تفسير نور الثقلين - ج ٣

الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي

تفسير نور الثقلين - ج ٣

المؤلف:

الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي


المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
الموضوع : القرآن وعلومه
الطبعة: ٠
الصفحات: ٦٤٢

رجع هو إليهم الى ذلك الوقت والا تفرقوا في البلاد ولحقوا ببلادهم أو حيث شاؤا ، فقال الخضر : ايها الملك انا نسلك في الظلمة لا يرى بعضنا بعضا كيف نصنع بالضلال إذا أصابنا؟ فأعطاه ذو القرنين خرزة حمراء (١) كأنها مشعل لها ضوء ، فقال : خذ هذه الخرزة فاذا أصاب بكم الضلال فارم بها الى الأرض فانها تصيح ، فاذا صاحت رجع أهل الضلال الى صوتها ، فأخذها الخضر ومضى في الظلمة ، وكان الخضر يرتحل وينزل ذو القرنين ، فبينا الخضر يسير ذات يوم إذ عرض له واد في الظلمة فقال لأصحابه : قفوا هذا الموضع لا يتحركن أحد منكم عن موضعه ، ونزل عن فرسه فتناول الخرزة فرمى بها في الوادي فابطأت عنها بالإجابة حتى ساء ظنه وخاف أن لا يجيبه ثم أجابته ، فخرج الى صوتها فاذا هي العين بقعرها ، وإذا ماؤها أشد بياضا من اللبن وأصفى من الياقوت ، وأحلى من العسل ، فشرب منه ثم خلع ثيابه فاغتسل منها ، ثم لبس ثيابه ثم رمى بالخرزة نحو أصحابه فأجابته فخرج الى أصحابه وركب وأمرهم بالمسير ، فساروا.

ومر ذو القرنين بعده فاخطأ الوادي فسلكوا تلك الظلمة بأربعين يوما وأربعين ليلة ثم خرجوا بضوء ليس بضوء نهار ولا شمس ولا قمر ولكنه نور ، فخرجوا الى أرض حمراء رملة خشخاشة فركة (٢) كان حصاها اللؤلؤ فاذا هو بقصر مبني على طوله فرسخ ، فجاء ذو القرنين الى الباب فعسكر عليه ثم توجه بوجهه وحده الى القصر ، فاذا طائر وإذا حديدة طويلة قد وضع طرفاها على جانبي القصر. والطير اسود معلق بأنفه في تلك الحديدة بين السماء والأرض مزموم كأنه الخطاف أو صورة الخطاف أو شبيه بالخطاف أو هو خطاف ، فلما سمع خشخشة ذي القرنين قال : من هذا؟ قال : انا ذو القرنين ، قال : اما كفاك ما وراك حتى وصلت الى حد بابى هذا؟ ففرق ذو القرنين فرقا شديدا (٣) فقال : يا ذا القرنين لا تخف وأخبرنى ،

__________________

(١) الخرزة ـ واحد الخرز محركة ـ : الحب المثقوب من الزجاج ونحوه تنظم منه المسابح والقائد ونحوها. فصوص من حجارةكالماس والياقوت.

(٢) قال في البحار : الخشخشة : صوت السلاح وكل شيء يابس إذا حل بعضه ببعض والدخول في الشيء «انتهى» وقوله عليه‌السلام «فركة» اى كانت لينة بحيث كان يمكن فركها باليد.

(٣) فرق ـ كعلم ـ : فزع.

٣٠١

قال : سل ، قال : هل كثر بنيان الآجر والجص؟ قال : نعم ، قال : فانتفض الطير وامتلأ حتى ملأ من الحديدة ثلثها ففرق ذو القرنين فقال : لا تخف وأخبرنى ، قال : سل ، قال : هل كثرت المعازف؟ (١) قال : نعم قال : فانتفض الطير وامتلاء حتى ملاء من الحديدة ثلثيها ، ففرق ذو القرنين ، فقال : لا تخف وأخبرنى ، قال : سل ، قال : هل ارتكب الناس شهادة الزور في الأرض؟ قال : نعم ، فانتفض انتفاضة وانتفخ فسد ما بين جداري القصر قال : فامتلأ ذو القرنين فرقا منه فقال له : لا تخف وأخبرنى ، قال : سل ، قال : هل ترك الناس شهادة ان لا اله الا الله؟ قال : لا ، فانضم ثلثه ، ثم قال : يا ذا القرنين لا تخف وأخبرنى ، قال : سل ، قال : هل ترك الناس الصلاة المفروضة؟ قال : لا قال : فانضم ثلث آخر ثم قال : يا ذا القرنين لا تخف وأخبرنى ، قال : سل ، قال : هل ترك الناس الغسل من الجنابة؟ قال : لا ، قال : فانضم حتى عاد الى حاله الاول.

وإذا هو بدرجة مدرجة الى أعلى القصر ، قال : فقال الطير : يا ذا القرنين اسلك هذه الدرجة فسلكها وهو خائف لا يدرى ما هو عليه حتى استوى على ظهرها ، فاذا هو بسطح ممدود البصر ، وإذا رجل شاب ابيض مضيء الوجه عليه ثياب بيض حتى كأنه رجل أو في صورة رجل أو شبيه بالرجل أو هو رجل ، وإذا هو رافع رأسه ينظر الى السماء ينظر إليها واضع يده على فيه ، فلما سمع خشخشة ذي القرنين ، قال : من هذا؟ قال : أنا ذو القرنين ، قال : يا ذا القرنين أما كفاك ما وراك حتى وصلت الى؟ قال ذو القرنين : ما لي أراك واضعا يدك على فيك؟ قال : يا ذا القرنين انا صاحب الصور ، وان الساعة قد اقتربت وانا انتظر أن أومر بالنفخ فانفخ ، ثم ضرب بيده فتناول حجرا فرمى به الى ذي القرنين كأنه حجر أو شبه حجر أو هو حجر ، فقال : يا ذا القرنين خذ هذا ، فان جاع جعت وان شبع شبعت فارجع فرجع ذو القرنين بذلك الحجر حتى خرج به الى أصحابه فأخبرهم بالطير وما سأله عنه وما قال له ، وما كان من أمره ، وأخبرهم بصاحب السطح وما قال له وما أعطاه ، ثم قال لهم :

__________________

(١) المعازف : الملاهي كالعود والطنبور.

٣٠٢

انه أعطانى هذا الحجر وقال لي : ان جاع جعت ، وان شبع شبعت ـ وقال : أخبرونى بأمر هذا الحجر فوضع الحجر في احدى الكفتين ، ووضع حجرا مثله في الكفة الاخرى ثم رفع الميزان فاذا الحجر الذي جاء به أرجح بمثل الآخر ، فوضعوا آخر فمال به حتى وضعوا ألف حجر كلها مثله ، ثم رفعوا الميزان فمال بها ولم يستمل به الألف حجر فقالوا : يا أيها الملك لا علم لنا بهذا.

فقال له الخضر : ايها الملك انك تسئل هؤلاء عما لا علم لهم به ، وقد أوتيت علم هذا الحجر ، فقال ذو القرنين : فأخبرنا وبينه لنا ، فتناول الخضر الميزان فوضع الحجر الذي جاء به ذو القرنين في كفة الميزان ، ثم وضع حجرا آخر في كفة اخرى ، ثم وضع كف تراب على حجر ذي القرنين يزيده ثقلا ، ثم رفع الميزان فاعتدل وعجبوا وخروا سجدا لله وقالوا : ايها الملك هذا امر لم يبلغه علمنا ، وانا لنعلم ان الخضر ليس بساحر فكيف هذا وقد وضعنا معه ألف حجر كلها مثله ، فمال بها وهذا قد اعتدل به وزاده ترابا؟ قال ذو القرنين : بين يا خضر لنا أمر هذا الحجر ، فقال الخضر : ايها الملك ان أمر الله نافذ في عباده ، وسلطانه قاهر ، وحكمه فاصل ، وان الله ابتلى عباده بعضهم ببعض ، وابتلى العالم بالعالم ، والجاهل بالجاهل ، والعالم بالجاهل ، والجاهل بالعالم ، وانه ابتلاني بك وابتلاك بى ، فقال : يرحمك الله يا خضر انما تقول : ابتلاني بك حين جعلت أعلم منى ، وجعلت تحت يدي ، أخبرنى يرحمك الله عن أمر هذا الحجر؟ فقال الخضر : أيها الملك ان هذا الحجر مثل ضربه لك صاحب الصور ، يقول : ان مثل بنى آدم مثل هذا الحجر الذي وضع ووضع معه ألف حجر فمال بها ، ثم إذا وضع عليه التراب شبع وعاد حجرا مثله ، فيقول : كذلك مثلك أعطاك الله من الملك ما أعطاك فلم ترض به حتى طلبت أمرا لم يطلبه أحد كان قبلك (١) ودخلت مدخلا لم يدخله انس ولا جان ، يقول : كذلك ابن آدم لا يشبع حتى يحثى عليه التراب.

قال : فبكى ذو القرنين بكاء شديدا وقال : صدقت يا خضر ، ضرب لي هذا

__________________

(١) وفي نسخة كنسخة البحار ـ : «أبدا من كان قبلك ... اه».

٣٠٣

المثل : لا جرم انى لا أطلب أثرا في البلاد بعد مسلكي هذا ، ثم انصرف راجعا في الظلمة ، فبيناهم كذلك يسيرون إذ سمعوا خشخشة تحت سنابك (١) خيلهم فقالوا : ايها الملك ما هذا؟ فقال : خذوا منه ، فمن أخذ منه ندم ومن تركه ندم ، فأخذ بعض وترك بعض ، فلما خرجوا من الظلمة إذا هم بالزبرجد ، فندم الآخذ والتارك ، ورجع ذو القرنين الى دومة الجندل (٢) وكان بها منزله فلم يزل بها حتى قبضه الله.

قال : وكان صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا حدث بهذا الحديث قال : رحم الله أخى ذا القرنين ما كان مخطئا إذ سلك ما سلك وطلب ما طلب ، ولو ظفر بوادي الزبرجد في مذهبه لما ترك فيه سنة الزهاد الا أخرجه للناس ، لأنه كان راغبا ولكنه ظفر به بعد ما رجع فقد زهد.

٢١٦ ـ جبرئيل بن أحمد عن موسى بن جعفر رفعه الى أبي عبد الله عليه‌السلام قال : ان ذا القرنين عمل صندوقا من قوارير ثم حمل في مسيره ما شاء الله ، ثم ركب البحر فلما انتهى الى موضع منه ، قال لأصحابه : دلوني فاذا حركت الحبل فأخرجونى فان لم أحرك الحبل فأرسلونى الى آخره ، فأرسلوا الحبل مسيرة أربعين يوما ، فاذا ضارب يضرب خشب الصندوق ويقول : يا ذا القرنين أين تريد؟ قال : أريد ان أنظر الى ملكوت ربي في البحر كما رأيته في البر ، فقال : يا ذا القرنين ان هذا الموضع الذي أنت فيه مر فيه نوح زمان الطوفان ، فسقط منه قدوم (٣) فهو يهوى في قعر البحر الى الساعة لم يبلغ قعره ، فلما سمع ذو القرنين ذلك حرك الحبل وخرج.

٢١٧ ـ عن جميل بن دراج عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : سألته عن الزلزلة؟ فقال : أخبرنى أبي عن أبيه عن آبائه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ان ذا القرنين

__________________

(١) السنابك جمع السنبك ـ بالضم ـ طرف الحافر.

(٢) دومة الجندل : موضع على سبع مراحل من دمشق بينها وبين مدينة الرسول (ص) يقرب من تبوك ، وهي أحد حدود فدك ، قيل : سميت بدوم بن إسماعيل ، وسميت دومة الجندل لان حصنها مبني بالجندل.

(٣) القدوم : آلة للنحت والنجر.

٣٠٤

لما انتهى الى السد جاوزه فدخل الظلمة ، فاذا بملك قائم طوله خمسمائة ذراع ، فقال له الملك : يا ذا القرنين أما كان خلفك مسلك؟ فقال له ذو القرنين : ومن أنت؟ قال انا ملك من ملائكة الرحمن موكل بهذا الجبل ، وليس من جبل خلقه الله الا وله عرق الى هذا الجبل ، فاذا أراد الله ان يزلزل مدينة أوحى الى فزلزلتها.

٢١٨ ـ عن ابن هشام عن أبيه عمن حدثه عن بعض آل محمد عليه وعليهم‌السلام قال : ان ذا القرنين كان عبدا صالحا طويت له الأسباب ، ومكن له في البلاد ، وكان قد وصفت له عين الحيوة ، وقيل له : من يشرب منها شربة لم يمت حتى يسمع الصوت ، وانه خرج في طلبها حتى أتى موضعها ، وكان في ذلك الموضع ثلاثمائة وستون عينا ، وكان الخضر على مقدمته ، وكان من أشد أصحابه عنده. فدعاه وأعطاه وأعطى قوما من أصحابه كل رجل منهم حوتا مملحا فقال : انطلقوا الى هذه المواضع فليغسل كل رجل منكم حوته عند عين ، ولا يغسل معه أحد ، فانطلقوا فلزم كل رجل منهم فغسل فيها حوته ، وان الخضر انتهى الى عين من تلك العيون فلما غمس الحوت ووجد الحوت ريح الماء حيي فانساب في الماء (١) فلما رأى ذلك الخضر رمى بثيابه وسقط وجعل يرتمس في الماء ويشرب ويجتهد أن يصيبه ، فلما رأى ذلك رجع فرجع أصحابه وأمر ذو القرنين بقبض السمك. فقال : انظروا فقد تخلفت سمكة فقالوا : الخضر صاحبها ، قال : فدعاه فقال : ما خلف سمكتك؟ قال : فأخبره الخبر فقال له : فصنعت ماذا؟ قال : سقطت عليها فجعلت أغوص واطلبها فلم أجدها ، قال : فشربت من الماء؟ قال : نعم ، قال : فطلب ذو القرنين العين فلم يجدها ، فقال للخضر : أنت صاحبها.

٢١٩ ـ عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه : تغرب الشمس في عين حمئة في بحر دون المدينة التي مما يلي المغرب يعنى جابلقا (٢).

٢٢٠ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أبي عبد الله عليه‌السلام حديث طويل

__________________

(١) اى دخل فيه.

(٢) وفي نسخة «باجلقا».

٣٠٥

وفيه قال السائل : أخبرنى عن الشمس أين تغيب؟ قال : ان بعض العلماء قال : إذا انحدرت أسفل القبة دار بها الفلك الى بطن السماء صاعدة أبدا الى أن تنحط الى موضع مطلعها ، يعنى انها تغيب في عين حمئة ثم تخرق الأرض راجعة الى موضع مطلعها ، فتحير تحت العرش حتى يؤذن لها بطلوع ، ويسلب نورها كل يوم ويتجلل نورا أحمر.

٢٢١ ـ في كتاب التوحيد حديث طويل عن أبي ذر (ره) عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : كنت آخذا بيد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ونحن نتماشى جميعا ، فما زلنا ننظر الى الشمس حتى غابت فقلت : يا رسول الله أين تغيب؟ قال : في السماء ثم ترفع من سماء الى سماء حتى ترفع الى السماء السابعة ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٢٢ ـ في تفسير العياشي عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه‌السلام في قول الله عزوجل : (لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِها سِتْراً كَذلِكَ) قال : لم يعلموا صنعة البيوت.

٢٢٣ ـ في تفسير على بن إبراهيم قال : لم يعلموا صنعة الثياب.

٢٢٤ ـ في كتاب الخصال في سؤال بعض اليهود عليا عليه‌السلام عن الواحد الى المأة ، قال له اليهودي : فالشمس من أين تطلع؟ قال له : من بين قرني شيطان ، قال : فأين تغرب؟ قال : في عين حامية. قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه : سبق في تفسير العياشي عن أمير المؤمنين عليه‌السلام بيان لقوله عزوجل (تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ).

٢٢٥ ـ في الكافي أبو على الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى عن العلا بن رزين عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : يصلى على الجنازة في كل ساعة انها ليست بصلوة ركوع ولا سجود وانما تكره الصلوة عند طلوع الشمس وعند غروبها التي فيها الخشوع والركوع والسجود ، لأنها تغرب بين قرني شيطان وتطلع بين قرني شيطان.

٢٢٦ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده الى محمد بن جعفر الأسدي رضى الله عنه قال : كان فيما يورد على من الشيخ أبي جعفر محمد بن عثمان

٣٠٦

العمرى قدس الله روحه في جواب مسائلي الى صاحب الزمان : واما سألت عنه من الصلوة عند طلوع الشمس وعند غروبها ، ولئن كان كما يقولون ان الشمس تطلع بين قرني الشيطان وتغيب بين قرني الشيطان ، فلا شيء أفضل من الصلوة وأرغم أنف الشيطان.

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه : قوله عزوجل (حَتَّى إِذا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ) الى قوله : (وَكانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا) قد سبق في تفسير العياشي له بيان.

٢٢٧ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده الى سهل بن زياد عن عبد العظيم الحسنى عن على بن محمد العسكري عليه‌السلام حديث طويل يذكر فيه نوحا عليه‌السلام وأولاده ساما وحاما ويافثا حين سارت بهم السفينة : ودعا نوح عليه‌السلام أن يغير الله ماء صلب حام ويافث ، وقد كتبناه بتمامه عند قوله تعالى : (وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبالِ) وفيه يقول عليه‌السلام : جميع الترك والصقالب ويأجوج ومأجوج والصين من يافث حيث كانوا.

٢٢٨ ـ في روضة الكافي الحسين بن محمد الأشعري عن معلى بن محمد عن أحمد بن محمد بن عبد الله عن العباس بن العلا عن مجاهد عن ابن عباس قال : سئل أمير المؤمنين عليه‌السلام عن الخلق ، فقال : خلق الله ألفا ومأتين في البر وألفا ومأتين في البحر ، وأجناس بنى آدم سبعون جنسا ، والناس ولد آدم ما خلا يأجوج ومأجوج.

٢٢٩ ـ في تفسير على بن إبراهيم قال أبو عبد الله عليه‌السلام : ليس منهم رجل يموت حتى يولد له من صلبه ألف ولد ذكر ، ثم قال : هم أكثر خلق خلقوا بعد الملائكة.

٢٣٠ ـ في كتاب الخصال عن الصادق عليه‌السلام قال : الدنيا سبعة أقاليم ، يأجوج ومأجوج ، والروم ، والصين ، والزنج وقوم موسى وإقليم بابل.

٢٣١ ـ في مجمع البيان ورد في خبر الحذيفة قال : سألت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عن يأجوج ومأجوج ، فقال : يأجوج امة ، ومأجوج أمة كل أمة أربعمائة امة لا يموت الرجل منهم حتى ينظر الى الف ذكر من صلبه كل قد حمل السلاح قلت : يا رسول الله صفهم لنا ، قال : هم ثلثة أصناف ، منهم أمثال الأرز ، قلت : يا رسول الله وما الأرز؟ قال : شجر بالشام طويل وصنف منهم طولهم وعرضهم سواء ، وهؤلاء الذين لا يقوم لهم جبل ولا حديد وصنف منهم

٣٠٧

يفترش أحدهم احدى أذنيه ويلتحف بالأخرى ، ولا يمرون بعين ولا وحش ولا جمل ولا خنزير الا أكلوه ومن مات منهم أكلوه ، مقدمتهم بالشام وساقتهم بخراسان ، يشربون أنهار المشرق وبحيرة طبرية.

٢٣٢ ـ في تفسير العياشي عن المفضل قال : سألت الصادق عليه‌السلام عن قوله اجعل بينكم وبينهم ردما قال : التقية (فَمَا اسْطاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطاعُوا لَهُ نَقْباً) إذا عملت بالتقية لم يقدروا لك على حيلة وهو الحصن الحصين ، وصار بينك وبين أعداء الله سدا لا يستطيعون له نقبا.

٢٣٣ ـ عن جابر عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال : (أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ) سدا (فَمَا اسْطاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطاعُوا لَهُ نَقْباً) قال : هو التقية.

٢٣٤ ـ في الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله عليه‌السلام حديث طويل يقول فيه عليه‌السلام لا قوام يظهرون الزهد ويدعون الناس أن يكونوا معهم على مثل الذي هم عليه من التقشف (١) أخبرونى اين أنتم عن سليمان بن داود ثم ذو القرنين عليه‌السلام عبد أحب الله فأحبه الله طوى له الأسباب ، وملكه مشارق الأرض ومغاربها ، وكان يقول الحق ويعمل به ثم لم نجد أحدا عاب ذلك عليه.

٢٣٥ ـ في تفسير العياشي عن المفضل قال : سألت الصادق عليه‌السلام عن قوله الى قوله قال : وسألته عن قوله : (فَإِذا جاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ) قال : رفع التقية عند الكشف ، فانتقم من أعداء الله.

٢٣٦ ـ في تفسير على بن إبراهيم (فَإِذا جاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا) قال : إذ كان قبل يوم القيامة في آخر الزمان انهدم ذلك السد وخرج يأجوج ومأجوج الى الدنيا وأكلوا الناس.

__________________

(١) قشف الرجل وتقشف : قذر جلده ولم يتعهد النظافة وان كان مع ذلك يطهر نفسه بالماء والاغتسال.

٣٠٨

٢٣٧ ـ في مجمع البيان وجاء في الحديث انهم يدأبون في حفره نهارهم حتى إذا أمسوا ، وكادوا يبصرون شعاع الشمس ، قالوا : نرجع غدا ونفتحه ولا يستثنون فيعودون من الغد وقد استوى كما كان ، حتى إذا جاء وعد الله. قالوا : غدا نفتح ونخرج إنشاء الله ، فيعودون اليه وهو كهيئته حين تركوه بالأمس ، فيحفرونه (١) فيخرجون على الناس ، فينشفون المياه ويتحصن الناس في حصونهم منهم ، فيرمون سهامهم الى السماء فترجع وفيها كهيئة الدماء ، فيقولون : قد قهرنا أهل الأرض وعلونا أهل السماء فيبعث الله عليهم نغفا (٢) في أقفائهم فيدخل في آذانهم فيهلكون بها ، قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : والذي نفس محمد بيده ان دواب الأرض لتسمن وتسكر من لحومهم سكرا.

٢٣٨ ـ في أمالي شيخ الطائفة قدس‌سره باسناده الى حذيفة بن اليمان عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عن أهل يأجوج ومأجوج قال : ان القوم لينقرون بمعاولهم (٣) دائبين فاذا كان الليل قالوا : غدا نفرغ ، فيصبحون وهو أقوى منه بالأمس ، حتى يسلم منهم رجل حين يريد الله ان يبلغ أمره ، فيقول المؤمن : غدا نفتحه ان شاء الله ، فيصبحون ثم يغدون عليه فيفتحه الله ، فو الذي نفسي بيده ليمرن الرجل منهم على شاطئ الوادي الذي بكوفان وقد شربوه حتى نزحوه ، فيقول : والله لقد رأيت هذا الوادي مرة ، وان الماء ليجرى في عرضه ، قيل : يا رسول الله ومتى هذا؟ قال : حين لا يبقى من الدنيا الا مثل صبابة الإناء.

٢٣٩ ـ في كتاب الخصال عن ابى الطفيل عامر بن واثلة عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال : كنا جلوسا في المدينة في ظل حائط ، قال : وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في غرفة ، فاطلع إلينا فقال : فيم أنتم؟ قلنا : نتحدث ، قال : عماذا؟ قلنا : عن الساعة ، فقال : انكم لا ترون الساعة حتى تروا قبلها عشر آيات : طلوع الشمس من مغربها ، والدجال ، ودابة الأرض ، وثلثة خسوف

__________________

(١) وفي المصدر «فيخرقونه».

(٢) النغف ـ محركة ـ : دود في انوف الإبل والغنم.

(٣) معاول جمع المعول : الفاس العظيمة ينقر بها الصخر.

٣٠٩

يكون في الأرض خسف بالمشرق ، وخسف بالمغرب ، وخسف بجزيرة العرب وخروج عيسى بن مريم وخروج يأجوج ومأجوج ، ويكون في آخر الزمان نار تخرج من اليمن من قعر الأرض ، لا تدع خلفها أحدا الا تسوق الناس الى المحشر ، كلما قاموا قامت ، ثم تسوقهم الى المحشر.

٢٤٠ ـ عن حذيفة بن أسيد قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : عشر آيات بين يدي الساعة : خمس بالمشرق ، وخمس بالمغرب ، فذكر الدابة والدجال ، وطلوع الشمس من مغربها ، وعيسى بن مريم ، ويأجوج ومأجوج ، وانه يغلبهم ويغرقهم في البحر ولم يذكر تمام الآيات.

٢٤١ ـ في تفسير العياشي عن الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين عليه‌السلام ، و (تَرَكْنا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ) يعنى يوم القيمة.

٢٤٢ ـ عن محمد بن حكيم قال : كتبت رقعة الى ابى عبد الله عليه‌السلام ، فيها : أتستطيع النفس المعرفة؟ قال فقال : لا ، فقلت : يقول الله : (الَّذِينَ كانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَكانُوا لا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً) قال : هو كقوله : «و (ما كانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَما كانُوا يُبْصِرُونَ) قلت : فعابهم؟ قال : لم يعتبهم بما صنع هو بهم ، ولكن عابهم بما صنعوا ، ولو لم يتكلفوا لم يكن عليهم شيء.

٢٤٣ ـ في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه‌السلام من الاخبار في التوحيد حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي ، قال : حدثنا ابى عن أحمد بن على الأنصاري عن أبي الصلت عن عبد الله بن صالح الهروي قال : سأل المأمون أبا الحسن على بن موسى الرضا عليه‌السلام عن قول الله تعالى : (الَّذِينَ كانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَكانُوا لا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً) فقال : ان غطاء العين لا يمنع من الذكر ، والذكر لا يرى بالعين ، ولكن الله عزوجل شبه الكافرين بولاية على بن أبي طالب بالعميان ، لأنهم كانوا يستثقلون قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فيه «و (لا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً) فقال المأمون : فرجت عنى فرج الله عنك والحديث طويل

٣١٠

أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٤٤ ـ في تفسير على بن إبراهيم قال : كانوا لا ينظرون الى ما خلق الله من الآيات والسموات والأرض.

٢٤٥ ـ وباسناده الى أبي بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام حديث طويل وفيه قلت : قوله عزوجل : (الَّذِينَ كانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطاءٍ عَنْ ذِكْرِي) قال : يعنى بالذكر ولاية أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وهو قوله «ذكرى» قلت : قوله عزوجل : «لا يستطيعون سمعا» قال : كانوا لا يستطيعون إذا ذكر على صلوات الله عليه عندهم أن يسمعوا ذكره ، لشدة بغض له وعداوة منهم ، له ولأهل بيته ، قلت : قوله عزوجل : أفحسب (الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبادِي مِنْ دُونِي أَوْلِياءَ إِنَّا أَعْتَدْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ نُزُلاً) قال : يعنيهما وأشياعهما الذين اتخذوهما من دون الله أولياء ، وكانوا يرون انهم بحبهم إياهما ينجيانهم من عذاب الله عزوجل ، وكانوا بحبهما كافرين ، قلت قوله عزوجل : (إِنَّا أَعْتَدْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ نُزُلاً) اى منزلا وهي لهما ولأشياعهما معدة عند الله تعالى ، قلت : قوله عزوجل : «نزلا» قال : مأوى ومنزلا.

٢٤٦ ـ في مجمع البيان قرء أبو بكر في رواية الأعشى والبرجمي عنه ، وزيد عن يعقوب : «أفحسب الذين كفروا» برفع الباء وسكون السين ، وهو قراءة أمير المؤمنين عليه‌السلام.

٢٤٧ ـ في عوالي اللئالى وروى محمد بن الفضل عن الكاظم عليه‌السلام في قوله تعالى : (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالاً) انهم الذين يتمادون بحج الإسلام ويسوفونه.

٢٤٨ ـ في عيون الاخبار في باب ما كتبه الرضا عليه‌السلام للمأمون من محض الإسلام وشرايع الدين والبرائة من أهل الاستيشار ومن أبي موسى الأشعري وأهل ولايته (الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً أُولئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ) بولاية أمير المؤمنين عليه‌السلام ولقائه كفروا بأن لقوا الله بغير إمامته (فَحَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ) القيمة وزنا فهم كلاب أهل النار.

٣١١

٢٤٩ ـ في أصول الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن على بن أسباط عن احمد بن عمر الحلال عن على بن سويد عن أبي الحسن عليه‌السلام قال : سألته عن العجب الذي يفسد العمل؟ فقال : العجب درجات ، منها ان يزين للعبد سوء عمله فيراه حسنا ، ويحسب انه يحسن صنعا ، ومنها ان يؤمن العبد بربه فيمنّ على الله عزوجل ، ولله عليه فيه المنة.

٢٥٠ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن الأصبغ بن نباتة قال : قال ابن الكوا لأمير المؤمنين عليه‌السلام : أخبرني عن قول الله عزوجل : (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالاً) الآية قال : كفرة أهل الكتاب اليهود والنصارى ، وقد كانوا على الحق فابتدعوا في أديانهم (وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً).

٢٥١ ـ في تفسير العياشي عن امام بن ربعي قال : قام ابن الكوا الى أمير المؤمنين عليه‌السلام وقال أخبرني عن قول الله : (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالاً الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً) قال : أولئك أهل الكتاب كفروا بربهم ، وابتدعوا في دينهم ، فحبطت أعمالهم وما أهل النهر منهم ببعيد.

في مجمع البيان وروى العياشي باسناده قال : قام ابن الكوا الى أمير المؤمنين وذكر الى آخر ما سبق وزاد بعد قوله ببعيد ، يعنى الخوارج.

٢٥٢ ـ وفيه (فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَزْناً) وروى في الصحيح ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : انه ليأتى الرجل السمين يوم القيامة لا يزن جناح بعوضة.

٢٥٣ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي عن أمير المؤمنين عليه‌السلام حديث طويل يذكر فيه أهل الموقف وأحوالهم وفيه : ومنهم أئمة الكفر وقادة الضلالة فأولئك لا يقيم لهم يوم القيمة وزنا ولا يعبأ بهم ، لأنهم لم يعبئوا بامره ونهيه يوم القيمة فهم في جهنم خالدون ، تلفح وجوهم النار وهم فيها كالحون.

٢٥٤ ـ في تفسير على بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله عزوجل : (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالاً الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً) قال : هم النصارى والقسيسون والرهبان وأهل الشبهات و

٣١٢

الأهواء من أهل القبلة والحرورية وأهل البدع.

٢٥٥ ـ وقال على بن إبراهيم رحمه‌الله : نزلت في اليهود وجرت في الخوارج ، وقوله عزوجل (أُولئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ وَلِقائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَزْناً) قال : اى حسنة (ذلِكَ جَزاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِما كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آياتِي وَرُسُلِي هُزُواً) يعنى بالآيات الأوصياء التي اتخذوها هزوا.

٢٥٦ ـ حدثنا محمد بن احمد (١) عن عبد الله بن موسى عن الحسن بن على بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله عزوجل : (خالِدِينَ فِيها لا يَبْغُونَ عَنْها حِوَلاً) قال : خالدين فيها لا يخرجون منها «و (لا يَبْغُونَ عَنْها حِوَلاً) قال : لا يريدون بها بدلا ، قلت قوله عزوجل : (قُلْ لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِماتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنا بِمِثْلِهِ مَدَداً) قال : قد أخبرك ان كلام الله عزوجل ليس له آخر ولا غاية ولا ينقطع أبدا ، قلت : قوله عزوجل : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ كانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً) قال : هذه نزلت في أبي ذر والمقداد وسلمان الفارسي وعمار بن ياسر ، جعل الله عزوجل (لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً) ، اى مأوى ومنزلا.

٢٥٧ ـ في مجمع البيان (كانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً) وروى عن عبادة بن صامت عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : الجنة مأة درجة ، ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض الفردوس.

٢٥٨ ـ في تفسير على بن إبراهيم حدثنا جعفر بن أحمد عن عبد الله بن موسى عن الحسن بن على بن أبي حمزة عن أبيه والحسين بن أبي العلا وعبد الله بن وضاح وشعيب العقرقوفي جميعهم عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله عزوجل : (إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ) قال يعنى في الخلق انه مثلهم مخلوق (يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً) قال : لا يتخذ مع ولاية آل

__________________

(١) وفي المصدر «جعفر بن أحمد» مكان «محمد بن احمد».

٣١٣

محمد صلوات الله عليهم غيرهم ، وولايتهم العمل الصالح. فمن أشرك بعبادة ربه فقد أشرك بولايتنا وكفر بها ، وجحد أمير المؤمنين صلوات الله عليه حقه وولايته.

٢٥٩ ـ وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : سئل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عن تفسير قوله عزوجل : «من كان يرجو لقاء ربه» الآية فقال : من صلى مراياة الناس فهو مشرك ، ومن زكى مراياة الناس فهو مشرك ، ومن صام مراياة الناس فهو مشرك ومن حج مراياة الناس فهو مشرك ، ومن عمل عملا بما امره الله عزوجل مراياة الناس فهو مشرك ، ولا يقبل الله عزوجل عمل مراء.

٢٦٠ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) وعن أبي محمد الحسن العسكري عليه‌السلام قال : قلت لأبي على بن محمد عليهما‌السلام : هل كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يناظر اليهود والمشركين إذا عاتبوه ويحاجهم؟ قال : مرارا كثيرة ، ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان قاعدا ذات يوم بمكة بفناء الكعبة إذا ابتدأ عبد الله بن أبي امية المخزومي فقال : يا محمد لقد ادعيت دعوى عظيمة ، وقلت مقالا هائلا ، زعمت انك رسول رب العالمين ، وما ينبغي لرب العالمين وخالق الخلق أجمعين أن يكون مثلك رسوله بشرا مثلنا تأكل كما نأكل ، وتمشي في الأسواق كما نمشي ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : اللهم أنت السامع لكل صوت ، والعالم بكل شيء ، تعلم ما قاله عبادك ، فأنزل الله عليه يا محمد : (وَقالُوا ما لِهذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْواقِ) الى قوله : (رَجُلاً مَسْحُوراً) ثم انزل عليه يا محمد : (قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ) يعنى آكل الطعام (مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ) يعنى قل لهم انا في البشرية مثلكم ، ولكن ربي خصنى بالنبوة دونكم ، كما يخص بعض البشر بالغنى والصحة والجمال دون بعض من البشر ، فلا تنكروا ان يخصني أيضا بالنبوة ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٦١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده الى أمير المؤمنين صلوات الله عليه يقول : ما من عبد يقرأ (قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ) الى آخر السورة الا كان له نور من مضجعه الى بيت الله الحرام ، وان من كان له نور في بيت الله الحرام كان له نور

٣١٤

الى بيت المقدس.

٢٦٢ ـ في كتاب التوحيد عن على عليه‌السلام حديث طويل يقول فيه وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الآيات : فاما قوله (بَلْ هُمْ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ كافِرُونَ) يعنى بالبعث ، فسماه الله عزوجل لقاه ، وكذلك ذكر المؤمنين (الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ) يعنى انهم يؤمنون انهم يبعثون ويحشرون ويجزون بالثواب والعقاب والظن هنا اليقين وكذلك قوله : (فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً) وقوله : «من كان يرجو (لِقاءَ اللهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللهِ لَآتٍ) يعنى بقوله (مَنْ كانَ يُؤْمِنُ) بأنه مبعوث ، فان وعد الله لآت ، من الثواب والعقاب فاللقاء هاهنا ليس بالرؤية ، واللقاء هو البعث ، فافهم جميع ما في كتاب الله من لقائه ، فانه يعنى بذلك البعث.

٢٦٣ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده الى شهاب بن عبد ربه عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : كان أمير المؤمنين عليه‌السلام إذا توضأ لم يدع أحدا يصب عليه الماء ، قال : لا أحب أن أشرك في صلوتى أحدا.

٢٦٤ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن القاسم بن سليمان عن جراح المداينى عن أبي جعفر عليه‌السلام في قول الله عزوجل : (فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً) قال : الرجل يعمل شيئا من الثواب لا يطلب به وجه الله انما يطلب تزكية الناس يشتهي أن تسمع به الناس ، فهذا الذي أشرك بعبادة ربه ، ثم قال : ما من عبد أسر خيرا فذهبت الأيام أبدا حتى يظهر الله له خيرا ، وما من عبد يسر شرا فذهبت الأيام حتى يظهر الله له شرا.

٢٦٥ ـ على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن جميل بن دراج عن زرارة عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : سألته عن الرجل يعمل الشيء من الخير فيراه إنسان فيسره ذلك؟ قال : لا بأس ، ما من أحد الا ويحب ان يظهر له في الناس الخير ، إذا لم يصنع ذلك لذلك.

٢٦٦ ـ احمد بن محمد بن احمد عن محمد بن احمد النهدي عن محمد بن

٣١٥

الوليد عن أبان عن عامر بن عبد الله بن خزاعة عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : ما من عبد يقرء آخر الكهف الا تيقظ في الساعة التي يريد.

٢٦٧ ـ في الكافي على بن محمد بن عبد الله عن إبراهيم بن اسحق الأحمر عن الحسن بن على الوشاء قال : دخلت على الرضا عليه‌السلام وبين يديه إبريق يريد أن يتهيأ للصلوة ، فدنوت منه لأصب عليه فأبى ذلك ، وقال : مه يا حسن فقلت له : لم تنهاني أن أصب عليك تكره أن أوجر؟ قال : توجر أنت وأوزارنا ، قلت له : وكيف ذلك؟ قال ، أما سمعت الله عزوجل يقول : «فمن كان يرجو (لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً) وها انا ذا أتوضأ للصلوة وهي العبادة ، فأكره ان يشركني فيها أحد

٢٦٨ ـ في من لا يحضره الفقيه وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : من قرء هذه الآية عند منامه : (قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ) الى آخرها سطع له نور من المسجد الحرام ، حشو ذلك النور ملائكة يستغفرون له حتى يصبح.

٢٦٩ ـ في مجمع البيان (فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ) الآية عن سعيد بن جبير قال مجاهد : جاء رجل الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : انى أتصدق وأصل الرحم ولا اصنع ذلك الا لله فيذكر ذلك منى واحمد عليه فيسرني ذلك وأعجب به؟ فسكت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ولم يقل شيئا فنزلت الآية.

٢٧٠ ـ وروى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله انه قال : قال الله عزوجل : انا اغنى الشركاء عن الشرك فمن عمل عملا أشرك فيه غيري فانا منه برىء ، فهو للذي أشرك. أورده مسلم في الصحيح.

٢٧١ ـ وروى عن عبادة بن الصامت وشداد بن أوس قالا : سمعنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : من صلى صلوة يرائى بها فقد أشرك ، ومن صام صوما يرائى به فقد أشرك ، ثم قرء هذه الآية.

٢٧٢ ـ وروى ان أبا الحسن الرضا عليه‌السلام دخل يوما على المأمون فرآه يتوضأ للصلوة والغلام يصب على يده الماء ، فقال : لا تشرك بعبادة ربك أحدا ، فصرف المأمون

٣١٦

الغلام ، وتولى إتمام وضوئه بنفسه.

٢٧٣ ـ أبي بن كعب عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : وان قرء الآية التي في آخرها (قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ) حين يأخذ مضجعه ، كان له نور يتلألأ الى الكعبة حشو ذلك النور ملائكة يصلون عليه حتى يقوم من مضجعه ، فان كان في مكة تلاها كان له نورا يتلألأ الى البيت المعمور ، حشو ذلك النور ملائكة يصلون عليه حتى يستيقظ.

٢٧٤ ـ وروى الشيخ ابو جعفر بن بابويه رضى الله عنه باسناده عن عيسى بن عبد الله عن أبيه عن جده عن على عليه‌السلام قال : ما من عبد يقرأ (قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ) الى آخره الا كان له نورا في مضجعه الى بيت الله الحرام ، فان كان من أهل بيت الله الحرام كان له نورا الى بيت المقدس.

٢٧٥ ـ في تفسير العياشي عن العلا بن الفضيل عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : سألته عن تفسير هذه الآية : (فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً) قال : من صلى أو صام أو أعتق أو حج يريد محمدة الناس فقد أشرك في عمله ، فهو مشرك مغفور (١).

٢٧٦ ـ عن على بن سالم عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال الله تبارك وتعالى : انا خير شريك : من أشرك في عمله لن أقبله الا ما كان لي خالصا.

٢٧٧ ـ وفي رواية اخرى قال : ان الله يقول : انا خير شريك من عمل لي ولغيري فهو لمن عمل له دوني.

٢٧٨ ـ عن زرارة وحمران عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما‌السلام قالا : لو ان عبدا عمل عملا يطلب به رحمة الله والدار الآخرة ، ثم ادخل فيه رضا أحد من الناس كان مشركا.

٢٧٩ ـ عن سماعة بن مهران قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله (فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً) قال : العمل الصالح المعرفة بالأئمة

__________________

(١) قال الفيض (ره) : يعنى انه ليس من الشرك الذي قال الله تعالى : (إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ) لان المراد بذلك ، الشرك الجلي ، وهذا هو الشرك الخفي.

٣١٧

(وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً) التسليم لعلى لا يشرك معه في الخلافة من ليس ذلك له ، ولا هو من اهله (١).

__________________

(١) هذا آخر الجزء الثاني على حسب تجزئة المؤلف (قده) : وهذا صورة خطه (ره) على ما في هامش بعض النسخ : تم الجزء الثاني من التفسير المسمى بنور الثقلين على يد مؤلفه البعد المقصر الجاني غريق بحار الذنوب عبد على بن جمعة العروسى نسبا والحويزي بلدا ببلدة شيراز صانها الله عن الإعواز عصر يوم الاثنين الرابع والشعرين من شهر رمضان المبارك أحد شهور السنة السادسة بعد الستين والف من هجرة سيد الأولين والآخرين صلوات الله عليه وآله أجمعين.

٣١٨

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : من أدمن قراءة سورة مريم لم يمت حتى يصيبه ما يغنيه في نفسه وما له وولده ، وكان في الاخرة من أصحاب عيسى بن مريم عليهما‌السلام ، واعطى من الأجر مثل ملك سليمان بن داود في الدنيا.

٢ ـ في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : من قرأها اعطى من الأجر بعدد من صدق بزكريا وكذب به ، ويحيى ومريم وموسى وعيسى وهارون وإبراهيم واسحق ويعقوب واسمعيل عشر حسنات ، وبعدد من ادعى لله ولدا ، وبعدد من لم يدع له ولدا.

٣ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده الى سعد بن عبد الله القمى عن الحجة القائم عليه‌السلام حديث طويل وفيه : قلت : فأخبرنى يا بن رسول الله عن تأويل كهيعص قال : هذه الحروف من أنباء الغيب ، اطلع الله عبده زكريا عليها ، ثم قصها على محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وذلك ان زكريا عليه‌السلام سأل ربه ان يعلمه أسماء الخمسة ، فأهبط الله عليه جبرئيل عليه‌السلام فعلمه إياها ، فكان زكريا إذا ذكر محمدا وعليا وفاطمة والحسن سرى عنه همه (١) وانجلى كربه ، وإذا ذكر الحسين عليه‌السلام خنقته العبرة ووقعت عليه البهرة (٢) فقال ذات يوم : الهى ما بالي إذا ذكرت أربعا منهم عليهم‌السلام تسليت بأسمائهم من همومي ، وإذا ذكرت الحسين عليه‌السلام تدمع عيني وتثور زفرتي؟ (٣) فأنبأه تبارك و

__________________

(١) سرى عنه الشيء : كشف عنه ما يجده من الهم والغضب.

(٢) خنقته العبرة اى غص بالبكاء حتى كأن الدموع أخذت بمخنقته وهو الحلق. والبهر : تتابع النفس.

(٣) الزفرة : استيعاب النفس من شدة الهم والحزن.

٣١٩

تعالى عن قصته ، فقال : «كهيعص» فالكاف اسم كربلاء ، والهاء هلاك العترة ، والياء يزيد لعنه الله وهو ظالم الحسين ، والعين عطشه ، والصاد صبره ، فلما سمع بذلك زكريا عليه‌السلام لم يفارق مسجده ثلثة أيام ، ومنع فيها الناس من الدخول عليه ، وأقبل على البكاء والنحيب ، وكانت ندبته : الهى أتفجع خير خلقك بولده؟ أتنزل بلوى هذه الرزية بفناءه؟ أتلبس عليا وفاطمة ثياب هذه المصيبة؟ الهى أتحل كربة هذه الفجيعة بساحتهما؟ ثم كان يقول : الهى ارزقني ولدا تقر به عيني عند الكبر ، واجعله وارثا ووصيا ، واجعل محله منى محل الحسين عليه‌السلام فاذا رزقتنيه فافتنى بحبه وبه أفجعنى به كما تفجع محمدا حبيبك صلى‌الله‌عليه‌وآله بولده ، فرزقه الله يحيى عليه‌السلام وفجعه به ، وكان حمل يحيى ستة أشهر ، وحمل الحسين عليه‌السلام كذلك.

في كتاب المناقب لابن شهر آشوب عن اسحق الأحمري عن الحجة القائم عليه‌السلام مثل ما في كتاب كمال الدين وتمام النعمة سواء.

٤ ـ في كتاب معاني الاخبار باسناده الى سفيان بن سعيد الثوري عن الصادق عليه‌السلام حديث طويل يقول فيه عليه‌السلام : «وكهيعص» معناه أنا الكافي الهادي الولي العالم الصادق الوعد.

٥ ـ وباسناده الى محمد بن عمارة قال : حضرت عند جعفر بن محمد عليهما‌السلام فدخل عليه رجل فسأله عن «كهيعص»! فقال عليه‌السلام : «كاف» كاف بشيعتنا ، «ها» هاد لهم ، «يا» ولى لهم ، «عين» عالم بأهل طاعتنا ، «صاد» صادق لهم وعد حتى يبلغ بهم المنزلة التي وعدهم إياها في بطن القرآن.

٦ ـ في مجمع البيان وروى عن أمير المؤمنين عليه‌السلام انه قال في دعائه : أسألك يا كهيعص.

٧ ـ في تفسير على بن إبراهيم «كهيعص» جعفر بن أحمد عن عبيد عن الحسن ابن على عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : هذه أسماء الله مقطعة ، واما قوله : «كهيعص» قال : الله هو الكافي الهادي العالم الصادق ذو الأيادي العظام ،

٣٢٠