تفسير نور الثقلين - ج ٤

الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي

تفسير نور الثقلين - ج ٤

المؤلف:

الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي


المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
الموضوع : القرآن وعلومه
الطبعة: ٠
الصفحات: ٦٥٢

٥٠ ـ في بصائر الدرجات محمد بن الحسين عن يزيد شعر عن هارون بن حمزة عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : سمعته يقول : (بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) قال : هم الائمة خاصة (وَما يَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ) فزعم ان من عرف الامام والآيات ، ممن يعقل ذلك.

٥١ ـ في تفسير على بن إبراهيم ثم خاطب الله عزوجل نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال جل ذكره : (اتْلُ ما أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ) قال : من لم تنه الصلوة عن الفحشاء والمنكر لم تزده من الله عزوجل الا بعدا.

٥٢ ـ في كتاب التوحيد وقد روى عن الصادق عليه‌السلام انه قال : الصلوة حجزة الله وذلك انها تحجز المصلى عن المعاصي ما دام في صلوته ، قال الله عزوجل : (إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ).

٥٣ ـ في أصول الكافي على بن محمد عن على بن العباس عن الحسين بن عبد الرحمن عن سفيان الحريري عن أبيه عن سعد الخفاف عن أبى جعفر عليه‌السلام قال : قلت جعلت فداك يا با جعفر وهل يتكلم القرآن؟ فتبسم ثم قال : رحم الله الضعفاء من شيعتنا انهم أهل تسليم. ثم قال : نعم يا سعد والصلوة تتكلم ولها صورة وخلق تأمر وتنهى قال : فتغير لذلك لوني وقلت : هذا شيء لا أستطيع ان أتكلم به في الناس ، فقال أبو جعفر : وهل الناس الا شيعتنا فمن لم يعرف الصلوة فقد أنكر حقها ، ثم قال : يا سعد أسمعك كلام القرآن؟ قال سعد : فقلت : بلى صلى الله عليك فقال : (إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ) فالنهى كلام والفحشاء والمنكر رجال ، ونحن ذكر الله ونحن أكبر ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٥٤ ـ في مجمع البيان وروى انس بن مالك عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله انه قال : من لم تنهه صلوته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد من الله الا بعدا.

٥٥ ـ وأيضا عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله انه قال : لا صلوة لمن لم يطع الصلوة وطاعة الصلوة ان ينتهى عن الفحشاء والمنكر.

١٦١

٥٦ ـ وروى أنس ان فتى من الأنصار كان يصلى الصلوات مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ويرتكب الفواحش ، فوصف ذلك لرسول الله فقال : ان صلوته تنهاه يوما ما.

٥٧ ـ وعن جابر قال : قيل لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ان فلانا يصلى بالنهار ويسرق بالليل؟ فقال : ان صلوته لتردعه.

٥٨ ـ وروى أصحابنا عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : من أحب أن يعلم قبلت صلوته أم لم تقبل فلينظر هل منعته صلوته عن الفحشاء والمنكر فبقدر ما منعته قبلت صلوته.

٥٩ ـ * في كتاب سعد السعود لابن طاوس رحمه‌الله وقد روينا في الجزء الاول من كتاب المهمات والتتمات صفة الصلوة الناهية عن الفحشاء والمنكر.

٦٠ ـ في تفسير على بن إبراهيم وفي رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه‌السلام في قوله : (وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ) يقول : ذكر الله لأهل الصلوة أكبر من ذكرهم إياه الا ترى انه يقول : اذكروني أذكركم.

٦١ ـ في مجمع البيان وروى أصحابنا عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : (وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ) قال : ذكر الله عند ما أحل وحرم.

٦٢ ـ وعن معاذ بن جبل قال : سألت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أى الأعمال أحب الى الله؟قال : ان تموت ولسانك رطب من ذكر الله عزوجل.

٦٣ ـ وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا معاذ ان السابقين الذين يسهرون بذكر الله عزوجل ، ومن أحب ان يرتفع في رياض الجنة فليكثر من ذكر الله عزوجل.

٦٤ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه‌الله وروى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله انه قال : نحن المجادلون في دين الله على لسان سبعين نبيا.

٦٥ ـ وقال أبو محمد الحسن العسكري عليه‌السلام : ذكر عند الصادق عليه‌السلام الجدال في الدين ، وأن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله والائمة عليهم‌السلام قد نهوا عنه ، فقال الصادق عليه‌السلام : لم ينه عنه مطلقا ولكنه نهى عن الجدال بغير التي هي أحسن ، أما تسمعون الله يقول : (وَلا تُجادِلُوا أَهْلَ الْكِتابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) قيل : يا ابن رسول الله ما الجدال بالتي

١٦٢

هي أحسن وبالتي ليست بأحسن؟ قال : اما الجدال الذي بغير التي هي أحسن ان تجادل مبطلا فيورد عليك مبطلا فلا ترده بحجة قد نصبها الله ، ولكن تجحد قوله أو تجحد حقا يريد ذلك المبطل أن يعين به باطله فتجحد ذلك الحق مخالفة ان يكون له عليك فيه حجة لأنك لا تدري كيف المخلص منه ، فذلك حرام على شيعتنا ، أن يصيروا فتنة على ضعفاء إخوانهم وعلى المبطلين ، اما المبطلون فيجعلون ضعف الضعيف منكم إذا تعاطى مجادلة وضعف في يده ، حجة له على باطله ، واما الضعفاء منكم فتعمى قلوبهم لما يرون من ضعف المحق في يد المبطل ، واما الجدال بالتي هي أحسن فهو ما أمر الله تعالى به نبيه ان يجادل به من جحد البعث بعد الموت وإحياءه له ، فقال الله حاكيا عنه : (وَضَرَبَ لَنا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ) فقال الله في الرد عليه : «قل» يا محمد (يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ* الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ ناراً فَإِذا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ) فأراد الله من نبيه ان يجادل المبطل الذي قال : كيف يجوز ان يبعث هذه العظام وهي رميم ، قال : فقل (يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ) أفيعجز من ابتدأه لا من شيء ان يعيده بعد ان يبلى ، بل ابتداءه أصعب عندكم من إعادته ، ثم قال : (الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ ناراً) اى إذا كمن النار الحارة في الشجر الأخضر الرطب ثم يستخرجها فعرفكم انه على اعادة من بلى ، اقدر ، ثم قال : (أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ) اى إذا كان خلق السموات والأرض أعظم وابعد في أوهامكم وقدركم أن تقدروا عليه من اعادة البالي فكيف جوزتم من الله خلق هذا الأعجب عندكم والأصعب لديكم ، ولم تجوزوا منه ما هو أسهل عندكم من اعادة البالي؟ قال الصادق عليه‌السلام : فهذا الجدال بالتي هي أحسن ، لان فيها قطع عذر الكافرين وازالة شبههم ، واما الجدال بغير التي هي أحسن فان تجحد حقا لا يمكنك أن تفرق بينه وبين باطل من تجادله ، وانما تدفعه عن باطله بأن تجحد الحق فهذا هو المحرم لأنك مثله جحد هو حقا ، وجحدت أنت حقا آخر. قال أبو محمد الحسن العسكريعليه‌السلام : فقام اليه رجل آخر فقال : يا ابن رسول الله أيجادل رسول الله

١٦٣

صلى‌الله‌عليه‌وآله؟ قال الصادق عليه‌السلام : مهما ظننت برسول الله من شيء فلا تظنن به مخالفة الله تعالى أليس الله قال : (وَجادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) و (قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ) لمن ضرب الله مثلا فتظن ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله خالف ما أمره الله به فلم يجادل ما أمره به ، ولم يخبر عن أمر الله بما أمره أن يخبره به.

٦٦ ـ في أصول الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد قال : حدثنا أبو عمرو الزبيري عن أبى عبد الله عليه‌السلام وذكر حديثا طويلا قال فيه عليه‌السلام بعد ان قال : ان الله تبارك وتعالى فرض الايمان على جوارح ابن آدم وقسمه عليها وفرقه فيها: وفرض الله على اللسان القول والتعبير عن القلب بما عقد عليه وأقر به قال الله تبارك وتعالى : (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً) وقال : (قُولُوا آمَنَّا بِاللهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا وَما أُنْزِلَ) إِلَيْكُمْ وَإِلهُنا وَإِلهُكُمْ واحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) فهذا ما فرض الله على اللسان وهو عمله.

٦٧ ـ في تفسير على بن إبراهيم واما قوله : عزوجل : (فَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ) فهم آل محمد صلوات الله عليهم ومن هؤلاء من يؤمن به يعنى أهل الايمان من أهل القبلة وقوله عزوجل : وما يجحد بآياتنا يعنى ما يجحد بأمير المؤمنين صلوات الله عليه والائمة صلوات الله عليهم الا الكافرون.

٦٨ ـ وقال على بن إبراهيم رحمه‌الله في قوله عزوجل : (وَما كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لَارْتابَ الْمُبْطِلُونَ) وهو معطوف على قوله تعالى في سورة الفرقان : (اكْتَتَبَها فَهِيَ تُمْلى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً) فرد الله عليهم فقال : كيف تدعون ان الذي تقرأه أو تخبر به تكتبه عن غيرك وأنت (ما كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لَارْتابَ الْمُبْطِلُونَ) اى شكوا.

٦٩ ـ في عيون الاخبار في باب مجلس للرضا عليه‌السلام مع أهل الأديان والمقالات في التوحيد قال الرضا عليه‌السلام في أثناء المحاورات : وكذلك أمر محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وما جاء به وأمر كل نبي بعثه الله ، ومن آياته انه كان يتيما فقيرا راعيا أجيرا لم يتعلم كتابا و

١٦٤

لم يختلف الى معلم ، ثم جاء بالقرآن الذي فيه قصص الأنبياء عليهم‌السلام وأخبارهم حرفا حرفا ، وأخبار من مضى ومن بقي الى يوم القيامة.

٧٠ ـ في أصول الكافي أحمد بن مهران عن محمد بن على عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار عن أبى بصير قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول في هذه الآية (بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) فأومى بيده الى صدره.

٧١ ـ عنه عن محمد بن على عن ابن محبوب عن عبد العزيز العبدي عن أبى عبد الله عليه‌السلام في قول الله عزوجل : (بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) قال : هم الائمةعليهم‌السلام.

٧٢ ـ ـ وعنه عن محمد بن على عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن أبى بصير قال: قال أبو جعفر عليه‌السلام : هذه الآية (بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) ثم قال : اما والله يا با محمد ما قال بين دفتي المصحف ، قلت : من هم جعلت فداك؟ قال : من عسى أن يكون غيرنا؟.

٧٣ ـ محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن بريد عن هارون بن حمزة عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال سمعته يقول : (بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) قال : هم الائمة خاصة.

٧٤ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن محمد بن الفضيل قال : سألته عن قول الله عزوجل : (بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) قال : هم الائمة عليهم‌السلام خاصة.

٧٥ ـ في بصائر الدرجات يعقوب بن يزيد ومحمد بن الحسين عن ابن أبى عمير عن عمر بن أذينة عن بريد بن معاوية عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قلت له : (بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) فقال : أنتم هم من عسى ان يكونوا؟.

٧٦ ـ أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن صفوان عن ابن مسكان عن حجر عن حمران عن أبى جعفر عليه‌السلام وأبى عبد الله البرقي عن أبى الجهم عن أسباط عن

١٦٥

أبى عبد الله عليه‌السلام في قول الله تبارك وتعالى : (بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) قال : نحن.

٧٧ ـ أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن عثمان بن عيسى عن أبى حمزة عن أبى بصير عن أبى جعفر عليه‌السلام انه قرأ هذه الآية : (بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) قال : يا با محمد والله ما قال بين دفتي المصحف ، قلت : من هم جعلت فداك؟ قال : من عسى أن يكونوا غيرنا؟.

٧٨ ـ محمد بن الحسين عن جعفر بن بشير والحسن بن على بن فضال عن مثنى الحناط عن الحسن الصيقل قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : (بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) قال : نحن ، وإيانا عنى.

٧٩ ـ أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن أيوب بن حسن عن حمران قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله تبارك وتعالى : (بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) أنتم هم؟ قال : من عسى أن يكونوا؟.

٨٠ ـ محمد بن الحسين عن يزيد شعر عن هارون بن حمزة عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال: سمعته يقول : (بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) قال : هم الائمة خاصة، (وَما يَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ) ، فزعم ان من عرف الامام والآيات ممن يعقل.

٨١ ـ محمد بن خالد الطيالسي عن سيف بن عميرة عن أبى بصير عن أبي جعفرعليه‌السلام قال : (بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) قلت : أنتم هم؟ قال : من عسى ان يكونوا؟.

٨٢ ـ أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد الجوهري عن محمد بن يحيى عن عبد الرحيم عن أبى جعفر عليه‌السلام قال : ان هذا العلم انتهى الى في القرآن ثم جمع أصابعه ثم قال : (بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ).

٨٣ ـ في مجمع البيان (إِنَّ فِي ذلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) وقيل :

١٦٦

إن قوما من المسلمين كتبوا شيئا من كتب أهل الكتاب فهددهم سبحانه في هذه الآية ونهاهم عنه وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : جئتكم ببيضاء نقية.

٨٤ ـ في تفسير على بن إبراهيم وفي رواية ابى الجارود عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله : (يا عِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي واسِعَةٌ) يقول : لا تطيعوا أهل الفسق من الملوك فان خفتموهم أن يفتنوكم عن دينكم فان أرضى واسعة ، وهو يقول : (فِيمَ كُنْتُمْ قالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ) فقال : (أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللهِ واسِعَةً فَتُهاجِرُوا فِيها).

٨٥ ـ في مجمع البيان وقال أبو عبد الله عليه‌السلام : معناه إذا عصى الله في ارض أنت بها فاخرج منها الى غيرها.

٨٦ ـ في جوامع الجامع وعن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله من فر بدينه من أرض الى أرض وان كان شبرا من الأرض استوجب الجنة ، وكان رفيق إبراهيم ومحمد عليهما‌السلام.

٨٧ ـ في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه‌السلام من الاخبار المجموعة وباسناده قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لما نزلت هذه الآية (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ) قلت : يا رب أيموت الخلائق كلهم وتبقى الأنبياء؟ فنزلت : (كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنا تُرْجَعُونَ).

٨٨ ـ في تفسير العياشي عن زرارة قال : كرهت ان أسأل أبا جعفر عليه‌السلام عن الرجعة واستخفيت ذلك قلت : لأسألن مسئلة لطيفة أبلغ فيها حاجتي ، فقلت : أخبرنى عمن قتل أمات؟ قال : لا ، الموت موت والقتل قتل : قلت : ما أحد يقتل الا وقد مات؟فقال : قول الله أصدق من قولك ، فرق بينهما في القرآن فقال : (أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ) وقال (لَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللهِ تُحْشَرُونَ) وليس كما قلت يا زرارة ، الموت موت والقتل قتل قلت: فان الله يقول : (كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ)؟ قال : من قتل لم يذق الموت ، ثم قال : لا بد من ان يرجع حتى يذوق الموت.

٨٩ ـ في تفسير على بن إبراهيم حدثني أبى عن الحسن بن محبوب عن العلاء عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : كان على بن الحسين عليهما‌السلام يقول :

١٦٧

أيما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين بن على عليهما‌السلام حتى يسيل على خده ، بوأه الله بها في الجنة عرفا يسكنه أحقابا.

٩٠ ـ وقال على بن إبراهيم رحمه‌الله في قوله عزوجل : (وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللهُ يَرْزُقُها وَإِيَّاكُمْ) قال : كانت العرب يقتلون أولادهم مخافة الجوع فقال الله عزوجل : الله يرزقهم وإياكم.

٩١ ـ في مجمع البيان وعن عطا عن ابن عمر قال : خرجنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حتى دخلنا بعض حيطان الأنصار فجعل سقط من التمر ويأكل ، فقال : يا ابن عمر ما لك لا تأكل؟ فقلت : لا أشتهيه يا رسول الله ، قال : لكني أشتهيه وهذه صبح رابعة منذ لم أذق طعاما ولو شئت لدعوت ربي فأعطانى مثل ملك كسرى وقيصر ، فكيف بك يا ابن عمر إذا بقيت مع قوم يخبأون رزق سنتهم لضعف اليقين ، فو الله ما برحنا حتى نزلت : (وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللهُ يَرْزُقُها وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ).

٩٢ ـ في تفسير على بن إبراهيم قوله عزوجل : (وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا) اى صبروا وجاهدوا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لنهدينهم سبلنا اى نثبتهم (وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) وفي رواية ابى الجارود عن ابى جعفر عليه‌السلام قال : هذه الآية لال محمد صلوات الله عليهم ولاشياعهم.

٩٣ ـ في كتاب معاني الاخبار باسناده الى عمرو بن شمر عن جابر عن أبى جعفر عن أمير المؤمنين عليهما‌السلام انه قال : الأواني مخصوص في القرآن بأسماء احذروا ان تغلبوا عليها فتضلوا في دينكم ، انا المحسن يقول الله عزوجل : (إِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٦٨

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده الى أبى عبد الله عليه‌السلام قال : من قرأ سورة العنكبوت والروم في شهر رمضان ليلة ثلاث وعشرين فهو والله يا با محمد من أهل الجنة لا استثنى فيه أبدا ولا أخاف أن يكتب الله على في يميني إثما ، وان لهاتين السورتين من الله مكانا.

٢ ـ في مجمع البيان ابى بن كعب عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : ومن قرأها كان له من الأجر عشر حسنات بعدد كل ملك سبح الله بين السماء ، والأرض ، وأدرك ما ضيع في يومه وليلته.

٣ ـ في كتاب الاستغاثة للشيخ ميثم ولقد روينا من طريق علماء أهل البيت عليهم‌السلام في أسرارهم وعلومهم التي خرجت منهم الى علماء شيعتهم ، ان قوما ينسبون من قريش وليسوا من قريش ، وحقيقة النسب وهذا مما لا يجوز أن يعرفه الا معدن النبوة وورثة علم الرسالة ، وذلك مثل بنى امية ذكروا انهم ليسوا من قريش وان أصلهم من الروم ، وفيهم تأويل هذه الآية (الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ) معناه انهم غلبوا على الملك وسيغلبهم على ذلك بنوا العباس.

٤ ـ في روضة الكافي ابن محبوب عن جميل بن صالح عن أبى عبيدة قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله عن ذكره : (الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ) قال : فقال : يا با عبيدة ان لهذا تأويلا لا يعلمه الا الله والراسخون في العلم من آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لما هاجر الى المدينة وأظهر الإسلام كتب الى ملك الروم كتابا وبعث به مع رسوله يدعوه الى الإسلام ، وكتب الى ملك فارس كتابا يدعوه الى الإسلام ، وبعثه اليه مع رسوله ، فاما ملك الروم فعظم كتاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأكرم رسوله ، واما ملك فارس فانه استخف بكتاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ومزقه واستخف

١٦٩

برسوله ، وكان ملك فارس يومئذ يقاتل ملك الروم وكان المسلمون يهوون ان يغلب ملك الروم فارس ، وكانوا لناحيته أرجى منهم لملك فارس ، فلما غلب ملك فارس ملك الروم كره ذلك المسلمون واغتموا به ، فأنزل الله عزوجل بذلك كتابا قرآنا (الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ) يعنى غلبتها فارس في ادنى الأرض وهي الشامات وما حولها «وهم» يعنى فارس (مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ) يعنى يغلبهم المسلمون (فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشاءُ) عزوجل فلما غزا المسلمون فارس وافتتحوها فرح المسلمون بنصر الله عزوجل ، قال : قلت : أليس الله عزوجل يقول : (فِي بِضْعِ سِنِينَ) وقد مضى للمؤمنين سنون كثيرة مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله. وفي إمارة أبى بكر وانما غلب المؤمنون فارسا في إمارة عمر؟ فقال : ألم أقل لك ان لهذا تأويلا وتفسيرا ، والقرآن يا با عبيدة ناسخ ومنسوخ أما تسمع لقول الله عزوجل (لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ) يعنى اليه المشية في القول أن يؤخر ما قدم ويقدم ما أخر في القول الى يوم يحتم القضاء بنزول النصر فيه على المؤمنين ، وذلك قوله عزوجل : (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللهِ) اى يوم يحتم القضاء بالنصر.

٥ ـ في الخرائج والجرائح في أعلام الحسن العسكري عليه‌السلام ومنها ما قال أبوها سأل محمد بن صالح أبا محمد عليه‌السلام عن قوله تعالى : (لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ) فقال : له الأمر من قبل أن يأمر به ، وله الأمر من بعد أن يأمر به بما يشاء.

٦ ـ في مجمع البيان وسئل أبو عبد الله عليه‌السلام عن قوله عزوجل : (يَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا) فقال : الزجر (١) والنجوم.

٧ ـ في تفسير على بن إبراهيم (يَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا) يعنى ما يرونه حاضرا (وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غافِلُونَ) قال : يرون حاضر الدنيا ويتغافلون عن الاخرة.

٨ ـ في كتاب الخصال وسئل الصادق عليه‌السلام عن قول الله تعالى : (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ) فقال : معناه أو لم ينظروا في القرآن.

قال عز من قائل : (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ) الآية.

__________________

(١) الزجر : التيمن والنشاؤم بالطير.

١٧٠

٩ ـ في كتاب الخصال عن على عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : تقوم الساعة يوم الجمعة بين صلوة الظهر والعصر.

١٠ ـ وعن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : السبت لنا والأحد لشيعتنا الى أن قالعليه‌السلام : وتقوم القيامة يوم الجمعة.

١١ ـ وعن أبى لبابة بن عبد المنذر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ان يوم الجمعة سيد الأيام الى قوله : وما من ملك مقرب ولا سماء ولا أرض ولا رياح ولا جبال ولا بر ولا بحر الا وهن يشفقن من يوم الجمعة أن تقوم فيه الساعة.

٢ ١ ـ في تفسير على بن إبراهيم وقوله عزوجل : (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ) قال : الى الجنة والنار (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ) اى يكرمون.

١٣ ـ في مجمع البيان (فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ) قيل : يلذذون بالسماع عن يحيى بن أبى كثير الأوزاعي أخبرنا أبو الحسن عبد الله بن محمد بن أحمد البيهقي قال : أخبرنا جدي الامام ابو بكر أحمد بن الحسين البيهقي قال : حدثنا أبو سعيد عبد الملك بن أبى عثمان الزاهد قال : أخبرنا أبو الحسين على بن بندار قال : أخبرنا جعفر بن محمد بن الحسن القرباني (١) قال : حدثنا سليمان بن عبد الرحمان الدمشقي قال حدثنا خالد بن يزيد بن أبى مالك عن أبيه عن خالد بن معدان عن أبى أمامة الباهلي ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : ما من عبد يدخل الجنة الا ويجلس عند رأسه وعند رجليه ثنتان من الحور العين تغنيانه بأحسن صوت سمعه الانس والجن ، وليس بمزمار الشيطان ، ولكن بتمجيد الله وتقديسه.

١٤ ـ وعن أبى الدرداء قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يذكر الناس فذكر الجنة وما فيها من الأزواج والنعيم وفي القوم أعرابى فجثا لركبته وقال : يا رسول الله هل

__________________

(١) وفي بعض النسخ الغربانى بالغين والمختار هو الموافق لنسخة المصدر.

١٧١

في الجنة من سماع؟ قال : نعم يا أعرابى ، ان في الجنة نهرا حافتاه الأبكار من كل بيضاء يتغنين بأصوات لم تسمع الخلائق بمثلها قط ، فذلك أفضل نعم الجنة ، قال الراوي : سألت أبا الدرداء بم يتغنين؟ قال : بالتسبيح.

١٥ ـ في من لا يحضره الفقيه وروى عن الحسن بن على بن أبى طالب عليهم‌السلام انه قال : جاء نفر من اليهود الى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فسأله أعلمهم عن مسائل فكان فيما سأل قال : أخبرنى عن الله عزوجل الى شيء فرض هذه الخمس الصلوات في خمسة مواقيت على أمتك في ساعات الليل والنهار؟ فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : ان الشمس عند الزوال لها حلقة تدخل فيها الى أن قال صلوات الله عليه : واما صلوة المغرب فهي الساعة التي تاب الله عزوجل فيها على آدمعليه‌السلام وكان ما بين ما أكل من الشجرة وبين ما تاب الله عزوجل عليه ثلاثمأة سنة من أيام الدنيا ، وفي أيام الاخرة يوم كألف سنة ما بين العصر الى العشاء ، وصلى آدم ثلاث ركعات: ركعة لخطيئته وركعة لخطيئة حواء ، وركعة لتوبته ، ففرض الله عزوجل هذه الركعات الثلاث على أمتي ، وهي الساعة التي يستجاب فيها الدعاء فوعدني ربي عزوجل ان يستجيب لمن دعاه فيها وهي الصلوة التي أمرني ربي بها في قوله : (فَسُبْحانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٦ ـ في كتاب ثواب الأعمال عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : من قال حين يمسى ثلاث مرات : (فَسُبْحانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ) ، لم يفته خير يكون في تلك الليلة ، وصرف عنه جميع شرها ومن قال ذلك حين يصبح لم يفته خير يكون ذلك اليوم وصرف عنه جميع شره.

١٧ ـ في عوالي اللئالى وفي الحديث عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : من قرء حين يصبح : (فَسُبْحانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ) الآيات الثلاث الى «تخرجون» أدرك ما فاته في يومه ، وان قالها حين يمسى أدرك ما فاته ليلته.

١٨ ـ في جوامع الجامع وعن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله من سره ان يكال له بالقفيز الأوفى

١٧٢

فليقل : (فَسُبْحانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ) الى قوله : (كَذلِكَ تُخْرَجُونَ).

١٩ ـ في تفسير على بن إبراهيم وقوله عزوجل : (يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِ) قال : يخرج المؤمن من الكافر ويخرج الكافر من المؤمن (وَيُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَكَذلِكَ تُخْرَجُونَ) رد على الدهرية.

٢٠ ـ في الكافي أحمد بن مهران عن محمد بن على عن موسى بن سعدان عن عبد الرحمان بن الحجاج عن ابى إبراهيم عليه‌السلام في قول الله عزوجل : (يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها) قال : ليس يحييها بالقطر ، ولكن يبعث الله رجالا فيحيون العدل فتحيى الأرض لإحياء العدل ، ولا قامة العدل فيه أنفع في الأرض من القطر أربعين صباحا.

٢١ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده الى حكيمة بنت محمد بن على بن موسى الرضا عليه‌السلام عمة أبى محمد الحسن عليهما‌السلام انها قالت : كنت عند أبى محمد عليه‌السلام فقال : بيتي الليلة عندنا فانه سيلد المولود الكريم على الله عزوجل الذي يحيى الله عزوجل به الأرض بعد موتها ، فقلت : ممن يا سيدي؟ ولست أرى بنرجس شيئا من أثر الحبل ، فقال : من نرجس لا من غيرها ، قالت : فوثبت إليها فقلبتها ظهر البطن فلم أر بها أثر الحبل ، فعدت اليه عليه‌السلام فأخبرته بما فعلت ، فتبسم ثم قال لي : إذا كان وقت الفجر يظهر لك الحبل لان مثلها مثل أم موسى لم يظهر بها الحبل ولم يعلم بها أحد الى وقت ولادتها ، لان فرعون كان يشق بطون الحبالى في طلب موسى ، وهذا نظير موسى عليه‌السلام والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

قال عز من قائل : (وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ).

٢٢ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده الى عبد الله بن يزيد بن سلام انه سأل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال فأخبرنى عن آدم لم سمى آدم؟ قال : لأنه خلق من طين الأرض وأديمها ، قال : فآدم خلق من الطين كله أو من طين واحد؟ قال : بل من الطين كله ، ولو خلق من طين واحد لما عرف الناس بعضهم بعضا ، وكانوا على صورة واحدة ، قال : فلهم في الدنيا مثل؟ قال : التراب فيه ابيض وفيه أحضر وفيه أشقر وفيه اغبر وفيه

١٧٣

أحمر وفيه أزرق وفيه عذب وفيه ملح وفيه خشن وفيه لين وفيه أصهب ، فلذلك صار الناس فيهم لين وفيهم خشن وفيهم أبيض وفيهم اصفر وأحمر واصهب واسود على ألوان التراب ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

قال عز من قائل : (وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً).

٢٣ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن على بن الحكم عن معاوية بن وهب قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : انصرف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من سرية قد كان أصيب فيها ناس كثير من المسلمين فاستقبلته النساء يسألن عن قتلاهن فدنت منه امرأة فقالت : يا رسول الله ما فعل فلان؟ قال : وما هو منك؟ قال : ابى ، قال : احمدي الله واسترجعي فقد استشهد ، ففعلت ذلك فقالت : يا رسول الله وما فعل فلان؟ فقال : وما هو منك؟ فقالت : أخي فقال : احمدي الله واسترجعي فقد استشهد ، ففعلت ذلك ثم قالت : يا رسول الله ما فعل فلان؟ فقال : وما هو منك؟ قالت : زوجي. قال : احمدي الله واسترجعي فقد استشهد ، فقالت : وا ويلى فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما كنت أظن ان المرأة تجد بزوجها هذا كله حتى رأيت هذه المرأة.

٢٤ ـ أحمد بن محمد عن معمر بن خلاد قال : سمعت أبا الحسن عليه‌السلام يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لابنة جحش : قتل خالك حمزة قال : فاسترجعت وقالت : احتسبه عند الله ثم قال لها : قتل أخوك فاسترجعت وقالت : احتسبه عند الله ، ثم قال لها : قتل زوجك فوضعت يدها على رأسها وصرخت فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما يعدل الزوج عند المرأة شيء.

٢٥ ـ في أصول الكافي احمد بن إدريس ومحمد بن يحيى عن الحسن بن على الكوفي عن عبيس بن هشام عن عبد الله بن سليمان عن ابى عبد الله عليه‌السلام انه قال : ان الامام إذا ابصر الى الرجل عرفه وعرف لونه ، وان سمع كلامه من خلف حائط عرفه وعرف ما هو ، ان الله يقول : (وَمِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَ

١٧٤

اخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوانِكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ) لآيات للعالمين وهم العلماء فليس يسمع شيئا من الأمر ينطق به الا عرفه : ناج أو هالك ، فلذلك يجيبهم بالذي يجيبهم ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٦ ـ وباسناده الى ابى جعفر عليه‌السلام قال : كفي لاولى الألباب بخلق الرب المسخر وملك الرب القاهر ، الى قوله : وما انطلق به ألسن العباد وما أرسل به الرسل وما انزل على العباد دليلا على الرب.

٢٧ ـ في توحيد المفضل بن عمر المنقول عن ابى عبد الله الصادق عليه‌السلام في الرد على الدهرية : تأمل يا مفضل ما أنعم الله تقدست أسماؤه به على الإنسان من هذا النطق الذي يعبر به عما في ضميره وما يخطر بقلبه ونتيجة فكره ، به يفهم غيره ما في نفسه (١) ولولا ذلك كان بمنزلة البهائم المهملة التي لا تخبر عن نفسها بشيء ، ولا تفهم عن مخبر شيئا ، وكذلك الكتابة التي بها تفيد اخبار الماضين للباقين ، واخبار الباقين للآتين ، وبها تجلد الكتب في العلوم والآداب وغيرها ، وبها يحفظ الإنسان ذكر ما يجرى بينه وبين غيره من المعاملات والحساب ، ولولاها لا نقطع اخبار بعض الازمنة عن بعض ، واخبار الغائبين عن أوطانهم ، ودرست العلوم وضاعت الآداب ، وعظم ما يدخل على الناس من الخلل في أمورهم ومعاملاتهم ، وما يحتاجون الى النظر فيه من امر دينهم وما روى لهم مما لا يسعهم جهله ، ولعلك تظن انها مما يخلص اليه بالحيلة والفطنة ، وليست مما أعطيه الإنسان من خلقه وطباعه ، وكذلك الكلام انما هو شيء يصطلح عليه الناس فيجري بينهم ، ولهذا صار يختلف في الأمم المختلفة بألسن مختلفة وكذلك الكتابة ككتابة العربي والسرياني والعبراني والرومي وغيرها من ساير الكتابة التي هي متفرقة في الأمم انما اصطلحوا عليها كما اصطلحوا على الكلام ، فيقال لمن ادعى ذلك ان الإنسان وان كان له في الأمرين جميعا فعل أو حيلة

__________________

(١) وفي نسخة البحار : «وبه يفهم عن غيره ما في نفسه».

١٧٥

فان الشيء الذي يبلغ به ذلك الفعل والحيلة عطية وهبة من الله عزوجل في خلقه ، فانه لو لم يكن له لسان مهيأ للكلام وذهن يهتدى به للأمور لم يكن ليتكلم أبدا ، ولو لم يكن له كف مهياة وأصابع للكتابة لم يكن ليكتب أبدا واعتبر ذلك من البهائم التي لا كلام لها ولا كتابة فاصل ذلك فطرة الباري جل وعز وما تفضل به على خلقه فمن شكر أثيب (وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ).

٢٨ ـ في بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن حماد بن عبد الله الغرا عن معتب انه أخبره ان أبا الحسن الاول لم يكن يرى له ولد فأتاه يوما اسحق ومحمد أخواه وأبو الحسن يتكلم بلسان ليس بعربي ، فجاء غلام سقلابي (١) فكلمه بلسانه ، فذهب فجاء بعلى ابنه فقال لإخوته : هذا على إبني فضموه اليه واحدا بعد واحد فقبلوه ثم كلم الغلام بلسانه ، فذهب به ثم تكلم بلسان غير ذلك اللسان ، فجاء غلام اسود فكلمه بلسانه ، فذهب فجاء بإبراهيم فقال : هذا إبراهيم إبني فكلمه بكلام ، فحمله فذهب به فلم يزل يدعو بغلام بعد غلام ويكلمهم حتى جاء بخمسة أولاد ، والغلمان مختلفون في أجناسهم وألسنتهم.

٢٩ ـ محمد بن عيسى عن على بن مهزيار قال : أرسلت الى أبى الحسن عليه‌السلام غلامي وكان سقلابيا قال : فرجع الغلام الى متعجبا فقلت : له ما لك يا بنى؟ قال : كيف لا أتعجب؟! ما زال يكلمني بالسقلابية كأنه واحد منا فظننت انه انما دار بينهم.

٣٠ ـ احمد بن محمد عن أبى القاسم وعبد الله بن عمران عن محمد بن بشير عن رجل عن عمار الساباطي قال : قال لي أبو عبد الله عليه‌السلام : يا عمار «أبو مسلم وظلله وكسا فكسحه مسطورا» قلت : جعلت فداك ما رأيت نبطيا أفصح منك ، فقال : يا عمار وبكل لسان.

٣١ ـ وروى عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبى عمير وعن بعض رجاله عن أبى عبد الله عليه‌السلام يرفع الحديث الى الحسن بن على صلوات الله عليهما وعلى آبائهما انه قال : ان

__________________

(١) السلقب : جيل من الناس.

١٧٦

لله مدينتين إحداهما بالمشرق والاخرى بالمغرب ، عليهما سور من حديد وعلى كل مدينة ألف ألف مصراعين ذهب ، وفيها سبعون ألف ألف لغة يتكلم كل لغة بخلاف لغة صاحبه ، وأنا أعرف جميع اللغات ، وما فيهما وما بينهما وما عليهما حجة غيري والحسين أخي.

٣٢ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده الى عبد الله بن يزيد بن سلام انه سأل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : فأخبرنى عن آدم لم سمى آدم؟ قال : لأنه من طين الأرض وأديمها ، قال : فآدم خلق من الطين كله أو من طين واحد؟ قال : بل من الطين كله ولو خلق من طين واحد لما عرف الناس بعضهم بعضا ، وكانوا على صورة واحدة قال : فلهم في الدنيا مثل؟ قال : التراب فيه أبيض وفيه أخضر وفيه أشقر وفيه أغبر وفيه أحمر وفيه أزرق وفيه عذب وفيه ملح وفيه خشن وفيه لين وفيه أصهب فلذلك صار الناس فيهم لين وفيهم خشن وفيهم أبيض وفيهم أصفر وأحمر واصهب واسود على ألوان التراب ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣٣ ـ وباسناده الى سهل بن زياد الأدمي قال : حدثنا عبد العظيم بن عبد الله الحسنى قال : سمعت على بن محمد العسكري عليه‌السلام يقول : عاش نوح ألفين وخمسمائة سنة وكان يوما في السفينة نائما فهبت الريح فكشفت عورته فضحك حام ويافث فزجرهما سام عليه‌السلام ونهاهما عن الضحك ، وكان كلما غطى سام شيئا تكشفه الريح كشفه حام ويافث فانتبه نوح عليه‌السلام فرآهم وهم يضحكون ، فقال : ما هذا؟ فأخبره سام بما كان ، فرفع نوح عليه‌السلام يده الى السماء يدعو ويقول : اللهم غير ماء صلب حام حتى لا يولد له ولد الا السودان ، اللهم غير ماء صلب يافث فغير الله ماء صلبيهما فجميع السودان حيث كانوا من حام ، وجميع الترك والسقالب ويأجوج ومأجوج والصين من يافث حيث كانوا ، وجميع البيض سواهم من سام ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

قال عز من قائل : (وَمِنْ آياتِهِ مَنامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ).

٣٤ ـ في توحيد المفضل بن عمر المنقول عن الصادق جعفر بن محمد عليهما‌السلام في الرد على الدهرية : والكرى يقتضي النوم الذي فيه راحة البدن وإجمام

١٧٧

قواه (١) الى ان قال عليه‌السلام : وكذلك لو كان انما يصير الى النوم ، بالتفكر في حاجته الى راحة البدن وإجمام قواه كان عسى أن يتثاقل عن ذلك فيدفعه حتى ينهك بدنه (٢).

٣٥ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده الى يعقوب بن شعيب قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : في بنى آدم ثلاثمأة وستين عرقا ثمانون ومأة متحركة وثمانون ومأة ساكنة ، فلو سكن المتحرك لم ينم ، أو تحرك الساكن لم ينم ، فكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إذا أصبح قال : الحمد لله رب العالمين كثيرا على كل حال ثلاثمأة وستين مرة. وإذا أمسى قال مثل ذلك.

٣٦ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة حديث طويل يقول فيه الحسن بن علىعليهما‌السلام مجيبا للخضر عليه‌السلام بأمر أبيه أمير المؤمنين صلوات الله عليه وقد سأله عن مسائل: أما ما سألت عنه من أمر الإنسان إذا نام أين تذهب روحه فان روحه متعلقة بالريح ، والريح متعلقة بالهواء الى وقت ما يتحرك صاحبها لليقظة ، فان اذن الله عزوجل برد تلك الروح على صاحبها جذبت تلك الروح الريح وجذبت تلك الريح الهواء ، فرجعت الروح فأسكنت في بدن صاحبها ، وان لم يأذن الله عزوجل برد تلك الروح على صاحبها جذب الهواء الريح فجذبت الريح الروح فلم ترد على صاحبها الى وقت ما يبعث.

٣٧ ـ في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه‌السلام من خبر الشامي وما سأل عنه أمير المؤمنين عليه‌السلام في جامع الكوفة حديث طويل : وفيه : وسأله عن النوم على كم وجه هو؟ فقال أمير المؤمنين عليه‌السلام صلوات الله عليه : النوم على أربعة أصناف : الأنبياء تنام على أقفيتها مستقبلة وأعينها لا تنام متوقعة لوحى ربها عزوجل ، والمؤمنون ينامون على

__________________

(١) الكرى : السهر. والجمام. الراحة.

(٢) نهكته الحمى : هزلته وجهدته ونهكه : غلبه. وفي البحار «فيدمغه» بدل «فيدفعه» ويحتمل التصحيف.

١٧٨

يمينهم مستقبلين القبلة ، والملوك وأبناءها على شمائلها ليستمر أو ما يأكلون (١) وإبليس وإخوانه وكل مجنون وذو عاهة ينامون على وجوههم منبطحين (٢).

٣٨ ـ في كتاب الخصال عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قالت أم سليمان بن داود عليه‌السلام لسليمان : إياك وكثرة النوم بالليل فان كثرة النوم بالليل تدع الرجل فقيرا يوم القيامة.

٣٩ ـ عن أبى الحسن عليه‌السلام قال : لعن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ثلاثا : الاكل زاده وحده والراكب الفلاة وحده والنائم في بيت وحده.

٤٠ ـ فيما أوصى به النبي عليا عليهما‌السلام : يا على ثلاث يتخوف منهن الجنون الى قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : والرجل ينام وحده.

٤١ ـ فيما علم أمير المؤمنين عليه‌السلام أصحابه من الاربعمأة باب إذا نام أحدكم فليضع يده اليمنى تحت خده الأيمن ، فانه لا يدرى أينتبه من رقدته أم لا. لا ينام الرجل على المحجنة (٣) لا ينام الرجل على وجهه ، ومن رأيتموه نائما على وجهه فانتبهوه ولا تدعوه إذا أراد أحدكم النوم فليضع يده اليمنى تحت خده الأيمن وليقل : بسم الله وضعت جنبي لله على ملة إبراهيم ودين محمد وولاية من افترض طاعته ، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن فمن قال ذلك حفظ من اللص المغير والهدم ، واستغفرت له الملائكة ، من قرأ قل هو الله أحد حين يأخذ مضجعه وكل الله عزوجل به خمسين ألف ملك يحرسونه ليلته. فاذا أراد أحدكم النوم فلا يضعن جنبه على الأرض حتى يقول : أعيذ نفسي وديني وأهلى ومالي وخواتيم عملي وما رزقني ربي وخولني (٤) بعزة الله وعظمة الله وجبروت الله وسلطان الله ورحمة الله ورأفة الله وغفران الله وقوة الله وقدرة الله وجلال الله وبصنع الله وأركان الله وبجمع الله وبرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وبقدرة الله على ما يشاء من شر السامة والهامة ومن

__________________

(١) استمرأ الطعام : استطابه وعده ووجده مريئا.

(٢) بطحه على وجهه اى ألقاه على وجهه فانبطح.

(٣) المحجنة : العصا المنعطفة الرأس.

(٤) خوله الله مالا : أعطاه إياه متفضلا وملكه إياه.

١٧٩

شر الجن والانس ومن شر ما يدب في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها ، ومن كل دابة ربي آخذ بناصيتها ، ان ربي على صراط مستقيم وهو على كل شيء قدير ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم ، فان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان يعوذ بها الحسن والحسين عليهما‌السلام وبذلك أمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، إذا أنتبه أحدكم من نومه فليقل : لا اله الا الله الحليم الكريم الحي القيوم وهو على كل شيء قدير سبحان رب النبيين واله المرسلين وسبحان رب السموات السبع وما فيهن ورب الأرضين السبع وما فيهن ورب العرش العظيم والحمد لله رب العالمين ، وإذا جلس من نومه فليقل قبل أن يقوم : حسبي الله حسبي الرب من العباد ، حسبي الذي هو حسبي مذ كنت ، حسبي الله ونعم الوكيل.

٤٢ ـ عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : ثلاث خصال فيهن المقت من الله تعالى : نوم من غير سهر ، وضحك من غير عجب ، وأكل على الشبع.

٤٣ ـ في تفسير على بن إبراهيم (وَمِنْ آياتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّماءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ) قال: يعنى السماء والأرض هاهنا.

٤٤ ـ في كتاب التوحيد باسناده الى حنان بن سدير عن أبى عبد الله عليه‌السلام حديث طويل يقول فيه : وقوم وصفوة بيدين فقالوا (يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ) وقوم وصفوه بالرجلين فقالوا : وضع رجله على صخرة بيت المقدس فمنها ارتقى الى السماء ، ووصفوه بالأنامل فقالوا : ان محمدا قال : انى وجدت برد أنامله على قلبي ، فلمثل هذه الصفات قال : (رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ) يقول : رب المثل الأعلى عما به مثلوه ولله المثل الأعلى الذي لا يشبهه شيء ، ولا يوصف ولا يتوهم فذلك المثل الأعلى.

٤٥ ـ في عيون الاخبار باسناده الى ياسر الخادم عن أبى الحسن على بن موسى الرضا عليهما‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلى عليه‌السلام : يا على أنت حجة الله وأنت باب الله وأنت الطريق الى الله ، وأنت النبأ العظيم وأنت الصراط المستقيم ، وأنت المثل الأعلى ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٤٦ ـ وفي عيون الاخبار أيضا في الزيارة الجامعة لجميع الائمة عليهم‌السلام

١٨٠