الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي
المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
الموضوع : القرآن وعلومه
الطبعة: ٠
الصفحات: ٦٤٢
ـ قوله : (فَكاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً) قال : الخير ان علمت ان عنده مالا.
١٥٩ ـ على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي عبد الله عليهالسلام في قول الله عزوجل : (فَكاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً) قال : كاتبوهم ان علمتم لهم مالا.
١٦٠ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن أخيه الحسن عن زرعة عن سماعة قال : سألته عليهالسلام عن العبد يكاتبه مولاه وهو يعلم انه ليس له قليل ولا كثير ، قال : يكاتبه وان كان يسأل الناس ، ولا يمنعه المكاتبة من أجل أن ليس له مال ، فان الله يرزق العباد بعضهم من بعض والمؤمن معان ويقال : المحسن معان.
١٦١ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن العلا بن الفضيل عن أبي عبد الله عليهالسلام قال في قوله عزوجل : (فَكاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً وَآتُوهُمْ مِنْ مالِ اللهِ الَّذِي آتاكُمْ) قال : تضع عنه من نجومه التي لم تكن تريد ان تنقصه ولا تزيد فوق ما في نفسك ، فقلت : كم؟ فقال : وضع أبو جعفر عليهالسلام عن مملوك ألفا من ستة آلاف.
١٦٢ ـ وباسناده عن محمد بن مسلم عن أحدهما عليهماالسلام قال : سألته عن قول الله عزوجل : (وَآتُوهُمْ مِنْ مالِ اللهِ الَّذِي آتاكُمْ) قال : الذي ان تكاتبه عليه لا تقول : أكاتبه بخمسة آلاف وأترك له ألفا ، ولكن انظر الى الذي أضمرت عليه فأعطه.
١٦٣ ـ في من لا يحضره الفقيه وروى عن القاسم بن سليمان عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : سألته عن قول الله عزوجل : (وَآتُوهُمْ مِنْ مالِ اللهِ الَّذِي آتاكُمْ) قال : سمعت أبي يقول : لا يكاتبه على الذي أراد أن يكاتبه ، ثم يزيد عليه ثم يضع عنه ، ولكنه يضع عنه مما نوى ان يكاتبه عليه.
١٦٤ ـ في تفسير على بن إبراهيم ومعنى قوله : (وَآتُوهُمْ مِنْ مالِ اللهِ الَّذِي آتاكُمْ) قال : إذا كاتبتهم تجعل لهم من ذلك شيئا.
١٦٥ ـ في مجمع البيان (وَآتُوهُمْ مِنْ مالِ اللهِ الَّذِي آتاكُمْ) من قال انه خطاب للسادة اختلفوا في قدر ما يجب فقيل يتقدر بربع المال عن الثوري وروى ذلك عن على عليهالسلام.
١٦٦ ـ في تفسير على بن إبراهيم وقوله عزوجل : (وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً) قال : كانت العرب وقريش يشترون الإماء ويضعون عليهم الضريبة الثقيلة ويقولون : اذهبوا وازنوا واكتسبوا ، فنهاهم الله عزوجل عن ذلك فقال : (وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ) الى قوله تعالى : (غَفُورٌ رَحِيمٌ) اى لا يؤاخذهن الله تعالى بذلك إذا اكرهن عليه ، وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليهالسلام قال : هذه الاية منسوخة نسختها (فَإِنْ أَتَيْنَ بِفاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ ما عَلَى الْمُحْصَناتِ مِنَ الْعَذابِ).
١٦٧ ـ في مجمع البيان في الشواذ قراءة ابن عباس وسعيد بن جبير (مِنْ بَعْدِ إِكْراهِهِنَ) لهن غفور رحيم» وروى ذلك عن أبي عبد الله عليهالسلام.
١٦٨ ـ لتبتغوا عرض الحيوة الدنيا قيل : ان عبد الله بن أبي كانت له ست جواري يكرههن على الكسب بالزنا ، فلما نزل تحريم الزنا أتين رسول الله عليهالسلام فشكون اليه فنزلت الاية.
١٦٩ ـ في أصول الكافي على بن محمد ومحمد بن الحسن عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسن بن شمون عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم عن عبد الله بن القاسم عن صالح بن سهل الهمداني قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام في قول الله عزوجل : (اللهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ) فاطمة عليهاالسلام فيها مصباح الحسن المصباح في زجاجة الحسين الزجاجة كأنها كوكب دري فاطمة كوكب دري بين نساء أهل الدنيا توقد من شجرة مباركة إبراهيم (ع) زيتونة لا شرقية ولا غربية لا يهودية ولا نصرانية (يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلى نُورٍ) امام منها بعد امام (يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ) يهدى الله للائمة عليهمالسلام (مَنْ يَشاءُ وَيَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ) والحديث طويل أخذنا هنا منه موضع الحاجة وستسمع تتمته عند قوله تعالى :
«أو كظلمات» إلخ ان شاء الله تعالى.
١٧٠ ـ وباسناده الى يعقوب بن سالم عن رجل عن أبي جعفر عليهالسلام حديث طويل وفيه ان الله تعالى بعث الى أهل البيت عليهمالسلام بعد وفاة النبي صلىاللهعليهوآله من يعزيهم فسمعوا صوته ولم يروا شخصه ، فكان في تعزيته : جعلكم أهل بيت نبيه واستودعكم علمه وأورثكم كتابه ، وجعلكم تابوت علمه وعصى عزه ، وضرب لكم مثلا من نوره.
١٧١ ـ في كتاب التوحيد حدثنا أبي رضى الله عنه قال : حدثنا سعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد عن العباس بن هلال قال : سألت الرضا عليهالسلام عن قول الله عزوجل : (اللهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) فقال : هادي لأهل السموات وهادي لأهل الأرض ، وفي رواية البرقي : هدى من في السموات وهدى من في الأرض.
١٧٢ ـ وقد روى عن الصادق عليهالسلام انه سئل عن قول الله عزوجل : (اللهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ) فقال : هو مثل ضربه الله لنا ، فالنبي والائمة صلوات الله عليهم من دلالات الله وآياته التي يهتدى بها الى التوحيد ، ومصالح الدين وشرايع الإسلام والسنن والفرائض ، ولا قوة الا بالله العلى العظيم.
١٧٣ ـ وتصديق ذلك ما حدثنا به إبراهيم بن هارون الهيثى بمدينة السلام قال : حدثنا محمد بن أحمد بن أبي الثلج قال : حدثنا الحسين بن أيوب عن محمد بن غالب عن على بن الحسين بن أيوب عن الحسين بن سليمان عن محمد بن مروان الذهلي عن الفضيل ابن يسار قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : (اللهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) قال كذلك الله عزوجل ، قال : قلت : (مَثَلُ نُورِهِ) قال : محمد صلىاللهعليهوآله قلت : (كَمِشْكاةٍ) قال : صدر محمد صلىاللهعليهوآله ، قلت : (فِيها مِصْباحٌ) قال : فيه نور العلم يعنى النبوة ، قلت : (الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ) قال : علم رسول الله صلىاللهعليهوآله الى قلب على عليهالسلام ، قلت : (كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ) قال : لاي شيء تقرأ كأنها؟ قلت : فكيف جعلت فداك؟ قال : «كأنه» قلت : (يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ) قال : ذاك أمير المؤمنين على بن أبي طالب عليهالسلام لا يهودي ولا نصراني ، قلت : (يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ) قال :
يكاد العلم يخرج من فم العالم من آل محمد من قبل أن ينطق به ، قلت (نُورٌ عَلى نُورٍ) قال : الامام في اثر الامام.
١٧٤ ـ وباسناده الى عيسى بن راشد عن محمد بن على بن الحسين عليهمالسلام في قوله عزوجل : (كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ) قال : المشكوة نور العلم في صدر النبي صلىاللهعليهوآله (الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ) الزجاجة صدر على عليهالسلام صار علم النبي الى صدر على ، علم النبي عليا عليهالسلام (الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ) قال : نور العلم (لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ) قال : لا يهودية ولا نصرانية (يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ) قال : يكاد العالم من آل محمد يتكلم بالعلم قبل أن يسأل (نُورٌ عَلى نُورٍ) يعنى إماما مؤيدا بنور العلم والحكمة في اثر الامام من آل محمد ، وذلك من لدن آدم الى ان تقوم الساعة ، فهؤلاء الأوصياء الذين جعلهم الله عزوجل خلفاء في أرضه وحججه على خلقه لا تخلو الأرض في كل عصر من واحد منهم.
١٧٥ ـ وباسناده الى جابر بن يزيد عن أبي جعفر عليهالسلام في قول الله عزوجل : (اللهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ) فالمشكاة صدر النبي صلىاللهعليهوآله (فِيها مِصْباحٌ) والمصباح هو العلم (فِي زُجاجَةٍ) والزجاجة أمير المؤمنين عليهالسلام وعلم نبي الله عنده.
١٧٦ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن اسحق بن جرير قال سألتنى امرأة ان أدخلها على أبي عبد الله عليهالسلام فاستأذنت لها ، فاذن لها فدخلت ومعها مولاة لها ، فقالت له : يا أبا عبد الله قول الله : (زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ) ما عنى بهذا؟ فقال لها : أيتها المرأة ان الله لم يضرب الأمثال للشجر انما ضرب الأمثال لبني آدم. محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن اسحق بن جرير مثله والحديثان طويلان أخذنا منهما موضع الحاجة.
١٧٨ ـ في روضة الكافي على بن محمد عن على بن العباس عن على بن حماد عن
عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليهالسلام قال في حديث طويل : ثم ان رسول الله صلىاللهعليهوآله وضع العلم الذي كان عنده عند الوصي وهو قول الله عزوجل : (اللهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) يقول : انا هادي السموات والأرض مثل العلم الذي أعطيته ونوري الذي يهتدى به «مثل المشكوة فيها المصباح» فالمشكاة قلب محمد صلىاللهعليهوآله والمصباح النور الذي فيه العلم وقوله : (الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ) يقول : انى أريد ان أقبضك فاجعل الذي عندك عند الوصي كما يجعل المصباح في الزجاجة (كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ) فأعلمهم فضل الوصي (يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ) فأصل الشجرة المباركة إبراهيم صلى الله عليه وهو قول الله عزوجل : (رَحْمَتُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ) وهو قول الله عزوجل : (إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ) يقول : لستم بيهود فتصلوا قبل المغرب ، ولا نصارى فتصلوا قبل المشرق ، وأنتم على ملة إبراهيم صلى الله عليه وقد قال الله عزوجل : (ما كانَ إِبْراهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرانِيًّا وَلكِنْ كانَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) وقوله : (يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلى نُورٍ يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ) يقول : مثل أولادكم الذين يولدون مثل الزيت الذي يعصر من الزيتون (يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلى نُورٍ يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ) يكادون ان يتكلموا بالنبوة وان لم ينزل عليهم ملك.
١٧٨ ـ في أمالي الصدوق رحمهالله باسناده الى الصادق عليهالسلام حديث طويل يقول فيه : انا فرع من فروع الزيتونة ، وقنديل من قناديل بيت النبوة ، وأديب السفرة وربيب الكرام البررة ، ومصباح من مصابيح المشكوة التي فيها نور النور ، وصفو الكلمة الباقية في عقب المصطفين الى يوم الحشر.
١٧٩ ـ في تفسير على بن إبراهيم حدثنا حميد بن زياد عن محمد بن الحسين عن محمد بن يحيى عن طلحة بن زيد عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهماالسلام في هذه الاية : (اللهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) قال : بدأ بنور نفسه (مَثَلُ نُورِهِ) مثل هداه في قلب المؤمن
(كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ) والمشكوة جوف المؤمن والقنديل قلبه والمصباح النور الذي جعله الله في قلبه (يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ) قال : الشجرة المؤمن (زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ) قال : على سواد الجبل لا غربية اى لا شرق لها ولا شرقية اى لا غرب لها ، إذا طلعت الشمس طلعت عليها ، وإذا غربت غربت عليها (يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ) يكاد النور الذي جعله الله في قلبه يضيء وان لم يتكلم (نُورٌ عَلى نُورٍ) فريضة على فريضة وسنة على سنة (يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ) يهدى الله لفرائضه وسننه من يشاء (وَيَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ) فهذا مثل ضربه الله للمؤمن ثم قال : فالمؤمن يتقلب في خمسة من النور ، مدخله نور ، ومخرجه نور وعلمه نور ، وكلامه نور ، ومصيره يوم القيامة الى الجنة نور ، قلت لجعفر عليهالسلام : انهم يقولون مثل نور الرب؟ قال : سبحان الله ليس لله مثل ، قال الله : (فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثالَ).
١٨٠ ـ قال على بن إبراهيم رحمهالله في قول الله عزوجل : (اللهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) الى قوله تعالى : (وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) فانه حدثني أبي عن عبد الله بن جندب قال : كتبت الى أبي الحسن الرضا صلوات الله عليه أسأله عن تفسير هذه الاية؟ فكتب الى الجواب : أما بعد فان محمدا صلىاللهعليهوآله كان أمين الله في خلقه ، فلما قبض النبي كنا أهل البيت ورثته ، فنحن أمناء الله في أرضه عندنا علم المنايا والبلايا وأنساب العرب ومولد الإسلام ، وما من فئة تضل مأة وتهدى مأة الا ونحن نعرف سائقها وقائدها وناعقها ، وانا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الايمان وحقيقة النفاق ، وان شيعتنا لمكتوبون بأسمائهم وأسماء آبائهم ، أخذ الله عزوجل علينا وعليهم الميثاق ، يردون موردنا ويدخلون مدخلنا ليس على ملة الإسلام (١) غيرنا وغيرهم الى يوم القيامة ، نحن الآخذون بحجزة نبينا ونبينا الآخذ بحجرة ربنا ، والحجزة النور وشيعتنا آخذون بحجزتنا ، من فارقنا هلك ومن تبعنا نجى ، والمفارق لنا والجاحد لولايتنا كافر ، ومتبعنا وتابع أوليائنا مؤمن
__________________
(١) هذا هو الظاهر الموافق للمصدر وفي نسخة «جملة» وفي اخرى «حملة» مكان «ملة» ولا تخلو النسخ عن التصحيف.
لا يحبنا كافر ولا يبغضنا مؤمن ، فمن مات وهو يحبنا كان حقا على الله ان يبعثه معنا ، نحن نور لمن تبعنا وهدى لمن اهتدى بنا ، ومن لم يكن منا فليس من الإسلام في شيء ، بنا فتح الله الدين وبنا يختمه ، وبنا أطعمكم الله عشب الأرض (١) وبنا انزل الله قطر السماء ، وبنا آمنكم الله عزوجل من الغرق في بحركم ، ومن الخسف في بركم ، وبنا نفعكم الله في حيوتكم وفي قبوركم وفي محشركم وعند الصراط وعند الميزان وعند دخولكم الجنان ، مثلنا في كتاب الله عزوجل «كمثل مشكاة» المشكوة في القنديل فنحن المشكوة (فِيها مِصْباحٌ) المصباح محمد صلىاللهعليهوآله (الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ) من عنصره (الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ) لا دعية ولا منكرة (يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ) القرآن (نُورٌ عَلى نُورٍ) امام بعد امام (يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ وَيَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) فالنور على صلوات الله عليه ، يهدى لولايتنا من أحب وحق على الله أن يبعث ولينا مشرقا وجهه ، منيرا برهانه ، ظاهرة عند الله حجته ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
١٨١ ـ حدثنا محمد بن همام قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مالك قال : حدثنا القاسم بن الربيع عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن منخل عن جابر عن أبي جعفر عليهالسلام في قوله عزوجل : (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ) قال : هي بيوت الأنبياء وبيت على منها.
١٨٢ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب أبو حمزة الثمالي في خبر لما كانت السنة التي حج فيها أبو جعفر محمد بن على ولقيه هشام بن عبد الملك أقبل الناس يتساءلون عليه فقال عكرمة : من هذا؟ عليه سيماء زهرة العلم لأخزينه ، فلما مثل بين يديه ارتعدت فرائصه وأسقط في أيدى أبي جعفر عليهالسلام ، وقال : يا بن رسول الله
__________________
(١) العشب ـ بالضم ـ : الكلاء الرطب في أول الربيع ، ولا يقال له حشيش حتى يهيج ويدخل فيه أحرار البقول وذكورها.
لقد جلست مجالس كثيرة بين يدي ابن عباس وغيره ، فما أدركني ما أدركنى آنفا ، فقال له أبو جعفر عليهالسلام : ويلك يا عبيد أهل الشام انك بين يدي بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه.
١٨٣ ـ في عيون الاخبار في الزيارة الجامعة لجميع الائمة عليهمالسلام المنقولة عن الجواد عليهالسلام : خلقكم الله أنوارا فجعلكم بعرشه محدقين حتى من علينا بكم فجعلكم الله (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ).
١٨٤ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة في باب اتصال الوصية من لدن آدم عليهالسلام باسناده الى محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر محمد بن على الباقر عليهماالسلام حديث طويل وفيه يقول عليهالسلام : انما الحجة في آل إبراهيم لقول الله عزوجل : (فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً) والحجة الأنبياء وأهل بيوتات الأنبياء حتى تقوم الساعة لان كتاب الله ينطق بذلك ، ووصية الله جرت بذلك في العقب ، من البيوت التي رفعها الله تبارك وتعالى على الناس ، فقال : (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ) وهي بيوتات الأنبياء والرسل والحكماء وأئمة الهدى.
١٨٥ ـ في روضة الكافي أبان عن أبي بصير قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن قول الله عزوجل : (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ) قال : هي بيوت النبي صلىاللهعليهوآله.
١٨٦ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عمن ذكره عن محمد بن عبد الرحمان بن أبي ليلى عن أبيه عن أبي عبد الله عليهالسلام انه قال : وصل الله طاعة ولي أمره بطاعة رسوله ، وطاعة رسوله بطاعته ، فمن ترك طاعة ولاة الأمر لم يطع الله ولا رسوله ، وهو الإقرار بما انزل من عند الله عزوجل : (خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ) والتمسوا البيوت التي اذن لله أن ترفع ويذكر فيها اسمه ، فانه أخبركم انهم (رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَإِقامِ الصَّلاةِ وَإِيتاءِ الزَّكاةِ يَخافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصارُ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
١٨٧ ـ في الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن بعض أصحابه عن أبي حمزة عن عقيل الخزاعي ان أمير المؤمنين صلوات الله عليه كان إذا حضر الحرب يوصى المسلمين بكلمات : يقول : تعاهدوا الصلوة وحافظوا عليها واستكثروا منها ، وقد عرف حقها من طرقها (١) وأكرم بها من المؤمنين الذين لا يشغلهم عنها زين متاع ولا قرة عين من مال ولا ولد ، يقول الله تعالى : (رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَإِقامِ الصَّلاةِ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
١٨٨ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن أسباط بن سالم قال : دخلت على أبي عبد الله عليهالسلام فسألنا عن عمير بن مسلم ما فعل؟ فقلت : صالح ولكنه قد ترك التجارة ، فقال أبو عبد الله عليهالسلام : عمل الشيطان ثلاثا ، أما علم ان رسول الله صلىاللهعليهوآله اشترى عيرا أتت من الشام فاستفضل فيها ما قضى دينه وقسم في قرابته ، يقول الله عزوجل : (رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ) الى آخر الاية يقول القصاص : ان القوم لم يكونوا يتجرون ، كذبوا ولكنهم لم يكونوا يدعون الصلوة في ميقاتها وهو أفضل من حضر الصلوة ولم يتجر.
١٨٩ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن الحسين بن بشار عن رجل رفعه في قول الله عزوجل : (رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ) قال : هم التجار الذين لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله ، إذا دخل مواقيت الصلوة أدوا الى الله حقه فيها.
١٩٠ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن محمد بن على عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي قال : قال أبو جعفر عليهالسلام لقتادة : من أنت؟ قال : انا قتادة ابن دعامة البصري فقال له أبو جعفر عليهالسلام : أنت فقيه أهل البصرة؟ قال : نعم ، فقال له أبو جعفر : ويحك يا قتادة ان الله خلق خلقا من خلقه فجعلهم حججا على خلقه ، فهم أوتاد في
__________________
(١) قال المجلسي (ره) اى أتى بها ليلا ، من الطروق بمعنى الإتيان بالليل ، اى واظب عليها في الليالي ، وقيل : جعلها دأبه وصنعه.
أرضه قوام بأمره نجباء في علمه اصطفاهم قبل خلقه ، أظلة عن يمين عرشه قال : فسكت قتادة طويلا ثم قال : أصلحك الله والله لقد جلست بين يدي الفقهاء وقدام (١) فما اضطرب قلبي قدام واحد منهم ما اضطرب قدامك ، فقال له أبو جعفر عليهالسلام : أتدري أين أنت؟ بين يدي (بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَإِقامِ) الصلوة وإيتاء الزكاة» فأنت ثم ونحن أولئك فقال له قتادة : صدقت والله جعلني الله فداك والله ما هي بيوت حجارة ولا طين
، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
١٩١ ـ في نهج البلاغة قال عليهالسلام بعد ان ذكر الصلوة وحث عليها : من المؤمنين الذين لا يشغلهم عنها زينة متاع ولا قرة عين من ولد ولا مال ، يقول الله سبحانه : (رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَإِقامِ الصَّلاةِ وَإِيتاءِ الزَّكاةِ).
١٩٢ ـ وفيه أيضا من كلام له عليهالسلام عند تلاوته : (رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ) وان للذكر لأهلا أخذوه من الدنيا بدلا ، فلم يشغلهم تجارة ولا بيع عنه يقطعون به أيام الحيوة ، ويهتفون بالزواجر عن محارم الله في أسماع الغافلين ، ويأمرون بالقسط ويأتمرون به ، وينهون عن المنكر ويتناهون عنه ، كأنما قطعوا الدنيا الى الاخرة وهم فيها ، فشاهدوا ما وراء ذلك ، فكأنما اطلعوا غيوب أهل البرزخ في طول الاقامة فيه ، وحققت القيامة عليهم عذابها ، فكشفوا غطاء ذلك لأهل الدنيا حتى كأنهم يرون ما لا يرى الناس ، ويسمعون ما لا يسمعون.
١٩٣ ـ في من لا يحضره الفقيه وروى عن روح بن عبد الرحيم عن أبي عبد الله عليهالسلام في قول الله عزوجل : (لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ) قال : كانوا أصحاب تجارة فاذا حضرت الصلوة تركوا التجارة وانطلقوا الى الصلوة وهم أعظم أجرا ممن لا يتجر.
١٩٤ ـ في مجمع البيان «في بيوت» الاية وقيل : هي بيوت الأنبياء وروى ذلك مرفوعا انه سئل النبي صلىاللهعليهوآله لما قرأ الاية : أى بيوت هذه؟ فقال : بيوت الأنبياء ، فقام
__________________
(١) كذا في النسخ والظاهر «قدامهم».
أبو بكر فقال : يا رسول الله هذا البيت منها؟ ـ لبيت على وفاطمة ـ قال : نعم من أفاضلها.
١٩٥ ـ وروى عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهماالسلام انهم قوم إذا حضرت الصلوة تركوا التجارة ، وانطلقوا الى الصلوة ، وهم أعظم أجرا ممن لم يتجر والله سريع الحساب وسئل أمير المؤمنين عليهالسلام : كيف يحاسبهم في حالة واحدة؟ فقال : كما يرزقهم في حالة واحدة.
١٩٦ ـ في أصول الكافي على بن محمد ومحمد بن الحسن عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسن بن شمون عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم عن عبد الله بن القاسم عن صالح بن سهل الهمداني قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام في قول الله عزوجل : (اللهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) الى قوله : قلت : أو كظلمات قال : الاول وصاحبه يغشاه موج الثالث من فوقه موج ظلمات الثاني بعضها فوق بعض معاوية لعنه الله وفتن بنى امية إذا اخرج يده المؤمن في ظلمة فتنتهم لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نورا إماما من ولد فاطمة عليهاالسلام فما له من نور امام يوم القيامة.
١٩٧ ـ محمد بن يحيى عن عبد الله بن جعفر عن السياري عن محمد بن بكر عن أبي الجارود عن الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين عليهالسلام انه قال : والذي بعث محمدا صلىاللهعليهوآله بالحق وأكرم أهل بيته ما من شيء يطلبونه من حرز من حرق أو غرق أو سرق أو إفلات دابة من صاحبها أو ضالة أو آبق الا وهو في القرآن ، فمن أراد ذلك فليسألني عنه قال : فقام اليه رجل فقال : يا أمير المؤمنين أخبرنى عن الآبق؟ فقال : اقرأ : (أَوْ كَظُلُماتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ) الى قوله : «فمن (لَمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُوراً فَما لَهُ مِنْ نُورٍ) فقرأ الرجل فرجع اليه الآبق ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
١٩٨ ـ في من لا يحضره الفقيه وروى عن أبي جميلة عن عبد الله بن أبي يعفور عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : اكتب للآبق في ورقة أو في قرطاس : بسم الله الرحمان الرحيم يد فلان مغلولة الى عنقه إذا أخرجها لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نورا فما له من
نور ، ثم لفها واجعلها بين عودين ، ثم ألقها في كوة بيت مظلم في الموضع الذي كان يأوى فيه.
١٩٩ ـ في تفسير على بن إبراهيم حدثنا محمد بن همام عن جعفر بن محمد بن مالك عن محمد بن الحسين الصائغ عن الحسن بن على عن صالح بن سهل قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول في قول الله عزوجل : «أو كظلمات» فلان وفلان (فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشاهُ مَوْجٌ) يعنى نعثل (١) (مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ) طلحة والزبير (ظُلُماتٌ بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ) معاوية ويزيد وفتن بني امية (إِذا أَخْرَجَ يَدَهُ) في ظلمة فتنتهم (لَمْ يَكَدْ يَراها وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُوراً) يعنى إماما من ولد فاطمة عليهاالسلام (فَما لَهُ مِنْ نُورٍ) فما له من امام يوم القيامة يمشى بنوره كما في قوله تعالى : (يَسْعى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ) قال : انما المؤمنون يوم القيامة (نُورُهُمْ يَسْعى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ) حتى ينزلوا منازلهم من الجنان.
٢٠٠ ـ حدثني أبى عن بعض أصحابه يرفعه الى الأصبغ بن نباتة قال : قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه : ان لله ملكا في صورة الديك الأملح الأشهب ، براثنه (٢) في الأرضين السابعة ، وعرفه (٣) تحت العرش له جناحان : جناح بالمشرق وجناح بالمغرب ، فأما الجناح الذي في المشرق فمن ثلج ، واما الجناح الذي في المغرب فمن نار ، فكلما حضر وقت الصلوة قام على براثنه ورفع عرفه تحت العرش ، ثم أمال أحد جناحيه في الاخر يصفق بهما كما يصفق الديك في منازلكم ، فلا الذي من الثلج يطفى النار ولا الذي من النار يذيب الثلج ، ثم ينادى بأعلى صوته : أشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا عبده ورسوله خاتم النبيين وان وصيه خير الوصيين سبوح قدوس رب الملائكة و
__________________
(١) نعثل : اسم رجل كان طويل اللحية ، وكان عثمان إذا نيل منه وعيب شبه بذلك ، قاله الجزري في النهاية والجوهري وغيرهما.
(٢) براثن جمع البرثن وهو من السباع والطير بمنزلة الاصباع من الإنسان.
(٣) العرف : لحمة مستطيلة في أعلى رأس الديك.
الروح ، فلا يبقى في الأرض ديك الا أجابه ، وذلك قوله عزوجل : (وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ).
٢٠١ ـ وباسناده الى اسحق بن عمار عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : ما من طير يصاد في بر ولا بحر ولا يصاد شيء من الوحش الا بتضييعه التسبيح.
٢٠٢ ـ في كتاب التوحيد باسناده الى الأصبغ بن نباتة قال : جاء ابن الكوا الى أمير المؤمنين عليهالسلام فقال : يا أمير المؤمنين والله ان في كتاب الله آية قد أفسدت على قلبي وشككتني في ديني؟ فقال له علي عليهالسلام ، ثكلتك أمك وعدمتك وما تلك الاية؟ قال : قول الله عزوجل : (وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ) فقال له أمير المؤمنين عليهالسلام : يا ابن الكوا ان الله تبارك وتعالى خلق الملائكة في صور شتى ، الا ان الله تعالى ملكا في صورة ديك أبلج أشهب ، براثنه في الأرضين السابعة السفلى وعرفه مثنى تحت العرش ، له جناحان : جناح في المشرق وجناح في المغرب ، واحد من نار والاخر من ثلج ، فاذا حضر وقت الصلوة قام على براثنه ثم رفع عنقه من تحت العرش ، ثم صفق بجناحيه كما تصفق الديوك في منازلكم فلا الذي من النار يذيب الثلج ، ولا الذي من الثلج يطفى النار فينادى أشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا سيد النبيين ، وان وصيه سيد الوصيين ، وان الله سبوح قدوس رب الملائكة والروح ؛ قال : فتخفق الديكة بأجنحتها في منازلكم فتجيبه عن قوله ، وهو قوله عزوجل : (وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ) من الديكة في الأرض.
٢٠٣ ـ في من لا يحضره الفقيه وقال ابو جعفر عليهالسلام : ان الله عزوجل ملكا على صورة ديك أبيض رأسه تحت العرش ورجلاه في تخوم الأرض السابعة ، له جناح في المشرق وجناح في المغرب ، لا تصيح الديوك حتى يصيح ، فاذا صاح خفق بجناحيه ، ثم قال : سبحان الله سبحان الله سبحان الله العظيم الذي ليس كمثله شيء ، قال : فيجيبه الله عزوجل فيقول : لا يحلف بى كاذبا من يعرف ما تقول ، وروى ان فيه نزلت : (وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ).
٢٠٤ ـ في كتاب الاهليلجة قال الصادق عليهالسلام في كلام طويل يذكر فيه الرياح : وبها يتألف المفترق ، وبها يفترق الغمام المطبق حتى ينبسط في السماء كيف يشاء مدبره ، فيجعله كسفا فترى الودق يخرج من خلاله بقدر معلوم لمعاش مفهوم ، وأرزاق مقسومة وآجال مكتوبة.
٢٠٥ ـ في كتاب التوحيد حديث طويل عن النبي صلىاللهعليهوآله يذكر فيه عظمة الله جل ـ جلاله قال عليهالسلام بعد ان ذكر الأرضين السبع : والديك والصخرة والحوت والبحر المظلم والهواء والثرى بمن فيه ومن عليه عند السماء كحلقة في فلاة قي (١) وهذا وسماء الدنيا ومن فيها ومن عليها عند التي فوقها كحلقة في فلاة قي ، وهذا وهاتان السماء ان عند الثالثة كحلقة في فلاة قي ، وهذه الثلاث ومن فيهن ومن عليهن عند الرابعة كحلقة في فلاة قي حتى انتهى الى السابعة ، وهذه السبع ومن فيهن ومن عليهن عند البحر المكفوف عن أهل الأرض كحلقة في فلاة قي ، وهذه السبع والبحر المكفوف عند جبال البرد كحلقة في فلاة قي ، ثم تلا هذه الاية : (وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِنْ جِبالٍ فِيها مِنْ بَرَدٍ). في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن عبد الرحمان بن ابى ـ نجران عن صفوان عن خلف بن حماد عن الحسين بن زيد الهاشمي عن أبى عبد الله عليهالسلام عن النبي صلىاللهعليهوآله مثله.
٢٠٦ ـ وفيها أيضا على بن إبراهيم عن هارون بن مسلمة عن مسعدة بن صدقة قال : حدثني أبو عبد الله عليهالسلام قال : قال لي أبى عليهالسلام قال أمير المؤمنين : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ان الله عزوجل جعل السحاب غرابيل للمطر ، هي تذيب البرد حتى يصير ماءا لكي لا يضر شيئا يصيبه ، والذي ترون فيه من البرد والصواعق نقمة من الله عزوجل يصيب بها من يشاء من عباده. والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
٢٠٧ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن عمران بن موسى عن على بن أسباط عن أبيه عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : البرد لا يؤكل لان الله عزوجل يقول : (فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشاءُ).
__________________
(١) القى : القفر من الأرض.
٢٠٨ ـ في تفسير على بن إبراهيم وقوله عزوجل : (وَاللهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ) اى من منى (فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللهُ ما يَشاءُ إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) قال : على رجلين الناس وعلى بطنه الحيات ؛ وعلى أربع البهائم ، وقال أبو عبد الله عليهالسلام : ومنهم من يمشى على أكثر من ذلك.
٢٠٩ ـ في مجمع البيان قال البلخي : ان الفلاسفة تقول : كل ماله قوائم كثيرة فان اعتماده إذا سعى على اربعة قوائم فقط ، وقال ابو جعفر عليهالسلام : ومنهم من يمشى على أكثر من ذلك.
٢١٠ ـ في تفسير على بن إبراهيم وقوله عزوجل : (وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنا) الى قوله : وما أولئك بالمؤمنين فانه حدثني ابى عن ابن ابى عمير عن ابن سنان عن ابى عبد الله عليهالسلام قال : نزلت هذه الاية في أمير المؤمنين عليهالسلام وعثمان ، وذلك انه كان بينهما منازعة في حديقة فقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه : نرضى برسول الله صلىاللهعليهوآله فقال عبد الرحمن بن عوف : لا تحاكمه الى رسول الله فانه يحكم له عليك ، ولكن حاكمه الى ابن شيبة اليهودي ، فقال عثمان لأمير المؤمنين عليهالسلام : لا نرضى الا بابن شيبة اليهودي ، فقال ابن شيبة لعثمان : تأمنوا رسول الله على وحي السماء وتتهموه في الأحكام؟ فأنزل عزوجل على رسوله : (وَإِذا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ) الى قوله : (أُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) ثم ذكر أمير المؤمنين صلوات الله عليه فقال : (إِنَّما كانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا) الى قوله تعالى : (فَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ).
٢١١ ـ في مجمع البيان وحكى البلخي انه كانت بين على عليهالسلام وعثمان منازعة في أرض اشتراها من على عليهالسلام ، فخرجت فيها أحجار فأراد ردها بالعيب فلم يأخذها ، فقال : بيني وبينك رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال الحكم بن ابى العاص : ان حاكمته الى ابن عمه حكم له فلا تحاكمه اليه ونزلت الآيات وهو المروي عن ابى جعفر عليهالسلام
أو قريب منه.
٢١٢ ـ وروى عن على عليهالسلام انه قرأ «قول المؤمنين» بالرفع (وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) اى الفائزون بالثواب الظافرون بالمراد ، وروى عن ابى جعفر عليهالسلام ان المعنى بالاية أمير المؤمنين عليهالسلام.
٢١٣ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده الى عبد الله بن عجلان قال : ذكرنا خروج القائم عليهالسلام عند ابى عبد الله فقلت له : وكيف لنا نعلم ذلك؟ فقال : يصبح أحدكم وتحت رأسه صحيفة عليها مكتوب : طاعة معروفة.
٢١٤ ـ في تفسير على بن إبراهيم وقوله عزوجل : (قُلْ أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْهِ ما حُمِّلَ) قال : ما حمل النبي (ص) من النبوة وعليكم ما حملتم من الطاعة.
٢١٥ ـ في أصول الكافي باسناده الى ابى عبد الله عليهالسلام خطبة طويلة في وصف النبي صلىاللهعليهوآله وفيها : وادى ما حمل من أثقال النبوة.
٢١٦ ـ ابو على الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن ابن ابى نجران عن ابى ـ جميلة عن جابر عن ابى جعفر عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا معاشر قراء القرآن اتقوا الله عزوجل فيما حملكم من كتابه فانى مسئول وانكم مسئولون ، انى مسئول عن تبليغ الرسالة ، واما أنتم فتسألون عما حملتم من كتاب الله وسنتي.
٢١٧ ـ الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن عبد الله بن سنان قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن قول الله جل جلاله : (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) قال : هم الائمة.
٢١٨ ـ وباسناده الى ابى جعفر عليهالسلام قال : ولقد قال الله عزوجل في كتابه لولاة الأمر من بعد محمد صلىاللهعليهوآله خاصة : (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) الى قوله : (فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ)
يقول : استخلفكم لعلمي وديني وعبادتي بعد نبيكم كما استخلف وصاة آدم من بعده حتى يبعث النبي الذي يليه يعبدونني لا يشركون بى شيئا يقول : يعبدونني بإيمان لا نبي بعد محمد صلىاللهعليهوآله فمن قال غير ذلك فأولئك هم الفاسقون فقد مكن ولاة الأمر بعد محمد بالعلم ونحن هم ، فاسألونا فان صدقناكم فأقروا وما أنتم بفاعلين ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
٢١٩ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده الى سدير الصيرفي عن أبى عبد الله عليهالسلام حديث طويل وفيه يقول عليهالسلام : واما إبطاء نوح عليهالسلام : فانه لما استنزل العقوبة على قومه من السماء بعث الله تبارك وتعالى جبرئيل روح الأمين معه سبع نوايات فقال : يا نبي الله ان الله تبارك وتعالى يقول لك : ان هؤلاء خلائقي وعبادي لست أبيدهم (١) بصاعقة من صواعقي الا بعد تأكيد الوعدة والزام الحجة ؛ فعاود اجتهادك في الدعوة لقومك ، فانى مثيبك عليه واغرس هذا النوى فان لك في نباتها وبلوغها وإدراكها إذا أثمرت ، الفرح والخلاص فبشر بذلك من اتبعك من المؤمنين ، فلما نبتت الأشجار وتأزرت وتسوقت وتغصنت وزهى الثمر (٢) على ما كان بعد زمان طويل استنجز من الله العدة ، فأمر الله تبارك وتعالى أن يغرس نوى تلك الأشجار ويعاود الصبر والاجتهاد ، ويؤكد الحجة على قومه ، فأمر بذلك الطوائف التي آمنت به فارتد منهم ثلاثمأة رجل ، وقالوا : لو كان ما يدعيه نوح حقا لما وقع في وعد ربه خلف ، ثم ان الله تبارك وتعالى لم ـ يزل يأمره عند كل مرة بان يغرسها مرة بعد اخرى الى أن غرسها سبع مرات ، فما زالت تلك الطوائف من المؤمنين ترتد منهم طائفة بعد طائفة الى أن عاد الى نيف وسبعين رجلا ، فأوحى الله تبارك وتعالى عند ذلك اليه وقال : يا نوح الآن أسفر الصبح عن الليل بعينك! عن صرح الحق محضه ، وصفا الكدر بارتداد كل من كانت طينته خبيثة فلو انى أهلكت
__________________
(١) أباده : أهلكه.
(٢) المؤازرة : أن يقوى الزرع بعضه بعضا فيلتف ، والتأزير : التغطية والتقوية. وتسوقت : اى قوى ساقها وتغصفت اى كثرت وقويت أغصانها وزهو الثمرة : احمرارها واصفرارها.
الكفار وأبقيت من قد ارتد من الطوائف التي كانت آمنت بك لما كنت صدقت وعدي السابق للمؤمنين الذين أخلصوا التوحيد من قومك ، واعتصموا بحبل نبوتك. فانى استخلفهم في الأرض وأمكن لهم دينهم وأبدل خوفهم بالأمن لكي تخلص العبادة لي بذهاب الشرك من قلوبهم ، وكيف يكون الاستخلاف والتمكين وبدل الأمر منى لهم مع ما كنت اعلم من ضعف يقين الذين ارتدوا وخبث طينتهم وسوء سرائرهم التي كانت نتائج النفاق وشبوح الضلالة (١) فلو انهم تنسموا من الملك الذي أرى المؤمنين (٢) وقت الاستخلاف إذا أهلكت أعدائهم [لنشقوا] (٣) روائح صفائه ولاستحكمت سرائر نفاقهم وثارت خبال ملالة قلوبهم (٤) ولكاشفوا إخوانهم بالعداوة ، وحاربوهم على طلب الرياسة ، والتفرد بالأمر والنهى ، وكيف يكون التمكين في الدين وانتشار الأمر في المؤمنين مع اثارة الفتن وإيقاع الحروب ، كلا (وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا وَوَحْيِنا) قال الصادق عليهالسلام : وكذلك القائم فانه تمتد أيام غيبته فيصرح الحق عن محضه ويصفو الايمان من الكدر بارتداد كل من كانت طينته خبيثة من الشيعة الذين يختص عليهم النفاق إذا أحسوا بالاستخلاف والتمكين ، والأمر المنتشر في عهد القائم ، قال الفضل : فقلت : يا ابن رسول الله فان هذه النواصب تزعم ان هذه الاية نزلت في ابى بكر
__________________
(١) شبوح جمع شبح ـ بالتحريك ـ : الشخص. وفي بعض النسخ «شيوخ الضلالة» قال المجلسي (ره) أو بالسين المهملة والنون بمعنى الظهور ، أو بالخاء المعجمة جمع سنخ بالكسر بمعنى الأصل أو بمعنى الرسوخ وعلى التقادير لا يخلو من تكلف
(٢) كذا في النسخ وفي البحار «فلو انهم تنسموا منى الملك الذي اوتى ... اه». وتنسم النسيم : تشممه ، واحتمل بعض المحشين ان يكون مصحف تسنم اى ركب الملاك وعلاه.
(٣) نشقه : شمه.
(٤) الخبال : الجنون والفساد ، قال في البحار : والحاصل ان هذه الفتن لتخليص المؤمنين عن المنافقين وظهور ما كتموه من الشرك والفساد لكي لا يفسدوا في الأرض بعد ظهور دولة الحق باختلاطهم بالمؤمنين.
وعمر وعثمان وعلى عليهالسلام؟ فقال : لا يهدى الله قلوب الناصبة ، متى كان الدين الذي ارتضاه الله ورسوله متمكنا بانتشار الأمر في الامة وذهاب الخوف من قلوبها ، وارتفاع الشك من صدورها في عهد واحد من هؤلاء ، وفي عهد على عليهالسلام مع ارتداد المسلمين ، والفتن التي كانت تثور في ايامهم ، والحروب التي كانت تنسب إليهم بين الكفار وبينهم.
٢٢٠ ـ في تفسير على بن إبراهيم وقوله : (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً) نزلت في القائم من آل محمد عليه وعلى آبائه السلام.
٢٢١ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمهالله عن أمير المؤمنين عليهالسلام حديث طويل وفيه يقول بعد ذكر معايب الثلاثة وامهال الله إياهم : كل ذلك لتتم النظرة التي أوجبها الله تبارك وتعالى لعدوه إبليس الى أن يبلغ الكتاب أجله ، ويحق القول على الكافرين ، ويقترب الوعد الحق الذي بينه الله في كتابه ، بقوله : (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) وذلك إذا لم يبق من الإسلام الا اسمه ، ومن القرآن الا رسمه ، وغاب صاحب الأمر بإيضاح العذر له في ذلك لاشتمال الفتنة على القلوب حتى يكون أقرب الناس اليه أشد عداوة له ، وعند ذلك يؤيده الله بجنود لم تروها ، ويظهر دين نبيه صلىاللهعليهوآله على يديه على الدين كله ولو كره المشركون.
٢٢٢ ـ في كشف المحجة لابن طاووس رحمهالله عن أمير المؤمنين عليهالسلام حديث طويل وفيه فاما الآيات اللواتي في قريش فهي قوله الى قوله : والثانية : (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) الى قوله : (هُمُ الْفاسِقُونَ).
٢٢٣ ـ في مصباح شيخ الطائفة قدسسره زيارة للحسين عليهالسلام مروية عن أبى ـ عبد الله عليهالسلام وفيها : اللهم وضاعف صلواتك ورحمتك وبركاتك على عترة نبيك العترة
الضائعة الخائفة المستذلة ، بقية الشجرة الطيبة الزاكية المباركة ، وأعل اللهم كلمتهم وأفلج حجتهم واكشف البلاء واللأواء وحنادس الأباطيل (١) والغم عنهم ، وثبت قلوب شيعتهم وحزبك على طاعتهم ونصرتهم وموالاتهم ، وأعنهم وامنحهم الصبر على الأذى فيك ، واجعل لهم أياما مشهودة وأوقاتا محمودة مسعودة توشك منها فرجهم ، توجب فيها تمكينهم ونصرتهم ، كما ضمنت لأوليائك في كتابك المنزل فانك قلت وقولك الحق : (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً).
٢٢٤ ـ في مجمع البيان (وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً) قيل : معناه : وليبدلنهم من بعد خوفهم في الدنيا أمنا في الاخرة ، ويعضده ما روى عن النبي صلىاللهعليهوآله انه قال حاكيا عن الله سبحانه : انى لا اجمع على عبد واحد بين خوفين ولا بين أمنين ، ان خافني في الدنيا أمنته في الاخرة ، وان أمنني في الدنيا أخفته في الاخرة.
٢٢٥ ـ واختلف في الاية ، والمروي عن أهل البيت عليهمالسلام انها في المهدي من آل محمد.
٢٢٦ ـ وروى العياشي باسناده عن على بن الحسين عليهماالسلام انه قرأ الاية وقال : هم والله شيعتنا أهل البيت يفعل ذلك بهم على يدي رجل منا وهو مهدي هذه الامة ، وهو الذي قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : لو لم يبق من الدنيا الا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يلي رجل من عترتي اسمه اسمى يملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا ، وروى مثل ذلك عن ابى جعفر وابى عبد الله عليهماالسلام. فعلى هذا يكون المراد بالذين آمنوا وعملوا الصالحات ، النبي وأهل بيته.
٢٢٧ ـ في جوامع الجامع قال عليهالسلام : زويت لي الأرض (٢) فأريت مشارقها
__________________
(١) اللأواء : الشدة والبلاء. والحنادس جمع الحندس : الليل المظلم.
(٢) زوي الشيء : جمعه.