تفسير نور الثقلين - ج ٣

الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي

تفسير نور الثقلين - ج ٣

المؤلف:

الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي


المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
الموضوع : القرآن وعلومه
الطبعة: ٠
الصفحات: ٦٤٢

وهو كما وصف نفسه تبارك وتعالى.

٨ ـ وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله : ذكر رحمة ربك عبده زكريا يقول : ذكر ربك زكريا فرحمه.

٩ ـ في مجمع البيان : (إِذْ نادى رَبَّهُ نِداءً خَفِيًّا) وفي الحديث : خير الدعاء الخفي : وخير الرزق ما يكفى.

١٠ ـ في تفسير على بن إبراهيم : (قالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي) يقول : ضعف.

قال عز من قائل : (وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً).

١١ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده الى حفص بن البختري عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : كان الناس لا يشيبون ، فأبصر إبراهيم عليه‌السلام شيبا في لحيته فقال : يا رب ما هذا؟ فقال : هذا وقار ، فقال : يا رب زدني وقارا.

١٢ ـ وباسناده الى الحسين بن عمار عن نعيم عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : أصبح إبراهيم فرأى في لحيته شيبا شعرة بيضاء ، فقال : الحمد لله الذي بلغني هذا المبلغ ولم أعص الله طرفة عيني.

١٣ ـ وباسناده الى خالد بن إسماعيل عن أيوب المخزومي عن جعفر بن محمد عليه‌السلام انه سمع أبا الطفيل يحدث أن عليا عليه‌السلام يقول : كان الرجل يموت وقد بلغ الهرم ولم يشب فكان الرجل يأتى النادي (١) فيه الرجل وبنوه ، فلا يعرف الأب من الابن فقال : أيكم أبوكم؟ فلما كان زمان إبراهيم عليه‌السلام ، قال : اللهم اجعل لي شيبا أعرف به ، فقال : فشاب وابيض رأسه ولحيته.

١٤ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب وفي العقدان مروان بن الحكم قال للحسن بن على عليهما‌السلام بين يدي معاوية : أسرع الشيب الى شاربك يا حسن ويقال : ان ذلك من الخرق؟ (٢) فقال عليه‌السلام : ليس كما بلغك ولكنا معشر بنى هاشم طيبة

__________________

(١) النادي : مجلس القوم ومتحدثهم نهارا ، وقيل : المجلس ما داموا مجتمعين فيه ، فاذا تفرقوا زال عنه هذا الاسم.

(٢) الخرق : الكذب.

٣٢١

أفواهنا ، عذبة شفاهنا ، فنساؤنا يقبلن علينا بأنفاسهن ، وأنتم معشر بنى امية فيكم بخر شديد (١) فنساؤكم يصرفن أفواههن وأنفاسهن الى أصداغكم (٢) فانما يشيب منكم موضع العذار.

١٥ ـ محاسن البرقي قال عمرو بن العاص للحسين عليه‌السلام : ما بال الشيب الى شواربنا أسرع منه الى شواربكم؟ فقال عليه‌السلام : ان نسائكم بخرة فاذا دنا أحدكم من امرأته نكهته في وجهه (٣) فشاب منه شاربه.

١٦ ـ في كتاب الخصال عن الرضا عن أبيه عن آبائه عن على عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الشيب في مقدم الرأس يمن ، وفي العارضين وفي الذوائب شجاعة ، وفي القفا شؤم.

١٧ ـ وفيما علم أمير المؤمنين عليه‌السلام أصحابه : لا تنتفوا الشيب فانه نور المسلم ، ومن شاب شيبة في الإسلام كانت له نورا يوم القيامة.

١٨ ـ عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : ثلثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم : الناتف شيبة ، والناكح نفسه ، والمنكوح في دبره.

١٩ ـ في تفسير على بن إبراهيم : ولم أكن بدعائك رب شقيا يقول : لم يكن دعائى خائبا عندك.

٢٠ ـ في تفسير العياشي ابو إسماعيل الجعفي عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : ان امرأة عمران لما نذرت ما في بطنها محررا قال : والمحرر للمسجد إذا وضعته ، أو دخل المسجد فلم يخرج من المسجد أبدا ، فلما ولدت مريم (قالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى وَاللهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثى وَإِنِّي سَمَّيْتُها مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُها بِكَ وَذُرِّيَّتَها مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ)

__________________

(١) بخر الفم : أنتن ريحه.

(٢) أصداغ جمع الصدغ ـ بالضم ـ : ما بين العين والاذن والشعر المتدلى على هذا الموضع.

(٣) قوله عليه‌السلام «بخرة» اى نتنة. والنكهة ريح الفم.

٣٢٢

فساهم عليها البتول (١) فأصاب القرعة زكريا ، وهو زوج أختها وكفلها وأدخلها المسجد ، فلما بلغت ما تبلغ النساء من الطمث وكانت أجمل النساء وكانت تصلى فيضيء المحراب لنورها ، فدخل عليها زكريا فاذا عندها فاكهة الشتاء في الصيف ، وفاكهة الصيف في الشتاء ، فقال : (أَنَّى لَكِ هذا قالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ هُنالِكَ دَعا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قالَ) (إِنِّي خِفْتُ الْمَوالِيَ مِنْ وَرائِي) الى ما ذكر الله من قصة زكريا ويحيى

٢١ ـ في مجمع البيان : و (إِنِّي خِفْتُ الْمَوالِيَ) قيل : هم العمومة وبنو العم عن أبي جعفر عليه‌السلام.

٢٢ ـ وقرأ على بن الحسين ومحمد بن على الباقر عليهم‌السلام : (وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوالِيَ) بفتح الخاء وتشديد الفاء وكسر التاء.

٢٣ ـ في تفسير على بن إبراهيم (وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوالِيَ مِنْ وَرائِي) يقول : خفت الورثة من بعدي (وَكانَتِ امْرَأَتِي عاقِراً) ولم يكن يومئذ لزكريا ولد يقوم مقامه ويرثه وكانت هدايا بنى إسرائيل ونذورهم للأحبار ، وكان زكريا رئيس الأحبار وكانت امرأة زكريا أخت مريم بنت عمران بن ماثان ، ويعقوب بن ماثان وبنو ماثان إذ ذاك رؤساء بنى إسرائيل وبنو ملوكهم من ولد سليمان بن داود ، فقال زكريا : (فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا).

٢٤ ـ في بصائر الدرجات على بن إسماعيل عن محمد بن عمر الزيات عن ابن بابا قال : دخلت على أبي الحسن الرضا عليه‌السلام وقد ولد له أبو جعفر عليه‌السلام فقال : ان الله قد وهب لي من يرثني ويرث آل داود.

٢٥ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن شريف بن سابق عن الفضل بن أبي قرة عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : مر عيسى ابن مريم عليهما‌السلام بقبر يعذب صاحبه ، ثم مر به من قابل فاذا هو لا يعذب؟ فقال : يا رب مررت بهذا القبر عام أول فكان يعذب ومررت به العام فاذا هو ليس يعذب

__________________

(١) المساهمة : المقارعة.

٣٢٣

فأوحى الله عزوجل اليه : انه أدرك له ولد صالح فأصلح طريقا وآوى يتيما ، فلهذا غفرت بما عمل ابنه ، ثم قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ميراث الله عزوجل من عبده المؤمن ولد يعبده من بعده ، ثم تلا أبو عبد الله عليه‌السلام آية زكريا (فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا).

٢٦ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه‌الله وروى عبد الله بن الحسن باسناده عن آبائه عليهم‌السلام انه لما أجمع أبو بكر على منع فاطمة فدك ، وبلغها ذلك ، جاءت اليه وقالت له : يا ابن أبي قحافة أفي كتاب الله أن ترث أباك ولا أرث أبي؟ لقد جئت شيئا فريا؟ أفعلى عمد تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم ، إذ يقول فيما اقتص من خبر يحيى بن زكريا عليه‌السلام : إذ قال رب (فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٧ ـ في مجمع البيان وقرأ على بن أبي طالب وجعفر بن محمد عليهم‌السلام (يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا) قال ابو عبد الله عليه‌السلام : وكذلك الحسين عليه‌السلام لم يكن له من قبل سمى ولم تبك السماء الا عليهما أربعين صباحا ، قيل له : وما كان بكاؤها؟ قال : كانت تطلع حمراء وتغيب حمراء ، وكان قاتل يحيى ولد زنا وقاتل الحسين ولد زنا.

٢٨ ـ في إرشاد المفيد رحمه‌الله وروى سفيان بن عيينة عن على بن يزيد عن على بن الحسين عليهما‌السلام قال : خرجنا مع الحسين بن على عليهما‌السلام فما نزل منزلا ولا رحل منه الا ذكر يحيى بن زكريا وقتله ، وقال : ومن هوان الدنيا على الله ان رأس يحيى بن زكريا أهدى الى بغى من بغايا بنى إسرائيل. وفي مجمع البيان مثله الا ان فيه وقال يوما : ومن هو ان الدنيا «إلخ».

٢٩ ـ في تفسير على بن إبراهيم : (يا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا) يقول : لم يسم باسم يحيى أحد قبله ، (قالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَكانَتِ امْرَأَتِي عاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا) فهو اليبس (قالَ كَذلِكَ قالَ

٣٢٤

رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً قالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَ لَيالٍ سَوِيًّا) صحيح من غير مرض.

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه : ما نقلنا من تفسير على بن إبراهيم ، متفرقا من قوله (كهيعص) جعفر بن احمد الى هنا متصل فيه وفيه بعد قوله : من غير مرض : من هاهنا عن على بن إبراهيم قال : ثم قص الله قصة مريم وهو ظاهر في ان جميع ذلك رواية.

٣٠ ـ في روضة الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن على بن أسباط عنهم عليهم‌السلام قال : فيما وعظ الله عزوجل به عيسى : ونظيرك يحيى من خلقي وهبته لامه بعد الكبر من غير قوة بها ، أردت بذلك أن يظهر لها سلطاني وتظهر فيك قدرتي.

٣١ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن بريد الكناسي عن أبي جعفر عليه‌السلام في حديث طويل يقول فيه عليه‌السلام : مات زكريا فورثه ابنه يحيى الكتاب والحكمة وهو صبي صغير ، أما تسمع لقوله عزوجل : (يا يَحْيى خُذِ الْكِتابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا) فلما بلغ عيسى عليه‌السلام سبع سنين تكلم بالنبوة والرسالة حين أوحى الله اليه ، فكان عيسى الحجة على يحيى وعلى الناس أجمعين.

٣٢ ـ الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن على بن أسباط قال : رأيت أبا جعفر عليه‌السلام وقد خرج على فأجدت النظر اليه وجعلت انظر الى رأسه ورجليه لأصف قامته لأصحابنا بمصر ، فبينا انا كذلك حتى قعد فقال : يا على ان الله احتج في الامامة بمثل ما احتج به في النبوة ، فقال : (وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا) ولما بلغ أشده وبلغ أربعين سنة» فقد يجوز أن يؤتى الحكمة وهو صبي ، ويجوز أن يؤتى الحكمة وهو ابن أربعين سنة.

٣٣ ـ في مجمع البيان وعن معمر قال : ان الصبيان قالوا ليحيي : اذهب بنا نلعب ، قال : ما للعب خلقنا فأنزل الله تعالى : (وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا) وروى ذلك عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام.

٣٤ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه‌الله وروى عن موسى بن جعفر

٣٢٥

عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن على عليهم‌السلام قال : ان يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لأمير المؤمنين عليه‌السلام : فهذا يحيى بن زكريا يقال : انه اوتى الحكم صبيا والحلم والفهم ، وأنه كان يبكى من غير ذنب وكان يواصل الصوم؟ قال له على عليه‌السلام لقد كان كذلك ومحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله أعطى أفضل من هذا ، ان يحيى بن زكريا كان في عصر لا أوثان فيه ولا جاهلية ، ومحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله اوتى الحكم والفهم صبيا بين عبدة الأوثان وحزب الشيطان ، فلم يرغب لهم في صنم قط ولم ينشط لأعيادهم ، ولم ير منه كذب قط صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكان أمينا صدوقا حليما ، وكان يواصل صوم الأسبوع والأقل والأكثر فيقال له في ذلك فيقول : انى لست كأحدكم ، انى أظل عند ربي فيطعمني ويسقين ، وكان يبكى صلى‌الله‌عليه‌وآله حتى يبتل مصلاه خشية من الله عزوجل من غير جرم ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣٥ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب (ره) محمد بن اسحق بالإسناد جاء أبو سفيان الى على عليه‌السلام فقال : يا أبا الحسن جئتك في حاجة ، قال : وفيم جئتني؟ قال : تمشي معى الى ابن عمك محمد فنسأله أن يعقد لنا عقدا ، ويكتب لنا كتابا ، فقال : يا أبا سفيان لقد عقد لك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عقدا لا يرجع عنه أبدا ، وكانت فاطمة عليها‌السلام من وراء الستر ، والحسن يدرج بين يديها ، وهو طفل من أبناء أربعة عشر شهرا ، فقال لها : يا بنت محمد قولي لهذا الطفل يكلم لي جده فيسود بكلامه العرب والعجم ، فأقبل الحسن عليه‌السلام الى أبي سفيان وضرب احدى يديه على أنفه ، والاخرى على لحيته ، ثم أنطقه الله عزوجل بأن قال : يا أبا سفيان قل : لا اله الا الله محمد رسول الله حتى أكون شفيعا فقال عليه‌السلام : الحمد لله الذي جعل من ذرية محمد المصطفى نظير يحيى بن زكريا (آتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا).

٣٦ ـ في محاسن البرقي وفي رواية أبي بصير قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : قوله في كتابه (حَناناً مِنْ لَدُنَّا) قال : انه كان يحيى إذا قال في دعائه يا رب يا الله ، ناداه الله من السماء لبيك يا يحيى سل حاجتك.

٣٢٦

٣٧ ـ في أصول الكافي على بن محمد عن بعض أصحابه عن محمد بن سنان عن أبي سعيد المكاري عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قلت : فما عنى بقوله في يحيى : (وَحَناناً مِنْ لَدُنَّا وَزَكاةً) قال : تحنن الله ، قلت : فما بلغ من تحنن الله عليه؟ قال : كان إذا قال : يا رب ، قال الله عزوجل : لبيك يا يحيى ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣٨ ـ في عيون الاخبار باسناده الى ياسر الخادم قال : سمعت أبا الحسن الرضا عليه‌السلام يقول : ان أوحش ما يكون هذا الخلق في ثلثة مواطن : يوم يولد ويخرج من بطن امه فيرى الدنيا ، ويوم يموت فيعاين الاخرة وأهلها ، ويوم يبعث فيرى احكاما لم يرها في دار الدنيا وقد سلم الله عزوجل على يحيى في هذه الثلاثة المواطن وآمن روعته فقال : و (سَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا) وقد سلم عيسى بن مريم على نفسه في هذه الثلاثة المواطن فقال : (وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا).

٣٩ ـ في أصول الكافي احمد بن مهران وعلى بن إبراهيم جميعا عن محمد بن على عن الحسن بن راشد عن يعقوب بن جعفر بن إبراهيم عن أبي الحسن موسى عليه‌السلام انه قال لرجل نصراني سأله عن مسائل فأجابه عليه‌السلام فيها : أعجلك أيضا خبرا لا يعرفه الا قليل ممن قرأ الكتب أخبرني ما اسم أم مريم واي يوم نفخت فيه مريم ، ولكم ساعة من النهار ، واى يوم وضعت مريم فيه عيسى ، ولكم ساعة من النهار؟ فقال النصراني ، لا أدري ، فقال ابو إبراهيم عليه‌السلام : اما أم مريم فاسمها مرتا وهي وهيبة بالعربية ، واما اليوم الذي حملت فيه مريم فهو يوم الجمعة للزوال ، وهو اليوم الذي هبط فيه الروح الأمين وليس للمسلمين عيد كان اولى منه ، عظمه الله تبارك وتعالى وعظمه محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فأمر ان يجعله عيدا فهو يوم الجمعة ، واما اليوم الذي ولدت فيه مريم فهو يوم الثلثاء لأربع ساعات ونصف من النهار ، والنهر الذي ولدت عليه مريم عيسى هل تعرفه؟ قال : لا ، قال : هو الفرات ، وعليه شجر النخل والكرم ، وليس

٣٢٧

يساوى بالفرات شيء للكروم والنخل ، فأما اليوم الذي حجبت فيه لسانها ونادى قيدوس (١) ولده وأشياعه فأعانوه ، واخرجوا آل عمران لينظروا الى مريم ، فقالوا لها ما قص الله عليك في كتابه وعلينا في كتابه فهل فهمته؟ وقرأته اليوم الأحدث ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٤٠ ـ في تهذيب الأحكام محمد بن احمد بن داود عن محمد بن همام قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مالك قال : حدثنا سعد بن عمرو الزهري قال : حدثني بكر بن سالم عن أبيه عن أبي حمزة الثمالي عن على بن الحسين عليهما‌السلام في قوله تعالى : (فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكاناً قَصِيًّا) قال : خرجت من دمشق حتى أتت كربلا ، فوضعت في موضع قبر الحسين عليه‌السلام ثم رجعت من ليلتها.

٤١ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده الى عبد الرحمن بن المثنى الهاشمي عن أبي عبد الله عليه‌السلام حديث طويل يقول فيه عليه‌السلام وقد ذكر فاطمة عليها‌السلام : فعلقت وحملت بالحسين عليه‌السلام ، فحملت ستة أشهر ، ثم وضعت ولم يعش ولد قط لستة أشهر غير الحسين بن على عليهما‌السلام وعيسى بن مريم عليه‌السلام.

٤٢ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن على بن اسمعيل عن محمد بن عمرو الزيات عن رجل من أصحابنا عن أبي عبد الله عليه‌السلام حديث طويل يقول فيه عليه‌السلام : ولم يولد لستة أشهر الا عيسى بن مريم والحسين بن على عليهم‌السلام.

٤٣ ـ في مجمع البيان وروى عن الباقر عليه‌السلام انه تناول جيب مدرعتها (٢) فنفخ فيه نفخة فكمل الولد في الرحم من ساعته ، كما يكمل الولد في أرحام النساء تسعة أشهر ، فخرجت من المستحم (٣) وهي حامل فحج مثقل ، فنظرت إليها خالتها فأنكرتها ومضت مريم على وجهها مستحية من خالتها ومن زكريا ، وقيل : كانت مدة حملها تسع ساعات ، وهذا مروي عن أبي عبد الله عليه‌السلام.

__________________

(١) قيدوس : اسم رجل من بنى إسرائيل.

(٢) المدرعة : جبة مشقوقة المقدم.

(٣) المستحم : موضع الاستحمام.

٣٢٨

٤٤ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن الحسين بن الحسن بن يزيد عن بدر عن أبيه قال : حدثني سلام ابو على الخراساني عن سلام بن سعيد المخزومي قال : بينا أنا جالس عند أبي عبد الله عليه‌السلام إذ دخل عليه عباد بن كثير عابد أهل البصرة ، وابن شريح فقيه أهل مكة وعند أبي عبد الله ميمون القداح مولى أبي جعفر عليه‌السلام ، فسأله عباد بن كثير فقال : يا أبا عبد الله في كم ثوب كفن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله؟ قال : في ثلثة أثواب ، ثوبين صحاريين وثوب حبرة (١) وكان في البرد قلة ، فكأنما ازور (٢) عباد بن كثير من ذلك ، فقال أبو عبد الله عليه‌السلام : ان نخلة مريم انما كانت عجوة (٣) ونزلت من السماء فما نبت من أصلها كان عجوة ، وما كان من لقاط (٤) فهو لون ، فلما خرجوا من عنده قال عباد بن كثير لابن شريح : والله ما أدرى ما هذا المثل الذي ضربه لي أبو عبد الله عليه‌السلام ، فقال ابن شريح : هذا الغلام يخبرك فانه منهم ـ يعنى ميمون ـ فسأله ، فقال ميمون : أما تعلم ما قال لك؟ قال : لا والله ، قال : انه ضرب لك مثل نفسه فأخبرك انه ولد من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وعلم رسول الله عندهم ، فما جاء من عندهم فهو صواب ، وما جاء من عند غيرهم فهو لقاط.

٤٥ ـ في كتاب طب الائمة عليهم‌السلام باسناده الى جابر بن يزيد الجعفي ان رجلا أتى أبا جعفر محمد بن على الباقر عليهما‌السلام فقال : يا ابن رسول الله أغثنى ، قال : وما ذاك؟ قال : امرأتى قد أشرفت على الموت من شدة الطلق (٥) قال : اذهب واقرأ عليها : (فَأَجاءَهَا الْمَخاضُ إِلى جِذْعِ النَّخْلَةِ قالَتْ يا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هذا وَكُنْتُ نَسْياً مَنْسِيًّا فَناداها مِنْ تَحْتِها أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا)

__________________

(١) حبرة ـ كعنبة ـ : ثوب يصبغ باليمن طن أو كتان مخطط.

(٢) اى انحرف.

(٣) العجوة : نوع من التمر.

(٤) قيل : اللقاط بالكسر جمع لقط ـ بالتحريك ـ : ما يلتقط من هاهنا وهاهنا من النوى ونحوه بالضم : الساق الردى.

(٥) الطلق : وجع الو لادة.

٣٢٩

ثم ارفع صوتك بهذه الاية : (وَاللهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ) قليلا ما تشكرون» كذلك اخرج ايها الطلق فاخرج بإذن الله ، فانها تبرأ من ساعتها بإذن الله تعالى.

٤٦ ـ في مجمع البيان (يا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هذا) انما تمنت عليها‌السلام الموت استحياء من الناس ان يظنوا بها سوءا عن السدي ، وروى عن الصادق عليه‌السلام لأنها لم تر في قومها رشيدا ذا فراسة ينزهها من السوء.

٤٧ ـ في تهذيب الأحكام على بن الحسن عن محمد بن عبد الله بن زرارة عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبان بن عثمان الأحمر عن كثير النوا عن أبي جعفر عليه‌السلام انه قال : وقد ذكر يوم عاشورا وهذا اليوم الذي ولد فيه عيسى بن مريم عليهما‌السلام، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٤٨ ـ في من لا يحضره الفقيه وروى الحسن بن على الوشا عن الرضا عليه‌السلام قال : ليلة خمس وعشرين من ذي القعدة ولد فيها إبراهيم عليه‌السلام ، وولد فيها عيسى بن مريم عليهما‌السلام، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٤٩ ـ في مجمع البيان (قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا) قيل : ضرب جبرئيل برجله ، فظهر ماء عذب يجرى وهو المروي عن أبي جعفر عليه‌السلام.

٥٠ ـ في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه‌السلام أصحابه من الاربعمأة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه ، ما تأكل الحامل من شيء ولا تتداوى به أفضل من الرطب ، قال الله تعالى لمريم : (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً).

٥١ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن عدة من أصحابه عن على بن أسباط عن عمه يعقوب بن سالم رفعه الى أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ليكن أول ما تأكل النفساء الرطب ، فان الله عزوجل قال لمريم عليها‌السلام : (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا) قيل : يا رسول الله

٣٣٠

ـ فان لم يكن إبان الرطب؟ (١) قال : سبع تمرات من تمر المدينة ، فان لم يكن فسبع تمرات من تمر أمصاركم ، فان الله عزوجل يقول : وعزتي وجلالي وعظمتي وارتفاع مكاني لا تأكل النفساء يوم تلد الرطب فيكون غلاما الا كان حليما ، وان كانت جارية كانت حليمة.

٥٢ ـ في روضة الكافي على بن إبراهيم عن أبيه وعلى بن محمد جميعا عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقري عن حفص قال : رأيت أبا عبد الله عليه‌السلام يتخلل بساتين الكوفة فانتهى الى نخلة فتوضى عندها ثم ركع وسجد ، فأحصيت في سجدة خمسمائة تسبيحة ، ثم استند الى النخلة ، فدعا بدعوات ثم قال : يا حفص انها والله النخلة التي قال الله جل ذكره لمريم عليها‌السلام : (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا).

٥٣ ـ في مجمع البيان وقال الباقر عليه‌السلام : لم تستشف النفساء بمثل الرطب ، ان الله أطعمه مريم.

٥٤ ـ وروى انه لم يكن للجذع رأس فضربتها برجلها فأورقت وأثمرت ، وانتشر عليها الرطب.

٥٥ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب عبد الله بن كثير قال : نزل أبو جعفر عليه‌السلام بواد فضرب خباه فيه ثم خرج يمشى حتى انتهى الى نخلة يابسة ، فحمد الله عندها ثم تكلم بكلام لم اسمع بمثله ثم قال : أيتها النخلة أطعمينا ما جعل الله فيك ، فتساقطت رطبا أحمر وأصفر فأكل ومعه أبو أمية الأنصاري ، فقال : يا با امية هذه الاية فينا كالآية في مريم ان هزت إليها النخلة فتساقطت رطبا جنيا.

٥٦ ـ في بصائر الدرجات أحمد بن محمد بن يحيى عن سليمان بن خالد عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : وكان أبو عبد الله البلخي معه فانتهى الى نخلة خاوية فقال : أيتها النخلة السامعة الطيبة المطيعة لربها أطعمينا مما جعل الله فيك ، قال : فتساقط علينا رطبا

__________________

(١) أبان الشيء : حينه.

٣٣١

مختلفا ألوانه فأكلنا حتى تضلعنا (١) فقال : إليكم سنة كسنة مريم عليها‌السلام.

٥٧ ـ الهيثم النهدي عن اسمعيل بن مهران عن عبد الله الكناسي عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : خرج الحسن بن على بن أبي طالب عليهم‌السلام في بعض عمره ومعه رجل من ولد الزبير كان يقول بإمامته ، قال : فنزلوا في منزل من تلك المنازل تحت نخل يابس قد يبس من العطش ، قال : ففرش للحسن تحت نخلة وللزبيري بحذاه تحت نخلة اخرى قال : فقال الزبيري ورفع رأسه : لو كان في هذا النخل رطب لأكلنا منه؟ فقال الحسن عليه‌السلام : وانك لتشتهي الرطب؟ قال : نعم ، فرفع الحسن عليه‌السلام يده الى السماء ودعا بكلام لم يفهمه الزبيري ، فاخضرت النخلة ثم صارت الى حالها فأورقت وحملت رطبا ، قال : فقال الجمال الذي اكتروا منه : سحر والله! فقال الحسن عليه‌السلام : ويلك ليس بسحر ولكن دعوة ابن نبي مجاب ، قال : فصعدوا الى النخلة حتى تصرموا (٢) ما كان فيها فأكفاهم.

٥٨ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن القاسم بن سليمان عن جراح المداينى عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : ان الصيام ليس من الطعام والشراب وحده ، ثم قال : قالت مريم : (إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً) اى صوما صمتا ـ وفي نسخة اخرى اى صمتا ـ فاذا صمتم فاحفظوا ألسنتكم ، وغضوا أبصاركم ، ولا تنازعوا ولا تحاسدوا ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٥٩ ـ في من لا يحضره الفقيه وروى أبو بصير عن الصادق عليه‌السلام انه قال : ان الصوم ليس من الطعام والشراب وحده ، ان مريم قالت (إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً) اى صمتا فاحفظوا ألسنتكم وغضوا أبصاركم ولا تحاسدوا ولا تنازعوا ، فان الحسد يأكل الايمان كما يأكل النار الحطب.

٦٠ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب في مناقب أبي جعفر الباقر عليه‌السلام

__________________

(١) تضلع الرجل : امتلأ شبعا وريا.

(٢) صرم الشيء : قطعه.

٣٣٢

وسأل طاوس اليماني أبا جعفر عليه‌السلام عن صوم لا يحجز عن أكل وشرب؟ فقال عليه‌السلام : الصوم من قوله تعالى : (إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً)

٦١ ـ في محاسن البرقي وعنه عن أبيه عن محمد بن سليمان الديلمي عن أبيه عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ستة كرهها الله لي فكرهتها للائمة من ذريتي ، وليكرهها الائمة أتباعهم الى قوله : قلت وما الرفث في الصيام؟ قال : ما كره الله لمريم في قوله : (إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا) قال : قلت من أى شيء؟ قال : من الكذب.

٦٢ ـ في مجمع البيان يا أخت هرون قيل فيه أقوال : «أحدها» أن هارون هذا كان رجلا صالحا في بنى إسرائيل ينسب اليه كل من عرف بالصلاح عن ابن عباس وقتادة وكعب وابن زيد والمغيرة بن شعبة يرفعه الى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله.

٦٣ ـ في كتاب سعد السعود لابن طاوس رحمه‌الله من كتاب عبد الرحمن بن محمد الأزدي وحدثني سماك بن حرب عن المغيرة بن شعبة ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بعثه الى نجران فقالوا : ألستم تقرؤن «يا أخت هرون» وبينهما كذا وكذا؟ فذكر ذلك للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : ألا قلت لهم : انهم كانوا يسمون بأنبيائهم والصالحين منهم.

٦٤ ـ في كتاب معاني الاخبار باسناده الى عبد الله بن جبلة عن رجل عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله عزوجل : وجعلني مباركا أينما كنت قال : نفاعا. وفي أصول الكافي مثله سواء.

٦٥ ـ في روضة الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن على بن أسباط عنهم عليهم‌السلام قال : فيما وعظ الله عزوجل به عيسى عليه‌السلام : يا عيسى الى قوله : فبوركت كبيرا وبوركت صغيرا حيث ما كنت ، أشهد انك عبدي ابن أمتي.

٦٦ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن بريد الكناسي قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام أكان عيسى ابن مريم حين يكلم في المهد حجة الله على أهل زمانه؟ فقال : كان يومئذ نبيا حجة الله

٣٣٣

غير مرسل ، أما تسمع لقوله حين (قالَ : إِنِّي عَبْدُ اللهِ آتانِيَ الْكِتابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا وَجَعَلَنِي مُبارَكاً) أينما كنت وأوصاني بالصلوة والزكاة ما دمت حيا؟ قلت : فكان يومئذ حجة لله على زكريا في تلك الحال وهو في المهد؟ فقال : كان عيسى في تلك الحال آية لله ورحمة من الله لمريم حين يكلم فعبر عنها ، وكان نبيا حجة على من سمع كلامه في تلك الحال ، ثم صمت فلم يتكلم حتى مضت له سنتان ، وكان زكريا الحجة لله عزوجل بعد صمت عيسى بسنتين ، ثم مات زكريا فورثه ابنه يحيى الكتاب والحكمة وهو صبي صغير ، اما تسمع لقوله عزوجل : (يا يَحْيى خُذِ الْكِتابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا) فلما بلغ عليه‌السلام سبع سنين تكلم بالنبوة والرسالة حين أوحى الله اليه ، فكان عيسى الحجة على يحيى وعلى الناس أجمعين ، وليس تبقى الأرض يا با خالد يوما واحدا بغير حجة لله على الناس منذ يوم خلق الله آدم عليه‌السلام ، وأسكنه الأرض ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٦٧ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن صفوان بن يحيى قال : قلت للرضا عليه‌السلام قد كنا نسألك قبل أن يهب الله لك أبا جعفر فكنت تقول : يهب الله لي غلاما ، فقد وهب الله لك فقر عيوننا فلا أرانا الله يومك فان كان كون فالى من؟ فأشار بيده الى أبي جعفر وهو قائم بين يديه فقلت : جعلت فداك هذا ابن ثلث سنين! قال وما يضره من ذلك شيء قد قام عيسى عليه‌السلام بالحجة وهو ابن ثلث سنين.

٦٨ ـ الحسين بن محمد الخيراني عن أبيه قال : كنت واقفا بين يدي أبي الحسن عليه‌السلام بخراسان فقال له قائل : يا سيدي ان كان كون فالى من؟ قال : الى أبي جعفر إبني فكأن القائل استصغر سن أبي جعفر عليه‌السلام فقال ابو الحسن : ان الله تبارك وتعالى بعث عيسى ابن مريم رسولا نبيا صاحب شريعة مبتداة في أصغر من السن الذي فيه أبو جعفر عليه‌السلام.

٦٩ ـ في الكافي حدثني محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن معاوية بن وهب قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن أفضل ما يتقرب به العباد الى ربهم ، وأحب ذلك الى الله عزوجل ما هو؟ فقال : ما أعلم شيئا بعد المعرفة أفضل

٣٣٤

من هذه الصلوة ، الا ترى ان العبد الصالح عيسى بن مريم عليهما‌السلام قال : وأوصاني بالصلوة والزكاة ما دمت حيا.

٧٠ ـ في تفسير على بن إبراهيم قال الصادق عليه‌السلام في قوله : (وَأَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ) قال : زكوة الرؤس لان كل الناس ليست لهم أموال ، وانما الفطرة على الفقير والغنى والصغير والكبير.

٧١ ـ في عيون الاخبار باسناده عن الصادق عليه‌السلام حديث طويل في تعداد الكبائر يقول فيه عليه‌السلام : ومنها عقوق الوالدين ، لان الله عزوجل جعل العاق جبارا شقيا في قوله تعالى حكاية عن عيسى عليه‌السلام : (وَبَرًّا بِوالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيًّا).

٧٢ ـ في كتاب الخصال عن سماعة بن مهران عن الصادق عليه‌السلام حديث طويل وفيه يقول عليه‌السلام : وبرا الوالدين وضده العقوق.

٧٣ ـ في أصول الكافي باسناده الى الحكم بن مسكين عن محمد بن مروان قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : ما يمنع الرجل ان يبر والديه حيين أو ميتين يصلى عنهما ، ويتصدق عنهما ، ويحج عنهما ويصوم عنهما ، فيكون الذي صنع لهما وله مثل ذلك ، فيزيده الله جل وعز بره وصلته كثيرا.

٧٤ ـ في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه‌السلام : بروا آباءكم يبركم أبناءكم ، وعفوا عن نساء الناس تعف نسائكم.

٧٥ ـ في عيون الاخبار باسناده الى ياسر الخادم قال : سمعت أبا الحسن الرضا عليه‌السلام يقول : ان أوحش ما يكون هذا الخلق في ثلث مواطن : يوم يولد ويخرج من بطن امه فيرى الدنيا ، ويوم يموت فيعاين الاخرة ، ويوم يبعث فيرى أحكاما لم يرها في دار الدنيا : وقد سلم الله عزوجل على يحيى في هذه الثلاثة المواطن وأمن روعته فقال : (وَسَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا) وقد سلم عيسى بن مريم في هذه الثلاثة المواطن فقال : (وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا).

٣٣٥

٧٦ ـ في كتاب علل الشرائع عن وهب اليماني قال : ان يهوديا سأل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يا محمد كنت في أم الكتاب نبيا قبل أن يخلق آدم؟ قال : نعم قال وهؤلاء أصحابك المؤمنون مثبتون معك قبل أن يخلقوا؟ قال : نعم ، قال : فما شأنك لم تتكلم بالحكمة حين خرجت من بطن أمك كما تكلم عيسى بن مريم على زعمك وقد كنت قبل ذلك نبيا؟ فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : انه ليس أمرى كأمر عيسى بن مريم ، ان عيسى بن مريم خلقه الله عزوجل من أم ليس له أب كما خلق آدم من غير أب ولا أم ، ولو ان عيسى حين خرج من امه لم ينطق بالحكمة لم يكن لامه عذر عند الناس ، وقد أتت به من غير أب وكانوا يأخذونها كما يؤخذ به مثلها من المحصنات ، فجعل الله عزوجل منطقه عذرا لامه.

٧٧ ـ في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن أحمد بن محمد بن عبد الله عن أبي مسعود عن عبد الله بن إبراهيم الجعفري قال : سمعت اسحق ابن جعفر يقول : الأوصياء إذا حملت بهم أمهاتهم الى قوله : فاذا كان الليلة التي تلد فيها ظهر لها في البيت نور تراه ولا يراه غيرها الا أبوه ، فاذا ولدته ولدته قاعدا وتفسحت له حتى يخرج متربعا ثم يستدير بعد وقوعه الى الأرض فلا يخطى القبلة حيث كانت بوجهه ، ثم يعطس ثلثا يشير بإصبعه بالتحميد ، ويقع مسرورا (١) مختونا ورباعيتاه من فوق وأسفل وناباه وضاحكاه ، ومن بين يديه مثل سبيكة الذهب نور ، ويقيم يومه وليلته تسيل يداه ذهبا ، وكذلك الأنبياء إذا ولدوا وانما الأوصياء أعلاق من الأنبياء.

٧٨ ـ في أمالي الصدوق رحمه‌الله باسناده الى أبي الجارود زياد بن المنذر عن أبي جعفر محمد بن على الباقر عليهما‌السلام قال : لما ولد عيسى بن مريم عليه‌السلام كان ابن يوم كأنه ابن شهرين ، فلما كان ابن سبعة أشهر أخذته والدته وجاءت به الى الكتاب وأقعدته بين يدي المؤدب ، فقال له المؤدب : قل : بسم الله الرحمن الرحيم ، فقال عيسى عليه‌السلام : بسم الله الرحمن الرحيم ، فقال له المؤدب : قل أبجد فرفع عيسى عليه‌السلام

__________________

(١) اى مقطوع السرة.

٣٣٦

رأسه فقال : وهل تدري ما أبجد؟ فعلاه بالدرة (١) ليضربه فقال : يا مؤدب لا تضربني ان كنت تدري والا فسلني حتى أفسر لك ، قال : فسر لي ، فقال عيسى عليه‌السلام : الالف آلاء الله ، والباء بهجة الله ، والجيم جمال الله ، والدال دين الله ، «هوز» ها هول جهنم ، والواو ويل لأهل النار ، والزاء زفير جهنم «حطي» حطت الخطايا عن المستغفرين «كلمن» كلام الله لا مبدل لكلماته «سعفص» صاع بصاع والجزا بالجزا «قرشت» قرشهم (٢) فحشرهم فقال المؤدب : أيتها المرأة خذي بيد ابنك فقد علم ولا حاجة له في المؤدب.

٧٩ ـ في أصول الكافي على بن محمد عن بعض أصحابه عن آدم بن اسحق عن عبد الرزاق بن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن أبي جعفر عليه‌السلام حديث طويل يقول فيه عليه‌السلام : وأنزل في الكيل (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ) ولم يجعل الويل لأحد حتى يسميه كافرا ، قال الله عزوجل : (فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ).

٨٠ ـ في كتاب معاني الاخبار أبي رحمه‌الله قال : حدثنا سعد بن عبد الله عن القاسم بن محمد الاصفهانى عن داود عن حفص بن غياث عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : يوم الحسرة يوم يؤتى بالموت فيذبح.

٨١ ـ في تفسير على بن إبراهيم حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن أبي ولاد الحناط عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : سئل عن قوله : (وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ) قال : ينادى مناد من عند الله عزوجل وذلك بعد ما صار أهل الجنة في الجنة ، وأهل النار في النار : يا أهل الجنة ويا أهل النار هل تعرفون الموت في صورة من الصور؟ فيقولون : لا ، فيؤتى بالموت في صورة كبش أملح (٣) فيوقف بين الجنة والنار ثم ، ينادون جميعا أشرفوا وانظروا الى الموت ، فيشرفون ثم يأمر الله عزوجل به فيذبح ، ثم يقال : يا أهل الجنة خلود فلا موت أبدا ، ويا أهل النار خلود فلا موت أبدا ، وهو قوله عزوجل

__________________

(١) الدرة : السوط.

(٢) قرش الشيء : جمعه من هنا ومن هنا وضم بعضه الى بعض.

(٣) يقال كبش أملح : إذا كان اسود شعره بياض. أو يخالط بياضه سواد.

٣٣٧

(وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ) اى قضى على أهل الجنة بالخلود فيها ، وقضى على أهل النار بالخلود فيها.

٨٢ ـ في مجمع البيان وروى مسلم في الصحيح بالإسناد عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا دخل أهل الجنة الجنة ، وأهل النار النار قيل : يا أهل الجنة فيشرفون وينظرون ، وقيل : يا أهل النار فيشرفون وينظرون. فيجاء بالموت كأنه كبش أملح فيقال لهم : تعرفون الموت؟ فيقولون : هذا هذا وكل قد عرفه ، قال : فيقدم فيذبح ، ثم يقال : يا أهل الجنة خلود فلا موت ، ويا أهل النار خلود فلا موت ، قال : فذلك قوله : (وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ) الآية ورواه أصحابنا عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما‌السلام ، ثم جاء في آخره فيفرح أهل الجنة فرحا لو كان أحد يومئذ ميتا لماتوا فرحا ، ويشهق أهل النار شهقة لو كان أحد ميتا لماتوا.

٨٣ ـ في تفسير على بن إبراهيم وقوله عزوجل : (إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْها) قال : كل شيء خلقه الله يرثه الله يوم القيمة.

٨٤ ـ في مجمع البيان : (يا أَبَتِ إِنِّي أَخافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذابٌ مِنَ الرَّحْمنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطانِ وَلِيًّا) وقد بينا في ما مضى ان الذي يقوله أصحابنا ان هذا الخطاب من إبراهيم عليه‌السلام انما توجه الى من سماه الله أبا له ، لأنه كان جد إبراهيم لامه ، وان أباه الذي ولده كان اسمه تارخ ، لإجماع الطائفة على أن آباء الأنبياء الى آدم عليه‌السلام مسلمون موحدون ، وبما روى عنه عليه‌السلام انه قال : لم يزل ينقلني الله سبحانه من أصلاب الطاهرين الى أرحام الطاهرات حتى أخرجنى في عالمكم هذا ، والكافر غير موصوف بالطهارة لقوله تعالى : (إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ).

٨٥ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده الى ابن مسعود قال : احتجوا في مسجد الكوفة فقالوا : ما بال أمير المؤمنين عليه‌السلام لم ينازع الثلاثة كما نازع طلحة والزبير وعائشة ومعاوية؟ فبلغ ذلك عليا عليه‌السلام فأمر أن ينادى : الصلوة الجامعة

٣٣٨

فلما اجتمعوا صعد المنبر فحمد الله واثنى عليه ثم قال : معاشر الناس انه بلغني عنكم كذا وكذا؟ قالوا : صدق أمير المؤمنين قد قلنا ذلك. قال ان لي بستة من الأنبياء أسوة في ما فعلت ، قال الله تعالى في محكم كتابه : (لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) قالوا : ومن هم يا أمير المؤمنين؟ قال : أولهم إبراهيم عليه‌السلام إذ قال لقومه : (وَأَعْتَزِلُكُمْ وَما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ) فان قلتم : ان إبراهيم اعتزل قومه لغير مكروه أصابه منهم فقد كفرتم ، وان قلتم : اعتزلهم لمكروه رآه منهم فالوصى أعذر ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٨٦ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمد الأشعري عن ابن القداح عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : رحم الله عبدا طلب من الله عزوجل حاجة فألح في الدعاء استجيب له أولم يستجب ، وتلا هذه الاية (وَأَدْعُوا رَبِّي عَسى أَلَّا أَكُونَ بِدُعاءِ رَبِّي شَقِيًّا).

٨٧ ـ في تفسير على بن إبراهيم فلما اعتزلهم يعنى إبراهيم عليه‌السلام (وَما يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ وَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنا نَبِيًّا وَوَهَبْنا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنا) يعنى لإبراهيم واسحق ويعقوب من رحمتنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا) يعنى أمير المؤمنين صلوات الله عليه حدثني بذلك أبي عن الحسن بن على العسكري عليه‌السلام.

٨٨ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن يحيى عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : لسان الصدق للمرء يجعله الله في الناس خيرا من المال يأكله ويورثه ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٨٩ ـ في نهج البلاغة قال عليه‌السلام : أو ان اللسان الصالح يجعله الله للمرء في الناس خير له من المال يورثه من لا يحمده.

٩٠ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن ثعلبة بن ميمون عن زرارة قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله عزوجل :

٣٣٩

(وَكانَ رَسُولاً نَبِيًّا) : ما الرسول وما النبي؟ قال : النبي الذي يرى في منامه ويسمع الصوت ولا يعاين الملك ، والرسول الذي يسمع الصوت ويرى في المنام ويعاين الملك ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. قال عز من قائل : وقربناه نجيا.

٩١ ـ في بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن عمرو بن أبان عن أديم أخى أيوب عن حمران قال : قلت لابي عبد الله عليه‌السلام : جعلت فداك بلغني ان الله تبارك وتعالى ناجى عليا عليه‌السلام؟ قال : أجل قد كان بينهما مناجاة بالطائف نزل بينهما جبرئيل.

٩٢ ـ إبراهيم بن هشام عن يحيى بن عمران عن يونس عن حماد بن عثمان عن محمد بن مسلم قال : قلت لابي عبد الله عليه‌السلام : ان سلمة بن كهيل يروى في على أشياء قال : ما هي؟ قلت : حدثني ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان محاصر أهل الطائف وانه خلا بعلى يوما فقال رجل من أصحابه : عجبا لما نحن فيه من الشدة وانه يناجي هذا الغلام مثل اليوم؟ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما أنا بمناج له انما يناجي ربه ، فقال أبو عبد الله عليه‌السلام : هذه أشياء يعرف بعضها من بعض.

٩٣ ـ محمد بن عيسى عن القاسم بن عروة عن عاصم عن معاوية عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله قال : لما كان يوم الطائف ناجى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عليا فقال ابو بكر وعمر : انتجيته دوننا؟ فقال : ما انتجيته ، بل الله ناجاه.

٩٤ ـ على بن محمد قال : حدثني حمدان بن سليمان قال : حدثني عبد الله بن محمد اليماني عن منيع عن يونس عن على بن أعين عن أبي رافع قال : لما دعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عليا يوم خيبر فتفل في عينيه ثم قال له : إذا أنت فتحتها فقف بين الناس فان الله أمرنى بذلك ، قال أبو رافع : فمضى على وانا معه ، فلما أصبح بخيبر وقف بين الناس وأطال الوقوف ، فقال الناس : ان عليا يناجي ربه ، فلما مكث امر بانتهاب المدينة التي افتتحها ، قال أبو رافع فأتيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقلت : ان عليا وقف بين الناس كما أمرته ، فقال قوم :

٣٤٠