تفسير نور الثقلين - ج ٣

الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي

تفسير نور الثقلين - ج ٣

المؤلف:

الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي


المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
الموضوع : القرآن وعلومه
الطبعة: ٠
الصفحات: ٦٤٢

١١٣ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن على بن الحسين الدقاق عن عبد الله ابن محمد عن أحمد بن عمر عن زيد القتات عن أبان بن تغلب قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : ما من عبد أذنب ذنبا فندم عليه الا غفر الله له قبل أن يستغفر ، وما من عبد أنعم الله عليه نعمة فعرف انها من عند الله الا غفر الله له قبل أن يحمده.

١١٤ ـ في تفسير على بن إبراهيم (وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَناتِ سُبْحانَهُ وَلَهُمْ ما يَشْتَهُونَ) قال : قالت قريش ، ان الملائكة هم بنات الله فنسبوا ما لا يشتهون الى الله ، فقال الله تبارك وتعالى : (وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَناتِ سُبْحانَهُ وَلَهُمْ ما يَشْتَهُونَ) يعنى من البنين.

١١٥ ـ في كتاب ثواب الأعمال عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : البنات حسنات ، والبنون نعمة ، والحسنات يثاب عليها والنعمة يسئل عنها ، وقال : انه بشر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بفاطمة عليها‌السلام ، فنظر في وجوه أصحابه فرأى الكراهية فيهم ، فقال : مالكم ريحانة أشمها ورزقها على الله.

١١٦ ـ في تفسير العياشي عن انس بن مالك قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا أنس اسكب لي وضوءا (١) قال فعمدت فسكبت له وضوءا فأعلمته ، فخرج فتوضأ ثم عاد الى البيت الى مجلسه ثم رفع رأسه فقال : يا أنس أول من يدخل علينا أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين ، قال انس : فقلت بيني وبين نفسي : اللهم اجعله رجلا من قومي ، قال : فاذا أنا بباب الدار يقرع ، فخرجت ففتحت فاذا على بن أبى طالب ، فدخل فتمشي فرأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حين رآه وثب على قدميه مستبشرا فلم يزل قائما وعلى يتمشى حتى دخل عليه البيت ، فاعتنقه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فرأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يمسح بكفه وجهه فيمسح به وجه على ، ويمسح عن وجه على بكفه فيمسح به وجهه يعنى وجه نفسه فقال له على : يا رسول الله لقد صنعت بى اليوم شيئا ما صنعت بى قط؟ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وما يمنعني وأنت وصيي وخليفتي ، والذي يبين لهم الذي يختلفون فيه بعدي وتسمعهم نبوتي.

__________________

(١) سكب الماء : صبه.

٦١

١١٧ ـ في الكافي على بن إبراهيم عن النوفلي عن السكوني عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ليس أحد يغص (١) بشرب اللبن ، لان الله عزوجل يقول : (لَبَناً خالِصاً سائِغاً لِلشَّارِبِينَ).

١١٨ ـ الحسين بن محمد عن السياري عن عبد الله بن أبى عبد الله الفارسي عمن ذكره عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : قال لي رجل : انى أكلت لبنا فضرني ، قال : فقال أبو عبد الله عليه‌السلام : لا والله ما يضر لبن قط ، ولكنك أكلته مع غيره فضرك الذي أكلته ، فظننت ان اللبن الذي ضرك.

١١٩ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن عثمان بن عيسى عن خالد بن نجيح عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : اللبن طعام المرسلين.

١٢٠ ـ محمد بن يحيى عن سلمة بن خطاب عن عباد بن يعقوب عن عبيد بن ابن محمد عن محمد بن قيس عن ابى جعفر عليه‌السلام قال : لبن الشاة السوداء خير من لبن حمراء ولبن بقرة حمراء خير من لبن سوداوين.

١٢١ ـ على بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : ألبان البقر دواء.

١٢٢ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن يحيى بن إبراهيم بن أبي البلاد عن أبيه عن جده قال : شكوت الى أبي جعفر عليه‌السلام ذربا (٢) وجدته ، فقال لي : ما يمنعك من شرب ألبان البقر؟ وقال لي : أشربتها قط؟ فقلت له نعم مرارا ، فقال لي : كيف وجدتها؟ فقلت : وجدتها تدبغ المعدة وتكسو الكليتين الشحم ، وتشهي الطعام ، فقال لي : لو كانت أيامه لخرجت أنا وأنت الى ينبع (٣) حتى نشربه.

١٢٣ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن بكر بن صالح عن الجعفري قال : سمعت أبا الحسن موسى عليه‌السلام يقول : أبوال الإبل خير من ألبانها ،

__________________

(١) عض بالماء : اعترض في حلقه شيء منه فمنعه التنفس.

(٢) الذرب : فساد المعدة.

(٣) قرية كبيرة على سبع مراحل من المدينة.

٦٢

ويجعل الله عزوجل الشفاء في ألبانها.

١٢٤ ـ في كتاب الخصال عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : حسو اللبن (١) شفاء من كل داء الا الموت.

١٢٥ ـ في تفسير على بن إبراهيم قوله : (وَمِنْ ثَمَراتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً) قال : الخل (وَرِزْقاً حَسَناً) الزبيب.

١٢٦ ـ في تفسير العياشي عن سعيد بن يسار عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : ان الله أمر نوحا أن يحمل في السفينة من كل زوجين اثنين ، فحمل الفحل والعجوة (٢) فكانا زوجا ، فلما نضب الماء (٣) أمر الله نوحا أن يغرس الجبلة وهي الكرم ، فأتاه إبليس فمنعه عن غرسها وأبى نوح الا أن يغرسها ، وأبى إبليس أن يدعه يغرسها وقالت ليس لك ولا لأصحابك انما هي لي ولأصحابي ، فتنازعا ما سألته ، ثم انهما اصطلحا على ان جعل نوح لإبليس سهما ولنوح ثلثة ، وقد أنزل الله لنبيه في كتابه ما قد قرأتموه (وَمِنْ ثَمَراتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً) فكان المسلمون بذلك ثم أنزل الله آية التحريم : (إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصابُ) الى «منتهون» يا سعيد فهذه آية التحريم ، وهي نسخت الآية الاخرى (٤).

١٢٧ ـ عن محمد بن يوسف عن أبيه قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله :

__________________

(١) الحسو : طعام يعمل من الدقيق واللبن أو الماء.

(٢) الفحل : ذكر النخل. وفي المصدر «النخل» بدل «الفحل» والعجوة : ضرب من أجود التمر.

(٣) نضب الماء : غار وذهب في الأرض.

(٤) «في الكافي أبو على الأشعري عن الحسن بن على الكوفي عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : ان إبليس لعنه الله نازع نوحا عليه‌السلام في الكرم ، فأتاه جبرئيل عليه‌السلام فقال : ان له حقا. فأعطاه الثلث فلم يرض إبليس لعنه الله ، ثم أعطاه النصف فلم يرض فطرح جبرئيل عليه‌السلام نارا فأحرقت الثلثين وبقي الثلث ، فقال : ما أحرقت النار فهو نصيبه وبقي فهو لك يا نوح وفيه عن أبى عبد الله عليه‌السلام حديث طويل*

٦٣

(وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ) قال : الهام.

١٢٨ ـ في تفسير على بن إبراهيم قوله : (وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ) قال : وحي الهام يأخذ النحل من جميع النور (١) ثم يتخذه عسلا ، وحدثني أبي عن الحسن بن على الوشاء عن رجل عن حريز بن عبد الله عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله : (وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ) قال : نحن والله النحل الذي أوحى الله اليه (أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً) أمرنا أن نتخذ من العرب شيعة ومن الشجر يقول : من العجم ومما يعرشون يقول : من الموالي والذي (يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِها شَرابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ) اعنى العلم الذي يخرج منا إليكم.

١٢٩ ـ في كتاب الخصال عن داود بن كثير الرقى قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : لقد أخبرنى أبي عن جدي عليه‌السلام ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله نهى عن قتل ستة : النحلة والنملة والضفدع والصرد والهدهد والخطاف ، فاما النحلة فإنها تأكل طيبا وتضع طيبا وهي التي أوحى الله إليها ليست من الجن ولا من الانس ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٣٠ ـ في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه‌السلام من خبر الشامي وما سأل عنه أمير المؤمنين عليه‌السلام في جامع الكوفة حديث طويل وفيه وسأله عن شيء أوحى اليه ليس من الجن ولا من الانس؟ فقال : أوحى الله تعالى الى النحل.

١٣١ ـ في أصول الكافي أبو على الأشعري عن الحسن بن على الكوفي عن العباس بن عامر عن جابر المكفوف عن عبد الله بن أبي يعفور عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال :

__________________

* وفي آخره فقال له : اجعل لي منها نصيبا فجعل له الثلث فأبى أن يرضى ، فجعل له النصف فأبى أن يرضى ، فأبى نوح أن يزيد ، فقال جبرئيل لنوح عليه‌السلام : يا رسول الله أحسن فان منك الإحسان ، فعلم نوح عليه‌السلام انه قد جعل عليها سلطان فجعل نوح له الثلثين : فقال أبو جعفر عليه‌السلام : إذا أخذت عصير أفا طبخه حتى يذهب الثلثان فكل واشرب فذلك نصيب الشيطان (منه عفى عنه) وعن هامش بعض النسخ.

(١) النور ـ بفتح النون ـ : زهر النبات.

٦٤

اتقوا على دينكم واحجبوه بالتقية ، فانه لا ايمان لمن لا تقية له ، انما أنتم في الناس كالنحل في الطير ، ولو ان الطير يعلم ما في أجواف النحلة ما بقي منها شيء الا أكلته ، ولو ان الناس علموا ما في أجوافكم انكم تحبونا أهل البيت لأكلوكم بألسنتهم ، ونحلوكم (١) في السر والعلانية ، رحم الله عبدا منكم كان على ولايتنا.

١٣٢ ـ في تفسير العياشي عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله (وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ) الى» (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) فالنحل الائمة ، والجبال العرب ، والشجر الموالي عتاقه ، ومما يعرشون يعنى الأولاد والعبيد ممن لم يعتق وهو يتولى الله ورسوله والائمة ، والثمرات المختلفة ألوانه فنون العلم الذي قد يعلمهم الائمة (٢) شيعتهم ، وفيه شفاء للناس يقول في العلم شفاء للناس والشيعة هم الناس ، وغير هم الله أعلم بهم ما هم ، ولو كان كما تزعم انه العسل الذي يأكله الناس إذا ما أكل منه وما شرب ذو عاهة الا شفى ، لقول الله (فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ) ولا خلف لقول الله ، وانما الشفاء في علم القرآن لقوله : (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ [لِلْمُؤْمِنِينَ) فهو شفاء ورحمة] لأهله لا شك فيه ولا مرية ، وأهله أئمة الهدى الذين قال الله : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا).

١٣٣ ـ وفي رواية أبي الربيع الشامي عنه في قول الله (وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ) فقال : رسول الله (أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً) قال تزوج من قريش ، (وَمِنَ الشَّجَرِ) قال في العرب (وَمِمَّا يَعْرِشُونَ) قال : في الموالي (يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِها شَرابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ) قال : أنواع العلم ، (فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ).

١٣٤ ـ عن سيف بن عميرة عن شيخ من أصحابنا عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : كنا عنده فسأله شيخ فقال : بى وجع وانا أشرب له النبيذ ووصفه له الشيخ ، فقال له : ما يمنعك من الماء الذي جعل الله منه (كُلَّ شَيْءٍ حَيٍ)؟ قال : لا يوافقني ، قال : فما يمنعك من العسل؟ قال الله : (فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ) قال : لا أجده قال : فما يمنعك من اللبن الذي نبت

__________________

(١) نحل فلانا : سابه.

(٢) كذا في النسخ وفي المصدر «قد يعلم الشيعة ... اه».

٦٥

لحمك واشتد عظمك؟ قال : لا يوافقني ، قال له أبو عبد الله عليه‌السلام : أتريد أن آمرك بشرب الخمر؟ [لا آمرك] لا والله لا آمرك.

١٣٥ ـ في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه‌السلام أصحابه : لعق العسل شفاء من كل داء قال الله تعالى : (يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِها شَرابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ)

١٣٦ ـ في عيون الاخبار عن الرضا عليه‌السلام باسناده قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ان يكن في شيء شفاء ففي شرطة الحجام (١) أو في شربة عسل.

١٣٧ ـ وباسناده قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تردوا شربة عسل من أتاكم بها.

١٣٨ ـ وباسناده قال قال على بن أبي طالب عليه‌السلام : ثلثة يزدن في الحفظ ويذهبن بالبلغم : القرآن ، والعسل ، واللبان.

١٣٩ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن بن راشد عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : لعق العسل شفاء من كل داء ، قال الله عزوجل : (يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِها شَرابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ) وهو مع قراءة القرآن ومضغ اللبان يذيب البلغم.

١٤٠ ـ في محاسن البرقي عنه عن بعض أصحابنا عن عبد الرحمن بن شعيب عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : لعق العسل فيه شفاء قال الله : (يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِها شَرابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ).

١٤١ ـ في تفسير العياشي عن عبد الله بن القداح عن أبي عبد الله عليه‌السلام عن أبيه قال : جاء رجل إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام فقال : يا أمير المؤمنين بى وجع في بطني ، فقال له أمير المؤمنين : ألك زوجة؟ قال : نعم ، قال : استوهب منها [شيئا] طيبة به نفسها من مالها ، ثم اشتر به عسلا ثم اسكب (٢) عليه من ماء السماء ، ثم اشربه ، فأنى اسمع الله يقول في كتابه : (وَنَزَّلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً مُبارَكاً) وقال : (يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِها شَرابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ) وقال : (فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً) فاذا

__________________

(١) شرطة الحجام بالضم : الآلة التي يحجم بها ـ على ما قيل.

(٢) سكب الماء ونحوه : صبه.

٦٦

اجتمعت البركة والشفاء والهنيء والمريء شفيت إنشاء الله تعالى ففعل ذلك فشفى.

١٤٢ ـ في مجمع البيان وفي النحل والعسل وجوه من الاعتبار ، منها اختصاصه بخروج العسل من فيه ، ومنها جعل الشفاء من موضع السم ، فان النحل يلسع ، ومنها ما ركب الله من البدائع والعجائب فيه وفي طباعه ، ومن أعجبها ان جعل سبحانه لكل فئة منه يعسوبا هو أميرها يقدمها ويحامى عنها ويدبر أمرها ويسوسها ، وهي تبعه وتقتفى أثره ومتى فقدته انحل نظامها وزال قوامها ، وتفرقت شذر مذر ، والى هذا المعنى أشار على أمير المؤمنين عليه‌السلام في قوله : أنا يعسوب المؤمنين.

١٤٣ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه رفعه عن محمد بن داود الغنوي عن الأصبغ بن نباته عن أمير المؤمنين عليه‌السلام حديث طويل ستقف عليه بتمامه في سورة الواقعة إنشاء الله تعالى ، يقول فيه : ثم ذكر أصحاب الميمنة وهم المؤمنون حقا بأعيانهم ، جعل فيهم أربعة أرواح : روح الايمان ، وروح القوة وروح الشهوة وروح البدن وقال قبل ذلك : وبروح الايمان عبدوا الله ولم يشركوا به وبروح القوة جاهدوا عدوهم ، وعالجوا معاشهم وبروح الشهوة أصابوا لذيذ الطعام ونكحوا الحلال من شباب النساء ، وبروح البدن دبوا ودرجوا ، وقال عليه‌السلام : متصلا بقوله وروح البدن : فلا يزال العبد يستكمل هذه الأرواح الاربعة حتى تأتى عليه حالات ، فقال الرجل : يا أمير المؤمنين ما هذه الحالات؟ فقال : اما أولهن فهو كما قال الله عزوجل : (وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً) فهذا ينتقص منه جميع الأرواح ، وليس بالذي يخرج من دين الله ، لان الفاعل به رده الى أرذل عمره ، فهو لا يعرف للصلوة وقتا ، ولا يستطيع التهجد بالليل ولا بالنهار ، ولا القيام في الصف مع الناس فهذا نقصان من روح الايمان وليس يضره شيئا.

١٤٤ ـ في كتاب الخصال بعد ان ذكر حال الإنسان في بلوغ الأربعين والخمسين الى التسعين قال : وفي حديث آخر فاذا بلغ الى المأة فذلك أرذل العمر وقد روى ان أرذل العمر ، ان يكون عقله عقل ابن سبع سنين.

٦٧

١٤٥ ـ في تفسير على بن إبراهيم قوله : و (اللهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ) الى قوله (لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً) قال : إذا كبر لا يعلم ما علمه قبل ذلك.

١٤٦ ـ في مجمع البيان وروى عن على عليه‌السلام ان أرذل العمر خمس وسبعون سنة ، وروى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مثل ذلك.

١٤٧ ـ في تفسير على بن إبراهيم قوله : (وَاللهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلى ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَواءٌ) قال : لا يجوز للرجل ان يخص نفسه بشيء من المأكول دون عياله.

١٤٨ ـ في جوامع الجامع ويحكى عن أبي ذر رضى الله عنه انه سمع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : انما هم إخوانكم فاكسوهم مما تكسون وأطعموهم مما تطعمون فما رؤي عبده بعد ذلك الا وردائه ردائه وإزاره إزاره من غير تفاوت.

١٤٩ ـ في تفسير على بن إبراهيم قوله : (وَاللهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً) يعنى حوا خلقت من آدم وحفدة قال : الأختان.

١٥٠ ـ في تفسير العياشي عن عبد الرحمن الأشل قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : في قول الله : (وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْواجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً) قال : الحفدة بنو البنت ، ونحن حفدة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

١٥١ ـ عن جميل بن دراج عن أبي عبد الله عليه‌السلام عن قوله : (وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْواجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً) قال : هم الحفدة وهم العون منهم يعنى البنين.

١٥٢ ـ في مجمع البيان وفي رواية الوالبي هم اختان الرجل على بناته وهو المروي عن أبي عبد الله عليه‌السلام.

١٥٣ ـ في الكافي محمد بن أحمد عن ابن فضال عن مفضل بن صالح عن ليث المرادي قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن العبد هل يجوز طلاقه؟ فقال : ان كان أمتك فلا ، ان الله عزوجل يقول : (عَبْداً مَمْلُوكاً لا يَقْدِرُ عَلى شَيْءٍ) وان كانت امة قوم آخرين أو حرة جاز طلاقه.

١٥٤ ـ في من لا يحضره الفقيه وروى ابن أذينة عن زرارة عن أبي جعفر و

٦٨

ابى عبد الله عليهما‌السلام قالا : المملوك لا يجوز طلاقه ولا نكاحه الا بإذن سيده ، قلت : فان السيد كان زوجه بيد من الطلاق؟ قال : بيد السيد (ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً عَبْداً مَمْلُوكاً لا يَقْدِرُ عَلى شَيْءٍ) أفشيء الطلاق؟

١٥٥ ـ في تهذيب الأحكام الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن حريز عن محمد بن مسلم قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن رجل ينكح أمته من رجل آخر يفرق بينهما إذا شاء؟ فقال ان كان مملوكه فليفرق بينهما إذا شاء ، ان الله تعالى يقول : (عَبْداً مَمْلُوكاً لا يَقْدِرُ عَلى شَيْءٍ) فليس للعبد شيء من الأمر ، وان كان زوجها حرا فان طلاقها صفقتها.

١٥٦ ـ الحسين بن على عن الحسن بن على بن فضال عن ابن بكير عن الحسن العطار قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن رجل أمر مملوكه أن يتمتع بالعمرة الى الحج أعليه أن يذبح عنه؟ قال : لا ان الله يقول : (عَبْداً مَمْلُوكاً لا يَقْدِرُ عَلى شَيْءٍ).

١٥٧ ـ محمد بن يعقوب عن أبي العباس محمد بن جعفر عن أيوب بن نوح عن صفوان عن سعيد بن يسار قال : سئلت أبا عبد الله عليه‌السلام عن امرأة حرة تكون تحت المملوك فتشتريه هل يبطل نكاحه؟ قال : نعم لأنه عبد مملوك لا يقدر على شيء.

١٥٨ ـ في تفسير العياشي عن أبي بصير في الرجل ينكح أمته لرجل له ان يفرق بينهما إذا شاء؟ قال : ان كان مملوكا فليفرق بينهما إذا شاء ، لان الله يقول : (عَبْداً مَمْلُوكاً لا يَقْدِرُ عَلى شَيْءٍ) فليس للعبد من الأمر شيء ، وان كان زوجها حرا فرق بينهما إذا شاء المولى.

١٥٩ ـ عن احمد بن عبد الله العلوي عن الحسن بن الحسين عن الحسين بن زيد بن (عن خ) على عن جعفر بن محمد عليه‌السلام قال : كان على بن أبي طالب عليه‌السلام يقول : (ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً عَبْداً مَمْلُوكاً لا يَقْدِرُ عَلى شَيْءٍ) ويقول : للعبد لا طلاق ولا نكاح ، ذلك الى سيده والناس يروون خلاف ذلك ، إذا اذن السيد لعبده لا يرون له أن يفرق بينهما.

١٦٠ ـ عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : مر عليه غلام له فدعاه اليه

٦٩

ثم قال : يا فتى أرد عليك وتطعمنا بدرهم ضربت؟ قال : فقلت : جعلت فداك انا نروى عندنا ان عليا عليه‌السلام أهديت له واشتريت جارية فسألها أفارغة أنت أم مشغولة؟ قالت : مشغولة ، قال : فأرسل فاشترى بعضها من زوجها بخمسمأة درهم ، فقال كذبوا على على ولم يحفظوا ، أما تسمع الى قول الله وهو يقول : (ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً عَبْداً مَمْلُوكاً لا يَقْدِرُ عَلى شَيْءٍ).

١٦١ ـ في تفسير على بن إبراهيم (ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً عَبْداً مَمْلُوكاً لا يَقْدِرُ عَلى شَيْءٍ) قال : لا يتزوج ولا يطلق ثم ضرب الله مثلا في الكفار ، ثم قال : و (ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَجُلَيْنِ أَحَدُهُما أَبْكَمُ لا يَقْدِرُ عَلى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلى مَوْلاهُ أَيْنَما يُوَجِّهْهُ لا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) قال : كيف يستوي هذا وهذا الذي يأمر بالعدل أمير المؤمنين والائمة صلوات الله عليهم. قال عز من قائل : و (اللهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).

١٦٢ ـ في أصول الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن إبراهيم عن يونس بن يعقوب قال : كان عند أبي عبد الله عليه‌السلام جماعة من أصحابه منهم حمران بن أعين ومحمد بن أعين ومحمد بن النعمان وهشام بن سالم والطيار وجماعة فيهم هشام بن الحكم وهو شاب ، فقال أبو عبد الله : يا هشام ألا تخبرني كيف صنعت بعمرو بن عبيد وكيف سألته؟ فقال هشام : يا بن رسول الله انى أجلك وأستحييك ولا يعمل لساني بين يديك ، فقال أبو عبد الله عليه‌السلام : إذا أمرتكم بشيء فافعلوا ، قال هشام : بلغني ما كان فيه عمرو بن عبيد وجلوسه في مسجد البصرة فعظم ذلك على وخرجت اليه ودخلت البصرة يوم الجمعة فأتيت مسجد البصرة فاذا أنا بحلقة كبيرة فيها عمرو بن عبيد ، وعليه شملة سوداء متزرا بها من صوف وشملة مرتديا بها والناس يسألونه ، فاستفرجت الناس فأفرجوا لي ثم قعدت في آخر القوم على ركبتي ، ثم قلت : ايها العالم انى رجل غريب تأذن لي في مسئلة؟ فقال لي : نعم ، فقلت : ألك عين؟ فقال : يا بنى أى شيء هذا من السؤال وشيء تراه كيف تسأل عنه؟ فقلت : هكذا مسئلتي ، فقال : يا بنى سل وان كانت مسئلتك حمقاء قلت :

٧٠

أجبنى فيها قال لي : سل ، قلت : ألك عين؟ قال : نعم ، قلت : فما تصنع بها؟ قال : أرى بها الألوان والأشخاص ، قلت : ألك أنف؟ قال : نعم ، قلت : فما تصنع به؟ قال : أشم به الرائحة ، قلت : ألك فم؟ قال : نعم ، قلت : فما تصنع به؟ قال : أذوق به الطعم. قلت : فلك اذن؟ قال : نعم. قلت : فما تصنع بها؟ قال : أسمع بها الصوت ، قلت : ألك قلب؟ قال : نعم ، قلت : فما تصنع به؟ قال : أميز به كلما ورد على هذه الجوارح والحواس ، قلت : أوليس في هذه الجوارح والحواس غنى عن القلب؟ فقال : لا ، قلت : وكيف ذلك وهي صحيحة سليمة؟ فقال : يا بنى ان الجوارح إذا شكت في شيء شمته أو رأته أو ذاقته أو سمعته ردته الى القلب فيستبين اليقين ويبطل الشك ، قال هشام : فقلت له : فانما أقام الله القلب لشك الجوارح؟ قال : نعم ، قلت : لا بد من القلب والألم تستيقن الجوارح؟ قال : نعم.

فقلت : يا با مروان فان الله تبارك وتعالى لم يترك جوارحك حتى جعل لها إماما يصحح لها الصحيح ويتيقن به ما شككت فيه ويترك هذا الخلق كلهم في حيرتهم وشكهم واختلافهم لا يقيم لهم إماما يردون إليهم شكهم وحيرتهم ويقيم ذلك إماما لجوارحك ترد اليه حيرتك وشكك؟ قال : فسكت ولم يقل شيئا. ثم التفت الى وقال لي : أنت هشام بن الحكم؟ فقلت : لا ، فقال : من جلسائه؟ قلت : لا ، قال : فمن أين أنت؟ قال : قلت : من أهل الكوفة ، قال : فأنت إذا هو ، ثم ضمني اليه وأقعدنى في مجلسه وما زال عن مجلسه وما نطق حتى قمت ، قال : فضحك أبو عبد الله عليه‌السلام وقال : يا هشام من علمك هذا؟ قلت : شيء أخذته منك وألفته ، فقال : هذا والله مكتوب في صحف إبراهيم وموسى.

١٦٣ ـ في تفسير على بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود في قوله : أثاثا قال : المال ومتاعا قال : المنافع الى حين الى بلاغها وقال على بن إبراهيم في قوله : (وَاللهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلالاً) قال : ما يستظل به. قال عز من قائل : (وَجَعَلَ لَكُمْ سَرابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ).

١٦٤ ـ في روضة الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن مالك بن

٧١

عطية عن سليمان بن خالد قال سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن الحر والبرد مما يكون؟ قال : لي يا أبا أيوب ان المريخ كوكب حار وزحل كوكب بارد ، فاذا بدء المريخ في الارتفاع انحط زحل وذلك في الربيع ، فلا يزالان كذلك كلما ارتفع المريخ درجة انحط زحل درجة ثلثة أشهر حتى ينتهى المريخ في الارتفاع وينتهى زحل في الهبوط فيجلو المريخ ، فلذلك يشتد الحر ، فاذا كان آخر الصيف وأول الخريف بدء زحل في الارتفاع وبدء المريخ في الهبوط ، فلا يزالان كذلك كلما ارتفع زحل درجة انحط المريخ درجة حتى ينتهى المريخ في الهبوط وينتهى زحل في الارتفاع ، فيجلو زحل ، وذلك في أول الشتاء وآخر الخريف ، فلذلك يشتد البرد وكلما ارتفع هذا هبط هذا ، وكلما هبط هذا ارتفع هذا فاذا كان في الصيف يوم بارد فالفعل في ذلك للقمر ، وإذا كان في الشتاء يوم حار فالفعل في ذلك للشمس هذا تقدير العزيز العليم وأنا عبد رب العالمين (١)

١٦٥ ـ في تفسير العياشي عن جعفر بن أحمد عن العمر كى عن النيسابوري عن على بن جعفر بن محمد عن أخيه موسى بن جعفر عليه‌السلام انه سئل عن هذه الآية (يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَها) قال : عرفوه ثم أنكروه.

١٦٦ ـ في تفسير على بن إبراهيم قوله : (يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَها) قال : نعمة الله هم الائمة ، والدليل على ان الائمة نعمة الله قول الله : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً) قال الصادق عليه‌السلام : نحن والله نعمة الله التي أنعم بها على عباده ، وبنا فاز من فاز.

١٦٧ ـ في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محمد الهاشمي قال : حدثني أبي عن أحمد بن عيسى قال : حدثني جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عليهم‌السلام في قوله عزوجل : (يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَها) قال : لما نزلت (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ) اجتمع نفر من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في مسجد المدينة فقال بعضهم لبعض : ما تقولون

__________________

(١) قال المجلسي (ره) : لعله كان في المجلس من يذهب مذهب الغلاة أو علم (ع) ان في قلب الراوي شيئا من ذلك فنفاه وأذعن بعبودية نفسه وان الله رب العالمين.

٧٢

في هذه الآية؟ فقال بعضهم : ان كفرنا بهذه الآية نكفر بسايرها وان آمنا فان هذا ذل حين يسلط علينا ابن أبي طالب ، فقالوا : قد علمنا ان محمدا صادق فيما يقول ولكنا نتولاه ولا نطيع عليا فيما أمرنا ، قال : فنزلت هذه الآية (يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَها) يعرفون يعنى ولاية على عليه‌السلام ، (وَأَكْثَرُهُمُ الْكافِرُونَ) بالولاية.

١٦٨ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب أبو حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله تعالى : (وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً) قال : نحن الشهود على هذه الامة.

١٦٩ ـ في مجمع البيان قوله : (وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً) يعنى يوم القيامة بين سبحانه انه يبعث فيه (مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً) وهم الأنبياء والعدول من كل عصر يشهدون على الناس بأعمالهم ، وقال الصادق عليه‌السلام : لكل زمان وامة امام تبعث كل امة مع امامها.

١٧٠ ـ في تفسير على بن إبراهيم قوله : (وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً) قال لكل زمان وامة امام تبعث كل امة مع امامها.

١٧١ ـ قوله : (الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ زِدْناهُمْ عَذاباً فَوْقَ الْعَذابِ) قال : كفروا بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وصدوا عن أمير المؤمنين عليه‌السلام (زِدْناهُمْ عَذاباً فَوْقَ الْعَذابِ بِما كانُوا يُفْسِدُونَ) ثم قال : (وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ) يعنى من الائمة ، ثم قال لنبيه : وجئنا بك يا محمد (شَهِيداً عَلى هؤُلاءِ) يعنى على الائمة فرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله شهيدا على الائمة وهم شهداء على الناس.

١٧٢ ـ في تفسير العياشي عن منصور عن حماد اللحام قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : نحن والله نعلم ما في السموات وما في الأرض وما في الجنة وما في النار وما بين ذلك ، قال فبقيت أنظر اليه فقال : يا حماد ان ذلك في كتاب الله ثلث مرات قال : ثم تلا هذه الآية : (وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنا بِكَ شَهِيداً عَلى هؤُلاءِ وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرى لِلْمُسْلِمِينَ) آية من كتاب الله فيه تبيان كل شيء.

١٧٣ ـ عن عبد الله بن الوليد قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : قال الله لموسى : (وَكَتَبْنا لَهُ

٧٣

فِي الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ) فعلمنا انه لم يكتب لموسى الشيء كله وقال الله لعيسى : (لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ) وقال الله لمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله : (وَجِئْنا بِكَ شَهِيداً عَلى هؤُلاءِ وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ).

١٧٤ ـ عن يونس عن عدة من أصحابنا قالوا : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : انى لا علم خبر السموات وخبر الأرض وخبر ما كان وخبر ما هو كائن كأنه في كفى ، قال : من كتاب الله أعلمه ، ان الله يقول : «فيه تبيان كل شيء».

١٧٥ ـ في عيون الاخبار في باب مجلس الرضا عليه‌السلام مع أهل الأديان والمقالات في التوحيد قال الرضا عليه‌السلام في أثناء المحاورات : وكذلك أمر محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وما جاء به وأمر كل نبي بعثه الله ، ومن آياته انه كان يتيما فقيرا راعيا أجيرا لم يتعلم كتابا ، ولم يختلف الى معلم ، ثم جاء بالقرآن الذي فيه قصص الأنبياء عليهم‌السلام وأخبار هم حرفا حرفا ، واخبار من مضى ومن بقي الى يوم القيامة.

١٧٦ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن على بن حديد عن مرازم عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : ان الله تبارك وتعالى أنزل في القرآن تبيان كل شيء حتى والله ما ترك شيئا تحتاج اليه العباد حتى لا يستطيع عبد يقول لو كان هذا انزل في القرآن الا وقد أنزله الله فيه.

١٧٧ ـ على بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن الحسين بن منذر عن عمر بن قيس عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : سمعته يقول : ان الله تبارك وتعالى لم يدع شيئا تحتاج اليه الامة الا أنزله في كتابه وبينه لرسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وجعل لكل شيء حدا وجعل عليه دليلا يدل عليه ، وجعل على من تعدى ذلك الحد حدا.

١٧٨ ـ على عن محمد بن عيسى عن يونس عن حماد عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : سمعته يقول : ما من شيء الا وفيه كتاب أو سنة.

١٧٩ ـ على بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن حماد عن عبد الله بن سنان عن أبي الجارود قال : قال أبو جعفر عليه‌السلام : إذا حدثتكم بشيء فاسئلونى من كتاب الله ، ثم

٧٤

قال في بعض حديثه : ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله نهى عن القيل والقال ، وفساد المال وكثرة السؤال ، فقيل له : يا بن رسول الله اين هذا من كتاب الله؟ قال : ان الله عزوجل يقول : (لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْواهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ) وقال : (وَلا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللهُ لَكُمْ قِياماً) وقال : (لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ).

١٨٠ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن ثعلبة بن ميمون عمن حدثه عن المعلى بن خنيس قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : ما من أمر يختلف فيه اثنان إلا وله أصل في كتاب الله عزوجل ، ولكن لا تبلغه عقول الرجال.

١٨١ ـ محمد بن يحيى عن بعض أصحابه عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : ايها الناس ان الله تبارك وتعالى أرسل إليكم الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله الى أن قال : فجاء هم بنسخة ما في الصحف الاولى وتصديق الذي بين يديه ، وتفصيل الحلال من ريب الحرام ، ذلك القرآن فاستنطقوه ولن ينطق لكم ، أخبركم عنه ان فيه علم ما مضى وعلم ما يأتى الى يوم القيمة ، وحكم ما بينكم وبيان ما أصبحتم فيه تختلفون ، فلو سألتمونى عنه لعلمتكم (١).

١٨٢ ـ محمد بن يحيى عن محمد بن عبد الجبار عن ابن فضال عن حماد بن عثمان عن عبد الأعلى بن أعين قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : قد ولدني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وانا أعلم كتاب الله ، وفيه بدو الخلق وما هو كائن الى يوم القيمة ، وفيه خبر السماء وخبر الأرض وخبر الجنة وخبر النار ، وخبر ما كان وخبر ما هو كائن ، أعلم ذلك كما أنظر الى كفى ، ان الله يقول : «فيه تبيان كل شيء».

١٨٣ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن على بن النعمان عن اسمعيل بن جابر عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وفصل ما بينكم ونحن نعلمه.

١٨٤ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن اسمعيل بن مهران عن سيف

__________________

(١) وفي نسخة «لأخبرتكم» والمختار هو الموافق للمصدر أيضا.

٧٥

ابن عميرة عن أبي المغرا عن سماعة عن أبي الحسن موسى عليه‌السلام قال : قلت له : أكل شيء في كتاب الله وسنة نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله أو يقولون فيه؟ قال : بل كل شيء في كتاب الله وسنة نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله.

١٨٥ ـ محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن عيسى عن أبي عبد الله المؤمن عن عبد الأعلى مولى آل سام قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : والله انى لأعلم كتاب الله من أوله الى آخره كأنه في كفي ، فيه خبر السماء وخبر الأرض ، وخبر ما كان وخبر ما هو كائن قال الله عزوجل : «فيه تبيان كل شيء».

١٨٦ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن يونس بن يعقوب عن الحارث بن المغيرة وعدة من أصحابنا منهم عبد الأعلى وأبو عبيدة وعبد الله بن بشر الخثعمي سمعوا أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : انى لأعلم ما في السموات وما في الأرض واعلم ما في الجنة وأعلم ما في النار ، وأعلم ما كان وما يكون ، قال : ثم سكت هنيئة فرأى ان ذلك كبر على من سمعه منه فقال : علمت ذلك من كتاب الله عزوجل ان الله عزوجل يقول : «فيه تبيان كل شيء» (١).

١٨٧ ـ محمد بن يحيى الأشعري عن أحمد بن محمد عن البرقي عن النضر بن سويد عن يحيى بن عمران الحلبي عن أيوب بن الحرقال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : ان الله عز ذكره ختم بنبيكم النبيين فلا نبي بعده أبدا ، وختم بكتابكم الكتب فلا كتاب بعده أبدا ، وانزل فيه تبيان كل شيء ، وخلقكم وخلق السموات والأرض ونبأ ما قبلكم وفصل ما بينكم وخبر ما بعدكم ، وأمر الجنة والنار وما أنتم صائرون اليه.

١٨٨ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن عبد الأعلى قال :

سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : وانا امرء من قريش قد ولدني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعلمت كتاب الله وفيه تبيان كل شيء به ، والخلق وأمر السماء وأمر الأرض وأمر الأولين

__________________

(١) «في بصائر الدرجات : وما يكون الى أن يقوم الساعة ، ثم سكت. ثم قال : أعلم من كتاب الله أنظر اليه هكذا ، ثم بسط كفيه ثم قال : ان الله يقول : (إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ) فيه تبيان كل شيء منه عفى عنه» (عن هامش بعض النسخ)

٧٦

وأمر الآخرين وأمر ما كان وما يكون ، كأني أنظر الى ذلك نصب عيني.

١٨٩ ـ على عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن سماعة بن مهران قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : ان العزيز الجبار انزل عليكم كتابه وهو الصادق البار ، فيه خبركم وخبر من قبلكم وخبر من بعد كم وخبر السماء والأرض ، ولو أتا كم من يخبر كم عن ذلك لتعجبتم.

١٩٠ ـ في نهج البلاغة في كلام له عليه‌السلام في ذم اختلاف العلماء في الفتيا : أم أنزل الله دينا ناقصا فاستعان بهم على إتمامه ، أم كانوا شركاء له؟ فلهم أن يقولوا وعليه أن يرضى ، أم أنزل دينا تاما فقصر الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله عن تبليغه وأدائه والله سبحانه يقول : (ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ) وفيه تبيان لكل شيء».

١٩١ ـ في كتاب معاني الاخبار باسناده الى عمر بن عثمان التيمي القاضي قال : خرج أمير المؤمنين عليه‌السلام على أصحابه وهم يتذاكرون المروة ، فقال : أين أنتم من كتاب الله؟ قالوا : يا أمير المؤمنين في أى موضع؟ فقال : في قوله عزوجل : (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ) والعدل الإنصاف والإحسان التفضل.

١٩٢ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن بريد بن معاوية عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه‌السلام في خطبة يوم الجمعة الخطبة الاولى : الحمد لله نحمده ونستعينه. وذكر خطبة طويلة وآخرها ويكون آخر كلامه ان يقول : (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) ثم يقول : اللهم اجعلنا ممن يذكر فتنفعه الذكرى ثم ينزل.

١٩٣ ـ في تفسير على بن إبراهيم قوله : (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ) قال : العدل شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، والإحسان أمير المؤمنين صلوات الله عليه ، والفحشاء والمنكر والبغي فلان وفلان وفلان.

٧٧

١٩٤ ـ حدثنا محمد بن أبي عبد الله قال : حدثنا موسى بن عمران قال : حدثني الحسن بن يزيد عن اسمعيل بن مسلم قال : جاء رجل الى أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليه‌السلام وانا عنده فقال : يا بن رسول الله (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) وقوله : (أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ) فقال : نعم ليس لله في عباده امر الا العدل والإحسان ، فالدعاء من الله عام والهدى خاص ، مثل قوله : (يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) ولم يقل ويهدى جميع من دعا (إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ).

١٩٥ ـ في مجمع البيان وجاءت الرواية ان عثمان بن مظعون قال : كنت أسلمت استحياء من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لكثرة ما كان يعرض على الإسلام ولم يقر الإسلام في قلبي ، فكنت ذات يوم عنده حال تأمله فشخص بصره نحو السماء كأنه يستفهم شيئا فلما سرى عنه ، سألته عن حاله : فقال نعم بينا انا أحدثكم إذا رأيت جبرئيل في الهواء أتانى بهذه الآية (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ) وقرأها الى آخرها ، فقر الإسلام في قلبي وأتيت عمه أبا طالب فأخبرته ، فقال : يا آل قريش اتبعوا محمدا ترشدوا ، فانه لا يأمر كم الا بمكارم الأخلاق ، وأتيت الوليد بن المغيرة وقرأت عليه هذه الآية فقال : ان كان محمد قاله فنعم ما قاله ، وان قاله ربه فنعم ما قال ، فأنزل الله : (أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى وَأَعْطى قَلِيلاً) يعنى قوله نعم ما قال ، ومعنى قوله : «واكدى» انه لم يقم على ما قاله وقطعه.

١٩٦ ـ وعن عكرمة قال : ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قرء هذه الآية على الوليد بن المغيرة فقال : يا بن أخى أعد فأعاد ، فقال : ان له حلاوة ، وان عليه لطلاوة ، وان أعلاه لمثمر ، وان أسفله لمغدق (١) وما هو قول البشر.

١٩٧ ـ في روضة الواعظين (ره) وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : جماع التقوى في قوله : (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ).

__________________

(١) الطلاوة : الحسن والبهجة. والغدق من الغدق المطر الكثير ـ العلم.

٧٨

١٩٨ ـ في كتاب الخصال عن السكوني عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن على عليهم‌السلام قال : تكلم النار يوم القيمة ثلثة أميرا وقاريا وذا ثروة من المال ، تقول للأمير : يا من وهب الله له سلطانا ولم يعدل فتزدرده كما تزدرد الطير حب السمسم (١) وتقول للقاري (الحديث).

١٩٩ ـ عن جعفر بن محمد عن أبيه عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ان أسرع الخير ثوابا البر ، وان أسرع الشر عقابا البغي.

٢٠٠ ـ عن ابى مالك قال : قلت لعلى بن الحسين عليه‌السلام : أخبرني بجميع شرايع الدين ، قال : قول الحق والحكم بالعدل والوفاء بالعهد ، هذه جميع شرايع الدين

٢٠١ ـ عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : في كتاب على عليه‌السلام : ثلث خصال لا يموت صاحبهن حتى يرى وبالهن : البغي وقطيعة الرحم واليمين الكاذبة يبارز الله بها ، الحديث.

٢٠٢ ـ في كتاب التوحيد حدثنا محمد بن القاسم المفسر رضى الله عنه قال : حدثنا يوسف بن محمد بن زياد وعلى بن محمد بن سيار عن أبويهما عن الحسن بن على بن محمد بن على الرضا عن أبيه عن جده عليهم‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله انه قال : ما عرف الله من شبهه بخلقه ، ولا وصفه بالعدل من نسب اليه ذنوب عباده.

٢٠٣ ـ في تفسير العياشي عن سعد عن أبي جعفر عليه‌السلام (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ) قال سعد : (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ) وهو محمد ، «والإحسان ، «وهو على» و (إِيتاءِ ذِي الْقُرْبى) وهو قرابتنا ، أمر الله العباد بمودتنا وايتائنا ونهاهم عن الفحشاء والمنكر ، من بغى على أهل البيت ودعا الى غيرنا.

٢٠٤ ـ عن اسمعيل الحريري قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام قول الله : (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ) قال : اقرء كما أقول لك يا اسمعيل : (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى) حقه قال (٢) أداء امام الى امام بعد امام ، (وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ) قال ولاية

__________________

(١) ازدرد اللقمة ، ابتلعها.

(٢) وفي المصدر بعد قوله «حقه» زيادة وهي : «قلت : جعلت فداك انا لا نقرأ هكذا في قراءة زيد*

٧٩

فلان وفلان.

٢٠٥ ـ عن عامر بن كثير وكان داعية الحسين بن على (١) عن موسى بن ابى الغدير عن عطاء الهمداني عن أبي جعفر عليه‌السلام في قول الله : (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى) قال : العدل شهادة ان لا اله الا الله ، والإحسان ولاية أمير المؤمنين ، (وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ) ، الفحشاء الاول ، والمنكر الثاني ، البغي الثالث.

٢٠٦ ـ وفي رواية سعد الإسكاف عنه قال : يا سعد (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ) وهو محمد فمن أطاعه فقد عدل ، و «الإحسان» على ، فمن تولاه فقد أحسن والمحسن في الجنة ، و (إِيتاءِ ذِي الْقُرْبى) قرابتنا أمر الله العباد بمودتنا وايتائنا ، ونهاهم عن الفحشاء والمنكر ، من بغى علينا أهل البيت ، ودعا الى غيرنا.

٢٠٧ ـ عن زيد بن الجهم عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : سمعته يقول : لما سلموا على علي عليه‌السلام بإمرة المؤمنين قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله للأول : قم فسلم على على بإمرة المؤمنين فقال : امن الله أو من رسوله قال : نعم من الله ومن رسوله؟ ثم قال لصاحبه : قم فسلم على على بامرة المؤمنين ، فقال : من الله ومن رسوله؟ (٢) قال : نعم من الله ومن رسوله ، قال : يا مقداد قم فسلم على على بامرة المؤمنين قال : فلم يقل ما قال صاحباه ، ثم قال : قم يا با ذر فسلم على على بامرة المؤمنين ،

__________________

* قال : ولكنا نقرؤها هكذا في قراءة على (ع) ، قال : فما يعنى بالعدل؟ قال شهادة ان لا اله الا الله قلت : والإحسان؟ قال : شهادة ان محمدا رسول الله ، قلت فما يعنى بتاء ذي القربى حقه؟ قال : أداء ... اه» والظاهر سقوطها من النسخ.

(١) اى الحسين بن على بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن على بن أبي طالب (ع) صاحب فخ والخارج على بنى عباس ، وقصة خروجه وقتله مشهورة مدونة في كتب التواريخ والسير.

(٢) وفي بعض النسخ «من الله أو من رسوله» وكذا في المواضع الآتية ومثله فيما يأتى في رواية الكافي.

٨٠