تفسير نور الثقلين - ج ٣

الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي

تفسير نور الثقلين - ج ٣

المؤلف:

الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي


المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
الموضوع : القرآن وعلومه
الطبعة: ٠
الصفحات: ٦٤٢

تحولت نيرانا يوم القيامة ، وفي حديث آخر قال : هي منسوخة بقوله : (إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ).

١٧٨ ـ حدثني أبي عن محمد بن أبي عمير عن منصور بن يونس عن عمر بن شيبة عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : سمعته يقول ابتداء منه : ان الله إذا بدا له ان يبين خلقه ويجمعهم لما لا بد منه امر مناديا فنادى فاجتمع الانس والجن في أسرع من طرفة عين ، ثم اذن لسماء الدنيا فتنزل وكان من وراء الناس ، واذن للسماء الثانية فتنزل وهي ضعف التي تليها ، فاذا رآها أهل سماء الدنيا قالوا : جاء ربنا؟ قالوا : لا وهو آت يعنى امره ، حتى تنزل كل سماء يكون كل واحدة منها من وراء الاخرى وهي ضعف التي تليها ، ثم ينزل امر الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضى الأمر والى ربكم ترجع الأمور ، ثم يأمر الله مناديا ينادى (يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطارِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطانٍ) قال : وبكى حتى إذا سكت قلت : جعلني الله فداك يا با جعفر وأين رسول الله وأمير المؤمنين صلوات الله عليهما وشيعته؟ فقال ابو جعفر : رسول الله وشيعته على كثبان (١) من المسك الأذفر على منابر من نور ، يحزن الناس ولا يحزنون ، ويفزع الناس ولا يفزعون ، ثم تلا هذه الاية : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ) فالحسنة والله ولاية على ، ثم قال : (لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هذا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ).

١٧٩ ـ في مجمع البيان وروى ابو سعيد الخدري عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : ثلاثة على كثبان مسك (لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ) ولا يكترثون للحساب : رجل قرأ القرآن محتسبا ثم أم به قوما محتسبا ، ورجل أذن محتسبا ، ومملوك ادى حق الله عزوجل وحق مواليه.

١٨٠ ـ في إرشاد المفيد رحمه‌الله ولما عاد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من تبوك الى المدينة قدم عليه عمرو بن معديكرب الزبيدي فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أسلم يا عمرو يؤمنك الله من

__________________

(١) الكثبان جمع الكثيب : التل من الرمل.

٤٦١

الفزع الأكبر ، فقال : يا محمد وما الفزع الأكبر فانى لا أفزع؟ فقال : انه ليس كما تظن وتحسب ، ان الناس يصاح بهم صيحة واحدة فلا يبقى ميت الا نشر ، ولا حي الا مات الا ما شاء الله ، ثم يصاح بهم صيحة اخرى فينشر من مات ، ويصفون جميعا وتنشق السماء وتهد الأرض وتخر الجبال وتزفر النار بمثل الجبال شررا ، فلا يبقى ذو روح الا انخلع قلبه وطاش لبه ، وذكر ذنبه وشغل بنفسه الا ما شاء الله ، فأين أنت يا عمرو من هذا؟ قال : ألا انى أسمع أمرا عظيما ، فآمن بالله ورسوله وآمن معه من قومه ناس ، ورجعوا الى قومهم ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٨١ ـ في من لا يحضره الفقيه باسناده الى أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ومن خرج من الدنيا لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة ، ثم تلا هذه الاية :

(إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ) من شيعتك ومحبيك يا على قال أمير المؤمنين عليه‌السلام فقلت : يا رسول الله هذا لشيعتي؟ قال : اى وربي انه لشيعتك وانهم ليخرجون من قبورهم ، وهم يقولون : لا اله الا الله محمد رسول الله على بن أبي طالب حجة الله فيؤتون بحلل خضر من الجنة ، وتيجان من الجنة ، ونجائب من الجنة فيلبس كل واحد منهم حلة خضراء ، ويوضع على رأسه تاج الملك ، وإكليل الكرامة ، ثم يركبون النجائب فتطير بهم الى الجنة ، (لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ ، وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هذا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ).

١٨٢ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن إسماعيل عن أبي إسماعيل السراج عن هارون بن خارجة قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : من دفن في الحرام امن من الفزع الأكبر ، فقلت له : من بر الناس وفاجرهم؟ قال : من بر الناس وفاجرهم.

١٨٣ ـ في أصول الكافي باسناده الى أبي خالد الكابلي عن أبي جعفر عليه‌السلام حديث طويل وفيه : والله يا با خالد لا يحبنا عبد ويتولانا حتى يطهر الله قلبه ، ولا يطهر الله قلب عبد حتى يسلم لنا ويكون سلما لنا ، فاذا كان سلما لنا سلمه الله من شديد

٤٦٢

الحساب ، وآمنه من فزع يوم القيمة الأكبر.

١٨٤ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن عمر بن عبد العزيز عن جميل بن دراج عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : من كسا أخاه كسوة شتاء أو صيف كان حقا على الله أن يكسوه من ثياب الجنة ، وأن يهون عليه من سكرات الموت ، وأن يوسع عليه في قبره ، وان تلقى الملائكة إذا خرج من قبره بالبشرى ، وهو قول الله عزوجل في كتابه : (وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هذا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ).

١٨٥ ـ في تفسير على بن إبراهيم واما قوله : (يَوْمَ نَطْوِي السَّماءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ) قال : السجل اسم الملك الذي يطوى الكتب ، ومعنى يطويها يفنيها فتتحول دخانا والأرض نيرانا.

١٨٦ ـ في كتاب جعفر بن محمد الدوريستي باسناده الى ابن عباس قال : لما نزلت هذه الاية على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : (وَحَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً) غشي عليه وحمل الى حجرة أم سلمة فانتظره أصحابه وقت الصلوة فلم يخرج ، فاجتمع المسلمون فقالوا : ما لنبي الله؟ فقالت أم سلمة : ان نبي الله عنكم مشغول ثم خرج بعد ذلك فرقى المنبر ، فقال : ايها الناس انكم تحشرون الى الله كما خلقتم حفاة عراة ، ثم قرأ على أصحابه : (وَحَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً) ثم قرأ : (كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنا إِنَّا كُنَّا فاعِلِينَ).

١٨٧ ـ في نهج البلاغة استبدلوا بظهر الأرض بطنا ، وبالسعة ضيقا وبالأهل غربة ، وبالنور ظلمة ، فجاءوها كما فارقوها حفاة عراة ، قد ظعنوا عنها بأعمالهم الى الحيوة الدائمة ، والدار الباقية كما قال سبحانه : (كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنا إِنَّا كُنَّا فاعِلِينَ).

١٨٨ ـ في مجمع البيان وروى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله انه قال : تحشرون يوم القيامة عراة حفاة غرلا (١) (كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنا إِنَّا كُنَّا فاعِلِينَ).

__________________

(١) الغرل جمع الأغرل : الأقلف وهو الذي لم يختن.

٤٦٣

١٨٩ ـ في تفسير على بن إبراهيم وقوله : و (لَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ) قال : الكتب كلها ذكر (أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ) قال : القائم وأصحابه قال : والزبور فيه ملاحم وتحميد وتمجيد ودعاء.

١٩٠ ـ وفيه قال : أعطى الله داود وسليمان عليهما‌السلام ما لم يعط أحد من أنبياء الله من الآيات علمهما منطق الطير ، وألان الله لهما الحديد ، والصفر من غير نار وجعلت الجبال يسبحن مع داود عليه‌السلام ، فأنزل الله عزوجل اليه الزبور فيه توحيد وتمجيد ودعاء ، واخبار رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأمير المؤمنين والائمة صلوات الله عليهم من ذريتهما عليهما‌السلام ، واخبار الرجعة وذكر القائم صلوات الله عليه.

١٩١ ـ في تفسير العياشي عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه‌السلام حديث طويل وفيه يقول عليه‌السلام : فلما دنى عمر آدم هبط عليه ملك الموت ليقبض روحه فقال له آدم : يا ملك الموت قد بقي من عمرى ثلاثون سنة ، فقال له ملك الموت : الم تجعلها لابنك داود النبي وطرحتها من عمرك حيث عرض عليك أسماء الأنبياء من ذريتك وعرض عليك أعمارهم وأنت يومئذ بوادي دخنا؟ فقال آدم : يا ملك الموت ما اذكر هذا ، فقال له ملك الموت : يا آدم لا تجهل ألم تسأل الله أن يثبتها لداود في الزبور ومحاها من عمرك من الذكر؟

١٩٢ ـ في أصول الكافي محمد عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه‌السلام انه سأله عن قول الله عزوجل : (وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ) ما الزبور وما الذكر؟ قال : الذكر عند الله والزبور الذي انزل على داود وكل كتاب نزل فهو عند أهل العلم ونحن هم.

١٩٣ ـ في مجمع البيان (أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ) وقال أبو جعفر عليه‌السلام : هم أصحاب المهدي في آخر الزمان ، ويدل على ذلك ما رواه الخاص والعام عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله انه قال : لو لم يبق من الدنيا الا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث رجلا من أهل بيتي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ، وقد أورد

٤٦٤

الامام أبو بكر احمد بن الحسين البيهقي في كتاب البعث والنشور أخبارا كثيرة في هذا المعنى حدثنا بجميعها عنه حافده أبو الحسن عبيد الله بن محمد بن أحمد في شهور سنة ثماني عشرة وخمسمائة ، ثم قال في آخر الباب : فأما الحديث الذي أخبرنا به ابو عبد الله الحافظ بالإسناد عن محمد بن خالد الجندي عن أبان بن صالح عن الحسن عن انس ابن مالك ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : لا يزداد الأمر الا شدة ، ولا الناس الا شحا ، ولا الدنيا الا إدبارا ، ولا تقوم الساعة الا على شرار الناس ، ولا مهدي الا عيسى بن مريم ، فهذا حديث تفرد به محمد بن خالد الجندي ، قال أبو عبد الله الحافظ : ومحمد بن خالد رجل مجهول ، واختلف عليه في اسناده فرواه مرة عن أبان بن صالح عن الحسن عن أنس ابن مالك عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مرة ، ومرة عن أبان بن أبي عياش وهو متروك عن الحسن عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو منقطع ، والأحاديث في التنصيص على خروج المهدي أصلح اسنادا ، وفيها بيان كونه من عترة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله. هذا لفظه.

١٩٤ ـ ومن جملتها ما حدثنا أبو الحسن حافده عنه قال : أخبرنا ابو على الرودبارى قال : أخبرنا ابو بكر بن داسة قال : حدثنا ابو داود السجستاني في كتاب السنن عن طرق كثيرة ذكرها ثم قال : كلهم عن عاصم المقري عن زر (١) عن عبد الله عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : لو لم يبق من الدنيا الا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلا منى أو من أهل بيتي وفي بعضها يواطي اسمه اسمى يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا.

١٩٥ ـ وبالإسناد قال : حدثنا أبو داود قال : حدثنا أحمد بن إبراهيم قال حدثنا عبد الله بن جعفر الرقى قال : حدثني أبو المليح الحسن بن عمر عن زياد بن بيان عن على بن ثقيل عن سعيد بن المسيب عن أم سلمة قالت : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : المهدي من عترتي من ولد فاطمة.

١٩٦ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه‌الله عن أمير المؤمنين حديث طويل وفيه يقول عليه‌السلام مجيبا لبعض الزنادقة : واما قوله لنبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله : (وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ)

__________________

(١) وفي المصدر «زيد» بدل «زر».

٤٦٥

وانك ترى أهل الملل المخالفة للايمان ومن يجرى مجراهم من الكفار مقيمين على كفرهم الى هذه الغاية ، وانه لو كان رحمة عليهم لاهتدوا جميعا ونجوا من عذاب السعير ، فان الله تبارك اسمه انما عنى بذلك انه جعله سبيلا لانظار أهل هذه الدار ، لان الأنبياء قبله بعثوا بالتصريح لا بالتعريض ، وكان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله منهم إذا صدع بأمر الله وأجابه قومه سلموا وسلم أهل دارهم من ساير الخليقة ، وان خالفوه هلكوا وهلك أهل دارهم بالآفة التي كانت بينهم يتوعدهم بها ويخوفهم حلولها ونزولها بساحتهم ، من خسف أو قذف أو رجف أو ريح أو زلزلة وغير ذلك من أصناف العذاب الذي هلكت به الأمم الخالية ، ان الله علم من نبينا ومن الحجج في الأرض الصبر على ما لم يطق من تقدمهم من الأنبياء الصبر على مثله ، فبعثه الله بالتعريض لا بالتصريح ، وأثبت حجة الله تعريضا لا تصريحا بقوله في وصيه : من كنت مولاه فهذا مولاه وهو منى بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي ، وليس من خليقة النبي ولا من شيمته ان يقول قولا لا معنى له ، فلزم الامة ان تعلم انه لما كانت النبوة والاخوة موجودتين في خليفة هارون وموسى معدومتين في من جعله النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بمنزلته انه قد استخلفه على أمته ، كما استخلف موسى هارون حيث قال : اخلفني في قومي ، ولو قال لهم : لا تقلدوا الامامة الا فلانا بعينه والا نزل بكم العذاب لأتاهم العذاب ، وزال باب الانظار والامهال.

١٩٧ ـ في مجمع البيان وروى ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال لجبرئيل لما نزلت هذه الآية : هل أصابك من هذه الرحمة شيء؟ قال : نعم انى كنت أخشى عاقبة الأمر فآمنت بك لما أثنى الله على بقوله : (ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ) وقد قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : انما أنا رحمة مهداة.

١٩٨ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن بعض أصحابنا عن أبي الحسن الاول عليه‌السلام قال : بعث الله عزوجل محمدا رحمة للعالمين في سبع وعشرين من رجب ، فمن صام ذلك اليوم كتب الله له صيام ستين شهرا.

١٩٩ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده الى عبد الرحمن القصير قال قال

٤٦٦

لي أبو جعفر عليه‌السلام : اما لو قام قائمنا ردت الحميراء حتى يجلدها الحد ، وحتى ينتقم لابنة محمد فاطمة عليها‌السلام منها ، قلت : جعلت فداك ولم يجلدها؟ قال : لفريتها على أم إبراهيم ، قلت : فكيف أخره الله للقائم؟ فقال : لان الله تبارك وتعالى بعث محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله رحمة وبعث القائم عليه‌السلام نقمة.

٢٠٠ ـ في كتاب المناقب لابن شهرآشوب أبو بصير عن الصادق عليه‌السلام في قوله تعالى : (قُلْ إِنَّما يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ) مسلمون الوصية بعدي نزلت مشددة.

٢٠١ ـ في عيون الاخبار في باب جمل من أخبار موسى بن جعفر عليه‌السلام مع هارون الرشيد ومع موسى بن المهدي حديث طويل يقول فيه عليه‌السلام : رأيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ليلة الأربعاء في النوم فقال لي : يا موسى أنت محبوس مظلوم؟ فقلت : نعم يا رسول الله محبوس مظلوم ، فكرر ذلك على ثلاثا ثم قال : و (إِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ).

٢٠٢ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه‌الله وروى انه لما قدم معاوية الى الكوفة قيل له : ان الحسن بن على عليهما‌السلام يرتفع على أنفس الناس فلو أمرته أن يقوم دون مقامك على المنبر فتدركه الحداثة والعي فيسقط من أعين الناس ، فأبى عليهم وأبوا عليه الا أن يأمره بذلك ، فأمره فقام دون مقامه في المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : اما بعد فانكم لو طلبتم ما بين كذا وكذا لتجدوا رجلا جده نبي لم تجدوه غيري وغير أخى ، وانا أعطينا صفقتنا هذه الطاغية وأشار بيده الى أعلى المنبر الى معاوية وهو في مقام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ورأينا حقن دماء المسلمين أفضل من إهراقها (وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ) وأشار بيده الى معاوية ، فقال له معاوية : ما أردت بقولك هذا؟ فقال : أردت به ما أراد الله عزوجل.

٢٠٣ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب وروى انه قال الحسن عليه‌السلام في صلح معاوية : ايها الناس لو طلبتم ما بين جابلق وجابرس رجلا جده رسول الله

٤٦٧

ما وجدتموه غيري وغير أخى ، وان معاوية نازعنى حقا هو لي فتركته لصلاح الامة وحقن دمائها ، وقد بايعتموني على أن تسالموا من سالمت ، وقد رأيت ان أسالمه وان يكون ما صنعته حجة على من كان يتمنى هذا الأمر (وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ).

٢٠٤ ـ في تفسير على بن إبراهيم وقوله : (قالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِ) قال : معناه لا تدع للكفار الحق الانتقام من الظالمين ، ومثله في سورة آل عمران (لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظالِمُونَ).

٤٦٨

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده الى أبي عبد الله عليه‌السلام قال : من قرأ سورة الحج في كل ثلاثة أيام لم تخرج سنة حتى يخرج الى بيت الله الحرام وان مات في سفره دخل الجنة قلت : فان كان مخالفا؟ قال : يخفف عنه بعض ما هو فيه.

٢ ـ في مجمع البيان أبي بن كعب قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : من قرأ سورة الحج أعطى من الأجر كحجة حجها وعمرة اعتمرها بعدد من حج واعتمر فيما مضى وفيما بقي.

٣ ـ وفيه قال عمران بن الحصين وأبو سعيد الخدري : نزلت الآيتان من أول السورة ليلا في غزاة بنى المصطلق وهم حي من خزاعة ، والناس يسيرون فنادى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فحثوا المطى حتى كانوا حول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقرأها عليهم فلم ير أكثر باكيا من تلك الليلة ، فلما أصبحوا لم يحطوا السرج عن الدواب ولم يضربوا الخيام والناس بين باك أو جالس حزين متفكر ، فقال لهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أتدرون اى يوم ذاك؟ قالوا : الله ورسوله اعلم ، قال : ذلك يوم يقول الله لادم : ابعث بعث النار من ولدك ، فيقول آدم : من كم كم؟ فيقول عزوجل : من كل الف تسعمأة وتسعة وتسعين الى النار وواحدا الى الجنة ، فكبر ذلك على المسلمين وبكوا فقالوا : فمن ينجو يا رسول الله؟ فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : أبشروا فان معكم خليقتين : يأجوج ومأجوج ما كانتا في شيء الا كثرتاه ، ما أنتم في الناس الا كشعرة بيضاء في الثور الأسود ، أو كرقم في ذراع البكر ، أو كشامة في جنب البعير ، ثم قال : انى لأرجو ان تكونوا ربع أهل الجنة فكبروا ، ثم قال : انى لأرجو ان تكونوا ثلث أهل الجنة ثم قال : انى لأرجو ان تكونوا ثلثي أهل الجنة فان أهل الجنة مأة وعشرون صفا ثمانون منها أمتي ثم قال : ويدخل من أمتي سبعون ألفا الجنة بغير حساب ، وفي بعض الروايات ان عمر بن

٤٦٩

الخطاب قال : يا رسول الله سبعون ألفا؟ قال : نعم ومع كل واحد سبعون ألفا ، فقام عكاشة بن محصن فقال : يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم ، فقال : اللهم اجعله منهم ، فقام رجل من الأنصار فقال : ادع الله ان يجعلني منهم ، فقال عليه‌السلام سبقك بها عكاشة ، قال ابن عباس : كان الأنصاري منافقا فلذلك لم يدع له.

٤ ـ في تفسير على بن إبراهيم (يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ) قال : مخاطبة للناس عامة وقوله : (وَتَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها) قال : كل امرأة تموت حاملة عند زلزلة الساعة تضع حملها يوم القيامة.

٥ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه‌الله عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله حديث طويل وفيه معاشر الناس. التقوى التقوى احذروا الساعة كما قال الله عزوجل (إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ).

٦ ـ في كتاب التوحيد باسناده الى عبد الله بن سلام مولى رسول الله عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله حديث طويل وفيه يقول صلى‌الله‌عليه‌وآله : فيأمر الله عزوجل نارا يقال لها الفلق أشد شيء في جهنم عذابا ، فتخرج من مكانها سوداء مظلمة بالسلاسل والأغلال ، فيأمر الله عزوجل أن تنفخ في وجوه الخلائق نفخة ، فمن شدة نفختها تنقطع السماء وتنطمس النجوم وتخمد البحار ، وتزول الجبال وتظلم الأبصار ، وتضع الحوامل حملها ، ويشيب الولدان من هولها يوم القيامة.

٧ ـ في تفسير على بن إبراهيم قوله : وترى الناس سكارى قال : يعنى ذاهبة عقولهم من الحزن والفزع متحيرين.

٨ ـ في كتاب طب الائمة عليهم‌السلام باسناده الى سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال : انى لأعرف آيتين من كتاب الله المنزل تكتبان للمرأة إذا عسر عليها ، تكتبان في ورق ظبي وتعلقه عليها في حقويها (١) : بسم الله وبالله ان مع العسر يسرا سبع مرات (يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ

__________________

(١) الحقو : الخصر.

٤٧٠

يَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها وَتَرَى النَّاسَ سُكارى وَما هُمْ بِسُكارى وَلكِنَّ عَذابَ اللهِ شَدِيدٌ) مرة واحدة.

٩ ـ في تفسير على بن إبراهيم وقوله عزوجل : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ) اى يخاصم (وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطانٍ مَرِيدٍ) قال : المريد الخبيث ، ثم خاطب الله عزوجل الدهرية واحتج عليهم فقال : (يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ) اى في شك (فَإِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ) قال : المخلقة إذا صارت تاما ، وغير مخلقة قال : السقط.

١٠ ـ وقال في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه‌السلام لنبين لكم انكم كنتم كذلك في الأرحام ونقر في الأرحام ما نشاء فلا يخرج سقطا.

١١ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد وعلى بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن الحسن بن محبوب عن محمد بن النعمان عن سلام بن المستنير قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : (مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ) قال : المخلقة هم الذر الذين خلقهم الله في صلب آدم صلى الله عليه ، أخذ عليهم الميثاق ثم أجراهم في أصلاب الرجال وأرحام النساء ، وهم الذين يخرجون الى الدنيا حتى يسألوا عن الميثاق ، واما قوله : «وغير مخلقة» فهم كل نسمة لم يخلقهم الله عزوجل في صلب آدم حين خلق الذر ، وأخذ عليهم الميثاق وهم النطف من العزل والسقط قبل أن ينفخ فيه الروح والحياة والبقاء.

١٢ ـ في قرب الاسناد للحميري أحمد بن محمد عن أحمد بن أبي نصر عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام قال : سألته ان يدعو الله عزوجل لامرأة من أهلنا لها حمل ، فقال : قال أبو جعفر عليه‌السلام : الدعا ما لم تمض أربعة أشهر فقلت له : انما لها أقل من هذا فدعا لها ثم قال : ان النطفة تكون في الرحم ثلاثين يوما ، ويكون علقة ثلاثين يوما ، ويكون مضغة ثلاثين يوما ، ويكون (مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ) ثلاثين يوما ، فاذا تمت الاربعة الأشهر بعث الله تبارك وتعالى إليها ملكين خلاقين يصورانه ويكتبان رزقه وأجله وشقيا أو سعيدا.

٤٧١

١٣ ـ في تفسير على بن إبراهيم حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا محمد بن أحمد عن العباس عن ابن أبى نجران عن محمد بن أبى القاسم عن على بن المغيرة عن أبي عبد الله عن أبيه صلوات الله عليهما قال : إذا بلغ العبد مأة سنة فذلك أرذل العمر.

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه : قد ذكرنا طرفا من الاخبار في النحل عند قوله عزوجل : «أرذل العمر» فمن أراد الوقوف عليها فليطلبها ثمة.

١٤ ـ في قرب الاسناد للحميري باسناده الى صفوان عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لجبرئيل : يا جبرئيل أرنى كيف يبعث الله تبارك وتعالى العباد يوم القيامة ، قال : نعم فخرج الى مقبرة بنى ساعدة فأتى قبرا فقال له : اخرج بإذن الله فخرج رجل ينفض رأسه من التراب وهو يقول : وا لهفاه ، واللهف هو الثبور ثم قال : ادخل فدخل ، ثم قصد به الى قبر آخر فقال : اخرج بإذن الله ، فخرج شاب ينفض رأسه من التراب وهو يقول : أشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له وأشهد ان محمدا عبده ورسوله ، وأشهد (أَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها وَأَنَّ اللهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ) ثم قال : هكذا يبعثون يوم القيمة يا محمد.

١٥ ـ في تفسير على بن إبراهيم حدثني أبى عن ابن أبى عمير عن جميل بن دراج عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : إذا أراد الله ان يبعث الخلق أمطر السماء على الأرض أربعين صباحا فاجتمعت الأوصال ونبتت اللحوم. وفي أمالى الصدوق رحمه‌الله مثله سواء.

١٦ ـ في مصباح الشريعة قال الصادق عليه‌السلام : ومن خاصم الخلق في غير ما يؤمر فقد نازع الخالقية والربوبية ، قال الله تعالى : و (مِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتابٍ مُنِيرٍ) وليس أحد أشد عقابا ممن لبس قميص النسك بالدعوى بلا حقيقة ولا معنى.

١٧ ـ في تفسير على بن إبراهيم (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتابٍ مُنِيرٍ) قال : نزلت هذه الاية في أبى جهل ثانى عطفه قال :

٤٧٢

تولى عن الحق ليضل عن سبيل الله قال : عن طريق الله عزوجل بالايمان.

١٨ ـ في أصول الكافي على بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس بن بكير عن ضريس عن أبى عبد الله عليه‌السلام في قول الله عزوجل : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلى حَرْفٍ) قال : ان الاية تنزل في الرجل ، ثم يكون في أتباعه ، ثم قلت : كل من نصب دونكم شيئا فهو ممن عبد الله على حرف؟ فقال : نعم وقد يكون محضا.

١٩ ـ على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن عمر بن أذينة عن الفضيل وزرارة عن أبى جعفر عليه‌السلام في قول الله عزوجل : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلى حَرْفٍ فَإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةَ) قال زرارة : سألت عنها أبا جعفر عليه‌السلام فقال هؤلاء قوم عبدوا الله وخلعوا عبادة من يعبد من دون الله وشكوا في محمد وما جاء به ، فتكلموا بالإسلام وشهدوا أن لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ، وأقروا بالقرآن وهم في ذلك شاكون في محمد وما جاء به ، وليسوا شكاكا في الله قال الله عزوجل : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلى حَرْفٍ) يعنى على شك في محمد وما جاء به فان أصابه خير يعنى عافية في نفسه وماله وولده اطمأن به ورضى به وان اصابته فتنة بلاء في جسده أو ماله تطير وكره المقام على الإقرار بالنبي ، فرجع الى الوقف والشك فنصب العداوة لله ولرسوله والجحود بالنبي وما جاء به.

٢٠ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن موسى بن بكر عن زرارة عن أبى جعفر عليه‌السلام قال : سألته عن قول الله عزوجل : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلى حَرْفٍ) قال : هم قوم وحدوا الله وخلعوا عبادة من يعبد من دون الله ، فخرجوا من الشرك ولم يعرفوا ان محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله رسول الله ، فهم يعبدون الله على شك في محمد وما جاء به ، فأتوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقالوا : ننظر فان كثرت أموالنا وعوفينا في أنفسنا وأولادنا علمنا انه صادق وانه رسول الله ، وان كان غير ذلك نظرنا ، قال الله عزوجل : (فَإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ) يعنى عافية في الدنيا (وَإِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ)

٤٧٣

يعنى بلاء في نفسه (انْقَلَبَ عَلى وَجْهِهِ) انقلب على شكه الى الشرك خسر الدنيا والاخرة (ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ يَدْعُوا مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَضُرُّهُ وَما لا يَنْفَعُهُ) قال ينقلب مشركا يدعو غير الله ويعبد غيره ، فمنهم من يعرف فيدخل الايمان قلبه فيؤمن ويصدق ويزول عن منزلته من الشك الى الايمان ، ومنهم من يثبت على شكه ومنهم من ينقلب الى الشرك. على بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن رجل عن زرارة مثله.

٢١ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه‌الله عن الرضا عليه‌السلام حديث طويل يقول فيه عليه‌السلام : فان في الناس من خسر الدنيا والاخرة بترك الدنيا للدنيا ، ويرى ان لذة الرياسة الباطلة أفضل من لذة الأموال والنعم المباحة المحللة فيترك ذلك أجمع طلبا للرياسة الباطلة.

٢٢ ـ في مصباح الشريعة قال الصادق عليه‌السلام في كلام طويل : واما السائر في مفاوز الاعتداء ، والخائض في مراتع الغى وترك الحيا باستحباب السمعة والريا والشهوة والتصنع الى الخلق المتزيي بزي الصالحين ، المظهر بكلامه عمارة باطنه وهو في الحقيقة خال عنها ، قد غمرتها وحشة حب المحمدة وغشيتها ظلمة الطمع فما افتنه بهواه ، وأضل الناس بمقالته ، قال الله عزوجل : (لَبِئْسَ الْمَوْلى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ).

٢٣ ـ في تفسير على بن إبراهيم واما قوله عزوجل : (مَنْ كانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ) فان الظن في كتاب الله عزوجل على وجهين : ظن يقين علم وظن شك فهذا ظن شك قال : من شك ان الله عزوجل لن يثيبه في الدنيا ولا في الاخرة فليمدد بسبب الى السماء اى يجعل بينه وبين الله دليلا ، والدليل على ان السبب هو الدليل قول الله عزوجل في سورة الكهف : (وَآتَيْناهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً فَأَتْبَعَ سَبَباً) اى دليلا وقال : ثم ليقطع اى تميز والدليل على ان القطع هو التميز قوله تعالى : (وَقَطَّعْناهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ) امما أسباطا» اى ميزنا هم فقوله عزوجل : (ثُمَّ لْيَقْطَعْ) اى يميز (فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ ما يَغِيظُ) اى حيلته والدليل على ان الكيد هو الحيلة قوله

٤٧٤

تعالى : (كَذلِكَ كِدْنا لِيُوسُفَ) اى احتلنا له حتى حبس أخاه وقوله تعالى يحكى قول فرعون : (فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ) اى حيلتكم قال : فاذا وضع لنفسه سببا ومميزا دله على الحق ، واما العامة فإنهم رووا في ذلك انه من لم يصدق بما قال الله عزوجل فليلق حبلا الى سقف البيت فليختنق. قال عز من قائل : ان الذين آمنوا الى قوله : والمجوس.

٢٤ ـ في كتاب التوحيد باسناده الى الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين عليه‌السلام حديث طويل وفيه قال عليه‌السلام : سلوني قبل أن تفقدوني ، فقام اليه الأشعث بن قيس فقال : يا أمير المؤمنين كيف تؤخذ من المجوس الجزية ولم ينزل إليهم كتاب ولم يبعث إليهم نبي؟ قال : بلى يا أشعث قد أنزل الله إليهم كتابا وبعث إليهم رسولا حتى كان لهم ملك سكر ذات ليلة ، فدعا بابنته الى فراشه فارتكبها ، فلما أصبح تسامع به قومه فاجتمعوا الى بابه فقالوا : ايها الملك دنست علينا ديننا وأهلكته فاخرج نطهرك ونقيم عليك الحد ، فقال لهم : اجتمعوا واسمعوا قولي فان يكن لي مخرج مما ارتكبت والا فشأنكم ، فاجتمعوا فقال لهم : هل علمتم ان الله لم يخلق خلقا أكرم عليه من أبينا آدم وامنا حوا؟

قالوا : صدقت أيها الملك قال : أو ليس قد زوج بنيه بناته وبناته من بنيه؟ قالوا : صدقت هذا هو الدين ، فتعاقدوا على ذلك فمحا الله ما في صدورهم من العلم ، ورفع عنهم الكتاب فهم الكفرة يدخلون النار بلا حساب والمنافقون أشد حالا منهم قال الأشعث : والله ما سمعت بمثل هذا الجواب والله لاعدت الى مثلها أبدا.

٢٥ ـ في روضة الكافي على بن إبراهيم وعدة من أصحابنا عن سهل بن زياد جميعا عن محمد بن عيسى عن يونس عن أبى الصباح الكناني عن الأصبغ بن نباته قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : ان للشمس ثلاثمائة وستين برجا كل برج منها مثل جزيرة من جزائر العرب ، وتنزل كل يوم على برج منها ، فاذا غابت انتهت الى حد بطنان العرش ، فلم تزل ساجدة الى الغد ثم ترد الى موضع مطلعها ، ومعها ملكان معها! وان وجهها لأهل السماء وقفا ها لأهل الأرض ، ولو كان وجهها لأهل الأرض لاحترقت الأرض ومن

٤٧٥

عليها من شدة حرها ، ومعنى سجودها ما قال سبحانه وتعالى : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبالُ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ).

٢٦ ـ في كتاب التوحيد باسناده الى عبد الله بن ميمون القداح عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهما‌السلام قال : قيل لعلى عليه‌السلام : ان رجلا يتكلم في المشية ، فقال : ادعه لي ، قال : فدعاه له فقال له : يا عبد الله خلقك الله لما شاء أو لما شئت؟ قال : لما شاء قال : فيمرضك إذا شاء أو إذا شئت قال : إذا شاء. قال : فيشفيك إذا شاء أو إذا شئت قال : إذا شاء قال : فيدخلك حيث يشاء أو حيث شئت؟ قال : حيث يشاء قال : فقال له علي عليه‌السلام : لو قلت غير هذا لضربت الذي فيه عيناك.

٢٧ ـ وباسناده الى سليمان بن جعفر الجعفري قال : قال الرضا عليه‌السلام : المشية من صفات الأفعال ، فمن زعم ان الله لم يزل مريدا شائيا فليس بموحد. قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه : استقصاء الكلام في تحقيق المشية والارادة يحتاج الى بسط وبيان ، والشافي في ذلك الكافي.

٢٨ ـ في كتاب الخصال عن النضر بن مالك قال : قلت للحسين بن على عليهما‌السلام : يا با عبد الله حدثني عن قوله تعالى : (هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ) فقال : نحن وبنو امية اختصمنا في الله تعالى قلنا صدق الله وقالوا كذب ، فنحن الخصمان يوم القيامة.

٢٩ ـ في أصول الكافي على بن إبراهيم عن احمد بن محمد البرقي عن أبيه عن محمد بن الفضيل عن ابن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله تعالى : (هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا) بولاية على عليه‌السلام (قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ نارٍ).

٣٠ ـ في مجمع البيان قيل : نزلت الاية (هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا) في ستة نفر من المؤمنين والكفار تبادروا يوم بدر ، وهم حمزة بن عبد المطلب قتل عتبة بن ربيعة ، وعلى بن أبي طالب قتل الوليد بن عتبة وعبيدة بن الحارث بن عبد المطلب قتل شيبة بن ربيعة عن أبي ذر الغفاري وعطاء وكان أبو ذر يقسم بالله تعالى انها نزلت فيهم ، ورواه البخاري في الصحيح.

٤٧٦

٣١ ـ في تفسير على بن إبراهيم وقوله عزوجل : (هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ) قال : نحن وبنو امية ، نحن قلنا : صدق الله ورسوله ، وقالت بنو امية : كذب الله ورسوله فالذين كفروا يعنى بنى امية قطعت لهم ثياب من النار الى قوله تعالى حديد وقال : تشوية النار فتسترخى شفته حتى تبلغ سرته ، وتتقلص شفته العليا حتى تبلغ وسط رأسه (وَلَهُمْ مَقامِعُ مِنْ حَدِيدٍ) قال : الاعمدة التي يضربون بها.

٣٢ ـ وقوله عزوجل : (كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيها) ضربا بتلك الاعمدة (وَذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ) فانه حدثني أبي عن محمد بن أبي عمير عن أبى بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قلت له : يا ابن رسول الله خوفني فان قلبي قد قسى ، فقال : يا با محمد استعد للحيوة الطويلة فان جبرئيل جاء الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو قاطب (١) وقد كان قبل ذلك يجيء متبسما ، فقال رسول الله : يا جبرئيل جئتني اليوم قاطبا فقال : يا محمد قد وضعت منافخ النار ، فقال : وما منافخ النار يا جبرئيل؟ فقال : يا محمد ان الله عزوجل أمر بالنار فنفخ عليها ألف عام حتى ابيضت ، ثم نفخ عليها ألف عام حتى احمرت ، ثم نفخ عليها ألف عام حتى اسودت ، فهي سوداء مظلمة لو أن قطرة من الضريع قطرت في شراب أهل الدنيا لمات أهلها من نتنها ، ولو ان حلقة واحدة من السلسلة التي طولها سبعون ذراعا وضعت على الدنيا لذابت الدنيا من حرها ، ولو ان سربالا من سرابيل أهل النار علق بين السماء والأرض لمات أهل الأرض من ريحه ووهجه (٢) قال : فبكى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وبكى جبرئيل فبعث الله إليهما ملكا فقال لهما : ان ربكما يقرئكما السلام ويقول : قد امنتكما ان تذنبا ذنبا أعذبكما عليه ، فقال أبو عبد الله عليه‌السلام : فما رأى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله متبسما بعد ذلك ثم قال : ان أهل النار يعظمون النار ، وان أهل الجنة يعظمون الجنة والنعيم ، وان جهنم إذا دخلوها هووا فيها مسيرة سبعين عاما ، فاذا بلغوا أعلاها قمعوا بمقامع الحديد ، وأعيدوا في دركها ، هذه حالهم وهو قول الله عزوجل : (كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيها وَذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ)

__________________

(١) قطب : زوي ما بين عينيه وعبس.

(٢) الوهج ـ متحركة ـ : حر النار.

٤٧٧

ثم تبدل جلودهم غير الجلود التي كانت عليهم فقال أبو عبد الله عليه‌السلام : حسبك يا با محمد؟ قلت : حسبي حسبي.

٣٣ ـ في مجمع البيان وقد روى ان الله تعالى يجوعهم حتى ينسوا عذاب النار من شدة الجوع ، فيصرخون الى مالك فيحملهم الى تلك الشجرة وفيهم أبو جهل فيأكلون منها فتغلى بطونهم كغلى الحميم ، فيسقون شربة من الماء الحار الذي بلغ نهايته في الحرارة ، فاذا قربوها من وجوههم شوت وجوههم ، فذلك قوله ، (يَشْوِي الْوُجُوهَ) فاذا وصل الى بطونهم صهر ما في بطونهم كما قال سبحانه (يُصْهَرُ بِهِ ما فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ) وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من شرب الخمر لم يقبل له صلوة أربعين يوما. فان مات وفي بطنه شيء من ذلك كان حقا على الله عزوجل أن يسقيه من طينة خبال وهو صديد أهل النار ، وما يخرج من فروج الزناة ، فتجتمع ذلك في قدور جهنم فيشربه أهل النار ، فيصهر به ما في بطونهم والجلود ، رواه شبيب بن واقد عن الحسين بن زيد عن الصادق عن آبائه عليهم‌السلام عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله.

٣٤ ـ وروى ابو سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : (وَلَهُمْ مَقامِعُ مِنْ حَدِيدٍ) لو وضع مقمع (١) من حديد في الأرض ثم اجتمع عليه الثقلان ما اقلوه في الأرض.

٣٥ ـ وعن العلا بن سيابة عن أبي عبد الله عليه‌السلام قلت له : ان الناس يتعجبون منا إذا قلنا : يخرج قوم من النار فيدخلون الجنة ، فيقولون لنا فيكونون مع أولياء الله في الجنة فقال : يا علا ان الله يقول : (وَمِنْ دُونِهِما جَنَّتانِ) لا والله ما يكونون مع أولياء الله ، قلت : كانوا كافرين؟ قال : لا والله لو كانوا كافرين ما دخلوا الجنة ، قلت : كانوا مؤمنين؟ قال : لا والله لو كانوا مؤمنين ما دخلوا النار ، ولكن بين ذلك ، وتأويل هذا لو صح الخبر : انهم لم يكونوا من أفاضل المؤمنين وخيارهم «انتهى».

٣٦ ـ في تفسير على بن إبراهيم ثم ذكر سبحانه ما أعده للمؤمنين فقال جل ذكره :

__________________

(١) المقمع : العمود من حديد.

٤٧٨

(إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) الى قوله تعالى (وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ) حدثني أبى عن ابن أبى عمير عن أبى بصير قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : جعلت فداك شوقني فقال : يا با محمد ان من أدنى نعيم الجنة أن يوجد ريحها من مسيرة ألف عام من مسافة الدنيا ، وأن ادنى أهل الجنة منزلا لو نزل به الثقلان الجن والانس لوسعهم طعاما وشرابا ، ولا ينقص مما عنده شيئا ، وان أيسر أهل الجنة منزلة من يدخل الجنة فيرفع له ثلاث حدائق ، فاذا دخل أدناهن راى فيها من الأزواج والخدم والأنهار والثمار ما شاء الله مما يملأ عينه قرة وقلبه مسرة ، فاذا شكر الله وحمده قيل له : ارفع رأسك الى الحديقة الثانية ففيها ما ليس في الاولى ، فيقول : يا رب أعطني هذه ، فيقول الله تعالى : ان أعطيتكها سألتنى غيرها ، فيقول : رب هذه هذه فاذا هو دخلها شكر الله وحمده ، قال : فيقال : افتحوا له بابا الى الجنة ويقال له : ارفع رأسك فاذا قد فتح له باب من الخلد ويرى أضعاف ما كان فيما قبل فيقول عند مضاعف مسراته : رب لك الحمد الذي لا يحصى إذ مننت على بالجنان ، وأنجيتنى من النيران ، قال أبو بصير : فبكيت وقلت له : جعلت فداك زدني قال : يا با محمد ان في الجنة نهرا في حافتيه جوارنا بتات ، إذا مر المؤمن بجارية أعجبته قلعها وأنبت الله عزوجل مكانها اخرى ، قلت : جعلت فداك زدني قال : يا با محمد المؤمن يزوج ثمانمأة عذراء ، واربعة آلاف ثيب ، وزوجتين من الحور العين ، قلت : جعلت فداك من اى شيء خلقن الحور العين؟ قال : من تربة الجنة النورانية ويرى مخ ساقها من وراء سبعين حلة كبدها مراته وكبده مراتها ، قلت : جعلت فداك ألهن كلام يتكلمن به في الجنة قال : نعم كلام لم يسمع الخلايق اعذب منه ، قلت : ما هو؟ قال يقلن بأصوات رحيمة : نحن الخالدات فلا نموت ، ونحن الناعمات فلا نبؤس ، ونحن المقيمات فلا نظعن ، ونحن الراضيات فلا نسخط ، طوبى لمن خلق لنا ، وطوبى لمن خلقنا له ، ونحن اللواتي لو أن قرن أحد بنا ، علق في جو السماء لأغشى نوره الأبصار ، فهاتان الآيتان وتفسيرهما رد على من أنكر خلق الجنة والنار.

٤٧٩

قوله عزوجل : (وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ) قال : التوحيد والإخلاص (وَهُدُوا إِلى صِراطِ الْحَمِيدِ) قال : الولاية.

٣٧ ـ في محاسن البرقي عنه عن أبيه عمن ذكره عن حنان أبي على عن ضريس الكناسي قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله : و (هُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلى صِراطِ الْحَمِيدِ) فقال : هو والله هذا الأمر الذي أنتم عليه.

٣٨ ـ في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن اورمة عن على بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله : (وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلى صِراطِ الْحَمِيدِ) قال : ذاك حمزة وجعفر وعبيدة وسلمان وأبو ذر والمقداد بن الأسود وعمار ، هدوا الى أمير المؤمنين عليه‌السلام.

٣٩ ـ في مجمع البيان وروى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله انه قال : ما أحد أحب اليه الحمد من الله عز ذكره.

٤٠ ـ في تفسير على بن إبراهيم وقوله : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرامِ الَّذِي جَعَلْناهُ سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ) قال : نزلت في قريش حين صدوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عن مكة وقوله : (سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ) قال : أهل مكة ومن جاء من البلدان ، فهم سواء لا يمنع من النزول ودخول الحرم.

٤١ ـ في نهج البلاغة من كتبه الى قثم بن العباس رحمهما‌الله وهو عامله على مكة وأمر أهل مكة ان لا يأخذوا من ساكن أجرا ، فان الله سبحانه يقول : (سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ) والعاكف المقيم به ، والبادي الذي يحج اليه من غير أهله.

٤٢ ـ في قرب الاسناد للحميري باسناده الى أبى جعفر عن أبيه عن على عليهم‌السلام كره إجارة بيوت مكة ، وقرء (سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ).

٤٣ ـ في تهذيب الأحكام موسى بن القاسم عن صفوان بن يحيى عن حسين بن أبى العلا قال : ذكر أبو عبد الله عليه‌السلام هذه الاية (سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ) فقال : كانت مكة ليس على شيء منها باب ، وكان أول من علق على بابه المصراعين معاوية بن

٤٨٠