الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي
المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
الموضوع : القرآن وعلومه
الطبعة: ٠
الصفحات: ٦٥٢
نكاحها على رسول الله صلىاللهعليهوآله (فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً زَوَّجْناكَها) وروى فيه أيضا غير هذا وقد نقلناه عند قوله تعالى : «وما جعل أدعيائكم أبنائكم» في أول هذه السورة.
١٢٨ ـ وفيه أيضا حديث طويل عن النبي صلىاللهعليهوآله يقول فيه وقد ذكر ما رأى ليلة أسرى به : دخلت الجنة فاذا على حافتيها (١) بيوتي وبيوت أزواجى وإذا ترابها كالمسك وإذا جارية تتغمس في أنهار الجنة فقلت : لمن أنت يا جارية؟ فقالت : لزيد بن حارثة فبشرته بها حين أصبحت.
١٢٩ ـ في عيون الاخبار في باب مجلس الرضا عليهالسلام عند المأمون مع أصحاب الملل والمقالات وما أجاب به على بن جهم في عصمة الأنبياء صلوات الله عليهم حديث طويل وفيه يقوله عليهالسلام : واما محمد صلىاللهعليهوآله وقول الله عزوجل : (وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ) فان الله تعالى عرف نبيه صلىاللهعليهوآله أسماء أزواجه في دار الدنيا وأسماء أزواجه في الاخرة وانهن أمهات المؤمنين ، واحدهن سمى له زينب بنت جحش وهي يومئذ تحت زيد بن حارثة ، فأخفى صلىاللهعليهوآله اسمها في نفسه ولم يبده لكيلا يقول أحد من المنافقين : انه قال في امرأة في بيت رجل انها أحد أزواجه من أمهات المؤمنين ، وخشي قول المنافقين قال الله عزوجل : (وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ) يعنى في نفسك وان الله عزوجل ما تولى تزويج أحد من خلقه الا تزويج حوا من آدم وزينب من رسول الله صلىاللهعليهوآله بقوله عزوجل : (فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً زَوَّجْناكَها) وفاطمة من على عليهماالسلام قال : فبكى على بن محمد الجهم وقال : يا ابن رسول الله انا تائب الى الله تعالى من ان أنطق في أنبياء اللهعليهمالسلام بعد يومى هذا الا بما ذكرته.
١٣٠ ـ وفيه في باب ذكره مجلس آخر للرضا عليهالسلام عند المأمون في عصمة الأنبياء حديث طويل وفيه يقول المأمون للرضا عليهالسلام : فأخبرني عن قول الله عزوجل : (وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ) قال الرضا عليهالسلام : ان رسول الله صلىاللهعليهوآله قصد دار زيد بن حارثة ابن شراحيل الكلبي في أمر أراده فرأى امرأته تغتسل فقال لها : سبحان الله الذي خلقك
__________________
(١) الحافة : الجانب.
وانما أراد بذلك تنزيه الله تعالى عن قول من زعم ان الملائكة بنات الله ، فقال الله عزوجل : (أَفَأَصْفاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلائِكَةِ إِناثاً إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلاً عَظِيماً) فقال النبيصلىاللهعليهوآله لما رآها تغتسل : سبحان الله الذي خلقك ان يتخذ ولدا يحتاج الى هذا التطهير والاغتسال ، فلما دعا زيد الى منزله أخبرته امرأته بمجيء الرسول عليهالسلام وقوله لها : «سبحان الذي خلقك» فلم يعلم زيد ما أراد بذلك ، فظن انه قال ذلك لما أعجبه من حسنها ، فجاء الى النبي صلىاللهعليهوآله فقال : يا رسول الله ان امرأتى في خلقها سوء ، وانى أريد طلاقها ، فقال له النبي صلىاللهعليهوآله : (أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ) وقد كان الله عزوجل عرفه عدد أزواجه وان تلك المرأة منهن ، فأخفى ذلك في نفسه ولم يبده لزيد وخشي الناس أن يقولوا ان محمدا يقول لمولاه : ان امرأتك ستكون لي زوجة فيعيبونه بذلك ، فأنزل الله تعالى : (وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ) يعنى بالإسلام (وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ) «يعنى بالعتق» (أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ) ثم ان زيد بن حارثة طلقها واعتدت منه فزوجها الله تعالى من نبيه صلىاللهعليهوآله وأنزل بذلك قرآنا فقال عزوجل : (فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً زَوَّجْناكَها لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْواجِ أَدْعِيائِهِمْ إِذا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكانَ أَمْرُ اللهِ مَفْعُولاً) ثم علم عزوجل ان المنافقين سيعيبونه بتزويجها فأنزل : (ما كانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيما فَرَضَ اللهُ لَهُ) فقال المأمون : لقد شفيت صدري يا ابن رسول الله ، وأوضحت لي ما كان ملتبسا على ، فجزاك الله عن أنبيائه وعن الإسلام خيرا.
١٣١ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمهالله عن أمير المؤمنين عليهالسلام حديث طويل وفيه يقول عليهالسلام مجيبا لبعض الزنادقة وقد قال ثم خاطبه في أضعاف ما أثنى عليه في الكتاب من الإزراء وانخفاض محله وغير ذلك ، تهجينه وتأنيبه ما لم يخاطب به أحدا من الأنبياء مثل قوله : (وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ) والذي بدا في الكتاب من الإزراء على النبي صلىاللهعليهوآله من فرية الملحدين ، وهنا كلام طويل يطلب عند قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آياتِنا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنا)
١٣٢ ـ في مجمع البيان (وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ) قيل ان الذي أخفاه
في نفسه هو ان الله سبحانه أعلمه انها ستكون من أزواجه ، وان زيدا سيطلقها ، فلما جاء زيد وقال له : أريد ان أطلق زينب قال له : (أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ) ، فقال سبحانه : لم قلت : (أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ) وقد أعلمتك انها ستكون من أزواجك؟ وروى ذلك عن على بن الحسين عليهماالسلام.
١٣٣ ـ وروى ثابت عن أنس بن مالك قال : لما انقضت عدة زينب قال رسول اللهصلىاللهعليهوآله لزيد اذهب فاذكرها على قال زيد : فانطلقت فقلت : يا زينب أبشري قد أرسلنى رسول الله صلىاللهعليهوآله بذكرك ونزل القرآن ، وجاء رسول الله صلىاللهعليهوآله فدخل عليها بغير اذن لقوله : «زوجناكها» وفي رواية فانطلقت فاذا هي تخمر عجينها فلما رأيتها عظمت في نفسي حتى ما أستطيع ان أنظر إليها حين علمت ان رسول الله صلىاللهعليهوآله ذكرها ، فوليتها ظهري وقلت : يا زينب أبشري فان رسول الله صلىاللهعليهوآله يخطبك ، ففرحت بذلك وقالت : ما أنا بصانعة شيئا حتى اؤامر ربي ، فقامت الى مسجدها ونزل : «زوجناكها» فتزوجها رسول الله صلىاللهعليهوآله ودخل بها.
١٣٤ ـ في جوامع الجامع وقرأ أهل البيت عليهمالسلام زوجتكها قال الصادق عليهالسلام : ما قرأتها على أبي الا كذلك الى أن قال : وما قرأ على على النبي صلىاللهعليهوآله الا كذلك ، وروى ان زينب كانت تقول للنبي صلىاللهعليهوآله انى لأدل عليك بثلاث ما من نسائك امرأة تدل بهن : جدي وجدك واحد ، وزوجنيك الله والسفير جبرئيل عليهالسلام.
١٣٥ ـ في تفسير على بن إبراهيم متصل بآخر ما نقلنا عنه أعنى قوله «زوجناكها» وفي قوله عزوجل : (ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ) فان هذه الآية نزلت في شأن زيد بن حارثة قالت قريش يعيرنا محمد يدعى بعضنا بعضا ، وقد ادعى هو زيدا.
١٣٦ ـ في أصول الكافي وتزوج خديجة وهو ابن بضع وعشرين سنة. فولد له منها قبل مبعثه عليهالسلام القاسم ورقية وزينب وأم كلثوم ، وولد له بعد المبعث الطيب والطاهر وفاطمة عليهاالسلام ، وروى أيضا انه لم يولد له بعد المبعث الا فاطمة عليهاالسلام وأن الطيب والطاهر ولدا قبل مبعثه.
١٣٧ ـ في من لا يحضره الفقيه وقال الصادق عليهالسلام : لما مات إبراهيم ابن رسول الله
صلىاللهعليهوآله قال النبي : حزنا عليك يا إبراهيم وانا لصابرون يحزن القلب وتدمع العين ولا نقول ما يسخط الرب.
١٣٨ ـ في مجمع البيان وقد صح انه قال للحسن : ان إبني هذا سيد.
١٣٩ ـ وقال أيضا للحسن والحسين عليهماالسلام : ابناي هذان إمامان قاما أو قعدا.
١٤٠ ـ وقال عليهالسلام : ان كل بنى بنت ينسبون الى أبيهم الا أولاد فاطمة فانى انا أبوهم.
١٤١ ـ في تهذيب الأحكام محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن على بن حسان عن بعض أصحابنا قال تقدم أبو الحسن الاول الى قبر النبيصلىاللهعليهوآله فقال : السلام عليك يا أبه والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
١٤٢ ـ محمد بن احمد بن داود عن محمد بن الحسن الكوفي قال : حدثني محمد بن على بن معمر قال : حدثنا محمد بن مسعدة قال : حدثني عبد الرحمن بن أبي نجران عن على بن أبي شعيب عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : بينا الحسين عليهالسلام قاعد في حجر رسول اللهصلىاللهعليهوآله ذات يوم إذ رفع رأسه اليه فقال : يا أبه قال : لبيك يا بنى ، قال : ما لمن أتاك بعد وفاتك زائرا لا يريد الا زيارتك؟ فقال : يا بنى من أتانى بعد وفاتي زائرا لا يريد الا زيارتي فله الجنة ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
١٤٣ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب عن انس في حديث طويل سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : أنا خاتم الأنبياء وأنت يا على خاتم الأولياء ، وقال أمير المؤمنين عليهالسلام : خاتم محمد الف نبي ، وانى ختمت ألف وصى ، وانى كلفت ما لم يكلفوا.
١٤٤ ـ في روضة الكافي باسناده الى على بن عيسى رفعه قال : ان موسى ناجاه الله تبارك وتعالى فقال له في مناجاته : لا يطول في الدنيا أمك الى قوله عزوجل له في وصيته له بالنبي صلىاللهعليهوآله : يا موسى انه أمي وهو عبد صدق ويبارك عليه ، كذلك فيما وضع يده عليه ، كذلك كان في علمي ، وكذلك خلقته ، به أفتح الساعة وبأمته أختم مفاتيح الدنيا.
١٤٥ ـ في عوالي اللئالى وقال عليهالسلام : انا أول الأنبياء خلقا وآخرهم بعثا.
١٤٦ ـ في مجمع البيان وصح الحديث عن جابر بن عبد الله عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : انما مثلي في الأنبياء كمثل رجل بنى دارا فأكملها وحسنها الا موضع لبنة ، فكان من دخلها فنظر إليها قال : ما أحسنها الا موضع هذه اللبنة ، قال صلىاللهعليهوآله : فانا موضع اللبنة ختم بى الأنبياء أورده البخاري ومسلم في صحيحيهما.
١٤٧ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمد الأشعري عن ابن القداح عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : ما من شيء الا وله ينتهى اليه الا الذكر ، فليس له حد ينتهى اليه ، فرض الله عزوجل الفرائض فمن أداهن فهو حدهن ، وشهر رمضان فمن صامه وفهو حده ، والحج فمن حج فهو حده ، الا الذكر فان الله عزوجل لم يرض منه بالقليل ولم يجعل له حدا ينتهى اليه ثم تلا : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللهَ ذِكْراً كَثِيراً وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً) فقال : لم يجعل الله له حدا ينتهي اليه ، قال : وكان أبي عليهالسلام كثير الذكر لقد كنت أمشى معه وانه ليذكر الله ، وآكل معه الطعام وانه ليذكر الله ، ولقد كان يحدث القوم ما يشغله ذلك عن ذكر الله ، وكنت أرى لسانه لازقا بحنكه (١) يقول : لا اله الا الله ، وكان يجمعنا فيأمرنا بالذكر حتى تطلع الشمس ، ويأمر بالقرائة من كان يقرأ منا ، ومن كان لا يقرأ منا امره بالذكر ، والبيت الذي يقرأ فيه القرآن ويذكر الله عزوجل فيه تكثير بركته ، وتحضره الملائكة وتهجره الشياطين ، ويضيء لأهل السماء كما يضيء الكوكب لأهل الأرض ، والبيت الذي لا يقرء فيه القرآن ولا يذكر الله تقل بركته وتهجره الملائكة وتحضره الشياطين ، وقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : الا أخبركم بخير أعمالكم ارفعها في درجاتكم وأزكاها عند مليككم وخير لكم من الدينار والدرهم ، وخير لكم من ان تلقوا عدوكم فتقتلوهم ويقتلوكم؟ فقالوا : بلى ، قال : ذكر الله عزوجل كثيرا ثم قال : جاء رجل الى النبيصلىاللهعليهوآله فقال : من خير أهل المسجد؟ فقال : أكثرهم لله ذكرا ، وقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من اعطى لسانا ذاكرا فقد اعطى خير الدنيا والاخرة ، وقال في قوله تعالى : (وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ) قال : لا تستكثر ما عملت
__________________
(١) لزق به : لصق. والحنك : باطن أعلى الغم من داخل.
من خير لله.
١٤٨ ـ حميد بن زياد عن ابن سماعة عن وهيب بن حفص عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : شيعتنا الذين إذا خلوا ذكروا الله كثيرا.
١٤٩ ـ الحسين بن محمد عن معلى بن محمد وعدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد جميعا عن الحسن بن على الوشاء عن داود بن سرحان عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من أكثر ذكر الله عزوجل أحبه الله. ومن ذكر الله كثيرا كتب له برائتان برائة من النار وبرائة من النفاق.
١٥٠ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن على بن الحكم عن سيف بن عميرة عن بكر بن أبي بكر عن زرارة بن أعين عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : تسبيح فاطمة الزهراء عليهاالسلام من الذكر الكثير الذي قال الله عزوجل : (اذْكُرُوا اللهَ ذِكْراً كَثِيراً).
عنه عن على بن الحكم عن سيف بن عميرة عن أبي اسامة زيد الشحام ومنصور بن حازم وسعيد الأعرج عن أبي عبد الله عليهالسلام مثله.
١٥١ ـ الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن داود الحمار عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : من أكثر ذكر الله عزوجل أظله الله في جنته.
١٥٢ ـ عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن اسمعيل بن مهران عن سيف ابن عميرة عن سليمان بن عمرو عن أبي المغر الخصاف رفعه قال : قال أمير المؤمنينعليهالسلام : من ذكر الله عزوجل في السر فقد ذكر الله كثيرا ان المنافقين كانوا يذكرون الله علانية ولا يذكرونه في السر ، فقال الله عزوجل : (يُراؤُنَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللهَ إِلَّا قَلِيلاً).
١٥٣ ـ في قرب الاسناد للحميري باسناده الى عبد الله بن بكير قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن قول الله تبارك وتعالى : (اذْكُرُوا اللهَ ذِكْراً كَثِيراً) قال : قلت : ما أدنى الذكر الكثير؟ قال : فقال : التسبيح في دبر كل صلوة ثلثا وثلاثين مرة.
١٥٤ ـ في مجمع البيان اختلف في معنى الذكر الكثير قيل هو أن تقول : سبحان
الله والحمد لله ولا اله الا الله والله أكبر على كل حال ، وقد ورد عن أئمتنا عليهمالسلام انهم قالوا : من قالها ثلاثين مرة فقد ذكر الله كثيرا ، وروى الواحدي باسناده عن ضحاك ابن مزاحم عن ابن عباس قال : جاء جبرئيل عليهالسلام الى النبي صلىاللهعليهوآله فقال : يا محمد قل : سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم عدد ما علم وزنه وملاء ما علم ، فانه من قالها كتب الله له بها ست خصال : كتب من الذاكرين الله كثيرا ، وكان أفضل من ذكره بالليل والنهار وكن له غرسا في الجنة وتحاتت عنه خطاياه (١) كما تحات ورق الشجرة اليابسة ، وينظر الله اليه ومن نظر اليه لم يعذبه.
١٥٥ ـ في تهذيب الأحكام الحسين بن سعيد عن صفوان عن ابن بكير قال : قلت لابي عبد الله عليهالسلام قول الله عزوجل : (اذْكُرُوا اللهَ ذِكْراً كَثِيراً) ماذا الذكر الكثير؟ قال : ان يسبح في دبر المكتوبة ثلاثين مرة.
١٥٦ ـ في كتاب الخصال عن زيد الشحام قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : ما ابتلى المؤمن بشيء أشد عليه من ثلاث خصال يحرمها ، قيل : وما هي؟ قال : المواساة في ذات يده ، والإنصاف من نفسه ، وذكر الله كثيرا ، اما انى لا أقول سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله أكبر ، ولكن ذكر الله عند ما أحل له وذكر الله عند ما حرم عليه.
١٥٧ ـ عن عبد الله بن أبي يعفور قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : ثلاث لا يطيقهن الناس : الصفح عن الناس ، ومواساة الأخ أخاه في ماله ، وذكر الله كثيرا.
١٥٨ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن يعقوب ابن عبد الله عن اسحق بن فروخ مولى آل طلحة قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : يا أسحق ابن فروخ من صلى على محمد وآل محمد عشرا صلى الله عليه وملائكته ألفا ، اما تسمع قول الله عزوجل : (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَكانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً).
١٥٩ ـ في مجمع البيان وفي مسند السيد أبي طالب الهروي مرفوعا الى أبي أيوب
__________________
(١) تحات الورق من الشجر : تناثر وتساقط.
عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : صلت الملائكة على وعلى على سبع سنين ، وذلك انه لم يصل فيها أحد غيري وغيره.
١٦٠ ـ في كتاب التوحيد حديث طويل عن على عليهالسلام يقول فيه وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الآيات : واللقا هو البعث فافهم جميع ما في كتاب الله من لقائه ، فانه يعنى بذلك البعث ، وكذلك قوله : (تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ) يعنى انه لا يزول عن قلوبهم يوم يبعثون.
١٦١ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده الى الحسن بن عبد الله عن آبائه عن جده الحسن بن على بن أبي طالب عليهمالسلام قال : جاء نفر من اليهود الى رسول اللهصلىاللهعليهوآله فسأله أعلمهم فيما سأله فقال : لأي شيء سميت محمدا وأحمد وأبا القاسم وبشيرا ونذيرا وداعيا؟ فقال صلىاللهعليهوآله : اما الداعي فانى ادعوا الناس الى دين ربي عزوجل ، واما النذير فانى أنذر بالنار من عصاني ، واما البشير فانى أبشر بالجنة من أطاعني والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
١٦٢ ـ في تفسير على بن إبراهيم وقال على بن إبراهيم رحمهالله في قوله عزوجل : (إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً وَداعِياً إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِراجاً مُنِيراً) الى قوله تعالى : (وَدَعْ أَذاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ وَكَفى بِاللهِ وَكِيلاً) فانها نزلت بمكة قبل الهجرة بخمس سنين ، فهذا دليل على خلاف التأليف.
١٦٣ ـ في من لا يحضره الفقيه وروى عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليهالسلام في قوله الله عزوجل : (ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَ) (١) (مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَما لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَها فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَراحاً جَمِيلاً) قال : متعوهن اى اجملوهن بما قدرتم عليه من معروف ، فإنهن يرجعن بكآية (٢) ووحشة وهم عظيم وشماتة من أعدائهن ، فان الله كريم يستحيي ويحب أهل الحياء ان أكرمكم أشدكم إكراما لحلائلهم.
__________________
(١) كذا في النسخ وفي المصحف الشريف «ثم طلقتموهن ... اه».
(٢) الكآبة : الحزن والغم.
١٦٤ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : سأله أبي وانا حاضر عن رجل تزوج امرأة فأدخلت عليه فلم يمسها ولم يصل إليها حتى طلقها هل عليها عدة منه؟ فقال : انما العدة من الماء ، قيل له : فان كان واقعها في الفرج ولم ينزل؟ فقال : إذا أدخله وجب الغسل والمهر والعدة.
١٦٥ ـ على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي ـ عبد الله عليهالسلام قال : سألته عن الرجل يطلق المرئة وقد مس كل شيء منها الا انه لم يجامعها ألها عدة؟ فقال : ابتلى أبو جعفر عليهالسلام بذلك فقال له أبوه على بن الحسين عليهماالسلام: إذا أغلق وأرخى سترا وجب المهر والعدة.
١٦٦ ـ ابو على الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن إسحاق بن عمار عن أبي الحسن عليهالسلام قال : سألته عن الرجل يتزوج المرأة فيدخل بها ويغلق بابا ويرخي سترا عليها ويزعم انه لم يمسها وتصدقه هي بذلك ، عليها عدة؟ قال : لا ، قلت : فانه شيء دون شيء؟! قال : إذا خرج الماء اعتدت يعنى إذا كانا مأمونين صدقا.
١٦٧ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن أبي ـ بصير قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : الرجل يتزوج المرأة فيرخي عليها وعليه الستر ويغلق الباب ثم يطلقها فتسأل المرأة هل أتاك فنقول : ما أتاني ، ويسأل هو هل أتيتها فيقول : لم آتها فقال : لا يصدقان ، وذلك انها تريدان تدفع العدة عن نفسها ، ويريد هو أن يدفع المهر يعنى إذا كانا متهمين.
١٦٨ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد وعلى بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير وعن عبد الكريم عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : سألته عن الرجل إذا طلق امرأته ولم يدخل بها؟ فقال : قد بانت منه وتزوج ان شائت من ساعتها.
١٦٩ ـ على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي ـ عبد الله عليهالسلام قال : إذا طلق الرجل امرأته قبل ان يدخل بها فليس عليها عدة تتزوج من
ساعتها ان شائت وتبينها تطليقة واحدة ، وان كان فرض لها مهرا فلها نصف ما فرض.
١٧٠ ـ أبو على الأشعري عن محمد بن عبد الجبار وأبو العباس محمد بن جعفر الرزاز عن أيوب بن نوح وحميد بن زياد عن ابن سماعة جميعا عن صفوان عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إذا طلق الرجل امرأته قبل ان يدخل بها فقد بانت منه ، وتتزوج ان شاءت من ساعتها ، وان كان فرض لها مهرا فلها نصف المهر ، وان لم يكن فرض لها مهرا فليمتعها.
١٧١ ـ على عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي عبد الله عليهالسلام في رجل طلق امرأته قبل ان يدخل بها؟ قال : عليه نصف المهر ان كان فرض لها شيئا ، وان لم يكن فرض لها فليمتعها على نحو ما يمتع مثلها من النساء.
١٧٢ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن على بن أبي ـ حمزة عن أبي بصير قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن رجل طلق امرأته قبل ان يدخل بها؟ قال : عليه نصف المهر ان كان فرض لها ، وان لم يكن فرض لها شيئا فليمتعها على نحو ما يمتع به مثلها من النساء.
١٧٣ ـ في مجمع البيان «فمتعوهن» قال ابن عباس : هذا إذا لم يكن سمى لها مهرا، فاذا فرض لها صداقا فلها نصفه ولا تستحق المتعة ، وهو المروي عن أئمتنا عليهمالسلام والآية محمولة عندنا على التي لم يسم لها مهر فتجب لها المتعة.
١٧٤ ـ عن حبيب ابن ثابت قال كنت قاعدا عند على بن الحسين عليهماالسلام فجائه رجل فقال : انى قلت : يوم أتزوج فلانة فهي طالق قال : اذهب فتزوجها فان الله تعالى بدأ النكاح قبل الطلاق وقرء هذه الآية.
١٧٥ ـ في الكافي على بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن يحيى عن احمد بن محمد جميعا عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : سألته عن قول الله عزوجل: (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنا لَكَ أَزْواجَكَ) قلت : كم أحل له من النساء؟ قال : ما شاء من شيء.
١٧٦ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن أبي نجران عن عبد الكريم
ـ ابن عمرو عن أبي بكر الحضرمي عن أبي جعفر عليهالسلام في قوله الله عزوجل لنبيه صلىاللهعليهوآله : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنا لَكَ أَزْواجَكَ) كم أحل له من النساء؟ قال : ما شاء من شيء.
١٧٧ ـ على بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن يحيى عن احمد بن محمد جميعا عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : قلت : قوله : (لا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ مِنْ بَعْدُ وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْواجٍ) فقال : لرسول الله صلىاللهعليهوآله ان ينكح ما شاء من بنات عمه وبنات عماته وبنات خاله وبنات خالاته ، وأزواجه اللاتي هاجرن معه ، وأحل له أن ينكح من عرض المؤمنين بغير مهر وهي الهبة ، ولا تحل الهبة الا لرسول الله صلىاللهعليهوآله فأما لغير رسول الله فلا يصلح نكاح الا بمهر ، وذلك معنى قوله تعالى (وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِ).
١٧٨ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن أبي نجران عن عبد الكريم بن عمرو عن أبي بكر الحضرمي عن أبي جعفر عليهالسلام في قوله عزوجل لنبيه صلىاللهعليهوآله : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنا لَكَ أَزْواجَكَ) كم أحل له من النساء؟ قال : ما شاء من شيء. قلت : (وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ) فقال : لا تحل الهبة الا لرسول الله صلىاللهعليهوآله واما لغير رسول الله فلا يصلح نكاح الا بمهر.
١٧٩ ـ أبو على الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان ومحمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان عن صفوان ومحمد بن سنان جميعا عن ابن مسكان عن الحلبي قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن المرأة تهب نفسها للرجل ينكحها بغير مهر؟ فقال : انما كان هذا للنبي صلىاللهعليهوآله فاما لغيره فلا يصلح هذا حتى يعوضها شيئا يقدم إليها قبل أن يدخل بها قل أو كثر ، ولو ثوب أو درهم وقال : يجزى الدرهم.
١٨٠ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن داود بن سرحان عن زرارة عن أبي جعفر عليهالسلام قال : سألته عن قول الله عزوجل : (وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ) فقال : لا تحل الهبة الا لرسول الله صلىاللهعليهوآله وأما غيره فلا يصلح نكاح الا بمهر.
١٨١ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن إسماعيل عن محمد بن
الفضل عن أبي الصباح الكناني عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : لا تحل الهبة الا لرسول اللهصلىاللهعليهوآله واما غيره فلا يصلح نكاح الا بمهر.
١٨٢ ـ على بن إبراهيم عن أبيه عن بعض أصحابه عن عبد الله بن سنان عن أبي ـ عبد الله عليهالسلام في امرأة وهبت نفسها لرجل ووهبها له وليها؟ فقال : لا انما كان ذلك لرسول الله صلىاللهعليهوآله وليس لغيره الا ان يعوضها شيئا قل أو كثر.
١٨٣ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن أبي القاسم الكوفي عن عبد الله بن المغيرة عن رجل عن أبي عبد الله عليهالسلام في امرأة وهبت نفسها لرجل من المسلمين؟ قال : ان عوضها كان ذلك مستقيما.
١٨٤ ـ على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن محمد بن قيس عن أبي جعفر عليهالسلام قال : جاءت امرأة من الأنصار الى رسول الله صلىاللهعليهوآله فدخلت عليه وهو في منزل حفصة والمرأة متلبسة متمشطة فدخلت على رسول الله صلىاللهعليهوآله فقالت : يا رسول الله ان المرأة لا تخطب الزوج وانا امرأة أيم (١) لا زوج لي منذ دهر ولا ولد ، فهل لك من حاجة ، فان تك فقد وهبت نفسي لك ان قبلتني ، فقال لها رسول الله صلىاللهعليهوآله خيرا ودعا لها ، ثم قال : يا أخت الأنصار جزاكم الله عن رسول الله خيرا فقد نصرني رجالكم ورغبت في نساءكم ، فقالت لها حفصة : ما أقل حياءك وأجراك وانهمك للرجال! (٢) فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : كفي عنها يا حفصة فانها خير منك رغبت في رسول الله فلمتيها وعبتيها ثم قال للمرأة : انصر في رحمك الله فقد أوجب الله لك الجنة لرغبتك في وتعرضك لمحبتي وسروري ، وسيأتيك أمرى ان شاء الله ، فانزل الله عزوجل : (وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَها خالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ) قال : فأحل الله عزوجل هبة المرأة نفسها لرسول الله ولا يحل ذلك لغيره.
١٨٥ ـ في تفسير على بن إبراهيم (وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ) فانه كان سبب نزولها ان امرأة من الأنصار أتت رسول الله صلىاللهعليهوآله وقد تهيئت وتزينت فقالت :
__________________
(١) الأيم من النساء : التي لا زوج لها بكرا كانت أو ثيبا.
(٢) النهمة : الحاجة وبلوغ الهمة والشهوة في الشيء وهو مفهوم بكذا : مولع.
يا رسول الله هل لك في حاجة فقد وهبت نفسي لك؟ فقالت لها عائشة : قبحك الله ما أنهمك للرجال! فقال لها رسول الله صلىاللهعليهوآله : مه يا عائشة فانها رغبت في رسول الله إذ زهدتن فيه. ثم قال : رحمك الله ورحمكم يا معاشر الأنصار ينصرني رجالكم وترغب في نساؤكم ارجعي رحمك الله فانى انتظر امر الله عزوجل ، فأنزل الله عزوجل : (وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَها خالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ) فلا تحل الهبة الا لرسول الله صلىاللهعليهوآله.
١٨٦ ـ في كتاب الخصال عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليهماالسلام قال : تزوج رسول الله صلىاللهعليهوآله بخمس عشرة امرأة ، ودخل بثلاثة عشر منهن ، وقبض عن تسع ، فاما اللتان لم يدخل بهما فعمرة والشنبا (١) واما الثلاث عشرة اللاتي دخل بهن فأولهن خديجة الى قوله : والتى (وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ) خولة بنت حكيم السلمي ، وقد تقدم هذا الحديث بتمامه في هذه السورة.
١٨٧ ـ في مجمع البيان وقيل : انها لما وهبت نفسها للنبي قالت عائشة : ما بال النساء يبذلن أنفسهن بلا مهر؟ فنزلت الاية ، فقالت عائشة : ما ارى الله تعالى الا يسارع في هواك ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : وانك ان أطعت الله سارع في هواك.
١٨٨ ـ واختلف في انه هل كانت عند النبي امرأة وهبت نفسها له أم لا؟ فقيل انه لم تكن ، وقيل : بل كانت الى قوله : وقيل هي امرأة من بنى أسد يقال لها أم شريك بنت جابر عن على بن الحسين عليهماالسلام.
١٨٩ ـ في كتاب الخصال في الحديث المتقدم عن الصادق عليهالسلام وكان له سريتان يقسم لهما مع أزواجه مارية القبطية وريحانة الخندفية.
١٩٠ ـ في الكافي على بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن ابن ابى عمير عن حماد عن الحلبي عن ابى عبد الله عليهالسلام قال : قلت : أرأيت قوله : (تُرْجِي مَنْ تَشاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشاءُ) قال : من آوى فقد نكح ومن أرجى فلم ينكح، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة هنا.
__________________
(١) قد مر اختلاف النسخ في اللفظة.
١٩١ ـ في تفسير على بن إبراهيم ثم انزل الله عزوجل هذه الاية وهي آية التخيير فقال: (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ) الى قوله اجرا عظيما فقامت أم سلمة أول من قامت فقالت : قد اخترت الله ورسوله فقمن كلهن فعانقنه وقلن مثل ذلك ، فانزل الله عزوجل : (تُرْجِي مَنْ تَشاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشاءُ) فقال الصادق عليهالسلام : من آوى فقد نكح ومن أرجى فقد طلق ، وقوله عزوجل : (تُرْجِي مَنْ تَشاءُ مِنْهُنَّ) مع هذه الاية قوله عزوجل : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ) الى قوله : (أَجْراً عَظِيماً) وقد أخرت عنها في التأليف وقد كتبنا ذلك فيما تقدم.
١٩٢ ـ في مجمع البيان (تُرْجِي مَنْ تَشاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشاءُ) قال أبو جعفر وأبو عبد الله عليهماالسلام من أرجى لم ينكح ومن آوى فقد نكح.
١٩٣ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن ابى نجران عن عبد الكريم بن عمرو عن أبي بكر الحضرمي عن ابى جعفر عليهالسلام في قول الله عزوجل : (لا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ مِنْ بَعْدُ) فقال : انما عنى به لا يحل لك النساء التي حرم الله عليك في هذه الاية : (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ وَبَناتُكُمْ وَأَخَواتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخالاتُكُمْ) الى آخرها ولو كان الأمر كما يقولون كان قد أحل لكم ما لم يحل له ، لان أحدكم يستبدل كلما أراد ، ولكن الأمر ليس كما يقولون ان الله عزوجل أحل لنبيه صلىاللهعليهوآله ان ينكح من النساء ما أراد الا ما حرم في هذه الاية في سورة النساء.
١٩٤ ـ على بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن يحيى عن احمد بن محمد جميعا عن ابن ابى عمير عن حماد عن الحلبي عن ابى عبد الله عليهالسلام قال سألته عن قول الله عزوجل : (لا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ مِنْ بَعْدُ) قال انما عنى به النساء اللاتي حرم عليه في هذه الاية : (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ وَبَناتُكُمْ وَأَخَواتُكُمْ) الى آخر الاية ولو كان الأمر كما يقولون كان قد أحل لكم ما لم يحل له. ان أحدكم يستبدل كلما أراد ولكن ليس الأمر كما يقولون ان الله عزوجل أحل لنبيه صلىاللهعليهوآله ما أراد من النساء الا ما حرم عليه في هذه الاية التي في النساء.
١٩٥ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن أبي نجران عن عاصم بن حميد
عن أبي بصير قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن قول الله عزوجل : (لا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ مِنْ بَعْدُ وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْواجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا ما مَلَكَتْ يَمِينُكَ) فقال : أراكم وأنتم تزعمون انه يحل لكم ما لم يحل لرسول الله صلىاللهعليهوآله وقد أحل الله تعالى لرسول الله ان يتزوج من النساء ما شاء ، انما قال : (لا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ مِنْ بَعْدُ) الذي حرم عليك قوله: (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ وَبَناتُكُمْ) الى آخر الاية.
١٩٦ ـ أحمد بن محمد العاصي عن على بن الحسن بن الفضال عن على بن أسباط عن عمه يعقوب بن سالم عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : قلت له : أرأيت قول الله عزوجل (لا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ مِنْ بَعْدُ) فقال : إنما لم يحل له النساء التي حرم عليه في هذه الاية (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ وَبَناتُكُمْ) في هذه الاية كلها ، ولو كان الأمر كما يقولون لكان قد أحل لكم ما لم يحل له هو لان أحدكم يستبدل كلما أراد ولكن ليس الأمر كما يقولون أحاديث آل محمد خلاف أحاديث الناس ، ان الله عزوجل أحل لنبيه صلىاللهعليهوآله ان ينكح من النساء ما أراد الا ما حرم الله عليه في سورة النساء في هذه الاية.
١٩٧ ـ في مجمع البيان : (وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَ) يعنى أن أعجبك حسن ما حرم عليك من جملتهن ولم يحللن لك وهو المروي عن أبي عبد الله عليهالسلام.
١٩٨ ـ في أصول الكافي محمد بن الحسن وعلى بن محمد عن سهل عن محمد بن سليمان عن هارون بن الجهم عن محمد بن مسلم قال : سمعت أبا جعفر عليهالسلام يقول : لما احتضر الحسن بن على عليهالسلام قال للحسين عليهالسلام : يا أخي انى أوصيك بوصية فاحفظها فاذا انا مت فهيئني ثم وجهني الى رسول الله صلىاللهعليهوآله لأحدث به عهدا ، ثم اصرفني الى أمي فاطمة عليهاالسلام ، ثم ردني فادفني في البقيع ، واعلم انه سيصيبني من الحميراء ما يعلم الناس من صنيعها وعداوتها لله ولرسوله صلىاللهعليهوآله وعداوتها لنا أهل البيت ، فلما قبض الحسن عليهالسلام وضع على سريره وانطلق به الى مصلى رسول الله صلىاللهعليهوآله الذي كان يصلى فيه على الجنائز فصلى على الحسن عليهالسلام فلما ان صلى عليه حمل فادخل المسجد فلما أوقف على قبر رسول الله صلىاللهعليهوآله بلغ عائشة الخبر ، وقيل لها : انهم قد أقبلوا بالحسن بن على عليهالسلام ليدفنوه مع رسول الله صلىاللهعليهوآله فخرجت مبادرة على بغل بسرج ـ فكانت أول امرأة ركبت في
الإسلام سرجا ـ فوقفت وقالت : نحوا ابنكم عن بيتي فانه لا يدفن فيه شيء ولا يهتك على رسول الله حجابه ، فقال لها الحسين بن على عليهالسلام : قديما هتكت أنت وأبوك حجاب رسول الله صلىاللهعليهوآله وأدخلت بيته من لا يحب رسول الله صلىاللهعليهوآله قربه ، وان الله سائلك عن ذلك يا عائشة ان أخى أمرنى ان أقربه من أبيه رسول الله ليحدث به عهدا واعلمي ان أخى أعلم الناس بالله ورسوله ، وأعلم بتأويل كتابه من أن يهتك على رسول الله صلىاللهعليهوآله ستره ، لان الله تبارك وتعالى يقول : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ) وقد أدخلت بيت رسول الله صلىاللهعليهوآله الرجال بغير اذنه ، وقد قال الله عزوجل (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ) ولعمري لقد ضربت أنت لأبيك وفاروقه عند اذن رسول الله المعاول ، وقال الله عزوجل : (إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ) صلى الله عليه (أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى) ولعمري لقد أدخل أبوك وفاروقه على رسول الله صلىاللهعليهوآله بقربهما منه الأذى ، وما رعيا من حقه ما أمرهما الله به على لسان رسول الله ، ان الله حرم من المؤمنين أمواتا ما حرم منهم أحياء ، والله يا عائشة لو كان هذا الذي كرهتيه من دفن الحسن عند أبيه عليهالسلام جائزا فيما بيننا وبين الله لعلمت انه سيدفن وان رغم معطسك (١) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
١٩٩ ـ في أمالي شيخ الطائفة قدسسره باسناده الى ابن عباس قال : دخل الحسين بن على عليهماالسلام على أخيه الحسن بن على عليهالسلام في مرضه الذي توفي فيه فقال : كيف تجدك يا أخى؟ قال : أجدنى في أول يوم من أيام الاخرة وآخر يوم من أيام الدنيا الى قوله : وان تدفنني مع رسول الله صلىاللهعليهوآله فانى أحق به وبيته ممن ادخل بيته بغير اذنه ولا كتاب جاءهم من بعده ، قال الله فيما انزل على نبيه صلىاللهعليهوآله في كتابه : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ) فو الله ما اذن لهم في الدخول عليه في حيوته بغير اذنه ، ولا جاءهم الاذن في ذلك من بعد وفاته ، ونحن مأذون لها في التصرف فيما ورثناه من بعده ، فان أنت غلبك الأمر فأنشدك بالقرابة التي قرب الله عزوجل منك والرحم الماسة من رسول اللهصلىاللهعليهوآله ان تهريق في محجمة من دم حتى نلقى
__________________
(١) المعطس ـ كمقعد ـ : الأنف.
رسول الله فنختصم اليه ونخبره بما كان من الناس إلينا بعده ثم قبض عليهالسلام والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
٢٠٠ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده الى عمرو بن جميع عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : كان جبرئيل إذا أتى النبي صلىاللهعليهوآله قعد بين يديه قعدة العبد ، وكان لا يدخل حتى يستأذنه.
٢٠١ ـ في تفسير على بن إبراهيم واما قوله عزوجل : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ) فانه لما ان تزوج رسول الله صلىاللهعليهوآله بزينب بنت جحش وكان يحبها فأولم ودعا أصحابه فكان أصحابه إذا أكلوا يحبون ان يتحدثوا عند رسول اللهصلىاللهعليهوآله ، وكان يحب ان يخلو مع زينب فانزل الله عزوجل : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ) وذلك انهم كانوا يدخلون بلا اذن ، فقال عزوجل : (إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ) الى قوله تعالى (مِنْ وَراءِ حِجابٍ).
٢٠٢ ـ في جوامع الجامع وعن أم سلمة رضى الله عنها قالت : كنت عند النبيصلىاللهعليهوآله وعنده ميمونة فاقبل ابن أم مكتوم وذلك بعد ان أمرنا بالحجاب فقال : احتجبا فقلنا : يا رسول الله أليس أعمى لا يبصرنا؟ فقال : أفعميا وان أنتما ألستما تبصرانه؟.
وروى ان بعضهم قال أتنهى ان نكلم بنات عمنا الا من وراء حجاب لئن مات محمد لا تزوجن عائشة؟ وعن مقاتل هو طلحة بن عبيد الله فنزلت : (وَما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ) الى آخر الاية.
٢٠٤ ـ في مجمع البيان ونزلت آية الحجاب لما بنى رسول الله صلىاللهعليهوآله بزينب بنت جحش وأو لم عليها ، قال انس : أو لم عليها بتمر وسويق وذبح شاة وبعثت اليه أمي أم سليم بحيس في تور (١) من حجارة فأمرنى رسول الله صلىاللهعليهوآله ان ادعوا الصحابة الى الطعام فدعوتهم فجعل القوم يجيئون ويأكلون ويخرجون ، ثم يجيء القوم فيأكلون ويخرجون قلت : يا نبي الله قد دعوت حتى ما أجد أحدا أدعوه فقال : ارفعوا طعامكم
__________________
(١) الحيس : تمر يخلط بسمن وأقط فيعجن ويدلك شديدا حتى يمتزج ثم يندر نواه والتور : إناء صغير.
فرفعوا وخرج القوم وبقي ثلاثة نفر يتحدثون في البيت ، فأطالوا المكث فقام صلىاللهعليهوآله وقمت معه لكي يخرجوا فمشى حتى بلغ حجرة عائشة ثم ظن انهم قد خرجوا فرجع ورجعت معه ، فاذا هم جلوس مكانهم فنزلت الاية ونزل قوله : (وَما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ) الى آخر الاية في رجل من الصحابة قال : لئن قبض رسول الله لانكحن عائشة بنت أبي بكر عن ابن عباس ، قال مقاتل : وهو طلحة بن عبيد الله وقيل : ان رجلين قال : أينكح محمد نساءنا ولا ننكح نسائه والله لئن مات لنكحنا نساءه وكان أحدهما يريد عائشة والاخر يريد أم سلمة عن ابى حمزة الثمالي.
٢٠٥ ـ في تفسير على بن إبراهيم واما قوله عزوجل : (وَما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذلِكُمْ كانَ عِنْدَ اللهِ عَظِيماً) فانه كان سبب نزولها انه لما أنزل الله : (النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ) وحرم الله نساء النبي على المسلمين غضب طلحة فقال : يحرم محمد علينا نساءه ويتزوج هو نساءنا! لئن أمات الله عزوجل محمدا لنركضن بين خلاخيل نسائه كما ركض بين خلاخيل نساءنا ، فأنزل الله عزوجل : (وَما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذلِكُمْ كانَ عِنْدَ اللهِ عَظِيماً).
٢٠٦ ـ في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن أحمد بن النضر عن محمد بن مروان رفعه إليهم في قول الله عزوجل : (وَما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ) في على والائمة (كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسى فَبَرَّأَهُ اللهُ مِمَّا قالُوا).
٢٠٧ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن العلا بن رزين عن محمد بن مسلم عن أحدهما عليهماالسلام انه قال : لو لم يحرم على الناس أزواج النبيصلىاللهعليهوآله لقول الله عزوجل : (وَما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً) حرم على الحسن والحسين عليهماالسلام لقول الله تبارك وتعالى : (وَلا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ) ولا يصلح للرجل ان ينكح امرأة جده.
٢٠٨ ـ على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة قال : حدثني
سعد بن أبي عروة عن قتادة عن الحسن البصري ان رسول الله صلىاللهعليهوآله : تزوج امرأة من بنى عامر بن صعصعة فقال لها سناة (١) وكانت من أجمل أهل زمانها ، فلما نظرت إليها عائشة وحفصة قالتا : لتغلبنا هذه على رسول الله صلىاللهعليهوآله بجمالها ، فقالتا لها : لا يرى منك رسول الله صلىاللهعليهوآله حرصا ، فلما دخلت على رسول الله صلىاللهعليهوآله تناولها بيده فقالت : أعوذ بالله فانقبضت يد رسول الله عنها فطلقها وألحقها بأهلها ، وتزوج رسول الله صلىاللهعليهوآله امرأة من كندة بنت أبي الجون فلما مات إبراهيم ابن رسول الله ابن مارية القبطية قالت : لو كان نبيا ما مات ابنه فألحقها رسول الله صلىاللهعليهوآله بأهلها قبل أن يدخل بها ، فلما قبض رسول الله وولى الناس أبو بكر أتته العامرية والكندية وقد خطبتا فاجتمع أبو بكر وعمر وقالا لهما : اختار ان شئتما الحجاب وان شئتما الباه ، فاختارتا الباه فتزوجتا فجذم أحد الزوجين وجن الاخر ، قال عمر بن أذينة : فحدثت بهذا الحديث زرارة والفضيل فرويا عن أبي جعفر عليهالسلام انه قال : ما نهى الله عزوجل عن شيء الا وقد عصى فيه حتى لقد نكحوا أزواج رسول اللهصلىاللهعليهوآله من بعده ، وذكر هاتين العامرية والكندية ، ثم قال أبو جعفر عليهالسلام : لو سألتم عن رجل تزوج امرأة فطلقها قبل ان يدخل بها أتحل لابنه؟ لقالوا : لا ، فرسول اللهصلىاللهعليهوآله أعظم حرمة من آبائهم.
٢٠٩ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن موسى بن بكر عن زرارة بن أعين عن أبي جعفر عليهالسلام نحوه ، وقال في حديثه : وهم يستحلون أن يتزوجوا أمهاتهم ان كانوا مؤمنين ، وان أزواج رسول الله صلىاللهعليهوآله في الحرمة مثل أمهاتهم.
٢١٠ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب ان عليا عليهالسلام توفي عن أربع نسوة : أمامة وأمها زينب بنت النبي صلىاللهعليهوآله ، وأسماء بنت عميس ، وليلى التميمية ، وأم البنين الكلابية ، ولم يتزوجن بعده ، وخطب المغيرة بن نوفل أمامة ثم أبو الهياج ابن ابى سفيان بن الحرث فروت عن على عليهالسلام انه لا يجوز لازواج النبي والوصي عليهماالسلام أن يتزوجن بغيره بعده، فلم تتزوج امرأة ولا أم ولد بهذه الرواية.
٢١١ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد عن محمد بن إسماعيل
__________________
(١) كذا في النسخ وفي المصدر «سنى» بدل «سناة».
عن إبراهيم بن أبي البلاد ويحيى بن إبراهيم عن أبيه إبراهيم عن معاوية بن عمار قال : كنا عند أبي عبد الله عليهالسلام نحوا من ثلاثين رجلا إذ دخل أبي فرحب به ابو عبد الله عليهالسلام وأجلسه الى جنبه واقبل عليه طويلا ثم قال ابو عبد الله عليهالسلام : ان لأبي معاوية حاجة فلو خفتم. فقمنا جميعا فقال لي أبي : ارجع يا معاوية فرجعت فقال أبو عبد الله عليهالسلام : هذا ابنك؟ قال : نعم وهو يزعم ان أهل المدينة يصنعون شيئا لا يحل لهم؟ قال : وما هو؟ قلت : ان المرأة القرشية والهاشمية تركب وتضع يدها على رأس الأسود وذراعها على عنقه فقال أبو عبد الله عليهالسلام : يا بنى اما تقرء القرآن؟ قلت : بلى. قال : اقرأ هذه الاية (لا جُناحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبائِهِنَّ وَلا أَبْنائِهِنَ) حتى بلغ وما ملكت ايمانهن ثم قال : يا بنى لا بأس ان يرى المملوك الشعر والساق.
٢١٢ ـ في تفسير على بن إبراهيم ثم ذكر ما فضل الله نبيه صلىاللهعليهوآله فقال جل ذكره (إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) قال صلوات الله عليه تزكية له وثناء عليه وصلوة الملائكة مدحهم له وصلوة الناس دعائهم له والتصديق والإقرار بفضله ، وقوله تعالى : «وسلموا تسليما» يعنى سلموا له بالولاية وبما جاء به.
٢١٣ ـ في عيون الاخبار في باب ذكر مجلس الرضا عليهالسلام مع المأمون في الفرق بين العترة والامة حديث طويل وفيه : قالت العلماء : فأخبرنا هل فسر الله تعالى الاصطفاء في الكتاب؟ فقال الرضا عليهالسلام : فسر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثنى عشر موطنا وموضعا ، الى قوله عليهالسلام : اما الاية السابعة فقوله تعالى : (إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) وقد علم المعاندون منهم انه لما نزلت هذه الاية قيل : يا رسول الله قد عرفنا التسليم عليك فكيف الصلوة عليك؟ فقال تقولون : اللهم صلى على محمد وآل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وآل إبراهيم انك حميد مجيد ، فهل بينكم معاشر الناس في هذا خلاف؟ قالوا : لا ، قال المأمون : هذا مما لا خلاف فيه أصلا وعليه إجماع الامة فهل عندك في الا شيء أوضح من هذا في القرآن؟ قال أبو الحسنعليهالسلام : نعم أخبرونى عن قول الله