تفسير نور الثقلين - ج ٣

الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي

تفسير نور الثقلين - ج ٣

المؤلف:

الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي


المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
الموضوع : القرآن وعلومه
الطبعة: ٠
الصفحات: ٦٤٢

قال : نزلت في على وجعفر وحمزة صلوات الله عليه وعليهما ثم حرف.

١٥٢ ـ حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن ابن مسكان عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله عزوجل : (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ) قال : ان العامة يقولون : نزلت في رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لما أخرجته قريش من مكة ، وانما هو القائم صلوات الله عليه إذا خرج يطلب بدم الحسين صلوات الله عليه ، وهو يقول : نحن أولياء الدم وطلاب الترة.

١٥٣ ـ في مجمع البيان وروى عن الباقر عليه‌السلام انه قال : لم يؤمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بقتال ولا اذن له فيه ، حتى نزل جبرئيل بهذه الاية : (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا) وقلده سيفا.

١٥٤ ـ وفيه أيضا وكان المشركون يؤذون المسلمين لا يزال يجيء مشجوج ومضروب الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ويشكون ذلك الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فيقول لهم : اصبروا فانى لم أومر بالقتال حتى هاجر ، فأنزل الله عليه هذه الاية بالمدينة وهي أول آية نزلت في القتال.

١٥٥ ـ في روضة الكافي ابن محبوب عن أبي جعفر الأحول عن سلام بن المستنير عن أبي جعفر عليه‌السلام في قول الله تبارك وتعالى : (الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللهُ) قال نزلت في رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعلى وحمزة وجعفر ، وجرت في الحسين عليهم‌السلام أجمعين.

١٥٦ ـ في تفسير على بن إبراهيم وقوله عزوجل : (الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ) قال : الحسين صلوات الله عليه وعلى جده وأبيه وامه وأخيه وذريته وبنيه ، حين طلبه يزيد ليحمله الى الشام فهرب الى الكوفة وقتل بالطف.

١٥٧ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه‌السلام (الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ) قال : نحن ، نزلت فينا.

١٥٨ ـ في مجمع البيان وقال أبو جعفر عليه‌السلام نزلت في المهاجرين وجرت

٥٠١

في آل محمد : (الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ) وأخيفوا.

١٥٩ ـ في الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قلت له : أخبرنى عن الدعاء الى الله والجهاد في سبيله أهو لقوم لا يحل الا لهم ولا يقوم به الا من كان منهم أم هو مباح لكل من وحد الله عزوجل وآمن برسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومن كان كذا فله أن يدعو الى الله عزوجل والى طاعته وأن يجاهد في سبيله؟ فقال : ذلك قوم لا يحل الا لهم ولا يقوم بذلك الا من كان منهم ، قلت : من أولئك؟ قال ، من قام بشرائط الله تعالى في القتال والجهاد على المجاهدين فهو مأذون له في الدعاء الى الله تعالى ، ومن لم يكن قائما بشرائط الله في الجهاد على المجاهدين فليس بمأذون له في الجهاد ولا الدعاء الى الله حتى يحكم في نفسه ما أخذ الله عليه من شرائط الجهاد ، قلت : فبين لي رحمك الله.

قال : ان الله تعالى أخبر في كتابه الدعاء اليه ووصف الدعاة اليه ، فجعل ذلك لهم درجات يعرف بعضها بعضا ، ويستدل ببعضها على بعض الى ان قال عليه‌السلام : ثم أخبر تبارك وتعالى انه لم يؤمر بالقتال الا أصحاب هذه الشروط ، فقال سبحانه وتعالى : (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللهُ) وذلك ان جميع ما بين السماء والأرض لله عزوجل ولرسوله ولاتباعهم من المؤمنين من أهل هذه الصفة ، فما كان من الدنيا في أيدي المشركين والكفار والظلمة والفجار من أهل الخلاف لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله والمولى عن طاعتهما مما كان في أيديهم ظلموا فيه المؤمنين من أهل هذه الصفات ، وغلبوهم عليه ما أفاء الله (١) على رسوله فهو حقهم أفاء الله عليهم ورده إليهم وانما معنى الفيء كلما صار الى المشركين ثم رجع مما كان غلب عليه أو فيه فما رجع الى مكانه من قول أو فعل فقد فاء ، مثل قول الله عزوجل (فَإِنْ فاؤُ فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) اى رجعوا ثم قال : (وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلاقَ فَإِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) وقال : (وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلى أَمْرِ اللهِ)

__________________

(١) وفي المصدر (مِمَّا أَفاءَ اللهُ) وفي الوافي «فما أفاء الله».

٥٠٢

اى ترجع «فان فاءت» اى رجعت (فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) يعنى بقوله : تفيء ترجع ، فذلك الدليل على ان الفيء كل راجع الى مكان قد كان عليه أو فيه ، ويقال للشمس إذا زالت قد فاءت الشمس حين يفيء الفيء عند رجوع الشمس الى زوالها ، وكذلك ما أفاء الله على المؤمنين من الكفار ، فانما هي حقوق المؤمنين رجعت إليهم بعد ظلم الكفار إياهم فذلك قوله : (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا) ما كان المؤمنون أحق به منهم.

وانما اذن للمؤمنين الذين قاموا بشرايط الايمان التي وصفناها ، وذلك انه لا يكون مأذونا له في القتال حتى يكون مظلوما ، ولا يكون مظلوما حتى يكون مؤمنا ، ولا يكون مؤمنا حتى يكون قائما بشرائط الايمان التي اشترط الله تعالى على المؤمنين والمجاهدين ، فاذا تكاملت فيه شرائط الله تعالى كان مؤمنا ، وإذا كان مؤمنا كان مظلوما ، وإذا كان مظلوما كان مأذونا له في الجهاد ، لقوله عزوجل : (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ) وان لم يكن مستكملا لشرائط الايمان فهو ظالم ممن يبغى ويجب جهاده حتى يتوب ، وليس مأذونا له في الجهاد والدعاء الى الله عزوجل ، لأنه ليس من المؤمنين المظلومين الذين اذن لهم في القرآن في القتال ، فلما نزلت هذه الاية (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا) في المهاجرين الذين أخرجهم أهل مكة من ديارهم وأموالهم أحل لهم جهادهم بظلمهم إياهم واذن لهم في القتال.

فقلت : فهذه نزلت في المهاجرين بظلم مشركي أهل مكة لهم فما بالهم في قتال كسرى وقيصر ومن دونهم من مشركي قبائل العرب؟ فقال : لو كان انما اذن لهم في قتال من ظلمهم من أهل مكة فقط لم يكن لهم الى قتال جموع كسرى وقيصر وغير أهل مكة من قبائل العرب سبيل ، لان الذين ظلموهم غيرهم وانما اذن لهم في قتال من ظلمهم من أهل مكة لإخراجهم إياهم من ديارهم وأموالهم بغير حق ، ولو كانت الاية انما عنت المهاجرين الذين ظلمهم أهل مكة كانت الاية مرتفعة الفرض عمن بعدهم ، إذ لم يبق من

٥٠٣

الظالمين والمظلومين أحد ، وكان فرضها مرفوعا عن الناس بعدهم إذا لم يبق من الظالمين والمظلومين أحد ، وليس كما ظننت ولا كما ذكرت ، ولكن المهاجرين ظلموا من جهتين ظلمهم أهل مكة بإخراجهم من ديارهم وأموالهم ، فقاتلوهم بإذن الله لهم في ذلك ، وظلمهم كسرى وقيصر ومن كان دونهم من قبائل العرب والعجم بما كان في أيديهم مما كان المؤمنون أحق به منهم ، فقد قاتلوهم بإذن الله تعالى لهم في ذلك (١).

وبحجة هذه الاية يقاتل مؤمنوا كل زمان وانما اذن الله للمؤمنين الذين قاموا بما وصف الله تعالى من الشرائط التي شرطها الله على المؤمنين في الايمان والجهاد ، ومن كان قائما بتلك الشرائط فهو مؤمن وهو مظلوم ومأذون له في الجهاد بذلك المعنى ، ومن كان على خلاف ذلك فهو ظالم وليس من المظلومين وليس بمأذون له في القتال ولا بالنهي عن المنكر والأمر بالمعروف ، لأنه ليس من أهل ذلك ولا مأذون له في الدعاء الى الله تعالى ، لأنه ليس يجاهد مثله ، وأمر بدعائه الى الله ولا يكون مجاهدا من قد أمر المؤمنون (٢) بجهاده وحضر الجهاد عليه ومنعه منه ولا يكون داعيا الى الله تعالى من أمر بدعاء مثله الى التوبة ، والحق والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ، ولا يأمر بالمعروف من قد أمر أن يؤمر به ، ولا ينهى عن المنكر من قد أمر أن ينهى عنه. فمن كانت قد تمت فيه شرائط الله تعالى التي وصف بها أهلها من أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو مظلوم ، فهو مأذون له في الجهاد ، كما اذن لهم (٣) في الجهاد ، لان حكم الله تعالى في الأولين والآخرين وفرائضه عليهم سواء الا من علة أو حادث

__________________

(١) قال المجلسي (ره) : حاصل الجواب انا قد ذكرنا ان جميع ما في أيدي المشركين كان من أموال المسلمين ، فجميع المسلمين مظلومون من هذه الجهة والمهاجرون ظلموا من هذه الجهة ، ومن جهة إخراجهم من خصوص مكة.

(٢) وفي بعض النسخ «أمر المؤمنين» ولعله الأوفق بالسياق لقوله «ومنعه منه».

(٣) اى لأصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله.

٥٠٤

يكون ، والأولون والآخرون أيضا في منع الحوادث شركاء ، والفرائض عليهم واحدة ، يسأل الآخرون عن أداء الفرائض عما يسأل عنه الأولون ، ويحاسبون عما به يحاسبون.

ومن لم يكن على صفة من أذن الله له في الجهاد من المؤمنين فليس من أهل الجهاد وليس بمأذون له فيه حتى يفيء بما شرط الله تعالى عليه ، فاذا تكاملت فيه شرائط الله تعالى على المؤمنين والمجاهدين فهو من المأذون لهم في الجهاد ، فليتق الله تعالى عبد ولا يغتر بالأماني التي نهى الله تعالى عنها من هذه الأحاديث الكاذبة على الله ، التي يكذبها القرآن ويتبرأ منها ، ومن حملتها ورواتها ، ولا يقدم على الله بشبهة لا يعذر بها فانه ليس وراء المعترض للقتل في سبيل الله منزلة يؤتى الله من قبلها ، وهي غاية الأعمال في عظم قدرها ، فليحكم امرء لنفسه وليرها كتاب الله تعالى ويعرضها عليه ، فانه لا أحد أعرف بالمرء من نفسه ، فان وجدها قائمة بما شرط الله عليه في الجهاد فليقدم على الجهاد ، وان علم تقصيرا فليصلحها وليقمها على ما فرض الله عليها من الجهاد ، ثم ليقدم بها وهي طاهرة مطهرة من كل دنس يحول بينها وبين جهادها ، ولسنا نقول لمن أراد الجهاد وهو على خلاف ما وصفنا من شرائط الله عزوجل على المؤمنين والمجاهدين لا تجاهدوا ، ولكن نقول : قد علمنا كم ما شرط الله تعالى على أهل الجهاد الذين بايعهم واشترى منهم أنفسهم وأموالهم بالجنان ، فليصلح امرء ما علم من نفسه من تقصير عن ذلك وليعرضها على شرائط الله ، فان راى انه قد وفى بها وتكاملت فيه فانه ممن أذن الله تعالى له في الجهاد ، وان أبى ان لا يكون مجاهدا على ما فيه من الإصرار على المعاصي والمحارم والاقدام على الجهاد بالتخبيط والعمى والقدوم على الله عزوجل بالجهل والروايات الكاذبة ، فلقد لعمري جاء الأثر فيمن فعل هذا الفعل ان الله تعالى ينصر هذا الدين بأقوام لا خلاق لهم فليتق الله امرء وليحذر ان يكون منهم فقد بين لكم ولا عذر لكم بعد البيان في الجهل ، ولا قوة الا بالله وحسبنا الله عليه توكلنا واليه المصير.

١٦٠ ـ في مجمع البيان وقرء جعفر بن محمد عليهما‌السلام : «وصلوات» بضم الصاد واللام.

٥٠٥

١٦١ ـ في تفسير على بن إبراهيم ثم ذكر عبادة الائمة صلوات الله عليهم وسيرتهم فقال : الذين ان مكناهم في الأرض أقاموا الصلوة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر والى الله عاقبة الأمور وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله : (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ) فهذه لال محمد الى آخر الاية ، والمهدي وأصحابه يملكهم الله مشارق الأرض ومغاربها ، ويظهر الدين ويميت الله به وبأصحابه البدع والباطل كما أمات الشقاة الحق حتى لا يرى اين الظلم ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر.

١٦٢ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب موسى بن جعفر والحسين بن على (ع) في قوله تعالى : (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ) قال : هذه فينا أهل البيت.

١٦٣ ـ في مجمع البيان (وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ) وقال ابو جعفر عليه‌السلام : نحن هم.

١٦٤ ـ وفي تفسير أهل البيت عليهم‌السلام في قوله : وبئر معطلة اى وكم من عالم لا يرجع اليه ولا ينتفع بعلمه.

١٦٥ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده الى أبي بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله عزوجل : (وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ) قال : البئر المعطلة الامام الصامت ، والقصر المشيد الامام الناطق.

١٦٦ ـ في كتاب معاني الاخبار باسناده الى إبراهيم بن زياد قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام في قول الله عزوجل : (وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ) قال : البئر المعطلة الامام الصامت ، والقصر المشيد الامام الناطق.

١٦٧ ـ حدثنا أبي رحمه‌الله قال : حدثنا أحمد بن إدريس عن محمد بن أحمد بن يحيى عن على بن السندي عن محمد بن عمرو عن بعض أصحابنا عن نصر بن قابوس قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : (وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ) قال : البئر المعطلة الامام الصامت ، والقصر المشيد الامام الناطق.

٥٠٦

١٦٨ ـ وباسناده الى عبد الله بن القاسم البطل عن صالح بن سهل انه قال : أمير المؤمنين عليه‌السلام هو القصر المشيد ، والبئر المعطلة فاطمة وولدها معطلين من الملك.

١٦٩ ـ في أصول الكافي محمد بن الحسن وعلى بن محمد عن سهل بن زياد عن موسى بن القاسم البجلي عن على بن جعفر عن أخيه موسى عليه‌السلام في قوله تعالى : (وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ) قال : البئر المعطلة الامام الصامت ، والقصر المشيد الامام الناطق ورواه محمد بن يحيى عن العمركي عن على بن جعفر عن أبي الحسن مثله.

١٧٠ ـ في تفسير على بن إبراهيم واما قوله عزوجل : (وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ) قال : هو مثل لال محمد صلوات الله عليهم قوله : (وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ) هو الذي لا يستقى منها وهو الامام الذي قد غاب فلا يقتبس منه العلم الى وقت ظهوره «والقصر المشيد» هو المرتفع ، وهو مثل لأمير المؤمنين والائمة منه صلوات الله عليهم ، وفضائلهم المنتشرة في العالمين المشرفة على الدنيا وهو قوله : (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) وقال الشاعر في ذلك : بئر معطلة وقصر مشرف مثل لال محمد متطرف فالقصر مجدهم الذي لا يرتقى والبئر علمهم الذي لا ينزف.

١٧١ ـ في كتاب الخصال وسئل الصادق عليه‌السلام عن قول الله تعالى : (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ) قال : معناه : أو لم ينظروا في القرآن.

١٧٢ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عمن ذكره عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : انه قال : تاه (١) من جهل ، واهتدى من أبصر وعقل ، ان الله عزوجل يقول : (فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) وكيف يهتدى من لم يبصر وكيف يبصر من لم يتدبر ، اتبعوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأهل بيته ، وأقروا بما نزل من عند الله ، واتبعوا آثار الهدى ، فإنهم علامات الامانة والتقى والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٧٣ ـ في كتاب الخصال عن على بن الحسين عليهما‌السلام حديث طويل يقول

__________________

(١) تاه : هلك وذهب.

٥٠٧

فيه : ان للعبد أربع أعين : عينان يبصر بهما أمر دينه ودنياه وعينان يبصر بهما امر آخرته ، فاذا أراد الله بعبد خيرا فتح له العينين اللتين في قلبه ، فأبصر بهما العيب ، وامر آخرته ، وإذا أراد به غير ذلك ترك القلب بما فيه.

١٧٤ ـ في كتاب التوحيد عن الزهري عن على بن الحسين عليهما‌السلام مثل ما في الخصال سواء وزاد في آخره ثم التفت الى السائل عن القدر فقال : هذا منه هذا منه.

١٧٥ ـ في تفسير على بن إبراهيم خطبة له صلى‌الله‌عليه‌وآله وفيها : وأعمى العمى الضلالة بعد الهدى ، وشر العمى عمى القلب.

١٧٦ ـ في روضة الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسن ابن شمون عن عبد الله بن عبد الرحمن عن عبد الله بن القاسم عن عمرو بن أبي المقدام عن أبي عبد الله عليه‌السلام انه قال : انما شيعتنا أصحاب الاربعة الأعين : عينان في الرأس ، وعينان في القلب ، الا وان الخلايق كلهم كذلك ، الا ان الله عزوجل فتح أبصاركم وأعمى أبصارهم.

١٧٧ ـ حميد بن زياد عن الحسن بن محمد الكندي عن احمد بن عديس عن أبان ابن عثمان عن أبي الصباح عن أبي عبد الله عليه‌السلام عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله انه قال : وأعمى العمى عمى القلب ، والحديثان طويلان أخذنا منهما موضع الحاجة.

١٧٨ ـ في من لا يحضره الفقيه وقال أبو جعفر عليه‌السلام : انما الأعمى عمى القلب (فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ).

١٧٩ ـ في مصباح الشريعة قال الصادق عليه‌السلام : ولا يصح الاعتبار الا لأهل الصفا والبصيرة ، قال الله تعالى : (فَاعْتَبِرُوا يا أُولِي الْأَبْصارِ) وقال عز من قائل : (فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) فمن فتح الله عين قلبه وبصر عينه بالاعتبار فقد أعطاه منزلة رفيعة وملكا عظيما.

١٨٠ ـ في عوالي اللئالى وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا أراد الله بعبد خيرا فتح عيني قلبه

٥٠٨

فيشاهد بها ما كان غائبا عنه.

١٨١ ـ في تفسير على بن إبراهيم وقوله عزوجل : ويستعجلونك بالعذاب وذلك ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أخبرهم ان العذاب قد أتاهم فقالوا : فأين العذاب؟ فاستعجلوه فقال الله عزوجل : (وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ).

١٨٢ ـ في كتاب معاني الاخبار أبي رحمه‌الله قال : حدثنا سعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد عن جعفر بن محمد بن عقبة عن زرارة عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله عزوجل : (لابِثِينَ فِيها أَحْقاباً) قال : الاحقاب ثمانية أحقاب ، والحقب ثمانون سنة ، والسنة ثلاثمأة وستون يوما ، واليوم (كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ).

١٨٣ ـ في إرشاد المفيد رحمه‌الله عن أبي جعفر عليه‌السلام حديث طويل وفيه قال عليه‌السلام : إذا قام القائم عليه‌السلام سار الى الكوفة فهدم فيها أربع مساجد ، ولم يبق مسجد على وجه الأرض له شرف الا هدمها ، وجعلها جماء (١) ووسع الطريق الأعظم ، وكسر كل جناح خارج في الطريق ، وأبطل الكنف (٢) والميازيب الى الطرقات ، ولا ترك بدعة الا أزالها ، ولا سنة الا أقامها ، ويفتح قسطنطنية والصين وجبال الديلم (٣) فيمكث على ذلك سبع سنين مقدار كل سنة عشر سنين من سنيكم ، ثم يفعل الله ما يشاء ، قال : قلت : جعلت فداك فكيف تطول السنون؟ قال : يأمر الله تعالى الفلك باللبوث وقلة الحركة ، فتطول الأيام لذلك والسنون ، قال له : انهم يقولون : ان تغير فسد؟ قال : ذاك قول الزنادقة ، فأما المسلمون فلا سبيل لهم الى ذلك ، وقد شق الله القمر لنبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله ورد الشمس من قبله ليوشع بن نون ، وأخبر بطول يوم القيامة وانه كألف سنة مما تعدون.

١٨٤ ـ في روضة الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن على بن أسباط عنهم عليهم

__________________

(١) جماء اى ملساء.

(٢) الكنف : بناء فوق باب الدار.

(٣) وهي جبال في نواحي طالقان.

٥٠٩

السلام قال : فيما وعظ الله عيسى صلى الله عليه : واعبدني ليوم كألف سنة مما تعدون فيه أجزى بالحسنة أضعافها.

١٨٥ ـ في أمالي شيخ الطائفة قدس‌سره باسناده الى أبي عبد الله عليه‌السلام انه قال في كلام طويل : فان في القيامة خمسين موقفا ، كل موقف مثل ألف سنة مما تعدون ، ثم تلا هذه الاية (فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ).

١٨٦ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن أبي يحيى الواسطي عن هشام بن سالم ودرست بن أبي منصور عنه قال قال أبو عبد الله عليه‌السلام : الأنبياء والمرسلون على أربع طبقات ، فنبي منبأ في نفسه لا يعدو غيرها ، ونبي يرى في النوم ويسمع الصوت ولا يعاينه في اليقظة ، ولم يبعث الى أحد وعليه امام مثل ما كان إبراهيم على لوط عليهما‌السلام ، ونبي يرى في منامه ويسمع الصوت ويعاين الملك وقد أرسل الى طائفة قلوا أو كثروا كيونس ، قال الله ليونس : (وَأَرْسَلْناهُ إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ) قال : يزيدون ثلثين ألفا وعليه امام ، والذي يرى في منامه ويسمع الصوت ويعاين في اليقظة وهو امام مثل أولى العزم ، وقد كان إبراهيم عليه‌السلام نبيا وليس بإمام حتى قال الله : (إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي)؟ فقال الله : (لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) من عبد صنما أو وثنا لا يكون إماما.

١٨٧ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن ثعلبة بن ميمون عن زرارة قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : (وَكانَ رَسُولاً نَبِيًّا) ما الرسول وما النبي؟ فقال : النبي الذي يرى في منامه ويسمع الصوت ولا يعاين الملك ، والرسول الذي يسمع الصوت ويرى في المنام ويعاين الملك ، قلت : الامام ما منزلته؟ قال : يسمع الصوت ولا يرى ولا يعاين الملك ، ثم تلا هذه الاية : (وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍ) ولا محدث.

١٨٨ ـ على بن إبراهيم عن أبيه عن اسمعيل بن مرار قال : كتب الحسن بن العباس المعروفي الى الرضا عليه‌السلام : جعلت فداك أخبرنى ما الفرق بين الرسول والنبي

٥١٠

والامام؟ قال : فكتب ـ أو قال ـ : الفرق بين الرسول والنبي والامام ، ان الرسول الذي ينزل عليه جبرئيل عليه‌السلام فيراه ويسمع كلامه وينزل عليه الوحي ، وربما راى في منامه نحو رؤيا إبراهيم عليه‌السلام ، والنبي ربما سمع الكلام وربما راى الشخص ولم يسمع ، والامام هو الذي يسمع الكلام ولا يرى الشخص.

١٨٩ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن الأحول قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن الرسول والنبي والمحدث؟ قال : الرسول الذي يأتيه جبرئيل قبلا (١) فيراه ويكلمه فهذا الرسول ، واما النبي فهو الذي يرى في منامه نحو رؤيا إبراهيم ، ونحو ما كان رأى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من أسباب النبوة قبل الوحي حتى أتاه جبرئيل عليه‌السلام من عند الله بالرسالة ، وكان محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله حين جمع له النبوة وجاءته الرسالة من عند الله يخبر بها جبرئيل عليه‌السلام ويكلمه بها قبلا ، ومن الأنبياء من جمع له النبوة ويرى في منامه ويأتيه الروح ويكلمه ويحدثه من غير أن يكون يرى في اليقظة ، واما المحدث فهو الذي يحدث فيسمع ولا يعاين ولا يرى في منامه.

١٩٠ ـ أحمد بن محمد ومحمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن على بن حسان عن ابن فضال عن على بن يعقوب الهاشمي عن مروان بن مسلم عن بريد عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما‌السلام في قوله عزوجل : (وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍ) ولا محدث» قلت : جعلت فداك ليست هذه قراءتنا فما الرسول والنبي والمحدث؟ قال : الرسول الذي يظهر له الملك فيكلمه ، والنبي هو الذي يرى في منامه ، وربما اجتمعت النبوة والرسالة لواحد ، والمحدث الذي سمع الصوت ولا يرى الصورة. قال : قلت : أصلحك الله كيف يعلم ان الذي رأى في النوم حق وانه من الملك؟ قال : يوفق لذلك حتى يعرفه ، لقد ختم الله بكتابكم الكتب وختم بنبيكم الأنبياء.

١٩١ ـ محمد بن الحسن عمن ذكره عن محمد بن خالد عن محمد بن سنان عن زيد الشحام قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : ان الله تبارك وتعالى اتخذ إبراهيم عليه‌السلام عبدا قبل أن يتخذه

__________________

(١) اى عيانا ومقابلة.

٥١١

نبيا ، وان الله اتخذه نبيا قبل ان يتخذه رسولا ، وان الله اتخذه رسولا قبل أن يتخذه خليلا ، وان الله اتخذه خليلا قبل أن يتخذه إماما.

١٩٢ ـ على بن محمد عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسين عن اسحق بن عبد ـ العزيز أبي السفاتج عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : سمعته يقول : ان الله اتخذ إبراهيم عليه‌السلام عبدا قبل أن يتخذه نبيا ، واتخذه نبيا قبل ان يتخذه رسولا ، واتخذه رسولا قبل أن يتخذه خليلا ، واتخذه خليلا قبل أن يتخذه إماما ، وهذان الحديثان طويلان أخذنا منهما موضع الحاجة.

١٩٣ ـ محمد عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن جميل بن صالح عن زياد ابن سوقة عن الحكم بن عيينة قال : دخلت على على بن الحسين عليهما‌السلام يوما فقال : يا حكم هل تدري الاية التي كان على بن أبي طالب عليه‌السلام يعرف قاتله بها ، ويعرف بها الأمور العظام التي كان يحدث بها الناس؟ قال الحكم : فقلت في نفسي : قد وقعت على علم من علم على بن الحسين ، أعلم بذلك تلك الأمور العظام قال : فقلت : لا والله لا اعلم ، قال : ثم قلت : الاية تخبرني بها يا ابن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله؟ قال : هو والله قول الله عز ذكره : (وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍ) ولا محدث» وكان على بن أبي طالب محدثا ، فقال له رجل يقال له : عبد الله بن زيد كان أخا على لامه : سبحان الله محدثا! ـ كأنه ينكر ذلك ـ فأقبل عليه أبو جعفر فقال : اما والله ان ابن أمك بعد قد كان يعرف ذلك ، قال : فلما قال له ذلك سكت الرجل ، فقال : هي التي هلك فيها أبو الخطاب (١) فلم يدر ما تأويل المحدث والنبي.

١٩٤ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن عبد الرحمان ابن كثير عن أبي جعفر عليه‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ان أول وصى كان على وجه الأرض

__________________

(١) وهو محمد بن مقلاص الأسدي الكوفي من الغلاة الملعونين ، كان يقول : ان الائمة الأنبياء لما سمع انهم محدثون ولم يفرق بين المحدث والنبي ، ثم عدل عنه وكان يقول : انهم آلهة.

٥١٢

هبة الله ابن آدم ، وما من نبي مضى الا وله وصى ، وكان جميع الأنبياء مأة ألف نبي ، وعشرين الف نبي منهم خمسة أولوا العزم : نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وان على بن أبي طالب كان هبة الله لمحمد عليهما‌السلام ، وورث علم الأوصياء وعلم من كان قبله ، أما ان محمدا ورث علم من كان قبله من الأنبياء والمرسلين ، على قائمة العرش مكتوب : حمزة أسد الله وأسد رسوله ، وسيد الشهداء ، وفي رواية العرش : على أمير المؤمنين فهذه حجتنا على من أنكر حقنا ، وجحد ميراثنا ، وما منعنا من الكلام وإمامنا اليقين ، فأى حجة يكون أبلغ من هذا؟.

١٩٥ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن محمد بن يحيى الخثعمي عن هشام عن ابن أبي يعفور قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : سادة النبيين والمرسلين خمسة ، وهم أولوا العزم من الرسل ، وعليهم دارت الرحى : (نُوحٍ وَإِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسَى) ومحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وعلى جميع الأنبياء.

١٩٦ ـ في تهذيب الأحكام باسناده الى أبي بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : من أحب أن يصافحه مأتا ألف نبي وعشرون ألف نبي فليزر قبر حسين بن على عليهما‌السلام في النصف من شعبان ، فان أرواح النبيين تستأذن الله في زيارة قبره فيؤذن لهم.

١٩٧ ـ في كتاب الخصال عن عتبة بن عمير الليثي عن أبي ذر رحمه‌الله قال : دخلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو في المسجد جالس وحده ، فاغتنمت خلوته الى أن قال قلت : يا رسول الله كم النبيون؟ قال : مأة ألف وأربعة وعشرون ألف نبي ، قلت : كم المرسلون منهم؟ قال : ثلاثمأة وثلاثة عشر جما غفيرا (١) قلت : من كان أول الأنبياء؟ قال : آدم ، قلت : من الأنبياء مرسلا؟ قال : نعم خلقه الله بيده و (نَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ) ثم قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا با ذر أربعة من الأنبياء سريانيون : آدم وشيث وأخنوخ وهو إدريس وهو أول من خط بالقلم ، ونوح عليه‌السلام ، وأربعة من الأنبياء من العرب : هود وصالح وشعيب وانا وأول نبي من بنى إسرائيل موسى وآخرهم عيسى وستمائة نبي.

__________________

(١) اى مجتمعين كثيرين.

٥١٣

١٩٨ ـ وباسناده الى أمير المؤمنين على بن أبي طالب عليه‌السلام عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : خلق الله عزوجل مأة ألف نبي واربعة وعشرين ألف نبي أنا أكرمهم على الله ولا فخر ، وخلق الله مأة ألف وصى وأربعة وعشرين ألف وصى ، فعلى أكرمهم وأفضلهم. وبإسناد آخر الى أمير المؤمنين على بن أبي طالب عليه‌السلام عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله نحوه.

١٩٩ ـ في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه‌السلام من خبر الشامي وما سأل عنه أمير المؤمنين عليه‌السلام في جامع الكوفة حديث طويل وفيه : وسأله عن ستة من الأنبياء لهم اسمان؟ فقال : يوشع بن نون وهو ذو الكفل (١) ويعقوب وهو إسرائيل ، والخضر وهو حليفا ، ويونس وهو ذو النون ، وعيسى وهو المسيح ، ومحمد وهو أحمد صلوات الله عليهم. وسأله عن خمسة من الأنبياء تكلموا بالعربية؟ فقال : هو دو شعيب وصالح واسمعيل ومحمد صلوات الله عليهم ، وسأله من خلق الله تعالى من الأنبياء مختونا؟ فقال : خلق الله آدم مختونا ، وولد شيث مختونا ، وإدريس ونوح وسام بن نوح وإبراهيم وداود وسليمان ولوط واسمعيل وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله عليهم أجمعين.

٢٠٠ ـ في بصائر الدرجات على بن اسمعيل عن محمد بن عمرو عن يونس بن يعقوب عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : ما من نبي ولا رسول الا أرسل بولايتنا وبفضلنا على من سوانا.

٢٠١ ـ على بن اسمعيل عن صفوان بن يحيى عن الحارث بن المغيرة عن حمران قال : حدثنا الحكم بن عتيبة عن على بن الحسين عليهما‌السلام انه قال : ان علم على في آية من القرآن ، قال : وكتمنا الاية ، قال : فكنا نجتمع فنتدارس القرآن ولا نعرف الاية ، قال : فدخلت على أبي جعفر عليه‌السلام فقلت له : ان الحكم بن عتيبة حدثنا عن على ابن الحسين عليهما‌السلام ان علم على في آية من القرآن وكتمنا الاية ، قال : اقرأ

__________________

(١) كون ذي الكفل هو يوشع عليه‌السلام أحد الأقوال فيه ، وقيل انه : زكريا ، وقيل الياس ، وقيل : حزقيل ، وقيل : انه وصى اليسع بن اخطوب.

٥١٤

يا حمران ، «وما أرسلنا من رسول ولا نبي» قال فقال أبو جعفر عليه‌السلام : «وما أرسلنا من رسول ولا نبي ولا محدث» قال : كان على محدثا ، قالوا : ما صنعت شيئا الا كنت تسأله من يحدثه؟ قال : قلت : من يحدثه؟ قال : ملك يحدثه ، قلت : أقول : انه نبي أو رسول؟ قال : لا ولكن قل : مثله مثل صاحب سليمان ومثل صاحب موسى ومثله مثل ذي القرنين.

٢٠٢ ـ العباس بن معروف عن القاسم بن عروة عن بريد العجلي قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن الرسول والنبي والمحدث؟ قال : الرسول الذي يأتيه الملائكة فتبلغه عن الله تبارك وتعالى ، والنبي الذي يرى في منامه فما راى فهو كما رأى ، والمحدث الذي يسمع كلام الملائكة وينقر في اذنه ، وينكت في اذنه (١).

٢٠٣ ـ محمد بن الحسين عن احمد بن محمد بن أبي نصر عن حماد بن عثمان عن زرارة قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن النبي والرسول والمحدث؟ قال : الرسول يأتيه جبرئيل فيكلمه فيراه كما يرى الرجل صاحبه الذي يكلمه ، فهذا الرسول ، والنبي الذي يؤتى في منامه نحو رؤيا إبراهيم ، ونحو ما كان يأتى رسول الله من السبات (٢) إذا أتاه جبرئيل هكذا النبي ، ومنهم من يجمع له الرسالة والنبوة ، وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله نبيا يأتيه جبرئيل قبلا فيكلمه فيراه فيأتيه في النوم ، والنبي الذي يسمع كلام الملك غير معاينة فيحدثه ، واما المحدث فهو الذي يسمع ولا يعاين ولا يؤتى في المنام.

٢٠٤ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه‌الله عن أمير المؤمنين عليه‌السلام حديث طويل فيه : فيذكر جل ذكره لنبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله ما يحدثه عدوه في كتابه من بعده بقوله : (وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلَّا إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللهُ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللهُ آياتِهِ) يعنى انه ما من نبي تمنى مفارقة ما يعاينه من نفاق قومه وعقوقهم والانتقال عنهم الى دار الاقامة الا القى الشيطان المعرض بعداوته

__________________

(١) نكت الشيء بقضب أو بإصبع : ضربه به فأثر فيه.

(٢) السبات ـ بالضم ـ : النوم ، وقيل خفنه ، وقيل : ابتداؤه في الرأس حتى يبلغ القلب.

٥١٥

عند فقده في الكتاب الذي عليه ذمه والقدح فيه ، والطعن عليه ، فينسخ الله ذلك من قلوب المؤمنين ، فلا تقبله ولا يصغي اليه غير قلوب المنافقين والجاهلين ، ويحكم الله آياته بان يحمى أوليائه من الضلال والعدوان ، ومشايعة أهل الكفر والطغيان الذين لم يرض الله أن يجعلهم كالأنعام حيث قال : (بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً).

٢٠٥ ـ في مجمع البيان وروى عن ابن عباس وغيره ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لما تلا سورة والنجم وبلغ الى قوله : (أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى وَمَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى) القى الشيطان في تلاوته : وتلك الغرانيق العلى وان شفاعتهن لترتجى. فسر بذلك المشركون فلما انتهى الى السجدة سجد المسلمون وسجد المشركون لما سمعوا من ذكر آلهتهم ما أعجبهم ، وهذا الخبر ان صح محمول على انه كان يتكرر فلما بلغ الى هذا الموضع ذكر أسماء آلهتهم ، وقد علموا من عادته عليه‌السلام انه يعيبها ، قال بعض الحاضرين من الكافرين : تلك الغرانيق العلى والقى ذلك في تلاوته ، فوهم ان ذلك من القرآن ، فأضافه سبحانه الى الشيطان ، لأنه انما حصل بإغوائه ووسوسته ، وهذا أورده المرتضى قدس الله روحه في كتابه التنزيه ، وهو قول الناصر للحق من أئمة الزيدية وهو وجه حسن في تأويله ، وقيل : ان المراد بالغرانيق الملائكة وقد جاء ذلك في بعض الحديث ، وقيل انه كان عليه‌السلام إذا تلا القرآن على قريش توقف في فصول الآيات وأتى بكلام على سبيل الحجاج لهم ، فلما تلى الآيات قال تلك الغرانيق العلى على سبيل الإنكار عليهم ، وعلى ان الأمر بخلاف ما قالوه وظنوه ، وليس يمتنع ان يكون هذا في الصلوة ، ولان الكلام في الصلوة حينئذ كان مباحا وانما نسخ من بعد.

٢٠٦ ـ في تفسير على بن إبراهيم واما قوله عزوجل : (وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ) الى قوله : (وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) فان العامة رووا ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان في الصلوة ، فقرأ سورة النجم في المسجد الحرام وقريش يسمعون لقرائته ، فلما انتهى الى هذه الآية : (أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى وَمَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى) اجرى إبليس على لسانه فانها الغرانيق العلى وان شفاعتهن لترتجى ،

٥١٦

ففرحن قريش وسجدوا وكان في القوم الوليد بن المغيرة المخزومي وهو شيخ كبير فأخذ كفا من حصى فسجد عليه وهو قاعد ، فقالت قريش : قد أقر محمد بشفاعة اللات والعزى ، قال : فنزل جبرئيل عليه‌السلام فقال له : قرأت ما لم أنزل عليك وانزل عليه : (وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلَّا إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللهُ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ) واما الخاصة فانه روى عن أبي عبد الله عليه‌السلام ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أصابه خصاصة ، فجاء الى رجل من الأنصار فقال له : هل عندك من طعام؟ قال : نعم يا رسول الله ، وذبح له عناقا وشواه ، فلما أدناه منه تمنى رسول الله أن يكون معه على وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم ، فجاء ابو بكر وعمر ثم جاء على بعدهما ، فأنزل الله عزوجل في ذلك : (وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍ) ولا محدث (إِلَّا إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ) يعنى أبا بكر وعمر (فَيَنْسَخُ اللهُ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ) يعنى لما جاء على صلوات الله عليه بعد هما (ثُمَّ يُحْكِمُ اللهُ آياتِهِ) للناس» يعنى ينصر الله أمير المؤمنين صلوات الله عليه ثم قال : (لِيَجْعَلَ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ فِتْنَةً) يعنى فلانا وفلانا (لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ) يعنى الى الامام المستقيم ثم قال : (وَلا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ) اى في شك من أمير المؤمنين صلوات الله عليه حتى يأتيهم الساعة بغتة أو يأتيهم عذاب يوم عقيم قال : العقيم : الذي له في الأيام ثم قال : (الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا) قال : ولم يؤمنوا بولاية أمير المؤمنين والائمة صلوات الله عليهم فأولئك لهم عذاب مهين ثم ذكر المؤمنين والمهاجرين من أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال جل ذكره : (وَالَّذِينَ هاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ ماتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللهُ رِزْقاً حَسَناً) الى قوله تعالى : (لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ).

٢٠٧ ـ في جوامع الجامع (الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ) الى قوله : (وَإِنَّ اللهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ) وروى انهم قالوا : يا رسول الله هؤلاء الذين قتلوا قد علمنا ما أعطاهم الله من الخير ، ونحن نجاهد معك كما جاهدوا ، فما لنا ان متنا معك؟ فأنزل الله هاتين الآيتين.

٥١٧

٢٠٨ ـ في مجمع البيان و (مَنْ عاقَبَ بِمِثْلِ ما عُوقِبَ بِهِ) الآية روى ان الاية نزلت في قوم من مشركي مكة لقوا قوما من المسلمين لليلتين بقيتا من المحرم ، فقالوا : ان أصحاب محمد لا يقاتلون في هذا الشهر فحملوا عليهم ، فناشدهم المسلمون ان لا يقاتلوهم في الشهر الحرام فأبوا فأظفر الله المسلمين بهم.

٢٠٩ ـ في تفسير على بن إبراهيم واما قوله عزوجل : (ذلِكَ وَمَنْ عاقَبَ بِمِثْلِ ما عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللهُ) فهو رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لما أخرجته قريش من مكة ، وهرب منهم الى الغار وطلبوه ليقتلوه ، فعاقبهم الله تعالى يوم بدر وقتل عتبة وشيبة والوليد وأبو جهل وحنظلة بن أبي سفيان وغيرهم ، فلما قبض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله طلب يزيد بدمائهم فقتل الحسين وآل محمد صلوات الله عليهم بغيا وعدوانا وظلما ، وهو قول يزيد حين تمثل بهذا الشعر :

ليت أشياخى ببدر شهدوا

جزع الخزرج من وقع الأسل

لأهلوا واستهلوا فرحا

ثم قالوا : يا يزيد لا تشل

لست من خندف ان لم أنتقم

من بنى أحمد ما كان فعل

قد قتلنا القرم من ساداتهم

وعدلناه ببدر فاعتدل

وكذاك الشيخ أوصانى به

فاتبعت الشيخ فيما قد سأل

وقال يزيد لعنه الله (وقال الشاعر في مثل ذلك خ ل) :

يقول والرأس مطروح يقلبه

يا ليت أشياخنا الماضون بالحضر

حتى يقيسوا قتالا لو يقاس به

أيام بدر لكان الوزن بالقدر

فقال الله تبارك وتعالى : «ومن عاقب» يعنى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (بِمِثْلِ ما عُوقِبَ بِهِ) يعنى الحسين صلوات الله عليه أرادوا أن يقتلوه (ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللهُ) يعنى بالقائم صلوات الله عليه من ولده.

٢١٠ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده الى أبي حمزة الثمالي عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم‌السلام عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله حديث طويل

٥١٨

يذكر فيه الاثنى عشر صلوات الله عليهم بأسمائهم وفي آخره يقول صلى‌الله‌عليه‌وآله : ومن أنكرهم أو أنكر واحدا منهم فقد أنكرنى ، بهم يمسك الله عزوجل السماء أن تقع على الأرض الا بإذنه وبهم يحفظ الأرض أن تميد بأهلها (١).

٢١١ ـ وباسناده الى سليمان بن مهران الأعمش عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن على عن أبيه على بن الحسين عليهم‌السلام حديث طويل يقول فيه : بنا (يُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ) ، وبنا يمسك الأرض أن تميد بأهلها.

٢١٢ ـ في كتاب علل الشرائع حدثنا أحمد بن محمد عن أبيه عن محمد بن أحمد عن الهيثم النهدي عن بعض أصحابنا باسناده رفعه قال : كان أمير المؤمنين صلوات الله عليه يقرأ : (إِنَّ اللهَ يُمْسِكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زالَتا إِنْ أَمْسَكَهُما مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كانَ حَلِيماً غَفُوراً) يقولها عند الزلزلة ويقول : (وَيُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ).

٢١٣ ـ في تفسير على بن إبراهيم قوله عزوجل : (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً) هم ناسكوه اى مذهبا يذهبون به.

٢١٤ ـ في جوامع الجامع (فَلا يُنازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ) روى ان بديل بن ورقاء وغيره من كفار خزاعة قالوا للمسلمين : ما لكم تأكلون ما قتلتم ولا تأكلون ما قتله الله؟ يعنون الميتة.

٢١٥ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن بعض أصحابه عن العباس بن عامر عن أحمد بن رزق الغمشاني عن عبد الرحمن بن الأشل بياع الأنماط عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : كانت قريش يلطخ الأصنام التي كانت حول الكعبة بالمسك والعنبر ، وكان يغوث قبال الباب ويعوق عن يمين الكعبة ، وكان نسر عن يسارها ، وكانوا إذا دخلوا خروا سجدا ليغوث ولا ينحنون ثم يستدبرون بحيالهم الى يعوق ، ثم يستدبرون عن يسارها بحيالهم الى نسر ، ثم يلبون فيقولون : لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك الا شريك

__________________

(١) ماد الشيء : تحرك واضطرب.

٥١٩

هو لك تملكه وما ملك ، قال : فبعث الله ذبابا أخضر له أربعة أجنحة ، فلم يبق من ذلك المسك والعنبر شيئا الا أكله ، وأنزل الله عزوجل : (يا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُباباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ).

٢١٦ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه‌الله عن على عليه‌السلام حديث طويل وفيه : فاصطفى جل ذكره من الملائكة رسلا وسفرة بينه وبين خلقه ، وهم الذين قال الله فيهم : ان (اللهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ).

٢١٧ ـ في تفسير على بن إبراهيم وقوله عزوجل : (اللهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً) اى يختار ، وهم جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل عليه‌السلام «ومن الناس» الأنبياء والأوصياء ، ومن الأنبياء نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وعليهم ، ومن هؤلاء الخمسة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومن الأوصياء أمير المؤمنين والائمة صلوات الله عليهم وفيه تأويل غير هذا.

٢١٨ ـ في من لا يحضره الفقيه قال أمير المؤمنين عليه‌السلام في وصيته لابنه محمد بن الحنفية رضى الله عنه : يا بنى لا تقل ما لا تعلم ، بل لا تقل كلما تعلم ، فان الله تبارك وتعالى قد فرض على جوارحك كلها فرائض الى قوله : ثم استعبدها بطاعته فقال عزوجل : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) فهذه فريضة جامعة واجبة على الجوارح.

٢١٩ ـ في جوامع الجامع وعن عقبة بن عامر قال : قلت : يا رسول الله في سورة الحج سجدتان؟ قال : نعم ان لم تسجدهما فلا تقرأهما.

٢٢٠ ـ في أصول الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد قال : حدثنا أبو عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه‌السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيه عليه‌السلام بعد أن قال : ان الله تبارك وتعالى فرض الايمان على جوارح ابن آدم وقسمه عليها وفرقه فيها : وفرض على الوجه السجود له بالليل والنهار في مواقيت الصلوة ، فقال :

٥٢٠