الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي
المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
الموضوع : القرآن وعلومه
الطبعة: ٠
الصفحات: ٦٥٢
مشرك على رأى أبيك بمكة ، وعلى يومئذ مع رسول الله صلىاللهعليهوآله وعلى رأيه ودينه.
٦١ ـ في مجمع البيان (وَكَفَى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ) قيل بعلى بن أبي طالب وقتله عمرو بن عبد ود ، وكان ذلك سبب هزيمة القوم وهو المروي عن أبي عبد الله عليهالسلام.
٦٢ ـ في تفسير على بن إبراهيم وقال على بن إبراهيم رحمهالله في قوله عزوجل : (وَرَدَّ اللهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنالُوا خَيْراً وَكَفَى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ) بعلى بن أبي طالب صلوات الله عليه (وَكانَ اللهُ قَوِيًّا عَزِيزاً) ونزل في بنى قريظة (وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ صَياصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيارَهُمْ وَأَرْضاً لَمْ تَطَؤُها وَكانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً) فلما دخل رسول الله صلىاللهعليهوآله المدينة واللواء معقود أراد أن يغتسل من الغبار فناداه جبرئيل عليهالسلام عذيرك من محارب (١) والله ما وضعت الملائكة لامتها فكيف تضع لامتك؟ (٢) ان الله عزوجل يأمرك ان لا تصلى العصر الا ببني قريظة فانى متقدمك ومزلزل بهم حصنهم ، انا كنا في آثار القوم نزجرهم زجرا حتى بلغوا حمراء الأسد ، فخرج رسول الله صلىاللهعليهوآله فاستقبله حارثة بن النعمان فقال له : ما الخبر يا حارثة؟ فقال : بابى أنت وأمي يا رسول الله هذا دحية الكلبي ينادى في الناس الا لا يصلين العصر أحد الا في بنى قريظة ، فقال صلىاللهعليهوآله : ذاك جبرئيل ادعوا عليا فجاء أمير المؤمنين صلوات الله عليه فقال له : ناد في الناس : لا يصلين أحد العصر الا في بنى قريظة ، وخرج رسول الله صلىاللهعليهوآله وأمير المؤمنين صلوات الله عليه بين يديه مع الراية العظمى. وكان حيي بن أخطب لما انهزمت قريش جاء فدخل حصن بنى قريظة ، فجاء أمير المؤمنين صلوات الله عليه فأحاط بحصنهم فأشرف عليهم كعب بن أسيد (٣) من الحصن يشتمهم ويشتم رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فاقبل رسول الله على حمار فاستقبله أمير المؤمنين صلوات الله عليه فقال : بأبى أنت وأمي يا رسول الله
__________________
(١) عذيرك من فلان اى هات من يعذرك فيه ، فعيل بمعنى فاعل.
(٢) اللامة : الدرع.
(٣) في المصدر «أسد» وهو الصحيح وكذا فيما يأتى وقد مر أيضا.
لا تدن من الحصن ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا على لعلهم شتموني انهم لو رأونى لأذلهم الله، ثم دنا رسول الله صلىاللهعليهوآله من حصنهم فقال : يا اخوة القردة والخنازير وعبدة الطاغوت أتشتمونى انا إذا أنزلنا بساحة قوم فساء صباحهم ، فأشرف عليهم كعب بن أسيد من الحصن فقال : والله يا أبا القاسم ما كنت جهولا فاستحيى رسول الله حتى سقط الرداء من ظهره حياء مما قاله ، وكان حول الحصن نخل كثير فاشار اليه رسول الله صلىاللهعليهوآله فتباعد عنه وتفرق في المفازة وانزل رسول الله صلىاللهعليهوآله العسكر حول حصنهم فحاصرهم ثلاثة أيام فلم يطلع أحد منهم رأسه ، فلما كان بعد ثلاثة أيام نزل اليه غزال بن شمول فقال : يا محمد تعطينا ما أعطيت إخواننا من بنى النضير احقن دمائنا ونخلي لك البلاد وما فيها ولا نكتمك شيئا ، فقال : لا أو تنزلون على حكمي ، فرجع وبقوا أياما فشكا النساء والصبيان إليهم وجزعوا جزعا شديدا ، فلما اشتد عليهم الحصار نزلوا على حكم رسول الله صلىاللهعليهوآله وأمر رسول اللهصلىاللهعليهوآله بالرجال فكتفوا وكانوا سبعمائة ، وامر بالنساء فعزلوا وأقامت الأوس الى رسول اللهصلىاللهعليهوآله فقالوا : يا رسول الله حلفاؤنا وموالينا من دون الناس نصرونا على الخزرج في المواطن كلها ، وقد وهبت لعبد الله بن أبي سبعمائة دراع وثلاثماة حاسر (١) في صبيحة واحدة وليس نحن بأقل من عبد الله بن أبي ، فلما أكثروا على رسول الله صلىاللهعليهوآله قال لهم : أما ترضون ان يكون الحكم فيهم الى رجل منكم؟ فقالوا : بلى ومن هو؟ قال : سعد بن معاذ قالوا : قد رضينا بحكمه ، فأتوا به في محفة (٢) واجتمعت الأوس حوله يقولون : يا أبا عمر واتق الله وأحسن في حلفائك ومواليك فقد نصرونا ببعاث والحدائق والمواطن كلها ، فلما أكثروا عليه قال : لقد آن لسعد أن لا يأخذه في الله لومة لائم ، فقالت الأوس : وا قوماه ذهبت والله بنو قريظة آخر الدهر وبكى النساء والصبيان الى سعد ، فلما سكتوا قال لهم سعد : يا معشر اليهود أرضيتم بحكمي فيكم؟ قالوا : بلى قد رضينا بحكمك وقد رجونا نصفك وحسن
__________________
(١) الحاسر : الذي لا مغفر عليه ولا درع.
(٢) المحفة : سرير يحمل عليه المريض أو المسافر.
نظرك ، فعاد عليهم القول فقالوا : بلى يا با عمرو فالتفت الى رسول الله صلىاللهعليهوآله إجلالا له فقال : ما ترى بأبى أنت وأمى يا رسول الله؟ قال : احكم فيهم يا سعد فقد رضيت بحكمك فيهم ، فقال : قد حكمت يا رسول الله أن يقتل رجالهم وتسبى نساؤهم وذراريهم وتقسم غنائمهم وأموالهم بين المهاجرين والأنصار ، فقام رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال : قد حكمت بحكم الله عزوجل فوق سبعة أرقعة (١) ثم انفجر جرح سعد بن معاذ فما زال ينزفه الدم حتى قضى ، وساقوا الأسارى الى المدينة فأمر رسول الله صلىاللهعليهوآله بأخدود (٢) فحفرت بالبقيع ، فلما أمسى أمر بإخراج رجل رجل فكان يضرب عنقه ، فقال حيي بن أخطب لكعب بن أسيد : ما ترى يصنع بهم؟ فقال له : ما يسوءك اما ترى الداعي لا يقلع (٣) والذي يذهب لا يرجع فعليكم بالصبر والثبات على دينكم فاخرج كعب بن أسيد مجموعة يديه الى عنقه وكان جميلا وسيما (٤) فلما نظر اليه رسول الله صلىاللهعليهوآله قال له : يا كعب اما نفعك وصية ابن الحواس الحبر الذكي الذي قدم عليكم من الشام؟ فقال : تركت الخمر والخمير وجئت الى البؤس والتمور لنبي يبعث مخرجه بمكة ومهاجرته في هذه البحيرة يجتزى بالكسيرات والتميرات ويركب الحمار العرى ، في عينيه حمرة وبين كتفيه خاتم النبوة ، يضع سيفه على عاتقه لا يبالي من لاقى منكم يبلغ سلطانه منقطع الخف والحافر؟ فقال : قد كان ذلك يا محمد ولولا ان اليهود يعيروني انى جزعت عند القتل لامنت بك وصدقتك ولكني على دين اليهود عليه أحيى وعليه أموت ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : قدموه فاضربوا عنقه فضربت ، ثم قدم حيي
__________________
(١) قال الجزري سبعة ارقعة يعنى سبع سماوات ، وكل سماء يقال لها الرقيع والجمع ارقعة. وقيل : الرقيع اسم سماء الدنيا فأعطى كل سماء اسمها.
(٢) الأخدود : الحفرة المستطيلة.
(٣) في البحار «ما يسوؤك» اى لا تحزن من ذلك أو ما استفهامية اى اى شيء يعتريك من السوء فصرت بحيث لا تعقل مثل هذا الأمر الواضح أو موصولة اى الذي يسوءك وهو القتل. وقوله «لا يقلع» اى لا يكف عن دعوتهم وإذهابهم ، يذهب بواحد بعد واحد.
(٤) الوسيم : الحسن الوجه.
بن أخطب فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآله يا فاسق كيف رأيت صنع الله بك؟ فقال : والله يا محمد ما ألوم نفسي في عداوتك ولقد قلقلت كل مقلقل (١) وجهدت كل الجهد ولكن من يخذل الله يخذل ، ثم قال حين قدم للقتل :
لعمري ما لام ابن أخطب نفسه |
|
ولكنه من يخذل الله يخذل |
فقدم وضرب عنقه ، فقتلهم رسول الله صلىاللهعليهوآله في البردين بالغداوة والعشى في ثلاثة أيام، وكان يقول : اسقوهم العذب وأطعموهم الطيب وأحسنوا أساراهم حتى قتلهم كلهم ، فأنزل الله عزوجل فيهم (وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ صَياصِيهِمْ) اى من حصونهم (وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ) الى قوله تعالى : (وَكانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً).
٦٣ ـ واما قوله عزوجل : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا) الى قوله تعالى اجرا عظيما فانه كان سبب نزولها انه لما رجع رسول الله صلىاللهعليهوآله من غزوة خيبر وأصاب كنز آل أبي الحقيق قلن أزواجه أعطنا ما أصبت فقال لهن رسول الله صلىاللهعليهوآله قسمته بين المسلمين على ما أمر الله عزوجل ، فغضبن من ذلك وقلن : لعلك ترى انك ان طلقتنا ان لا نجد الا كفاء من قومنا يتزوجونا؟ فأنف الله عزوجل لرسوله فأمره الله ان يعتزلهن فاعتزلهن رسول الله صلىاللهعليهوآله في مشربة أم إبراهيم تسعة وعشرين يوما حتى حضن وطهرن ، ثم انزل الله عزوجل هذه الآية وهي آية التخيير ، فقال : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها فَتَعالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ) الى قوله تعالى : (أَجْراً عَظِيماً) فقامت أم سلمة أول من قامت فقالت : قد اخترت الله ورسوله فقمن كلهن فعانقنه وقلن مثل ذلك ، فأنزل الله عزوجل: (تُرْجِي مَنْ تَشاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشاءُ) فقال الصادق عليهالسلام : من آوى فقد نكح ومن أرجى فقد طلق ، وقوله عزوجل : (تُرْجِي مَنْ تَشاءُ مِنْهُنَّ) مع هذه الآية قوله عزوجل : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها فَتَعالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَراحاً جَمِيلاً وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِناتِ مِنْكُنَّ أَجْراً عَظِيماً) وقد
__________________
(١) قلقله فتقلقل : اى حركه فتحرك.
أخرت عنها في التأليف.
٦٤ ـ في الكافي حميد عن ابن سماعة عن ابن رباط عن عيص بن القاسم عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : سألته عن رجل خير امرأته فاختارت نفسها بانت؟ قال : لا انما هذا شيء كان لرسول الله صلىاللهعليهوآله خاصة ، أمر بذلك ففعل ، ولو اخترن أنفسهن لطلقهن وهو قول الله عزوجل (قُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها فَتَعالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَراحاً جَمِيلاً).
٦٥ ـ حميد عن ابن سماعة عن محمد بن زياد وابن رباط عن أبي أيوب الخزاز قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : انى سمعت أباك يقول : ان رسول الله صلىاللهعليهوآله خير نسائه فاخترن الله ورسوله فلم يمسكن على طلاق ، ولو اخترن أنفسهن لبن ، فقال : ان هذا حديث كان يرويه أبي عن عائشة وما للناس والخيار؟ انما هذا شيء خص الله به رسول الله صلىاللهعليهوآله.
٦٦ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن إسماعيل عن محمد بن الفضيل عن أبي الصباح الكناني قال ذكر أبو عبد الله عليهالسلام ان زينب قالت لرسول الله صلىاللهعليهوآله : لا تعدل وأنت رسول الله ، وقالت حفصة : ان طلقتنا وجدنا أكفاءنا من قومنا فاحتبس الوحي عن رسول الله صلىاللهعليهوآله عشرين يوما ، قال : فأنف الله لرسوله فأنزل : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها) الى قوله (أَجْراً عَظِيماً) قال : فاخترن الله ورسوله ولو اخترن أنفسهن لبن ، وان اخترن الله ورسوله فليس بشيء.
٦٧ ـ حميد عن ابن سماعة عن جعفر بن سماعة عن داود بن سرحان عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : ان زينب بنت جحش قالت : يرى رسول الله ان خلى سبيلنا ان لا نجد زوجا غيره وقد كان اعتزل نساءه تسعة وعشرين ليلة ، فلما قالت زينب الذي قالت ، بعث الله جبرئيل الى محمد صلىاللهعليهوآله فقال : (قُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها فَتَعالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ) الآيتين كلتيهما فقلن : بل نختار الله ورسوله والدار الاخرة.
٦٨ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن أبي نصر عن حماد بن عثمان عن
عبد الأعلى بن أعين قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام ان بعض نساء النبي صلىاللهعليهوآله قالت أيرى محمد انه لو طلقنا الا نجد الأكفاء من قومنا ، قال : فغضب الله عزوجل له من فوق سبع سماواته فأمره فخيرهن حتى انتهى الى زينب بنت جحش ، فقامت فقبلته وقالت اختار الله ورسوله.
٦٩ ـ حميد عن الحسن بن سماعة عن وهيب بن حفص عن أبي بصير عن أبى جعفرعليهالسلام قال : ان زينب بنت جحش قالت لرسول الله صلىاللهعليهوآله : لا تعدل وأنت نبي؟ فقال : تربت يداك (١) إذا لم أعدل من يعدل؟ قالت : دعوت الله يا رسول الله ليقطع يداي؟ فقال : لا ولكن لتتربان فقالت : انك ان طلقتنا وجدنا في قومنا أكفاء ، فاحتبس الوحي عن رسول الله صلىاللهعليهوآله تسعا وعشرين ليلة ، ثم قال أبو جعفر عليهالسلام فأنف لرسوله عليهالسلام فانزل عزوجل : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا) الآيتين فاخترن الله ورسوله ولم يكن شيئا ، ولو اخترن أنفسهن لبن.
وعنه عن عبد الله بن جبلة عن على بن أبي حمزة عن أبي بصير مثله.
٧٠ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن ابن بكير عن زرارة قال : سمعت أبا جعفر عليهالسلام يقول : ان الله عزوجل أنف لرسوله صلىاللهعليهوآله مقالة قالتها بعض نسائه ، فانزل الله آية التخيير فاعتزل رسول الله صلىاللهعليهوآله نساءه تسعا وعشرين ليلة في مشربة أم إبراهيم ، ثم دعاهن فخيرهن فاخترنه ، فلم يك شيئا ، ولو اخترن أنفسهن كانت واحدة بائنة ، قال : وسألته عن مقالة المرأة ما هي؟ قال : فقال : انها قالت : أيرى محمد انه لو طلقنا الا تأتينا الأكفاء من قومنا يتزوجونا؟.
٧١ ـ في مجمع البيان وروى الواحدي بالإسناد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوآله جالسا مع حفصة فتشاجرا بينهما فقال لها : هل لك ان اجعل بيني وبينك رجلا؟ قالت : نعم فأرسل الى عمر فلما ان دخل عليهما قال لها تكلمي ، قالت : يا رسول الله تكلم ولا تقل الا حقا فرفع عمر يده فوجأ وجهها فقال له النبيصلىاللهعليهوآله : كف. فقال عمر : يا عدوة الله النبي لا يقول الا حقا؟ والذي بعثه بالحق
__________________
(١) قال الجوهري : تربت يداك : اى لا أصبت خيرا.
لولا مجلسه ما رفعت يدي حتى تموتي ، فقام النبي صلىاللهعليهوآله فصعد الى غرفة فمكث فيها شهرا لا يقرب شيئا من نساءه يتغدى ويتعشى فيها ، فانزل الله عزوجل هذه الآيات.
٧٢ ـ واختلف العلماء في حكم التخيير على أقوال : (أحدها) ان الرجل إذا خير امرأته فاختارت فلا شيء وان اختارت نفسها يقع تطليقة واحدة وهو قول عمر بن الخطاب وابن مسعود ، واليه ذهب ابو حنيفة وأصحابه (وثانيها) انه إذا اختارت نفسها يقطع ثلاث تطليقات وان اختارت زوجها يقع واحدة وهو قول زيد بن ثابت واليه ذهب مالك (وثالثها) انه ان نوى الطلاق كان طلاقا والا فلا وهو مذهب الشافعي (ورابعها) انه لا يقع بالتخيير طلاق وانما كان ذلك للنبي صلىاللهعليهوآله خاصة ولو اخترن أنفسهن لما خيرهن لبن منه ، فاما غيره فلا يجوز له ذلك ، وهو المروي عن أئمتنا عليهمالسلام.
٧٣ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن أبي نجران عن عبد ـ الكريم بن عمرو عن أبي بكر الحضرمي عن أبي جعفر عليهالسلام وذكر حديثا طويلا ثم قال : وعنه عن : عاصم بن حميد عن أبي بصير وغيره في تسمية نساء النبي صلىاللهعليهوآله ونسبهن ووصفهن : عائشة وحفصة وأم حبيب بنت أبي سفيان بن حرب ، وزينب بنت جحش ، وسودة بنت زمعة ، وميمونة بنت الحارث ، وصفية بنت حيي بن اخطب وأم سلمة بنت أبي امية وجويرية بنت الحارث وكانت عائشة من تيم وحفصة من عدى وأم سلمة من بنى مخزوم ، وسودة من بنى أسد ، وعدادها من بنى امية ، وأم حبيب بنت أبي سفيان من بنى امية ، وميمونة بنت الحارث من بنى هلال وصفية بنت حيي بن أخطب من بنى إسرائيل ، ومات صلىاللهعليهوآله عن تسع ، وكان له سواهن التي وهبت نفسها للنبي وخديجة بنت خويلد أم ولده ، وزينب بنت أبي الجون التي خدعت والكندية.
٧٤ ـ في كتاب الخصال عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليهماالسلام قال تزوج رسول الله صلىاللهعليهوآله بخمس عشرة امرأة ودخل بثلاث عشرا مرأة منهن ، وقبض عن تسع فاما اللتان لم يدخل بهما فعمرة والسيفا (١) واما الثلاث عشرة اللاتي دخل
__________________
(١) قد اختلفت نسخ الكتاب والمصدر في اللفظة ففي بعضها «شليباء» وفي اخرى «شباء» وفي ثالثة «سيناء» والمذكور في ذيل السيرة لابن هشام ج ٢ ص ٦٤٨ «سبا بنت أسماء بن الصلت».
بهن فأولاهن خديجة بنت خويلد ، ثم سودة بنت زمعة ، ثم أم سلمة واسمها هند بنت أبي امية ، ثم أم عبد الله عائشة بنت أبي بكر ، ثم حفصة بنت عمر ، ثم زينب بنت خزيمة بن الحارث أم المساكين ، ثم زينب بنت جحش ، ثم أم حبيب رملة بنت أبي سفيان ثم ميمونة بنت الحارث ، ثم زينب بنت عميس ، ثم جويرية بنت الحارث ، ثم صفية بنت حيي بن أخطب ، والتي وهبت نفسها للنبي خولة بنت حكيم السلمي ، وكان له سريتان يقسم لهما مع أزواجه : مارية القبطية وريحانة الخندقية ، والتسع اللاتي قبض عنهن عائشة وحفصة وأم سلمة وزينب بنت جحش وميمونة بنت الحارث أم حبيب بنت أبي سفيان ، وجويرية وسودة وأفضلهن خديجة بنت خويلد ثم أم سلمة ثم ميمونة.
٧٥ ـ في تفسير على بن إبراهيم حدثنا محمد بن احمد قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن غالب عن عبد الرحمان بن أبي نجران عن حماد عن حريز قال : سألت أبا عبد اللهعليهالسلام عن قول الله عزوجل : (يا نِساءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضاعَفْ لَهَا الْعَذابُ ضِعْفَيْنِ) قال : الفاحشة الخروج بالسيف.
٧٦ ـ وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليهالسلام قال : أجرها مرتين والعذاب ضعفين ، كل هذا في الاخرة حيث يكون الأجر ويكون العذاب.
٧٧ ـ في مجمع البيان وروى محمد بن أبي عمير عن إبراهيم بن عبد الحميد عن على بن عبد الله بن الحسين عن أبيه عن على بن الحسين زين العابدين عليهمالسلام انه قال رجل : انكم أهل بيت مغفور لكم ، قال : فغضب وقال : نحن أحرى ان يجرى فينا ما أجرى الله في أزواج النبي صلىاللهعليهوآله من أن نكون كما تقول ، انا نرى لمحسننا ضعفين من الأجر ولمسيئنا ضعفين من العذاب ، ثم قرء الآيتين.
٧٨ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده الى عبد الله بن مسعود عن النبيصلىاللهعليهوآله حديث طويل يقول فيه عليهالسلام : ان يوشع بن نون وصى موسى عليهالسلام عاش بعد موسى ثلاثين سنة وخرجت عليه صفراء بنت شعيب زوجة موسى عليهالسلام فقالت : انا أحق منك بالأمر ، فقاتلها فقتل مقاتليها وأحسن أسرها ، وان ابنة أبي بكر ستخرج على على في كذا وكذا ألفا من أمتي ، فيقاتلها فيقتل مقاتليها ويأسرها فيحسن أسرها ، و
فيها أنزل الله تعالى : (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى) يعنى صفيراء بنت شعيب.
٧٩ ـ في تفسير على بن إبراهيم حدثنا حميد بن زياد عن محمد بن الحسين عن محمد بن يحيى عن طلحة بن زيد عن أبي عبد الله عن أبيه عليهماالسلام في هذه الآية : (وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى) قال : اى ستكون جاهلية اخرى.
٨٠ ـ في عيون الاخبار عن الرضا عليهالسلام حديث طويل وفيه ان النبيصلىاللهعليهوآله قال ـ بعد ان ذكر ليلة اسرى به الى السماء ـ : ورأيت امرأة معلقة برجليها في تنور من نار ، الى قوله صلىاللهعليهوآله : واما المعلقة برجليها فانها كانت تخرج من بيتها بغير اذن زوجها.
٨١ ـ في كتاب الخصال عن على بن أبي طالب عليهالسلام عن النبي صلىاللهعليهوآله انه قال في وصيته له : يا على ليس على النساء جمعة الى أن قال : ولا تخرج من بيت زوجها الا باذنه وان خرجت بغير اذنه لعنها الله وجبرئيل وميكائيل.
٨٢ ـ في بصائر الدرجات أحمد بن محمد والحسن بن على بن النعمان عن أبيه عن على بن النعمان عن محمد بن سنان يرفعه قال : ان عائشة قالت : التمسوا لي رجلا شديد العداوة لهذا الرجل حتى أبعثه اليه ، قال : فأتيت به فمثل بين يديها فرفعت اليه رأسها فقالت له : ما بلغ من عداوتك لهذا الرجل؟ فقال لها : كثيرا ما أتمنى على ربي أنه وأصحابه في وسطى فضربت ضربة بالسيف ، فسبق السيف الدم ، قالت : فأنت له اذهب بكتابي هذا فادفعه اليه ظاعنا رأيته أو مقيما ، اما انك ان رأيته رأيته راكبا على بغلة رسول الله صلىاللهعليهوآله منتكبا قوسه معلقا كنانته بقربوس سرجه وأصحابه خلفه كأنهم طير طواف قال : فاستقبله راكبا كما قالت فناوله الكتاب ففص خاتمه ثم قرأه فقال : تبلغ الى منزلنا فتصيب من طعامنا وشرابنا ونكتب جواب كتابك؟ فقال : هذا والله ما لا يكون ، قال : فسار خلفه فأحدق به أصحابه ثم قال له : أسئلك قال : نعم قال : وتجيبني؟ قال : نعم قال : نشدتك هل قالت : التمسوا لي رجلا شديد العداوة لهذا الرجل فأتى بك فقالت لك : ما بلغ من عداوتك لهذا الرجل؟ فقلت : كثيرا ما أتمنى على ربي انه وأصحابه في وسطى وانى ضربت ضربة سبق السيف الدم؟ قال : اللهم نعم قال :
فنشدتك الله هل قالت لك : اذهب بكتابي هذا فادفعه اليه ظاعنا كان أو مقيما اما انك ان رأيته رأيته راكبا على بغلة رسول الله صلىاللهعليهوآله متنكبا قوسه معلقا كنانته بقربوس سرجه أصحابه خلفه كأنهم طير صواف فتعطيه كتابي هذا؟ قال : اللهم نعم ، قال : فنشدتك الله هل قالت لك : ان عرض عليك طعامه وشرابه فلاتنا ولن منه شيئا فان فيه السحر؟ قال : اللهم نعم ، قال : فتبلغ عنى؟ قال : اللهم نعم فانى قد أتيتك وما في الأرض خلق أبغض الى منك وأنا الساعة ما في الأرض خلق أحب الى منك فمرني بما شئت ، قال : ارجع إليها بكتابي هذا وقل لها : ما أطعت الله ولا رسوله حيث أمرك بلزوم بيتك فخرجت ترد دين في العساكر ، وقل لهم : ما أنصفتم الله ولا رسوله حيث خلفتم حلائلكم في بيوتكم وأخرجتم حليلة رسول الله صلىاللهعليهوآله ، قال : فجاء بكتابه فطرحه إليها وأبلغها مقالته ثم رجع اليه فأصيب بصفين ، فقالوا : ما نبعث اليه بأحد الا أفسده علينا.
٨٣ ـ في كتاب علل الشرائع أبي رضى الله عنه قال : حدثني سعد بن عبد الله عن محمد بن إسماعيل عن عيسى عن محمد بن أبي عمير عن حماد بن عيسى عن حريز بن عبد ـ الله عن زرارة بن أعين عن أبي جعفر عليهالسلام قال : قلت له : المرأة عليها أذان واقامة؟ فقال : ان كان تسمع أذان القبيلة فليس عليها أكثر من الشهادتين ، لان الله تبارك وتعالى قال للرجال : «أقيموا الصلوة» وقال للنساء : وأقمن الصلوة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
٨٤ ـ في تفسير على بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليهالسلام في قولهعزوجل(إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) قال : نزلت هذه الآية في رسول الله وعلى بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم ، وذلك في بيت أم سلمة زوج النبي فدعا رسول الله صلىاللهعليهوآله عليا (أمير المؤمنين خ ل) وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم ثم ألبسهم كساء له خيبريا (١) ودخل معهم فيه ، ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي وعدتني فيهم ما وعدتني ، اللهم اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، فقالت أم سلمة : وانا معهم يا رسول الله؟ قال :
__________________
(١) وفي بعض النسخ «حبريا» مكان «خيبريا».
أبشري يا أم سلمة فانك الى خير.
٨٥ ـ في عيون الاخبار في باب ذكر مجلس الرضا عليهالسلام مع المأمون في الفرق بين العترة والامة حديث طويل وفيه فقال المأمون : من العترة الطاهرة؟ فقال الرضا عليهالسلام : الذين وصفهم الله تعالى في كتابه فقال تعالى : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) وهم الذين قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : انى مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، الا وانهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض فانظروا كيف تحلفونى فيهما ، ايها الناس لا تعلموهم فإنهم أعلم منكم.
٨٦ ـ وفيه في هذا الباب يقول الرضا عليهالسلام في الحديث المذكور والآية الثانية في الاصطفاء قوله عزوجل : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) وهذا الفضل الذي لا يجهله أحد معاند أصلا ، لأنه فضل بعد طهارة تنتظر ، فهذه الثانية.
٨٧ ـ وفيه في باب السبب الذي من أجله قبل الرضا عليهالسلام ولاية العهد من المأمون ووجدت في بعض الكتب نسخة كتاب الحبا والشرط من الرضا عليهالسلام الى العمال في شأن الفضل بن سهل وأخيه ولم أرو ذلك عن أحد ، أما بعد فالحمد لله البديء البديع الى أن قال : الحمد لله الذي أورث أهل بيته مواريث النبوة واستودعهم العلم والحكمة ، وجعلهم معدن الامامة والخلافة ، وأوجب ولايتهم وشرف منزلتهم فامر رسوله بمسألة أمته مودتهم ، إذ يقول : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) وما وصفهم به من إذهابه الرجس عنهم وتطهيره إياهم في قوله : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً).
٨٨ ـ وفيه في الزيارة الجامعة لجميع الائمة عليهمالسلام المنقولة عن الجواد عليهالسلام : عصمكم الله من الزلل وآمنكم من الفتن وطهركم من الدنس واذهب عنكم الرجس وطهركم تطهيرا.
٨٩ ـ في كتاب الخصال في احتجاج على عليهالسلام على أبي بكر قال : فأنشدك بالله ألى ولأهلي وولدي آية التطهير من الرجس أم لك ولأهل بيتك؟ قال : بل لك ولأهل ـ
بيتك ، قال : فأنشدك بالله انا صاحب دعوة رسول الله صلىاللهعليهوآله وأهلى وولدي يوم الكساء اللهم هؤلاء أهلى إليك لا الى النار أم أنت؟ قال : بل أنت وأهل بيتك.
٩٠ ـ وفيه أيضا في احتجاجه عليهالسلام على الناس يوم الشورى قال : أنشدكم الله هل فيكم أحد أنزل الله فيه آية التطهير على رسوله صلىاللهعليهوآله (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) فأخذ رسول الله صلىاللهعليهوآله كساء خيبريا فضمني فيه وفاطمة والحسن والحسين ، ثم قال : يا رب هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا غيري؟ قالوا : اللهم لا.
٩١ ـ وفيه أيضا في مناقب أمير المؤمنين عليهالسلام وتعدادها قال عليهالسلام : وأما السبعون فان رسول الله صلىاللهعليهوآله نام ونومنى وزوجتي فاطمة وإبني الحسن والحسين وألقى علينا عباء قطوانية (١) فانزل الله تعالى فينا (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) فقال جبرئيل عليهالسلام : انا منكم يا محمد فكان سادسنا جبرئيل.
٩٢ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده الى سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنين عليهالسلام انه قال في أثناء كلام له في جمع من المهاجرين والأنصار في المسجد أيام خلافة عثمان : ايها الناس أتعلمون ان الله عزوجل أنزل في كتابه (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) فجمعني وفاطمة وإبني حسنا وحسينا وألقى علينا كساه وقال : اللهم ان هؤلاء أهل بيتي ولحمتى يؤلمني ما يولمهم ، ويحرجنى ما يحرجهم ، فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا فقالت أم سلمة : وانا يا رسول الله؟ فقال : أنت ـ أو انك ـ على خير ، انما أنزلت في وفي أخى وابنتي وفي تسعة من ولد إبني الحسين خاصة ليس معنا فيها أحد غيرنا؟ فقالوا كلهم : نشهد ان أم سلمة حدثنا بذلك ، فسألنا رسول اللهصلىاللهعليهوآله فحدثنا كما حدثتنا أم سلمة رضى الله عنها.
٣٩ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده الى ابن أبي عمير عمن ذكره عن أبي عبد اللهعليهالسلام قال : لما منع أبو بكر فاطمة عليهاالسلام فدكا وأخرج وكيلها جاء أمير المؤمنين عليهالسلام : الى المسجد وابو بكر جالس وحوله المهاجرون والأنصار فقال :
__________________
(١) قطوان ـ محركة ـ : موضع بالكوفة منه الاكسية القطوانية.
يا با بكر لم منعت فاطمة ما جعله رسول الله صلىاللهعليهوآله لها ووكيلها فيه منذ سنين الى قوله : فقال أمير المؤمنين عليهالسلام لأبي بكر : يا با بكر تقرأ القرآن؟ قال : بلى ، قال : فأخبرنى عن قول الله عزوجل : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) فينا أو في غيرنا نزلت؟ قال : فيكم ، قال : فأخبرنى لو أن شاهدين مسلمين شهدا على فاطمة عليهاالسلام بفاحشة ما كنت صانعا؟ قال : كنت أقيم عليها الحد كما أقيم على نساء المسلمين ، قال : كنت اذن عند الله من الكافرين ، قال : ولم؟ قال : لأنك كنت ترد شهادة الله وتقبل شهادة غيره ، لان الله عزوجل قد شهد لها بالطهارة فاذا رددت شهادة الله وقبلت شهادة غيره كنت عند الله من الكافرين ، قال : فبكى الناس وتفرقوا ودمدموا (١) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
٩٤ ـ وباسناده الى عبد الرحمن بن كثير قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام ما عنى الله عزوجل بقوله تعالى : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)؟ قال : نزلت هذه الآية في النبي وأمير المؤمنين والحسن والحسين وفاطمة عليهمالسلام ، فلما قبض الله عزوجل نبيه صلىاللهعليهوآله كان أمير المؤمنين ثم الحسن ثم الحسين عليهمالسلام ، ثم وقع تأويل هذه الآية : (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ) وكان على بن الحسين عليهماالسلام ، ثم جرت في الائمة من ولده الأوصياء عليهمالسلام فطاعتهم طاعة الله ومعصيتهم معصية الله عزوجل.
٩٥ ـ في كتاب معاني الاخبار حدثنا أبي ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضى الله عنه قالا : حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب قال : حدثنا النضر بن شعيب عن عبد الغفار الخازن عن أبي عبد الله عليهالسلام في قول الله عزوجل : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) قال : الرجس هو الشك.
٩٦ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد بن عيسى عن ابن فضال عن المفضل بن صالح عن محمد بن على الحلبي عن أبي عبد الله عليهالسلام في قوله :
__________________
(١) دمدم فلان على فلان : كلمه مغضبا.
(إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) يعنى الائمة عليهمالسلام من ولايتهم من دخل فيها دخل في بيت النبي صلىاللهعليهوآله.
٩٧ ـ على بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس وعلى بن محمد بن سهل بن زياد أبي سعيد عن محمد بن عيسى عن يونس عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام وذكر حديثا طويلا يقول فيه عليهالسلام حاكيا عن رسول الله صلىاللهعليهوآله وقال : أوصيكم بكتاب الله وأهل بيتي فانى سألت الله عزوجل أن لا يفرق بينهما حتى يوردهما على الحوض فأعطاني ذلك ، وقال : لا تعلموهم فإنهم أعلم منكم ، وقال : انهم لن يخرجوكم من باب هدى ولن يدخلوكم في باب ضلالة ، فلو سكت رسول الله صلىاللهعليهوآله ولم يبين من أهل بيته لادعاها آل فلان وآل فلان ، ولكن الله عزوجل أنزله في كتابه لنبيه (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) فكان على والحسن والحسين وفاطمة عليهمالسلام ، فأدخلهم رسول الله صلىاللهعليهوآله تحت الكساء في بيت أم سلمة ، ثم قال : اللهم ان لكل نبي أهلا وثقلا وهؤلاء أهل بيتي وثقلي ، فقالت أم سلمة : ألست من أهلك؟ فقال : انك الى خير ولكن هؤلاء أهلى وثقلي ، وفي آخر الحديث وقال : الرجس هو الشك والله لا نشك في ربنا أبدا.
محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن خالد والحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى بن عمران الحلبي عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام مثل ذلك.
٩٨ ـ على بن إبراهيم عن أبيه عن حماد عن ربعي عن زرارة عن أبي جعفر عليهالسلام قال: سمعته يقول : انا لا نوصف وكيف يوصف قوم رفع الله عنهم الرجس وهو الشك ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
٩٩ ـ في تفسير على بن إبراهيم حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن حماد بن عيسى وحماد بن عثمان عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : لما بويع لأبي بكر واستقام له الأمر على جميع المهاجرين والأنصار بعث الى فدك من أخرج وكيل فاطمة عليهاالسلام الى أن قال فقال أمير المؤمنين عليهالسلام : يا با بكر تقرأ كتاب الله؟ قال : نعم ، قال : فأخبرنى عن قوله الله تعالى : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ
تَطْهِيراً) فيمن نزلت أفينا أم في غيرنا؟ قال : بل فيكم ، قال : فلو ان شاهدين شهدا على فاطمة بفاحشة ما كنت صانعا؟ قال : كنت أقيم عليها الحد كما أقيم على ساير المسلمين ، قال : كنت إذا عند الله من الكافرين ، قال : ولم؟ قال : لأنك رددت شهادة الله لها بالطهارة وقبلت شهادة الناس عليها كما رددت حكم الله وحكم رسوله ان جعل لها فدكا وقبضته في حيوته ، ثم قبلت شهادة أعرابي بائل على عقبيه عليها ، وأخذت منها فدكا ، وزعمت انه فيء للمسلمين؟ وقد قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : البينة على من ادعى واليمين على من ادعى عليه؟ قال : فدمدم الناس وبكى بعضهم فقالوا : صدق والله ورجع على الى منزله ، والحديث بتمامه مذكور في الروم عند قوله تعالى : (وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ).
١٠٠ ـ وباسناده الى حذيفة بن اليمان عن النبي صلىاللهعليهوآله وذكر حديثا طويلا وفيه يقول صلىاللهعليهوآله : ثم جعل القبائل بيوتا فجعلني في خيرها بيتا ، وذلك قوله : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً).
١٠١ ـ في الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليهالسلام حديث طويل يقول فيه عليهالسلام : ثم ذكر من اذن له في الدعاء بعده وبعد رسوله في كتابه فقال : (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) ثم أخبر عن هذه الامة وممن هي وانها من ذرية إبراهيم ومن ذرية إسماعيل من سكان الحرم ممن لم يعبدوا غير الله قط ، الذين وجبت لهم الدعوة دعوة إبراهيم وإسماعيل من أهل المسجد الذين أخبر عنهم في كتابه أنه اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.
١٠٢ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمهالله عن على بن الحسين عليهما ـ السلام حديث طويل يقول فيه لبعض الشاميين : فهل تجد لنا في سورة الأحزاب حقا خاصة دون المسلمين؟ فقال : لا ، قال على عليهالسلام : اما قرأت هذه الآية : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً).
١٠٣ ـ في أمالي الصدوق رحمهالله باسناده الى أبي بصير قال : قلت للصادق
جعفر بن محمد عليهماالسلام : من آل محمد؟ قال : ذريته ، قلت : من أهل بيته؟ قال : الائمة الأوصياء فقلت : من عترته؟ قال : أصحاب العباء ، فقلت : من أمته؟ قال : المؤمنون الذين صدقوا بما جاء به من عند الله عزوجل المتمسكون بالثقلين الذين أمروا بالتمسك بهما كتاب الله وعترته أهل بيته الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، وهما الخليفتان على الامة بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله.
١٠٤ ـ في مجمع البيان وقال أبو سعيد الخدري وانس بن مالك ووائل بن الأسقع وعائشة وأم سلمة : ان الآية مختصة برسول الله صلىاللهعليهوآله وعلى وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام ، ذكر ابو حمزة الثمالي في تفسيره حدثني شهر بن حوشب عن أم سلمة قالت : جاءت فاطمة الى النبي صلىاللهعليهوآله تحمل هريرة لها فقال : ادعى زوجك وابنيك فجاءت بهم فطعموا ثم ألقى عليهم كساء له خيبريا وقال : اللهم ان هؤلاء أهل بيتي وعترتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا فقلت : يا رسول الله : وأنا معهم؟ قال صلىاللهعليهوآله : أنت على خير.
١٠٥ ـ وروى الثعلبي في تفسيره أيضا بالإسناد عن أم سلمة ان النبي صلىاللهعليهوآله كان في بيتها فأتته فاطمة ببرمة (١) فيها هريرة فقال لها : ادعى زوجك وابنيك فذكرت الحديث نحو ذلك ، ثم قالت : فانزل الله : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ) الآية ، قالت : فأخذ فضل الكساء فغشاهم به ، ثم أخرج يده فألوى بها الى السماء ، ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي وحامتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، فأدخلت رأسى البيت وقلت : وأنا معكم يا رسول الله؟ قال : انك الى خير.
١٠٦ ـ وباسناده قال مجمع : دخلت أمي على عائشة فسألتها أمي أرأيت خروجك يوم الجمل؟ قالت : انها كانت قدرا من الله ، فسألتها عن على فقالت : تسألينى عن أحب الناس كان الى رسول الله ، وزوج أحب الناس كانت الى رسول الله ، لقد رأيت عليا وفاطمة وحسنا وحسينا قد جمع رسول الله صلىاللهعليهوآله بثوب عليهم ثم قال : اللهم ان هؤلاء أهل بيتي وحامتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، قالت : فقلت : يا رسول الله
__________________
(١) البرمة : القدر من الحجر.
أنا من أهل؟ قال : تنحى فانك الى خير.
١٠٧ ـ وباسناده عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : نزلت هذه الآية في خمسة في وفي على وحسن وحسين وفاطمة.
١٠٨ ـ وأخبرنا السيد أبو الحمد قال : حدثنا الحاكم أبو القاسم الحسكاني قال : حدثونا عن أبي بكر السبيعي قال : حدثنا أبو عروة الحراني قال : حدثني ابن مصغى قال : حدثنا عبد الرحيم بن واقد عن أيوب بن سيار عن محمد بن المنكدر عن جابر قال : نزلت هذه الآية على النبي صلىاللهعليهوآله وليس في البيت الا فاطمة والحسن والحسين وعلى : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ) فقال النبي صلىاللهعليهوآله : اللهم هؤلاء أهلى.
١٠٩ ـ وحدثنا السيد أبو الحمد قال حدثنا الحاكم أبو القاسم باسناده عن زاذان عن الحسن بن على قال : لما نزلت آية التطهير جمعنا رسول الله صلىاللهعليهوآله وإياه في كساء لام سلمة خيبرى ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي وعترتي.
١١٠ ـ في تفسير العياشي عن زرارة عن أبي جعفر عليهالسلام قال : ليس شيء أبعد من عقول الرجال من تفسير القرآن ، ان الآية ينزل أولها في شيء وأوسطها في شيء وآخرها في شيء ، ثم قال : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) من ميلاد الجاهلية.
١١١ ـ في بصائر الدرجات محمد بن خالد الطيالسي عن سيف بن عميرة عن أبي بصير عن أبي جعفر عليهالسلام قال : الرجس هو الشك ولا نشك في ديننا أبدا.
١١٢ ـ في تفسير على بن إبراهيم ثم عطف على نساء النبي صلىاللهعليهوآله فقال : (وَاذْكُرْنَ ما يُتْلى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آياتِ اللهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللهَ كانَ لَطِيفاً خَبِيراً) ثم عطف على آل محمد صلوات الله عليهم فقال جل ذكره : (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ) الى قوله : (وَأَجْراً عَظِيماً).
١١٣ ـ في مجمع البيان قال مقاتل بن حيان : لما رجعت أسماء بنت عميس من الحبشة مع زوجها جعفر بن أبي طالب دخلت على نساء رسول الله صلىاللهعليهوآله فقالت : هل فينا شيء من القرآن؟ قلن : لا ، فأتت رسول الله صلىاللهعليهوآله فقالت : يا رسول الله
ان النساء لفي خيبة وخسارة فقال : ومم ذلك؟ قالت : لأنهن لا يذكرن بخير كما يذكر الرجال ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.
١١٤ ـ قال البلخي : فسر رسول الله صلىاللهعليهوآله المسلم والمؤمن بقوله : المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ، والمؤمن من آمن جاره بوائقه وما آمن بى من بات شبعان وجاره طاو. (١)
١١٥ ـ في أصول الكافي على عن أبيه عن ابن أبي عمير عن جميل بن دراج عن فضيل بن يسار قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : ان الايمان يشارك الإسلام ولا يشاركه الإسلام ، ان الايمان ما وقر في القلوب والإسلام ما عليه المناكح والمواريث وحقن الدماء ، والايمان يشرك الإسلام والإسلام لا يشرك الايمان.
١١٦ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن الحسن بن محبوب عن أبي الصباح الكناني قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : أيهما أفضل ، الايمان أو الإسلام فان من قبلنا يقولون : ان الإسلام أفضل من الايمان؟ فقال : الايمان أرفع من الإسلام قلت : فأوجدنى ذلك قال : ما تقول في من أحدث في المسجد الحرام متعمدا؟ قال : يضرب ضربا شديدا ، قال : أصبت ، قال : فما تقول في ما أحدث في الكعبة متعمد؟ قلت : يقتل. قال : أصبت الا ترى ان الكعبة أفضل من المسجد ، وان الكعبة تشرك المسجد والمسجد لا يشرك الكعبة ، وكذلك الايمان يشرك الإسلام والإسلام لا يشرك الايمان.
١١٧ ـ على بن إبراهيم عن العباس بن معروف عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن حماد بن عثمان عن عبد الرحمان القصير قال : كتبت مع عبد الملك بن أعين الى أبي جعفر عليهالسلام أسأله عن الايمان ما هو؟ فكتب الى مع عبد الملك بن أعين سألت رحمك الله عن الايمان ، والايمان هو الإقرار باللسان وعقد في القلب وعمل بالأركان ، والايمان بعضه من بعض وهو دار ، وكذلك الإسلام دار ، والكفر دار ، فقد يكون العبد مسلما قبل أن يكون مؤمنا ، ولا يكون مؤمنا حتى يكون مسلما ، فالإسلام قبل الايمان
__________________
(١) البوائق جمع البائقة : الداهية. وطوى يطوى بمعنى جاع فهو طاو أى خالي البطن جائع.
والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
قال مؤلف هذا الكتاب عفي عنه : الأحاديث الدالة على المغايرة بين الإسلام والايمان كثيرة والأكثر على العمل بها.
١١٨ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد ابن خالد البرقي والحسين بن سعيد جميعا عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن محمد ابن مروان عن سعيد بن طريف عن أبي جعفر عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من قرأ عشر آيات في ليلة لم يكتب من الغافلين ، ومن قرأ خمسين آية كتب من الذاكرين ، ومن قرأ مأة آية كتب من القانتين ، ومن قرأ مأتى آية كتب من الخاشعين ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
١١٩ ـ على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن بريد بن معاوية العجلي قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : ان الصواعق لا تصيب ذاكرا ، قلت : وما الذاكر؟ قال : من قرأ مأة آية.
١٢٠ ـ في مجمع البيان وروى أبو سعيد الخدري عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : إذا أيقظ الرجل أهله من الليل وتوضيا وصليا كتبا من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات.
١٢١ ـ وروى عن أبي عبد الله عليهالسلام انه قال : من بات على تسبيح فاطمة كان من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات.
١٢٢ ـ في أصول الكافي ابو محمد القاسم بن العلا رحمهالله رفعه عن عبد العزيز بن مسلم قال : كنا مع الرضا عليهالسلام بمرو فاجتمعنا في الجامع في بدو مقدمنا ، فأداروا أمر الامامة وذكروا كثرة اختلاف الناس فيها. فدخلت على سيدي عليهالسلام فأعلمته خوض الناس فيه ، فتبسم عليهالسلام ثم قال : يا عبد العزيز جهل القوم وخدعوا عن أديانهم ، ان الله عزوجل لم يقبض نبيه صلىاللهعليهوآله حتى أكمل له الدين الى قوله عليهالسلام : ولقد راموا صعبا وقالوا إفكا وضلوا ضلالا بعيدا ، ووقعوا في الحيرة إذ تركوا الامام عن بصيرة ، و (زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكانُوا مُسْتَبْصِرِينَ) ، رغبوا عن اختيار الله واختيار رسول الله صلىاللهعليهوآله الى اختيارهم والقرآن يناديهم : (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَيَخْتارُ ما
كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ) من أمرهم (سُبْحانَ اللهِ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ) وقال عزوجل : (وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ).
١٢٣ ـ في كتاب التوحيد باسناده الى الأصبغ بن نباته قال : قال أمير المؤمنين عليهالسلام لرجل : ان كنت لا تطيع خالقك فلا تأكل رزقه ، وان كنت واليت عدوه فاخرج من ملكه ، وان كنت غير قانع برضاه وقدره فاطلب ربا سواه.
١٢٤ ـ وباسناده الى الحسين بن خالد عن على بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه عن على بن أبي طالب عليهمالسلام قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : قال الله جل جلاله : من لم يرض بقضائي ولم يؤمن بقدري فليلتمس إلها غيري.
١٢٥ ـ وقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : في كل قضاء الله عزوجل خيرة للمؤمن.
١٢٦ ـ وباسناده الى سليمان بن خالد عن أبي عبد الله الصادق عن أبيه عن جدهعليهمالسلام قال : ضحك رسول الله صلىاللهعليهوآله ذات يوم حتى بدت نواجذه (١) ثم قال : الا تسألونى مما ضحكت؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : عجبت للمرء المسلم انه ليس من قضاء يقضيه الله الا كان خيرا له في عاقبة أمره.
١٢٧ ـ في تفسير على بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليهالسلام في قولهعزوجل : (وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ) وذلك ان رسول الله صلىاللهعليهوآله خطب على زيد بن حارثة زينب بنت جحش الاسدية من بنى أسد بن خزيمة ، وهي بنت عمة النبي صلىاللهعليهوآله فقالت : يا رسول الله حتى اؤامر نفسي فأنظر ، فانزل الله عزوجل : (وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ) الآية فقالت : يا رسول الله أمرى بيدك فزوجها إياه فمكثت عند زيد ما شاء الله ، ثم انهما تشاجرا في شيء الى رسول الله صلىاللهعليهوآله فنظر إليها رسول الله فأعجبته فقال زيد : يا رسول الله تأذن لي في طلاقها فان فيها كبرا وانها لتؤذينى بلسانها ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : اتق الله وأمسك عليك زوجك وأحسن إليها ، ثم ان زيدا طلقها وانقضت عدتها فأنزل الله عزوجل
__________________
(١) النواجذ ـ جمع الناجذ ـ : وهي أقصى الأضراس وهي أربعة وهي اضراس الحلم لأنها تنبت بعد البلوغ وكمال العقل.