تفسير نور الثقلين - ج ٣

الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي

تفسير نور الثقلين - ج ٣

المؤلف:

الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي


المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
الموضوع : القرآن وعلومه
الطبعة: ٠
الصفحات: ٦٤٢

(وَنُخَوِّفُهُمْ فَما يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْياناً كَبِيراً).

٢٨٤ ـ عن يونس بن عبد الرحمن الأشل قال : سألته عن قول الله : (وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ) الآية فقال : ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله نام فرأى بنى أمية يصدون الناس (١) كلما صعد منهم رجل رأى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الذلة والمسكنة فاستيقظ جزوعا من ذلك وكان الذين رآهم اثنى عشر رجلا من بنى امية فأتاه جبرئيل عليه‌السلام بهذه الآية ، ثم قال جبرئيل : ان بنى امية لا يملكون شيئا الا ملك أهل البيت ضعفه.

٢٨٥ ـ في مجمع البيان (وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ) الآية فيه أقوال الى قوله : وثالثها ان ذلك رؤيا رآها النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في منامه وان قرودا تصعد منبره وتنزل ، فساءه ذلك واغتم به ، رواه سهل بن سعيد عن أبيه ان النبي راى ذلك وقال : انه صلى‌الله‌عليه‌وآله لم يستجمع بعد ذلك ضاحكا حتى مات ، ورواه سعيد بن يسار أيضا وهو المروي عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما‌السلام.

٢٨٦ ـ في تفسير على بن إبراهيم وقال على بن إبراهيم في قوله : (وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ) قال : نزلت لما راى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في نومه كأن قرودا تصعد منبره فساءه ذلك وغمه غما شديدا ، فأنزل الله : (وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً) لهم ليعمهوا فيها والشجرة الملعونة» كذا نزلت وهم بنو امية.

٢٨٧ ـ في كتاب الخصال عن أبي جعفر عليه‌السلام عن أمير المؤمنين عليه‌السلام حديث طويل يقول فيه وقد ذكر معاوية بن حرب : ويشترط على شروطا لا يرضاها الله تعالى ورسوله ولا المسلمون ، ويشترط في بعضها أن أدفع اليه قوما من أصحاب محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله أبرارا فيهم عمار بن ياسر ، واين مثل عمار؟ والله لقد رأيتنا مع النبي وما بعد منا خمسة الا كان سادسهم ، ولا أربعة الا كان خامسهم ، اشترط دفعهم اليه ليقتلهم ويصلبهم وانتحل دم عثمان

__________________

(١) كذا في النسخ لكن الصحيح كما في المصدر والمنقول عنه في البحار والبرهان وغيره «يصعدون المنابر» مكان يصدون الناس» ويحتمل التصحيف أيضا.

١٨١

ولعمر الله ما ألب على عثمان (١) ولا جمع الناس على قتله ، وأشباهه من أهل بيته أغصان (الشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ).

٢٨٨ ـ في نهج البلاغة فاحذروا عدو الله أن يعديكم (٢) بدائه وأن يستفزكم بخيله ورجله «وفيه أيضا» فلعمر الله فخر على أصلكم ووقع في حسبكم ، ودفع في نسبكم وأجلب بخيله عليكم وقصد برجله سبيلكم يقتنصونكم (٣) بكل مكان ، ويضربون منكم كل بنان ، لا يمتنعون بحيلة ، ولا يدفعون بعزيمة في حومة ذل وحلقة ضيق وعرصة موت وجولة بلاء (٤).

٢٨٩ ـ في كتاب المناقب لابن شهرآشوب ، الشيرازي روى سفيان الثوري عن واصل عن الحسن عن ابن عباس في قوله : (وَشارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ) انه جلس الحسن بن على عليهما‌السلام ويزيد بن معاوية بن أبي سفيان يأكلان الرطب فقال يزيد : يا حسن انى منذ كنت أبغضك ، قال الحسن عليه‌السلام : يا يزيد اعلم ان إبليس شارك أباك في جماعة فاختلط المائان فأورثك ذلك عداوتي لأن الله تعالى يقول : (وَشارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ) وشارك الشيطان حربا عند جماعه فولد له صخر فلذلك كان يبغض جدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

٢٩٠ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى عن عمر بن أذينة عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ان الله حرم الجنة على كل فحاش بذي (٥) قليل الحياء لا يبالي ما قال ، ولا ما قيل له ، فان فتشته لم تجده الا لغية أو شرك شيطان ، قيل :

__________________

(١) من ألبهم ـ بتشديد اللام ـ : جمعهم.

(٢) من أعدى فلان فلانا من خلقه أو من علته وهو مجاوزته من صاحبه الى غيره. وهذا من خطبته المعروفة بالقاصعة المتضمنة ذم إبليس لعنه الله على استكباره وتركه السجود لآدم عليه‌السلام ، وانه أول مر أظهر العصبية وتبع الحمية وتحذير الناس من سلوك طريقته.

(٣) اقتنصه : اصطاده.

(٤) الحومة : «معظم الماء والحرب وغيرها ، وقول وفي حرمة ذل ... اه» موضع الجار والمجرور نصب على الحال اى يقتنصونكم في حومة ذل والجولة : الموضع الذي تجول فيه.

(٥) البذي بمعى الفحاش أيضا.

١٨٢

يا رسول الله وفي الناس شرك شيطان؟ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : اما تقرء قول الله عزوجل : (وَشارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ).

٢٩١ ـ في الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد وعدة من أصحابنا عن احمد بن محمد جميعا عن الوشاء عن موسى بن بكر عن ابى بصير قال : قال ابو عبد الله عليه‌السلام : يا با محمد اى شيء يقول الرجل منكم إذا دخلت عليه امرأته؟ قلت : جعلت فداك أيستطيع الرجل ان يقول شيئا؟ فقال : الا أعلمك ما تقول؟ قلت : بلى ، قال : تقول : «بكلمات الله استحللت فرجها وفي امانة الله أخذتها ، اللهم ان قضيت لي في رحمها شيئا فاجعله بارا تقيا واجعله مسلما سويا ، ولا تجعل فيه شركا للشيطان» قلت : وبأي شيء يعرف ذلك؟ (١) قال : اما تقرأ كتاب الله عزوجل ثم ابتدأ هو : (وَشارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ) ثم قال : ان الشيطان ليجيء حتى يقعد من المرأة كما يقعد الرجل منها ، ويحدث كما يحدث ، وينكح كما ينكح ، قلت : بأى شيء يعرف ذلك؟ (٢) قال : بحبنا وبغضنا فمن أحبنا كان نطفة العبد ، ومن أبغضنا كان نطفة الشيطان. وعنه عن أبيه عن حمزة بن عبد الله عن جميل بن دراج عن أبي الوليد عن أبي بصير قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام وذكر نحوه.

٢٩٢ ـ في من لا يحضره الفقيه وقال الصادق عليه‌السلام : من لم يبال ما قال ولا ما قيل فيه فهو شرك شيطان ومن لم يبال أن يراه الناس مسيئا فهو شرك شيطان ومن اغتاب أخاه المؤمن من غير ترة بينهما فهو شرك شيطان ، ومن شغف بمحبة الحرام وشهوة الزنا فهو شرك شيطان.

٢٩٣ ـ في تفسير العياشي عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : سألته عن شرك الشيطان ، قال : قوله : (وَشارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ) فان كان من مال

__________________

(١) قال المجلسي (ره) : لعله سئل عن الدليل على انه يكون الولد شرك الشيطان ثم سئل عن العلامة التي بها يعرف ذلك ، والأظهر ان فيه تصحيفا لما سيأتى من خبر أبى بصير بسند آخر. وفيه مكانه «ويكون فيه شرك الشيطان».

(٢) اى عدم شراكته.

١٨٣

حرام فهو شريك الشيطان ، قال : ويكون مع الرجل حين يجامع فيكون من نطفته ونطفة الرجل إذا كان حراما.

٢٩٤ ـ عن زرارة قال : كان يوسف أبو الحجاج صديقا لعلى بن الحسين صلوات الله عليه ، وانه دخل على امرأته فأراد أن يضمها اعنى ابو الحجاج ، قال : فقالت له : أليس انما عهدك بذاك الساعة؟ قال : فأتى على بن الحسين فأخبره فأمره ان يمسك عنها ، فولدت بالحجاج وهو ابن الشيطان ذي الردهة.

٢٩٥ ـ عن عبد الملك بن أعين قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : إذا زنى الرجل ادخل الشيطان ذكره ثم عملا جميعا ، ثم تختلط النطفتان ، فيخلق الله منهما فيكون شركة الشيطان.

٢٩٦ ـ عن سليمان بن خالد قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : ما قول الله : (شارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ)؟ قال : فقال في ذلك قوله : أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم.

٢٩٧ ـ عن العلا بن رزين عن محمد عن أحدهما قال : شرك الشيطان ما كان من مال حرام ، فهو من شركه ، ويكون مع الرجل حين يجامع فتكون نطفته مع نطفته إذا كان حراما ، قال : كلتيهما جميعا تختلطان ، وقال : ربما خلق من واحدة وربما خلق منهما جميعا.

٢٩٨ ـ قال : (١) كنت عند ابى عبد الله عليه‌السلام فاستأذن عيسى بن منصور عليه ، فقال : مالك ولفلان يا عيسى اما انه ما يحبك! فقال : بأبى وأمي يقول قولنا ويتولى من نتولى ، فقال : ان فيه نحوة إبليس ، فقال : بابى وأمي أليس يقول إبليس : (خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ)؟ فقال ابو عبد الله عليه‌السلام : ويقول الله : (وَشارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ) فالشيطان يباضع ابن آدم هكذا ، وقرن بين إصبعيه.

٢٩٩ ـ عن زرارة عن ابى جعفر عليه‌السلام قال سمعته يقول : كان الحجاج ابن

__________________

(١) كذا في النسخ لكن في المصدر هكذا : «صفوان المال قال : كنت ... اه».

١٨٤

شيطان يباضع ذي الردهة ، ثم قال ان يوسف دخل على أم الحجاج فأراد ان يضمها ، فقالت : أليس انما عهدك بذلك الساعة فأمسك عنها فولدت الحجاج.

٣٠٠ ـ عن يونس بن ابى الربيع الشامي (١) قال : كنت عنده ليلة فذكر شرك الشيطان ، فعظمه حتى أفزعني فقلت جعلت فداك فما المخرج منها وما نصنع؟ قال : إذا أردت المجامعة فقل : بسم الله الرحمن الرحيم الذي لا اله الا هو بديع السموات والأرض اللهم ان قضيت منى في هذه الليلة خليفة فلا تجعل للشيطان فيه نصيبا ولا شركا ولا حظا واجعله عبدا صالحا خالصا مخلصا مصغيا وذريته جل ثناؤك.

٣٠١ ـ في تفسير على بن إبراهيم (وَشارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ) ما كان من مال حرام فهو شرك الشيطان ، فاذا اشترى به الإماء ونكحهن وولد له فهو شرك الشيطان كما تلد منه ويكون مع الرجل إذا جامع ، فيكون الولد من نطفته ونطفة الرجل إذا كان حراما ، وفي حديث آخر إذا جامع الرجل اهله ولم يسم شاركه الشيطان.

٣٠٢ ـ في تفسير العياشي عن جعفر بن محمد الخزاعي عن أبيه قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يذكر في حديث غدير خم ، انه لما قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلى عليه‌السلام ما قال واقامه للناس ، صرخ إبليس صرخة فاجتمعت له العفاريت ، فقالوا : سيدنا ما هذه الصرخة؟ فقال : ويلكم يومكم كيوم عيسى ، والله لأضلن فيه الخلق ، قال : فنزل القرآن : (وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) فقال : فصرخ إبليس صرخة فرجعت اليه العفاريت ، فقالوا : يا سيدنا ما هذه الصرخة الأخرى؟ فقال : ويحكم حكى الله والله كلامي قرآنا وانزل عليه : (وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) ثم رفع رأسه الى السماء ثم قال : وعزتك وجلالك لا لحقن الفريق بالجميع ، قال : فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) (إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ) قال : فصرخ إبليس صرخة فرجعت اليه العفاريت فقالوا :

__________________

(١) هو خالد أو خليد ـ مصغرا ـ بن أو في العنزى الشامس ، عده الشيخ (ره) في رجاله من أصحابه الباقر عليه‌السلام ، وعليه فالضمير في قوله «عنده» يرجع اليه يعنى الباقر صلوات الله عليه.

١٨٥

يا سيدنا ما هذه الصرخة الثالثة؟ قال : والله من أصحاب على ولكن وعزتك وجلالك لأزينن لهم المعاصي حتى أبغضهم إليك ، قال : فقال ابو عبد الله عليه‌السلام : والذي بعث بالحق محمدا للعفاريت والابالسة على المؤمن أكثر من الزنابير على اللحم ، والمؤمن أشد من الجبل ، والجبل تدنوا اليه بالفأس فتنحت (١) منه والمؤمن لا يستقل عن دينه.

٣٠٣ ـ عن عبد الرحمن بن سالم في قول الله : (إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ وَكَفى بِرَبِّكَ وَكِيلاً) قال : نزلت في على بن ابى طالب عليه‌السلام ، ونحن نرجو أن تجري لمن أحب الله من عباده. قال عز من قائل : (وَإِذا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ)

٣٠٤ ـ في كتاب التوحيد حدثنا محمد بن القاسم الجرجاني المفسر رحمه‌الله قال : حدثنا ابو يعقوب يوسف بن محمد بن زياد وأبو الحسن على بن محمد بن سيار وكانا من الشيعة الامامية عن أبويهما عن الحسن بن على بن محمد عليهم‌السلام في قول الله عزوجل : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ، فقال : الله هو الذي يتأله اليه عند الحوائج والشدائد كل مخلوق عند انقطاع الرجا من كل من دونه ، وتقطع الأسباب عن جميع من سواه ، تقول بسم الله اى أستعين على أموري كلها بالله الذي لا تحق العبادة الا له المغيث إذا استغيث ، المجيب إذا دعا ، وهو ما قال رجل للصادق عليه‌السلام : يا بن رسول الله دلني على الله ما هو؟ فقد كثر عليّ المجادلون وحيروني؟ فقال له : يا عبد الله هل ركبت سفينة قط؟ قال : نعم قال : فهل كسر بك حيث لا سفينة تنجيك ولا سباحة تعينك؟ قال : نعم ، قال : فهل تعلق قلبك هنا لك ان شيئا من الأشياء قادر على ان يخلصك من ورطتك؟ قال : نعم ، قال الصادق عليه‌السلام : فذلك الشيء هو الله القادر على الإنجاء حيث لا منجى ، وعلى الاغاثة حيث لا مغيث ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣٠٥ ـ في تفسير على بن إبراهيم وفي رواية ابى الجارود عن ابى جعفر عليه‌السلام في قوله : (قاصِفاً مِنَ الرِّيحِ) قال : هي العاصف.

__________________

(١) وفي بعض النسخ «تواليه بالفأس» وفأس ـ كفلس ـ : آلة ذات هراوة قصيرة يقطع بها الخشب وغيره وبالفارسية «تبر» ونحت الجبل : حفره.

١٨٦

٣٠٦ ـ في أمالي شيخ الطائفة قدس‌سره باسناده الى زيد بن على عليه‌السلام عن ابى عبد الله عليه‌السلام في قوله تعالى : (وَلَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ) يقول : فضلنا بنى آدم على ساير الخلق (وَحَمَلْناهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ) يقول : على الرطب واليابس (وَرَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ) يقول : من طيبات الثمار كلها وفضلناهم يقول : ليس من دابة ولا طاير الا تأكل وتشرب بفيها ، ولا ترفع بيدها الى فيها طعاما وشرابا غير ابن آدم ، فانه يرفع الى فيه بيده طعامه ، فهذا من التفضيل.

٣٠٧ ـ في تفسير على بن إبراهيم حدثنا جعفر بن أحمد قال : حدثنا عبد الكريم ابن عبد الرحيم قال : حدثنا محمد بن على عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر ، قال : ان الله لا يكرم روح الكافر ، ولكن كرم أرواح عليه‌السلام المؤمنين ، وانما كرامة النفس والدم بالروح والرزق الطيب هو العلم.

٣٠٨ ـ حدثني ابى عن اسحق بن الهيثم عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة ان عليا عليه‌السلام سئل عن قول الله تبارك وتعالى : (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ) قال : السموات والأرض وما بينهما من مخلوق في جوف الكرسي ، وله اربعة أملاك يحملونه بإذن الله ، فاما ملك منهم ففي صورة الآدميين وهي أكرم الصور على الله ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣٠٩ ـ في محاسن البرقي عنه عن بعض أصحابنا عن على بن أسباط عن عمه يعقوب أو غيره رفعه قال : كان أمير المؤمنين عليه‌السلام يقول : اللهم ان هذا من عطائك فبارك لنا فيه وسوغناه ، واخلف لنا خلفا لما أكلناه أو شربناه ، لا من حول منا ولا قوة ، ورزقت فأحسنت ، فلك الحمد ، رب اجعلنا من الشاكرين ، وإذا فرغ قال : الحمد لله الذي كفانا وأكرمنا وحملنا في البر والبحر ورزقنا من الطيبات ، وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا ، الحمد لله الذي كفانا المؤنة وأسبغ علينا.

٣١٠ ـ عنه عن محمد بن عبد الله عن عمر المتطبب عن ابن يحيى الصنعاني عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : كان على بن الحسين عليه‌السلام إذا وضع الطعام بين يديه قال :

١٨٧

اللهم هذا [من] منك وفضلك وعطائك فبارك لنا فيه وسوغناه وارزقنا خلفا لما أكلناه ورب محتاج اليه رزقت وأحسنت ، اللهم اجعلنا من الشاكرين ، وإذا رفع الخوان قال : الحمد لله الذي حملنا في البر والبحر ، ورزقنا من الطيبات وفضلنا على كثير من خلقه أو ممن خلق تفضيلا.

٣١١ ـ في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه‌السلام أصحابه : إذا نظر أحدكم في المرآة فليقل : الحمد لله الذي خلقني فأحسن خلقي ، وصورني فأحسن صورتي ، وزان منى ما شأن من غيري وأكرمني بالإسلام.

٣١٢ ـ عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : المؤمن أعظم حرمة من الكعبة.

٣١٣ ـ في عيون الاخبار باسناده الى الرضا عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ان المؤمن يعرف بالسماء كما يعرف الرجل ولده (١) ، وانه لا أكرم على الله تعالى من ملك مقرب.

٣١٤ ـ وباسناده قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا على كرامة المؤمن على الله انه لم يجعل لأجله وقتا حتى يهم ببائقة (٢) فاذا هم ببائقة قبضه الله اليه.

٣١٥ ـ في تفسير العياشي عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام (وَفَضَّلْناهُمْ عَلى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنا تَفْضِيلاً) قال : خلق كل شيء منكبا غير الإنسان خلق منتصبا.

٣١٦ ـ في كتاب علل الشرائع أبي (ره) قال حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد ابن محمد بن عيسى عن على بن الحكم عن عبد الله بن سنان قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام فقلت : الملائكة أفضل أم بنو آدم؟ فقال : قال أمير المؤمنين على بن أبي طالب عليه‌السلام : ان الله عزوجل ركب في الملائكة عقلا بلا شهوة ، وركب في البهائم شهوة بلا عقل ، وركب في بنى آدم كلتيهما ، فمن غلب عقله شهوته فهو خير من الملائكة ، ومن غلبت شهوته عقله فهو شر من البهائم.

٣١٧ ـ وباسناده الى عبد السلام بن صالح الهروي عن على بن موسى الرضا عن

__________________

(١) وفي المصدر هكذا «ان المؤمن يعرف في السماء كما يعرف الرجل أهله وولده».

(٢) البائقة : الداهية. الظلم والتعدي عن الحق.

١٨٨

أبيه عن آبائه عن على بن أبي طالب عليهم‌السلام عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله حديث طويل يقول فيه صلى‌الله‌عليه‌وآله : فان الملائكة لخدامنا وخدام محبينا ، يا على (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا) بولايتنا ، يا على لو لا نحن ما خلق الله آدم ولا حوا ولا الجنة ولا النار ولا السماء ولا الأرض ، وكيف لا نكون أفضل من الملائكة وقد سبقناهم الى معرفة ربنا وتسبيحه [وتهليله] وتقديسه ، ان الله تبارك وتعالى خلق آدم فأودعنا صلبه وأمر الملائكة بالسجود تعظيما لنا وإكراما ، وكان سجودهم لله عزوجل عبودية ولآدم إكراما وطاعة لكوننا في صلبه ، فكيف لا نكون أفضل من الملائكة ، وقد سجدوا لادم كلهم أجمعون.

٣١٨ ـ وقد روينا عن أبي عبد الله عليه‌السلام انه قال : ان في الملائكة من باقة (١) بقل خير [منه] والأنبياء والحجج يعلمون ذلك لهم وفيهم ما جهلناه.

٣١٩ ـ وباسناده الى ابن عباس عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله حديث طويل يقول فيه : لما عرج بى الى السماء الرابعة اذن جبرئيل وأقام ميكائيل ، ثم قيل لي : ادن يا محمد فقلت : أتقدم وأنت بحضرتي يا جبرئيل؟ قال : نعم ، ان الله عزوجل فضل أنبياءه المرسلين على ملائكته المقربين ، وفضلك أنت خاصة ، فدنوت فصليت بأهل السماء الرابعة.

٣٢٠ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن إسماعيل عن محمد بن الفضيل عن أبي الصباح الكناني عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : ما خلق الله عزوجل خلقا أكرم على الله عزوجل من مؤمن ، لان الملائكة خدام المؤمنين ، وان جوار الله للمؤمنين ، وان الجنة للمؤمنين ، وان الحور العين للمؤمنين ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣٢١ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه‌الله عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله حديث طويل وفيه : يا رسول الله أخبرنا عن على هو أفضل أم ملائكة الله المقربون؟ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

__________________

(١) الباقة : الحزمة من الزهر أو البقل.

١٨٩

وهل شرفت الملائكة الا بحبها لمحمد وعلى وقبول ولايتهما ، انه لا أحد من محبي على عليه‌السلام نظف قلبه من الغش والدغل والعلل ونجاسة الذنوب الا كان أطهر وأفضل من الملائكة.

٣٢٢ ـ وفيه عن أبي عبد الله عليه‌السلام حديث طويل يقول فيه السائل : قلت : الرسول أفضل أم الملك المرسل اليه؟ قال : بل الرسول أفضل.

٣٢٣ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده الى أبي هريرة وعبد الله بن عباس قالا : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في أثناء كلام طويل : أنتم أفضل من الملائكة.

٣٢٤ ـ في اعتقادات الامامية للصدوق عليه الرحمة وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : انا أفضل من جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وجميع الملائكة المقربين ، وانا خير البرية وسيد ولد آدم.

٣٢٥ ـ في محاسن البرقي عنه عن أبيه عن النضر بن سويد عن ابن مسكان عن يعقوب بن شعيب قال : قلت لأبى عبد الله عليه‌السلام (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ) فقال : يدعو كل قرن من هذه الأمة بإمامهم ، قلت : فيجيء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في قرنه وعلى عليه‌السلام في قرنه والحسن عليه‌السلام في قرنه والحسين عليه‌السلام في قرنه الذي هلك بين أظهرهم؟ قال : نعم.

٣٢٦ ـ في عيون الاخبار عن الرضا عليه‌السلام وباسناده قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في قوله تعالى : (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ) قال : يدعى كل قوم بإمام زمانهم ، وكتاب الله وسنة نبيهم.

٣٢٧ ـ في كتاب الخصال باسناده الى الأصبغ بن نباتة قال : أمرنا أمير المؤمنين عليه‌السلام بالمسير الى المدائن من الكوفة ، فسرنا يوم الأحد وتخلف عمرو بن حريث في سبعة نفر ، فخرجوا الى مكان بالحيرة يسمى الخورنق ، فقالوا نتنزه (١) فاذا كان

__________________

(١) نزه الرجل : تباعد عن كل مكروه ، يقال : خرجنا نتنزه إذا خرجوا الى البساتين والخضر والرياض.

١٩٠

الأربعاء خرجنا فلحقنا عليا قبل ان يجمع ، فبينا هم يتغدون إذ خرج عليهم ضب فصادوه فأخذه عمرو بن حريث فنصب كفه وقال : بايعوا هذا أمير المؤمنين ، فبايعه السبعة وعمرو ثامنهم ، وارتحلوا ليلة الأربعاء فقدموا المدائن يوم الجمعة وأمير المؤمنين عليه‌السلام يخطب ولم يفارق بعضهم بعضا وكانوا جميعا حتى نزلوا على باب المسجد ، فلما دخلوا نظر إليهم أمير المؤمنين عليه‌السلام فقال : يا ايها الناس ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أسر الى الف حديث في كل حديث الف باب ، لكل باب الف مفتاح ، وانى سمعت الله جل جلاله يقول : (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ) وانى اقسم لكم بالله ليبعثن يوم القيمة ثمانية نفر يدعون بإمامهم وهو ضب ، ولو شئت ان اسميهم لفعلت ، قال : فلقد رأيت عمرو بن حريث سقط كما تسقط السعفة حياء ولوما.

٣٢٨ ـ في أصول الكافي على بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن عن حماد عن عبد الأعلى قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : السمع والطاعة أبواب الخير السامع المطيع لا حجة عليه ، والسامع العاصي لا حجة له ، وامام المسلمين تمت حجته واحتجاجه يوم يلقى الله عزوجل ، ثم قال : يقول الله تبارك وتعالى : (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ).

٣٢٩ ـ محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن عبد الله غالب عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : لما نزلت هذه الآية (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ) قال المسلمون : يا رسول الله الست امام الناس كلهم أجمعين؟ قال : فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : انا رسول الله الى الناس أجمعين ، ولكن سيكون من بعدي أئمة على الناس من الله من أهل بيتي يقومون في الناس فيكذبون وتظلمهم أئمة الكفر والضلال وأشياعهم ، فمن والاهم واتبعهم وصدقهم فهو منى ، ومعى وسيلقاني الا ومن ظلمهم وكذبهم فليس منى ولا معى وانا منه برىء.

٣٣٠ ـ على بن محمد عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسن بن شمون عن عبد الله ابن عبد الرحمن عن عبد الله بن القاسم بن البطل عن عبد الله بن سنان قال : قلت

١٩١

لابي عبد الله عليه‌السلام : (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ) قال : امامهم الذي بين أظهر هم وهو قائم أهل زمانه.

٣٣١ ـ عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن محمد بن الحسن بن شمون عن عبد الله بن عمرو بن الأشعث عن عبد الله بن حماد الأنصاري عن يحيى بن عبد الله بن الحسن عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يجيء كل غادر بإمام يوم القيمة مائلا شدقه حتى يدخل النار.

٣٣٢ ـ في تفسير على بن إبراهيم أخبرنا احمد بن إدريس قال : حدثنا احمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد بن حماد بن عيسى عن ربعي بن عبد الله عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر عليه‌السلام في قول الله تبارك وتعالى : (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ) قال : يجيء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في قومه وعلى في قومه ، والحسن في قومه ، والحسين في قومه ، وكل من مات بين ظهراني قوم جاؤا معه.

٣٣٣ ـ وقال على بن إبراهيم في قوله : (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ) قال : ذلك يوم القيمة ينادى مناد : ليقم ابو بكر وشيعته وعمر وشيعته ، وعثمان وشيعته ، وعلى وشيعته.

٣٣٤ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليه‌السلام حديث طويل يقول فيه عليه‌السلام وقد ذكر المنافقين وكذلك قوله : «سلام على آل ياسين» لان الله سمى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بهذا الاسم حيث قال : (يس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ) لعلمه انهم يسقطون لا قول «سلام على آل محمد» كما اسقطوا غيره ، وكذلك قال : (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ) ولم يسم بأسمائهم وأسماء آبائهم وأمهاتهم.

٣٣٥ ـ في أمالي الصدوق (ره) باسناده الى أبي عبد الله عليه‌السلام قال : سأل رجل يقال له بشر بن غالب أبا عبد الله الحسين عليه‌السلام فقال : يا بن رسول الله أخبرني عن قول الله عزوجل : (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ) قال : امام دعا الى هدى فأجابوه اليه ، وامام دعا الى ضلالة فأجابوه إليها ، هؤلاء في الجنة ، وهؤلاء في النار ، وهو قوله عزوجل (فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ) والحديث طويل أخذنا موضع الحاجة.

١٩٢

٣٣٦ ـ في الصحيفة السجادية اللهم انك أيدت دينك في كل أوان بإمام أقمته علما لعبادك ، ومنارا في بلادك ، بعد أن وصلت حبلة بحبلك ، وجعلته الذريعة الى رضوانك ، وافترضت طاعته وحذرت معصيته ، وأمرت بامتثال أمره والانتهاء عند نهيه ، ولا يتقدمه متقدم ، ولا يتأخر عنه متأخر.

٣٣٧ ـ في مصباح الشريعة قال الصادق عليه‌السلام : قال الله تعالى : (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ) اى من كان اقتدى بمحق قبل وزكى.

٣٣٨ ـ في الخرائج والجرائح في أعلام أبي محمد العسكري قال أبو هاشم بعد أن روى كرامة له عليه‌السلام فجعلت أفكر في نفسي عظم ما أعطى الله آل محمد ، وبكيت فنظر الى وقال : الأمر أعظم مما حدثت به في نفسك من عظم شأن آل محمد ، فاحمد الله أن يجعلك متمسكا بحبلهم ، تدعى القيمة بهم إذا دعا كل أناس بإمامهم انك على خير.

٣٣٩ ـ في كتاب الرجال للكشي (ره) فضالة بن جعفر عن أبان عن حمزة بن الطيار ان أبا عبد الله عليه‌السلام أخذ بيدي ثم عد الائمة إماما يحسبهم حتى انتهى الى أبي جعفر عليه‌السلام فكف ، فقلت : جعلني الله فداك لو فلقت رمانة فأحللت بعضها وحرمت بعضها لشهدت ان ما حرمت حرام وما أحللت حلال ، فقال : فحسبك ان تقول بقوله وما أنا الا مثلهم ، لي مالهم وعلى ما عليهم ، فان أردت أن تجيء مع الذين قال الله تعالى : (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ) فقل بقوله.

٣٤٠ ـ في تفسير العياشي عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام انه إذا كان يوم القيمة يدعى كل بإمامة الذي مات في عصره ، فان انتبه اعطى كتابه بيمينه لقوله : (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ) فان اوتى كتابه بيمينه (فَيَقُولُ : هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ) الاية والكتاب الامام ، فمن نبذه وراء ظهره كان كما قال نبذوه وراء ظهورهم ، ومن أنكره كان من أصحاب الشمال الذين قال الله : (ما أَصْحابُ الشِّمالِ فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ) الى آخر الاية.

١٩٣

٣٤١ ـ عنه عن محمد بن مسلم عن أحدهما قال : سألته عن قوله (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ) قال : من كان يأتمون به في الدنيا ويؤتى بالشمس والقمر فيقذفان في حميم ومن يعبدهما.

٣٤٢ ـ عن جعفر بن احمد عن الفضل بن شاذان انه وجد مكتوبا بخط أبيه عن أبي بصير قال : أخذت بفخذ أبي عبد الله عليه‌السلام فقلت : أشهد انك امامى ، فقال : اما انه سيدعى كل أناس بإمامهم أصحاب الشمس بالشمس وأصحاب القمر بالقمر وأصحاب النار بالنار ، وأصحاب الحجارة بالحجارة.

٣٤٣ ـ عن عمار الساباطي عن أبي عبد الله عليه‌السلام لا تترك الأرض بغير امام يحل حلال الله ويحرم حرام الله ، وهو قول الله : (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ) ثم قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من مات بغير امام مات ميتة جاهلية فمدوا أعناقهم وفتحوا أعينهم ، فقال أبو عبد الله عليه‌السلام : أليست الجاهلية الجهلاء فلما خرجنا من عنده قال لنا سليمان : هو والله الجاهلية الجهلاء ، ولكن لما رآكم مددتم أعناقكم وفتحتم أعينكم قال لكم كذلك.

٣٤٤ ـ عن بشير الدهان عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : أنتم والله على دين الله ، ثم تلا (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ) ثم قال : على إمامنا ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إمامنا ، كم من امام يجيء يوم القيمة يلعن أصحابه ويلعنونه ، ونحن ذرية محمد ، وامنا فاطمة.

٣٤٥ ـ عن اسمعيل بن همام قال : قال الرضا عليه‌السلام في قول الله : (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ) قال : إذا كان يوم القيمة قال الله : أليس عدل من ربكم أن تولوا كل قوم من تولوا؟ قالوا : بلى ، قال : فيقول تميزوا فيتميزون.

٣٤٦ ـ عن محمد بن حمران عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : ان كنتم تريدون ان تكونوا معنا يوم القيمة لا يلعن بعضنا بعضا فاتقوا الله وأطيعوا. فان الله يقول : (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ).

٣٤٧ ـ في مجمع البيان وروى عن الصادق عليه‌السلام انه قال : ألا تمجدون الله ،

١٩٤

إذا كان يوم القيامة فدعى كل قوم الى من يتولون وفرغنا الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وفرغتم إلينا (١) قال : اين ترون يذهب بكم؟ الى الجنة ورب الكعبة. قالها ثلثا.

٣٤٨ ـ في أصول الكافي على بن محمد عن بعض أصحابه عن آدم بن اسحق عن عبد الرزاق بن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن أبي جعفر عليه‌السلام حديث طويل يقول فيه عليه‌السلام : وليست تشهد الجوارح على مؤمن انما تشهد على من حقت عليه كلمة العذاب ، فأما المؤمن فيعطى كتابه بيمينه ، قال الله عزوجل : «فأما (فَمَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولئِكَ يَقْرَؤُنَ كِتابَهُمْ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً).

٣٤٩ ـ في تفسير على بن إبراهيم (وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً) قال : الجلدة التي في ظهر النواة.

٣٥٠ ـ في عيون الاخبار في باب مجلس للرضا عليه‌السلام مع أهل الأديان والمقالات في التوحيد كلام للرضا عليه‌السلام مع عمران وفيه : إياك وقول الجهال أهل العمى والضلال ، الذين يزعمون ان الله جل وتقدس موجود في الاخرة للحساب والثواب والعقاب ، وليس بموجود في الدنيا للطاعة والرجا ولو كان في الوجود لله عزوجل نقص واهتضام (٢) لم يوجد في الاخرة أبدا ، ولكن القوم تاهوا وعموا عن الحق من حيث لا يعلمون ، وذلك قوله عزوجل : (وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى وَأَضَلُّ سَبِيلاً) يعنى أعمى عن الحقائق الموجودة.

٣٥١ ـ في كتاب الخصال عن أمير المؤمنين عليه‌السلام حديث طويل وفيه يقول عليه‌السلام : أشد العمى من عمى عن فضلنا أو ناصبنا العداوة بلا ذنب سبق اليه منا ، الا أنا دعوناه الى الحق ، ودعاه من سوانا الى الفتنة والدنيا ، فأتاهما ونصب البراءة منا والعداوة.

٣٥٢ ـ في كتاب التوحيد أبي رحمه‌الله قال : حدثنا سعد بن عبد الله قال : حدثنا

__________________

(١) فرغ اليه : قصد.

(٢) الاهتضام : الكسر والنقص.

١٩٥

أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن العلا بن رزين عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه‌السلام في قول الله عزوجل : (وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى) قال : من لم يدله خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار ودوران الفلك والشمس والقمر والآيات العجيبات على ان وراء ذلك أمر أعظم منه (فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى وَأَضَلُّ سَبِيلاً)

٣٥٣ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد عن على بن أبي حمزة عن أبي بصير قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله تعالى : (وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى وَأَضَلُّ سَبِيلاً) قال : ذلك الذي يسوف نفسه الحج يعنى حجة الإسلام حتى يأتيه الموت.

٣٥٤ ـ في تفسير على بن إبراهيم حدثني أبي عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني عن أبي الطفيل عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : جاء رجل الى على بن الحسين فقال له : ان ابن عباس يزعم انه يعلم كل آية نزلت في القرآن في اي يوم نزلت وفيمن نزلت ، فقال أبي عليه‌السلام : سله فيمن نزلت : (وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى وَأَضَلُّ سَبِيلاً) وفيمن نزلت : (وَلا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كانَ اللهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ) وفيمن نزلت : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا) فأتاه الرجل فسأله فقال : وددت ان الذي أمرك بهذا واجهنى به فأسأله عن العرش مم خلقه الله ومتى خلقه وكم هو وكيف هو؟ فانصرف الرجل الى أبي عليه‌السلام فقال أبي : فهل أجابك بالآيات؟ قال : لا ، قال أبي : لكن أجيبك فيها بعلم ونور غير المدعى ولا المنتحل ، واما قوله : (وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى وَأَضَلُّ سَبِيلاً) ففيه نزل وفي أبيه ، واما قوله : (وَلا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ) ففي أبيه نزلت ، واما قوله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا) الآية ففي أبيه نزلت وفينا ولم يكن الرباط الذي أمرنا به وسيكون ذلك من نسلنا المرابط ومن نسله المرابط (١) ، والحديث طويل

__________________

(١) قيل يحتمل ان يكون المراد من قوله عليه‌السلام : «نزلت الاية ... اه» يعنى انهم

١٩٦

ـ أخذنا منه موضع الحاجة.

٣٥٥ ـ وقال أبو عبد الله عليه‌السلام أيضا : (وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى وَأَضَلُّ سَبِيلاً) قال : نزلت فيمن يسوف الحج حتى مات ولم يحج فعمي عن فريضة من فرائض الله

٣٥٦ ـ وفيه خطبة له صلى‌الله‌عليه‌وآله وفيها : وأعمى العمى عمى الضلالة بعد الهدى ، وشر العمى عمى القلب.

٣٥٧ ـ في كتاب ثواب الأعمال رفعه الى أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : تحشر المرجئة عميانا فأقول لهم : ليسوا من امة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، انهم بدلوا فبدل بهم وغيروا فغير ما بهم.

٣٥٨ ـ وفيه باسناده الى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله انه قال : ومن قرأ القرآن ولم يعمل به حشره الله عزوجل يوم القيمة أعمى ، فيقول : (رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً قالَ كَذلِكَ أَتَتْكَ آياتُنا فَنَسِيتَها وَكَذلِكَ الْيَوْمَ تُنْسى) فيؤمر به الى النار ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣٥٩ ـ في تفسير على بن إبراهيم و (إِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنا غَيْرَهُ) قال : يعنى أمير المؤمنين وإذا لاتخذوك خليلا اى صديقا لو أقمت غيره.

٣٦٠ ـ في عيون الاخبار في باب ذكر مجلس الرضا عليه‌السلام عند المأمون في عصمة الأنبياء عليهم‌السلام حديث طويل يقول فيه المأمون للرضا عليه‌السلام : فأخبرنى عن قول الله تعالى : (عَفَا اللهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ) قال الرضا عليه‌السلام : هذا مما نزل بإياك اعنى واسمعي يا جاره (١)

__________________

مأمورون برباطنا وصلننا وقد تركوا ولم يأتمروا وسيكون ذلك في زمان ظهور القائم عليه‌السلام فيرابطنا من بقي من نسلهم فينصرون قائمنا فيكون من نسلنا المرابط بالفتح اعنى القائم عجل الله تعالى فرجه الشريف ومن نسله المرابط بالكسر ويحتمل على هذا الوجه أيضا الكسر فيهما والفتح فتأمل.

(١) هذا مثل يضرب لمن يتكلم بكلام ويريد به شيئا غيره ، وقيل ان أول من قال ذلك سهل بن مالك الزاري ، وقصته مذكورة في كتاب مجمع الأمثال (ج ١ : ٥٠ ط مصر)

١٩٧

خاطب الله تعالى بذلك نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله وأراد به أمته ، وكذلك قوله عزوجل : (لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ) وقوله تعالى : و (لَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً) قال : صدقت يا بن رسول الله.

٣٦١ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن عبد الله بن محمد عن على بن الحكم عن عبد الله بن بكير عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : نزل القرآن بإياك أعنى واسمعي يا جاره.

٣٦٢ ـ وفي رواية اخرى عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : معناه ما عتب الله عزوجل به على نبيه فهو يعنى به ما قد قضى في القرآن مثل قوله : (وَلَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً) عنى بذلك غيره.

٣٦٣ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليه‌السلام مجيبا لبعض الزنادقة وقد قال : ثم خاطبه في أضعاف ما اثنى عليه في الكتاب من الإزراء (١) وانخفاض محله وغير ذلك تهجينه وتأنيبه ما لم يخاطب به أحدا من الأنبياء ، مثل قوله : و (لَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً) والذي بدأ في الكتاب من الإزراء على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله من قربه الملحدين.

٣٦٤ ـ في تفسير العياشي عن أبي يعقوب عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : سألته عن قول الله : (وَلَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً) قال : لما كان يوم الفتح اخرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أصناما من المسجد وكان منها صنم على المروة ، وطلبت اليه قريش ان يتركه ، وكان مستحيا فهم بتركه ، ثم امر بكسره فنزلت هذه الآية.

٣٦٥ ـ عن ابن أبي عمير عمن حدثه عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : ما عاتب الله نبيه فهو يعنى به من قد مضى في القرآن مثل قوله : (وَلَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً) عنى بذلك غيره.

٣٦٦ ـ عن عبد الله بن عثمان البجلي عن رجل ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله اجتمعا عنده وابنتيهما فتكلموا في على وكان من النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أن يلين لهما في بعض القول ، فأنزل الله :

__________________

(١) ازرأه : عابه ووضع من حقه.

١٩٨

ـ (لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً إِذاً لَأَذَقْناكَ ضِعْفَ الْحَياةِ وَضِعْفَ الْمَماتِ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنا نَصِيراً) ثم لا تجد لك مثل على وليا.

٣٦٧ ـ في مجمع البيان (ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنا نَصِيراً) قيل : لما نزلت هذه الآية

قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : اللهم لا تكلني الى نفسي طرفة عين أبدا عن قتادة.

٣٦٨ ـ في تفسير العياشي عن بعض أصحابنا عن أحد هما عليه‌السلام قال : ان الله قضى الاختلاف على خلقه وكان امرا قد قضاه في حكمه كما قضى على الأمم من قبلكم ، وهي السنن والأمثال تجري على الناس فجرت علينا كما جرت على الذين من قبلنا وقول الله حق ، قال الله تبارك وتعالى لمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله : (سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنا وَلا تَجِدُ لِسُنَّتِنا تَحْوِيلاً) (فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ) وقال : لا تبديل لقول الله وقد قضى الله على موسى وهو مع قومه يريهم الآيات والعبر (١) ثم مروا على قوم يعبدون أصناما (قالُوا يا مُوسَى اجْعَلْ لَنا إِلهاً كَما لَهُمْ آلِهَةٌ قالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ) فاستخلف موسى هارون فنصبوا (عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوارٌ فَقالُوا هذا إِلهُكُمْ وَإِلهُ مُوسى) وتركوا هارون ، فقال : (يا قَوْمِ إِنَّما فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي ، قالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنا مُوسى) فضرب لكم أمثالهم وبين لكم كيف صنع بهم. وقال : ان نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لم يقبض حتى أعلم الناس أمر على عليه‌السلام فقال : من كنت مولاه فعلى مولاه وقال : انه منى بمنزلة هارون من موسى غير انه لا نبي بعدي ، وكان صاحب راية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في المواطن كلها ، وكان معه في المسجد يدخل على كل حال ، وكان أول الناس ايمانا به فلما قبض نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان الذي كان لما قضى من الاختلاف ، وعمد عمر فبايع أبا بكر ولم يدفن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بعد ، فلما راى ذلك علي عليه‌السلام وراى الناس قد بايعوا أبا بكر ، خشي ان يفتتن الناس ، ففرغ الى كتاب الله وأخذ بجمعه في مصحف ، فأرسل أبو بكر اليه ان تعال فبايع ، فقال على : لا أخرج حتى أجمع القرآن ، فأرسل اليه مرة

__________________

(١) وفي المصدر «والنذر» مكان «المعبر».

١٩٩

اخرى فقال : لا أخرج حتى افرغ ، فأرسل اليه الثالثة ابن عم له يقال له قنفذ فقامت فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله تحول بينه وبين على عليه‌السلام فضربها فانطلق قبله وليس معه على عليه‌السلام فخشي ان يجمع على الناس ، فأمر بحطب فجعل حوالي بيته ثم انطلق عمر بنار فأراد أن يحرق على على بيته وعلى فاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم ، فلما راى ذلك خرج فبايع كارها غير طائع.

٣٦٩ ـ عن أبي العباس عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله : (سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنا) قال : هي سنة محمد ، ومن كان قبله من الرسل وهي الإسلام.

٣٧٠ ـ في تهذيب الأحكام أحمد بن محمد بن عيسى عن حماد عن حريز عن زرارة عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : سألته عما فرض الله من الصلوة ، فقال : خمس صلوات في الليل والنهار ، فقلت : هل سماهن الله وبينهن في كتابه؟ فقال : نعم ، قال الله عزوجل لنبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله : (أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ) ودلوكها زوالها ، ففي ما بين دلوك الشمس الى غسق الليل أربع صلوات سماهن وبينهن ووقتهن ، وغسق الليل انتصافه ، ثم قال : (وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً) فهذه الخامسة.

٣٧١ ـ في من لا يحضره الفقيه ، وروى بكر بن محمد عن أبي عبد الله عليه‌السلام انه قال : وأول وقت العشاء الآخرة ذهاب الحمرة ، وآخر وقتها الى غسق الليل يعنى نصف الليل.

٣٧٢ ـ في الكافي على بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن يزيد ابن خليفة قال : قلت لابي عبد الله عليه‌السلام : ان عمر بن حنظلة أتانا عنك بوقت ، فقال أبو عبد الله : إذا لا يكذب علينا ، قلت : ذكر انك قلت : أول صلوة افترضها الله على نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله الظهر ، وهو قول الله عزوجل : (أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ) فاذا زالت الشمس لم يمنعك الا سبحتك ثم لا تزال في وقت الى أن يصير الظل قامة وهو آخر الوقت ، فاذا صار الظل قامة دخل وقت العصر فلم تزل في وقت حتى يصير الظل قامتين ، وذلك المساء ، فقال : صدق.

٢٠٠