : كان بيني وبين رجل قسمة أرض وكان الرجل صاحب نجوم فكان يتوخى ساعة السعود فيخرج فيها وأخرج أنا في ساعة النحوس فاقتسمنا فخرج لي خير القسمين ، فضرب الرجل يده اليمنى على اليسرى ثم قال : ما رأيت كاليوم قط ، قلت : ويل الاخر ما ذاك؟ قال : انى صاحب نجوم أخرجتك في ساعة النحوس وخرجت أنا في ساعة السعود ، ثم قسمنا فخرج لك خير القسمين؟ فقلت : الا أحدثك بحديث حدثني به أبى قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من سره أن يدفع عنه نحس يومه فليفتتح يومه بصدقة يذهب الله بها عنه نحس يومه ومن أحب أن يذهب الله عنه نحس ليلته فليفتتح ليلته بصدقة تدفع عنه نحس ليلته ، فقلت : وانى افتتحت خروجي بصدقة فهذا خير لك من علم النجوم.

٥٦ ـ في روضة الكافي أحمد بن محمد وعلى بن محمد جميعا عن على بن الحسن التيمي عن محمد بن الخطاب الواسطي عن يونس بن عبد الرحمان عن أحمد بن عمر الحلبي عن حماد الأزدي عن هشام الخفاف قال : قال لي أبو عبد الله عليه‌السلام : كيف بصرك بالنجوم؟ قال : قلت : ما خلفت بالعراق أبصر بالنجوم منى فقال : كيف دوران الفلك عندكم؟ قال : فأخذت قلنسوتي عن رأسى فأدرتها قال : فقال : فان كان الأمر على ما تقول فيما بال بنات نعش والجدي والفرقدين لا يرون يدورون يوما من الدهر في القبلة؟ قال : قلت : والله هذا شيء لا أعرفه ولا سمعته أحدا من أهل الحساب يذكره ، فقال لي : كم السكينة من الزهرة جزءا في ضوئها؟ قال : قلت : هذا والله نجم ما سمعت به ولا سمعت أحدا من الناس يذكره ، فقال : سبحان الله فأسقطتم نجما بأسره فعلى ما تحسبون؟ ثم قال : فكم الزهرة من القمر جزءا في ضوءه؟ قال : فقلت : هذا شيء لا يعلمه الا الله عزوجل ، قال : فكم القمر جزءا من الشمس في ضوئها؟ قال : قلت : ما أعرف هذا ، قال : صدقت ، ثم قال : ما بال العسكرين

٤٠٩

يلتقيان في هذا حاسب وفي هذا حاسب فيحسب هذا لصاحبه بالظفر ويحسب هذا لصاحبه بالظفر ثم يلتقيان فيهزم أحدهما الآخر ، فأين كانت النحوس؟ (١) قال : فقلت : لا والله ما أعلم ذلك قال : فقال : صدقت ان أصل الحساب حق ولكن لا يعلم ذلك الا من علم مواليد الخلق كلهم.

٥٧ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن ابن فضال عن الحسن بن أسباط عن عبد الله بن سيابة قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : جعلت لك الفداء الناس يقولون : ان النجوم لا يحل النظر فيها وهي تعجبني؟ فان كانت تضر بديني فلا حاجة لي في شيء يضر بديني ، وان كانت لا تضر بديني فو الله انى لأشتهيها وقد أشتهى النظر فيها؟ فقال : ليس كما يقولون لا تضر بدينك ، ثم قال : انكم تنظرون في شيء منها كثيره لا يدرك وقليله لا ينتفع به ، تحسبون على طالع القمر ثم قال : أتدري كم بين المشترى والزهرة من دقيقة؟ قلت : لا والله ، قال : أفتدري كم بين الزهرة وبين القمر من دقيقة؟ قلت : لا قال : أفتدري كم بين الشمس وبين السنبلة من دقيقة؟ قلت : لا والله ما سمعته من المنجمين قط ، قال : قال : أفتدري كم بين السكينة (٢) وبين اللوح المحفوظ من دقيقة؟ قلت : لا والله ما سمعته من منجم قط قال : ما بين كل واحد منها (٣) الى صاحبه ستون أو تسعون دقيقة شك عبد الرحمان ثم قال : يا عبد الرحمان هذا حساب إذا حسبه الرجل ووقع عليه عرف عدد القصبة التي وسط الاجمة ، وعدد ما عن يمينها وعدد ما عن يسارها وعدد ما خلفها وعدد ما امامها حتى لا يخفي عليه من قصب الاجمة واحدة.

٥٨ ـ محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب وعدة من أصحابنا عن سهل بن زياد

__________________

(١) هذا هو الظاهر الموافق للمصدر لكن في بعض النسخ «فأين كانت النجوم.» ثم ان المجلسي (ره) قال : هذا بيان لخطأ المنجمين فان كل منجم يحكم لمن يريد ظفره بالظفر ، ويزعم ان السعد الذي رآه يتعلق به وهذا العدم احاطتهم بارتباط النجوم بالاشخاص.

(٢) وفي بعض النسخ «السنبلة» بدل «السكينة» لكن المختار هو الأنسب بقوله «ما سمعته من منعجم قط» كما قال المجلسي (ره)

(٣) وفي بعض النسخ كما في المصدر «منهما» فيرجع على الأخيرتين فقط.

٤١٠

جميعا عن على بن حسان عن على بن عطية الزيات عن معلى بن خنيس قال : سألت أبا ـ عبد الله عليه‌السلام عن النجوم أهى حق؟ فقال : نعم ، ان الله عزوجل بعث المشترى الى الأرض في صورة رجل فأخذ رجلا من العجم فعلمه النجوم حتى ظن أنه قد بلغ ثم قال له انظر اين المشترى؟ فقال : ما أراه في الفلك وما أدرى أين هو ، قال : فنحاه فأخذ بيد رجل من الهند فعلمه حتى ظن أنه قد بلغ ، وقال : انظر المشترى أين هو؟ فقال : اين حسابي ليدل على انك أنت المشترى فقال : فشهق شهقة فمات وورث علمه أهله فالعلم هناك.

٥٩ ـ على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن جميل بن صالح عمن أخبره عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : سئل عن النجوم؟ فقال : ما يعلمها الا أهل بيت من العرب وأهل بيت من الهند.

٦٠ ـ في كتاب الاهليلجة المنقول عن أبى عبد الله الصادق عليه‌السلام في الرد على من كان منكرا للصانع جل جلاله زعما منه ان الأشياء كلها تدرك بالحواس الخمس ولو كان موجودا لا درك بها قال عليه‌السلام.

قلت : أخبرنى هل يعلم أهل بلادك علم النجوم؟ قال : انك لغافل من علم أهل بلادي بالنجوم ، فليس أحد أعلم بذلك منهم ، قال : قلت : أخبرنى كيف وقع علمهم بالنجوم وهي مما لا يدرك بالحواس ولا بالفكر؟ قال : حساب وضعه الحكماء وتوارثته الناس فاذا سألت العالم عن شيء قاس الشمس ونظر في حالها وحال القمر وما الطالع من النحوس في البروج وما الباطن من السعود منها فيحسب فلا يخطى بالمولود ، فيخبر بكل علامة فيه بغير معاينة ، قلت : وكيف دخل الحساب في مواليد الناس؟ قال : لان جميع الناس انما يولدون بهذه النجوم فمن ثم لا يخطى الحساب ، إذا علمت الساعة واليوم والشهر والسنة التي يولد فيها المولود ، قلت : [لقد توصف علما عجيبا ليس في علم الدنيا أدق منه ولا أعظم ان كان حقا كما ذكرت يعرف به المولود الصبى وما فيه من العلامات ومنتهى أجله وما يصيبه في حياته ، أو ليس هذا حسابا تولد به جميع أهل الدنيا من كان من الناس؟ قال : لا شك فيه قلت :] (١) فتعال ننظر بعقولنا

__________________

(١) ما بين المعقفتين انما هو في نسخة البحار دون النسخ الموجودة عندي من الكتاب.

٤١١

هل يستقيم أن يكون يعلم الناس (١) هذا من بعض الناس إذا كان الناس يولدون بهذه النجوم ، وان قلت : إن الحكماء من الناس هم الذين وضعوا هذا الحساب وعلم مجاري هذه النجوم وعرفت نحوسها من سعودها ودنوها من بعدها وبطيئها من سريعها ومواقعها من السماء ومواضعها من تحت الأرض ، فان منها ستة طالعة في السماء وستة باطنة تحت الأرض ، وكذلك النجوم السبعة تجري على حساب تلك النجوم ، وما يقبل القلب ولا يدل العقل ان مخلوقا من الأرض قدر على الشمس حتى يعلم في أى البروج هي ، واى بروج القمر واى بروج هذه النحوس والسعود ، ومتى الطالع ومتى الباطن ، وهي معلقة في السماء وهي تحت الأرض ، ولا يراها إذا توارت بضوء الشمس إلا ان يزعم أن هذا الحكيم رقى إلى السماء حتى علم هذا.

ثم قلت : وهبه رقى إلى السماء هل له بد من أن يخرج (٢) مع كل برج من البروج ونجم من هذه النجوم من حيث يغرب إلى حيث يطلع ثم يعود إلى الاخر يفعل ذلك كلها ، ومنها ما يقطع السماء في ثلاثين سنة ومنها ما يقطعها في أقل من ذلك ، وهل كان له بد أن يجول في أقطارها حتى يعرف مطالع السعود والنحوس منها وتيقنه ، وهبه قدر على ذلك حتى فرغ منه كيف كان يستقيم له ما في السماء حتى يحكم حساب ما في الأرض وتيقنه ويعرفه ويعاينه كما قد عاينه في السماء ، فقد علمت أن مجاريها تحت الأرض على حساب مجاريها في السماء وأنه لا يعرف حسابها ودقايقها الا بمعرفة ما غاب منها ، لأنه ينبغي أن يعرف أى ساعة من الليل يطلع طالعها ، وأى ساعة من الليل يغيب غائبها ، وأنه لا يصلح للمتعلم ان يكون واحدا حتى يصح الحساب وكيف يمكنه ذلك وهي تحت الأرض وهو على ظهرها ، لا يرى ما تحتها الا أن يزعم أن ذلك الحكيم دخل في ظلمات الأرضين والبحر فسار مع النجوم والشمس والقمر في مجاريها على حساب ما سار في السماء ، حتى عاين ما تحت الأرض منها كما عاين منها ما في السماء.

قال : وهل قلت لك : ان أحدا رقى إلى السماء وقدر على ذلك حتى أقول أنه

__________________

(١) وفي البحار «وهل يستقيم ان يكون لبعض الناس إذا كان ... اه».

(٢) وفي البحار «يجرى» بدل «يخرج».

٤١٢

دخل الأرض والظلمات وحتى نظر النجوم ومجاريها؟ قلت : فكيف وقع هذا العلم الذي زعمت أن الحكماء من الناس وضعوه ، وان الناس كلهم مولدون به؟ وكيف عرفوا ذلك الحساب وهو أقدم منهم؟ قال : ما أجده يستقيم أن أقول ان أحدا من الناس يعلم علم هذه النجوم المعلقة في السماء بتعليم أحد من الناس ، قلت : لا بد لك ان تقول : انما علمه حكيم عليم بأمر السماء والأرض ومدبرها قال : ان قلت هذا فقد أقررت بإلهك الذي تزعم ، غير أنى أعلم أنه لا بد لهذا الحساب من معلم وان قلت : ان أحدا من أهل الأرض علم ذلك من غير معلم من أهل الأرض لقد أبطلت ، الا أن علم الأرض لا يكون عندنا الا بالحواس ولا يقع علم الحواس في علم النجوم وهي معلقة تغيب مرة وتطلع أخرى ، تجري تحت الأرض كما تجري في السماء وما زادت الحواس على أكثر من النظر إلى طالعها إذا طلع وإلى غائبها إذا غاب : فأما حسابها ودقايقها وسعودها ونحوسها وسريعها وبطيئها فلا يقدر عليه الحواس ، قلت : فأخبرنى لو كنت متعلما مستوصفا لهذا الحساب من أهل الأرض أحب إليك أن تستوصفه وتتعلمه أم من أهل السماء ، قال : من أهل السماء إذا كانت النجوم معلقة فيها ، حيث لا يعلمها أهل الأرض قلت : فافهم ألطف النظر ولا يغلبنك الهوى أليس تعلم أنه إذا كان أهل الدنيا يولدون بهذه النجوم ، ان النجوم قبل الناس ، فاذا أقررت بذلك انكسر عليك أن تعلم علمها من عالم منهم إذا كان العالم وهم انما ولدوا بها بعدها ، وانها قبلهم خلقت؟ قال : بلى ، قلت : وكذلك الأرض كانت قبلهم أيضا؟ قال : نعم ، قلت : لأنه لو لم يكن الأرض خلقت لما استقام ان يكون الناس ولا غيرهم من الخلق عليها الا ان يكون لها أجنحة ، إذ لم يكن لها مستقر تأوى اليه ولا ملسعة ترجع إليها ، وكذلك الفلك قبل النجوم والشمس والقمر لأنه لولا الفلك لم تدر البروج ولم تستقل مرة وتهبط أخرى.

قال : نعم هو كما قلت فقد أقررت بان خالق النجوم التي يتولد الناس بها هو خالق السماء والأرض ، لأنه لو لم يكن سماء ولا ارض لم يكن دوران الفلك ، إذ ليس (١) ينبغي لك ان يدلك عقلك على أن الذي خلق السماء هو الذي خلق الأرض والفلك والدوران

__________________

(١) كذا في النسخ ولعله سقط من الموضع شيء وكأن الصحيح «قلت : أفليس ينبغي لك ... اه».

٤١٣

والشمس والقمر والنجوم؟ قال : أشهد أن الخالق واحد ، ولكن لست أدرى كيف سقطوا على هذا الحساب حتى عرفوه وعلى هذا الدور والصواب ولو أعرف من الحساب ما عرفت لأخبرت بالجهل ، وكان أهون على غير أنى أريد أن تزيدني شرحا.

قلت : أنبئك من قبل إهليلجتك هذه التي في يدك وما تدعى من الطب الذي هو صناعتك وصناعة آبائك إلى قوله عليه‌السلام قال : فأنا أشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له وانه خالق السمايم القاتلة والهوام العادية وجميع النبت والأشجار ووارثها ومنبتها وبارئ الأجساد وسائق الرياح ومسخر السحاب ، وأنه خالق الأدواء التي يهيج بالإنسان كالسمائم القاتلة التي تجري في أعضائه وعظامه مستقر الأدواء ، وما يصلحها من الدواء العارف بتسكين الروح ومجرى الدم وأقسامه في العروق واتصاله بالعصب والأعضاء والعقب والجسد ، وانه عارف بما يصلح من الحر والبرد عالم بكل عضو وما فيه ، وانه هو الذي وضع هذا النجوم وحسابها والعالم بها ، والدال على نحوستها وسعودها ، وما يكون من المواليد ، وأن التدبير واحد لم يختلف متصل فيما بين السماء والأرض وما فيهما (١).

٦١ ـ في روضة الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد عن أبى نصر عن أبان بن عثمان عن حجر عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : خالف إبراهيم عليه‌السلام قومه وعاب آلهتهم حتى أدخل على نمرود فخاصمهم ، فقال إبراهيم : (رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قالَ إِبْراهِيمُ فَإِنَّ اللهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِها مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) وقال أبو جعفر عليه‌السلام : عاب آلهتهم (فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ فَقالَ إِنِّي سَقِيمٌ) قال أبو جعفر عليه‌السلام والله ما كان سقيما وما كذب فلما تولوا عنه مدبرين إلى عيد لهم دخل إبراهيم عليه‌السلام إلى آلهتهم بقدوم

__________________

(١) أقول : بين ما ذكره المؤلف (ره) عنا من حديث الاهليلجة وبين ما هو مذكور في كتاب بحار الأنوار اختلاف كثير في الألفاظ والعبائر وكذا في التقديم والتأخير ، وذكر المجلسي (ره) بعض ما يتعلق بها فراجع ان شئت. ج ٣ ص ١٧١ ـ ١٨٠ من الطبعة الحديثة.

٤١٤

فكسرها الا كبيرا لهم ووضع القدوم (١) في عنقه فرجعوا إلى آلهتهم فنظروا إلى ما صنع بها فقالوا : لا والله ما اجترى عليها ولا كسرها الا الفتى الذي كان يعيبها ويبرأ منها فلم يجدوا له قتلة أعظم من النار فجمع له الحطب واستجادوه حتى إذا كان اليوم الذي يحرق فيه برز له نمرود وجنوده وقد بنى له بناء لينظر اليه كيف تأخذه النار ، ووضع إبراهيم عليه‌السلام في منجنيق وقالت الأرض : يا رب ليس على ظهري أحد يعبدك غيره يحرق بالنار؟ قال الرب : ان دعاني كفيته فذكر أبان عن محمد بن مروان عمن رواه عن أبى جعفر عليه‌السلام ان دعاء إبراهيم يومئذ كان : يا أحد يا أحد يا صمد يا صمد يا من لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ثم قال : توكلت على الله ، فقال الرب تبارك وتعالى : كفيت فقال للنار : (كُونِي بَرْداً) قال : فاضطربت أسنان إبراهيم من البرد حتى قال الله عزوجل (وَسَلاماً عَلى إِبْراهِيمَ) وانحط جبرئيل عليه‌السلام فاذا هو يجالس مع إبراهيم عليه‌السلام يحدثه في النار قال نمرود : من اتخذ إلها فليتخذ مثل اله إبراهيم ، قال : فقال عظيم من عظمائهم : انى عزمت على النار ان لا تحرقه ، فأخذ عنق من النار نحوه حتى أحرقه ، قال : فآمن من له لوط ، فخرج مهاجرا إلى الشام هو وسارة ولوط.

٦٢ ـ على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن هشام بن سالم عن أبى أيوب الخزاز عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : ان آزر أبا إبراهيم صلى الله عليه (٢) كان منجما لنمرود ، وذكر عليه‌السلام حديثا طويلا يذكر فيه ولادة إبراهيم عليه‌السلام ، و

__________________

(١) القدوم : آلة للنحت والنجر.

(٢) أقول : الاخبار الدالة على إسلام آباء النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله من طرق الشيعة مستفيضة بل متواترة ، وكذا في خصوص والد إبراهيم قد وردت بعض الاخبار وقال الزجاج كما في مجمع البيان انه لا خلاف بين النسابين ان اسم والد إبراهيم عليه‌السلام تارخ وقال الشيخ الطبرسي (ره) بعد نقل كلامه : وهذا الذي قاله الزجاج يقوى ما قاله أصحابنا ان آزر كان جد إبراهيم لامه أو كان عمه من حيث صح عندهم ان آباء النبي صلوات الله عليهم الى آدم كلهم كانوا موحدين وأجمعت الطائفة على ذلك «انتهى» فالأخبار الدالة على انه كان أباه حقيقة محمولة على التقية كما قاله المجلسي (ره) وغيره.

٤١٥

فيه يقول عليه‌السلام : فبينما اخوته يعملون يوما من الأيام الأصنام إذ أخذ إبراهيم القدوم وأخذ خشبة فنجر منها صنما لم يروا قط مثله ، فقال آزر لامه : انى لأرجو أن نصيب خيرا ببركة ابنك هذا ، قال : فبينما هم كذلك إذا أخذ إبراهيم عليه‌السلام القدوم فكسر الصنم الذي عمله ، ففزع أبوه من ذلك فزعا شديدا فقال له اى شيء عملت فقال له إبراهيم عليه‌السلام : وما تصنعون به؟ فقال آزر : نعبده ، فقال له إبراهيم عليه‌السلام : أتعبدون ما تنحتون فقال آزر : هذا الذي يكون ذهاب ملكنا على يديه.

٦٣ ـ على بن إبراهيم عن أبيه وعدة من أصحابنا عن سهل بن زياد جميعا عن الحسن ابن محبوب عن إبراهيم بن أبى زياد الكرخي قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : ان إبراهيم كان مولده بكوثى ربا (١) وكان أبوه من أهلها وكانت أمه وأم لوط (٢) صلى الله عليهما سارة وورقة ـ وفي نسخة رقيقة ـ أختين وهما ابنتان للاحج وكان اللاحج نبيا منذرا ولم يكن رسولا ، وكان إبراهيم صلى‌الله‌عليه‌وآله في شبيبته (٣) على الفطرة التي فطر الله عزوجل الخلق عليها حتى هداه الله تبارك وتعالى إلى دينه واجتباه ، وانه تزوج سارة ابنة لاحج (٤) وهي ابنة خالته ، وكانت سارة صاحبة ماشية كثيرة وأرض واسعة وحال حسنة ، وكانت قد ملكت إبراهيم عليه‌السلام جميع ما كانت تملكه ، فقام فيه وأصلحه و

__________________

(١) قال الجزري : كوثى : سرة السواد وبهاد ولد إبراهيم عليه‌السلام وقال الفيروزآبادي :كوثى ـ كطوبى ـ : موضع بالعراق. وقال الحموي كوثى بالعراق موضعان : كوثى الطريق وكوثى ربا وبها مشهد إبراهيم الخليل عليه‌السلام وهما قريتان وبينهما تلول من رماد يقال انها رماد النار التي أو قدها نمرود لاحراقه.

(٢) قال في حاشية الكافي : كذا في أكثر النسخ وفي بعض النسخ «امرأة إبراهيم وامرأة لوط» وهو الصواب وفي كامل التواريخ ان لوطا كان ابن أخى إبراهيم عليه‌السلام.

(٣) اى في حداثته.

(٤) قال المجلسي (ره) : الظاهر انه كان ابنة ابنة لا حج فتوهم النساخ التكرار فأسقطوا إحداهما وعلى ما في النسخ المراد ابنة الابنة مجازا «انتهى» ثم ان سارة ولا حج هنا غير المتقدمين وانما الاشتراك في الاسم واما على نسخة «الامرأة» فلا يحتاج الى التكلف.

٤١٦

كثرت الماشية والزرع حتى لم يكن بأرض كوثى ربا رجل أحسن حالا منه ، وان إبراهيم عليه‌السلام لما كسر أصنام نمرود أمر به نمرود فأوثق وعمل له حيرا و (١) جمع له فيه الحطب وألهب فيه النار ، ثم قذف إبراهيم عليه‌السلام في النار لتحرقه ثم اعتزلوها حتى خمدت النار ، ثم أشرفوا على الحير فاذا هم بإبراهيم عليه‌السلام سليما مطلقا من وثاقه فأخبر نمرود خبره فأمرهم ان ينفوا إبراهيم من بلاده وان يمنعوه من الخروج بماشيته وماله فحاجهم إبراهيم عليه‌السلام عند ذلك فقال ان أخذتم ماشيتي ومالي فان حقي عليكم ان تردوا على ما ذهب من عمرى في بلادكم ، واختصموا إلى قاضى نمرود فقضى على إبراهيم ان يسلم إليهم جميع ما أصاب في بلادهم وقضى على أصحاب نمرود ان يردوا إلى إبراهيم عليه‌السلام ما ذهب من عمره في بلادهم. فأخبر ذلك نمرود فأمرهم ان يخلوا سبيله وسبيل ماشيته وماله وأن يخرجوه ، وقال : انه ان بقي في بلادكم أفسد دينكم وأضر بآلهتكم فأخرجوا إبراهيم ولوطا معه عليهما‌السلام من بلادهم إلى الشام ، فخرج إبراهيم ومعه لوط لا يفارقه وسارة وقال لهم : (إِنِّي ذاهِبٌ إِلى رَبِّي سَيَهْدِينِ) يعنى بيت المقدس فتحمل إبراهيم عليه‌السلام بماشيته وماله وعمل تابوتا وجعل فيه سارة وشد عليها الاغلاق غيرة منه عليها ، ومضى حتى خرج من سلطان نمرود وصار إلى سلطان رجل من القبط يقال له عرارة فمر بعاشر (٢) له فاعترضه العاشر ليعشر ما معه ، فلما انتهى إلى العاشر ومعه التابوت قال العاشر لإبراهيم : افتح هذا التابوت حتى نعشر ما فيه ، فقال له إبراهيم قل ما شئت فيه من ذهب أو فضة حتى نعطى عشرة ولا تفتحه ، قال : فأبى العاشر الا فتحه قال : وغضب إبراهيم على فتحه ، فلما بدت له سارة وكانت موصوفة بالحسن والجمال قال له العاشر : ما هذه المرأة منك؟ قال إبراهيم : هي حرمتي وابنة خالتي فقال له العاشر فما دعاك إلى ان خبيتها في هذا التابوت؟ فقال إبراهيم عليه‌السلام : الغيرة عليها ان يراها أحد ، فقال له العاشر : لست أدعك تبرح حتى أعلم الملك حالها وحالك ، قال : فبعث رسولا إلى الملك فأعلمه ، فبعث الملك رسولا من قبله

__________________

(١) الحير : شبه الحظيرة.

(٢) اى ملتزم أخذ العشر.

٤١٧

ليأتوه بالتابوت ، فأتوا ليذهبوا به فقال لهم إبراهيم عليه‌السلام : انى لست أفارق التابوت حتى تفارق روحي جسدي ، فأخبروا الملك بذلك فأرسلوا الملك ان احملوه والتابوت معه ، فحملوا إبراهيم والتابوت وجميع ما كان معه حتى أدخل على الملك ، فقال له الملك : افتح التابوت فقال له إبراهيم : أيها الملك ان فيه حرمتي وبنت خالتي وأنا مفتد فتحه بجميع ما معى ، قال : فغضب الملك إبراهيم على فتحه فما رأى سارة لم يملك حلمه سفهه ان مد يده إليها ، فأعرض إبراهيم عليه‌السلام بوجهه عنها وعن الملك غيرة منه وقال : اللهم احبس يده عن حرمتي وابنة خالتي فلم تصل يده إليها ولم ترجع اليه ، فقال له الملك : إن الهلك هو الذي فعل بى هذا؟ فقال له : نعم ان الهى غيور يكره الحرام ، وهو الذي حال بينك وبين ما أردت من الحرام ، فقال له الملك : فادع إلهك يرد على يدي فان أجابك فلم أعرض لها ، فقال إبراهيم عليه‌السلام : اليه رد عليه يده ليكف عن حرمتي قال فرد الله عزوجل عليه يده ، فأقبل الملك نحوها ببصره ثم عاد بيده نحوها فأعرض إبراهيم عنه بوجهه غيرة منه وقال : اللهم احبس يده عنها ، قال : فيبست يده ولم تصل إليها فقال الملك لإبراهيم : ان إلهك لغيور وانك لغيور : فادع إلهك يرد على يدي فانه ان فعل لم أعد ، فقال له إبراهيم عليه‌السلام : أسأله ذلك على أنك ان عدت لم تسألنى أن أسأله؟ فقال له الملك : نعم ، فقال إبراهيم : أللهم ان كان صادقا فرد عليه يده ، فرجعت اليه يده فلما رأى ذلك الملك من الغيرة ما رأى وراى الآية في يده عظم إبراهيم عليه‌السلام وهابه وأكرمه واتقاه ، وقال له : قد أمنت من أن أعرض لها أو لشيء مما معك فانطلق حيث شئت ولكن لك إليك حاجة ، فقال له إبراهيم عليه‌السلام : ما هي؟ فقال له : أحب أن تأذن لي آن أخدمها قبطية عندي جميلة عاقلة تكون لها خادما ، قال : فأذن له إبراهيم فدعا بها فوهبها لسارة وهي هاجر أم اسمعيل عليه‌السلام ، فسار إبراهيم عليه‌السلام بجميع ما معه وخرج الملك معه يمشى خلف إبراهيم إعظاما لإبراهيم وهيبة له.

فأوحى الله عزوجل إلى إبراهيم : أن قف ولا تمش قدام الجبار المتسلط ويمشى هو خلفك ، ولكن اجعله أمامك وامش خلفه وعظمه وهبه فانه مسلط ولا بد من إمرة في الأرض برة أو فاجرة ، فوقف إبراهيم عليه‌السلام وقال للملك : امض فان الهى أوحى إلى

٤١٨

الساعة أن أعظمك وأهابك وان أقدمك امامى وأمشى خلفك إجلالا لك ، فقال له الملك أوحى إليك بهذا؟ فقال له إبراهيم : نعم ، قال له الملك : أشهد أن إلهك لرفيق حليم كريم وانك ترغبني في دينك ، وودعه الملك فسار إبراهيم حتى نزل بأعلى الشامات وخلفك لوطا في ادنى الشامات ثم ان إبراهيم عليه‌السلام لما أبطى عليه الولد قال لسارة : لو شئت لبعتيني هاجر لعل الله أن يرزقنا منها ولدا فيكون لنا خلفا ، فابتاع إبراهيم عليه‌السلام هاجر من سارة فولدت اسمعيل عليه‌السلام.

٦٤ ـ في كتاب التوحيد عن أمير المؤمنين عليه‌السلام حديث طويل يقول فيه عليه‌السلام وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الآيات : وقد أعلمتك ان رب شيء من كتاب الله عزوجل تأويله غير تنزيله ، ولا يشبه كلام البشر وسأنبئك بطرف منه فتكتفي إنشاء الله ، من ذلك قول إبراهيم عليه‌السلام : (إِنِّي ذاهِبٌ إِلى رَبِّي سَيَهْدِينِ) فذهابه إلى ربه بوجهه اليه عبادة واجتهادا وقربة إلى الله عزوجل ، ألا ترى ان تأويله غير تنزيله؟.

٦٥ ـ في مجمع البيان وروى العياشي باسناده عن يزيد بن معاوية العجلي قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : كم كان بين بشارة إبراهيم بإسماعيل عليه‌السلام وبين بشارته بإسحاق؟ قال : كان بين البشارتين خمس سنين (١) قال الله سبحانه : (فَبَشَّرْناهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ) يعنى اسمعيل وهي أول بشارة بشر الله بها إبراهيم في الولد ، الحديث وستقف عليه بتمامه إنشاء الله.

٦٦ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى محمد بن القاسم وغيره عن أبى ـ عبد الله عليه‌السلام قال : ان سارة قالت لإبراهيم يا إبراهيم قد كبرت فلو دعوت الله أن يرزقك ولدا تقر عيننا به فان الله قد اتخذك خليلا وهو مجيب لدعوتك ان شاء؟ قال : فسئل إبراهيم ربه أن يرزقه غلاما عليما ، فأوحى الله عزوجل اليه : انى واهب لك غلاما حليما ثم أبلوك بالطاعة لي ، قال أبو عبد الله عليه‌السلام : فمكث إبراهيم بعد البشارة ثلاث سنين ثم جاءته البشرى من اللهعزوجل، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٦٧ ـ في عيون الاخبار حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال : أخبرنا أحمد بن

__________________

(١) كذا في الأصل ويوافقه المصدر أيضا لكن في نسخة «خمسون» بدل «خمس».

٤١٩

محمد بن سعيد الكوفي قال : حدثنا على بن الحسن بن على بن فضال عن أبيه قال : سألت أبا الحسن على بن موسى الرضا عليه‌السلام عن معنى قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : انا ابن الذبيحين؟ قال : يعنى إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليهما‌السلام وعبد الله بن عبد المطلب ، أما إسماعيل فهو الغلام الحليم الذي بشر الله تعالى به إبراهيم عليه‌السلام فلما / بلغ معه السعي وهو لما عمل مثل عمله (قالَ يا بُنَيَّ إِنِّي أَرى فِي الْمَنامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ ما ذا تَرى قالَ يا أَبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ) ولم يقل يا أبت افعل ما رأيت ستجدني إنشاء الله من الصابرين الحديث وستقف على تمامه إنشاء الله تعالى.

٦٨ ـ وفيه في باب ذكر ما كتب به الرضا عليه‌السلام إلى محمد بن سنان في جواب مسائله في العلل والعلة التي من أجلها سميت منى منى أن جبرئيل عليه‌السلام قال هناك لإبراهيمعليه‌السلام : تمن على ربك ما شئت ، فتمنى إبراهيم عليه‌السلام في نفسه أن يجعل الله مكان ابنه إسماعيل كبشا يأمره بذبحه فداء له ، فأعطى مناه.

٦٩ ـ في كتاب الخصال عن الحسن بن على عليه‌السلام قال : كان على بن أبى طالبعليه‌السلام بالكوفة في الجامع إذ قام اليه رجل من أهل الشام فسأله عن مسائل ، فكان فيما سأله أخبرنى عن ستة لم يركضوا في رحم ، فقال : آدم وحواه وكبش اسمعيل الحديث.

٧٠ ـ وفيه عن الحسن بن على بن أبي طالب عليه‌السلام حديث طويل مع ملك الروم وفيه أن ملك الروم سأله عن سبعة أشياء خلقها الله عزوجل لم تخرج من رحم فقال : آدم وحوا وكبش إسماعيل وناقة صالح وحية الجنة والغراب الذي بعثه الله عزوجل يبحث في ـ الأرض وإبليس لعنه الله.

٧١ ـ في كتاب التوحيد وقد روى من طريق أبى الحسين الأسدي (ره) في ذلك شيء غريب ، وو هو أنه روى ان الصادق عليه‌السلام قال : ما بدا لله بداء كما بدا له في إسماعيل إذ أمر أباه بذبحه ثم فداه بذبح عظيم.

٧٢ ـ وباسناده إلى فتح بن يزيد الجرجاني عن أبى الحسن عليه‌السلام حديث طويل وفيه يقول عليه‌السلام : يا فتح ان الله إرادتين ومشيتين ، ارادة حتم ، وارادة عزم ، ينهى وهو يشاء ذلك ويأمر وهو لا يشاء ، أو ما رأيت أنه نهى آدم وزوجته عن أن يأكلا من الشجرة

٤٢٠