الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي
المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
الموضوع : القرآن وعلومه
الطبعة: ٠
الصفحات: ٦٥٢
٨٤ ـ في مجمع البيان وعن جابر عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : كل معروف صدقة وما وقى الرجل به عرضه فهو صدقة ، وما أنفق المؤمن من نفقة فعلى الله خلفها ضامنا الا ما كان من نفقة في بنيان أو معصية.
٨٥ ـ وعن أبي أمامة قال : انكم تأولون هذه الآية في غير تأويلها (وَما أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ) وقد سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله والا فصمنا يقول : إياكم والسرف في المال والنفقة وعليكم بالاقتصاد فما افتقر قوم قط اقتصدوا.
٨٦ ـ في تفسير على بن إبراهيم حدثنا على بن الحسين قال : حدثنا أحمد بن أبي عبد الله عن على بن الحكم عن سيف بن عميرة عن حسان عن هاشم بن عمار يرفعه في قوله : (وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَما بَلَغُوا مِعْشارَ ما آتَيْناهُمْ فَكَذَّبُوا رُسُلِي فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ) قال : (كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) رسلهم معشار ما آتينا محمدا وآل محمد عليهمالسلام.
٨٧ ـ حدثنا جعفر بن أحمد قال حدثنا عبد الكريم بن عبد الرحيم عن محمد بن على عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام عن قوله عزوجل : (قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ) قال : انما أعظكم بولاية على هي الواحدة التي قال اللهعزوجل.
٨٨ ـ في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشا عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام عن قوله تعالى : (قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ) فقال : انما أعظكم بولاية على عليهالسلام هي الواحدة التي قال الله تبارك وتعالى (إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ).
٨٩ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمهالله عن أمير المؤمنين عليهالسلام حديث طويل وفيه واما قوله : (إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ) فان الله جل ذكره أنزل عزائم الشرائع وآيات الفرائض في أوقات مختلفة فكان أول ما قيدهم به الإقرار بالوحدانية والربوبية والشهادة بان الا اله الا الله ، فلما أقروا بذلك تلاه بالإقرار لنبيه صلىاللهعليهوآله بالنبوة والشهادة له بالرسالة ، فلما انقادوا لذلك فرض عليهم الصلوة ثم الصوم ثم الحج ثم الجهاد ثم
الزكاة ثم الصدقات وما يجرى مجراها من مال الفيء ، فقال المنافقون : هل بقي لربك علينا بعد الذي فرض علينا شيء آخر يفترضه فتذكره لتسكن أنفسنا الى انه لم يبق غيره؟ فأنزل الله في ذلك : (قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ) يعنى الولاية فانزل الله : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ).
٩٠ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب الباقر والصادق عليهماالسلام في قوله تعالى : (قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ) قال : الولاية ان تقوموا لله مثنى قال : الائمة وذريتهما (١).
٩١ ـ في روضة الكافي على بن محمد عن على بن العباس عن على بن حماد عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبى جعفر عليهالسلام في قوله الله عزوجل : (وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً) قال : من تولى الأوصياء من آل محمد واتبع آثارهم فذلك يزيده ولاية من معى من النبيين والمؤمنين الأولين ، حتى يصل ولايتهم الى آدم عليهالسلام ، وهو قول الله عزوجل : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها) ندخله الجنة وهو قوله عزوجل :(قُلْ ما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ) يقول : أجر المودة التي لم أسألكم غيره فهو لكم تهتدون به ، وتنجون من عذاب يوم القيامة ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
٩٢ ـ في مجمع البيان (قُلْ ما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ) الى قوله وقال الماوردي: معناه ان أجر ما دعوتكم اليه من إجابتي وذخره هو لكم دوني وهو المروي عن أبى جعفرعليهالسلام.
٩٣ ـ في تفسير على بن إبراهيم وفي رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليهالسلام في قوله : (قُلْ ما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ) وذلك ان رسول الله صلىاللهعليهوآله سأل قومه ان يودوا أقاربه ولا يؤذونه ، واما قوله : «فهو لكم» يقول : ثوابه لكم.
٩٤ ـ في الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن حماد بن عثمان قال: أو لم اسمعيل فقال له ابو عبد الله عليهالسلام : عليك بالمساكين فأشبعهم ، فان الله
__________________
(١) كذا.
عزوجل يقول : وما يبدئ الباطل وما يعيد.
٩٥ ـ في مجمع البيان قال ابن مسعود : دخل رسول الله صلىاللهعليهوآله مكة وحول البيت ثلاثمأة وستون صنما فجعل يطعنها بعود في يده ، ويقول : (جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً). (جاءَ الْحَقُّ وَما يُبْدِئُ الْباطِلُ وَما يُعِيدُ).
في أمالي شيخ الطائفة قدسسره باسناده الى على بن موسى عن أبيه عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهمالسلام مثل ما نقلنا عن مجمع البيان.
٩٦ ـ في مجمع البيان (وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ) قال أبو حمزة الثمالي : سمعت على بن الحسين والحسن بن على يقولان : هو جيش البيداء يؤخذون من تحت اقدامهم.
٩٧ ـ وروى عن حذيفة بن اليمان ان النبي صلىاللهعليهوآله ذكر فتنة تكون بين أهل المشرق والمغرب ، قال : فبينما هم كذلك يخرج عليهم السفياني من الوادي اليابس في فورد ذلك حتى ينزل دمشق فيبعث جيشين جيشا الى المشرق وآخر الى المدينة حتى ينزلوا بأرض بابل من المدينة الملعونة يعنى بغداد ، فيقتلون أكثر من ثلاثة آلاف ويفضحون أكثر من مأة امرأة ، ويقتلون فيها ثلاثمأة كبش من بنى العباس ، ثم ينحدرون الى الكوفة فيخرجون ما حولها ثم يخرجون متوجهين الى الشام فتخرج راية هدى من الكوفة فتلحق ذلك الجيش فيقتلونهم لا يفلت منهم مخبر ، ويستنقذون ما في أيديهم من السبي والغنائم ، ويحل الجيش الثاني بالمدينة فينهبونها ثلاثة أيام بلياليها ، ثم يخرجون متوجهين الى مكة حتى إذا كانوا بالبيداء بعث الله جبرئيل فيقول : يا جبرئيل اذهب فأبدهم فيضربها برجله ضربة يخسف الله بهم عندها ولا يفلت منهم الا رجلان من جهينة فلذلك جاء القول : «وعند جهينة الخبر اليقين» فلذلك قوله : (وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا) الى آخره أورده الثعلبي في تفسيره ، وروى أصحابنا في أحاديث المهدي عن أبى جعفر وأبى عبد الله عليهماالسلام مثله.
٩٨ ـ في تفسير على بن إبراهيم وقال على بن إبراهيم رحمهالله في قوله عزوجل : (وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ) فانه حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن منصور بن يونس
عن أبي خالد الكابلي قال : قال أبو جعفر عليهالسلام : والله لكأنى انظر الى القائم وقد أسند ظهره الى الحجر ثم ينشد الله حقه ثم يقول : يا ايها الناس من يحاجني في الله فانا أولى بالله ، ايها الناس من يحاجني في آدم فانا اولى بآدم ، ايها الناس من يحاجني في نوح فانا اولى بنوح ، ايها الناس من يحاجني بإبراهيم فانا اولى بإبراهيم ، ايها الناس من يحاجني بموسى فانا أولى بموسى ، ايها الناس من يحاجني بعيسى فانا اولى بعيسى ، ايها الناس من يحاجني بمحمد فانا اولى بمحمد ايها الناس من يحاجني بكتاب الله فانا اولى بكتاب الله ، ثم ينتهى الى المقام فيصلى ركعتين وينشد الله حقه ، ثم قال ابو جعفر عليهالسلام : هو والله المضطر في كتاب الله في قوله : (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ) فيكون اولى من يبايعه جبرئيل ، ثم الثلاثمأة والثلاثة عشر ، فمن كان ابتلى بالمسير وافي ، ومن لم يبتل بالمسير فقد عن فراشه ، وهو قول أمير المؤمنين عليهالسلام : هم المفقودون عن فرشهم ، وذلك قول الله : (فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً) قال : الخيرات الولاية وقال في موضع آخر : (وَلَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ) وهم أصحاب القائم صلوات الله عليه يجتمعون والله اليه في ساعة واحدة ، فاذا جاء الى البيداء يخرج اليه جيش السفياني ، فيأمر الله عزوجل الأرض فتأخذ باقدامهم وهو قوله عزوجل : (وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ وَقالُوا آمَنَّا بِهِ) يعنى بالقائم من آل محمد صلوات الله عليهم وانى لهم التناوش من مكان بعيد وحيل بينهم وبين ما يشتهون يعنى ان لا يعذبوا كما فعل بأشياعهم يعنى من كان قبلهم من المكذبين هلكوا من قبل انهم كانوا في شك مريب.
٩٩ ـ وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليهالسلام في قوله عزوجل : (وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ) قال : من الصوت وذلك الصوت من السماء وقوله عزوجل : (وَأُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ) قال : من تحت اقدامهم خسف بهم.
١٠٠ ـ أخبرنا الحسين بن محمد عن المعلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن ابن محبوب عن أبي حمزة قال سألت أبا جعفر عليهالسلام عن قوله عزوجل : (وَأَنَّى لَهُمُ
التَّناوُشُ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ) قال انهم طلبوا الهدى من حيث لا ينال وقد كان لهم مبذولا من حيث ينال.
بسم الله الرحمن الرحيم
١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : الحمدين حمد سبأ وحمد فاطر من قرأهما في ليلة لم يزل في ليلته في حفظ الله وكلائته ، فمن قرأهما في نهاره لم يصبه في نهاره مكروه ، واعطى من خير الدنيا وخير الاخرة ما لم يخطر على قلبه ولم يبلغ مناه.
٢ ـ في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : من قرأ سورة الملائكة دعته يوم القيامة ثلاثة أبواب من الجنة ان ادخل من أى الأبواب شئت.
٣ ـ في كتاب الخصال في احتجاج على عليهالسلام على أبى بكر قال : فأنشدك بالله أخوك المزين بالجناحين في الجنة يطير بهما مع الملائكة أم أخى؟ قال : بل أخوك.
٤ ـ وفيه في احتجاج على عليهالسلام يوم الشورى على الناس : نشدتكم بالله هل فيكم أحد له أخ مثل أخى جعفر المزين بالجناحين في الجنة يحل فيها حيث يشاء غيري؟ قالوا : اللهم لا.
٥ ـ وفيه أيضا في مناقب أمير المؤمنين وتعدادها قال عليهالسلام : واما السادسة والعشرون فان جعفرا أخي الطيار في الجنة مع الملائكة المزين بالجناحين من در وياقوت وزبرجد.
٦ ـ وفيه أيضا فيها قال عليهالسلام : واما الثامنة والأربعون فان رسول الله صلىاللهعليهوآله أتانى في منزلي ولم نكن طعمنا منذ ثلاثة أيام ، فقال : يا على هل عندك شيء؟ فقلت : والذي أكرمك بالكرامة واصطفاك بالرسالة ما طعمت وزوجتي وابناي منذ ثلاثة أيام فقال النبي صلىاللهعليهوآله : يا فاطمة ادخلى البيت وانظري هل تجدين شيئا؟ فقالت : خرجت الساعة فقلت : يا رسول الله ادخله أنا ، فقال : ادخل وقل : بسم الله ، فدخلت فاذا انا
بطبق موضوع عليه رطب وجفنة (١) من ثريد فحملتها الى رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال : يا على رأيت الرسول الذي حمل الطعام؟ فقلت : نعم ، فقال صفه لي فقلت : من بين أحمر وأخضر وأصفر ، فقال : تلك خطط جناح جبرئيل مكللة بالدر والياقوت ، فأكلنا من الثريد حتى شبعنا فما أرى الاخدش أيدينا وأصابعنا ، ولم ينقص من الطعام شيء فحصنى الله بذلك من بين أصحابه.
٧ ـ عن يحيى بن وثاب عن ابن عمر قال كان على الحسن والحسين تعويذان حشوهما من زغب (٢) جناح جبرئيل عليهالسلام.
٨ ـ عن محمد بن طلحة باسناده يرفعه الى النبي صلىاللهعليهوآله قال : الملائكة على ثلاثة أجزاء : فجزء لهم جناحان ، وجزء لهم ثلاثة أجنحة ، وجزء لهم أربعة أجنحة.
٩ ـ عن ثابت بن أبى صفية قال : قال على بن الحسين عليهالسلام : رحم الله العباس يعنى ابن على فلقد آثر أبى وفدى أبى بنفسه قطعت يداه فأبد له الله بهما جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنة كما جعل لجعفر بن أبى طالب ، وان للعباس عند الله تبارك وتعالى لمنزلة يغبطه بهما جميع الشهداء يوم القيامة.
١٠ ـ عن زيد بن وهب قال : سئل أمير المؤمنين على بن أبي طالب عليهالسلام عن قدرة الله عزوجل فقام خطيبا فحمد الله واثنى عليه ثم قال : ان الله تبارك وتعالى ملئكة لو ان ملكا منهم هبط الى الأرض ما وسعته لعظم خلقته وكثرة أجنحته ، ومنهم من لو كلفت الجن والانس ان يصفوه ما وصفوه لبعد ما بين مفاصله وحسن تركيب صورته ، وكيف يوصف من ملائكته من سبعمائة عام ما بين منكبيه وشحمة أذنيه ، ومنهم من يسد الأفق بجناح من أجنحته دون عظم بدنه ، ومنهم من السموات الى حجزته (٣) ومنهم من قدمه على غير قرار في جو الهواء الأسفل والأرضون الى ركبتيه ، ومنهم من لو القى
__________________
(١) الجفنة : القصعة وعن الكسائي انه قال : أعظم القصاع الجفنة ثم القصعة تشبع العشرة ثم الصحفة تشبع الخمسة الى آخر ما ذكره.
(٢) الزغب : صغار الريش وقيل أول ما يبدو منه.
(٣) الحجزة : معقد الإزار.
في نقرة إبهامه جميعه المياه لوسعتها ، ومنهم من لو ألقيت السفن في دموع عينيه لجرت دهر الداهرين ، (فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ).
١١ ـ عن أبى أيوب الأنصاري عن النبي صلىاللهعليهوآله حديث طويل يقول فيه للزهراء فاطمةعليهاالسلام : يا فاطمة انا أهل بيت أعطينا سبع خصال لم يعطها أحد من الأولين قبلنا ولا يدركها أحد من الآخرين بعدنا : نبينا خير الأنبياء وهو أبوك ، ووصينا خير الأوصياء وهو بعلك ، وشهيدنا خير الشهداء وهو عم أبيك ، ومنا من له جناحان يطير بهما في الجنة وهو جعفر ، ومنا سبطا هذه الامة وهما ابناك.
١٢ ـ في كتاب التوحيد عن النبي صلىاللهعليهوآله انه قال : ان الله تبارك وتعالى ملكا من الملائكة نصف جسده الا على نار ونصفه الأسفل ثلج ، فلا النار تذيب الثلج ولا الثلج يطفي النار ، وهو قائم ينادى بصوت له رفيع : سبحان الذي كف حر هذه النار فلا تذيب الثلج ، وكيف برد هذا الثلج فلا يطفي حر النار ، اللهم [يا] مؤلفا بين الثلج والنار ، الف بين قلوب عبادك المؤمنين على طاعتك.
١٣ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده الى مجاهد قال : قال ابن عباس : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : ان الله تبارك وتعالى ملكا يقال له دردائيل ، كان له ستة ـ عشر ألف جناح ما بين الجناح والجناح هوى والهوى كما بين السماء والأرض ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
١٤ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن خالد عن محمد ابن القاسم عن الحسين بن أبي العلا عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : يا حسين ـ وضرب بيده الى مساور (١) في البيت ـ مساور طال ما انكبت عليها الملائكة وربما التقطنا من زغبها.
١٥ ـ محمد عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم قال : حدثني مالك بن عطية الأحمسي عن أبى حمزة الثمالي قال : دخلت على على بن الحسين عليهماالسلام فاحتبست في الدار ساعة ، ثم دخلت البيت وهو يلتقط شيئا وأدخل يده من وراء الستر فناوله من
__________________
(١) المساور جمع المسور : متكأمن جلد.
كان في البيت ، فقلت : جعلت فداك هذا الذي تلتقطه أى شيء هو؟ قال : فضلة من زغب الملائكة نجمعه إذا خلونا نجعله سيحا (١) لأولادنا فقلت : جعلت فداك وانهم ليأتونكم؟ فقال : يا أبا حمزة انهم ليزاحمونا على تكأتنا (٢).
١٦ ـ في بصائر الدرجات أحمد بن موسى عن أحمد المعروف بغزال مولى حرب بن زياد البجلي عن محمد أبى جعفر الحمامي الكوفي عن الأزهر البطيخي عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : ان الله عزوجل عرض ولاية أمير المؤمنين عليهالسلام فقبلتها الملائكة وأباها ملكت يقال له فطرس ، فكسر الله جناحه فلما ولد الحسين بن على عليهماالسلام بعث الله جبرئيل في سبعين ألف ملك الى محمد صلىاللهعليهوآله يهنئهم بولادته ، فمر بفطرس فقال له فطرس : الى أين تذهب؟ قال : بعثني الله الى محمد أهنئهم بمولود ولد في هذه الليلة ، فقال له فطرس : احملني معك وسل محمدا يدعو لي ، فقال له جبرئيل : اركب جناحي فركب جناحه فأتى محمداصلىاللهعليهوآله فدخل عليه وهنأه فقال له : يا رسول الله ان فطرس بيني وبينه اخوة ، وسألنى ان اسألك ان تدعو الله ان يرد عليه جناحه ، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا فطرس أتفعل؟ قال : نعم فعرض عليه رسول الله صلىاللهعليهوآله ولاية أمير المؤمنين فقبلها ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : شأنك المهد فتمسح به وتمرغ فيه ، قال : فمشى فطرس الى مهد الحسين بن على ورسول الله صلىاللهعليهوآله يدعو قال رسول الله : فنظرت الى ريشه وانه ليطلع ويجرى فيه الدم ويطول حتى لحق بجناحه الاخر وعرج مع جبرئيل الى السماء وصار الى موضعه.
١٧ ـ أحمد بن الحسين بن على بن فضال عن عمرو بن سعيد عن مصدق بن صدقة عن عمار الساباطي قال : أصبت شيئا كان على ووسائد كانت في منزل أبى عبد اللهعليهالسلام فقال له بعض أصحابنا : ما هذا جعلت فداك؟ ـ وكان يشبه شيئا يكون في الحشيش كثيرا كأنه جوزة ـ فقال له أبو عبد الله عليهالسلام : هذا مما يسقط من أجنحة الملائكة ثم قال :
__________________
(١) السيح : ضرب من البرود.
(٢) تكأة ـ كهمزة ـ : أيعتمد عليه حين الجلوس.
يا عمار ان الملائكة لتزاحمنا على نمارقنا (١).
١٨ ـ إبراهيم بن هاشم عن عبد الله بن حماد عن المفضل بن عمر قال : دخلت على أبى عبد الله عليهالسلام فبينا انا عنده جالس إذا أقبل موسى ابنه عليهماالسلام وفي رقبته قلادة فيها ريش غلاظ ، فدعوت به فقبلته وضممته الى ثم قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : جعلت فداك اى شيء هذا الذي في رقبة موسى؟ فقال : هذا من أجنحة الملائكة ، قال : قلت : وانها لتأتيكم؟ فقال : نعم انها لتأتينا وتعفر في فرشنا ، وان هذا الذي في رقبة موسى من أجنحتها.
١٩ ـ أحمد بن الحسين عن الحسن بن برة الأصم عن ابن بكير عن أبى عبد اللهعليهالسلام قال : سمعته يقول : ان الملائكة لتنزل علينا في رحالنا وتنقلب على فرشنا وتحضر موائدنا وتأتينا من كل نبات في زمانه رطب ويابس ، وتقلب علينا أجنحتها وتقلب أجنحتها على صبياننا.
٢٠ ـ في تفسير على بن إبراهيم قال الصادق صلوات الله عليه : خلق الله الملائكة مختلفة ، وقد أتى رسول الله جبرئيل عليهالسلام وله ستمائة جناح على ساقه الدر مثل القطر على البقل ، قد ملاء ما بين السماء والأرض ، وقال : إذا أمر الله عزوجل ميكائيل بالهبوط الى الدنيا صارت رجله في السماء السابعة والاخرى في الأرضين السابعة وان لله ملائكة أنصافهم من برد ، وأنصافهم من نار ، يقولون : يا مؤلفا بين البرد والنار ثبت قلوبنا على طاعتك ، وقال : ان لله ملكا بعد ما بين شحمة اذنه الى عينه مسيرة خمسمائة عام بخفقان الطير ، وقال : ان الملائكة لا يأكلون ولا يشربون ولا ينكحون وانما يعيشون بنسيم العرش ، وان لله عزوجل ملائكة ركعا الى يوم القيامة ، وان لله عزوجل ملائكة سجدا الى يوم القيامة ، ثم قال أبو عبد الله عليهالسلام : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله ما من شيء مما خلق الله عزوجل أكثر من الملائكة وانه ليهبط في كل يوم أو في كل ليلة سبعون ألف ملك ، فيأتون البيت الحرام فيطوفون به ، ثم يأتون رسول الله صلىاللهعليهوآله ثم يأتون أمير المؤمنين صلوات الله عليه فيسلمون ، ثم يأتون الحسين صلوات الله عليه
__________________
(١) نمارق جمع نمرقة : الوسادة الصغيرة يتكأ عليها.
فيقيمون عنده ، فاذا كان عند السحر وضع لهم معراج الى السماء ثم لا يعودون أبدا.
٢١ ـ وقال أبو جعفر عليهالسلام : ان الله عزوجل خلق إسرافيل وجبرئيل وميكائيل عليهمالسلام من تسبيحة واحدة ، وجعل لهم السمع والبصر وجودة العقل (١) وسرعة الفهم.
٢٢ ـ وقال أمير المؤمنين عليهالسلام في خلقه الملائكة وملائكة خلقتهم وأسكنتهم سمواتك ، فليس فيهم فترة ، ولا عندهم غفلة ، ولا فيهم معصية هم أعلم خلقك بك ، وأخوف خلقك منك ، وأقرب خلقك منك ، وأعملهم بطاعتك لا يغشاهم نوم العيون ولا سهو العقول ، ولا فترة الأبدان ، لم يسكنوا الأصلاب ولم يضمهم الأرحام ، ولم تخلقهم من ماء مهين ، انشأتهم إنشاء فأسكنتهم سمواتك ، وأكرمتهم بجوارك ، وائتمنتهم على وحيك ، وجنبتهم الا فات ووقيتهم البليات ، وطهرتم من الذنوب ، ولو لا قوتك لم يقووا ولولا تثبيتك لم يثبتوا ، ولولا رحمك لم يطيعوا ، ولو لا أنت لم يكونوا ، اما انهم على مكانتهم منك وطاعتهم إياك ومنزلتهم عندك ، وقلة غفلتهم عن أمرك لو عاينوا ما خفي عنهم منك لاحتقروا أعمالهم ، ولأزروا على أنفسهم (٢) ولعلموا انهم لم يعبدوك حق عبادتك سبحانك خالقا ومعبودا ما أحسن بلاؤك عند خلقك : ٢٣ ـ في عيون الاخبار في باب فيما جاء عن الرضا عليهالسلام من الاخبار المجموعة وباسناده قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : حسنوا القرآن بأصواتكم فان الصوت الحسن يزيد القرآن حسنا وقرء يزيد في الخلق ما يشاء.
٢٤ ـ في كتاب التوحيد حدثنا سعد بن عبد الله قال : حدثنا يعقوب بن يزيد عن ابن أبى عمير عن جميل بن دراج عن زرارة عن عبد الله بن سليمان عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : سمعته يقول : ان القضاء والقدر خلقان من خلق الله والله يزيد في الخلق ما يشاء.
٢٥ ـ في مجمع البيان (يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ ما يَشاءُ) وروى ابو هريرة عن النبيصلىاللهعليهوآله قال : هو الوجه الحسن والصوت الحسن والشعر الحسن.
٢٦ ـ في تفسير على بن إبراهيم أخبرنا احمد بن إدريس عن أحمد بن محمد
__________________
(١) هذا هو الظاهر الموافق للمصدر وفي بعض النسخ «وموجود العقل».
(٢) أزرى عليه : عابه وعاتبه.
عن مالك بن عبد الله بن أسلم عن أبيه عن رجل من الكوفيين عن أبى عبد الله عليهالسلام في قوله : (ما يَفْتَحِ اللهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها) قال : والمتعة من ذلك.
قال عز من قائل (إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا) الآية.
٢٧ ـ في كتاب التوحيد باسناده الى الأصبغ بن نباته قال : قال أمير المؤمنين عليهالسلام : قال الله تبارك وتعالى لموسى عليهالسلام : يا موسى احفظ وصيتي لك بأربعة الى ان قال : والرابعة ما دمت لا ترى الشيطان ميتا فلا تأمن مكره.
٢٨ ـ وباسناده الى أبان الأحمر عن الصادق جعفر بن محمد عليهماالسلام انه جاء اليه رجل فقال هل : بأبى أنت وأمي عظني موعظة ، فقال عليهالسلام : ان كان الشيطان عدوا فالغفلة لماذا؟والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
٢٩ ـ في تفسير على بن إبراهيم أخبرنا احمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن سيف بن عميرة عن حسان عن هاشم بن عمار يرفعه في قوله : (أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللهَ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِما يَصْنَعُونَ) قال : نزلت في زريق وحبتر (١).
٣٠ ـ في أصول الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن على بن أسباط عن أحمد بن عمر الحلال عن على بن سويد عن أبى الحسن عليهالسلام قال : سألته عن العجب الذي يفسد العمل ، فقال : العجب درجات منها ان يزين للعبد سوء عمله فيراه حسنا فيعجبه ويحسب انه يحسن صنعا.
٣١ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن على بن أسباط عن رجل من أصحابنا من أهل خراسان من ولد إبراهيم بن يسار يرفعه عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : ان الله علم ان الذنب خير للمؤمن من العجب ، ولو لا ذلك ما ابتلى مؤمن بذنب أبدا.
٣٢ ـ على بن إبراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس عن بعض أصحابه عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : بينما موسى عليهالسلام جالسا إذ أقبل إبليس
__________________
(١) كناية عن الاول والثاني وقد مر.
وعليه برنس (١) ذو ألوان فلما دنى من موسى خلع البرنس وقام الى موسى فسلم عليه ، فقال له موسى : من أنت؟ قال : انا إبليس ، قال : أنت فلا قرب الله دارك قال : انى انما جئت لأسلم لمكانك من الله فقال له موسى : فما هذا البرنس؟ قال : به اختطف قلوب بنى آدم ، فقال له موسى : فأخبرنى بالذنب الذي إذا أذنبه ابن آدم استحوذت عليه؟ قال : إذا أعجبته نفسه واستكثر عمله وصغر في عينه ذنبه.
٣٣ ـ في تفسير على بن إبراهيم حدثني أبى عن العزرمي عن أبيه عن أبي إسحاق عن حارث الأعور عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : سئل عن السحاب أين يكون؟ قال يكون على شجر كثيف على ساحل البحر يأوى إليها ، فاذا أراد الله أن يرسله أرسل ريحا فأثاره ووكل به ملائكة يضربونه بالمخاريق وهو البرق فيرتفع.
٣٤ ـ في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين ابن سعيد عن ابن العزرمي رفعه قال : قال أمير المؤمنين عليهالسلام : وسئل عن السحاب أين يكون؟ قال : يكون على شجر على كثيب على شاطئ البحر يأوى اليه ، فاذا أراد الله عزوجل أن يرسله أرسل ريحا فأثارته ووكل به ملائكة يضربونه بالمخاريق وهو البرق ، فيرتفع ثم قرأ هذه الآية : (وَاللهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً فَسُقْناهُ إِلى بَلَدٍ مَيِّتٍ) الآية والملك اسمه الرعد.
قال عز من قائل : كذلك النشور.
٣٥ ـ في تفسير على بن إبراهيم حدثني أبى عن ابن أبي عمير عن جميل بن دراج عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إذا أراد الله أن يبعث الخلق أمطر السماء على الأرض أربعين صباحا فاجتمعت الأوصال (٢) ونبتت اللحوم. وفي أمالي الصدوق رحمهالله مثله سواء.
٣٦ ـ في مجمع البيان : ولله العزة جميعا روى أنس عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : ان ربكم يقول كل يوم : أنا العزيز فمن أراد عز الدارين فليطع العزيز.
٣٧ ـ في تفسير على بن إبراهيم وقوله عزوجل (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ)
__________________
(١) البرنس : كل ثوب رأسه ملتزق به.
(٢) قال الجوهري : الأوصال : المفاصل وقال غيره : مجتمع العظام.
الصالح يرفعه قال : كلمة الإخلاص والإقرار بما جاء به من عند الله من الفرائض والولاية ، يرفع العمل الصالح الى الله عزوجل وعن الصادق عليهالسلام انه قال : الكلم الطيب قول المؤمن لا اله الا الله محمد رسول الله على ولى الله وخليفة رسول الله ، قال :والعمل الصالح الاعتقاد بالقلب ، ان هذا هو الحق من عند الله لا شك فيه من رب العالمين.
٣٨ ـ وفي رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليهالسلام قال : قال رسول اللهصلىاللهعليهوآله : ان لكل قول مصداقا من عمل يصدقه أو يكذبه ، فاذا قال ابن آدم وصدق قوله بعمله رفع قوله بعمله الى الله ، وإذا قال وخالف عمله قوله رد قوله على عمله الخبيث وهوى به في النار.
٣٩ ـ في كتاب التوحيد باسناده الى زيد بن على عن أبيه سيد العابدين حديث طويل وفيه يقول سيد العابدين عليهالسلام : وان لله تبارك وتعالى بقاعا في سماواته ، فمن عرج به الى بقعة منها فقد عرج به اليه ، ألا تسمع الله عزوجل يقول : (تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ) ويقول عزوجل في قصة عيسى بن مريم عليهالسلام : (بَلْ رَفَعَهُ اللهُ إِلَيْهِ) ويقول عزوجل :(إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ). وفي الفقيه مثله سواء.
٤٠ ـ في أصول الكافي على بن محمد وغيره عن سهل بن زياد عن يعقوب بن يزيد عن زياد القندي عن عمار الأسدي عن أبى عبد الله عليهالسلام في قول الله عزوجل : (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ) ولايتنا أهل البيت وأهوى بيده الى صدره ، فمن لم يتولنا لم يرفع الله له عملا.
٤١ ـ في نهج البلاغة ولو لا إقرارهن (١) له بالربوبية وإذعانهن له بالطواغية (٢) لما جعلهن موضعا لعرشه ولا مسكنا لملائكته ، ولا مصعدا للكلم الطيب والعمل الصالح من خلقه.
٤٢ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمهالله عن أمير المؤمنين عليهالسلام حديث
__________________
(١) مرجع الضمير في قوله عليهالسلام هو السماوات المذكور في كلامه (ع) قبيل ذلك.
(٢) الطوعية : الطاعة يقال فلان حسن الطواعية لك اى حسن الطاعة لك.
طويل وفيه قال ابن الكوا : يا أمير المؤمنين! فما ثواب من قال : لا اله الا الله؟ قال : من قال : لا اله الا الله مخلصا طمست ذنوبه كما يطمس الحرف الأسود من الرق الأبيض فاذا قال ثانية : لا اله الا الله مخلصا خرقت أبواب السماء وصفوف الملائكة حتى يقول الملائكة بعضها لبعض : اخشعوا لعظمة الله ، فاذا قال ثالثة مخلصا لا اله الا الله لم تنته دون العرش فيقول الجليل : اسكني فو عزتي وجلالي لأغفرن لقائلك بما كان فيه ، ثم تلا هذه الآية (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ) يعنى إذا كان عمله خالصا ارتفع قوله وكلامه.
٤٣ ـ في تفسير على بن إبراهيم وقال على بن إبراهيم رحمهالله : (وَما يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتابٍ) يعنى يكتب في كتاب وهو رد على من ينكر البداء.
٤٤ ـ في جوامع الجامع وقيل : معناه لا يطول عمر ولا ينقص الا في كتاب ، وهو أن يكتب في اللوح لو أطاع الله فلان بقي الى وقت كذا ، وإذا عصى نقص من عمره الذي وقت له ، واليه أشار رسول الله صلىاللهعليهوآله في قوله : ان الصدقة وصلة الرحم تعمران الديار وتزيدان في الاعمار.
٤٥ ـ في أصول الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن صفوان بن يحيى عن اسحق ابن عمار قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : ما نعلم شيئا يزيد في العمر الا صلة الرحم ، حتى ان الرجل يكون أجله ثلاث سنين فيكون وصولا للرحم فيزيد الله في عمره ثلاثين سنة ، فيجعلها ثلاثا وثلاثين سنة ، ويكون أجله ثلاثا وثلاثين سنة ، فيكون قاطعا للرحم فينقصه الله جل وعز ثلاثين سنة ، ويجعل أجله الى ثلاث سنين.
الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن على الوشا عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام مثله. قال مؤلف هذا الكتاب عفي عنه : في معنى هذين الحديثين أحاديث كثيرة في أصول الكافي تطلب لمن أراد هناك.
٤٦ ـ في كتاب الخصال عن ابن شهاب عن انس بن مالك قال : سمعت النبيصلىاللهعليهوآله يقول : من سره أن يبسط في رزقه وينسى له في أجله فليصل رحمه.
٤٧ ـ عن أبي جعفر عليهالسلام قال : في كتاب على عليهالسلام : ثلاث خصال لا يموت
صاحبهن حتى يرى وبالهن : البغي وقطيعة الرحم واليمين الكاذبة يبارز الله بها ، الى قولهعليهالسلام : وان القوم ليكونون فجارا فيتواصلون فتنمى أموالهم فيبرون فيزاد في أعمارهم ، فان اليمين الكاذبة وقطيعة الرحم لتذران الديار بلاقع من أهلها (١).
٤٨ ـ عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : من صدق لسانه زكا عمله ، ومن حسنت نيته زاد الله في رزقه ، ومن حسن بره في اهله زاد الله في عمره.
٤٩ ـ عن حذيفة بن اليمان قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا معشر المسلمين إياكم والزنا فان فيه ست خصال : ثلاث في الدنيا وثلاث في الاخرة ، اما التي في الدنيا فانه يذهب بالبهاء ويورث الفقر وينقص العمر ، الحديث.
وعن على بن أبي طالب عن النبي صلىاللهعليهوآله انه قال في وصيته له مثله بتغيير يسير. وعن أبى عبد الله عليهالسلام مثله كذلك.
٥٠ ـ في كتاب التوحيد في باب مجلس الرضا مع سليمان المروزي قال الرضا عليهالسلام : لقد أخبرنى أبى عن آبائه ان رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : ان الله عزوجل أوحى الى نبي من أنبيائه ان أخبر فلان الملك انى متوفيه الى كذا وكذا ، فأتاه ذلك النبي فأخبره فدعا الله الملك وهو على سريره حتى سقط من السرير ، فقال : يا رب أجلنى حتى يشب طفلي وأقضى أمري فأوحى الله عزوجل الى ذلك النبي ان ائت فلان الملك فأعلمه انى قد أنسيت في أجله وزدت في عمره خمس عشرة سنة ، فقال ذلك النبي : يا رب انك تعلم انى لم أكذب قط فأوحى الله عزوجل اليه انما أنت عبد مأمور فأبلغه ذلك ، والله لا يسأل عما يفعل وفي عيون الاخبار مثله سواء.
٥١ ـ في روضة الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن عثمان ابن عيسى عن أبي اسحق الجرجاني عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : ان الله عزوجل جعل لمن جعل سلطانا أجلا ومدة من ليالي وأيام وسنين وشهور ، فان عدلوا في الناس أمر الله
__________________
(١) قال الجزري وفيه : اليمين الكاذبة تدع الديار بلاقع : البلاقع جمع بلقع وبلقعا وهي الأرض القفر التي لا شيء بها ، يريدان الحالف بها يفتقر ويذهب ما في صيته من الرزق ، وقيل هو أن يفرق الله شمله ويغير عليه ما أولاه من نعمه.
عزوجل صاحب الفلك ان يبطئ بإدارته فطالت ايامهم ولياليهم وسنوهم وشهورهم ، وان هم جاروا في الناس ولم يعدلوا أمر الله عزوجل صاحب الفلك فأسرع بإدارته فقصرت لياليهم وايامهم وسنيهم وشهورهم وقد وفي عزوجل بعد الليالي والشهور.
٥٢ ـ في إرشاد المفيد رحمهالله وروى المفضل بن عمر قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : ان قائمنا إذا قام أشرقت الأرض بنور ربها ، واستغنى الناس عن ضوء الشمس ، وذهبت الظلمة ويعمر الرجل في ملكه حتى يولد له ألف ذكر لا يولد له فيهم أنثى.
٥٣ ـ في تهذيب الأحكام ابو القاسم جعفر بن محمد عن الحسين بن على بن زكريا عن الهيثم بن عبد الله عن الرضا على بن موسى عن أبيه عليهمالسلام قال : قال الصادقعليهالسلام : ان أيام زائري الحسين بن على عليهماالسلام لا تعد من آجالهم.
٥٤ ـ وعنه عن محمد بن عبد الله بن جعفر عن أبيه عن محمد بن عبد الحميد عن سيف ابن عميرة عن منصور بن حازم قال : سمعته يقول : من أتى عليه حول ولم يأت قبر الحسين عليهالسلام نقص الله من عمره حولا ، ولو قلت : ان أحدكم ليموت قبل اجله بثلاثين سنة لكنت صادقا ، وذلك انكم تتركون زيارته. فلا تدعوها يمد الله في أعماركم ، ويزيد في أرزاقكم وإذا تركتم زيارته نقص الله من أعماركم وأرزاقكم.
٥٥ ـ في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليهالسلام من أخبار هذه المجموعة وباسناده قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا على كرامة المؤمن على الله انه لم يجعل لأجله وقتا حتى يهم ببائقة (١) فاذا هم ببائقه قبضه اليه.
٥٦ ـ قال : وقال جعفر بن محمد عليهماالسلام : تجنبوا البوائق بمدكم في الاعمار.
٥٧ ـ في أصول الكافي على بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن موسى بن القاسم البجلي عن على بن جعفر قال : جاءني محمد بن اسمعيل (٢) وقد اعتمرنا عمرة رجب ونحن يومئذ بمكة ، فقال : يا عم انى أريد بغداد وقد أحببت ان أودع عمى أبا الحسن يعنى موسى بن جعفر عليهالسلام وأحببت ان تذهب معى اليه ، فخرجت معه نحو أخى وهو في
__________________
(١) البائقة : الشر الظلم والجمع بوائق.
(٢) هو ابن إسماعيل بن أبى عبد الله عليهالسلام.
داره التي بالحوبة وذلك بعد الغروب بقليل ، فضربت الباب فأجابنى أخي فقال من هذا؟ فقلت : على ، فقال : هو ذا أخرج وكان بطيء الوضوء ، فقلت : العجل قال وأعجل فخرج وعليه إزار ممشق (١) قد عقده في عنقه حتى قعد تحت عتبة الباب فقال على بن جعفر : فانكببت عليه فقبلت رأسه وقلت : قد جئتك في امر ان تره صوابا فالله وفق له وان يكن غير ذلك فما أكثر ما نخطئ ، قال : وما هو؟ قلت : هذا ابن أخيك يريد أن يودعك ويخرج الى بغداد فقال له : ادنه فدعوته وكان متنحيا فدنا منه فقبل رأسه وقال : جعلت فداك : أوصني ، فقال أوصيك ان تتقى الله في دمي ، فقال : من أرادك بسوء فعل الله به وفعل ، ثم عاد فقبل رأسه ثم قال : يا عم أوصنى فقال : أوصيك ان تتقى الله في دمي ، فدعا على من أراده بسوء ثم تنحى عنه ، ومضيت معه ، فقال لي أخى : يا على مكانك فقمت مكاني فدخل منزله ، ثم دعاني فدخلت اليه فتناول صرة فيها مأة دينار فأعطانيها وقال : قل لابن أخيك يستعين بها على سفره قال على : فأخذتها فأدرجتها في حاشية ردائي ثم ناولني مأة اخرى وقال : أعطه أيضا ثم ناولني صرة اخرى وقال : أعطه أيضا ، فقلت : جعلت فداك إذا كنت تخاف منه مثل الذي ذكرت فلم تعينه على نفسك؟ فقال إذا وصلته وقطعني قطع الله أجله ، ثم تناول مخدة أدم فيها ثلاثة آلاف درهم وضح (٢) فقال : أعطه هذه أيضا قال : فخرجت اليه فأعطيته المأة الاولى ففرح بها فرحا شديدا ودعا لعمه ، ثم أعطيته الثانية والثالثة ففرح حتى ظننت انه سيرجع ولا يخرج ، ثم أعطيته الثلاثة آلاف درهم فمضى على وجهه حتى دخل على هارون فسلم عليه بالخلافة وقال : ما ظننت ان في الأرض خليفتين حتى رأيت عمى موسى بن جعفر يسلم عليه بالخلافة فأرسل هارون اليه بمأة الف درهم فرماه الله بالذبحة (٣) فما نظر منها الى درهم ولا مسه.
٥٨ ـ في تفسير على بن إبراهيم وفي رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليهالسلام في قولهعزوجل : وما يستوي البحر ان هذا عذاب فرات وهذا ملح أجاج و
__________________
(١) ممشق اى مصبوغ بالمشق وهو الطين الأمر.
(٢) الوضح : الدرهم الصحيح.
(٣) الذبحة : وجع في الحلق أو دم يخنق فيقتل.
الأجاج المر.
٥٩ ـ وفيه حدثني أبى عن على بن الحكم عن سيف بن عميرة عن أبى بكر الحضرمي عن أبى عبد الله عليهالسلام انه قال للأبرش يا أبرش هو كما وصف نفسه كان عرشه على الماء والماء على الهواء والهواء لا يحد ولم يكن يومئذ خلق غيرهما والماء يومئذ عذب فرات الى أن قال وكانت السماء خضراء على لون الماء الأخضر ، وكانت الأرض غبراء على لون الماء العذب ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
٦٠ ـ وقال على بن إبراهيم رحمهالله في قوله عزوجل : (وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ ما يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ) قال : الجلدة الرقيقة التي على ظهر النوى.
٦١ ـ وقوله عزوجل : (وَما يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ) مثل ضربه الله عزوجل للمؤمن والكافر (وَلَا الظُّلُماتُ وَلَا النُّورُ وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ) فالظل الناس والحرور البهائم ثم قال: (إِنَّ اللهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشاءُ وَما أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ) قال هؤلاء الكفار لا يسمعون منك كما لا يسمع أهل القبور.
٦٢ ـ وقوله عزوجل : (وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيها نَذِيرٌ) قال : لكل زمان امام.
٦٣ ـ في أصول الكافي باسناده الى أبى جعفر عليهالسلام قال : يا معشر الشيعة خاصموا بسورة انا أنزلناه تفلجوا ، فو الله انها لحجة الله تبارك وتعالى على الخلق بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله وانها لسيدة دينكم وانها لغاية علمنا ، يا معشر الشيعة خاصموا (حم وَالْكِتابِ الْمُبِينِ إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ) فانها لولاة الأمر خاصة بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله يا معشر الشيعة يقول الله تبارك وتعالى : (وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيها نَذِيرٌ) قيل : يا با جعفر نذيرها محمد صلىاللهعليهوآله؟ قال : صدقت فهل كان نذير وهو حي من البعثة في أقطار الأرض؟ فقال السائل : لا ، قال أبو جعفر عليهالسلام : أرأيت بعيثه أليس نذيره؟ كما ان رسول الله صلىاللهعليهوآله في بعثته من الله عزوجل نذير؟ فقال : بلى ، قال : فكذلك لم يمت محمد الا وله بعيث نذير ، قال : فان قلت لا ، فقد ضيع رسول الله صلىاللهعليهوآله من في أصلاب الرجال من أمته ، قال : وما يكفيهم القرآن؟ قال : بلى ان وجدوا له مفسرا قال : وما فسره رسول اللهصلىاللهعليهوآله؟ قال : بلى قد فسره لرجل واحد ، وفسر للامة شأن
ذلك الرجل وهو على بن أبى طالب عليهالسلام والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة (١).
٦٤ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمهالله في احتجاج أبى عبد الله الصادق عليهالسلام قال السائل : فأخبرنى عن المجوس أفبعث إليهم نبيا فانى أجد لهم كتبا محكمة ومواعظ بليغة وأمثالا شافية ، ويقرون بالثواب والعقاب ولهم شرايع يعملون بها قال : (وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيها نَذِيرٌ) وقد بعث إليهم نبي بكتاب من عند الله فانكروه وجحدوا كتابه.
٦٥ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن بعض أصحابه عن صالح بن حمزة رفعه قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : ان من العبادة شدة الخوف من الله عزوجل يقول الله عزوجل : (إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
٦٦ ـ في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى وعلى بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن الحسن بن محبوب عن مالك بن عطية عن أبى حمزة قال : قال على بن الحسين عليهماالسلام : وما العلم بالله والعمل الا إلفان مؤتلفان ، فمن عرف الله خافه ، وحثه الخوف على العمل بطاعة الله ، وان أرباب العلم واتباعهم الذين عرفوا الله فعملوا له ورغبوا اليه وقد قال الله : (إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
٦٧ ـ في مجمع البيان وروى عن الصادق عليهالسلام انه قال : يعنى بالعلماء من صدق قوله فعله ، ومن لم يصدق فعله قوله فليس بعالم ، وفي الحديث أعلمكم بالله أخوفكم لله.
__________________
(١) أقول وذكر الكليني (ره) في أصول الكافي حديثا آخر فيه تفسير لهذه الاية الكريمة وقد أهمله المؤلف (ره) وهو : «عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عمن ذكره عن محمد بن عبد الرحمن بن أبى ليلى عن أبيه عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : انكم لا تكونون صالحين حتى تعرفوا ولا تعرفوا حتى تصدقوا ولا تصدقوا حتى تسلموا أبوابا أربعة لا يصلح أولها الا بآخرها ـ الى ان قال عليهالسلام ـ ان الله قد استخلص الرسل لأمره ثم استخلصهم مصدقين بذلك في نذره فقال : (وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيها نَذِيرٌ) تاه من جهل واهتدى من أبصر وعقل ... اه».
٦٨ ـ في مصباح الشريعة قال الصادق عليهالسلام : ودليل الخشية التعظيم لله والتمسك بخالص الطاعة وأوامره والخوف والحذر ودليلهما العلم ، قال الله تعالى : (إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ).
٦٩ ـ في مصباح شيخ الطائفة قدسسره في دعاء يوم الأربعاء اللهم أشد خلقك خشية لك أعلمهم بك ، وأفضل خلقك لك عملا أخوفهم لك ، لا علم الا خشيتك ولا حكم الا الايمان بك ، وليس لمن لم يخشك علم ، ولا لمن لم يؤمن بك حكم.
٧٠ ـ في مجمع البيان : (وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً) الآية وعن عبد الله بن عبيد الله بن عمر الليثي قال : قام رجل الى رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال : يا رسول الله ما لي لا أحب الموت؟ قال : ألك مال؟ قال : نعم قال : فقدمه قال : لا أستطيع ، قال : فان قلب الرجل مع ماله ان قدمه أحب أن يلحق به وان أخره ، أحب أن يتأخر معه.
٧١ ـ في من لا يحضره الفقيه وقال عليهالسلام : انما أعطاكم الله هذه الفضول من الأموال لتوجهوها حيث وجهها الله عزوجل ولم يعطكموها لتكثروها.
٧٢ ـ في كتاب الخصال عن هشام بن معاذ قال : كنت جليس عمر بن عبد العزيز حيث دخل المدينة فامر مناديه فنادى : من كانت له مظلمة أو ظلامة فليأت الباب ، فأتاه محمد بن على يعنى الباقر عليهالسلام فدخل اليه مولاه مزاحم فقال : ان محمد بن على بالباب فقال له : ادخله يا مزاحم قال : فدخل وعمر يمسح عينيه من الدموع فقال محمد بن على : ما أبكاك يا عمر؟ فقال هشام : أبكاه كذا وكذا يا ابن رسول الله ، فقال محمد ابن على : يا عمر انما الدنيا سوق من الأسواق منها خرج قوم بما ينفعهم ومنها خرجوا بما يضرهم الى قوله عليهالسلام : واجعل في قلبك اثنتين تنظر الذي تحب ان يكون معك إذا قدمت على ربك فقدمه بين يديك ، وتنظر الذي تكره أن يكون معك إذا قدمت على ربك فابتغ به البدل ، ولا تذهبن الى سلعة قد بادت على من كان قبلك ترجو أن تجوز عنك والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
٧٣ ـ في مجمع البيان روى ابن مسعود عن النبي صلىاللهعليهوآله انه قال في قوله : (وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ) هو الشفاعة لمن وجبت له النار ممن صنع اليه معروفا في الدنيا.