تفسير نور الثقلين - ج ٣

الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي

تفسير نور الثقلين - ج ٣

المؤلف:

الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي


المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
الموضوع : القرآن وعلومه
الطبعة: ٠
الصفحات: ٦٤٢

إذا على من يقتله دية وهو في تلك الحال.

٥٤ ـ محمد بن يحيى وغيره عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أحمد بن محمد ابن أبي نصر عن اسمعيل بن عمرو عن شعيب العقرقوفي عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : ان للرحم أربعة سبل ، في اى سبيل سلك فيه الماء كان منه الولد ، واحد واثنين وثلاثة وأربعة لا يكون الى سبيل أكثر من واحد.

٥٥ ـ أحمد بن محمد رفعه عن محمد بن حمران عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : ان الله عزوجل خلق للرحم أربعة أوعية ، فما كان في الاول فللأب ، وما كان في الثاني فللأم ، وما كان في الثالث فللعمومة ، وما كان في الرابع فللخئولة.

٥٦ ـ في تفسير على بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله تعالى : (ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ) فهو نفخ الروح فيه.

٥٧ ـ في تهذيب الأحكام محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن العباس بن موسى الوراق عن يونس بن عبد الرحمن عن أبي جرير القمى قال : سألت العبد الصالح عليه‌السلام عن النطفة ما فيها من الدية وما في العلقة وما في المضغة المخلقة وما يقر في الأرحام؟ قال : انه يخلق في بطن امه خلقا بعد خلق يكون نطفة أربعين يوما ، ثم يكون علقة أربعين يوما ، ثم مضغة أربعين يوما ، ففي النطفة أربعون دينارا ، وفي العلقة ستون دينارا ، وفي المضغة ثمانون دينارا ، فاذا كسي العظام لحما ففيه مأة دينار ، قال الله عزوجل : (ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ) فان كان ذكرا ففيه الدية ، وان كان أنثى ففيها ديتها.

٥٨ ـ في كتاب التوحيد باسناده الى الفتح بن يزيد الجرجاني عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام حديث طويل وفيه : قلت : جعلت فداك وغير الخالق الجليل خالق؟ قال : ان الله تبارك وتعالى يقول : (فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ) فقد أخبر أن في عباده خالقين وغير خالقين ، منهم عيسى بن مريم صلى الله عليه خلق من الطين كهيئة الطير بإذن الله فنفخ فيه فصار طائرا بإذن الله والسامري أخرج لهم عجلا جسدا له خوار.

٥٤١

٥٩ ـ في كتاب الخصال عن زيد بن وهب قال سئل أمير المؤمنين على بن أبي طالب عليه‌السلام عن قدرة الله عزوجل فقام خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : ان لله تبارك وتعالى ملائكة لو ان ملكا منهم هبط الى الأرض ما وسعته لعظم خلقته وكثرة أجنحته ، ومنهم من لو كلفت الجن والانس أن يصفوه ما وصفوه لبعد ما بين مفاصله وحسن تركيب صورته ، وكيف يوصف من ملائكته من سبعمائة عام ما بين منكبيه وشحمة أذنيه ، ومنهم من يسد الأفق بجناح من أجنحته دون عظم بدنه ، ومنهم من السموات الى حجزته ، ومنهم من لو القى في نقرة إبهامه جميع المياه لوسعتها ، ومنهم من لو ألقيت السفن في دموع عينيه لجرت دهر الداهرين ، (فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ). وفي كتاب التوحيد مثله ٦٠ ـ وفي كتاب الخصال أيضا عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : خمسة خلقوا ناريين الطويل الذاهب ، والقصير القمى (١) والأزرق بخضرة ، والزائد والناقص.

٦١ ـ في مجمع البيان وروى ان عبد الله بن سعد بن أبي سرح كان يكتب لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فلما بلغ الى قوله «خلقا آخر» خطر بباله (فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ) فلما املاها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كذلك قال عبد الله : ان كان محمد نبيا يوحى اليه فأنا نبي يوحى الى ، فلحق بمكة مرتدا ، ولو صح هذا فان هذا القدر لا يكون معجزا ، ولا يمتنع ان يتفق ذلك من الواحد منا لكن هذا الشقي انما اشتبه عليه أو شبه على نفسه لما كان في صدره من الكفر والحسد للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله «انتهى».

٦٢ ـ في تفسير على بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله : (وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ) فهي الأنهار والعيون والآبار (٢).

٦٣ ـ في الكافي عنه عن أحمد بن محمد عن العباس بن معروف عن النوفلي

__________________

(١) القمى ـ بضم القاف وفتح الميم ـ : السمن ، وفي المصدر «العمى» بالعين وليس له معنى يناسب لمقام.

(٢) الآبار جمع البئر.

٥٤٢

عن اليعقوبي عن عيسى بن عبد الله عن سليمان بن جعفر قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام في قول ـ الله عزوجل : (وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلى ذَهابٍ بِهِ لَقادِرُونَ) قال : يعنى ماء العتيق.

٦٤ ـ في مجمع البيان روى مقاتل عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : ان الله تعالى انزل من الجنة خمسة أنهار ، سيحون وهو نهر الهند ، وجيحون وهو نهر بلخ ، ودجلة والفرات وهما نهرا العراق ، والنيل وهو نهر مصر ، أنزلها الله من عين واحدة ، وأجراها في الأرض ، وجعل فيها منافع للناس في أصناف معايشهم ، فذلك قوله : (وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ) الاية.

٦٥ ـ في تفسير على بن إبراهيم وقوله عزوجل : (وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْناءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ) للاكلين قال : شجرة الزيتون وهو مثل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأمير المؤمنين صلوات الله عليه ، فالطور الجبل وسينا الشجرة.

٦٦ ـ في مجمع البيان (تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ) وقد روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله انه قال : الزيت شجرة مباركة ، فائتدموا منه وادهنوا.

٦٧ ـ في تهذيب الأحكام باسناده الى الثمالي عن أبي جعفر عليه‌السلام انه كان في وصية أمير المؤمنين عليه‌السلام ان أخرجونى الى الظهر ، فاذا تصوبت أقدامكم واستقبلتكم ريح فادفنوني ، فهو أول طور سينا ، ففعلوا ذلك.

٦٨ ـ وباسناده الى أبي عبد الله عليه‌السلام حديث طويل يقول فيه وقد ذكر أمير المؤمنين عليه‌السلام والغري وهي قطعة من الجبل الذي كلم الله عليه موسى تكليما ، وقدس عليه عيسى تقديسا ، واتخذ عليه إبراهيم خليلا ، واتخذ محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله حبيبا وجعله للنبيين مسكنا ، فو الله ما سكن بعد أبويه الطيبين آدم ونوح أكرم من أمير المؤمنين عليه‌السلام.

٦٩ ـ في جوامع الجامع (فَإِذا جاءَ أَمْرُنا وَفارَ التَّنُّورُ) الاية روى انه قيل لنوح عليه‌السلام : إذا رأيت الماء يفور من التنور فاركب أنت ومن معك في السفينة : فلما

٥٤٣

نبع الماء من التنور أخبرته امرأته فركب.

٧٠ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن اسمعيل بن مهران عن سيف بن عميرة عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : هل للشكر حد إذا فعله العبد كان شاكرا؟ قال : نعم قلت : ما هو؟ قال : يحمد الله على كل نعمة عليه في أهل ومال ، وان كان فيما أنعم الله عليه في ماله حق اداه ومنه قوله تعالى (أَنْزِلْنِي مُنْزَلاً مُبارَكاً وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٧١ ـ في من لا يحضره الفقيه قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلى عليه‌السلام : يا على إذا نزلت منزلا فقل : اللهم (أَنْزِلْنِي مُنْزَلاً مُبارَكاً وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ) ، ترزق خيره ويدفع عنك شره.

٧٢ ـ في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه‌السلام أصحابه من الاربعمأة باب فيما يصلح للمسلم في دينه ودنياه : وإذا نزلتم منزلا فقولوا : اللهم أنزلنا (مُنْزَلاً مُبارَكاً وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ).

٧٣ ـ في نهج البلاغة ايها الناس ان الله قد أعاذكم من أن يجور عليكم ولم يعذبكم من أن يبتليكم ، وقد قال جل من قائل : ان في ذلك لآيات وان كنا لمبتلين.

٧٤ ـ في تفسير على بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله : فجعلناهم غثاء الغثاء اليابس الهامد من نبات الأرض (١).

٧٥ ـ وقال على بن إبراهيم رحمه‌الله في قوله عزوجل : (وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً) الى قوله ومعين قال : الربوة الحيرة ، وذات قرار ومعين الكوفة.

٧٦ ـ في مجمع البيان (وَآوَيْناهُما إِلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ) وقيل : حيرة الكوفة وسوادها. والقرار مسجد الكوفة والمعين الفرات عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما‌السلام. وفي جوامع الجامع مثله.

٧٧ ـ وفي مجمع البيان (يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ) وروى عن النبي

__________________

(١) الهامد : اليابس من النبات والشجر.

٥٤٤

صلى‌الله‌عليه‌وآله ان الله طيب لا يقبل الا طيبا ، وانه أمر المؤمنين بما امر به المرسلين ، فقال : (يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ) وقال : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ).

٧٧ ـ في تفسير على بن إبراهيم امة واحدة قال : على مذهب واحد.

٧٨ ـ وقوله عزوجل : (كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ) قال : كل من اختار لنفسه دينا فهو فرح به.

٧٩ ـ في نهج البلاغة فلو رخص الله في الكبر لأحد لرخص لأنبيائه ورسله ، ولكنه سبحانه كره لهم التكابر ورضى لهم التواضع ، فالصقوا بالأرض خدودهم ، وعفروا في التراب وجوههم ، وخفضوا أجنحتهم للمؤمنين ، فكونوا قوما مستضعفين قد اختبرهم الله بالمخمصة ، وابتلاهم بالمجهدة ، وامتحنهم بالمخاوف ومحصهم بالمكاره ، فلا تعتبروا الرضا والسخط بالمال والولد جهلا بمواقع الفتنة والاختبار في موضع الغنا والإقتار ، فقد قال سبحانه : (أَيَحْسَبُونَ أَنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مالٍ وَبَنِينَ نُسارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْراتِ بَلْ لا يَشْعُرُونَ) فان الله سبحانه يختبر عباده المستكبرين في أنفسهم بأوليائه المستضعفين في أعينهم.

٨٠ ـ في مجمع البيان (أَيَحْسَبُونَ أَنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مالٍ وَبَنِينَ نُسارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْراتِ بَلْ لا يَشْعُرُونَ) وروى السكوني عن أبي عبد الله عن أبيه عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ان الله تعالى يقول : يحزن عبدي المؤمن إذا قترت عليه شيئا من الدنيا ، وذلك أقرب له منى ، ويفرح إذا بسطت له الدنيا ، وذلك أبعد له منى ، ثم تلا هذه الاية الى قوله : «بل لا يشعرون» ثم قال : ان ذلك فتنة لهم.

٨١ ـ في أصول الكافي على بن إبراهيم عن أبيه وعلى بن محمد القاساني جميعا عن القاسم بن محمد عن سليمان المنقري عن حفص بن غياث قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : ان قدرت أن لا تعرف فافعل ، وما عليك ان لا يثنى عليك الناس ، وما عليك ان تكون مذموما عند الناس إذا كنت محمودا عند الله ، ثم قال :

٥٤٥

انى (١) على بن أبي طالب لا خير في العيش الا لرجلين ، رجل يزداد كل يوم خيرا ، ورجل يتدارك منيته بالتوبة ، وأنى له بالتوبة ، والله لو سجد حتى ينقطع عنقه ما قبل الله تبارك وتعالى منه الا بولايتنا أهل البيت ، ألا ومن عرف حقنا ورجا الثواب فينا ورضى بقوته نصف مد في كل يوم وما ستر عورته وما أكن رأسه وهم والله في ذلك خائفون وجلون ودوا انه حظهم من الدنيا ، وكذلك وصفهم الله عزوجل فقال : (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلى رَبِّهِمْ راجِعُونَ) ثم قال : ما الذي آتوا ، أتوا والله مع الطاعة والمحبة والولاية وهم في ذلك خائفون ، ليس خوفهم خوف شك ولكنهم خافوا أن يكونوا مقصرين في محبتنا وطاعتنا.

٨٢ ـ في تفسير على بن إبراهيم ثم ذكر عزوجل من يريد بهم الخير فقال : (إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ) الى قوله : (يُؤْتُونَ ما آتَوْا) قال : من العبادة والطاعة.

٨٣ ـ في روضة الكافي وهيب عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : سألته عن قول الله عزوجل : (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ) قال : هي شفاعتهم ورجاؤهم يخافون أن ترد عليهم أعمالهم ان لم يطيعوا الله عز ذكره ويرجون ان يقبل منهم.

٨٤ ـ في مجمع البيان (وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ) وقال أبو عبد الله عليه‌السلام : معناه خائفة ان لا يقبل منهم وفي رواية اخرى أتى وهو خائف راج.

٨٥ ـ في محاسن البرقي عنه عن الحسن بن على بن فضال عن أبي جميلة عن محمد الحلبي عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله : (الَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلى رَبِّهِمْ راجِعُونَ) قال : يعملون ما عملوا وهم يعلمون انهم يثابون عليه.

٨٦ ـ وروى عثمان بن عيسى عن سماعة عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : يعملون ويعلمون انهم سيثابون عليه.

٨٧ ـ عنه عن أبيه عن ابن سنان عن ابن بكير عن زرارة عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : لو ان العباد وصفوا الحق وعملوا به ولم تعقد قلوبهم على انه الحق

__________________

(١) كذا في النسخ ولم أظفر على الحديث في مظانه في كتاب الكافي.

٥٤٦

ما انتفعوا.

٨٨ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن على بن حديد عن منصور بن يونس عن حارث بن المغيرة أو أبيه عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال قلت له : ما كان في وصية لقمان؟ قال : كان فيها الأعاجيب وكان أعجب ما كان فيها ان قال : خف الله جل وعز خيفة لو جئته ببر الثقلين لعذبك ، وارج الله رجاء لو جئته بذنوب الثقلين لرحمك.

٨٩ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن النعمان عن حمزة بن حمران قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : ان مما حفظ من خطب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله انه قال : الا ان المؤمن يعمل بين مخافتين ، بين أجل قد مضى لا يدرى ما الله صانع فيه وبين أجل قد بقي لا يدرى ما الله عزوجل قاض فيه. والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٩٠ ـ في تفسير على بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله : (أُولئِكَ يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَهُمْ لَها سابِقُونَ) يقول : هو على بن أبي طالب صلوات الله عليه لم يسبقه أحد.

٩١ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب في مناقب زين العابدين عليه‌السلام وكان إذا دخل شهر رمضان يكتب على غلمانه ذنوبهم حتى إذا كان آخر ليلة دعاهم ثم أظهر الكتاب وقال : يا فلان فعلت كذا وكذا ولم أؤد بك؟ فيقرون اجمع فيقوم وسطهم ويقول لهم : ارفعوا أصواتكم وقولوا : يا على بن الحسين ربك قد أحصى عليك ما عملت كما أحصيت علينا ولديه كتاب ينطق بالحق لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا أحصاها فاذكر ذل مقامك بين يدي ربك الذي لا يظلم مثقال ذرة وكفى بالله شهيدا ، فاعف واصفح يعف عنك المليك لقوله تعالى : (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ) ويبكى وينوح.

٩٢ ـ في جوامع الجامع (حَتَّى إِذا أَخَذْنا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذابِ) والعذاب قتلهم يوم بدر ، أو الجوع حين دعا عليهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : اللهم اشدد ووطأتك على مضر

٥٤٧

واجعلها عليهم سنين كسنى يوسف (١) فابتلاهم الله بالقحط حتى أكلوا الجيف والكلاب والعظام المحترقة والقد (٢) والأولاد. وفي مجمع البيان ذكر نحو الثاني ونقله قولا عن الضحاك.

٩٣ ـ وفي جوامع الجامع ـ أم جاء هم ما لم يأت آبائهم الأولين حيث خافوا الله فآمنوا به وأطاعوه ، وآباءهم اسمعيل وأعقابه وعن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تسبوا مضر ولا ربيعة فإنهما كانا مسلمين ، ولا تسبوا الحارث بن كعب ولا أسد بن خزيمة ولا تميم بن مر فإنهم كانوا على الإسلام ، وما شككتم فيه من شيء فلا تشكوا في ان تبعا كان مسلما.

٩٤ ـ في تفسير على بن إبراهيم ـ ولو اتبع الحق أهوائهم لفسدت السموات والأرض ومن فيهن قال : الحق رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأمير المؤمنين عليه‌السلام.

٩٥ ـ وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله : (أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجاً فَخَراجُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) يقول : أم تسألهم أجرا فأجر ربك خير وقوله : (وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) قال : الى ولاية أمير المؤمنين.

٩٦ ـ في أمالي شيخ الطائفة قدس‌سره باسناده الى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله حديث طويل يقول فيه صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلى عليه‌السلام ، من أحبك لدينك وأخذ بسبيلك فهو ممن هدى الى صراط مستقيم ، ومن رغب عن هواك وأبغضك وانجلاك لقى الله يوم القيامة لا خلاق له.

٩٧ ـ في تفسير على بن إبراهيم قال : (وَإِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ) قال : عن الامام لحادون.

__________________

(١) قال الجزري : الوطأة في الأصل : الدوس بالقدم ، فسمى به لغزو والقتل ، لان من يطأ الشيء برجله فقد استقصى في إهلاكه واهانته ومنه الحديث اللهم اشدد ووطأتك على مضر اى خذهم أخذا شديدا ، وقال : السنة : الجدب.

(٢) القد : الإناء من جلد. والنعل لم يجرد من الشعر. وفي بعضي النسخ «القدر» لكن المختار هو الموافق للمصدر أيضا.

٥٤٨

٩٨ ـ في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن عبد الله بن عبد الرحمن عن الهيثم بن واقد عن صفوان قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : ان الله تبارك وتعالى لو شاء لعرف العباد نفسه ، ولكن جعلنا أبوابه وصراطه وسبيله والوجه الذي يؤتى منه ، فمن عدل عن ولايتنا أو فضل علينا غيرنا فإنهم (عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ) ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٩٩ ـ في روضة الكافي خطبة مسندة لأمير المؤمنين عليه‌السلام : وهي خطبة الوسيلة يقول فيها عليه‌السلام وقد ذكر الاشقيين : يقول لقرينه إذا التقيا : (يا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ) فيجيبه الأشقى على رثوثة : (يا وَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جاءَنِي وَكانَ الشَّيْطانُ لِلْإِنْسانِ خَذُولاً) فأنا الذكر الذي عنه ضل ، والسبيل الذي عنه مال ، والايمان الذي به كفر ، والقرآن الذي إياه هجر ، والدين الذي به كذب ، والصراط الذي عنه نكب.

١٠٠ ـ في جوامع الجامع ـ (وَلَوْ رَحِمْناهُمْ وَكَشَفْنا ما بِهِمْ مِنْ ضُرٍّ لَلَجُّوا فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ) ولما أسلم ثمامة بن أثال الحنفي ولحق باليمامة ومنع الميرة من أهل مكة وأخذهم الله بالسنين حتى أكلوا العلهز وهو دم القراد مع الصوف ، جاء ابو سفيان بن حرب الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال له : أنشدك الله والرحم ، ألست تزعم انك بعثت رحمة للعالمين؟ فقال : بلى ، فقال له : قتلت الاباء بالسيف والأبناء بالجوع.

١٠١ ـ في أصول الكافي على بن إبراهيم عن ابن أبي عمير عن أبي أيوب عن محمد بن مسلم قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله عزوجل ، (فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ وَما يَتَضَرَّعُونَ) فقال : الاستكانة هو الخضوع ، والتضرع هو رفع اليدين والتضرع بهما.

١٠٢ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن أبي أيوب عن محمد بن مسلم قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : (فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ وَما يَتَضَرَّعُونَ) قال : الاستكانة هي الخضوع ، والتضرع رفع اليدين والتضرع بهما.

٥٤٩

١٠٣ ـ في مجمع البيان وروى عن مقاتل بن حيان عن الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : رفع الأيدي من الاستكانة ، قلت : وما الاستكانة؟ قال : الا تقرء هذه الاية : (فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ وَما يَتَضَرَّعُونَ) أورده الثعلبي والواحدي في تفسيريهما.

١٠٤ ـ وقال ابو عبد الله عليه‌السلام : الاستكانة الدعاء ، والتضرع رفع اليدين في الصلوة.

١٠٥ ـ (حَتَّى إِذا فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً ذا عَذابٍ شَدِيدٍ) وذلك حين دعا النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عليهم فقال : اللهم اجعلها عليهم سنين كسنى يوسف فجاعوا حتى أكلوا العلهز وهو الوبر بالدم ، وقال أبو جعفر عليه‌السلام : هو في الرجعة. قال عز من قائل : و (هُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ) الاية.

١٠٦ ـ في نهج البلاغة قال عليه‌السلام : اعجبوا لهذا الإنسان ينظر بشحم ويتكلم بلحم ويسمع بعظم ويتنفس من خرم (١).

١٠٧ ـ في تفسير على بن إبراهيم ثم رد الله عزوجل على الثنوية الذين قالوا بالهين فقال : (مَا اتَّخَذَ اللهُ مِنْ وَلَدٍ وَما كانَ مَعَهُ مِنْ إِلهٍ إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلهٍ بِما خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ) قال : لو كانا الهين كما زعمتم لطلب كل واحد منهما العلو ، وإذا شاء واحد أن يخلق إنسانا شاء الاخر أن يخالفه فيخلق بهيمة ، فيكون الخلق منهما على مشيتهما واختلاف ارادتهما إنسانا وبهيمة في حالة واحدة ، فهذا من أعظم المحال غير موجود ، وإذا بطل هذا ولم يكن بينهما اختلاف بطل الاثنان ، وكان واحدا ، فهذا التدبير واتصاله وقوام بعضه ببعض يدل على صانع واحد ، وهو قول الله عزوجل : (مَا اتَّخَذَ اللهُ مِنْ وَلَدٍ وَما كانَ مَعَهُ مِنْ إِلهٍ إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلهٍ بِما خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ) وقوله : (لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ لَفَسَدَتا).

١٠٨ ـ في كتاب التوحيد باسناده الى الفتح بن يزيد الجرجاني عن أبي الحسن

__________________

(١) الخرم : الثقب والشق.

٥٥٠

عليه‌السلام حديث طويل وفي آخره قلت : جعلت فداك بقيت مسئلة قال : هات لله أبوك ، قلت : يعلم القديم الشيء الذي لم يكن ان لو كان كيف كان يكون؟ قال : ويحك ان مسائلك لصعبة ، أما سمعت الله يقول : (لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ لَفَسَدَتا) وقوله : (وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ) وقال يحكى قول أهل النار : (أَخْرِجْنا نَعْمَلْ صالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ) وقال : (وَلَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ) فقد علم الشيء الذي لم يكن ان لو كان كيف كان يكون.

١٠٩ ـ في كتاب معاني الاخبار باسناده الى ثعلبة بن ميمون عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله عزوجل : (عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ) فقال : عالم الغيب ما لم يكن ، والشهادة ما قد كان.

١١٠ ـ في مجمع البيان وروى الحاكم أبو القاسم الحسكاني باسناده عن أبي صالح عن ابن عباس وجابر بن عبد الله انهما سمعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول في حجة الوداع وهو بمنى : لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض ، وايم الله لئن فعلتموها لتعرفني في كتيبة يضاربونكم قال : فغمز من خلفه منكبه الأيسر فالتفت فقال : أو على فنزل : (قُلْ رَبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي) الآيات.

١١١ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن محبوب عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : بعث أمير المؤمنين عليه‌السلام الى بشر بن عطارد التيمي في كلام بلغه فمر به رسول أمير المؤمنين عليه‌السلام في بنى أسد وأخذه ، فقام اليه نعيم بن دجاجة الأسدي فأفلته (١) فبعث اليه أمير المؤمنين عليه‌السلام فأتوه به وامر به أن يضرب فقال نعيم : أما والله ان المقام معك لذل وان فراقك لكفر؟ قال : فلما سمع ذلك منه قال له : قد عفونا عنك ان الله عزوجل يقول : (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ) اما قولك : ان المقام معك لذل فسيئة اكتسبتها ، واما قولك : وان فراقك لكفر فحسنة اكتسبتها فهذه بهذه فأمر ان يخلى عنه.

١١٢ ـ في محاسن البرقي عنه عن أبيه عن حماد بن عيسى عن حريز عمن أخبره

__________________

(١) اى خلصه من يده.

٥٥١

عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله تعالى : (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ) قال : التي هي أحسن التقية ، (فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ).

١١٣ ـ في تفسير على بن إبراهيم وقوله : و (قُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزاتِ الشَّياطِينِ) قال : ما يقع في قلبك من وسوسة الشياطين.

١١٤ ـ في كتاب ثواب الأعمال وذكر أحمد بن أبي عبد الله ان في رواية أبي بصير قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : من منع الزكاة سأل الرجعة عند الموت ، وهو قول الله عزوجل : (حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ).

١١٥ ـ في الكافي يونس عن على بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : من منع قيراطا من الزكاة فليس بمؤمن ولا مسلم ، وهو قوله تعالى : (رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ).

١١٦ ـ أحمد بن محمد عن على بن الحسين عن وهيب بن حفص عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : من منع الزكاة سأل الرجعة عند الموت ، وهو قول الله تعالى : (رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ).

١١٧ ـ في من لا يحضره الفقيه في وصية النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلى عليه‌السلام : يا على تارك الزكاة يسأل الرجعة الى الدنيا ، وذلك قول الله عزوجل : (حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ) الاية.

١١٨ ـ في أمالي الصدوق رحمه‌الله عن الصادق عليه‌السلام حديث طويل وفيه يقول عليه‌السلام : إذا مات الكافر شيعه سبعون ألفا من الزبانية الى قبره ، وانه ليناشد حامليه بصوت يسمعه كل شيء الا الثقلان ويقول : (لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) ويقول : (رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ) فتجيبه الزبانية (كَلَّا إِنَّها كَلِمَةٌ هُوَ قائِلُها)

١١٩ ـ في مجمع البيان وروى العياشي باسناده عن الفتح بن يزيد الجرجاني قال قلت لأبي الحسن الرضا عليه‌السلام : جعلت فداك يعرف القديم سبحانه الشيء الذي لم

٥٥٢

يكن ان لو كان كيف كان يكون؟ قال : ويحك ان مسألتك لصعبة ، أما قرأت قوله عزوجل الى قوله : وقال ـ يحكى قول الأشقياء ـ : (رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّها كَلِمَةٌ هُوَ قائِلُها) فقد علم الشيء الذي لم يكن ان لو كان كيف كان يكون.

١٢٠ ـ في تفسير على بن إبراهيم قوله عزوجل : (وَمِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) قال : البرزخ هو امر بين أمرين وهو الثواب والعقاب بين الدنيا والاخرة وهو قول الصادق عليه‌السلام : والله ما أخاف عليكم الا البرزخ ، واما إذا صار الأمر إلينا فنحن أولى بكم.

١٢١ ـ وقال على بن الحسين عليهما‌السلام : ان القبر اما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار.

١٢٢ ـ وفيه أيضا وقوله : (وَمِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) فقال الصادق عليه‌السلام : البرزخ القبر وهو الثواب والعقاب بين الدنيا والاخرة ، والدليل على ذلك قول العالم عليه‌السلام : والله ما نخاف عليكم الا البرزخ.

١٢٣ ـ في كتاب الخصال عن الزهري قال قال على بن الحسين بن على بن أبي طالب عليهم‌السلام : أشد ساعات ابن آدم ثلاث ساعات : الساعة التي يعاين فيها ملك الموت ، والساعة التي يقوم فيها من قبره ، والساعة التي يقوم فيها بين يدي الله ، فاما الى الجنة واما الى النار ، ثم قال : ان نجوت يا ابن آدم عند الموت فأنت أنت والا هلكت ، وان نجوت يا بن آدم حين توضع في قبرك فأنت أنت والا هلكت ، وان نجوت حين تحمل الناس على الصراط فأنت أنت والا هلكت ، وان نجوت يا ابن آدم حين تقوم لرب العالمين فأنت أنت والا هلكت ، ثم تلا : (وَمِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) وقال : هو القبر ، وان لهم فيها لمعيشة ضنكا ، والله ان القبر لروضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار.

١٢٤ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أحمد بن

٥٥٣

محمد عن عبد الرحمان بن حماد عن عمر بن يزيد قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : انى سمعتك وأنت تقول : كل شيعتنا في الجنة على ما كان فيهم؟ قال : صدقتك كلهم والله في الجنة ، قال : قلت : جعلت فداك ان الذنوب كثيرة كبار؟ فقال : اما في القيامة فكلكم في الجنة بشفاعة النبي المطاع أو وصى النبي ، ولكني والله أتخوف عليكم في البرزخ ، قلت : وما البرزخ؟ فقال : القبر منذ حين موته الى يوم القيامة.

١٢٥ ـ في نهج البلاغة قال عليه‌السلام : سلكوا في بطون البرزخ سبيلا سلطت الأرض عليهم فيه ، فأكلت لحومهم وشربت من دمائهم فأصبحوا في فجوات قبورهم جمادا لا ينمون وضمارا لا يوجدون ، لا يفزعهم ورود الأهوال ولا يحزنهم تنكر الأحوال ، ولا يحفلون بالرواجف ، ولا يأذنون للقواصف ، غيبا لا ينتظرون ، وشهودا لا يحضرون وانما كانوا جميعا فتشتتوا ، وآلافا فافترقوا ، وما عن طول عهدهم ولا بعد محلهم عميت أخبارهم وصمت ديارهم ، ولكنهم سقوا كأسا بدلتهم بالنطق خرسا وبالسمع صمما ، وبالحركات سكونا فكأنهم في ارتجال الصفة صرعى سبات ، جيران لا يتآنسون وأحباء لا يتزاورون ، بليت بينهم عرى التعارف ، وانقطعت منهم أسباب الإخاء فكلهم وحيد وهم جميع ، وبجانب الهجر وهم أخلاء لا يتعارفون لليل صباحا ولا لنهار مساء أى الجديدين ظعنوا فيه كان عليهم سرمدا شاهدوا من أخطار دارهم أفظع مما خافوا ورأوا من آياتها أعظم مما قد روا ، فكلا الغايتين مدت لهم الى مباءة ، فأتت مبالغ الخوف والرجاء فلو كانوا ينطقون بها لعيوا بصفة ما شاهدوا وما عاينوا (١)

__________________

(١) قوله عليه‌السلام : «في فجوات» هي جمع فجوة : وهي الفرجة المتسعة بين الشيئين. «وجمادا لا ينمون» قال الشارح المغزلى اى خرجوا عن صورة الحيوانية الى صورة الجماد الذي لا ينمى ولا يزيد ، ويروى لا ينمون بتشديد الميم من النميمة وهي الهمس والحركة ومنه قولهم اسكت الله نامته في قوله من شدد ولم يهمز «وضمارا» يقال لكل ما لا يرجى من الدين والوعد ، وكل ما لا تكون منه على ثقة ضمار «لا يحفلون بالرواجف» اى لا يكترثون بالزلازل «ولا يأذنون للقواصف» اى لا يسمعون الأصوات الشديدة ، أذنت لكذا اى سمعته ، وجمع لغائب

٥٥٤

١٢٦ ـ في الكافي على بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن خالد بن عمارة عن أبي بصير : قال أبو عبد الله عليه‌السلام إذا حيل بينه (١) وبين الكلام أتاه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ومن شاء الله (٢) فجلس رسول الله عن يمينه والاخر عن يساره ، فيقول له رسول الله : اما ما كنت ترجو فهو ذا أمامك ، وأما ما كنت تخاف منه فقد أمنت منه ، ثم يفتح له بابا الى الجنة فيقول : هذا منزلك من الجنة ، فان شئت رددناك الى الدنيا ولك فيها ذهب وفضة ، فيقول : لا حجة لي في الدنيا ، فعند ذلك بيض لونه ويرشح جبينه وتقلص شفتاه (٣) وتنتشر منخراه وتدمع عينه اليسرى ، فأى هذه العلامات رأيت فاكتف بها فاذا خرجت النفس من الجسد فيعرض عليها كما يعرض عليه وهي في الجسد ، فتختار الاخرة فيغسله فيمن يغسله ، ويقلبه فيمن يقلبه فاذا أدرج في أكفانه ووضع على سريره خرجت روحه تمشي بين أيدى القوم قدما ، تلقاه أرواح المؤمنين يسلمون عليه ويبشرونه بما أعد الله له جل ثناؤه من النعيم ، فاذا وضع في قبره رد اليه الروح الى وركيه (٤) ثم يسأل عما يعلم ، فاذا جاء بما يعلم فتح له ذلك الباب الذي أراه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فيدخل عليه من نورها وبردها وطيب ريحها ، قال : قلت : جعلت فداك فأين ضغطة القبر؟ فقال : هيهات ما على المؤمنين شيء والله ان هذه الأرض لتفتخر على هذه فتقول وطأ على ظهري مؤمن ولم يطأ على ظهرك مؤمن ، وتقول له الأرض : والله لقد كنت أحبك وأنت تمشي على ظهري ، فاما إذا وليتك فستعلم ماذا أصنع بك فتفسح له مد بصره

__________________

غيب وغيب وكلاهما مروي هاهنا ، وآلاف جمع ألف ، ككفار جمع كافر. وقوله عليه‌السلام : «فكأنهم في ارتجال الصفة» اى إذا وصفهم الواصف مرتجلا غير مترو في الصفة ولا متهيئ ، للقول والسبات : النوم والمباءة : المنزل.

(١) اى المحتضر.

(٢) كنى بمن شاء الله عن أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وانما لم يصرح به كتمانا على المخالفين المنكرين.

(٣) قلص الشفتين : انزوائهما.

(٤) الورك ـ ككتف ـ : ما فوق الفخذ كالكتف فوق العضد.

٥٥٥

١٢٧ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن محبوب عن عبد العزيز العبدي عن ابن أبي يعفور قال : كان خطاب الجهني خليطا لنا وكان شديد النصب لال محمد وكان يصحب نجدة الحروري (١) قال : فدخلت عليه أعوده للخلطة والتقية ، فاذا هو مغمى عليه في حد الموت ، فسمعته يقول : ما لي ولك يا على عليه‌السلام؟! فأخبرت بذلك أبا عبد الله عليه‌السلام ، فقال أبو عبد الله : رآه ورب الكعبة رآه ورب الكعبة.

١٢٨ ـ على بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة قال : قلت لأبي جعفر عليه‌السلام : أرأيت الميت إذا مات لم يجعل معه الجريدة؟ قال : تجافى عنه العذاب والحساب ما دام العود رطبا قال : والعذاب كله في يوم واحد في ساعة واحدة قدر ما يدخل القبر ويرجع القوم ، وانما جعلت السعفتان (٢) لذلك فلا يصيبه عذاب ولا حساب بعد جفوفهما ان شاء الله.

١٢٩ ـ محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن عبد الرحمان بن أبي هاشم عن سالم عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : ما من موضع قبر الا وهو ينطق كل يوم ثلاث مرات : أنا بيت التراب ، انا بيت البلى ، انا بيت الدود ، قال : فاذا دخله عبد مؤمن قال : مرحبا وأهلا ، أما والله لقد كنت أحبك وأنت تمشي على ظهري فكيف إذا دخلت بطني فسترى ذلك؟ قال فيفسح له مد البصر ويفتح له باب يرى مقعده من الجنة ، قال : ويخرج من ذلك رجل لم تر عيناه شيئا أحسن منه ، فيقول : يا عبد الله ما رأيت شيئا قط أحسن منك؟ فيقول : انا رأيك الحسن الذي كنت عليه وعملك الصالح الذي كنت تعمله ، قال : ثم تؤخذ روحه فيوضع في الجنة حيث رأى منزله ، ثم يقال له : نم قرير العين فلا يزال نفحة من الجنة تصيب جسده ، ويجد لذتها وطيبها حتى يبعث. قال : وإذا دخل الكافر قالت له : لا مرحبا بك ولا أهلا ، اما والله لقد كنت أبغضك وأنت تمشي على ظهري فكيف إذا دخلت بطني سترى ذلك ، قال : فتضم

__________________

(١) الحرورية : طائفة من الخوارج منسوبة الى حروراء وهي قرية بالكوفة رئيسهم نجدة.

(٢) السعفة : الجريدة من البخل.

٥٥٦

عليه فتجعله رميما ويعاد كما كان ، ويفتح له باب الى النار فيرى مقعده من النار ، ثم قال : ثم انه يخرج منه رجل أقبح من راى قط قال : فيقول له : يا عبد الله من أنت ما رأيت شيئا أقبح منك؟ قال : فيقول : أنا عملك السيئ الذي كنت تعمله ورأيك الخبيث ، قال : ثم تؤخذ روحه فتوضع حيث راى مقعده من النار ، ثم لم تزل نفخة من النار تصيب جسده فيجد ألمها وحرها في جسده الى يوم يبعث ، ويسلط الله على روحه تسعة وتسعين تنينا تنهشه (١) ليس فيها تنين ينفخ على وجه الأرض فتنبت شيئا.

١٣٠ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن الحسن بن على عن غالب بن عثمان عن بشير الدهان عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : ان للقبر كلاما كل يوم يقول : انا بيت الغربة أنا بيت الوحشة ، انا بيت الدود ، انا القبر ، أنا روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار.

١٣١ ـ على بن محمد عن على بن الحسن عن حسين بن راشد عن المرتجل بن معمر عن ذريح المحاربي عن عبادة الأسدي عن حبة العرني قال : خرجت مع أمير المؤمنين عليه‌السلام الى الظهر (٢) فوقف بواد السلام كأنه مخاطب لا قوام ، فقمت لقيامه حتى أعييت ثم جلست حتى مللت ، ثم قمت حتى نالني مثل ما نالني اولا ، ثم جلست حتى مللت ثم قمت وجمعت ردائي ، فقلت : يا أمير المؤمنين انى قد أشفقت عليك من طول القيام فراحة ساعة؟ ثم طرحت الرداء ليجلس عليه فقال لي : يا حبة ان هو إلا محادثة مؤمن أو مؤانسة ، قال : قلت : يا أمير المؤمنين وانهم لكذلك؟ قال : نعم ولو كشف لك لرأيتهم حلقا حلقا محتبين (٣) يتحادثون ، فقلت : أجسام أم أرواح؟ فقال : أرواح ، وما من مؤمن يموت في بقعة من بقاع الأرض الا قيل لروحه : الحقي بوادي السلام وانها لبقعة من جنة عدن.

__________________

(١) التنين ، الحية العظيمة.

(٢) اى الى ظهر الكوفة.

(٣) من احتبى بالثوب : اشتمل به. وقيل : جمع بين ظهر. وساقيه بعمامة ونحوها ليستند ، إذ لم يكن للعرب في البوادي جدران تستند إليها في مجالسها.

٥٥٧

١٣٢ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن الحسن بن على عن أحمد بن عمر رفعه الى أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قلت له : ان أخى ببغداد وأخاف أن يموت بها؟ فقال : ما يبالي حيث ما مات ، اما انه لا يبقى مؤمن في شرق الأرض وغربها الا حشر الله روحه الى وادي السلام ، قلت له : وأين وادي السلام؟ قال : ظهر الكوفة ، أما انى كأنى بهم حلق حلق قعود يتحدثون.

١٣٣ ـ على بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن أبي ولاد الحناط عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قلت له : جعلت فداك يروون ان أرواح المؤمنين في حواصل طيور (١) خضر حول العرش ، فقال : لا ، المؤمن أكرم على الله من أن يجعل روحه في حوصلة طير ، لكن في أبدان كأبدانهم.

١٣٤ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن عبد الرحمان بن أبي نجران عن مثنى الحناط عن أبي بصير قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : ان أرواح المؤمنين لفي شجرة من الجنة يأكلون من طعامها ويشربون من شرابها ، ويقولون : ربنا أقم الساعة لنا وأنجز لنا ما وعدتنا وألحق آخرنا بأولنا.

١٣٥ ـ سهل بن زياد عن اسمعيل بن مهران عن درست بن أبي منصور عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : ان الأرواح في صفة الأجساد في شجرة في الجنة ، تتعارف وتتسائل ، فاذا قدمت الروح على الأرواح تقول : دعوها فانها قد أقبلت من هول عظيم ، ثم يسألونها : ما فعل فلان وما فعل فلان؟ فان قالت لهم : تركته حيا ارتجوه ، وان قالت لهم : قد هلك قالوا : قد هوى هوى (٢).

١٣٦ ـ على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن محمد بن عثمان عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن أرواح المؤمنين؟ فقال : في حجرات في الجنة يأكلون من طعامها ويشربون من شرابها ، ويقولون : ربنا أقم لنا الساعة و

__________________

(١) الحواصل جمع الحوصلة وهي من الطير بمنزلة المعدة للإنسان.

(٢) قال المجلسي (ره) : اى سقط الى دركات الجحيم ، إذ لو كان من السعداء لكان يلحق بنا.

٥٥٨

أنجز لنا ما وعدتنا والحق آخرنا بأولنا.

١٣٧ ـ على عن أبيه عن محسن بن أحمد عن محمد بن حماد عن يونس بن يعقوب عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إذا مات الميت اجتمعوا عنده يسألونه عمن مضى وعمن بقي فان كان مات ولم يرد عليهم قالوا : قد هوى هوى ، ويقول بعضهم لبعض : دعوه حتى يسكن مما مر عليه من الموت.

١٣٨ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن خالد عن القاسم بن محمد عن الحسين بن أحمد عن يونس بن ظبيان قال : كنت عند أبي عبد الله عليه‌السلام فقال : ما يقول الناس في أرواح المؤمنين؟ فقلت : يقولون : تكون في حواصل طيور خضر في قناديل تحت العرش ، فقال أبو عبد الله عليه‌السلام : سبحان الله المؤمن أكرم على الله من أن يجعل روحه في حوصلة طير ، يا يونس إذا كان ذلك أتاه محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وعلى وفاطمة والحسن والحسين والملائكة المقربون عليهم‌السلام فاذا قبضه الله عزوجل صير تلك الروح في قالب كقالبه في الدنيا فيأكلون ويشربون ، فاذا قدم عليهم القادم عرفوه بتلك الصورة التي كانت في الدنيا.

١٣٩ ـ محمد عن أحمد عن الحسين بن سعيد عن أخيه الحسن عن زرعة عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : انا نتحدث عن أرواح المؤمنين انها في حواصل طيور خضر ترعى في الجنة وتأوى الى قناديل تحت العرش؟ فقال : لا ، اذن ما هي في حواصل طير. قلت : فأين هي؟ قال : في روضة كهيئة الأجساد في الجنة.

١٤٠ ـ على عن أبيه عن ابن أبي عمير عن محمد بن عثمان عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : سألته عن أرواح المشركين فقال : في النار يعذبون يقولون : ربنا لا تقم لنا الساعة ولا تنجز لنا ما وعدتنا ولا تلحق آخرنا بأولنا.

١٤١ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن عبد الرحمان بن أبي نجران عن مثنى عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : ان أرواح الكفار في نار جهنم يعرضون عليها يقولون : ربنا لا تقم لنا الساعة ولا تنجز لنا ما وعدتنا ولا تلحق آخرنا بأولنا.

٥٥٩

١٤٢ ـ محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد بإسناد له قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : شر بئر في النار برهوت الذي فيه أرواح الكفار.

١٤٣ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد وعلى بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن جعفر بن محمد الأشعري عن القداح عن أبي عبد الله عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : شر ماء على وجه الأرض ماء برهوت ، وهو الذي بحضرموت ترده هام الكفار. (١)

١٤٤ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : انما يسأل في قبره من محض الايمان محضا أو محض الكفر محضا ، وما سوى ذلك فيلهى عنه. (٢)

١٤٥ ـ أبو على الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن الحجال عن ثعلبة عن أبي بكر الحضرمي قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : لا يسأل في القبر الا من محض الايمان محضا أو محض الكفر محضا ، والآخرون يلهون عنهم.

١٤٦ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن بريد بن معاوية عن محمد بن مسلم قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : لا يسأل في القبر الا من محض الايمان محضا أو محض الكفر محضا.

١٤٧ ـ عن احمد بن محمد عن الحسين عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن

__________________

(١) هام جمع هامة وهي الصدى ورئيس القوم ، والصدى الرجل اللطيف الجسد ، والجسد من الأدمي بعد موته ، وطائر يخرج من رأس المقتول إذا بلى بزعم الجاهلية ، وكانوا يزعمون ان عظام الميت تصير هامة فتطير على قبره والمراد بالهامة هنا أرواح الكفار وأبدانهم المثالية ، قاله المحدث الكاشاني (ره)

(٢) قوله عليه‌السلام «محض الايمان ..» محض على صبغة الفعل اى أخلص وقوله عليه‌السلام : «فيلهى» ليس على معناه الحقيقي بل هو كناية عن عدم التعرض لهم في سئوال ما دون الايمان والكفر ، كذا في هامش المصدر.

٥٦٠