تفسير نور الثقلين - ج ٣

الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي

تفسير نور الثقلين - ج ٣

المؤلف:

الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي


المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
الموضوع : القرآن وعلومه
الطبعة: ٠
الصفحات: ٦٤٢

شاء الله يخفض به صوته وكنت منه قريبا فقلت : يا أمير المؤمنين انك حلفت على ما قلت ثم استثنيت فما أردت بذلك؟ فقال : ان الحرب خدعة وانا عند أصحابى صدوق ، فأردت ان أطمع أصحابى في قولي كيلا يفشلوا ولا يفروا فافهم ، فانك تنفع بهذا بعد اليوم ان شاء الله تعالى.

٧١ ـ في الكافي مثل ما نقلنا عن تفسير على بن إبراهيم من حديث هارون بن مسلم وفي آخره بعد قوله : ان شاء الله تعالى : واعلم ان الله جل ثناؤه قال لموسى عليه‌السلام حين أرسله الى فرعون (فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى) وقد علم انه لا يتذكر ولا يخشى ، ولكن ليكون ذلك أحرص لموسى عليه‌السلام على الذهاب.

٧٢ ـ في أصول الكافي باسناده الى عبد الله بن إبراهيم الجعفري قال : كتب أبو الحسن موسى بن جعفر عليه‌السلام الى يحيى بن عبد الله بن الحسن : اما بعد فانى أحذرك ونفسي وأعدك أليم عذابه وشديد عقابه ، وتكامل نقماته وأوصيك ونفسي بتقوى الله فانها زين الكلام ، وتثبيت النعم الى قوله : أحذرك معصية الخليفة وأحثك على بره وطاعته ، وان تطلب لنفسك أمانا قبل أن تأخذك الأظفار ويلزمك الخناف من كل مكان ، فتروح الى النفس من كل مكان ، ولا تجده حتى يمن الله عليك بمنه وفضله ورقة الخليفة أبقاه الله فيؤمنك ويرحمك ، ويحفظ فيك أرحام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (وَالسَّلامُ عَلى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدى إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنا أَنَّ الْعَذابَ عَلى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى).

٧٣ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن سيف بن عميرة عن إبراهيم بن ميمون عن محمد بن مسلم قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : (أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى قالَ) : ليس شيء من خلق الله الا وهو يعرف من شكله الذكر من الأنثى قلت : ما يعنى ثم هدى؟ قال : هداه للنكاح والسفاح من شكله.

٧٤ ـ في أصول الكافي عنه (١) عن اسمعيل بن مهران عن سيف بن عميرة عن

__________________

(١) «قبله عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيس. مناره» (عن هامش بعض النسخ)

٣٨١

سليمان بن عمرو النخعي قال : وحدثني الحسين بن سيف عن أخيه على عن سليمان عمن ذكره عن أبي جعفر عليه‌السلام ثم قال : وباسناده عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن خياركم أولوا النهى قيل : يا رسول الله ومن أولوا النهى؟ قال : هم أولوا الأخلاق الحسنة والأحلام الرزينة (١) وصلة الأرحام ، والبررة بالأمهات والاباء ، والمتعاهدين للفقراء والجيران ، ويطعمون الطعام ، ويفشون السلام في العالم ، ويصلون والناس نيام غافلون.

٧٥ ـ في تفسير على بن إبراهيم حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن على بن رئاب عن مروان عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : سألته عن قول الله عزوجل : ان في ذلك لآيات لاولى النهى قال : نحن والله أولوا النهى قلت : ما معنى اولى النهى؟ قال : ما أخبر الله به رسوله مما يكون بعده من ادعاء أبي فلان الخلافة والقيام بها ، والاخر من بعده ، والثالث من بعدهما ، وبنى أمية ، فأخبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وكان كما أخبر الله به نبيه وكما أخبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عليا وكما انتهى إلينا من على فيما يكون من بعده من الملك في بنى امية وغيرهم ، فهذه الاية التي ذكرها الله في الكتاب : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى) الذي انتهى إلينا علم ذلك كله ، فصبرنا لأمر الله عزوجل ، فنحن قوام الله على خلقه وخزانه على دينه ، نخزنه ونستره ونكتم به من عدونا كما كتم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حتى أذن الله له في الهجرة ، وجاهد المشركين فنحن على منهاج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حتى يأذن لنا في إظهار دينه بالسيف ، وندعو الناس اليه فنصيرهم عليه عودا كما صيرهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بدوا.

٧٦ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده الى عبد الرحمن بن حماد قال : سألت أبا إبراهيم عليه‌السلام عن الميت لم يغسل غسل الجنابة؟ قال : ان الله تبارك وتعالى أعلى وأخلص من أن يبعث الأشياء بيده ، ان لله تبارك وتعالى ملكين خلاقين فاذا أراد أن يخلق خلقا أمر أولئك الخلاقين ، فأخذوا من التربة التي قال الله عزوجل في كتابه :

__________________

(١) الرزينة : الاصيلة.

٣٨٢

(مِنْها خَلَقْناكُمْ وَفِيها نُعِيدُكُمْ وَمِنْها نُخْرِجُكُمْ تارَةً أُخْرى) فعجنوها بالنطفة المسكنة في الرحم ، فاذا عجنت النطفة بالتربة قالا : يا رب ما نخلق؟ قال : فيوحى الله تبارك وتعالى ما يريد من ذلك : ذكرا أو أنثى مؤمنا أو كافرا ، اسود أو ابيض ، شقيا أو سعيدا ، فان مات سالت منه تلك النطفة بعينها لا غيرها ، فمن ثم صار الميت يغسل غسل الجنابة.

٧٧ ـ وباسناده الى أبي عبد الله القزويني قال : سألت أبا جعفر محمد بن على عليهما‌السلام لأي علة يولد الإنسان هاهنا ويموت في موضع آخر؟ قال : لان الله تبارك وتعالى لما خلق خلقه خلقهم من أديم الأرض فمرجع كل إنسان الى تربته.

٧٨ ـ وباسناده الى أحمد بن على الراهب قال : قال رجل لأمير المؤمنين عليه‌السلام : يا ابن عم خير خلق الله ما يعنى السجدة الاولى؟ فقال : تأويله : اللهم إنك منها خلقتني يعنى من الأرض ، ورفع رأسك ومنها أخرجتنا ، والسجدة الثانية وإليها تعيدنا ورفع رأسك من الثانية ومنها تخرجنا تارة اخرى.

٧٩ ـ في الكافي على بن محمد بن عبد الله عن إبراهيم بن اسحق عن محمد بن سليمان الديلمي عن أبيه عن ابى عبد الله عن أبي جعفر عليهما‌السلام قال : ان الله عزوجل خلق خلاقين ، فاذا أراد أن يخلق خلقا أمرهم فأخذوا من التربة التي قال في كتابه : (مِنْها خَلَقْناكُمْ وَفِيها نُعِيدُكُمْ وَمِنْها نُخْرِجُكُمْ تارَةً أُخْرى) فعجن النطفة بتلك التربة التي يخلق منها بعد ان أسكنها الرحم أربعين ليلة ، فاذا تمت له أربعة أشهر قالوا : يا رب نخلق ماذا؟ فيأمرهم بما يريد من ذكر أو أنثى أبيض أو أسود ، فاذا خرجت الروح من البدن خرجت هذه النطفة بعينها منه كائنا ما كان ، صغيرا أو كبيرا ذكرا أو أنثى ، فلذلك يغسل الميت غسل الجنابة والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٨٠ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن مسكان عن محمد ابن مسلم عن أحدهما عليهما‌السلام قال : من خلق من تربة دفن فيها.

٣٨٣

٨١ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن الحجال عن ابن بكير عن أبي منهال عن الحارث بن المغيرة قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : ان النطفة إذا وقعت في الرحم بعث الله عزوجل ملكا فأخذ من التربة التي يدفن فيها ، فماثها في النطفة فلا يزال قلبه يحن إليها (١) حتى يدفن فيها.

٨٢ ـ في نهج البلاغة قال عليه‌السلام : لم يوجس موسى خيفة على نفسه أشفق من غلبة الجهال ودول الضلال.

٨٣ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه‌الله وعن معمر بن راشد قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ان موسى عليه‌السلام لما القى عصاه وأوجس في نفسه خيفة قال : اللهم انى اسألك بحق محمد وآل محمد لما امنتنى قال الله عزوجل : (لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلى) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

قال عز من قائل : (فَأُولئِكَ لَهُمُ الدَّرَجاتُ الْعُلى)

٨٤ ـ في أصول الكافي عن عمار الساباطي قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قوله تعالى : (أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَ اللهِ كَمَنْ باءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللهِ وَمَأْواهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ هُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ اللهِ) فقال : الذين اتبعوا رضوان الله هم الائمة ، وهم والله يا عمار درجات المؤمنين ، وبولايتهم ومعرفتهم إيانا يضاعف لهم أعمالهم ، ويرفع الله لهم الدرجات العلى. في تفسير العياشي عن عمار بن مروان عن أبي عبد الله عليه‌السلام نحوه.

٨٥ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه‌الله روى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن على عليهم‌السلام قال : ان يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لأمير المؤمنين عليه‌السلام في أثناء كلام طويل : فان موسى عليه‌السلام قد ضرب له في البحر طريق فهل فعل لمحمد شيء من هذا؟ فقال له على عليه‌السلام : لقد كان كذلك ومحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله أعطى ما هو أفضل من هذا ، خرجنا معه الى حنين فاذا نحن بواد يشخب (٢) فقدرناه فاذا هو

__________________

(١) ماث الشيء بالشيء : خلطه ـ وحن اليه : اشتاق.

(٢) اى يسيل.

٣٨٤

اربع عشرة قائمة فقالوا يا رسول الله العدو من ورائنا والوادي أمامنا كما قال أصحاب موسى (إِنَّا لَمُدْرَكُونَ) فنزل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ثم قال : اللهم انك جعلت لكل مرسل دلالة فأرنى قدرتك وركب صلوات الله عليه فرسه ، فعبرت الخيل لا تندى (١) حوافرها والإبل لا تندى أخفافها ، فرجعنا فكان فتحنا (٢).

٨٦ ـ في كتاب طب الائمة عليهم‌السلام على بن عروة الأهوازي قال : حدثنا الديلمي عن داود الرقى عن موسى بن جعفر عليهما‌السلام قال : من كان في سفر فخاف اللصوص والسبع فليكتب على عرف دابته (٣) (لا تَخافُ دَرَكاً وَلا تَخْشى) فانه يأمن بإذن الله عزوجل ، قال داود الرقى : فحججت فلما كنا بالبادية جاء قوم من الاعراب فقطعوا على القافلة وأنا فيهم ، فكتبت على عرف حملي : (لا تَخافُ دَرَكاً وَلا تَخْشى) فو الذي بعث محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله بالنبوة وخصه بالرسالة ، وشرف أمير المؤمنين بالامامة ، ما نازعنى أحد منهم ، أعماهم الله عنى.

٨٧ ـ في كتاب سعد السعود لابن طاوس رحمه‌الله نقلا عن تفسير الكلبي محمد عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس ان جبرئيل قال لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ونقل حديثا طويلا في حال فرعون وقومه وفيه وانما قال لقومه : (أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى) حين انتهى فرآه قد يبست فيه الطريق ، فقال لقومه : ترون البحر قد يبس من فرقى فصدقوه لما رأوا ذلك ، فذلك قوله : (وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَما هَدى).

٨٨ ـ في بصائر الدرجات عبد الله بن محمد عن موسى بن القاسم عن جعفر بن محمد عن سماعة عن عبد الله بن مسكان عن الحكم بن الصلت عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : خذوا بحجزة هذا الأنزع يعنى عليا فانه الصديق الأكبر ، وهو الفاروق يفرق بين الحق والباطل ، من أحبه هداه الله ، ومن أبغضه أضله الله ، ومن

__________________

(١) اى لا تبتل.

(٢) وفي البحار «فكان فتحنا فتحا».

(٣) العرف ـ بالضم ـ : الشعر النابت في محدب رقبة الفرس.

٣٨٥

تخلف عنه محقه الله ، منه سبطاي الحسن والحسين وهما ابناي. ومن الحسين الائمة الهداة ، أعطاهم الله فهمي وعلمي ، فأحبوهم وتولوهم ولا تتخذوا وليجة من دونهم ، فيحل عليكم غضب من ربكم ، ومن يحلل عليه غضب من ربه فقد هوى ، (وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ).

٨٩ ـ في كتاب التوحيد باسناده الى حمزة بن الربيع عمن ذكره قال : كنت في مجلس أبي جعفر عليه‌السلام إذ دخل عليه عمرو بن عبيد فقال له : جعلت فداك قول الله تبارك وتعالى : (وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوى) ما ذلك الغضب؟ فقال أبو جعفر عليه‌السلام : هو العقاب يا عمرو انه من زعم ان الله عزوجل زال من شيء الى شيء فقد وصفه صفة مخلوق ، ان الله عزوجل لا يستفزه شيء ولا يغيره.

٩٠ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه‌الله روى ان عمرو بن عبيد وفد على محمد بن على الباقر عليهما‌السلام لامتحانه بالسؤال عنه ، فقال له : جعلت فداك أخبرني عن قوله تعالى : (وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوى) ما غضب الله؟ فقال : أبو جعفر عليه‌السلام : غضب الله تعالى عقابه ، يا عمرو من ظن ان الله يغيره شيء فقد كفر.

٩١ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عمن ذكره عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه عن أبي عبد الله عليه‌السلام انه قال : ان الله تبارك وتعالى لا يقبل الا العمل الصالح ، ولا يقبل الله الا الوفاء بالشروط والعهود ، فمن وفى لله عزوجل بشرطه واستعمل ما وصف في عهده نال ما عنده ، واستكمل وعده ، ان الله تبارك وتعالى أخبر العباد بطرق الهدى وشرع لهم فيها المنار ، وأخبرهم كيف يسلكون ، فقال : (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى) وقال : (إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) فمن اتقى الله فيما أمره لقى الله مؤمنا بما جاء به محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله.

٩٢ ـ على بن إبراهيم عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن فضال جميعا عن أبي جميلة عن خالد بن عمار عن

٣٨٦

سدير قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام وهو داخل وأنا خارج وأخذ بيدي ، ثم استقبل البيت فقال : يا سدير انما أمر الناس ان يأتوا هذه الأحجار فيطوفوا بها ، ثم يأتونا فيعلمونا ولايتهم لنا ، وهو قول الله : (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى) ثم أومى بيده الى صدره : الى ولايتنا ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٩٣ ـ في تفسير على بن إبراهيم وقوله : (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى) قال : الى الولاية.

حدثنا أحمد بن على قال : حدثنا الحسين بن عبيد الله عن السندي بن محمد عن أبان عن الحارث بن عمر عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله : (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى) قال : ألا ترى كيف اشترط ولم ينفعه التوبة والايمان والعمل الصالح حتى اهتدى ، والله لو جهد أن يعمل ما قبل منه حتى يهتدى ، قال : قلت : الى من؟ جعلني الله فداك قال : إلينا.

٩٤ ـ في أمالي الصدوق رحمه‌الله باسناده الى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله حديث طويل وفيه يقول لعلى عليه‌السلام : ولقد ضل من ضل عنك ، ولن يهتدى الى الله من لم يهتد إليك والى ولايتك ، وهو قول ربي عزوجل : (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى) يعنى الى ولايته.

٩٥ ـ في مجمع البيان وقال أبو جعفر عليه‌السلام ثم «اهتدى» الى ولايتنا أهل البيت ، فو الله لو ان رجلا عبد الله عمره ما بين الركن والمقام ثم مات ولم يجيء بولايتنا لأكبه الله في النار على وجهه. رواه الحاكم ابو القاسم الحسكاني باسناده ، وأورده العياشي في تفسير بعدة طرق.

٩٦ ـ في تفسير العياشي عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله : (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى) قال لهذه الاية تفسير يدل ذلك التفسير على ان الله لا يقبل من أحد عملا الا ممن لقيه بالوفاء منه بذلك التفسير ،

٣٨٧

وما اشترط فيه على المؤمنين ، قال : (إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهالَةٍ) يعنى كل ذنب عمله العبد ، وان كان به عالما فهو جاهل حين خاطر بنفسه في معصية ربه.

٩٧ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب أبو الجارود وأبو الصباح الكناني عن الصادق عليه‌السلام وأبو حمزة عن السجاد عليه‌السلام في قوله : «ثم اهتدى» إلينا أهل البيت.

٩٨ ـ في محاسن البرقي عنه عن أبيه عن حماد بن عيسى فيما اعلم عن يعقوب ابن شعيب قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : (إِلَّا مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً) ثم اهتدى» قال : الى ولايتنا والله ، أما ترى كيف اشترط عزوجل؟.

٩٩ ـ في مصباح الشريعة قال الصادق عليه‌السلام : المشتاق لا يشتهي طعاما ولا يلتذ شرابا ، ولا يستطيب رقادا ، ولا يأنس حميما ، ولا يأوى دارا ، ولا يسكن عمرانا ، ولا يلبس لباسا ، ولا يقر قرارا ، ويعبد الله ليلا ونهارا ، راجيا بأن يصل الى ما يشتاق اليه ويناجيه بلسان شوقه معبرا عما في سريرته ، كما أخبر الله عن موسى بن عمران عليه‌السلام في ميعاد ربه بقوله : (وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضى) وفسر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عن حاله انه ما أكل ولا شرب ولا نام ولا اشتهى شيئا من ذلك في ذهابه ومجيئه أربعين يوما شوقا الى ربه.

١٠٠ ـ في محاسن البرقي عنه عن محمد بن سنان عن عبد الله بن مسكان واسحق ابن عمار عن عبيد الله بن الوليد الوصافي عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : ان فيما ناجى الله به موسى أن قال : يا رب هذا السامري صنع العجل ، الخوار من صنعه؟ فأوحى الله تبارك وتعالى اليه : ان تلك فتنتي فلا تفحص عنها.

١٠١ ـ في مجمع البيان عند قوله تعالى : ويذرك وآلهتك وروى انه كان يأمرهم أيضا بعبادة البقر ، ولذلك اخرج السامري (لَهُمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوارٌ) وقال : (هذا إِلهُكُمْ وَإِلهُ مُوسى).

١٠٢ ـ في تفسير على بن إبراهيم حدثني أبي عن اسحق بن الهيثم عن سعد بن

٣٨٨

طريف عن الأصبغ بن نباتة ان عليا عليه‌السلام سئل عن قول الله تبارك وتعالى : (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ) قال : السماوات والأرض وما بينهما من مخلوق في جوف الكرسي وله أربعة أملاك يحملونه بإذن الله ، فأما ملك منهم ففي صورة الآدميين ، الى أن قال عليه‌السلام : والملك الرابع في صورة الأسد وهو سيد السباع ، وهو يرغب الى الله ويتضرع اليه ويطلب الشفاعة والرزق لجميع السباع ، ولم يكن من هذه الصور أحسن من الثور ، ولا أشد انتصابا منه حتى اتخذ الملاء من بنى إسرائيل العجل ، فلما عكفوا عليه وعبدوه من دون الله خفض الملك الذي في صورة الثور رأسه استحياء من الله أن عبد من دون الله شيء يشبهه ، وتخوف أن ينزل به العذاب ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٠٣ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده الى على بن سالم عن أبيه عن أبي عبد الله عليه‌السلام حديث طويل وفيه قال قلت : فلم أخذ برأسه يجره اليه وبلحيته ولم يكن له في اتخاذهم العجل وعبادتهم له ذنب؟ فقال : انما فعل ذلك به لأنه لم يفارقهم لما فعلوا ذلك ، ولم يلحق لموسى وكان إذا فارقهم ينزل بهم العذاب ، ألا ترى انه قال لهارون : (ما مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي) قال هارون : لو فعلت ذلك لتفرقوا و (إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي).

١٠٤ ـ في تفسير على بن إبراهيم وقوله : (فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ) قال : اختبرنا هم من بعدك وأضلهم السامري قال : بالعجل الذي عبدوه ، وكان سبب ذلك ان موسى لما وعده الله أن ينزل عليه التوراة والألواح الى ثلاثين يوما أخبر بنى إسرائيل بذلك وذهب الى الميقات ، وخلف أخاه على قومه ، فلما جاء الثلاثون يوما ولم يرجع موسى إليهم عصوا وأرادوا أن يقتلوا هارون قالوا : ان موسى كذب وهرب منا ، فجاء هم إبليس في صورة رجل فقال لهم : ان موسى قد هرب منكم ولا يرجع إليكم أبدا فأجمعوا لي حليكم حتى أتخذ لكم إلها تعبدونه ، وكان السامري على مقدمة قوم موسى يوم أغرق الله فرعون وأصحابه ، فنظر الى جبرئيل وكان على

٣٨٩

حيوان في صورة رمكة (١) وكانت كلما وضعت حافرها (٢) على موضع من الأرض تحرك ذلك الموضع ، فنظر اليه السامري وكان من خيار أصحاب موسى ، فأخذ التراب من حافر رمكة جبرئيل ، وكان يتحرك فصره في صرة وكان عنده يفتخر به على بنى إسرائيل ، فلما جاء هم إبليس واتخذوا العجل قال للسامري : هات التراب الذي معك ، فجاء به السامري فألقاه في جوف العجل ، فلما وقع التراب في جوفه تحرك وخار ونبت عليه الوبر والشعر ، فسجد له بنو إسرائيل ، وكان عدد الذين سجدوا له سبعين ألفا من بنى إسرائيل ، فقال لهم هارون كما حكى الله : (يا قَوْمِ إِنَّما فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي قالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنا مُوسى) فهموا بهارون فهرب منهم وبقوا في ذلك حتى تم ميقات موسى أربعين ليلة ، فلما كان يوم عشرة من ذي الحجة أنزل الله علم الألواح فيها التوراة وما يحتاج اليه من أحكام السير والقصص.

فأوحى الله الى موسى : (فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُ) وعبدوا العجل وله خوار فقال عليه‌السلام : يا رب العجل من السامري فالخوار ممن؟ فقال : منى يا موسى ، انى لما رأيتهم قد ولوا عنى الى العجل أحببت أن أزيدهم فتنة ، فرجع موسى ـ كما حكى الله ـ (إِلى قَوْمِهِ غَضْبانَ أَسِفاً قالَ : يا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْداً حَسَناً أَفَطالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي) ثم رمى بالالواح وأخذ بلحية أخيه ورأسه يجره اليه ، فقال : (ما مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي) فقال هارون كما حكى الله : (يَا بْنَ أُمَّ لا َأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي) فقال له بنو إسرائيل : ما أخلفنا موعدك بملكنا قال : ما خالفناك ولكنا حملنا أوزارا من زينة القوم يعنى من حليهم فقذفناها قال : التراب الذي جاء به السامري طرحناه في جوفه ثم اخرج السامري العجل وله

__________________

(١) الرمكة : الفرس تتخذ للنسل.

(٢) الحافر للدابة بمنزلة القدم للإنسان.

٣٩٠

خوار ، فقال له موسى : (فَما خَطْبُكَ يا سامِرِيُ)؟ قال السامري : (بَصُرْتُ بِما لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ) يعنى من تحت حافر رمكة جبرئيل في البحر فبذتها اى أمسكتها وكذلك سولت لي نفسي اى زينت فأخرج موسى العجل فأحرقه بالنار وألقاه في البحر ، ثم قال موسى للسامري : (فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَياةِ أَنْ تَقُولَ لا مِساسَ) يعنى ما دمت حيا وعقبك هذه العلامة فيكم قائمة. ان تقول : لا مساس حتى يعرفوا انكم سامرية فلا يغتروا بكم الناس ، فهم الى الساعة بمصر والشام معروفين لا مساس ، ثم هم موسى بقتل السامري فأوحى الله اليه : لا تقتله يا موسى فانه سخي ، فقال له موسى : (انْظُرْ إِلى إِلهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عاكِفاً لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفاً إِنَّما إِلهُكُمُ اللهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً).

١٠٥ ـ حدثني أبي عن الحسين بن سعيد عن على بن أبي حمزة عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : ما بعث الله رسولا الا وفي وقته شيطانان يؤذيانه ويضلان الناس من بعده فأما الخمسة أولوا العزم من الرسل نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فأما صاحبا نوح فقنطيفوس وخوام ، واما صاحبا إبراهيم عليه‌السلام فكميل وردام ، واما صاحبا موسى عليه‌السلام فالسامري ومرعقيبا ، واما صاحبا عيسى عليه‌السلام فبولس ومربسون ، واما صاحبا محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله فحبتر وزريق (١).

١٠٦ ـ في كتاب الخصال قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : ان في التابوت الأسفل من النار اثنى عشر ستة من الأولين وستة من الآخرين ، فأما الستة من الأولين فابن آدم قاتل أخيه ، وفرعون الفراعنة والسامري ، الحديث.

١٠٧ ـ عن أبي ذر عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : شر الأولين والآخرين اثنا عشر : ستة من الأولين وستة من الآخرين ، ثم سمى الستة من الأولين ابن آدم الذي قتل أخاه ، وفرعون وهامان وقارون والسامري والدجال اسمه في الأولين ويخرج في الآخرين ، و

__________________

(١) قد مر ان حبتر وزريق كناية عن الاول والثاني وقد مر أيضا وجه تسميتهما بهذين الاسمين في سورة الحجر عند قوله تعالى (لَها سَبْعَةُ أَبْوابٍ) في المجلد الثاني.

٣٩١

اما الستة من الآخرين فالعجل وهو نعثل ، وفرعون وهو معاوية ، وهامان هذه الامة زياد وقارونها وهو سعيد ، والسامري وهو أبو موسى عبد الله بن قيس ، لأنه قال كما قال سامرى قوم موسى : «لا مساس» اى لا قتال ، والأبتر وهو عمرو بن العاص.

١٠٨ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده الى اسحق بن عمار الصيرفي عن ابى الحسن الماضي عليه‌السلام قال : قلت : جعلت فداك حدثني فيهما بحديث ، فقد سمعت عن أبيك فيهما أحاديث عدة. قال : فقال لي : يا اسحق! الاول بمنزلة العجل ، والثاني بمنزلة السامري ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٠٩ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه‌الله وعن ابى يحيى الواسطي قال : لما افتتح أمير المؤمنين عليه‌السلام البصرة اجتمع الناس عليه وفيهم الحسن البصري ومعه الألواح فكان كلما لفظ أمير المؤمنين عليه‌السلام بكلمة كتبها فقال له أمير المؤمنين عليه‌السلام بأعلى صوته : ما تصنع؟ قال : أكتب آثاركم لنحدث بها بعدكم ، فقال أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : أما ان لكل قوم سامريا وهذا سامرى هذه الأمة ، الا انه لا يقول : «لا مساس» ولكنه يقول : لا قتال.

١١٠ ـ في تفسير على بن إبراهيم قوله عزوجل : (وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقاً) تكون أعينهم مزرقة لا يقدرون أن يطرفوها ، وقوله عزوجل : يتخافتون بينهم قال : يوم القيامة يشير بعضهم الى بعض انهم لم يلبثوا الا عشرا قال الله عزوجل : (نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً) قال : أعلمهم وأصلحهم يقولون : (إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا يَوْماً).

١١١ ـ في عيون الاخبار باسناده الى على بن النعمان عن ابى الحسن على بن موسى الرضا عليهما‌السلام قال : قلت له : جعلت فداك أن بى ثآليل كثيرة (١) وقد اغتممت بأمرها فأسئلك أن تعلمني شيئا أنتفع به ، فقال عليه‌السلام : خذ لكل ثؤلول سبع شعيرات ، واقرأ على كل شعيرة سبع مرات : (إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ) الى قوله : (فَكانَتْ هَباءً مُنْبَثًّا)

__________________

(١) ثآليل جمع الثؤلول : خراج ناتئ صلب مستدبر.

٣٩٢

وقوله عزوجل : (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْجِبالِ فَقُلْ يَنْسِفُها رَبِّي نَسْفاً فَيَذَرُها قاعاً صَفْصَفاً لا تَرى فِيها عِوَجاً وَلا أَمْتاً) ثم تأخذ الشعير شعيرة شعيرة فامسح بها على كل ثالول ، ثم صيرها في خرقة جديدة واربط على الخرقة حجرا وألقها في كنيف قال : ففعلت فنظرت إليها يوم السابع فاذا هي مثل راحتي وينبغي أن يفعل ذلك في محاق الشهر.

١١٢ ـ في مجمع البيان وقيل : ان رجلا من ثقيف سأل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله كيف يكون الجبال مع عظمها يوم القيمة؟ فقال : ان الله يسوقها بأن يجعلها كالرمال ثم يرسل عليها الرياح فتفرقها.

١١٣ ـ وفيه روى أبو هريرة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : تبدل الأرض غير الأرض والسموات فيبسطها ويمدها مد الأديم العكاظي (١) (لا تَرى فِيها عِوَجاً وَلا أَمْتاً).

١١٤ ـ في مصباح شيخ الطائفة قدس‌سره في دعاء مروي عن أبي عبد الله عليه‌السلام : وأسألك باسمك الذي وضعته على الجبال فنسفت.

١١٥ ـ في تفسير على بن إبراهيم ثم خاطب الله عزوجل نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْجِبالِ فَقُلْ يَنْسِفُها رَبِّي نَسْفاً فَيَذَرُها قاعاً صَفْصَفاً لا تَرى فِيها عِوَجاً وَلا أَمْتاً) قال : الأمت الارتفاع والعوج الحزون والذكوات.

١١٦ ـ وفيه وقوله عزوجل : قاعا صفصفا القاع الذي لا تراب فيه ، والصفصف الذي لا نبات له ، وقوله : (يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لا عِوَجَ لَهُ) قال : مناد من عند الله عزوجل (وَخَشَعَتِ الْأَصْواتُ لِلرَّحْمنِ فَلا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً) فانه حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن أبي محمد الوابشي عن ابى الورد عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إذا كان يوم القيمة جمع الله عزوجل الناس في صعيد واحد حفاة عراة ، فيوقفون في المحشر حتى يعرقوا عرقا

__________________

(١) الأديم : الجلد المدبوغ وعكاظ : سوق من أسواق العرب ، وكانت قبائل العرب تجتمع بها كل سنة ويتفاخرون بها ويحضرها الشعراء فيتناشدون ما أحدثوا من الشمر ثم يتفرقون ، وأديم عكاظي : منسوب إليها وهو مما حمل الى عكاظ فبيع بها.

٣٩٣

شديدا وتشتد أنفاسهم فيمكثون في ذلك مقدار خمسين عاما ، وهو قول الله : (وَخَشَعَتِ الْأَصْواتُ لِلرَّحْمنِ فَلا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً) قال : ثم ينادى مناد من تلقاء العرش : أين النبي الأمي؟ فيقول الناس : قد أسمعت فسم باسمه ، فينادى : اين نبي الرحمة اين محمد ابن عبد الله الأمي؟ فيتقدم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله امام الناس كلهم حتى ينتهى الى حوض طوله ما بين ايلة وصنعاء (١) فيقف عليه ، فينادى بصاحبكم فيتقدم على امام الناس ، فيقف معه ثم يؤذن للناس فيمرون فبين وارد الحوض يومئذ وبين مصروف عنه ، فاذا رأى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من يصرف عنه من محبينا بكى ، فيقول : يا رب شيعة على أراهم قد صرفوا تلقاء أصحاب النار ، ومنعوا ورود حوضي؟ قال : قال : فيبعث الله اليه ملكا فيقول : ما يبكيك يا محمد؟ فيقول : لا ناس من شيعة على ، فيقول له الملك : ان الله يقول لك : يا محمد ان شيعة علي قد وهبتهم لك يا محمد ، وصفحت لهم عن ذنوبهم بحبهم لك ولعترتك ، وألحقتهم بك وبمن كانوا يقولون به ، وجعلناهم في زمرتك ، فأوردهم حوضك ، قال أبو جعفر عليه‌السلام : فكم من باك يومئذ وباكية ينادون : يا محمد إذا رأوا ذلك ، ولا يبقى أحد يومئذ يتولانا ويحبنا ويتبرأ من عدونا ويبغضهم الا كانوا في حزبنا ومعنا ، ويردوا حوضنا.

١١٧ ـ في كتاب التوحيد حديث طويل عن على عليه‌السلام يقول فيه وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الآيات : وأما قوله : (يَوْمَئِذٍ لا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً) لا يحيط الخلائق بالله عزوجل علما ، إذ هو تبارك وتعالى جعل على أبصار القلوب الغطاء ، فلا فهم يناله بالكيف ، ولا قلب يثبته بالحدود ، فلا تصفه الا كما وصف نفسه : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) الاول والاخر والظاهر والباطن الخالق البارئ المصور خلق الأشياء فليس من الأشياء شيء مثله تبارك وتعالى.

١١٨ ـ في أصول الكافي احمد بن إدريس عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان

__________________

(١) ايلة : بلد بين ينبع ومصر. وصنعاء : بلد باليمن.

٣٩٤

ابن يحيى قال : سألنى أبو قرة المحدث أن ادخله الى أبي الحسن الرضا عليه‌السلام فاستأذنته في ذلك فاذن لي ، فدخل عليه فسأله عن الحلال والحرام والأحكام حتى بلغ سؤاله الى التوحيد ، فقال أبو قرة : انا روينا ان الله قسم الرؤية والكلام بين نبيين ، فقسم الكلام لموسى ولمحمد الرؤية؟ فقال أبو الحسن عليه‌السلام : فمن المبلغ عن الله الى الثقلين من الجن والانس (لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ) (وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً) «وليس كمثله شيء» أليس محمد؟ قال : بلى ، قال : كيف يجيء رجل الى الخلق جميعا فيخبرهم انه جاء من عند الله وانه يدعوهم الى الله بأمر الله فيقول : (لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً) وليس كمثله شيء»؟ ثم يقول : انا رأيته بعيني وأحطت به علما؟ وهو على صورة البشر أما تستحيون؟ ما قدرت الزنادقة ان ترميه بهذا ، ان يكون يأتى من عند الله بشيء ثم يأتى بخلافه من وجه آخر ، الى قوله عليه‌السلام : وقد قال الله : (وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً) فاذا رأته الأبصار فقد أحاطت به العلم ، ووقعت المعرفة ، فقال أبو قرة : فتكذب بالروايات فقال أبو الحسن عليه‌السلام ، إذا كانت الروايات مخالفة للقرآن كذبتها ، وما أجمع المسلمون عليه انه لا يحاط به علما ، ولا تدركه الأبصار وليس كمثله شيء.

١١٩ ـ في كتاب التوحيد خطبة عن على عليه‌السلام وفيها : قد يئست عن استنباط الاحاطة به طوامح العقول (١) وتحيرت الأوهام عن احاطة ذكر أزليته.

١٢٠ ـ في تفسير على بن إبراهيم وقوله : (يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً) قال : (ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ) ما مضى من أخبار الأنبياء ، و (ما خَلْفَهُمْ) ، من أخبار القائم صلوات الله عليه ، وقوله عزوجل : (وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ) اى ذلت.

١٢١ ـ في كتاب التوحيد خطبة لعلى عليه‌السلام وفيها : وعنت الوجوه من مخافته.

١٢٢ ـ في نهج البلاغة وتعنو الوجوه لعظمته.

١٢٣ ـ في تفسير على بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه‌السلام في

__________________

(١) طوامح جمع الطامح : المرتفع من كل شيء.

٣٩٥

قوله : (فَلا يَخافُ ظُلْماً وَلا هَضْماً) يقول : لا ينقص من علمه شيء ، وأما «ظلما» يقول يذهب به قوله : (أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً) يعنى ما يحدث من أمر القائم والسفياني.

١٢٤ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه‌الله وروى عن صفوان بن يحيى قال : قال أبو الحسن الرضا عليه‌السلام لأبي قرة صاحب شبرمة : التوراة والإنجيل والزبور والفرقان وكل كتاب انزل كان كلام الله ، أنزل للعالمين نورا وهدى ، كلها محدثة وهي غير الله ، حيث يقول : (أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً).

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه : وستسمع ان شاء الله لهذا الكلام تتمة في أول الأنبياء.

قال عز من قائل : (فَتَعالَى اللهُ الْمَلِكُ الْحَقُ).

١٢٥ ـ في أصول الكافي خطبة مروية عن أمير المؤمنين عليه‌السلام وفيها : والمتعالي على الخلق بلا تباعد منهم ولا ملامسة منه لهم.

١٢٦ ـ في تفسير على بن إبراهيم وقوله : (وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً) قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا نزل عليه القرآن بادر بقرائته قبل تمام نزول الاية والمعنى ، فأنزل الله (وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضى إِلَيْكَ وَحْيُهُ) اى يفرغ من قراءته (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً).

١٢٧ ـ في أصول الكافي على بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن مهزم وبعض أصحابنا عن محمد بن على عن محمد بن اسحق الكاهلي وأبو على الأشعري عن الحسن بن على الكوفي عن العباس بن عامر عن ربيع بن محمد جميعا عن مهزم الأسدي قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : انا مدينة العلم وعلى الباب ، وكذب من زعم انه يدخل المدينة لا من قبل الباب ، وكذب من زعم انه يحبني ويبغض عليا عليه‌السلام. والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٢٨ ـ وباسناده الى أبي يحيى الصنعاني عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال لي : يا با يحيى ان لنا في ليالي الجمعة لشأنا من الشأن ، قال : قلت : جعلت فداك و

٣٩٦

ما ذاك؟ قال : يؤذن لأرواح الأنبياء الموتى ، وأرواح الأوصياء الموتى ، وروح الوصي الذي بين أظهر كم ، يعرج بها الى السماء حتى توافي عرش ربها ، فتطوف به أسبوعا ، وتصلى عند كل قائمة من قوائم العرش ركعتين ، ثم ترد الى الأبدان التي كانت فيها ، فتصبح الأنبياء والأوصياء قد ملئوا سرورا ، ويصبح الوصي الذي بين ظهرانيكم وقد زيد في علمه مثل جم الغفير.

١٢٩ ـ وباسناده الى الفضل قال : قال لي أبو عبد الله عليه‌السلام ذات يوم وكان لا يكنيني قبل ذلك : يا با عبد الله ، قلت : لبيك ، قال : ان لنا في كل جمعة سرورا ، قال : قلت : زادك الله وما ذاك؟ قال : إذا كان ليلة الجمعة وافى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله العرش ، ووافى الائمة عليهم‌السلام ووافينا معهم ، فلا ترد أرواحنا بأبداننا الا بعلم مستفاد ، ولو لا ذلك لا نفدنا.

وباسناده الى يونس أو المفضل عن أبي عبد الله عليه‌السلام نحوه بتغيير يسير.

١٣٠ ـ وباسناده الى صفوان بن يحيى قال : سمعت أبا الحسن عليه‌السلام يقول : كان جعفر بن محمد عليهما‌السلام يقول : لو لا انا نزداد لأنفدنا.

١٣١ ـ وباسناده الى ذريح المحاربي قال : قال لي أبو عبد الله عليه‌السلام : يا ذريح لو لا انا نزداد لأنفدنا.

١٣٢ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن أبي نصر عن ثعلبة عن زرارة قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : لو لا انا نزداد لأنفدنا ، قال : قلت : تزدادون شيئا لا يعلمه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله؟ قال : اما انه إذا كان ذلك عرض على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ثم على الائمة ثم انتهى الأمر إلينا.

١٣٣ ـ على بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : ليس يخرج شيء من عند الله عزوجل حتى يبدأ برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثم بأمير المؤمنين عليه‌السلام ثم بواحد بعد واحد ، لكيلا يكون آخرنا أعلم من أولنا.

٣٩٧

١٣٤ ـ في من لا يحضره الفقيه وروى المعلى بن محمد البصري عن أحمد ابن محمد بن عبد الله عن عمرو بن زياد عن مدرك بن عبد الرحمن عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد عليهما‌السلام قال : إذا كان يوم القيمة جمع الله عزوجل الناس في صعيد واحد ، ووضعت الموازين دماء الشهداء مع مداد العلماء ، فيرجح مداد العلماء على دماء الشهداء.

١٣٥ ـ في مجمع البيان روت عائشة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله انه قال : إذا أتى على يوم لا أزداد فيه علما يقربني الى الله ، فلا بارك الله لي في طلوع شمسه.

١٣٦ ـ في بصائر الدرجات عمران بن موسى عن موسى بن جعفر عن عمرو بن سعيد المداينى عن عيسى بن حمزة الثقفي قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : انا نسألك أحيانا فتسرع بالجواب ، وأحيانا فتطرق (١) ثم تجيبنا؟ قال : نعم انه ينكت في آذاننا وقلوبنا ، فاذا نكت نطقنا ، وإذا أمسك عنا أمسكنا.

١٣٧ ـ في عوالي اللئالى وقال عليه‌السلام : علمت علوم الأولين والآخرين.

١٣٨ ـ في كتاب الخصال عن سليم بن قيس الهلالي قال : سمعت عليا عليه‌السلام يقول لأبي الطفيل عامر بن واثلة الكناني : يا أبا الطفيل العلم علمان : علم لا يسع الناس الا النظر فيه وهو صبغة الإسلام ، وعلم يسع الناس ترك النظر فيه ، وهو قدرة الله تعالى.

١٣٩ ـ عن محمد بن خالد البرقي عن عدة من أصحابنا يرفعونه الى ابى عبد الله عليه‌السلام أنه قال : منهومان لا يشبعان : منهوم علم ومنهوم مال.

١٤٠ ـ عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : سئل أمير المؤمنين من أعلم الناس؟ قال : من جمع علم الناس الى علمه.

١٤١ ـ عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن على عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : فضل العلم أحب الى الله من فضل العبادة ، وأفضل دينكم الورع.

__________________

(١) أطرق الرجل : سكت ولم يتكلم.

٣٩٨

١٤٢ ـ عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : أربعة لا يشبعن من أربعة : الأرض من المطر ، والعين من النظر ، والأنثى من الذكر ، والعالم من العلم. عن الحسين بن على عليهما‌السلام قال : قال أمير المؤمنين للسائل الشامي الذي سأله عن المسائل في جامع الكوفة : أربعة لا يشبعن وذكر مثله سواء.

١٤٣ ـ عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهما‌السلام قال : جاء رجل الى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال له : يا رسول الله ما العلم؟ قال : الإنصات له ، قال : ثم ما؟ قال : الاستماع له ، قال : ثم ما؟ قال : الحفظ له ، قال : ثم ما؟ قال : العمل ، قال : ثم ما؟ قال : نشره.

١٤٤ ـ في كتاب التوحيد باسناده الى ابن عباس قال : جاء أعرابي الى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يا رسول الله علمني من غرائب العلم ، قال : ما صنعت في رأس العلم حتى تسأل عن غرائبه؟ قال الرجل : ما رأس العلم يا رسول الله؟ قال : معرفة الله حق معرفته. قال الأعرابي : وما معرفة الله حق معرفته؟ قال : تعرفه بلا مثل ولا شبه ولا ند وانه واحد أحد ظاهر باطن ، أول آخر ، لا كفو له ولا نظير له ، فذلك حق معرفته.

١٤٥ ـ وباسناده الى أبي أحمد العامري قال : حدثنا على بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه عن علي عليهم‌السلام انه قال : الدنيا كلها جهل الا مواضع العلم ، والعلم كله حجة الا ما عمل به ، والعمل كله رياء الا ما كان مخلصا ، والإخلاص على خطر حتى ينظر العبد بما يختم له.

١٤٦ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده الى أبي الدرداء قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : ان الله عزوجل يجمع العلماء يوم القيامة ويقول لهم : لم أضع نوري وحكمتى في صدوركم الا وانا أريد بكم خير الدنيا والاخرة ، اذهبوا فقد غفرت لكم على ما كان منكم.

١٤٧ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة حدثنا محمد بن إبراهيم بن اسحق رضى الله عنه قال : حدثنا أحمد بن محمد الهمداني قال : حدثنا على بن الحسن بن

٣٩٩

على بن فضال عن أبيه عن محمد بن الفضل عن ابى حمزة الثمالي عن أبي جعفر محمد ابن على الباقر عليهما‌السلام قال : ان الله تبارك وتعالى عهد الى آدم عليه‌السلام ان لا يقرب الشجرة ، فلما بلغ الوقت الذي كان في علم الله تبارك وتعالى ان يأكل منها نسي فأكل منها ، وهو قول الله تبارك وتعالى : (وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٤٨ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده الى ابن أبي عمير عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : سمى الإنسان إنسانا لأنه ينسى ، وقال الله عزوجل : (وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ).

١٤٩ ـ أبي رحمه‌الله عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن على بن الحكم عن المفضل بن صالح عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر عليه‌السلام في قول الله : (وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً) قال : عهد اليه في محمد والائمة من بعده فترك ، ولم يكن له عزم فيهم انه هكذا ، وانما سموا اولى العزم لأنهم عهد إليهم في محمد والأوصياء من بعده والمهدي وسيرته ، فأجمع عزمهم ان ذلك كذلك والإقرار به ، في أصول الكافي سواء.

في بصائر الدرجات أبو جعفر أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن مفضل ابن صالح عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام مثله أيضا.

١٥٠ ـ في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن جعفر بن محمد بن عبيد الله عن محمد بن عيسى القمى عن محمد بن سليمان عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله : (وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ) كلمات في محمد وعلى وفاطمة والحسن والحسين والائمة عليهم‌السلام من ذريتهم فنسي» هكذا والله أنزلت على محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله.

١٥١ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن داود العجلي عن زرارة عن حمران عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : ان الله تبارك وتعالى حيث خلق الخلق خلق

٤٠٠