تفسير نور الثقلين - ج ٣

الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي

تفسير نور الثقلين - ج ٣

المؤلف:

الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي


المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
الموضوع : القرآن وعلومه
الطبعة: ٠
الصفحات: ٦٤٢

ماءا عذبا وماءا مالحا أجاجا (١) فامتزج الماءان فأخذ طينا من أديم الأرض فعركه عركا شديدا (٢) فقال لأصحاب اليمين وهم كالذر يدبون : الى الجنة بسلام وقال لأصحاب الشمال : الى النار ولا أبالي ، ثم قال : (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى شَهِدْنا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافِلِينَ) ثم أخذ الميثاق على النبيين فقال : ألست بربكم وان هذا محمد رسولي وان هذا على أمير المؤمنين؟ فقالوا : بلى ، فثبتت لهم النبوة ، وأخذ الميثاق على اولى العزم اننى ربكم ومحمد رسولي وعلى أمير المؤمنين ، وأوصيائه من بعده ولاة أمري وخزان علمي عليهم‌السلام ، وان المهدي انتصر به لديني وأظهر به دولتي. وأنتقم به من أعدائى وأعبد به طوعا وكرها؟ قالوا : أقررنا يا رب وشهدنا ولم يجحد آدم ولم يقر ، فثبتت العزيمة لهؤلاء الخمسة في المهدي ولم يكن لادم عزم على الإقرار به ، وهو قوله عزوجل : (وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً) قال : انما هو فترك ، ثم أمر نارا فأججت فقال لأصحاب الشمال : ادخلوها فهابوها ، وقال لأصحاب اليمين : ادخلوها فدخلوها فكانت عليهم بردا وسلاما فقال أصحاب الشمال : يا رب أقلنا فقال : قد أقلتكم اذهبوا فادخلوها ، فهابوها فثم ثبتت الطاعة والولاية والمعصية.

١٥٢ ـ في تفسير على بن إبراهيم وقوله : (وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً) قال : فيما نهاه عنه من أكل الشجرة.

١٥٣ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد وعلى بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن ابن محبوب عن أبي جعفر الأحول عن سلام بن المستنير عن أبي جعفر عليه‌السلام في قول الله عزوجل : (وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً) قال : فقال : ان الله عزوجل لما قال لادم : (اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ) قال له : يا آدم لا تقرب هذه الشجرة ، قال : وأراه إياها فقال آدم لربه : كيف أقربها وقد نهيتني عنها أنا وزوجتي؟ قال : فقال لهما : لا تقرباها ، يعنى لا تأكلا منها فقال آدم وزوجته : نعم يا ربنا

__________________

(١) الأجاج : الشديد الملوحة من الماء.

(٢) أديم الأرض : وجهها. وعرك الأديم : دلكه.

٤٠١

لا نقربها ولا نأكل منها ، ولم يستثنيا في قولهما : نعم ، فوكلهما الله في ذلك الى أنفسهما والى ذكرهما.

١٥٤ ـ في روضة الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن محمد ابن الفضل عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : ان الله تبارك وتعالى عهد الى آدم عليه‌السلام أن لا يقرب هذه الشجرة. فلما بلغ الوقت الذي كان في علم الله أن يأكل منها نسي فأكل منها ، وهو قول الله تعالى : (وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٥٥ ـ في مصباح الشريعة قال الصادق عليه‌السلام : والصادق حقا هو الذي يصدق كل كاذب بحقيقة صدق ما لديه ، وهو المعنى الذي لا يسع معه سواه أو ضده ، مثل آدم عليه‌السلام صدق إبليس في كذبه حين أقسم له كاذبا لعدم ما به الكذب ، في آدم عليه‌السلام قال الله عزوجل : (وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً) ولان إبليس كان أول من ابتدأ بالكذب ، وهو غير معهود وأظهره وهو غير مشروع ، ولا يعرف عند أهل السماوات والأرض ظاهرا وباطنا فحشر هو بكذبه على معنى لم ينتفع به من صدق آدم عليه‌السلام على بقاء الأبد ، وأفاد آدم بتصديق كذبه شهادة الله عزوجل بنفي عزمه عما يضاد عهده في الحقيقة ، على معنى لم ينتقض من اصطفائه بكذبه شيئا.

١٥٦ ـ في تفسير العياشي عن موسى بن محمد بن على عن أخيه أبي الحسن الثالث عليه‌السلام قال : الشجرة التي نهى آدم وزوجته أن يأكلا منها شجرة الحسد. عهد إليهما ، ان لا ينظرا الى من فضله الله عليه وعلى خلائقه بعين الحسد ولم يجد له عزما.

١٥٧ ـ عن جميل بن دراج عن بعض أصحابنا عن أحدهما عليهما‌السلام قال : سألته كيف أخذ الله آدم بالنسيان؟ فقال : انه لم ينس وكيف ينسى وهو يذكره ويقول له إبليس : (ما نَهاكُما رَبُّكُما عَنْ هذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونا مِنَ الْخالِدِينَ).

١٥٨ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب : الباقر عليه‌السلام في قوله (وَلَقَدْ عَهِدْنا

٤٠٢

إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ) كلمات في محمد وعلى وفاطمة والحسن والحسين والائمة من ذريتهم» كذا نزلت على محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله.

١٥٩ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده الى الحسين بن أبي العلا عن أبي عبد الله عليه‌السلام عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله حديث طويل يقول فيه صلى‌الله‌عليه‌وآله : لما ان وسوس الشيطان الى آدم دنا من الشجرة ونظر إليها ذهب ماء وجهه ، ثم قام ومشى إليها وهي أول قدم مشت الى الخطيئة ، ثم تناول بيده مما عليها فأكل فطار الحلي والحلل عن جسده.

١٦٠ ـ في عيون الاخبار باسناده الى على بن محمد بن الجهم قال : حضرت مجلس المأمون وعنده الرضا عليه‌السلام فقال له المأمون : يا بن رسول الله أليس من قولك ان الأنبياء معصومون؟ قال : بلى قال فما معنى قول الله عزوجل : (وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى)؟ قال عليه‌السلام : ان الله تعالى قال لادم : (اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْها رَغَداً حَيْثُ شِئْتُما وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ) وأشار لهما الى شجرة الحنطة (فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ) ولم يقل : ولا تأكلا من هذه الشجرة ولا مما كان من جنسها ، فلم يقربا من تلك الشجرة وانما أكلا من غيرها لما أن وسوس الشيطان إليهما ، وقال : (ما نَهاكُما رَبُّكُما عَنْ هذِهِ الشَّجَرَةِ) وانما نهاكما ان تقربا غيرها ولم ينهكما عن الاكل منها (إِلَّا أَنْ تَكُونا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونا مِنَ الْخالِدِينَ وَقاسَمَهُما إِنِّي لَكُما لَمِنَ النَّاصِحِينَ) ولم يكن آدم وحوا شاهدا قبل ذلك من يحلف بالله كاذبا «فدليهما بغرور فأكلا منها» ثقة بيمينه بالله وكان ذلك من آدم قبل النبوة ، ولم يكن بذنب كبير استحق به دخول النار ، وانما كان من الصغائر الموهوبة التي تجوز على الأنبياء قبل نزول الوحي عليهم ، فلما اجتباه الله تعالى وجعله نبيا كان معصوما لا يذنب صغيرة ولا كبيرة ، قال الله تعالى : (وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى ثُمَّ اجْتَباهُ رَبُّهُ فَتابَ عَلَيْهِ وَهَدى) وقال عزوجل : (إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ).

١٦١ ـ وفيه في باب ما كتبه الرضا عليه‌السلام للمأمون من محض الإسلام وشرايع الدين : ان ذنوب الأنبياء عليهم‌السلام صغائر موهوبة.

٤٠٣

١٦٢ ـ وباسناده الى أبي الصلت الهروي قال : لما جمع المأمون لعلى بن موسى الرضا عليه‌السلام أهل المقالات من أهل الإسلام والديانات من اليهود والنصارى والمجوس والصابئين وساير المقالات ، فلم يقم أحد الا وقد ألزمه حجته كأنه ألقم حجرا قام اليه على بن جهم فقال له : يا ابن رسول الله أتقول بعصمة الأنبياء؟ فقال : نعم قال : فما تعمل في قول الله عزوجل : (وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى)؟ فقال عليه‌السلام : ان الله عزوجل خلق آدم حجته في أرضه وخليفته في بلاده ، لم يخلقه للجنة ، وكانت المعصية من آدم في الجنة لا في الأرض لتتم مقادير الله عزوجل ، فلما اهبط الى الأرض وجعل حجة وخليفة عصم بقوله عزوجل : (إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ).

١٦٣ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه‌الله عن أمير المؤمنين حديث طويل يقول فيه عليه‌السلام مجيبا لبعض الزنادقة وقد قال ذلك الزنديق : وأجده قد شهر هفوات أنبيائه بقوله : (وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى) : واما هفوات الأنبياء عليهم‌السلام وما بينه الله في كتابه فان ذلك من أدل الدلائل على حكمة الله عزوجل الباهرة وقدرته القاهرة وعزته الظاهرة ، لأنه علم ان براهين الأنبياء عليهم‌السلام تكبر في صدور أممهم ، وان منهم يتخذ بعضهم إلها ، كالذي كان من النصارى في ابن مريم ، فذكرها دلالة على تخلفهم عن الكمال الذي انفرد به عزوجل.

١٦٤ ـ عن داود بن قبيصة عن الرضا عن أبيه عليهما‌السلام انه قال : واما ما سئلت هل نهى عما أراد فلا يجوز ذلك ولو جاز ذلك لكان حيث نهى آدم عن أكل الشجرة ، أراد منه أكلها ولو أراد منه أكلها ما نادى عليه صبيان الكتائب (وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٦٥ ـ في تهذيب الأحكام الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن زرارة عن أبي جعفر عليه‌السلام انه قال وقد ذكر النوافل اليومية : وانما هذا كله تطوع وليس بمفروض ان تارك الفريضة كافر وان تارك هذا ليس بكافر ولكنها معصية ، لأنه يستحب

٤٠٤

إذا عمل الرجل عملا من الخيران يدوم عليه.

١٦٦ ـ في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن السياري عن على بن عبد الله قال : سأله رجل عن قوله تعالى : (فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقى) قال : من قال بالأئمة واتبع أمرهم ولم يجز طاعتهم. قال عز من قائل : و (مَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي).

١٦٧ ـ في روضة الكافي خطبة لأمير المؤمنين عليه‌السلام وهي خطبة الوسيلة يقول فيها عليه‌السلام : ولئن تقمصها دوني الأشقيان ، ونازعاني فيما ليس لهما بحق ، وركباها ضلالة واعتقداها جهالة ، فلبئس ما عليه وردا ، ولبئس ما لأنفسهما مهدا ، يتلاعنان في دورهما ، ويتبرأ كل منهما من صاحبه ، يقول لقرينه إذا التقيا : (يا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ) فيجيبه الأشقى على رثونة : «يا ليتني لم أتخذك خليلا لقد أضللتني (عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جاءَنِي وَكانَ الشَّيْطانُ لِلْإِنْسانِ خَذُولاً) فأنا الذي عنه ضل.

١٦٨ ـ في تفسير على بن إبراهيم أخبرنا أحمد بن إدريس قال : حدثنا أحمد بن محمد عن عمر بن عبد العزيز عن إبراهيم بن المستنير عن معاوية بن عمار قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : قول الله : (فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً) قال : هي والله للنصاب ، قال : قلت : جعلت فداك قد تراهم دهر هم الأطول في كفاية حتى ماتوا؟ قال : ذاك والله في الرجعة يأكلون العذرة.

١٦٩ ـ في مجمع البيان (فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً) اى عيشا ضيقا الى قوله : وقيل هو عذاب القبر عن ابن مسعود وأبي سعيد الخدري والسدي ، ورواه أبو هريرة مرفوعا.

١٧٠ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن الحسين بن عبد الرحمن عن على بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله عزوجل : (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً) قال : يعنى ولاية أمير المؤمنين عليه‌السلام قلت : (وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى)؟ قال : يعنى أعمى البصر في الاخرة أعمى القلب في الدنيا عن ولاية أمير المؤمنين عليه‌السلام ، قال : وهو متحير في القيمة يقول : (لِمَ حَشَرْتَنِي

٤٠٥

أَعْمى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً قالَ كَذلِكَ أَتَتْكَ آياتُنا فَنَسِيتَها) قال الآيات الائمة (وَكَذلِكَ الْيَوْمَ تُنْسى) يعنى تركتها وكذلك اليوم تترك في النار كما تركت الائمة عليهم‌السلام ، فلم تطع أمرهم ولم تسمع قولهم.

١٧١ ـ في من لا يحضره الفقيه وروى عن معاوية بن عمار قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن رجل لم يحج قط وله مال؟ فقال : هو ممن قال الله عزوجل : (وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى) فقلت : سبحان الله أعمى! فقال : أعماه الله عن طريق الخير.

١٧٢ ـ في الكافي حميد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة عن أحمد بن الحسن الميثمي عن أبان بن عثمان عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : من مات وهو صحيح موسر لم يحج فهو ممن قال الله عزوجل : (وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى) قال : قلت : سبحان الله أعمى! قال : نعم أعماه الله عن طريق الحق.

١٧٣ ـ في تفسير على بن إبراهيم حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن فضالة عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : سألته عن رجل لم يحج قط وله مال؟ قال :

هو ممن قال الله : (وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى) قلت : سبحان الله أعمى! قال : أعماه الله عن طريق الجنة.

١٧٤ ـ في أصول الكافي متصل بقوله عليه‌السلام سابقا ولم تسمع قولهم قلت : و (كَذلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآياتِ رَبِّهِ وَلَعَذابُ) الاخرة أشد وأبقى قال : يعنى من أشرك بولاية أمير المؤمنين غيره ، ولم يؤمن بآيات ربه ترك الائمة معاندة ، فلم يتبع آثارهم ولم يتولهم ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٧٥ ـ في تفسير على بن إبراهيم وقوله عزوجل : أولم يهد لهم يقول : يبين لهم قوله : ان في ذلك لآيات لاولى النهى قال : نحن أولوا النهى ، وقوله : (وَلَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكانَ لِزاماً وَأَجَلٌ مُسَمًّى) قال : كان ينزل بهم العذاب ، ولكن قد أخرهم الى أجل مسمى.

١٧٦ ـ وفيه أيضا وقوله : لكان لزاما قال : اللزام الهلاك.

٤٠٦

١٧٧ ـ في كتاب الخصال عن إسماعيل بن الفضل قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله : (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِها) فقال : فريضة على كل مسلم أن يقول قبل طلوع الشمس عشر مرات وقبل غروبها عشر مرات : لا اله الا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحكم يحيى ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير قال : فقلت : لا اله الا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد يحيى ويميت ويميت ويحيى ، فقال : يا هذا لا شك في ان الله يحيى ويميت ويميت ويحيى ، ولكن قل كما قلت.

١٧٨ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده الى الحسن بن عبد الله عن آبائه عن جده الحسن بن على بن أبي طالب عليهم‌السلام عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وقد سأله بعض اليهود عن مسائل : وأما صلوة الفجر فان الشمس إذا طلعت تطلع على قرني شيطان ، فأمرنى الله عزوجل ان أصلى صلوة الغداة قبل طلوع الشمس وقبل أن يسجد لها الكافر فتسجد أمتي لله عزوجل.

١٧٩ ـ وباسناده الى سليمان بن جعفر الجعفري عن الرضا عليه‌السلام حديث طويل يقول فيه : لا ينبغي لأحد أن يصلى إذا طلعت الشمس لأنها تطلع بقرني شيطان.

١٨٠ ـ في تفسير على بن إبراهيم قوله و (مِنْ آناءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرافَ النَّهارِ) قال : بالغداة والعشى.

١٨١ ـ في الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قلت له : (وَأَطْرافَ النَّهارِ لَعَلَّكَ تَرْضى) قال : يعنى تطوع بالنهار.

١٨٢ ـ في تهذيب الأحكام الحسين بن سعيد عن صفوان عن ابن بكير عن زرارة عن أبي عبد الله عليه‌السلام حديث طويل وفيه بعد ان ذكر عليه‌السلام ما جرت به السنة في الصلوة فقال أبو الخطاب : أفرأيت ان قوى فزاد؟ قال : فجلس وكان متكيا فقال : ان قويت فصلها كما كانت تصلى وكما ليست في ساعة من النهار فليست في ساعة

٤٠٧

من الليل ان الله عزوجل يقول : (وَمِنْ آناءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ) (١).

١٨٣ ـ في تفسير على بن إبراهيم وقوله : (وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقى) قال ابو عبد الله عليه‌السلام : لما نزلت هذه الاية استوى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله جالسا ثم قال : من لم يتعز بعزاء الله تقطعت نفسه على الدنيا حسرات ، ومن أتبع بصره ما في أيدى الناس طال همه ولم يشف غيظه ، ومن لم يعرف ان الله عليه نعمة لا في مطعم ولا في مشرب قصر أجله ودنا عذابه.

١٨٤ ـ في روضة الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن على بن الحكم عن أبي المغرا عن زيد الشحام عن عمرو بن سعيد بن هلال عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال : إياك وان تطمح نفسك الى من فوقك وكفى بما قال الله عزوجل لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : (فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ) وقال الله عزوجل لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : (وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٨٥ ـ في عوالي اللئالى وروى عن الباقر عليه‌السلام في قوله تعالى : وأمر أهلك بالصلوة واصطبر عليها قال : امر الله نبيه ان يخص أهل بيته وأهله دون الناس ، ليعلم الناس ان لأهله عند الله منزلة ليست لغيرهم ، فأمرهم مع الناس عامة ثم أمرهم خاصة.

١٨٦ ـ في عيون الاخبار في باب ذكر مجلس الرضا عليه‌السلام مع المأمون في الفرق بين العترة والامة حديث طويل وفيه : قالت العلماء : فسرنا هل فسر الله تعالى الاصطفاء في الكتاب؟ فقال الرضا عليه‌السلام : فسر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثنى عشر

__________________

(١) قال المحدث الكاشاني (ره) : يعنى ان كانت لك زيادة قوة فاصرفها في كيفية الصلوة من الإقبال عليها والخشوع فيها ثم المداومة عليها ثم تفريق صلوة الليل على آناته كتفريق صلوة النهار على ساعاته كما كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يفعله ، ومراده عليه‌السلام تنبيهه على انه لن يقدر على الإتيان بهذا العدد أيضا كما ينبغي ، ثم نبه عليه‌السلام على تفريق صلوة الليل بما معناه انه كما ان الصلوة ليست مختصة بساعة من النهار بل مفرقة على أجزاء النهار فكذلك ليست مختصة بساعة من الليل بل مفرقة على اجزائها ، وآناء الليل ساعاته ، وأبو الخطاب هذا هو محمد بن مقلاص الغالي الملعون.

٤٠٨

موطنا وموضعا ، فأول ذلك الى أن قال : وأما الثاني عشر فقوله عزوجل : (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْها) فخصنا الله تعالى بهذه الخصوصية إذ أمرنا مع الامة بإقامة الصلوة ، ثم خصنا من دون الامة فكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يجيء الى باب على وفاطمة عليهما‌السلام بعد نزول هذه الاية تسعة أشهر كل يوم عند حضور كل صلوة خمس مرات فيقول : الصلوة رحمكم الله ، وما أكرم الله أحدا من ذراري الأنبياء عليهم‌السلام بمثل هذه الكرامة التي أكرمنا بها ، وخصنا من دون جميع أهل بيتهم ، فقال المأمون والعلماء : جزاكم الله أهل بيت نبيكم عن الامة خيرا ، فما نجد الشرح والبيان فيما اشتبه علينا الا عندكم.

١٨٧ ـ في الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن بعض أصحابه عن أبي حمزة عن عقيل الخزاعي ان أمير المؤمنين صلوات الله عليه كان إذا حضر الحرب وصى المسلمين بكلمات : يقول : تعاهدوا الصلوة وحافظوا عليها وتقربوا بها الى أن قال عليه‌السلام : وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله منصبا لنفسه بعد البشرى له بالجنة من ربه فقال عزوجل : (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْها) الاية فكان يأمر بها أهله ويصبر عليها نفسه والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٨٨ ـ في تفسير على بن إبراهيم وقوله : (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْها) فان الله أمره أن يخص اهله دون الناس ليعلم الناس ان لأهل محمد عند الله منزلة خاصة ليست للناس إذ أمرهم مع الناس ، ثم أمرهم خاصة ، فلما أنزل الله هذه الاية كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يجيء كل يوم عند صلوة الفجر حتى يأتى باب على وفاطمة ، فيقول : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، فيقول على وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌السلام : وعليك السلام يا رسول الله ورحمة الله وبركاته ، ثم يأخذ بعضادتي الباب فيقول : الصلوة الصلوة يرحمكم الله ، (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) ، فلم يزل يفعل ذلك كل يوم إذا شهد المدينة حتى فارق الدنيا ، وقال أبو حمراء خادم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أنا شهدته يفعل ذلك.

٤٠٩

١٨٩ ـ وفيه أيضا (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ) اى أمتك (وَاصْطَبِرْ عَلَيْها لا نَسْئَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعاقِبَةُ لِلتَّقْوى) قال : للمتقين.

١٩٠ ـ في نهج البلاغة كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله نصبا (١) بالصلوة بعد التبشير له بالجنة ، لقول الله سبحانه وأمر أهلك بالصلوة واصطبر عليها فكان يأمر بها ويصبر عليها نفسه.

١٩١ ـ في مجمع البيان روى أبو سعيد الخدري قال : لما نزلت هذه الاية كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يأتى باب فاطمة وعلى عليهما‌السلام تسعة أشهر عند كل صلوة فيقول : الصلوة رحمكم الله ، (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) رواه ابن عقدة باسناده من طرق كثيرة عن أهل البيت وعن غيرهم مثل أبي بردة وأبي رافع.

١٩٢ ـ في أمالي شيخ الطائفة قدس‌سره باسناده الى أبي الحميراء قال : شهدت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أربعين صباحا يجيء الى باب على وفاطمة فيأخذ بعضادتي الباب ثم يقول : السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته ، الصلوة يرحمكم الله ، (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً).

قال عز من قائل : (لا نَسْئَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعاقِبَةُ لِلتَّقْوى).

١٩٣ ـ في كتاب الخصال عن أبي هريرة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : ان أول ما يدخل به النار أمتي الأجوفان ، قالوا : يا رسول الله وما الأجوفان؟ قال : الفرج والفم ، وأكثر ما يدخل به الجنة تقوى الله وحسن الخلق.

١٩٤ ـ في كتاب التوحيد باسناده الى الأصبغ بن نباته قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : قال الله تبارك وتعالى لموسى عليه‌السلام : يا موسى احفظ وصيتي لك بأربعة الى أن قال : والثانية ما دمت لا ترى كنوزي قد نفدت فلا تغتم بسبب رزقك.

١٩٥ ـ وباسناده الى الأصبغ بن نباتة قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : أما بعد فان الاهتمام بالدنيا غير زائد في الموظوف ، وفيه تضييع الزاد. والإقبال على

__________________

(١) اى تعبا.

٤١٠

الاخرة غير ناقص في المقدور ، وفيه إحراز المعاد وانشد يقول :

لو كان في صخرة في البحر راسية

صماء ملموسة ملس نواحيها (١)

رزق لنفس يراها الله لانفلقت

عنه فأدت كل ما فيها

أو كان بين طباق السبع مجمعة

يسهل الله في المرقى مراقيها

حتى يوفى الذي في اللوح خط له

ان هي أتته والا فهو آتيها

١٩٦ ـ في كشف المحجة لابن طاوس رحمه‌الله حديث طويل عن أمير المؤمنين عليه‌السلام وفيه قيل : فمن الولي يا رسول الله؟ قال : وليكم في هذا الزمان أنا ، ومن بعدي وصيي ، ومن بعد وصيي لكل زمان حجج الله ، لكيلا يقولون كما قال الضلال من قبلكم فارقهم نبيهم (رَبَّنا لَوْ لا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزى) وانما كان تمام ضلالتهم جهالتهم بالآيات ، وهم الأوصياء ، فأجابهم الله : (قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدى) وانما كان تربصهم ان قالوا : نحن في سعة في معرفة الأوصياء حتى يعلن امام علمه.

١٩٧ ـ في تفسير على بن إبراهيم واما قوله : (قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا) اى انتظروا امرا (فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدى) فانه حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن على بن رئاب عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال : والله نحن السبيل الذي أمركم الله باتباعه ، ونحن والله الصراط المستقيم ، ونحن والله الذين أمر الله بطاعتهم ، فمن شاء فليأخذ هنا ، ومن شاء فليأخذ هنا لا تجدون والله عنا محيصا.

__________________

(١) الصخرة الصماء الغليظة الشديدة.

٤١١

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده الى أبي عبد الله عليه‌السلام قال : من قرأ سورة الأنبياء حبا لها كان كمن رافق النبيين أجمعين في جنات النعيم ، وكان مهيبا في أعين الناس حيوة الدنيا.

٢ ـ في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : من قرأ سورة الأنبياء حاسبه الله حسابا يسيرا ، وصافحه وسلم عليه كل نبي ذكر اسمه في القرآن.

٣ ـ في تفسير على بن إبراهيم (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ) قال : قربت القيمة والساعة والحساب.

٤ ـ في مجمع البيان وانما وصف بالقرب لان أحد أشراط الساعة مبعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقد قال : بعثت أنا والساعة كهاتين.

٥ ـ في جوامع الجامع وفي كلام أمير المؤمنين صلوات الله عليه : ان الدنيا قد ولت حذاء (١) ولم يبق منها الا صبابة كصبابة الإناء.

٦ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه‌الله وروى عن صفوان بن يحيى قال :قال أبو الحسن الرضا عليه‌السلام لأبي قرة صاحب شبرمة : التوراة والإنجيل والزبور والفرقان وكل كتاب انزل كان كلام الله أنزله للعالمين نورا وهدى ، وهي كلها محدثة ، وهي غير الله حيث يقول : (أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً) وقال : و (ما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ) والله أحدث الكتب كلها الذي أنزلها ، فقال أبو قرة : فهل يفنى؟ فقال أبو الحسن عليه‌السلام : أجمع المسلمون على ان ما سوى الله فعل الله ، والتوراة والإنجيل والزبور والفرقان فعل الله ، ألم تسمع الناس يقولون : رب القرآن ، وأن

__________________

(١) الحذاء : السريعة.

٤١٢

القرآن يقول يوم القيامة : يا رب هذا فلان وهو اعرف به منه ، قد أظمأت نهاره وأسهرت ليله ، فشفعني فيه وكذلك التوراة والإنجيل والزبور كلها محدثه مربوبة أحدثها من ليس كمثله شيء هدى لقوم يعقلون ، فمن زعم انهن لم يزلن فقد أظهر ان الله ليس بأول قديم ولا واحد وأن الكلام لم يزل معه وليس له بدو ، وليس باله ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٧ ـ في تفسير على بن إبراهيم لاهية قلوبهم قال : من التلهي.

٨ ـ في روضة الكافي على بن محمد عن على بن العباس عن على بن حماد عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : وقال : (إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ) يقول : بما ألقوه في صدورهم من العداوة لأهل بيتك والظلم بعدك ، وهو قول الله عزوجل : (وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هذا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٩ ـ في تفسير على بن إبراهيم ما آمنت قبلهم قرية أهلكناها أفهم يؤمنون قال : كيف يؤمنون ولم يؤمن من كان قبلهم بالآيات حتى هلكوا.

١٠ ـ حدثنا محمد بن جعفر قال : حدثنا عبد الله بن محمد عن أبي داود سليمان بن سفيان عن ثعلبة عن زرارة عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله : (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) من المعنون بذلك؟ قال : نحن ، قلت فأنتم المسئولون؟ قال : نعم قلت : ونحن السائلون؟ قال : نعم ، قلت : فعلينا أن نسألكم؟ قال : نعم ، قلت : وعليكم أن تجيبونا؟ قال : لا ذاك إلينا ان شئنا فعلنا وان شئنا تركنا ، ثم قال : (هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ).

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه : قد بسطنا الأحاديث في تفسير هذه الاية في النحل فلتراجع ثمة.

١١ ـ في مجمع البيان وفي تفسير أهل البيت عليهم‌السلام بالإسناد عن زرارة ومحمد بن مسلم وحمران بن أعين عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما‌السلام قالا : تبدل بالأرض

٤١٣

خبزة نقية يأكل الناس منها حتى يفرغ من الحساب ، قال الله تعالى : (وَما جَعَلْناهُمْ جَسَداً لا يَأْكُلُونَ الطَّعامَ).

١٢ ـ في تفسير العياشي زرارة عن أبي جعفر قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله : (يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ) يعنى تبدل خبزة نقية يأكل الناس منها حتى يفرغ من الحساب؟ قال الله : (وَما جَعَلْناهُمْ جَسَداً لا يَأْكُلُونَ الطَّعامَ).

١٣ ـ في روضة الكافي كلام لعلى بن الحسين عليهما‌السلام في الوعظ والزهد في الدنيا يقول فيه عليه‌السلام : ولقد أسمعكم الله في كتابه ما قد فعل بالقوم الظالمين من أهل القرى قبلكم حيث قال : (وَكَمْ قَصَمْنا مِنْ قَرْيَةٍ كانَتْ ظالِمَةً) وانما عنى بالقرية أهلها حيث يقول : (وَأَنْشَأْنا بَعْدَها قَوْماً آخَرِينَ) فقال عزوجل : (فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنا إِذا هُمْ مِنْها يَرْكُضُونَ) يعنى يهربون قال : (لا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلى ما أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَساكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ) فلما أتاهم العذاب (قالُوا يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ فَما زالَتْ تِلْكَ دَعْواهُمْ حَتَّى جَعَلْناهُمْ حَصِيداً خامِدِينَ) وأيم الله ان هذه عظة لكم وتخويف ان اتعظتم وخفتم.

١٤ ـ على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن بدر بن الخليل الأسدي قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : في قول الله عزوجل : (فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنا إِذا هُمْ مِنْها يَرْكُضُونَ لا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلى ما أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَساكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ) قال : إذا قام القائم وبعث الى بنى امية بالشام هربوا الى الروم ، فتقول لهم الروم : لا ندخلكم حتى تنتصروا فيعلقون في أعناقهم الصلبان فيدخلونهم ، فاذا نزل بحضرتهم أصحاب القائم طلبوا الامان والصلح ، فيقول أصحاب القائم : لا نفعل حتى تدفعوا إلينا من قبلكم منا فيدفعونهم إليهم ، فذلك قوله : (لا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلى ما أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَساكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ) قال : يسألهم الكنوز وهو أعلم بها ، قال : فيقولون : (يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ فَما زالَتْ تِلْكَ دَعْواهُمْ حَتَّى جَعَلْناهُمْ حَصِيداً خامِدِينَ) بالسيف وهو سعيد بن عبد الملك الأموي صاحب نهر سعيد بالرحبة.

٤١٤

١٥ ـ في تفسير على بن إبراهيم وقال على بن إبراهيم في قوله عزوجل : (وَكَمْ قَصَمْنا مِنْ قَرْيَةٍ كانَتْ) يعنى أهل قرية كانت (ظالِمَةً وَأَنْشَأْنا بَعْدَها قَوْماً آخَرِينَ فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنا) يعنى بنى أمية إذا أحسوا بالقائم من آل محمد صلوات الله عليه (إِذا هُمْ مِنْها يَرْكُضُونَ لا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلى ما أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَساكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ) يعنى الكنوز التي كنزوها ، قال : فيدخل بنو امية الى الروم إذا طلبهم القائم عليه‌السلام ، ثم يخرجهم من الروم ويطالبهم بالكنوز التي كنزوها ، فيقولون كما حكى الله عزوجل : (يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ فَما زالَتْ تِلْكَ دَعْواهُمْ حَتَّى) جعلنا هم حصيدا خامدين» قال : بالسيف وتحت ظلال السيوف ، وهذا كله مما لفظه ماض ومعناه مستقبل ، وهو مما ذكرناه مما تأويله بعد تنزيله (١).

١٦ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن يونس ابن يعقوب عن عبد الأعلى قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن الغنا وقلت : انهم يزعمون

__________________

(١) في هامش بعض النسخ هكذا : «في كتاب الرجعة لبعض المعاصرين حديث طويل عن أمير المؤمنين عليه‌السلام يذكر فيه أيام ظهور القائم عليه‌السلام وفيه : ويخرج رجل من أهل نجران راهب مستجيب للإمام فيكون أهل النصارى أنصاري احابة ويهدم بيعته ويذر صليبها ويخرج من الموالي الى موضعها الناس والخيل فيسيرون الى النخلة باعلام هذا فيكون مجتمع الناس جميعا من الأرض كلها بالفاروق وهي محجة أمير المؤمنين عليه‌السلام وهو ما بين البرس والفرات فيقتل يومئذ ما بين المشرق والمغرب ثلاثة آلاف من اليهود والنصارى يقتل بعضهم بعضا ، فيومئذ تأويل هذه الاية : «فما زالت تلك دعوتهم (حَتَّى جَعَلْناهُمْ حَصِيداً خامِدِينَ) بالسيف وتحت ظل السيف ويختلف من بنى الأشهل الزاجر اللحظ في أناس من غير أبيه هرابا حتى يأتون سبطرى عوذا بالشجر فيومئذ تأويل هذه الاية : «فلما أحسوا بأسنا إذا هم (مِنْها يَرْكُضُونَ لا تَرْكُضُوا) وارجعوا (إِلى ما أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَساكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ») ومساكنهم الكنوز التي غلبوا من أموال المسلمين. «منه عفى عنه» أقول : ولا يخلو مواضع من هذا الحديث من التصحيف لكن لم أظفر على المنقول منه فتركتها على حالها.

٤١٥

ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله رخص في ان يقال : جيناكم جيناكم جيئونا جيئونا ، فقال : كذبوا ان الله عزوجل يقول : وما خلقنا السموات (وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما لاعِبِينَ لَوْ أَرَدْنا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْواً لَاتَّخَذْناهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فاعِلِينَ بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْباطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذا هُوَ زاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ) ثم قال : ويل لفلان مما يصف ، رجل لم يحضر المجلس.

١٧ ـ في محاسن البرقي عنه عن أبيه عن يونس بن عبد الرحمن رفعه قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : ليس من باطل يقوم بإزاء حق الأغلب الحق الباطل ، وذلك قول الله : (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْباطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذا هُوَ زاهِقٌ).

١٨ ـ عنه عن يعقوب بن يزيد عن رجل عن الحكم بن مسكين عن أيوب بن الحر بياع الهروي قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : يا أيوب ما من أحد الا وقد يرد عليه الحق حتى يصدع قلبه ، قبله أم تركه ، وذلك ان الله يقول في كتابه : (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْباطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذا هُوَ زاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ).

١٩ ـ في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه‌السلام في هاروت وماروت حديث طويل وفيه يقول عليه‌السلام : ان الملائكة معصومون محفوظون من الكفر والقبائح بألطاف الله تعالى ، قال الله تعالى فيهم : (لا يَعْصُونَ اللهَ ما أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ) وقال عزوجل : وله من في السموات والأرض ومن عنده يعنى الملائكة (لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لا يَفْتُرُونَ).

٢٠ ـ في كتاب التوحيد عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله انه قال : إن لله تبارك وتعالى ملائكة ليس شيء من طباق أجسادهم الا وهو يسبح الله عزوجل ويحمده من ناحيته بأصوات مختلفة ، لا يرفعون رؤسهم الى السماء ، ولا يخفضونها الى أقدامهم من البكاء والخشية لله عزوجل.

٢١ ـ وعن على بن الحسين عليهما‌السلام حديث طويل في صفة خلق العرش يقول فيه : له ثمانية أركان ، على كل ركن منها من الملائكة ما لا يحصى عددهم

٤١٦

الا الله عزوجل ، (يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لا يَفْتُرُونَ).

٢٢ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده الى داود بن فرقد العطار عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليه‌السلام أنه سئل عن الملائكة أينامون؟ فقال : ما من حي الا وهو ينام خلا الله وحده ، والملائكة ينامون ، فقلت : يقول الله عزوجل : (يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لا يَفْتُرُونَ) قال : أنفاسهم تسبح.

٢٣ ـ في تفسير على بن إبراهيم حديث طويل عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في ذكر ما راى في المعراج وفيه قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : ثم مررنا بملائكة من ملائكة الله عزوجل خلقهم الله كيف شاء ، ووضع وجوههم كيف شاء ، ليس شيء من أطباق أجسادهم الا وهو يسبح الله ويحمده من كل ناحية بأصوات مختلفة ، أصواتهم مرتفعة بالتحميد والبكاء من خشية الله ، فسألت جبرئيل عنهم فقال : كما ترى خلقوا ، ان الملك منهم الى جنب صاحبه ما كلمه قط ، ولا رفعوا رؤسهم الى ما فوقها ، ولا حفظوها! الى ما تحتها خوفا وخشوعا ، فسلمت عليهم فردوا على إيماء برؤسهم ، ولا ينظرون الى من الخشوع ، فقال لهم جبرئيل : هذا محمد نبي الرحمة أرسله الله الى العباد رسولا ونبيا ، وهو خاتم النبيين وسيدهم أفلا تكلموه؟ قال : فلما سمعوا ذلك من جبرئيل أقبلوا على بالسلام وأكرمونى وبشروني بالخير لي ولامتى.

٢٤ ـ في نهج البلاغة قال عليه‌السلام في وصف الملائكة : ومسبحون لا يسأمون ولا يغشاهم نوم العيون ولا سهو العقول ، ولا فترة الأبدان ولا غفلة النسيان.

٢٥ ـ وفيه أيضا يقول فيهم عليه‌السلام : ولم تجر الفترات فيهم على طول دؤبهم (١).

٢٦ ـ في كتاب التوحيد باسناده الى هشام بن الحكم في حديث الزنديق الذي أتى أبا عبد الله عليه‌السلام وكان من قول أبي عبد الله له : لا يخلو قولك : إنهما اثنان من أن يكونا قديمين قويين أو يكونا ضعيفين أو يكون أحدهما قويا والاخر ضعيفا ، فان

__________________

(١) الدؤوب : الجد والاجتهاد.

٤١٧

كانا قويين فلم لا يدفع كل واحد منهما صاحبه وينفرد بالتدبير ، وان زعمت ان أحدهما قوى والاخر ضعيف ثبت انه واحد كما تقول ، للعجز الظاهر في الثاني ، وان قلت : انهما اثنان لا يخلو من أن يكونا متفقين من كل جهة أو متفرقين من كل جهة ، فلما رأينا الخلق منتظما ، والفلك جاريا واختلاف الليل والنهار والشمس والقمر دل صحة الأمر والتدبير وايتلاف الأمر أن المدبر واحد ، ثم يلزمك ان ادعيت اثنين فلا بد من فرجة بينهما حتى يكونا اثنين ، فصارت الفرجة ثالثا بينهما قديما معهما ، فيلزمك ثلاثة ، فان ادعيت ثلاثة لزمك ما قلنا في الاثنين حتى يكون بينهما فرجتان فيكون خمسا ، ثم يتناهى في العدد الى ما لا نهاية في الكثرة.

٢٧ ـ حدثنا محمد بن الحسن بن احمد بن الوليد رضى الله عنه قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن أبي عمير عن هشام بن الحكم قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : ما الدليل على أن الله واحد؟ قال : اتصال التدبير وتمام الصنع كما قال عزوجل : (لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ لَفَسَدَتا).

٢٨ ـ وباسناده الى الفتح بن يزيد الجرجاني عن أبي الحسن عليه‌السلام حديث طويل وفي آخره قلت : جعلت فداك بقيت مسئلة ، قال : هات لله أبوك ، قلت : يعلم القديم الشيء الذي لم يكن ان لو كان كيف كان يكون؟ قال : ويحك ان مسائلك لصعبة أما سمعت الله يقول : (لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ لَفَسَدَتا) وقوله : (لَعَلا بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ) وقال يحكى قول أهل النار : «ارجعنا (نَعْمَلْ صالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ) وقال : (وَلَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ) فقد علم الشيء الذي لم يكن ان لو كان كيف كان يكون.

٢٩ ـ في تفسير على بن إبراهيم : واما الرد على الثنوية فقوله : (مَا اتَّخَذَ اللهُ مِنْ وَلَدٍ) الاية قال : لو كان الهين لطلب كل واحد منهما العلو ، وإذا شاء واحد أن يخلق إنسانا شاء الاخر أن يخالفه فيخلق بهيمة ، فيكون الخلق منهما على مشيتهما ، واختلاف ارادتهما إنسانا وبهيمة في حالة واحدة ، فهذا من أعظم المحال غير موجود ،

٤١٨

وإذا بطل هذا ولم يكن بينهما اختلاف بطل الاثنان وكان واحدا ، فهذا التدبير واتصاله وقوام بعضه ببعض واختلاف الأهواء والإرادات والمشيات يدل على صانع واحد ، وهو قول الله عزوجل : (مَا اتَّخَذَ اللهُ مِنْ وَلَدٍ وَما كانَ مَعَهُ مِنْ إِلهٍ إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلهٍ بِما خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ) وقوله : (لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ لَفَسَدَتا).

٣٠ ـ في كتاب الاهليلجة قال الصادق عليه‌السلام : وانه لو كان معه اله لذهب كل اله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض ، ولا فسد كل واحد منهما على صاحبه.

٣١ ـ في كتاب مصباح الزائر لابن طاوس رحمه‌الله في دعاء الحسين عليه‌السلام يوم عرفة (لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ لَفَسَدَتا) وتفطرتا.

٣٢ ـ في كتاب التوحيد باسناده الى ابن أذينة عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قلت له : جعلت فداك ما تقول في القضاء والقدر؟ قال : أقول : ان الله تبارك وتعالى إذا جمع العباد يوم القيامة سألهم عما عهد إليهم ولم يسألهم عما قضى عليهم.

٣٣ ـ وباسناده الى عمرو بن شمر عن جابر بن يزيد الجعفي قال : قلت لأبي جعفر محمد بن على الباقر عليهما‌السلام : يا بن رسول الله انا نرى الأطفال منهم من يولد ميتا ومنهم من يسقط غير تام ، ومنهم من يولد أعمى وأخرى وأصم ، ومنهم من يموت من ساعته إذا سقط الى الأرض ، ومنهم من يبقى الى الاحتلام ، ومنهم من يعمر حتى يصير شيخا ، فكيف ذلك وما وجهه؟ فقال عليه‌السلام : ان الله تبارك وتعالى أولى بما يدبره من أمر خلقه منهم ، وهو الخالق والمالك لهم فمن منعه التعمير فانما منعه ما ليس له ومن عمره فانما أعطاه ما ليس له ، فهو المتفضل بما أعطى ، وعادل فيما منع ، ولا يسأل عما يفعل وهم يسألون قال جابر : فقلت له : يا ابن رسول الله وكيف لا يسأل عما يفعل؟ قال : لأنه لا يفعل الا ما كان حكمة وصوابا ، وهو المتكبر الجبار والواحد القهار فمن وجد في نفسه حرجا في شيء مما قضى كفر ، ومن أنكر شيئا من أفعاله جحد.

٣٤ ـ عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام قال : قال الله تبارك وتعالى : يا بن آدم بمشيتي كنت أنت الذي تشاء لنفسك ما تشاء ، وبقوتي أديت الى فرائضي ، وبنعمتي قويت

٤١٩

على معصيتي جعلتك سميعا بصيرا قويا (ما أَصابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللهِ ، وَما أَصابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ) ، وذلك أنى أولى بحسناتك منك ، وأنت أولى بسيئاتك منى ، وذلك انى لا اسأل عما أفعل وهم يسألون.

٣٥ ـ في عيون الاخبار باسناده الى محمد بن أبي يعقوب البلخي قال : سألت أبا الحسن الرضا عليه‌السلام فقلت : لأي علة صارت الامامة في ولد الحسين دون ولد الحسن؟ فقال : لان الله تعالى جعلها في ولد الحسين ولم يجعلها في ولد الحسن ، والله لا يسأل عما يفعل.

٣٦ ـ في كتاب الخصال عن المفضل بن عمر عن الصادق جعفر بن محمد عليهما‌السلام حديث طويل وفيه : قال : فقلت له : يا بن رسول الله كيف صارت الامامة في ولد الحسين دون ولد الحسن وهما جميعا ولدا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وسبطاه وسيدا شباب أهل الجنة؟ فقال عليه‌السلام : ان موسى وهارون كانا نبيين مرسلين أخوين ، فجعل الله النبوة في صلب هارون دون صلب موسى ، ولم يكن لأحد أن يقول : لم فعل الله ذلك ، فان الامامة خلافة الله عزوجل ليس لأحد أن يقول : لم جعلها في صلب الحسين دون صلب الحسن ، لان الله هو الحكيم في أفعاله (لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْئَلُونَ).

٣٧ ـ في كتاب علل الشرائع عن على عليه‌السلام حديث طويل يقول فيه في أثنائه وقد ذكر خلقة آدم فاغترف تبارك وتعالى غرفة من الماء العذب الفرات ، فصلصلها فجمدت ثم قال لها : منك أخلق النبيين والمرسلين وعبادي الصالحين ، والائمة المهتدين الدعاة الى الجنة وأتباعهم الى يوم القيامة ، ولا أبالى ولا اسأل عما افعل وهم يسألون ، يعنى بذلك خلقه انهم يسألهم.

٣٨ ـ في إرشاد المفيد قال رحمه‌الله وقد ذكر أبا عبد الله جعفر بن محمد عليهما‌السلام : ومما حفظ عنه عليه‌السلام من موجز القول في العدل قوله لزرارة بن أعين : يا زرارة أعطيك جملة في القضاء والقدر؟ قال له زرارة : نعم جلت فداك ، قال : إذا كان يوم القيامة ، وجمع الله الخلائق سألهم عما عهد إليهم ولم يسألهم عما قضى عليهم.

٤٢٠