تفسير نور الثقلين - ج ٣

الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي

تفسير نور الثقلين - ج ٣

المؤلف:

الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي


المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
الموضوع : القرآن وعلومه
الطبعة: ٠
الصفحات: ٦٤٢

قلت : وما الاملاق؟ قال : الإفلاس ثم قال : (وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ).

١٨٨ ـ في تفسير على بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله : (وَلا تَقْرَبُوا الزِّنى إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً) يقول : معصية ومقتا فان الله يمقته ويبغضه قال : وساء سبيلا وهو أشد الناس عذابا ، والزنا من أكبر الكبائر.

١٨٩ ـ في عيون الاخبار في باب ذكر ما كتب به الرضا عليه‌السلام الى محمد بن سنان في جواب مسائله في العلل : وحرم الزنا لما فيه من الفساد من قتل الأنفس وذهاب الأنساب وترك التربية للأطفال ، وفساد المواريث وما أشبه ذلك من وجوه الفساد.

١٩٠ ـ في كتاب الخصال عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن على بن أبي طالب عليه‌السلام عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله انه قال في وصية له : يا على في الزنا ست خصال ، ثلاث منها في الدنيا ، وثلاث في الآخرة : فاما التي في الدنيا فيذهب بالبهاء ، ويعجل الفناء ، ويقطع الرزق ، واما التي في الآخرة فسوء الحساب ، وسخط الرحمن والخلود في النار.

وعن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : للزاني ثلاث في الدنيا وثلاث في الآخرة وذكر نحوه.

عن حذيفة اليماني قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا معشر المسلمين إياكم والزنا ، فان فيه ست خصال وذكر نحوه.

١٩١ ـ أيضا عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إذا فشت أربعة ظهرت أربعة : إذا فشت الزنا ظهرت الزلازل الحديث.

١٩٢ ـ عن على عليه‌السلام قال : أربعة لا يدخل منهن واحدة بيتا الا خرب ولم يعمر :

الخيانة والسرقة وشرب الخمر والزنا.

١٩٣ ـ عن الحلبي قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : المؤمن لا تكون سجيته الكذب ولا البخل ولا الفجور ، ولكن ربما الم من هذا بشيء فلا يدوم عليه ، قيل له :

١٦١

أفيزني؟ قال : نعم هو مفتر تواب ، ولكن لا يولد له من تلك النطفة.

١٩٤ ـ عن جعفر بن محمد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما عجت الأرض الى ربها كعجيجها من ثلثة : من دم حرام يسفك عليها ، واغتسال من زنا ، والنوم عليها قبل طلوع الشمس.

١٩٥ ـ في من لا يحضره الفقيه روى على بن حسان الواسطي عن عمه عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : الكباير سبع ، فينا أنزلت ومنا استحلت ، الى قوله : واما قتل النفس التي حرم الله فقد قتلوا الحسين بن على وأصحابه.

١٩٦ ـ في تفسير العياشي عن معلى بن خنيس عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : سمعته يقول : [من] قتل النفس التي حرم الله فقد قتلوا الحسين عليه‌السلام في أهل بيته.

١٩٧ ـ في الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن القاسم بن عروة عن أبي العباس وغيره عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إذا اجتمع العدة على قتل رجل واحد حكم الوالي ان يقتل أيهم شاوا ، وليس لهم أن يقتلوا أكثر من واحد ، ان الله عزوجل يقول : (وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ).

١٩٨ ـ على بن محمد عن بعض أصحابه عن محمد بن سليمان عن سيف بن عميرة عن اسحق بن عمار قال : قلت لأبي الحسن عليه‌السلام : ان الله عزوجل يقول في كتابه : (وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كانَ مَنْصُوراً) فما هذا الإسراف الذي نهى الله عنه؟ قال : نهى أن يقتل غير قاتله ، أو يمثل بالقاتل قلت : فما معنى قوله : انه كان منصورا؟ قال : واى نصرة أعظم من أن يدفع القاتل الى أولياء المقتول فيقتله ولا تبعة تلزمه من قتله في دين ولا دنيا.

١٩٩ ـ في روضة الكافي على بن محمد عن صالح عن الحجال عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : سألته عن قول الله عزوجل : (وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ) قال : نزلت في الحسين عليه‌السلام لو قتل أهل الأرض به ما كان سرفا.

١٦٢

٢٠٠ ـ في تفسير العياشي جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : نزلت هذه الآية في الحسين عليه‌السلام : (وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ) قاتل الحسين عليه‌السلام (١) ، (إِنَّهُ كانَ مَنْصُوراً) قال : الحسين عليه‌السلام.

٢٠١ ـ عن سلام بن المستنير عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله : (وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كانَ مَنْصُوراً) قال : هو الحسين بن على عليه‌السلام قتل مظلوما ونحن أولياؤه ، والقائم منا إذا قام طلب بثار الحسين فيقتل حتى يقال : قد أسرف في القتل ، وقال النبي (٢) : المقتول ، الحسين عليه‌السلام ووليه القائم ، والإسراف في القتل ان يقتل غير قاتله (إِنَّهُ كانَ مَنْصُوراً) فانه لا يذهب من الدنيا حتى ينتصر برجل من آل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما.

٢٠٢ ـ عن ابى العباس قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن رجلين قتلا رجلا؟ قال : يخير وليه ان يقتل أيهما شاء ويغرم الباقي نصف الدية أعنى دية المقتول ، فيرد على ذريته وكذلك ان قتل رجل امرأة ان قبلوا دية المرأة فذلك ، وان أبي أولياؤها الا قتل قاتلها غرموا نصف دية الرجل وقتلوه ، وهو قول الله : (فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ).

عن حمران عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : وقد قال الله : (وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً) نحن أولياء الحسين بن على عليه‌السلام والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٠٣ ـ في من لا يحضره الفقيه روى منصور بن حازم عن هشام عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : انقطاع اليتم الاحتلام وهو أشده.

__________________

(١) هذا هو الظاهر الموافق للمصدر وللمنقول عنه في البحار وغيره ، وفي الأصل «قال الحسين (ع)» وفي نسخة «قال الحسن (ع)».

(٢) كذا في الأصل وفي نسخة «المسى» وهكذا في المصدر ، وفي تفسير البرهان «الشيء» وقد خلت نسخة البحار عن هذه اللفظة رأسا. ولما لم أهتد الى صحيح اللفظة فتركتها على ما في الأصل مع ذكر ما في غيره من النسخ.

١٦٣

٢٠٤ ـ وروى الحسن بن على الوشا عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إذا بلغ الغلام أشده ، ثلاث عشرة سنة ودخل في الأربع عشرة سنة وجب عليه ما وجب في المحتلمين احتلم أو لم يحتلم ، وكتبت له الحسنات ، وجاز له كل شيء الا أن يكون ضعيفا أو سفيها. قال عز من قائل : (وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كانَ مَسْؤُلاً).

٢٠٥ ـ في كتاب الخصال عن عنبسة بن مصعب قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : ثلثة لم يجعل الله تعالى لأحد من الناس فيهن رخصة ، الى قوله عليه‌السلام : والوفاء بالعهد للبر والفاجر.

٢٠٦ ـ في تفسير على بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : القسطاس المستقيم هو الميزان ، له لسان وفيه قوله : (وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ) قال : لا ترم أحدا بما ليس لك به علم ، وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من بهت مؤمنة أقيم في طينة خبال (١) أو يخرج مما قال.

٢٠٧ ـ في من لا يحضره الفقيه وقال رجل للصادق عليه‌السلام : ان لي جيرانا ولهم جوار يتغنين ويضربن بالعود ، فربما دخلت المخرج فأطيل الجلوس استماعا منى لهن؟ فقال له الصادق عليه‌السلام : تالله أنت! أما سمعت الله يقول : (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً) فقال الرجل : كأنى لم أسمع بهذه الآية من كتاب الله عزوجل من عربي ولا عجمي ، ولا جرم انى قد تركتها وانا أستغفر الله تعالى ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٠٨ ـ في عيون الاخبار باسناده الى عبد العظيم بن عبد الله الحسنى قال : حدثني سيدي على بن محمد بن على الرضا عن أبيه محمد بن على عن أبيه الرضا عن آبائه عن الحسين ابن على عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ان أبا بكر منى بمنزلة السمع وان عمر منى بمنزلة البصر وان عثمان منى بمنزلة الفؤاد ، فلما كان من الغدد دخلت عليه وعنده أمير المؤمنين عليه‌السلام

__________________

(١) طينة خبال : ما سال من خلود أهل النار يوم القيامة كما في الحديث.

١٦٤

وأبو بكر وعمر وعثمان فقلت : يا أبه سمعتك تقول في أصحابك هؤلاء قولا فما هو؟ فقال : نعم ، ثم أشار إليهم فقال : هم السمع والبصر والفؤاد ، وسيسئلون عن وصيي هذا وأشار الى على بن أبي طالب ثم قال : ان الله عزوجل يقول : (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً) ثم قال : وعزة ربي ان جميع أمتي لموقوفون يوم القيمة ومسئولون عن ولايته ، وذلك قول الله عزوجل : (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ).

٢٠٩ ـ في كتاب علل الشرائع محمد بن موسى بن المتوكل رضى الله عنه قال : حدثنا على بن الحسين السعد السعدآبادي عن احمد بن أبي عبد الله البرقي عن عبد الله البرقي عن عبد العظيم بن عبد الله الحسنى قال : حدثني على بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر عن أبيه عليه‌السلام قال : قال على بن الحسين عليه‌السلام : ليس لك أن تتكلم بما شئت ، لان الله عزوجل يقول : (وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ) ولان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : رحم الله عبدا قال خيرا فغنم ، أو صمت فسلم ، وليس لك أن تسمع ما شئت لان الله عزوجل يقول : (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢١٠ ـ في أصول الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن يزيد قال : حدثنا أبو عمر والزبيري عن أبي عبد الله عليه‌السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيه عليه‌السلام بعد ان قال : ان الله تبارك وتعالى فرض الايمان على جوارح ابن آدم وقسمه عليها ، وفرقه فيها ، ثم نظم ما فرض على القلب واللسان والبصر في آية اخرى فقال : (وَما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ) يعنى بالجلود الفروج والأفخاذ ، وقال : (وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً) فهذا ما فرض على العينين من غض البصر عما حرم الله وهو عملها وهو من الايمان.

٢١١ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه ، ومحمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى جميعا عن البرقي عن النضر بن سويد عن يحيى بن عمران الحلبي

١٦٥

عن عبد الله عن الحسن بن هارون قال : قال لي أبو عبد الله عليه‌السلام : (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً) قال : يسأل السمع عما سمع ، والبصر عما نظر اليه ، والفؤاد عما عقد عليه.

٢١٢ ـ في الكافي على بن إبراهيم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن زياد قال : كنت عند أبي عبد الله عليه‌السلام فقال له رجل : بابى أنت وأمي انى أدخل كنيفا ولى جيران وعندهم جوار يتغنين وذكر الى آخر ما نقلنا عن من لا يحضره الفقيه.

في تفسير العياشي عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : كنت عند أبي عبد الله عليه‌السلام فقال له رجل : بأبى وأمي اني ادخل كنيفا ولي جيران يتغنين وذكر الى آخر ما نقلنا عنه أيضا.

٢١٣ ـ عن الحسن قال : كنت أطيل الجلوس في المخرج لأسمع غناء بعض الجيران ، قال : فدخلت على أبي عبد الله عليه‌السلام فقال لي : يا حسن (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً) السمع وما وعى ، والبصر وما راى ، والفؤاد وما عقد عليه.

٢١٤ ـ عن الحسن بن هارون عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله : (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً) قال : السمع عما يسمع ، والبصر عما يطرف (١) والفؤاد عما عقد عليه.

٢١٥ ـ في مصباح الشريعة قال الصادق عليه‌السلام : ومن نام بعد فراغه من أدار الفرايض والسنن والواجبات من الحقوق فذلك قوم محمود ، وانى لأعلم لأهل زماننا هذا شيئا إذا أتوا بهذه الخصال أسلم من النوم ، لان الخلق تركوا مراعاة دينهم ومراقبة أحوالهم ، وأخذوا شمال الطريق ، والعبد ان اجتهد أن لا يتكلم كيف يمكنه ان لا يسمع الا ما هو مانع له من ذلك ، وان النوم من احدى الآيات قال الله عزوجل : (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً).

__________________

(١) طرفت عينه : تحركت بالنظر.

١٦٦

٢١٦ ـ في تفسير على بن إبراهيم حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تزول قدم عبد يوم القيمة من بين يدي الله عزوجل حتى يسأله عن أربع خصال : عمرك فيما أفنيته ، وجسدك فيما أبليته ، ومالك من أين كسبته وأين وضعته ، وعن حبنا أهل البيت.

٢١٧ ـ في أصول الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم ابن يزيد قال : حدثنا أبو عمر والزبيري عن أبي عبد الله عليه‌السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيه عليه‌السلام بعد أن قال : ان الله تبارك وتعالى فرض الايمان على جوارح ابن آدم وقسمه عليها ، وفرقه فيها ، وفرض على الرجلين ان لا يمشى بهما الى شيء من معاصي الله ، وفرض عليهما المشي الى ما يرضى الله عزوجل فقال : (وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبالَ طُولاً).

٢١٨ ـ في من لا يحضره الفقيه قال أمير المؤمنين عليه‌السلام لابنه محمد بن الحنفية : وفرض على الرجلين أن تنقلهما في طاعته ، وان لا تمشي بها مشية عاص ، فقال عزوجل : (وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبالَ طُولاً كُلُّ ذلِكَ كانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً).

٢١٩ ـ في عيون الاخبار في باب ذكر مجلس للرضا عليه‌السلام عند المأمون في عصمة الأنبياء عليهم‌السلام حديث طويل يقول فيه : ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قصد دار زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي في أمر أراده ، فرأى امرأته تغتسل فقال لها : سبحان الذي خلقك ، وانما أراد بذلك تنزيه الله تعالى عن قول من زعم ان الملائكة بنات الله ، فقال الله عزوجل : (أَفَأَصْفاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلائِكَةِ إِناثاً) لكم (لَتَقُولُونَ قَوْلاً عَظِيماً) فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لما رآها تغتسل : سبحان الذي خلقك أن يتخذ ولدا يحتاج الى هذا التطهير والاغتسال.

٢٢٠ ـ في تفسير العياشي عن على بن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه‌السلام : و (لَقَدْ صَرَّفْنا فِي هذَا الْقُرْآنِ) يعنى ولقد ذكرنا عليا في القرآن وهو الذكر فما زادهم

١٦٧

الا نفورا.

٢٢١ ـ في تفسير على بن إبراهيم قوله : (وَما يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُوراً) قال. ذا سمعوا القرآن ينفروا عنه ويكذبوه ، ثم احتج عزوجل على الكفار الذين يعبدون الأوثان فقال : قل لهم يا محمد (لَوْ كانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَما يَقُولُونَ إِذاً لَابْتَغَوْا إِلى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً) قالوا : لو كانت الأصنام آلهة كما تزعمون لصعدوا الى العرش ، ثم قال أنفة (١) لذلك (سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيراً).

٢٢٢ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن على بن أسباط عن داود الرقى عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : سألته عن قول الله عزوجل : (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ) قال : تنقض الجدر تسبيحها.

٢٢٣ ـ في تفسير العياشي عن أبي الصباح عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قلت : قول الله : (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ) قال : كل شيء يسبح بحمده ، وانا لنرى أن ينقض الجدار هو تسبيحها.

٢٢٤ ـ وفي رواية الحسين بن أبي سعيد عنه (إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ) قال : كل شيء يسبح بحمده ، وقال : انا لنرى أن ينقض الجدار وهو تسبيحها.

٢٢٥ ـ عن زرارة قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله : (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ) فقال : ما ترى أن تنقض الحيطان تسبيحها.

٢٢٦ ـ عن الحسن النوفلي عن السكوني عن جعفر بن محمد عن أبيه عليه‌السلام قال : نهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عن أن توسم البهائم في وجوهها : وأن تضرب وجوهها لأنها تسبح بحمد ربها.

٢٢٧ ـ عن اسحق بن عمار عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : ما من طير يصاد في بر ولا بحر ، ولا شيء يصاد من الوحش الا بتضييعه التسبيح.

٢٢٨ ـ عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن أبيه عليه‌السلام انه دخل عليه

__________________

(١) اى تنزيها.

١٦٨

رجل فقال : فداك أبي وأمي انى أجد الله يقول في كتابه : (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ) فقال له : هو كما قال ، فقال : أتسبح الشجر اليابسة؟ فقال : نعم ، أما سمعت خشب البيت كيف ينقض؟ وذلك تسبيحه فسبحان الله على كل حال.

٢٢٩ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن على عليهم‌السلام قال : ان يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لأمير المؤمنين عليه‌السلام : فان إبراهيم عليه‌السلام حجب عن نمرود بحجب ثلث فقال على عليه‌السلام : لقد كان كذلك ومحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله حجب عمن أراد قتله بحجب خمس الى قوله : ثم قال : (وَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجاباً مَسْتُوراً) فهذا الحجاب الرابع وستقف على تمام الكلام إنشاء الله عند قوله تعالى : (وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا) الآية.

٢٣٠ ـ في مجمع البيان عند قوله تعالى : (فِي جِيدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ) عن شعيب ابن المسيب ويروى عن أسماء بنت أبي بكر قالت : لما نزلت هذه السورة أقبلت العوراء أم جميل بنت حرب ولها ولولة وفي يدها فهر (١) وهي تقول : «مذمم أبينا ودينه قلينا (٢) وامره عصينا» والنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله جالس في المسجد ومعه أبو بكر ، فلما رآها أبو بكر قال : يا رسول الله قد أقبلت وأنا أخاف ان تراك ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : انها لا تراني ، وقرء قرآنا فاعتصم به كما قال ، وقرء : (وَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجاباً مَسْتُوراً) فوقفت على أبي بكر ولم تر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، الحديث.

٢٣١ ـ في أصول الكافي على بن محمد عن إبراهيم الأحمر عن عبد الله بن حماد عن عبد الله بن سنان عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : اقرؤا القرآن بألحان العرب وأصواتها ، وإياكم ولحون أهل الفسوق وأهل الكبائر ، فانه سيجيء من بعدي أقوام يرجعون القرآن ترجيع الغنا والنوح والرهبانية لا يجوز تراقيهم ، قلوبهم مقلوبة

__________________

(١) الفهر ـ بكسر الفاء ـ : الحجر قدر ما يدق به الجوز ، أو يملأ الكف.

(٢) من القلى بمعنى البغض.

١٦٩

وقلوب من يعجبه شأنهم.

٢٣٢ ـ على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : ان القرآن نزل بالحزن فاقرأوه بالحزن.

٢٣٣ ـ على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن على بن أبي حمزة عن أبي بصير قال : قلت لأبي جعفر عليه‌السلام : (إِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ) فرفعت به صوتي جاءني الشيطان فقال : انما ترائى بهذا أهلك والناس! قال : يا با محمد اقرأ قراءة ما بين القراءتين ، تسمع أهلك ورجع بالقرآن صوتك ، فان الله عزوجل يحب الصوت الحسن يرجع به ترجيعا.

٢٣٤ ـ على بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : ان الرجل الأعجمي من أمتي ليقرء القرآن بعجميته فترفعه الملائكة على عربيته.

٢٣٥ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن بعض أصحابه عن أبي الحسن عليه‌السلام قال : قلت له : جعلت فداك انا نسمع الآيات في القرآن ليس هي عندنا كما نسمعها ، ولا نحسن ان نقرأها كما بلغنا عنكم ، فهل نأثم؟ فقال : لا اقرأوا كما تعلمتم ، فسيجيئكم من يعلمكم.

٢٣٦ ـ محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن عبد الرحمن بن أبي هاشم عن سالم ابن سلمة قال : قرأ رجل على أبي عبد الله عليه‌السلام وانا أسمع ، حروفا من القرآن ليس على ما يقرؤها الناس ، فقال ابو عبد الله عليه‌السلام : كف عن هذه القراءة اقرأ كما يقرأ الناس حتى يقوم القائم عليه‌السلام ، فاذا قام القائم قرء كتاب الله عزوجل على حده ، واخرج المصحف الذي كتبه علي عليه‌السلام ، وقال : أخرجه علي عليه‌السلام الى الناس حين فرغ منه وكتبه فقال لهم : هذا كتاب الله عزوجل كما أنزله الله على محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله قد جمعته من اللوحين ، فقالوا : هو ذا عندنا مصحف جامع فيه القرآن لا حاجة لنا فيه ، فقال : اما والله ما ترونه بعد يومكم هذا أبدا ، انما كان على أن أخبركم حين جمعته لتقرءوه.

١٧٠

٢٣٧ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسن بن الجهم عن إبراهيم ابن مهزم عن رجل سمع أبا الحسن عليه‌السلام يقول : إذا خفت أمرا فاقرأ مأة آية من القرآن من حيث شئت ثم قل : اللهم اكشف عنى البلاء.

٢٣٨ ـ على بن إبراهيم عن أبيه عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقري عن حفص قال : سمعت موسى بن جعفر عليه‌السلام يقول لرجل : أتحب البقاء في الدنيا؟ فقال : نعم ، فقال : ولم؟ قال : لقراءة (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) ، فسكت عنه فقال له بعد ساعة : يا حفص من مات من أوليائنا وشيعتنا ولم يحسن القرآن علم في قبره ليرفع الله به من درجته ، فان درجات الجنة على عدد آيات القرآن ، يقال له : اقرء وارق فيقرأ ثم يرقى ، قال حفص : فما رأيت أحدا أشد خوفا على نفسه من موسى بن جعفر ، ولا أرجا للناس منه ، وكان قراءته حزنا ، فاذا قرأ فكأنه يخاطب إنسانا.

٢٣٩ ـ على بن إبراهيم عن أبيه وعدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد وسهل بن زياد جميعا عن ابن محبوب عن مالك بن عطية عن يونس بن عمار قال : قال أبو عبد الله : ان الدواوين يوم القيمة ثلثة : ديوان فيه النعم ، وديوان فيه الحسنات ، وديوان فيه السيئات ، فيقابل بين ديوان النعم وديوان الحسنات فتستغرق عامة الحسنات ، ويبقى ديوان السيئات فيدعى بابن آدم المؤمن للحساب فيتقدم القرآن امامه في أحسن الصورة فيقول : يا رب انا القرآن وهذا عبدك المؤمن ، قد كان يتعب نفسه بتلاوتي ، ويطيل ليله بترتيلي ، وتفيض عيناه إذا تهجد فأرضه كما أرضانى ، قال : فيقول العزيز الجبار : عبدي ابسط يمينك ، فيملؤها من رضوان الله العزيز الجبار ، ويملأ شماله من رحمة الله ، ثم يقال : هذه الجنة مباحة لك اقرأ واصعد ، فاذا قرأ آية صعد درجة.

٢٤٠ ـ في كتاب الخصال عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : سبعة لا يقرءون القرآن : الراكع والساجد وفي الكنيف وفي الحمام والجنب والنفساء والحائض.

٢٤١ ـ وفي عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه‌السلام من خبر الشامي وما

١٧١

سأل عنه أمير المؤمنين عليه‌السلام في جامع الكوفة حديث طويل وفيه : سأله كم حج آدم عليه‌السلام من حجة؟ فقال له : سبعين حجة ماشيا على قدمه ، وأول حجة حجها كان معه الصرد (١) يدله على مواضع الماء ، وخرج معه من الجنة وقد نهى عن أكل الصرد والخطاف (٢) وسأله ما باله لا يمشى؟ قال : لأنه ناح على بيت المقدس فطاف حوله أربعين عاما يبكى عليه ولم يزل يبكى مع آدم عليه‌السلام ، فمن هناك سكن البيوت ومعه آيات من كتاب الله تعالى مما كان آدم يقرأها في الجنة ، وهي معه الى يوم القيمة ، ثلاث آيات من أول الكهف وثلاث آيات من (سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى) وهي : (وَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ) وثلاث آيات من يس وهي : (وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا).

٢٤٢ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه‌الله وعن أمير المؤمنين عليه‌السلام حديث طويل وفيه : ولو علم المنافقون لعنهم الله ما عليهم من ترك هذه الآيات التي بينت لك تأويلها لأسقطوها مع ما أسقطوا منه ، ولكن الله تبارك اسمه ماض حكمه بإيجاب الحجة على خلقه ، كما قال : (فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ) أغشى أبصارهم وجعل على قلوبهم أكنة عن تأمل ذلك ، فتركوه وحجبوا عن تأكيد الملتبس بابطاله فالسعداء يتنبهون عليه والأشقياء يعمهون عنه.

٢٤٣ ـ في روضة الكافي أحمد بن محمد الكوفي عن على بن الحسين بن على عن عبد الرحمن بن ابى نجران عن هارون عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال لي : كتموا «بسم الله الرحمن الرحيم» فنعم والله الأسماء كتموها كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا دخل الى منزله واجتمعت عليه قريش يجهر ب بسم الله الرحمن الرحيم ويرفع بها صوته ، فتولى قريش فرارا ، فأنزل الله عزوجل في ذلك (وَإِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً).

٢٤٤ ـ في مجمع البيان وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ان الله تعالى من على بفاتحة

__________________

(١) الصرد : طائر ضخم الرأس يصطاد العصافير.

(٢) الخطاف : طائر إذا راى ظله في الماء أقبل اليه ليتخطفه.

١٧٢

الكتاب فيها من كنز الجنة (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ، الآية التي يقول الله تعالى : (وَإِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً).

٢٤٥ ـ في تفسير على بن إبراهيم وعن ابن أذينة قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) أحق ما أجهر ، وهي الآية التي قال الله عزوجل : (وَإِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً).

٢٤٦ ـ وفيه قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا صلى تهجد بالقرآن ويستمع له قريش لحسن صوته (١) فكان إذا قرأ (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) فروا عنه.

٢٤٧ ـ في تفسير العياشي عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ويرفع صوته بها ، فاذا سمعها المشركون ولوا مدبرين ، فأنزل الله : (وَإِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً).

٢٤٨ ـ عن زيد بن على قال : دخلت على على بن جعفر فذكر (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) فقال : تدري ما نزل في (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)؟ فقلت : لا ، فقال : ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان أحسن الناس صوتا ، وكان يصلى بفناء القبلة فرفع صوته وكان عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وأبو جهل بن هشام وجماعة منهم يستمعون قراءته ، قال : وكان يكثر ترداد (٢) (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) فيرفع بها صوته ، قال : فيقولون ان محمدا ليردد اسم ربه تردادا انه ليحبه ، فيأمرون من يقوم فيتسمع عليه ، ويقولون : إذا جاءت (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) فأعلمنا حتى نقوم فنستمع قراءته ، فأنزل الله : (وَإِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ) (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) (وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً).

٢٤٩ ـ عن زرارة عن أحدهما عليهما‌السلام قال في (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) قال : هو أحق ما جهر به ، وهي الآية التي قال الله (وَإِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ) (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

__________________

(١) وفي المصدر «لحسن قراءته» مكان «لحسن صوته».

(٢) وفي المصدر «قراءة» مكان «ترداد».

١٧٣

وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً) كان المشركون يستمعون الى قراءة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فاذا قرء (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) نفروا وذهبوا ، وإذا فرغ منه عادوا وتسمعوا.

٢٥٠ ـ عن منصور بن حازم عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا صلى بالناس جهر ببسم (اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) فتخلف من خلفه من المنافقين عن الصفوف ، فاذا جازها في السورة عادوا الى مواضعهم ، وقال بعضهم لبعض : انه ليردد اسم ربه تردادا انه ليحب ربه ، فأنزل الله (وَإِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً).

٢٥١ ـ عن أبي حمزة الثمالي قال : قال لي أبو جعفر عليه‌السلام : يا ثمالي ان الشيطان ليأتى قرين الامام فيسأله هل ذكر ربه؟ فان قال : نعم ، اكتسع (١) فذهب ، وان قال : لا ، ركب كتفه وكان امام القوم حتى ينصرفون ، قال : قلت : جعلت فداك وما معنى قوله : ذكر ربه؟ قال : الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم.

٢٥٢ ـ عن الحلبي عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : جاء أبي بن خلف (٢) فأخذ

__________________

(١) اكتسع الخيل بأذلها. أدخلها بين رجليه ، واللفظ كناية.

(٢) أبى بن خلف من مشركي مكة وأعداء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهو الذي قال له صلى‌الله‌عليه‌وآله يوما بمكة : ان عندي فرسا أعلفه كل يوم فرقا ـ وهو مكبال ـ من ذرة أقتلك عليه ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : بل أنا أقتلك إنشاء الله ، فكان من قصته انه خرج الى المدينة مع من خرج بحرب المسلمين في وقعة أحد ، فلما هزم المسلمون وبقي مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حربة رجل من أصحابه ـ وهو الحارث بن الصمة ـ ثم استقبله فطعنه في عنقه طعنة تحرك منها عن فرسه مرارا ، فرجع الى قريش وهو يخور كما يخور الثور وقد خدش في عنقه خدشا غير كبير ، فاحتقن الدم وقال : قتلني والله محمد ، قالوا : ذهب والله فؤادك ، والله ما بك بأس! قال : لو كانت الطعنة بربيعة ومضر لقتلهم ، أليس انه قد كان بمكة قال لي : انا أقتلك ، فو الله لو بصق بعد تلك المقالة لقتلني ، فلم يلبث الا يوما أو بعض يوم حتى مات ، فقيل : مات بسرف وهو موضع على ستة أيمال من مكة وفي ذلك يقول حسان بن ثابت الأنصاري شاعر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله :

١٧٤

عظما باليا من حائط ففته (١) ثم قال : يا محمد (إِذا كُنَّا عِظاماً وَرُفاتاً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً) فأنزل الله : (مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ).

٢٥٣ ـ في تفسير على بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : الخلق الذي يكبر في صدورهم الموت.

قال عز من قائل : (وَلَقَدْ فَضَّلْنا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلى بَعْضٍ).

٢٥٤ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده الى عبد الله بن صالح عن أبيه عن آبائه عن على بن أبي طالب عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما خلق الله خلقا أفضل منى ولا أكرم منى ، قال علي عليه‌السلام : فقلت : يا رسول الله أفأنت أفضل أم جبرئيل؟ فقال عليه‌السلام : ان الله تبارك وتعالى فضل أنبياءه المرسلين على ملائكته المقربين ، وفضلني على جميع النبيين والمرسلين ، والفضل بعدي لك يا على ، وللائمة من ولدك فان الملائكة لخدامنا وخدام محبينا ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٥٥ ـ وباسناده الى صالح بن سهل عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : ان بعض قريش قال لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : بأى شيء سبقت الأنبياء وفضلت عليهم وأنت بعثت آخرهم وخاتمهم؟ قال : انى كنت أول من أقر بربي جل جلاله وأول من أجاب حيث أخذ الله ميثاق النبيين (وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى) فكنت أول نبي قال : بلى ، فسبقتهم الى الإقرار بالله عزوجل.

٢٥٦ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عن محمد بن يحيى

__________________

لقد ورث الضلالة من أبيه

أبى حين بارزه الرسول

أتيت اليه تحمل منه عضوا

وتوعده وأنت به جهول

وفي نسخة [أجئت محمدا عظما ميما

لتكذبه وأنت به جهول]

وقد نالت بنو النجار منكم

امية إذ يغوث يا عقيل

الى آخر الأبيات. راجع ديوانه ص : ٣٤٠ ط مصر.

(١) فت الشيء : دقه وكسره بالأصابع.

١٧٥

الخثعمي عن هشام عن ابن ابى يعفور قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : سادة النبيين والمرسلين خمسة ، وهم أولوا العزم من الرسل ، وعليهم دارت الرحا : نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وعلى جميع الأنبياء.

٢٥٧ ـ في الخرائج والجرائح باسناده الى أبي عبد الله عليه‌السلام قال : ان الله فضل أولى العزم من الرسل على الأنبياء بالعلم ، وفضلنا عليهم في فضلهم وعلم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ما لا يعلمون ، وعلمنا علم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فروينا لشيعتنا ، فمن قبله منهم فهو أفضلهم ، وأينما نكون فشيعتنا معنا.

٢٥٨ ـ في عيون الاخبار باسناده الى الرضا عليه‌السلام حديث طويل يقول فيه عليه‌السلام وقد ذكر نوحا وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله عليهم فهؤلاء الخمسة أولوا العزم ، وهم أفضل الأنبياء والرسل عليهم‌السلام.

٢٥٩ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن عبد الرحمن بن أبي نجران وابن فضال عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : كان يقول عند العلة : اللهم انك عيرت أقواما فقلت : (قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلا تَحْوِيلاً) فيا من لا يملك كشف ضري ولا تحويله عنى أحد غيره ، صل على محمد وآل محمد واكشف ضري وحوله الى من يدعو معك إلها آخر لا اله غيرك. قال عز من قائل و (يَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخافُونَ عَذابَهُ)

٢٦٠ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن على بن حديد عن منصور بن يونس عن الحارث بن المغيرة أو أبيه عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قلت له : ما كان في وصية لقمان؟ قال : كان فيها الأعاجيب ، وكان أعجب ما فيها ان قال لابنه : خف الله عزوجل خيفة لو جئته ببر الثقلين لعذبك ، وارج الله رجاء لو جئته بذنوب الثقلين لرحمك ثم قال أبو عبد الله عليه‌السلام : كان أبي يقول : انه ما من عبد مؤمن الا وفي قلبه نوران : نور خيفة ونور رجاء لو وزن هذا لم يزد على هذا ولو وزن هذا لم يزد على هذا.

١٧٦

٢٦١ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن الهيثم بن واقد قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : من خاف الله أخاف الله منه كل شيء ، ومن لم يخف الله أخافه الله من كل شيء.

٢٦٢ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن حمزة بن عبد الله الجعفري عن جميل بن دراج عن أبي حمزة قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام من عرف الله خاف الله ، ومن خاف الله سخت نفسه (١) عن الدنيا.

٢٦٣ ـ عنه عن ابن أبي نجران عمن ذكره عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال : قلت له : قوم يعملون بالمعاصي ويقولون نرجو ، فلا يزالون كذلك حتى يأتيهم الموت؟ فقال هؤلاء قوم يترجحون في الأماني (٢) كذبوا ، ليسوا براجين من رجا شيئا طلبه ومن خاف من شيء هرب منه.

٢٦٤ ـ ورواه على بن محمد رفعه قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : ان قوما من مواليك يلمون بالمعاصي (٣) ويقولون نرجو ، فقال : كذبوا ليسوا لنا بموالي ، أولئك قوم ترجحت بهم الأماني. ومن رجا شيئا عمل له ، ومن خاف من شيء هرب منه

٢٦٥ ـ عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن بعض أصحابه عن صالح بن حمزة رفعه قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : ان حب الشرف والذكر (٤) لا يكونان في قلب الخائف الراهب.

٢٦٦ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن النعمان عن حمزة بن حمران قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام قال : ان مما حفظ من خطب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله انه قال : ايها الناس ان لكم معالم فانتهوا الى معالمكم وان لكم نهاية فانتهوا الى نهايتكم ، الا ان المؤمن يعمل بين مخافتين : بين أجل قد مضى لا يدرى ما الله صانع فيه ، وبين أجل قد بقي

__________________

(١) اى تركها.

(٢) قال المحدث الكاشاني (ره) في الوافي : الترجح : الميل ، يعنى مالت بهم عن الاستقامة أمانيهم الكاذبة.

(٣) لم به والم : نزل. والم بالذنب : قارب أو باشر اللمم ، واللمم : صغار الذنوب.

(٤) اى حب إلجاء والرياسة والمدح والشهرة.

١٧٧

لا يدرى ما الله قاض فيه ، فليأخذ العبد المؤمن من نفسه لنفسه ، ومن دنياه لآخرته ، وفي الشيبة قبل الكبر ، وفي الحيوة قبل الممات ، فو الله الذي نفس محمد بيده ما بعد الدنيا من مستعتب (١) وما بعدها من دار الا الجنة أو النار.

٢٦٧ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن سنان عن ابن مسكان عن الحسين بن أبي سارة ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يكون خائفا راجيا ، ولا يكون راجيا حتى يكون عاملا لما يخاف ويرجو.

٢٦٨ ـ على بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن فضيل بن عثمان عن أبي عبيدة الحذاء عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : المؤمن بين مخافتين : ذنب قد مضى لا يدرى ما صنع الله فيه ، وعمر قد بقي لا يدرى ما يكتب فيه من المهالك ، فهو لا يصبح الا خائفا ولا يصلحه الا الخوف.

٢٦٩ ـ في تفسير على بن إبراهيم حدثنا أحمد بن محمد عن المعلى بن محمد عن على بن محمد عن بكر بن صالح عن جعفر بن يحيى عن على بن النضر عن أبي عبد الله عليه‌السلام وذكر حديثا طويلا يذكر فيه لقمان ووعظه لابنه وفيه : يا بنى لو استخرج قلب المؤمن فشق لوجد فيه نوران : نور للخوف ونور للرجا ، لو وزنا لما رجح أحدهما على الآخر بمثقال ذرة.

٢٧٠ ـ في من لا يحضره الفقيه وسئل عن قول الله عزوجل : (وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوها قَبْلَ يَوْمِ الْقِيامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوها عَذاباً شَدِيداً) قال : هو الفناء بالموت.

٢٧١ ـ في تفسير العياشي عن محمد بن مسلم قال : سئلت أبا جعفر عليه‌السلام : (وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوها قَبْلَ يَوْمِ الْقِيامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوها عَذاباً شَدِيداً) قال : انما امة محمد من الأمم ، فمن مات فقد هلك.

٢٧٢ ـ عن ابن سنان عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله : (وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوها قَبْلَ يَوْمِ الْقِيامَةِ) قال : بالقتل والموت وغيره (٢).

__________________

(١) المستعتب : موضع الاستعتاب اى طلب الرضا.

(٢) وفي المصدر «قال : هو الفناء بالموت أو غيره».

١٧٨

٢٧٣ ـ في تفسير على بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله : (وَما مَنَعَنا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآياتِ) وذلك ان محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله سئل قومه أن يأتيهم بآية فنزل جبرئيل فقال : ان الله يقول : (وَما مَنَعَنا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآياتِ) الى قوله (إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ) وكنا إذا أرسلنا الى قرية آية فلم يؤمنوا بها أهلكناهم ، فلذلك آخرنا عن قومك الآيات.

٢٧٤ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن الحسن بن على عليه‌السلام حديث طويل يقول فيه عليه‌السلام لمروان بن الحكم : أما أنت يا مروان فلست انا سبيتك ولا سبيت أباك ، ولكن الله عزوجل لعنك ولعن أباك ولعن أهل بيتك وذريتك ، وما خرج من صلب أبيك الى يوم القيمة على لسان نبيه محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، والله يا مروان ما تنكر أنت ولا أحد ممن حضر هذه اللعنة من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ولأبيك من قبلك ، وما زادك الله يا مروان بما خوفك الا طغيانا كبيرا ، وصدق الله وصدق رسوله ، يقول الله تبارك وتعالى : (وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَما يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْياناً كَبِيراً) وأنت يا يا مروان وذريتك (الشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ).

٢٧٥ ـ عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعن أمير المؤمنين عليه‌السلام حديث طويل وفيه : وجعل أهل الكتاب القائمين به والعاملين بظاهره وباطنه من شجرة (أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي السَّماءِ تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها) ، اى يظهر مثل هذا العلم المحتملة في الوقت بعد الوقت ، وجعل اعدائها أهل الشجرة الملعونة الذين حاولوا إطفاء نور الله بأفواههم ، ويأبى الله الا ان يتم نوره ، ولو علم المنافقون لعنهم الله ما عليهم من ترك هذه الآيات التي بينت لك تأويلها لأسقطوها مع ما اسقطوا منه.

٢٧٦ ـ في تفسير العياشي عن حريز عمن سمع عن ابى جعفر عليه‌السلام : (وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً) لهم ليعمهوا فيها (وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ) يعنى بنى امية.

٢٧٧ ـ عن على بن سعيد قال : كنت بمكة فقدم علينا معروف بن خربوذ فقال : قال لي ابو عبد الله عليه‌السلام : ان عليا عليه‌السلام قال لعمر : يا با حفص الا أخبرك بما نزل في بنى امية؟

١٧٩

قال : بلى ، قال : فانه نزل فيهم : (وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ) قال : فغضب عمر ، وقال : كذبت ، بنو امية خير منك وأوصل للرحم.

٢٧٨ ـ عن الحلبي عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم قالوا : سألناه عن قوله : (وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ) قال : ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ارى ان رجالا على المنابر يردون الناس ضلالا زريق وزفر (١) وقوله : (وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ) قال : هم بنو امية.

٢٧٩ ـ وفي رواية اخرى عنه ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قد راى رجالا من نار على منابر من نار ، يردون الناس على أعقابهم القهقرى ولسنا نسمى أحدا.

٢٨٠ ـ وفي رواية سلام الجعفي عنه انه قال : انا لا نسمى الرجال بأسمائهم ، ولكن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله راى قوما على منبره يضلون الناس بعده عن الصراط القهقرى.

٢٨١ ـ عن عمر بن سليمان عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : أصبح رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يوما حاسرا حزينا (٢) فقيل له : مالك يا رسول الله؟ فقال : انى رأيت الليلة صبيان بنى امية يرقون على منبري هذا ، فقلت : يا رب معى؟ فقال : لا ولكن بعدك.

٢٨٢ ـ عن ابى الطفيل قال : كنت في مسجد الكوفة فسمعت عليا عليه‌السلام يقول وهو على المنبر وناداه ابن الكوا وهو في مؤخر المسجد فقال : يا أمير المؤمنين أخبرنى عن قول الله : (وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ) فقال : الأفجران من قريش ومن بنى امية.

٢٨٣ ـ عن عبد الرحيم القصير عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله : (وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ) قال : ارى رجالا من بنى تيم وعدى على المنابر يردون الناس عن الصراط القهقرى ، قلت : (وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ) قال : هم بنو امية ، يقول الله :

__________________

(١) وكناية عن الاول والثاني وقد مر أيضا في المجلد الثاني في بعض الروآيات.

(٢) حسر الرجل ـ من باب نصر ـ : أعيا ، وحسر ـ من باب علم ـ الرجل على الشيء : تلهف. وقال في البحار : قوله : حاسرا اى كاشفا عن ذراعيه أو من الحسرة والحاسر أيضا من لا مغفر له ولا درع ولا جنة.

١٨٠