تفسير نور الثقلين - ج ٣

الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي

تفسير نور الثقلين - ج ٣

المؤلف:

الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي


المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
الموضوع : القرآن وعلومه
الطبعة: ٠
الصفحات: ٦٤٢

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده الى أبي عبد الله عليه‌السلام قال : من قرء سورة الكهف في كل ليلة جمعة لم يمت الا شهيدا ، ويبعثه الله من الشهداء ، ووقف يوم القيامة مع الشهداء.

٢ ـ في الكافي الحسين بن محمد عن عبد الله بن عامر عن على بن مهزيار عن أيوب بن نوح عن محمد بن أبي حمزة قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : من قرء سورة الكهف في كل ليلة جمعة كانت كفارة ما بين الجمعة الى الجمعة ، قال : وروى غيره أيضا فيمن قرأها يوم الجمعة بعد الظهر والعصر مثل ذلك.

٣ ـ في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : من قرأها فهو معصوم ثمانية أيام من كل فتنة ، فان خرج الدجال في الثمانية أيام عصمه الله من فتنة الدجال.

٤ ـ سمرة بن جندب عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : من قرء عشر آيات من سورة الكهف لم يضره فتنة الدجال ، ومن قرء السورة كلها دخل الجنة.

٥ ـ وعن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : الا أدلكم على سورة شيعها سبعون ألف ملك حين نزلت ، ملاءت عظمتها ما بين السماء والأرض؟ قالوا : بلى ، قال : سورة أصحاب الكهف من قرأها يوم الجمعة غفر الله له الى الجمعة الاخرى وزيادة ثلثة أيام ، واعطى

٢٤١

نورا يبلغ السماء ووقى فتنة الدجال.

٦ ـ وروى الواحدي باسناده عن أبى الدرداء عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : من حفظ عشر آيات من سورة الكهف كانت له نورا يوم القيامة.

٧ ـ وروى أيضا باسناده عن سعيد بن محمد الجرمي عن أبيه عن جده عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : من قرء الكهف يوم الجمعة فهو معصوم الى سنة من كل فتنة تكون فان خرج الدجال عصم منه.

٨ ـ في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه‌السلام من خبر الشامي وما سئل عنه أمير المؤمنين عليه‌السلام في جامع الكوفة حديث طويل وفيه وسأله كم حج آدم من حجة؟ فقال له : سبعين حجة ماشية على قدمه ، وأول حجة حجها كان معه الصرد يدله على مواضع الماء ، وخرج معه من الجنة وقد نهى عن أكل الصرد والخطاف ، وسأله : ما باله لا يمشى؟ فقال : لأنه ناح على بيت المقدس فطاف حوله أربعين عاما يبكى عليه ، ولم يزل يبكى مع آدم عليه‌السلام ، فمن هناك سكن البيوت ، ومعه تسع آيات من كتاب الله تعالى مما كان آدم يقرأ بها في الجنة ، وهي معه الى يوم القيمة ، ثلاث آيات من أول الكهف ، وثلاث آيات من سبحان ، (فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ) وثلاث آيات من يس (وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا).

٩ ـ في تفسير على بن إبراهيم (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً ، قَيِّماً) قال : هذا مقدم ومؤخر ، لان معناه (الَّذِي أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ) قيما (وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً) ، فقد قدم حرف ، على حرف.

١٠ ـ في تفسير العياشي عن البرقي عمن رواه رفعه عن أبى بصير عن أبي جعفر عليه‌السلام (لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ) قال : البأس الشديد على وهو لدن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، قاتل معه عدوه ، فذلك قوله (لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ).

١١ ـ عن الحسن بن صالح قال : قال لي أبو جعفر عليه‌السلام : لا تقرأ يبشر ، انما

٢٤٢

ـ البشر بشر الأديم ، قال : فصليت بعد ذلك خلف الحسن فقرأ تبشر.

١٢ ـ في تفسير على بن إبراهيم و (يُنْذِرَ الَّذِينَ قالُوا اتَّخَذَ اللهُ وَلَداً ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ) قال : قالت قريش حين زعموا ان الملائكة بنات الله عزوجل وما قالت اليهود والنصارى في قولهم عزير ابن الله والمسيح ابن الله ، فرد الله عزوجل عليهم فقال : (ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلا لِآبائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْواهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً).

١٣ ـ وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله عزوجل : (فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ) يقول : قاتل (نَفْسَكَ عَلى آثارِهِمْ).

١٤ ـ في روضة الكافي كلام لعلى بن الحسين عليه‌السلام في الوعظ والزهد في الدنيا يقول فيه عليه‌السلام : واعلموا ان الله لم يحب زهرة الدنيا وعاجلها لأحد من أوليائه ، ولم يرغبهم فيها وفي عاجل زهرتها وظاهر بهجتها ، وانما خلق الدنيا وخلق أهلها ليبلوهم فيها أيهم أحسن عملا لآخرته.

١٥ ـ في الخرائج والجرائح عن المنهال بن عمرو قال : والله أنا رأيت رأس الحسين عليه‌السلام حين حمل وأنا بدمشق ، وبين يديه رجل يقرأ الكهف حتى بلغ قوله : (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً) فأنطق الله تعالى الرأس بلسان ذرب طلق قال : أعجب من أصحاب الكهف حملي وقتلى.

١٦ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب وروى ابو مخنف عن الشعبي انه صلب رأس الحسين بالصياف في الكوفة فتنحنح الرأس وقرء سورة الكهف الى قوله : (إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْناهُمْ هُدىً) وسمع أيضا يقرأ : (أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً).

١٧ ـ في أصول الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام ابن سالم عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : ان مثل أبي طالب مثل أصحاب الكهف ، أسروا الايمان وأظهروا الشرك ، فآتاهم الله أجرهم مرتين.

٢٤٣

١٨ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسن بن على عن درست الواسطي قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : ما بلغت تقية أحد تقية أصحاب الكهف ، إذ كانوا يشهدون الأعياد ويشدون الزنانير (١) فأعطاهم الله أجرهم مرتين.

١٩ ـ في تفسير العياشي عن عبيد الله بن يحيى عن أبي عبد الله عليه‌السلام انه ذكر أصحاب الكهف فقال : لو كلفكم قومكم ما كلفهم قومهم؟ فقيل له : وما كلفهم قومهم؟ فقال : كلفوهم الشرك بالله العظيم فأظهر والهم الشرك ، وأسروا الايمان حتى جاءهم الفرج.

٢٠ ـ عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : ان أصحاب الكهف أسروا الايمان وأظهروا الكفر فآجرهم الله.

٢١ ـ عن محمد عن أحمد بن على عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله : (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً) قال : هم قوم فروا وكتب ملك ذلك الزمان بأسمائهم وأسماء آبائهم وعشائرهم في صحف من رصاص ، فهو قوله : (أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ).

٢٢ ـ عن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : خرج أصحاب الكهف على غير معرفة ولا ميعاد ، فلما صاروا في الصحراء أخذ بعضهم على بعض العهود والمواثيق ، يأخذ هذا على هذا وهذا على هذا ، ثم قالوا : أظهروا أمركم فاظهروه فاذا هم على أمر واحد.

٢٣ ـ عن الكاهلي عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : ان أصحاب الكهف أسروا الايمان وأظهروا الكفر ، وكانوا على جهار الكفر أعظم أجرا منهم على الأسرار بالايمان.

٢٤ ـ عن سليمان بن جعفر النهدي قال : قال جعفر بن محمد : يا سليمان من الفتى؟ قال : قلت : جعلت فداك الفتى عندنا الشاب ، قال لي : أما علمت ان أصحاب الكهف كانوا كلهم كهولا فسماهم الله فتية بايمانهم ، يا سليمان من آمن بالله واتقى

__________________

(١) جمع الزنار.

٢٤٤

ـ هو الفتى.

٢٥ ـ في روضة الكافي على بن إبراهيم رفعه قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام لرجل : ما الفتى عندكم؟ فقال له : الشاب ، فقال : لا ، الفتى المؤمن ، ان أصحاب الكهف كانوا شيوخا فسما هم الله عزوجل فتية بايمانهم.

٢٦ ـ في من لا يحضره الفقيه وروى عن سدير الصيرفي قال : قلت لأبي جعفر عليه‌السلام : حديث بلغني عن الحسن البصري فان حقا فإنا لله وانا اليه راجعون ، قال : وما هو؟ قلت : بلغني ان الحسن كان يقول : لو غلى دماغه من حر الشمس ما استظل بحائط صيرفي ولو تفرثت كبده (١) عطشا لم يستسق من دار صيرفي ماءا وهو عملي وتجارتي ، وعليه نبت لحمى ودمي ومنه حجتي وعمرتي قال : فجلس عليه‌السلام ثم قال : كذب الحسن خذ سواء وأعط سواء ، وإذا حضرت الصلوة فدع ما بيدك وانهض الى الصلوة ، أما علمت ان أصحاب الكهف كانوا صيارفة يعنى صيارفة الكلام ، ولم يعن صيارفة الدراهم (٢).

__________________

(١) تفرث : تفرق.

(٢) أقول : الصرف هو بيع النقود كبيع الذهب بالفضة أو الدينار بالدرهم وصيارفة جمع الصير في وهو النقاد والهاء للنسبة ، ثم ان المشهور كراهية بيع الصرف لأنه يفضي الى المحرم أو المكروه غالبا ، ولعل هذا الخبر انما ورد ردا على من برى إباحته متمسكا بعمل أصحاب الكهف.

وقال المجلسي (ره) بعد نقل هذا الخبر : لعله عليه‌السلام انما ذكر ذلك إلزاما عليهم حيث ظنوا انهم كانوا صيارفة الدراهم «انتهى» قد رواه الصدوق (ره) في الفقيه وليس فيما رواه قوله : «يعنى صيارفة كلام ... اه» كما ان الظاهر انه من كلام الراوي أو الكليني (ره) نعم ورد في بعضها التصريح بأنهم صيارفة الكلام كما في حديث العياشي ثم قال الصدوق (ره) بعد نقل الحديث : يعنى صيارفة الكلام ولم يعن صيارفة الدراهم «انتهى» وذكر المجلسي (ره) في وجه حمل الصدوق (ره) الخبر على هذا المعنى وجوها يطول المقام بذكرها ، وعلى الطالب أن يراجع البحار.

وعن بعض شراح الحديث : ان المعنى كأن الامام عليه‌السلام قال لسدير : مالك ولقول*

٢٤٥

٢٧ ـ في تفسير العياشي عن درست عن أبي عبد الله عليه‌السلام انه ذكر أصحاب الكهف فقال : كانوا صيارفة كلام ، ولم يكونوا صيارفة دراهم.

٢٨ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده الى محمد بن اسمعيل القرشي عمن حدثه عن اسمعيل بن أعبل عن أبيه عن أبي رافع عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله حديث طويل قال فيه بعد ان ذكر عيسى ، ثم يحيى بن زكريا ، ثم العزيز ثم دانيال ، ثم مكيخا ابن دانيال عليهم‌السلام وملوك زمانهم ، فعند ذلك ملك سابور بن هرمز اثنين وسبعين سنة ، وهو أول من عقد التاج ولبسه ، وولى أمر الله عزوجل يومئذ وهو الشواء بن مكيخا ، وملك بعد أردشير أخو شابور سنتين ، وفي زمانه بعث الله الفتية أصحاب الكهف والرقيم ، وولى أمر الله في الأرض يومئذ دستجا بن لشوا بن مكيخا.

٢٩ ـ في تفسير على بن إبراهيم وقوله : عزوجل : (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً) يقول : قد اتيناك من الآيات ما هو أعجب منه ، وهم فتية كانوا في الفترة بين عيسى بن مريم عليهما‌السلام ومحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، واما الرقيم فهما لوحان من نحاس مرقوم مكتوب فيهما أمر الفتية وأمر إسلامهم ، وما أراد منهم دقيانوس الملك ، وكيف كان أمرهم وحالهم وقال على بن إبراهيم فحدثني أبي عن ابن أبي عمير عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : كان سبب نزول سورة الكهف ان قريشا بعثوا ثلثة نفر الى نجران : النضر بن الحارث بن كلدة ، وعقبة بن أبي معيط ، والعاص بن وائل السهمي ، ليتعلموا من اليهود والنصارى مسائل يسألونها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فخرجوا الى نجران الى علماء اليهود ، فسألوهم فقالوا : اسألوه عن ثلثة مسائل ، فان أجابكم فيها

__________________

* الحسن البصري؟ أما علمت ان أصحاب الكهف كانوا صيارفة الكلام ونقدة الأقاويل ، فانتقدوا ما قرع أسماعهم فاتبعوا الحق ورفضوا الباطل ولم يسمعوا أمانى أهل الضلال وأكاذيب رهط النفاهة ، فأنت أيضا كن صيرفيا لما يبلغك من الأقاويل فانتقده آخذا بالحق رافضا للباطل وليس المراد انهم كانوا صيارفة الدراهم كما هو المتبادر الى بعض الأوهام ، لأنهم كانوا فتية من أشراف الروم مع عظم شأنهم وكبر خطرهم.

٢٤٦

على ما عندنا فهو صادق ، ثم سلوه عن مسئلة واحدة ، فان ادعى علمها فهو كاذب قالوا : وما هذه المسائل؟ قالوا : اسألوه عن فتية كانوا في الزمن الأول فخرجوا وغابوا وناموا كم بقوا في نومهم؟ حتى انتبهوا ، وكم كان عددهم ، وأى شيء كان معهم من غيرهم وما كان قصتهم؟ واسئلوه عن موسى عليه‌السلام حين أمره الله عزوجل أن يتبع العالم ويتعلم منه من هو ، وكيف تبعه وما كان قصته معه؟ واسئلوه عن طائف طاف مغرب الشمس ومطلعها حتى بلغ سد يأجوج ومأجوج من هو؟ وكيف كان قصته؟ ثم أملوا عليهم أخبار هذه الثلث المسائل ، وقالوا لهم : ان أجابكم بما قد أملينا عليكم فهو صادق ، وان أخبركم بخلاف ذلك فلا تصدقوه ، قالوا : فما المسئلة الرابعة؟ قالوا : سلوه متى تقوم الساعة؟ فان ادعى علمها فهو كاذب ، فان قيام الساعة لا يعلمها الا الله تبارك وتعالى. فرجعوا الى مكة واجتمعوا الى أبي طالب رضى الله عنه فقالوا : يا با طالب ان ابن أخيك يزعم ان خبر السماء يأتيه ونحن نسأله عن مسائل فان أجابنا عنها علمنا انه صادق وان لم يخبرنا علمنا انه كاذب ، فقال أبو طالب : سلوه عما بدا لكم ، فسألوه عن الثلث المسائل ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : غدا أخبركم ولم يستثن ، فاحتبس الوحي عليه أربعين يوما ، حتى اغتم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وشك أصحابه الذين كانوا آمنوا به ، وفرحت قريش واستهزؤا وآذوا وحزن أبو طالب ، فلما كان بعد أربعين يوما نزل عليه سورة الكهف فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا جبرئيل لقد أبطأت! فقال : انا لا نقدر ان ننزل الا بإذن الله تعالى ، فأنزل الله عزوجل : «أم حبست» يا محمد (أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً) ثم قص قصتهم فقال : (إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقالُوا رَبَّنا آتِنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنا مِنْ أَمْرِنا رَشَداً).

فقال الصادق عليه‌السلام : (أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كانُوا) في زمن ملك جبار عات وكان يدعو أهل مملكته الى عبادة الأصنام فمن لم يجبه قتله ، وكانوا هؤلاء قوما مؤمنين يعبدون الله عزوجل ، ووكل الملك بباب المدينة وكلاء ولم يدع أحدا يخرج حتى

٢٤٧

يسجد للأصنام ، فخر جوا هؤلاء بعلة الصيد وذلك انهم مروا براع في طريقهم فدعوه الى أمرهم فلم يجبهم وكان مع الراعي كلب ، فأجابهم الكلب وخرج معهم ، فقال الصادق عليه‌السلام : لا يدخل الجنة من البهائم الا ثلثة حمار بلعم بن باعور ، وذئب يوسف عليه‌السلام وكلب أصحاب الكهف.

فخرج أصحاب الكهف من المدينة بعلة الصيد هربا من دين ذلك الملك ، فلما أمسوا دخلوا الى ذلك الكهف ، والكلب معهم ، فألقى الله عزوجل عليهم النعاس ، كما قال الله تبارك وتعالى : (فَضَرَبْنا عَلَى آذانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً) فناموا حتى أهلك الله عزوجل الملك وأهل مملكته وذهب ذلك الزمان ، وجاء زمان آخر وقوم آخرون ثم انتبهوا ، فقال بعضهم لبعض : كم نمنا هاهنا فنظروا الى الشمس قد ارتفعت فقالوا : نمنا يوما أو بعض يوم ، ثم قالوا لواحد منهم : خذ هذه الورق وادخل في المدينة متنكرا لا يعرفوك ، فاشتر لنا فإنهم ان علموا بنا وعرفونا قتلونا أو ردونا في دينهم ، فجاء ذلك الرجل فرأى المدينة بخلاف الذي عهدها ، وراى قوما بخلاف أولئك لم يعرفهم ولم يعرفوا لغته ، ولم يعرف لغتهم ، فقالوا له : من أنت ومن اين جئت فأخبرهم فخرج ملك تلك المدينة مع أصحابه والرجل معهم حتى وقفوا على باب الكهف ، فأقبلوا يتطلعون فيه فقال بعضهم : هؤلاء ثلثة ورابعهم كلبهم ، وقال بعضهم : هم خمسة وسادسهم كلبهم ، وقال بعضهم : هم سبعة وثامنهم كلبهم وحجبهم الله عزوجل بحجاب من الرعب فلم يكن أحد يقدم بالدخول عليهم غير صاحبهم ، فانه لما دخل عليهم وجدهم خائفين أن يكون أصحاب دقيانوس شعروا بهم ، فأخبرهم صاحبهم انهم كانوا نائمين هذا الزمن الطويل ، وأنهم آية للناس ، فبكوا وسئلوا الله تعالى ان يعيدهم الى مضاجعهم نائمين كما كانوا ، ثم قال الملك : ينبغي ان يبنى هاهنا مسجد ونزوره فان هؤلاء قوم مؤمنون ، فلهم في كل سنة نقلة نقلتان ينامون ستة أشهر على جنوبهم الأيمن وستة أشهر على جنوبهم الأيسر ، والكلب معهم قد بسط ذراعيه بفناء الكهف (١).

__________________

(١) «في كتاب سعد السعود لابن طاوس (ره) نقلا عن تفسير أبى اسحق إبراهيم بن محمّد*

٢٤٨

٣٠ ـ في مجمع البيان وقيل : أصحاب الرقيم هم النفر الثلاثة الذين دخلوا في غار ، فانسد عليهم فقالوا : ليدع الله تعالى كل واحد منا بعمله حتى يفرج الله عنا ففعلوا فنجاهم الله رواه النعمان بن بشير مرفوعا.

٣١ ـ في محاسن البرقي عنه عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن المفضل بن صالح عن جابر الجعفي يرفعه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : خرج ثلثة نفر يسيحون في الأرض ، فبينما هم يعبدون الله في كهف في قلة جبل حتى بدت صخرة من أعلى الجبل حتى التقمت باب الكهف ، فقال بعضهم لبعض : عباد الله والله ما ينجيكم مما وقعتم الا أن تصدقوا الله ، فهلم ما عملتم لله خالصا ، فانما أسلمتم بالذنوب ، فقال أحدهم : اللهم ان كنت تعلم انى طلبت امرأة لحسنها وجمالها فأعطيت فيها ما لا ضخما ، حتى إذا قدرت عليها وجلست منها مجلس الرجل من المرأة وذكرت النار ، فقمت عنها فرقا منك ، اللهم فارفع عنا هذه الصخرة ، فانصدعت حتى نظروا الى الصدع ثم قال الآخر : اللهم ان كنت تعلم انى استأجرت قوما يحرثون كل رجل منهم بنصف درهم ، فلما فرغوا أعطيتهم أجورهم ، فقال أحدهم : قد علمت عمل اثنين والله لا آخذ الا درهما واحدا وترك ماله عندي فبذرت بذلك النصف الدرهم في الأرض فأخرج الله من ذلك رزقا ، وجاء صاحب النصف

__________________

* القزويني باسناده الى انس بن مالك قال : أهدى لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بساط من قرية يقال لها بهندف ، فقعد عليه على وأبو بكر وعمر وعثمان والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلى : يا على قل يا ريح احمل بنا ، فقال على : يا ريح احمل بنا فحمل بهم حتى أتوا أصحاب الكهف ، فسلم أبو بكر وعمر فلم يردوا عليهم‌السلام ، ثم قال على عليه‌السلام فسلم فردوا عليه‌السلام ، فقال أبو بكر : يا على ما بالهم ردوا عليك ولم يردوا علينا ،؟ فقال لهم على عليه‌السلام فقالوا : انا لا نرد بعد الموت الا على نبي أو وصى نبي ثم قال على : يا ريح حملينا لملتنا ، ثم قال : يا ريح ضعينا فوضعنا ، فركز برجله الأرض فتوضأ على وتوضأنا ثم قال : يا ريح احملينا فحملتنا ، فوافينا المدينة والنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في صلوة الغداة وهو يقرأ : (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً) فلما قضى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله الصلوة قال : يا على أخبرونى عن مسيركم أم تحبون أن أخبركم؟ قالوا : بل تخبرنا يا رسول الله قال انس بن مالك : فقص القصة كأن معنا. منه عفى عنه» (عن هامش بعض النسخ)

٢٤٩

الدرهم فأراده فدفعت اليه ثمن عشرة آلاف ، فان كنت تعلم انما فعلته مخافة منك فارفع عنا هذه الصخرة ، قال : فانفرجت منهم حتى نظر بعضهم الى بعض ، ثم ان الآخر قال : اللهم ان كنت تعلم ان أبي وأمي كانا نائمين فأتيتهما بقعب من لبن (١) فخفت ان أضعه أن تمج فيه هامة ، وكرهت أن أوقظهما من نومهما ، فيشق ذلك عليهما فلم أزل كذلك حتى استيقظا وشربا ، اللهم فان كنت تعلم انى فعلت ذلك ابتغاء وجهك فارفع عنا هذه الصخرة ، فانفرج لهم حتى سهل لهم طريقهم ، ثم قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : من صدق الله نجا.

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه قوله عزوجل : (فَضَرَبْنا عَلَى آذانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً) قد سبق له بيان في حديث على بن إبراهيم.

٣٢ ـ في كتاب طب الأئمة عوذة للصبي إذا كثر بكائه ولمن يفزع بالليل ، وللمرأة إذا سهرت من وجع (فَضَرَبْنا عَلَى آذانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً ثُمَّ بَعَثْناهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصى لِما لَبِثُوا أَمَداً) حدثنا أبو المغر الواسطي قال : حدثنا محمد بن سليمان عن مروان بن الجهم عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه‌السلام مأثورة عن أمير المؤمنين عليه‌السلام انه قال ذلك.

٣٣ ـ في أصول الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن يزيد قال : حدثنا أبو عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه‌السلام وذكر حديثا طويلا وفيه بعد ان قال عليه‌السلام : ان الله تبارك وتعالى فرض الايمان على جوارح ابن آدم وقسمه عليها ، وفرقه فيها وبين ذلك ، قلت : قد فهمت نقصان الايمان وتمامه فمن أين جاءت زيادته؟ فقال : قول الله عزوجل : (وَإِذا ما أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زادَتْهُ هذِهِ إِيماناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزادَتْهُمْ إِيماناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ) وقال : (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْناهُمْ هُدىً) ولو كان كله واحدا لا زيادة فيه ولا نقصان ، لم يكن لأحد منهم فضل على الآخر ، ولاستوت النعم ، ولا استوى الناس وبطل التفضيل ، ولكن بتمام

__________________

(١) القعب : القدح الضخم الغليظ.

٢٥٠

الايمان دخل المؤمنون الجنة ، وبالزيادة في الايمان تفاضل المؤمنون بالدرجات عند الله وبالنقصان دخل المفرطون النار.

٣٤ ـ في تفسير على بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله عزوجل : (لَنْ نَدْعُوَا مِنْ دُونِهِ إِلهاً لَقَدْ قُلْنا إِذاً شَطَطاً) يعنى جورا على الله تعالى ان قلنا ان له شريكا.

٣٥ ـ في كتاب التوحيد حدثنا على بن عبد الله الوراق ومحمد بن على السناني وعلى بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رضى الله عنه قالوا حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن زكريا القطان ، قال : حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال : حدثنا تميم بن بهلول عن أبيه عن جعفر بن سليمان النضري عن عبد الله بن الفضل الهاشمي قال : سألت أبا عبد الله جعفر بن محمد عليهم‌السلام عن قول الله عزوجل : (مَنْ يَهْدِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِداً) فقال : ان الله تبارك وتعالى يضل الظالمين يوم القيمة عن دار كرامته ، ويهدى أهل الايمان والعمل الصالح الى جنته كما قال الله عزوجل : (وَيُضِلُّ اللهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللهُ ما يَشاءُ) وقال الله عزوجل : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ).

قال مؤلف هذا الكتاب قوله عزوجل : (وَنُقَلِّبُهُمْ ذاتَ الْيَمِينِ وَذاتَ الشِّمالِ) وقوله عزوجل : (وَكَلْبُهُمْ باسِطٌ ذِراعَيْهِ بِالْوَصِيدِ) قد سبق لهما بيان في حديث على ابن إبراهيم.

٣٦ ـ في تفسير على بن إبراهيم حدثني أبي عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام انه قال : لا يدخل الجنة من البهائم الا ثلثة : حمارة بلعم ، وكلب أصحاب الكهف والذئب ، وكان سبب الذئب انه بعث ملك ظالم رجلا شرطيا ليحشر قوما من المؤمنين ويعذبهم ، وكان للشرطي ابن يحبه ، فجاء ذئب فأكل ابنه فحزن الشرطي عليه ، فأدخل الله ذلك الذئب الجنة لما احزن الشرطي.

٣٧ ـ في تفسير العياشي عن محمد بن سنان البطيخي (١)

__________________

(١) وفي المصدر «عن محمد بن سنان عن البطيخي».

٢٥١

عن أبي جعفر عليه‌السلام في قول الله عزوجل : (لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِراراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً) قال : ان ذلك لم يعن به النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله انما عنى به المؤمنون بعضهم لبعض لكنه حالهم التي هم عليها.

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه : قوله عزوجل : (قالَ قائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قالُوا لَبِثْنا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِما لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّها أَزْكى طَعاماً فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَداً) قد سبق له بيان في حديث على بن إبراهيم.

٣٨ ـ في محاسن البرقي عن إبراهيم بن عقبة عن محمد بن ميسر عن أبيه عن أبي جعفر أو عن أبي عبد الله عليهما‌السلام في قول الله : (فَلْيَنْظُرْ أَيُّها أَزْكى طَعاماً فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ) قال : أزكى طعاما التمر.

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه : قوله عزوجل : (إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ) قد سبق له بيان في حديث على بن إبراهيم.

٣٩ ـ في كتاب الاحتجاج الطبرسي (ره) عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، حديث طويل يقول فيه عليه‌السلام : وقد رجع الى الدنيا ممن مات خلق كثير ، منهم أصحاب الكهف أماتهم الله ثلاثمائة عام ، ثم بعثهم في زمان قوم أنكروا البعث ليقطع حجتهم ، وليريهم قدرته وليعلموا أن البعث حق.

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه : (لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً سَيَقُولُونَ) ثلثة رابعهم كلبهم الى قوله عزوجل : وثامنهم كلبهم قد سبق له بيان في حديث على بن إبراهيم.

٤٠ ـ في روضة الواعظين للمفيد رحمه‌الله قال الصادق عليه‌السلام : يخرج مع القائم عليه‌السلام من ظهر الكعبة سبعة وعشرون رجلا ، خمسة عشر من قوم موسى عليه‌السلام ، الذين كانوا يهدون بالحق وبه يعدلون ، وسبعة من أهل الكهف ، ويوشع بن نون وأبا دجانة الأنصاري ، ومقداد ومالك الأشتر ، فيكونون بين يديه أنصارا وحكاما. قال عز من قائل : فلا تمار فيهم الأمراء ظاهرا.

٤١ ـ في أصول الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن هارون بن مسلم عن مسعدة

٢٥٢

ابن صدقة عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : إياكم والمراء والخصومة فإنهما يمرضان القلوب على الاخوان وينبت عليهما النفاق.

٤٢ ـ وباسناده قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : ثلاث من لقى الله عزوجل بهن دخل الجنة من اى باب شاء : من حسن خلقه وخشي الله في المغيب والمحضر ، وترك المراء وان كان محقا.

٤٣ ـ وباسناده الى عمار بن مروان قال قال ابو عبد الله عليه‌السلام : لا تمارين حليما ولا سفيها ، فان الحليم يغلبك (١) والسفيه يؤذيك.

٤٤ ـ في كتاب التوحيد باسناده الى اسمعيل بن أبي زياد عن جعفر بن محمد عن آبائه عليهم‌السلام ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : انا زعيم (٢) ببيت في أعلى الجنة ، وبيت في وسط الجنة ، وبيت في رياض الجنة لمن ترك المراء وان كان محقا.

٤٥ ـ في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : من يضمن أربعة بأربعة أبيات في الجنة : من أنفق ولم يخف فقرا ، الى قوله عليه‌السلام : وترك المراء وان كان محقا.

٤٦ ـ عن جعفر بن محمد عن أبيه ، عليهما‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أربع خصال تميت القلب : الذنب على الذنب وكثرة منافثة النساء يعنى محادثتهن ، ومماراة الأحمق تقول ويقول ولا يرجع الى خير أبدا ، الحديث.

٤٧ ـ في أصول الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن مرازم ابن حكيم قال مر أبو عبد الله عليه‌السلام بكتاب في حاجة ، فكتب ثم عرض عليه ولم يكن فيه استثناء ، فقال : كيف رجوتم ان يتم هذا وليس فيه استثناء؟ انظروا كل موضع لا يكون فيه استثناء فاستثنوا فيه.

٤٨ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن أبي جميلة عن المفضل بن صالح عن محمد الحلبي وزرارة عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر و

__________________

(١) وفي النسخ «يقليك» ويوافقه المصدر أيضا وهو من القلى بمعنى البغض.

(٢) الزعيم : الكفيل.

٢٥٣

أبي عبد الله عليهما‌السلام ، في قول الله عزوجل : (وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ) قال : إذا حلف الرجل فنسي أن يستثني فليستثن.

٤٩ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد وعلى بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن ابن محبوب عن أبي جعفر الأحول عن سلام بن المستنير عن أبي جعفر عليه‌السلام في قول الله عزوجل : (وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً) قال : فقال : ان الله عزوجل لما قال لآدم : ادخل الجنة قال له : يا آدم لا تقرب هذه الشجرة ، قال : وأراه إياها؟ فقال آدم لربه : كيف أقربها وقد نهيتني عنها أنا وزوجتي؟ قال : فقال لهما : لا تقرباها يعنى لا تأكلا منها ، فقال آدم وزوجته : نعم يا ربنا لم نقربها ولم نأكل منها ولم يستثنيا في قولهما نعم ، فوكلهما الله في ذلك الى أنفسهما والى ذكرهما ، قال : وقد قال الله عزوجل لنبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله في الكتاب : (وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ) ان لا أفعله فتسبق مشية الله في ان لا افعله ، فلا أقدر على أن أفعله ، فلذلك قال الله عزوجل : (وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ) أى استثن مشية الله في فعلك.

٥٠ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن حمزة بن حمران قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : (وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ) قال : ذلك في اليمين ، إذا قلت : والله لا أفعل كذا وكذا ، فاذا ذكرت انك لم تستثن فقل إنشاء الله.

٥١ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمد الأشعرى عن ابن القداح عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : الاستثناء في اليمين متى ما ذكر وان كان بعد أربعين صباحا ، ثم تلا هذه الآية : (وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ).

٥٢ ـ احمد بن محمد عن على بن الحسن عن على بن أسباط عن الحسن بن زرارة قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : (وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ) فقال : إذا حلفت على يمين ونسيت أن تستثنى فاستثن إذا ذكرت.

٥٣ ـ في من لا يحضره الفقيه وروى حماد بن عيسى عن عبد الله بن ميمون عن

٢٥٤

أبي عبد الله عليه‌السلام قال : للعبد أن يستثني ما بينه وبين أربعين يوما إذا نسي ، ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أتاه أناس من اليهود فسألوه عن أشياء ، فقال لهم : تعالوا غدا أحدثكم ولم يستثن فاحتبس جبرئيل عليه‌السلام عنه أربعين يوما ثم أتاه فقال : (وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ).

٥٤ ـ في تهذيب الأحكام باسناده الى على بن حديد عن مرازم قال : دخل أبو عبد الله عليه‌السلام يوما الى منزل معتب وهو يريد العمرة ، فتناول لوحا فيه تسمية أرزاق العيال وما يخرج لهم ، فاذا فيه لفلان وفلان وفلان وليس فيه استثناء ، فقال : من كتب هذا الكتاب ولم يستثن فيه كيف ظن انه يتم؟ ثم دعا بالدواة فقال : الحق فيه إنشاء الله ، فالحق فيه في كل اسم إنشاء الله.

٥٥ ـ في تفسير العياشي عن عبد الله بن ميمون عن أبي عبد الله عليه‌السلام عن أبيه عن على ابن أبي طالب صلوات الله عليهم قال : إذا حلف الرجل بالله فله ثنيا (١) الى أربعين يوما ، وذلك ان قوما من اليهود سئلوا النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عن شيء فقال : ائتوني (٢) غدا ولم يستثن حتى أخبركم فاحتبس عنه جبرئيل عليه‌السلام أربعين يوما ، ثم أتى وقال : (وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ).

٥٦ ـ عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه‌السلام ذكر ان آدم لما أسكنه الله الجنة فقال له : يا آدم لا تقرب هذه الشجرة فقال : نعم ولم يستثن فأمر الله نبيه فقال : (وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ) ولو بعد سنة.

٥٧ ـ وفي رواية عبد الله بن ميمون عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله : (وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ) أن تقول الا من بعد الأربعين فللعبد الاستثناء في اليمين ما بينه وبين أربعين يوما إذا نسي.

٥٨ ـ عن زرارة ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما‌السلام في قول الله : (وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ) فقال : إذا حلف الرجل فنسي أن يستثني فليستثن إذا ذكر.

__________________

(١) الثنيا ـ بالضم مع القصر ـ : الاسم من الاستثناء ، وفي المصدر «ثنياها».

(٢) وفي بعض النسخ «ألقونى» مكان «ائتوني».

٢٥٥

٥٩ ـ عن حمزة بن حمران قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله : (وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ) فقال : ان تستثنى ثم ذكرت بعد فاستثن حين تذكر.

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه وقد سبق لهذه الاية بيان في حديث على ابن إبراهيم.

٦٠ ـ في مجمع البيان وقوله : (وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ) فيه وجهان أحدهما انه كلام متصل بما قبله ، ثم اختلف في ذلك فقيل : معناه (وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ) الاستثناء ثم تذكرت فقل ان شاء الله ، وان كان بعد يوم أو شهر أو سنة عن ابن عباس وقد روى ذلك عن أئمتنا عليهم‌السلام ، ويمكن ان يكون الوجه فيه انه إذا استثنى بعد النسيان فانه يحصل ثواب المستثنى من غير أن يؤثر الاستثناء بعد انفصال الكلام في الكلام وابطال الحنث وسقوط الكفارة في اليمين ، وهو الأشبه بمراد ابن عباس في قوله.

٦١ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أبي عبد الله عليه‌السلام حديث طويل يقول فيه عليه‌السلام : وقد رجع الى الدنيا ممن مات خلق كثير منهم أصحاب الكهف ، أماتهم الله ثلاثمائة عام وتسعة ، وبعثهم في زمان قوم أنكروا البعث ليقطع حجتهم وليريهم قدرته وليعلموا ان البعث حق.

٦٢ ـ في مجمع البيان وروى ان يهوديا سئل على بن أبي طالب عليه‌السلام عن مدة لبثهم فأخبر بما في القرآن ، فقال : انا نجد في كتابنا ثلاثماة فقال عليه‌السلام : ذاك بسنى الشمس وهذا بسنى القمر.

٦٣ ـ في كتاب طب الائمة باسناده الى سالم بن محمد قال : شكوت الى الصادق عليه‌السلام وجع الساقين ، وانه قد أقعدنى عن أمر ربي وأسبابي ، فقال : عوذها ، قلت : بماذا يا بن رسول الله؟ قال : بهذه الآية سبع مرات فانك تعافى بإذن الله ، (وَاتْلُ ما أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتابِ رَبِّكَ لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً) قال : فعوذتها سبعا كما أمرني ، فرفع الوجع عنى رفعا حتى لم أحس بعد ذلك بشيء منه.

٢٥٦

٦٣ ـ في كتاب الخصال عن محمد بن مسلم رفعه الى أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : قال عثمان بن عفان : يا رسول الله ما تفسير أبجد؟ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : تعلموا تفسير ابجد فان فيه الأعاجيب كلها وهل للعالم جهل تفسيره فقال : يا رسول الله ما تفسير أبجد؟ قال : ما الالف فآلاء الله الى قوله عليه‌السلام : واما كلمن فالكاف كلام الله (لا تَبْدِيلَ لِكَلِماتِ اللهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً).

٦٤ ـ عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر رحمه‌الله قال : أوصانى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بسبع أوصاف بحب المساكين والدنو منهم ، وأوصاني ان أقول الحق وان كان مرا الحديث.

٦٥ ـ في تفسير على بن إبراهيم واما قوله عزوجل (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْناكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا) فهذه نزلت في سلمان الفارسي رضى الله عنه ، كان عليه كساء يكون فيه طعامه وهو دثاره ورداؤه ، وكان كساء من صوف ، فدخل عيينة بن حصين على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلمان (ره) عنده فتأذى عيينة بريح كساء سلمان ، وقد كان عرق فيه وكان يوما شديد الحر ، فعرق في الكساء فقال : يا رسول الله إذا نحن دخلنا عليك فاخرج هذا واصرفه من عندك ، فاذا نحن خرجنا فادخل من شئت فأنزل الله عزوجل : (وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا) وهو عيينة بن حصين بن حذيفة بن بدر الفزاري.

٦٦ ـ في مجمع البيان عند قوله : (وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ) الى قوله : أليس الله بأعلم بالشاكرين عن ابن مسعود حديث طويل وهناك : وقال سلمان وخباب : فينا نزلت هذه الاية ، جاء الأقرع بن حابس التميمي وعيينة بن حصين الفزاري وذووهم من المؤلفة ، فوجدوا النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قاعدا مع بلال وصهيب وعثمان وخباب في ناس من ضعفاء المؤمنين ، فحقروهم فقالوا : يا رسول الله لو نحيت هؤلاء عنك حتى نخلو بك؟ الى قوله : فكنا نقعد معه فاذا أراد ان يقوم قام وتركنا فانزل الله عزوجل : (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ) الآية قال : فكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقعد معنا ويدنو حتى كادت ركبتنا تمس ركبته فاذا بلغ الساعة التي يقوم فيها قمنا وتركناه حتى يقوم.

٢٥٧

٦٧ ـ وفيه هنا نزلت الاية في سلمان وأبي ذر وصهيب وخباب وغيرهم من فقراء أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وذلك ان المؤلفة قلوبهم جاؤا الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : عيينة بن حصين والأقرع بن حابس وذووهم فقالوا : يا رسول الله ان جلست في صدر المجلس ونحيت عنا هؤلاء وروائح صنانهم (١) ـ وكانت عليهم جبات الصوف ـ جلسنا نحن إليك وأخذنا عنك فلا يمنعنا من الدخول عليك الا هؤلاء ، فلما نزلت الآية قام النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يلتمسهم ، فأصابهم في مؤخر المسجد يذكرون الله عزوجل فقال : الحمد لله الذي لم يمتني حتى أمرنى أن أصبر نفسي مع رجال من أمتي ، معكم المحيي ومعكم الممات.

٦٨ ـ في تفسير العياشي عن زرارة وحمران عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما‌السلام في قوله : (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ) قال : انما عنى بها الصلوة.

٦٩ ـ عن عاصم الكورى عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : سمعته يقول في قول الله : (فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ) قال : وعيد.

٧٠ ـ في أصول الكافي ـ أحمد بن عبد العظيم عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : نزل جبرئيل عليه‌السلام بهذه الآية هكذا : (وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ) ولاية على عليه‌السلام (فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنا لِلظَّالِمِينَ) آل محمد نارا».

٧١ ـ في تفسير على بن إبراهيم قال أبو عبد الله عليه‌السلام : نزلت هذه الآية هكذا : (وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ) يعنى ولاية على (فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنا لِلظَّالِمِينَ) آل محمد عليه‌السلام حقهم (ناراً أَحاطَ بِهِمْ سُرادِقُها وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ) قال : المهل الذي يبقى في أصل الزيت المغلى ، (يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرابُ وَساءَتْ مُرْتَفَقاً).

٧٢ ـ في تهذيب الأحكام ابن أبي عمير عن بشير عن ابن أبي يعفور قال : كنت

__________________

(١) الصنان : نتن الإبط.

٢٥٨

عند أبي عبد الله عليه‌السلام إذ دخل عليه رجل من أصحابنا فقال له : أصلحك الله انه ربما أصاب الرجل منا الضيق والشدة ، فيدعى الى البناء يبنيه أو النهر يكريه أو المسناة يصلحها (١) فما تقول في ذلك؟ فقال أبو عبد الله عليه‌السلام : ما أحب انى عقدت لهم عقدة ، أو وكيت لهم وكاء وان لي ما بين لابتيها (٢) لا ولا مدة بقلم ، ان أعوان الظلمة يوم القيمة في سرادق من نار حتى يحكم الله بين العباد.

٧٣ ـ محمد بن يعقوب عن الحسين بن الحسن الهاشمي عن صالح بن أبي حماد عن محمد بن خالد عن زياد بن سلمة قال : دخلت على أبي الحسن موسى عليه‌السلام فقال لي : يا زياد انك تعمل عمل السلطان؟ قال : قلت : أجل ، قال لي : ولم؟ قلت : أنا رجل لي مروة ، وعلى عيال ، وليس وراء ظهري شيء ، فقال لي : يا زياد لئن أسقط من حالق (٣) فأتقطع قطعة قطعة أحب الى من أن أتولى لأحد منهم عملا ، وأطأ بساط رجل منهم الا لماذا؟ قلت : لا أدرى ، قال : الا لتفريج كربة عن مؤمن ، أوفك أسره ، أو قضاء دينه ، يا زياد ان أهون ما يصنع الله عزوجل بمن تولى لهم عملا ان يضرب عليه سرادق من نار الى أن يفرغ الله عزوجل من حساب الخلايق.

٧٤ ـ في تفسير العياشي عن سعد بن طريف عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : الظلم ثلثة : ظلم لا يغفره الله ، وظلم يغفره الله ، وظلم لا يدعه ، فالظلم الذي لا يغفره الله الشرك ، واما الظلم الذي يغفره فظلم الرجل نفسه ، واما الظلم الذي لا يدعه فالذنب بين العباد.

٧٥ ـ في مجمع البيان «كالمهل» قيل العكر الزيت إذا قرب اليه سقطت فروة رأسه (٤) روى ذلك مرفوعا.

__________________

(١) كرى الأرض : حفرها. والمسناة : العرم وهو ما يبنى في وجه السيل.

(٢) وكى القربة : شدها بالوكاء وهو رباط القربة. واللابة : الحرة وهي ارض ذات حجارة سود كأنها أحرقت بالنار ، وقوله عليه‌السلام «لابتيها» اى لابتي المدينة ، لأنها ما بين حرتين عظميتين تكتنفانها.

(٣) الحالق : الجبل المنيف العالي ، لا يكون الا مع عدم نبات كأنه حلق.

(٤) فروة الرأس : جلده.

٢٥٩

٧٦ ـ وفيه عند قوله : (فَمالِؤُنَ مِنْهَا الْبُطُونَ) وقد روى ان الله تعالى يجوعهم حتى ينسوا عذاب النار من شدة الجوع ، فيصرخون الى مالك ، فيحملهم الى تلك الشجرة وفيهم أبو جهل ، فيأكلون منها فتغلى بطونهم ، فيسقون شربة من الماء الحار الذي بلغ نهايته في الحرارة فاذا قربوها من وجوههم شوت وجوههم ، فذلك قوله : يشوى الوجوه.

٧٧ ـ وروى ابو أمامة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في قوله : (وَيُسْقى مِنْ ماءٍ صَدِيدٍ) قال : يقرب اليه فيتكرهه فاذا ادنى منه شوى وجهه ووقع فروة رأسه ، فاذا شرب قطع أمعاءه حتى يخرج من دبره ، يقول الله عزوجل : (وَسُقُوا ماءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعاءَهُمْ) ويقول : (وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ).

٧٨ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن القاسم بن عروة عن عبد الله بن بكير عن زرارة قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : (يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ) قال : تبدل خبزة يأكل الناس منها حتى يفرغوا من الحساب ، فقال له قائل : انهم لفي شغل يومئذ عن الأكل والشرب؟ فقال له : ان ابن آدم خلق أجوف لا بد له من طعام وشراب ، أهم أشد شغلا أم في النار؟ فقد استغاثوا والله عزوجل يقول : (وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرابُ).

٧٩ ـ في تفسير العياشي عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله : «يوم تبدل غير الأرض» قال تبدل خبزة نقية يأكل الناس منها حتى يفرغ من الحساب ، فقال له القائل : انهم يؤمئذ في شغل عن الاكل والشرب؟ فقال له : ان ابن آدم خلق أجوف لا بد له من الطعام والشراب أهم أشد شغلا أم هم في النار فقد استغاثوا (وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ).

٨٠ ـ عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عليهم‌السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام ان أهل النار لما غلى الزقوم والضريع في بطونهم كغلى الحميم سألوا الشراب ، فأتوا بشراب غساق و (صَدِيدٍ يَتَجَرَّعُهُ وَلا يَكادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِ

٢٦٠