كامل الزّيارات

ابي القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي

كامل الزّيارات

المؤلف:

ابي القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مكتبة الصدوق
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٥٢

عليه؟ قال : بل يأتي خراسان فليسلّم على أبي الحسن أفضل ، وليكن ذلك في رَجب ، ولكن لا ينبغي أن يفعلوا هذا اليوم ، فإنَّ علينا وعليكم خَوفاً من السّلطان وشُنْعةً (١) ».

٨ ـ حدَّثني محمّد بن الحسن بن أحمد ، عن محمّد بن الحسن الصّفّار ، عن العبّاس بن معروف ، عن عليِّ بن مَهزيار « قال : قلت لأبي جعفر عليه‌السلام : ما لِمَن زار قبر الرِّضا عليه‌السلام؟ قال : [فله] الجنَّة والله ».

٩ ـ حدَّثني محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن الصّفّار ، عن أحمدَ بنِ محمّد بن عيسى ، عن أحمدَ بن محمّد بن أبي نَصر البِزَنطيّ « قال : قرأت في كتاب أبي الحسن الرِّضا عليه‌السلام : أبلغ شيعتي أنَّ زيارتي تَعدل عند الله ألفَ حجّة ، قال : فقلت لأبي جعفر عليه‌السلام : ألف حجّةٍ؟! قال : إي والله ؛ وألف ألف حجّةٍ لمن زاره عارفاً بحقِّه » (٢).

١٠ ـ حدَّثني أبي رحمه‌الله وعليُّ بن الحسين ؛ وعليُّ بن محمّد بن قولُوَيه ، عن عليِّ بن إبراهيمَ بن هاشم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عُمَير ، عن زيد النَّرْسيِّ (٣) ، عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما‌السلام « قال : مَن زار ابني هذا ـ وأومأ إلى أبي الحسن الرِّضا ـ فله الجنَّة ».

١١ ـ حدَّثني محمّد بن يعقوبَ ؛ وعليُّ بن الحسين ؛ وغيرهما ، عن عليِّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عليِّ بن مَهزيار « قال : قلت لأبي جعفر عليه‌السلام : جُعِلتُ فِداك زِيارة الرِّضا أفضل أم زيارة أبي عبدالله حسين بن عليٍّ عليهما‌السلام؟ قال :

__________________

١ ـ الشُّنْعة ـ بضمّ الشّين ثمّ السّكون ـ : الكراهة والفظاعة.

٢ ـ لأنّ زيارتهم عليهم السلام موجبة لبقاء الحجّ.

٣ ـ بفتح النّون وإسكان الرّاء المهملة : قرية من قرى الكوفة ، تنسب إليها الثِّياب النَّرْسيَّة ، ونهرٌ من أنهار الكوفة عليه عدّة قرى ، حفره نَرْس بن بهرام ، مأخذه من الفرات نسب إليها جمعٌ من المحدّثين بالكوفة ، وزيدٌ منهم ، وهو أحد أصحاب الاُصول وكتابه يوجد عندنا ، رواه عنه محمّد بن أبي عمير. ( الأمينيّ ـ ره ـ )

٣٢١

زيارَة أبي أفضل ، وذلك أنَّ أبا عبدالله عليه‌السلام يزوره كلُّ النّاس ، وأبي لا يزوره إلاّّ الخواصّ من الشّيعة (١) ».

وعنهم رحمهم‌الله عن عليّ بن إبراهيم ، عن حَمدان بن إسحاقَ « قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام ؛ أو حكى لي رجل عن أبي جعفر عليه‌السلام ـ الشّكّ مِن عليٍّ ـ يقول : وذكر مثل حديث أيّوب بن نوح ، حديث المنبر.

١٢ ـ حدَّثني محمّد بن يعقوبَ ، عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن عليّ بن الحسين النّيسابوريّ ، عن إبراهيم بن محمّد ، عن عبدالرَّحمن بن سعيد المكّيّ ، عن يحيى بن سليمان المازنيِّ (٢) ، عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما‌السلام « قال : مَن زار قبر وَلَدي كان له عند الله سبعون حَجّة مبرورة ، قال : قلت : سبعين حجّة؟! قال : نَعَم ؛ وسبعمائة حَجَّةٍ ، قلت : سبعمائة حَجّةٍ؟ قال : نَعَم ؛ وسبعين ألف حَجّة ، قلت : وسبعين ألف حَجّة ، قال : نَعَم ؛ ورُبَّ حجَّةٍ لا تُقبل ، مَن زارَه وبات عنده ليلة كان كمن زارَ اللهَ في عَرشه ، قلت : كمن زارَ الله في عرشه؟! قال : نَعَم إذا كان يوم القيامة كان على عرش الله أربعة من الأوّلين وأربعة من الآخرين ، أمّا الأربعة الّذين هم مِن الأوّلين فنوح وإبراهيم وموسى وعيسى عليهم‌السلام ، وأمّا الأربعة الّذين هم من الآخرين فمحمّدٌ وعليُّ والحسنُ والحسينُ

__________________

١ ـ قال العلاّمة المجلسيّ رحمه الله : « لعلّ هذا كان مختصّاً بذلك الزّمان ، فإنّ الشّيعة كانوا لا يرغبون في زيارته عليه السلام إلاّ الخواص منهم الّذين يعرفون فضل زيارته. فعلى هذا التّعليل في كلِّ زمان يكون إمامٌ من الأئمّة أقلّ زائراً يكون ثواب زيارته أكثر. أو المعنى أنّ المخالفين أيضاً يزورون الحسين عليه السلام ، ولا يزور الرّضا عليه السلام إلاّ الخواصّ وهم الشّيعة ، فتكون « من » بيانيّة. أو المعنى أنّ مِن فرق الشّيعة لا يزوره إلاّ من كان قائلاً بإمامة جميع الأئمّة ، فإنَّ من قال بالرّضا عليه السلام لا يتوقّف في مَن بعده ، والمذاهب النّادرة الّتي حدثت بعده زالت بأسرع زمان ولم يبق لها أثر. فالوجه في التّعليل إمّا قلّة الزّائرين أيضاً ، أو أنّ حضور المخالفين يصير سبباً لقلّة فضل الزّيارة ، كما يؤمي إلى التّعليل المتقدّم في نظره تعالى إلى زوّار الحسين عليه السلامقبل نظره إلى أهل الموقف ». وقال العلاّمة الأمينيّ رحمه‌الله مثله.

٢ ـ حيّ من تميم أبوها مازن بن مالك بن عمرو بن تميم ( الأميني ـ ره ـ )

٣٢٢

صلوات الله عليهم أجمعين ، ثمَّ يمدُّ المِضمار (١) فيقعد معنا مَن زار قبور الأئمّة ؛ ألا إنَّ أعلاهم دَرَجة وأقربهم حَبْوة (٢) مَن زار قبرَ وَلَدي عليٍّ ـ عليه‌السلام ».

حدَّثني أبي رحمه‌الله عن سعد بن عبدالله قال : حدَّثني عليُّ بن الحسين النّيسابوريّ [قال : حدَّثني إبراهيم بن رئاب] بهذا الإسناد مثله.

الباب الثّاني والمائة

( زيارة قبر أبي الحسن الرِّضا عليه السلام )

١ ـ حدَّثني حكيم بن داود بن حكيم ، عن سَلَمةَ بنِ الخطّاب ، عن عبدالله ابن أحمد (٣) ، عن بكر بن صالِح ، عن عَمرو بن هِشام ـ عن رجل من أصحابنا ـ « قال : إذا أتيت الرّضا عليُّ بن موسى عليهما‌السلام فقل :

« اللّهُمَّ صَلِّ عَلى عَليِّ بْنِ مُوسى الرِّضا المرْتَضى ، الإمام التَّقيّ النَّقيّ ، وَحُجَّتِكَ عَلى مَنْ فَوقَ الأرضِ وَمَنْ تَحْتَ الثَّرى ، الصِّدِّيقِ الشَّهيدٍ ، صَلاةً كَثيرة نامِية زاكيّة مُتواصِلَةً مُتِواتِرَةً مُترادِفَةً ، كَأفْضَلِ ما صَلَّيْتَ عَلى أحَدٍ مِنْ أولِيائِكَ ».

وروي (٤) عن بعضهم قال : إذا أتيت قبر عليِّ بن موسى الرِّضا بطوس

__________________

١ ـ المضمار مَيدان السِّباق ، والّذي يضمر فيه الخيل ، ولعلّه كناية عن المجلس عبّر به عنه لسعته ، وفي بعض النّسخ : « المِطمار » ، والمطمار والمطمر خيط للبنّاء يقدّر به. وقد ورد في كثير من الأخبار في مثل هذا المقام هذه اللّفظة ، وهذا أظهر. ولعلّ مدّه ليدخل فيه مَن كان مِن أوليائهم ويخرج عنه مخالفوهم ، وفي بعض نسخ الكافي : « الطّعام ». ( ملاذ الأخيار )

٢ ـ الحبوة : العطيّة ، والحبوة أيضاً الاحتباء بالثّوب بأن يجمع بين ظهره وساقيه بعمامة ونحوها ، وهنا يحتمل المعنيَين. ( البحار )

٣ ـ هو عبدالله بن أحمد الرّازي بقرينة بكر بن صالِح.

٤ ـ هذه الزّيارة نقلها شيخنا الصّدوق في الفقيه وحكاها جمع عن جامع شيخنا محمّد بن الحسن بن الوليد ، وذكر مختصره في المزار الكبير ويظهر من الكتاب أنّها رويتْ عن الأئمَّة صلوات الله عليهم. ( الأمينيّ ـ ره ـ )

٣٢٣

فاغتسل عند خروجك من منزلك وقل حين تغتسل :

« اللّهُمَّ طَهِّرني قَلْبي ، وَاشْرَحْ لي صَدْري ، وَأجِرْ عَلى لِساني مِدْحَتَكَ وَالثَّناءَ عَلَيْكَ ، فَإنَّهُ لا قُوَّةَ إلاّ بِكَ ، اللّهُمَّ اجْعَلْهُ لي طَهُوراً وَشِفاءً [وَنُوراً] ».

وتقول حين تخرج :

« بِسْمِ اللهِ وبالله وَالَى اللهِ ، وَإلىَ ابْنِ رَسُولِهِ ، حَسْبي اللهُ ، تَوَكَّلْتُ عَلى اللهِ ، اللّهُمَّ إلَيْكَ تَوَجَّهْتُ ، وَإلَيْكَ قَصَدْتُ ، وَما عِنْدَكَ أرَدْتُ ».

فإذا خرجتَ فقفْ على باب دارك وقل :

« اللّهُمَّ إلَيْكَ وَجَّهْتُ وَجْهي ، وَعَليْكَ خَلَّفْتُ أهْلي وَمالي وَما خَوَّلْتَني ، وَبِكَ وَثِقْتُ فَلا تَخيِّبْني يا مَنْ لا يَخيبُ مَنْ أرادَهُ ، وَلا يَضيعُ مَنْ حَفِظَهُ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاحْفَظني بِحفْظِكَ ، فَإنَّهُ لا يَضيعُ مَنْ حَفِظْتَ ».

فإذا وافيت سالماً إن شاءَ الله فاغتسل وقل حين تغتسل :

« اللّهُمَّ طَهِّرْني ، وَطَهِّرْ قَلْبي ، وَاشْرَحْ لي صَدْري ، وَأجِرْ عَلى لِساني مِدْحَتَكَ وَمَحَبَّتَكَ ، وَالثَّناءَ عَلَيْكَ ، فَإنَّهُ لا قُوَّةَ إلاّ بِكَ ، وَقَدْ عَلِمْتُ أنَّ قُوَّة دِيني (١) التّسْليمُ لأمْرِكَ وَالاِتِّباع لِسُنَّةِ نَبيِّكَ ، وَالشَّهادَةُ عَلى جَميعِ خَلْقِكَ ، اللّهُمَّ اجْعَلْهُ لي شِفاءً وَنُوراً ، إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ ».

ثمّ البس ثيابك ، وامش حافياً ، وعَلَيْكَ السَّكينةُ والوَقار ، بالتّكبير والتّهليل والتّسبيح والتّحميد والتّمجيد (٢) ، وقصِّر خُطاك وقل حين تدخل :

« بِسْمِ اللهِ وَبِالله وَعَلى مِلَّةِ رَسُولِ اللهِ ، أشْهَدُ أنْ لا إلهَ إلاّ الله وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، وَأشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، وَأنَّ عَليّاً وَليُّ الله ».

ثمَّ اشِرْ إلى قبره ، واستقبل وجهه بوجهك ، واجعل القبلة بين كتفيك وقل :

__________________

١ ـ في بعض نسخ العيون : « أنّ قوام ديني » ، والقِوام ـ بالكسر ـ : نظام الأمر وعماده وملاكُه الَّذي يقوم به. وهو أظهر بالمقام.

٢ ـ التَّمجيد ذكَره تعالى بالمجد ـ وهو العظمة ـ والثَّناء عليه ، وأخصّ الأذكار به : « لا حَولَ وَلا قُوَّةَ إلاّ بِالله ». ( العلاّمة المجلسيّ رحمه الله )

٣٢٤

« أشْهَدُ أنْ لا إلهَ إلاّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، وأشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، وَأنَّهُ سَيِّدُ الأولين والآخرين ، وأنه الأنبياءِ وَالمرْسَلينَ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَنَبيِّكَ وَسَيِّدٍ خَلْقِكَ أجْمَعين ، صَلاةً لا يَقْوى عَلى إحْصائِها غَيرُكَ ، اللُّهُمَّ صَلِّ عَلى أمِير المؤمِنين عَليِّ بْنِ أبي طالِبٍ عَبْدِكَ وَأخي رَسُولِكَ الَّذي انْتَجَبْتَهُ لَعِلْمِكَ ، وَجَعَلْتَهُ هادِياً لمنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِكَ ، وَالدَّليلَ عَلى مَنْ بَعَثْتَهُ بِرِسالاتِكَ ، وَدَيّانِ يَومِ الدِّين بِعَدْلِكَ وَفَضائِكَ بَين خَلْقِكَ ، وَالمهَيْمنِ عَلى ذلِكَ كُلِّهِ ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَرَحمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى فاطَمَةَ بِنْتِ نَبيِّكَ ؛ وَزَوجَةِ وَليِّكَ ، وَاُمِّ السِّبْطَين الحَسَنِ والحُسَينِ سَيِّديْ شَبابِ أهْل الجنَّةِ ، الطُّهْرَةِ الطّاهِرَةِ المُطهَّرَةِ ، النَّقيَّةِ (١) الرَّضيَّةِ الزَّكيَّةِ ، سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمينَ وَسَيِّدَة نِساء أهْل الجنَّةِ مِنَ الخلْقِ أجْمَعِينَ ، صَلاةً لا يَقْوى عَلى إحصائِها غَيرُكَ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى الحَسَنِ وَالحُسَين سِبْطي نَبيِّكَ وَسَيِّدَي شَبابِ أهْل الجنَّةِ ، القائِمَين في خَلْقِكَ ، وَالَّدالَّين عَلى مَنْ بَعَثْتَهُ بِرِسالاتِكَ ، وَدَيّاني الدِّين بِعَدْلِكَ وَفَصْلَي (٢) قَضائِكَ بَينَ خَلْقِكَ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى عَليِّ بِنِ الحسَين [سيّد العابِدينَ] عَبْدِكَ ، القائِمِ في خَلْقِكَ ، وَخَليفَتِكَ عَلى خَلْقِكَ ، وَالدَّليلِ عَلى مَنْ بَعَثْتَهُ بِرِسالاتِكَ ، وَدَيّان الدِّينِ بَعَدْلِكَ ، وَفَصْلِ قَضائِك بَينَ خَلْقِكَ ، اللّهُمَّ صَلًّ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَليٍّ عَبْدِكَ وَوَليِّ دينِكَ ، وَخَليفَتِكَ في أرْضِكَ ، باقِرِ عِلْمِ النَّبيِّين ، القائِمِ بَعَدْلِكَ وَالدَّاعي إلى دينكَ وَدين آبائِهِ الصّادِقينَ ، صَلاةً لا يَقْوى عَلى إحصائها غَيرُكَ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصّادِقِ ، عَبْدِكَ وَوَليْ دِينِكَ ، وَحُجَّتِكَ عَلى خَلْقِكَ أجمعِينَ الصّادِقِ البارِّ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُوسى بْنِ جَعْفَر الكاظِم الْعَبْدِ الصّالحِِ ، وَلِسانِكَ في خَلْقِكَ ، النّاطِقِ بِعِلْمِكَ ، وَالحُجَّةِ عَلى بَريَّتِكَ ، صَلاةً لا يَقْوى عَلى إحصائها غَيرُكَ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى عَليّ بن مُوسى الرِّضا الرَّضيّ المُرْتَضى ، عَبْدِكَ وَوَليّ دِينكَ ، الِقائِمِ بِعَدْلِكَ ، والدَّاعي إلى دينِكَ ، وَدينِ آبائِهِ الصّادقِين ، صَلاةً لا يَقْدر عَلى إحْصائِها غَيرُكَ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَليٍّ وَعَليِّ بْنِ مُحَمَّدٍ ،

__________________

١ ـ في بعص النّسخ : « التّقية ».

٢ ـ في جلّ النّسخ : « وفصل قضائك » ، وفي العيون والفقيه مثل ما في المتن.

٣٢٥

القائمَينِ بِأمْرِكَ وَالمؤَدِّيينِ عَنْكَ وَشاهِدَيكَ عَلى خَلْقِكَ وَدَعائِم دِينكَ وَالقِوام عَلى ذلِكَ ، صَلاةً لا يَقوى عَلى إحصائِها غَيرُكَ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى الحسَن بْنِ عَليٍّ ، الْعامِلِ بِأمْرِكَ ، والْقائِمِ في خَلْقِكَ ، وَحُجَّتِكَ المُؤدِّي عَنْ نَبيِّكَ وَشاهِدِكَ عَلى خَلْقِكَ ، المخْصُوصِ بِكَرامَتِكَ ، الدّاعي إلى طاعَتِكَ وَطاعَةِ رَسُولِكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِمْ أجْمَعينَ ، صَلاةً لا يَقْوى عَلى إحصائِها غَيرُكَ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى حُجَّتِكَ ، وَوَليِّكَ الْقائمِ في خَلْقِكَ ، صَلاةً نامِيةً باقِيةً ، تُعَجِّلُ بِها فَرَجَهُ وَتَنْصُرُهُ [بها] ، وَتَجْعَلُنا مَعَهُ في الدُّنْيا وَالآخِرَةِ ، اللّهُمَّ إنّي أتَقَرَّبُ إلَيْكَ بِزيارَتِهِمْ وَمَحَبَّتِهِمْ ، وَاُوالي وَليَّهُمْ ، وَاُعادِي عَدُوَّهُمْ ، فَأرْزُقني بِهِمْ خَيرَ الدُّنْيا وَالآخِرَةِ ، وَاصْرِف عَنّي هَمَّ نَفْسي في الدُّنيا والآخِرَة (١) ، وَأهْوالَ يَومِ الْقيامَةِ ».

ثم تجلس عندَ راسه وتقول :

« السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَليَّ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ اللهِ في ظَلُماتِ الأرْضِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَمُودَ الدِّينِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللهِ ، السَّلامُ عَلْيْكَ يا وارثَ نُوحِ نَبيِّ الله ، السَّلام عَلَيْكَ ياوارثَ إبراهيمَ خَليلِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارثَ مُوسى كَليمِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عيسى رُوحِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُحَمَّدٍ حَبيبِ الله ، السَّلام عَلَيْكَ يا وارِثَ أمير المؤمنينَ عَليِّ بْنِ أبي طالب وَليِّ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارثَ الحَسَنِ وَالحُسَينِ سَيِّدَي شَبابِ أهْلِ الجنَّةِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عَليِّ بْن الحُسَين سَيِّدِ الْعابِدين (٢) ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُحَمَّدِ بِنِ عَليٍّ باقِرِ عِلْمِ الأوَّلينَ وَالآخِرِينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارثَ جَعْفَر بْنِ مُحَمَّدٍ الصّادِقِ البارِّ التَّقيِّ النَّقيّ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارثَ مُوسى بْنِ جَعفَر الْكاظِم ، السَّلام عَلَيْكَ أيُّها الصِّدِّيقُ الشَّهِيدُ ، السَّلامُ عَلَيْكَ أيُّها الوَصيُّ البارُّ التَّقيّ ، أشْهَدُ أنَّكَ قَدْ أقَمْتَ الصَّلاةَ ، وَآتيْتَ الزَّكاةَ ، وَأمَرْتَ بِالمَعْرُوفِ ، وَنَهَيْتَ عَنِ المُنْكَرِ ، وَعَبَدْتَ الله مُخلِصاً حَتّى أتاكَ الْيَقينُ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبَا الحَسَنِ وَرَحمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ ، إنَّهُ حَميدٌ مَجيدٌ ».

__________________

١ ـ في العيون : « واصرف عنّي بهم شرّ الدُّنيا والآخرة ».

٢ ـ في بعض النّسخ : « زين العابدين ».

٣٢٦

ثمَّ تَنكبّ على القبر وتقول :

« اللّهُمَّ إلَيْكَ صَمَدْتُ (*) مِنْ أرْضي ، وَقَطَعْتُ الْبِلادَ رَجاءَ رَحمتِكَ ، فلا تخيِّبْني وَلا تَرُدَّني بِغَيرِ قَضاءِ حَوائِجي ، وَارْحَمْ تَقَلُّبي عَلى قَبرِ ابْنِ أخِي نَبيِّكَ وَرَسُولِكَ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، بِأبي أنْتَ وَاُمّي أتَيْتُكَ زائراً وافِداً عائِذاً مما جَنَيْتُ بِهِ عَلى نَفْسي ، وَاحْتَطَبْتُ عَلى ظَهْري ، فَكُنْ لي شَفيعاً إلى رَبِّكَ يَومَ فَقْري وَفاقَتي ، فَإنَّ لَكَ عِنْدَ اللهِ مَقاماً مَحمُوداً ، وَأنْتَ عِنْدَ اللهِ وَجيهٌ في الدُّنْيا والآخِرَةِ » ؛

ثمَّ ترفع يدك اليمنى وتبسط اليُسرى على القبر وتقول :

« اللّهُمَّ إنّي أتَقَرَّبُ إلَيْكَ بِحُبِّهِمْ وَبِمُوالاتِهِمْ ، وأتَوَلّى آخِرَهُمْ بما تَوَلَّيْتُ بِهِ أوَّلَهُمْ ، وَأبْرَءُ مِنْ كُلِّ وَلِيجَةٍ دُونَهُم (١) ، اللّهُمَّ الْعَنِ الَّذِين بَدَّلُوا نِعْمَتَكَ ، وَاتَّهَمُوا نَبِيِّكَ ، وَجَحَدوا آياتك ، وَسَخرُوا بإمامِكَ ، وَحَملُوا النّاسَ عَلى أكْتافِ آلِ مُحَمَّدٍ ، اللّهُمَّ إنّي أتَقَرَّبُ إلَيْكَ بِاللَّعْنَةِ عَلَيهِمْ وَالبَراءةِ مِنْهُمْ في الدُّنْيا وَالآخِرَةِ ، يا رَحْمنُ يا رَحيمُ » ؛

ثمَّ تحوِّل عند رجليه وتقول :

« صَلّى الله عَلَيْكَ يا أبا الحَسَنِ ، صَلى الله عَلَيْكَ وَعلى رُوحِكَ وَبَدنِكَ ، صَبرتَ وَأنْتَ الصّادِقُ المُصَدَّقُ ، قَتَلَ اللهُ مَنْ قَتَلَكَ بِالأيْديِ وَالألْسُنِ » ،

ثمَّ أبتهل (٢) باللَّعْنَةِ على قاتل أمير المؤمنين ، وباللّعنة على قتلة الحسين وعلى جميع قتلة أهل بيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ثمَّ تحوَّل نحو رأسه من خَلْفه وصلِّ رَكعتين ، تقرء في إحديهما « يس » ، وفي الاُخرى « الرَّحمن » ، وتجتهد في الدُّعاء لنفسك والتَّضرُّع ، وأكثر من الدُّعاء لوالديك ولإخوانك المؤمنين ، وأقم عنده ما شئت ، وليكن صلاتك عند القبر إن شاء الله ».

* * * * *

__________________

١ ـ الوليجة : مَن تتّخذه معتمداً مِن غير أهلك ، أي أبرء من كلّ مَن لم يحذو حذوهم ، ولم يقل بإمامتهم.

٢ ـ قال في النّهاية : وفي حديث الدّعاء : « والابتهال أن تمدّ يديك جميعاً » ، وأصله التّضرّع والمبالغة في السّؤال ـ انتهى.

* ـ أي قصدت.

٣٢٧

الباب الثّالث والمائة

( زيارة أبي الحسن عليِّ بن محمَّدٍ الهادي )

( وأبي محمَّدٍ الحسن بن عليٍّ العسكريّ عليهم السلام بـ « سُرَّ مَن رأى » )

١ ـ روي عن بعضهم عليهم‌السلام أنّه قال : « إذا أردت زيارة أبي الحسن الثّالث عليِّ بن محمّد وأبي محمّد الحسن بن عليٍّ عليهم‌السلام تقول بعد الغسل إن وصلت إلى قبريهما؛ وإلاّ أومأتَ بالسَّلام مِن عند الباب الَّذي على الشّارع الشّباك (١) تقول :

« السَّلامُ عَلَيْكُما يا وَليي الله ، السَّلامُ عَلَيْكُما يا حُجَّتي الله ، السَّلامُ عَلَيكُما يا نُورَي اللهِ في ظُلُمات الأرْضِ ، السَّلامُ عَلَيْكُما يا مَنْ بَدا للهِ في شَأْنِكُما ، السَّلامُ عَلَيْكُما يا حَبيبَي اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكُما يا إمامَي الْهُدى ، أتَيتُكُما عارفاً بحقِّكُما ، مُعادِياً لأعْدائِكُما ، مُوالياً لأوْلِيائكُما ، مُؤمِناً بما آمَنْتُما بِهِ ، كافِراً بما كَفَرتما بِهِ ، محقِّقاً لما حقَّقْتُما ، مُبْطلاً لما أبْطَلْتُما ، أسْأَلُ الله رَبي وَرَبَّكُما أنْ يجعَلِ حَظّي مِنْ زيارَتِكُما الصَّلاةَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ ، وَأنْ يَرزُقَني مرافقتكما في الجنان مع آبائكما الصالحين ، وأسأله أن يعتق رقبتي من النار ، ويرزقني شَفاعَتَكُما وَمُصاحِبَتَكُما ، وَيعرِّفَ بيْني وَبَيْنَكُما ، وَلا يَسْلُبَني حُبَّكُما وَحُبَّ آبائِكُما الصّالحينَ ، وَأن لا يجعَلهُ آخِرَ العَهْدِ مِنْ زيارَتِكُما ، وَيحشُرَني مَعَكُما في الجنَّةِ بِرَحْمَتِهِ ، اللّهُمَّ ارْزُقْني حُبَّهما وَتَوَفَّني عَلى مِلَّتِهما ، اللّهمَّ الْعَنْ ظالمي آل مُحَمَّدٍ حَقَّهُمْ وَانْتَقِمْ مِنْهُمْ ، اللّهُمَّ الْعَنِ الأوَّلينَ مِنْهُمْ وَالآخِرين ، وَضاعِفْ عَلَيْهِمُ الْعَذابَ ، وأبْلِغْ بِهِمْ

____________

١ ـ قال شيخ الطائفة رحمه الله : « هذا الّذي ذكره من المنع من دخول الدّار هو الأحوط والأولى ، لأنّ الدّار قد ثبت أنّها ملكَ للغير ، ولا يجوز لنا أن نتصرّف فيها بالدّخول فيها ولا غيره إلاّ بإذن صاحبها ، ولم ينقطع العذر لنا بإذنهم عليهم السلام في ذلك ، فينبغي التّوقّف في ذلك والامتناع منه ، ولو أنّ أحداً يدخلها لم يكن مأثوماً خاصّة إذا تأوّل في ذلك ما روي عنهم عليهم السلام من أنّهم جعلوا شيعتهم في حلٍّ من مالهم ، وذلك على عمومه ، وقد روي في ذلك أكثر من أن يحصى ».

٣٢٨

وَبِأشْياعِهِمْ وَأتْباعِهِمْ وَمُحِبِّيهِمْ وَمُتَّبِعيهِمْ ، أسْفَلَ دَرَكٍ مِنَ الجَحِيم ، إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيء قَدير ، اللّهُمَّ عَجِّل فَرَجَ وَليِّكَ ، وَاجْعَلْ فَرَجَنا مَعَ فَرَجِهمْ ، يا أرْحَمَ الرَّاحِمينَ » ؛

وتجتهد في الدُّعاء لنِفسك ولوالديك وتخيّر مِنَ الدُّعاء ، فإن وصلت إليهم صلّى الله عليهما فَصَلِّ عند قبرهما رَكعتين ، وإذا دخلت المسجد وصلّيت دعوت الله بما أحببت ، إنّه قريبٌ مجيبٌ ، وهذا المسجد إلى جانب الَّدار وفيه كان يصلّيان ـ عليهما الصّلاة والسّلام (١).

* * * * *

__________________

١ ـ ذكر الصّدوق هذه الزّيارة بعينها في الفقيه إلاّ أنّه أسقط قوله : « السّلام عليكما يا من بدا في شأنكما » ، ثمّ قال : « وتجتهد في الدّعاء لنفسك ولوالديك وصلّ عندهما لكلِّ زيارة ركعتين ركعتين ، وإن لم تصلّ إليهما دخلت بعض المساجد وصلّيت لكلّ إمامٍ لزيارته ركعتين ، وادعو الله بما أحببت إنّ الله قريبٌ مجيبٌ ».

وقال الشّيخ المفيد ـ قدّس الله روحه ـ على ما ينسب إليه من كتاب المزار : « إذا وردت مشهدهما صلّى الله عليهما فاغتسل لزّيارة ، ثمّ امض حتّى تقف على باب القبّة واستأذن وادخل مقدِّماً رجلك اليُمنى وقف على قبريهما وقل : « ثمّ ذكر الزيّارة بعينها إلاّ أنّه بدّل قوله : « يا من بدا لله في شأنكما » بقوله : « يا أميني الله » ، ثمّ ذكر الوداع ، ثمّ قال : « ثمّ اخرج ووجهك القبرين على أعقابك ».

أقول : أمّا « البداء » في أبي محمّد الحسن عليهم السلام فقد مضى في باب النّصّ عليه أخبار كثيرة [البحار ج ٥٠ ص ٢٣٩] بأنّ البداء قد وقع فيه وفي أخيه الّذي كان أكبر منه ومات قبله ، كان في موسى وإسماعيل ، وأمّا في أبيه عليهم السلام فلم نر فيه شيئاً يدلّ على البداء ، فلعلّه وقع فيه شيء من هذا القبيل ، أو من القيام بالسّيف أو غيرهما ، أو نسب هذا البداء إلى الأب أيضاً ، لا التّنصيص على الإمامة يتعلّق به. وأمّا الدّخول في الدّار للزّيارة فالأظهر جوازه لما ذكره الشّيخ رحمه الله ، ولرواية ابن قولويه هذه ، ولما سيأتي في الزّيارات الجامعة من الوقوف عند القبر واللّصوق به والانكباب عليه ، ولِعَمل القُدماء الأصحاب وأرباب النُّصوص منهم ، تجويزهم ذلك ، والله يعلم. ( العلاّمة المجلسيّ رحمه الله )

٣٢٩

الباب الرّابع والمائة

( زيارةٌ لجميع الأئمَّة )

صلوات الله عليهم أجمعين

١ ـ حدَّثني محمّد بن الحسين بن متّ الجوهريّ ، عن محمّد بن أحمد بن يحيى بن عِمرانَ ، عن هارونَ بن مسلم ، عن عليّ بن حَسّان « قال : سُئل الرِّضا عليه‌السلام في إتيان قبر أبي الحسن عليه‌السلام (١) فقال : صَلّوا في المساجد حوله ويجزىء في المواضع كلّها أن تقول:

« السَّلامُ عَلى أوَلِياءِ اللهِ وَأصْفيائِهِ ، السَّلامُ عَلى اُمَناءِ اللهِ وَأحِبَائِهِ ، السَّلامُ عَلى أنْصارِ اللهِ وَخُلَفائِهِ ، السَّلامُ عَلى مَحالِّ مَعْرِفَةِ اللهِ ، السَّلام عَلى مَساكِنِ ذِكْرِ اللهِ ، السَّلامُ عَلى مَظاهِرِ أمْر الله وَنَهْيِهِ ، السَّلامُ عَلى الدُّعاةِ إلى اللهِ ، السَّلامُ عَلى المسْتَقَرِّينَ في مَرضاتِ اللهِ ، السَّلامُ عَلى المُمَحِّصِينَ في طاعَةِ اللهِ (٢) ، السَّلامُ عَلى الَّذينَ مَنْ والاهُمْ فَقَدْ وَالى الله ، وَمَن عاداهُم فَقَدْ عَادَى الله ، وَمَن عَرفَهُم فَقَد عَرَفَ اللهَ ، وَمَنْ جَهِلَهُمْ فَقَدْ جَهِلَ الله ، وَمَنِ اعْتَصَمَ بِهِمْ فَقَدِ اعْتَصَمَ بِاللهِ ، وَمَنْ تَخَلّى مِنْهُمْ فَقَدْ تَخلّى مِنَ اللهِ ، اُشْهِدُ الله أنّي سِلْمٌ لَمَنْ سالَمَكُمْ وَحَرْبٌ لَمَنْ حارَبَكُمْ ، مُؤمِنٌ بِسِرِّكُمْ وَعلانِيَتِكُمْ ، مُفَوِّضٌ في ذلِكَ كُلِّهِ إلَيْكُم ، لَعَنَ اللهُ عَدُوَّ آل مُحَمَّدٍ مِنَ الجِنِّ وَالإنْسِ ، وَأبْرَءُ إلى اللهِ مِنْهُمْ ، وَصَلّى اللهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ » ،

هذا يجزىء في الزيّارات كلّها ، وتكثر من الصَّلاة عَلى محمَّدٍ وآله ، وتسمّي واحداً واحداً بأسمائهم ، وتبرءَ من أعدائهم وتخيّر لنفسك من الدُّعاء وللمؤمنين والمؤمنات ».

__________________

١ ـ يعني أباه موسى بن جعفر عليهما السلام .

٢ ـ قوله : « الممحّصين » تقدّم الكلام فيه في ص ٣١٨.

٣٣٠

٢ ـ حدَّثني أبي رحمه‌الله وجماعة مشايخي ، عن محمّد بن يحيى العطّار ، وحدَّثني محمّد بن الحسين بن متّ الجوهريّ جميعاً ، عن محمّد بن أحمدَ بن يحيى بن عِمران ، عن عليِّ بن حَسّان ، عن عُروةَ بن إسحاق ابن أخي شعيب العَقرقوفيّ عمّن ذكره ـ عن أبي عبدالله عليه‌السلام « قال : تقول إذا أتيت قبر الحسين بن عليٍّ عليهما‌السلام ويجزئك عند قبر كلِّ إمامٍ عليهم‌السلام :

« السَّلام عَلَيْكَ مِنَ اللهِ ، وَالسَّلامُ عَلى مُحَمَّدٍ بْنِ عَبْدِاللهِ أمِينِ اللهِ عَلى وَحْيِهِ وَعَزائِمِ أمْرِهِ ، الخاتَمِ لِما سَبَقَ وَالفاتِح لَما اسْتُقْبَلَ (١) ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ الَّذِي انْتَجَبْتَهُ بِعِلْمِكَ ، وَجَعَلْتَهُ هادِياً لِمَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِكَ ، وَالَّدليلَ عَلى مَنْ بَعَثْتَهُ بِرِسالاتِكَ وَكُتُبِكَ ، وَدَيّانَ الدِّين بَعَدْلِكَ ، وَفَصْلِ قَضائِكَ بَيْنِ خَلْقِكَ ، وَالمهَيْمِنَ عَلى ذلِكَ كُلِّهِ ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ ».

وتقول في زيارة أمير المؤمنين عليه‌السلام : « اللّهُمَّ صَلِّ عَلى أمِير المؤمِنين عَبْدِكَ وَأخي رَسُولِكَ ـ إلى آخره ـ ».

وفي زيارة فاطمة عليها‌السلام : « أمَتِكَ وَبِنْتِ رَسُولِكَ ـ إلى آخره ـ ».

وفي زيارة سائر الأئمّة : « أبْناءِ رَسُولِكَ » ، على ما قلت في النَّبيّ أوَّلَ مرَّةٍ حتّى تنتهي إلى صاحبك ، ثمّ تقول :

« أشْهَدُ أنَّكُمْ كَلِمَةُ التَّقْوى ، وَبابُ الهُدى ، وَالْعُرْوَةُ الْوُثْقى ، وَالحُجَّةُ الْبالِغَةُ عَلى مَنْ فيها وَمَنْ تَحْتَ الثَّرى ، وَأَشْهَدُ أنَّ أرْواحَكُمْ وَطِينَتَكُمْ مِنْ طينَةٍ واحِدَةٍ ، طابَتْ وَطَهُرَتْ مِنْ نُورِ الله وَمِنْ رَحْمَتِهِ ، وَاُشْهِدُ اللهَ وَاُشْهِدُكُمْ أنّي لَكُمْ تَبَعٌ بِذاتِ نَفْسي وَشرائِعِ دِيني وَخَواتِيم عَمَلي ، اللّهُمَّ فأتْمِمْ لي ذلِكَ بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا عَبْدِالله ، أشْهَدُ أنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ عَنِ اللهِ ما اُمرْتَ بِهِ ، وَقُمْتَ بحقِّهِ غَير واهِنٍ وَلا مُوهِنِ ، فَجزاكَ اللهُ مِنْ صِدِّيقٍ خَيْراً عَنْ رَعِيَّتِكَ ، أشْهَدُ أنَّ الجِهادَ مَعَكَ جِهادٌ ، وَأنَّ الحَقَّ مَعَكَ وَلَكَ ، وأنْتَ مَعْدِنُهُ ، وَمِيراثُ النُّبُوَّةِ عِنْدَكَ وعِنْدَ أهْلِ بَيْتِكَ ، أشْهَدُ أنَّكَ قَدْ أقَمْتَ الصَّلاةَ ، وَآتَيْتَ الزَّكاةَ ، وَأمَرْتَ بِالمَعْرُوفِ ، وَنَهَيْتَ عَنِ المنْكَرِ ، وَ

__________________

١ ـ تقدّم معناه في ص ٣٩ و ٢٢١.

٣٣١

دَعَوتَ إلى سَبيلِ رَبِّكَ بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحسَنَةِ ، وَعَبَدْتَ رَبَّكَ حَتّى أتاكَ الْيَقينُ ».

ثمَّ تقول : « السَّلامُ عَلى مَلائِكَةِ اللهِ المُسَوِّمينَ ، السَّلامُ عَلى مَلائِكَةِ اللهِ المُنْزَلينَ ، السَّلامُ عَلى مَلائِكَةِ اللهِ المُرْدِفينَ ، السَّلامُ عَلى مَلائِكَةِ اللهِ الَّذِينَ هُمْ في هذَا الحرَم بِإذْنِ اللهِ مُقيمُونَ ».

ثمّ تقول : « اللّهُمَّ الْعَنِ اللَّذَيْنِ بَدَّلا نِعْمَتَكَ ، وَخَالَفا كِتابَكَ ، وَجَحَدا آياتِكَ ، وَاتَّهَما رَسُولَكَ ، احْشُ قُبُورَهُما وَأجْوافَهُما ناراً وَأَعَدَّ لَهُما عَذاباً أليماً ، وَاحْشُرْهُما وَأشْياعَهُما وأتْباعَهُما إلى جَهَنَّمِ زُرْقاً (١) ، وَاحْشُرْهُما وَأشْياعَهُما وأتْباعَهُما يَومَ الْقيامَةِ عَلى وُجُوهِهِم عُمْياً وَبُكْماً وَصُمّاً ، مَأواهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّما خَبَتْ زِدْناهُمْ سَعِيراً ، اللّهُمَّ لا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيارَةِ قَبرْ ابْنِ نَبيِّكَ ، وَابْعَثْهُ مَقاماً مَحْمُوداً تَنْتَصِرُ بِهِ لِدينِكَ وَتَقْتُلُ بِهِ عَدُوَّكَ ، فَإنَّكَ وَعَدْتَهُ ذلِكَ وَأنْتَ الرَّبُّ الَّذِي لا تُخلِفُ الميعادَ ».

وكذلك تقول عند قُبور كلَّ الأئمَّة عليهم‌السلام ، وتقول عند كلِّ إمام زُرْته إن شاء الله تعالى :

« السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَليَّ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ ، السَّلام عَلَيْكَ يا نُورَ اللهِ في ظُلُماتِ الأَرْضِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا إمامَ المؤْمِنينَ وَوارِثَ عِلْمِ النَّبيِّينَ وَسُلالَةِ الْوَصِيِّينَ ، وَالشَّهيدَ يَومِ الِّدينِ ، أشْهَدُ أنَّكَ وَآباءَكَ الَّذينَ كانُوا مِنْ قَبلِكَ ، وَأبْناءَكَ الَّذينَ مِنْ بَعْدِكَ مَواليَّ وَأولِيائي وَأئِمَّتي ، وَأشْهَدُ أنَّكُمْ أصْفياءُ اللهِ وَخَزِنَتُهُ وَحُجَّتُهُ الْبالِغةُ ، انْتَجَبَكُمْ بِعِلْمِهِ أنْصاراً لِدينِهِ ، وَقُوَّاماً بِأَمِرِهِ ، وَخُزَّاناً لِعِلْمِهِ ، وَحَفَظةً لِسِرِّهِ وَتَراجِمَةً لِوَحْيِهِ ، وَمعْدِناً لِكَلِماتِهِ ، وَأرْكاناً لِتَوحِيدِهِ ، وَشُهُوداً عَلى عِبادِهِ ، وَاسْتَودَعَكُمْ خَلْقَهُ ، وَأورَثَكُم كِتابَه ، وَخَصَّكُمْ بِكَرائِمِ التَّنْزِيل ، وَأعْطاكُمُ التَّأَويلَ ، جَعَلَكُمْ تابُوتَ (٢) حِكْمَتِهِ وَمَناراً في بِلادِهِ ، وَضَرَبَ لَكُمْ مَثَلاً مِنْ نُورِهِ ، وَأجْرى فيكُمْ مِنْ عِلْمِهِ ، وَعصَمَكُمْ مِنَ الزَّلَلِ ، وَطَهَّرَكُمْ مِنَ الدَّنَسِ ، وَأذْهَبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ ، وَبِكُمْ تَمَّتِ النِّعْمَةُ ، وَاجْتَمَعَتِ الْفُرقَةُ ، وَأئْتَلَفَتِ الْكَلِمَةُ ، وَلَزِمَتِ الطّاعَةُ المفْترضَةُ ،

__________________

١ ـ أي عمياً.

٢ ـ التّابوت : الصّندوق من الخشب.

٣٣٢

وَالمَودَّةُ الواجِبَةُ ، فَأنْتُمْ أوْلِياؤُهُ النُّجَباءُ ، وَعِبادُهُ المكْرَمُونَ ، أتَيْتُكَ يا ابْنَ رَسُولِ اللهِ عارِفاً بِحَقِّكَ ، مُسْتَبْصِراً بِشأْنِكَ ، مُعادِياً لأعْدائِكَ ، مُوالِياً لأوْليائِكَ ، بأبي أنْتَ وَاُمِّي صَلّى اللهُ عَلَيْكَ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً ، أتَيْتُكَ وافِداً زائِراً عائذاً مُسْتَجِيراً ممّا جَنَيْتَ عَلىُ نَفْسي ، وَاحْتَطَبْتُ عَلىُ ظَهْري ، فَكُنْ لي شَفِيعاً ، فَإنَّ لَكَ عِنْدَ اللهِ مَقاماً مَعْلُوماً ، وأنْتَ عِنْدَاللهِ وَجِيهٌ ، آمَنْتُ بِاللهِ وَبِما اُنْزِلَ عَلَيْكُمْ ، وأتَوَلّى آخِرَكُمْ بما تَوَلَّيْتُ بِهِ أوَّلَكُمْ ، وَأبْرَءُ مِنْ كُلِّ وَليجَةٍ دُونَكُمْ ، وَكَفَرتُ بالجبِتِ وَالطّاغُوتِ وَاللاّتِ وَالعُزْى ».

الباب الخامس والمائة

( فضل زيارة المؤمنين وكيف يُزارون )

١ ـ حدَّثني أبو العبّاس محمّد بن جعفر الرَّزّاز القُرَشيّ الكوفيُّ ، عن خاله محمَّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن عَمرِو بن عثمان الرَّازيِّ « قال : سمعت أبا الحسن الأوّل عليه‌السلام يقول : مَن لم يقدر أن يزورنا فليزرْ صالحِي موالينا يُكتَب له ثوابُ زيارَتنا ، ومَن لم يَقدِرْ على صًلَتنا فَلْيَصلْ صالِحي موالينا يُكتَب له ثوابُ صِلَتنا ».

٢ ـ حدَّثني محمّد بن الحسن بن أحمدَ بن الوليد ، عن الحسن بن مَتِّيل ، عن محمّد بن عبدالله بن مِهرانَ ، عن عَمْرِو بن عثمانَ « قال : سمعت الرِّضا عليه‌السلام يقول : مَن لم يقدر على صِلَتنا فليَصِلْ على صالِحي مَوالينا يُكتب له ثواب صِلتنا ، ومن لم يقدِرْ على زيارتنا فليزر صالِحي موالينا يُكتب له ثوابُ زيارتنا ».

٣ ـ حدَّثني أبي ؛ ومحمّد بن يعقوبَ ؛ وجماعَة مشايخي رحمهم‌الله عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن أحمدَ بن يحيى « قال : كنت بفَيْد (١) فمشيتُ مع عليِّ بن بِلال إلى قبر محمّد بن إسماعيل بن بَزيع قال : فقال لي عليُّ بن بلال : قال لي صاحب هذا القبر عن الرِّضا عليه‌السلام : مَن أتى قبر أخيه المؤمن ثمّ وضع يده على

__________________

١ ـ فَيْد ـ بالفتح ثمّ السّكون ـ : بُلَيدة في نصف طريق مكّة من الكوفة ، ينزل بها الحاجّ قال الزّجاجيّ : سميت فَيْد بفيد بن حام وهو أوّل مَن نزلها. ( من المعجم )

٣٣٣

القبر وقرء « إنّا أنْزَلْنَاه (١) » سبع مرّات ، أمن يوم الفزع الأكبر ».

٤ ـ حدَّثني محمّد بن الحسين بن متّ الجَوهَريّ ، عن محمّد بن أحمدَ بن يحيى بن عِمرانَ « قال : كنت بفَيْد فقال محمّد بن عليِّ بن بلال : مُرَّ بنا إلى قبر محمّد بن إسماعيلَ بن بزيع ، فذهبنا إلى عند قبره فقال محمّد بن عليِّ : حدَّثني صاحبُ هذا القبر عن الرِّضا عليه‌السلام أنّه مَن زار قبر أخيه المؤمن فاستقبل القِبلة ووضع يَده على القبر وقرء : « إنّا أنْزَلْناهُ في لَيْلَةِ الْقَدْر » سبع مرّات أمن مِن الفزع الأكبر ».

٥ ـ وحدَّثني محمّد بن الحسين بن متّ الجوهريّ ، عن محمّد بن أحمدَ ، عن عليِّ بن إسماعيل ، عن محمّد بن عَمْرو ، عن أبان (٢) ، عن عبدالرَّحمن بن أبي عبدالله « قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام كيف أضع يدي عَلى قُبور المؤمنين؟ فأشارَ بيده إلى الأرض فوضعها عليها وهو مقابل القِبلة ».

٦ ـ وعنه ، عن محمّد بن أحمدَ ، عن موسى بن عمر[ان] ، عن عبدالله الحجّال عن صَفوانَ الجمّال « قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : كان رَسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يخرج في مَلأ مِن النّاس مِن أصحابه كُلَّ عشيَّة خميس إلى بَقيع المَدَنيّين فيقول ـ ثلاثاً ـ : « السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أهْلَ الدِّيارِ » ـ وثلاثاً ـ « رَحِمَكُمُ الله » ، ثمَّ يلتفت إلى أصحابه ويقول : هؤلاء خيرُ منكم ، فيقولون : يارسول الله ولِم؟ آمَنُوا وآمَنّا ، وجاهَدُوا وجاهَدْنا؟ فيقول : إنَّ هؤلاءِ آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظُلم ، ومَضوا على ذلك وأنَا لَهُمْ على ذلك شَهيدٌ ، وأنتم تَبقون بعدي ، ولا أدري ما تُحدثون بعدي ».

٧ ـ حدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحِميريّ ، عن أبيه ، عن هارون بن مسلم ، عن مَسعَدَةَ بن زِياد ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم‌السلام « قال : دخل عليُّ أمير المؤمنين مقبرةً ـ ومعه أصحابه ـ فنادى :

« يا أهْلَ التُرْبَةِ وَيا أهْلَ الغُرْبَةِ ، وَيا أهْلَ الخُمُودِ ، وَيا أهْلَ الهُمُود (٣) ، أمّا أخْبارُ

__________________

١ ـ المراد تمام السّورة.

٢ ـ يعني بن عثمان الأحمر.

٣ ـ خَمَدَتِ النّار ، خُمْداً وخُموداً : سكن لَهَبُها. والهُمُود : الموت. ( القاموس )

٣٣٤

ما عِنْدَنا : فَأمّا أمْوالُكُمْ قَدْ قُسِّمَتْ ، وَنِساؤُكُمْ قَدْ نُكِحَتْ ، وَدُورُكُمْ قَدْ سُكِنَتْ ، فَما خَبَرُ ما عِنْدَكُمْ؟!! » ، ثمَّ التفت إلى أصحابه وقال : أما واللهِ لَو يُؤذَنُ لهم في الكلام لقالوا : لم يُتَزَوَّد مثل التَّقْوى زادٌ [خَيرُ الزَّاد التَّقْوى] ».

٨ ـ حدَّثني أبي رحمه‌الله ومحمّد بن الحسن ، عن الحسن بن مَتِّيل ، عن سَهل بن زياد ، عن محمَّد بن سِنان ، عن إسحاقَ بن عَمّار ، عن أبي الحسن عليه‌السلام « قال : قلت له : المؤمن يَعلم بمن يَزورُ قبره؟ قال : نَعَم ؛ ولا يَزال مستأنساً بِه ما زالَ عندَه ، فإذا قام وانصرف مِن قبره دَخَله مِن انصرافه عن قبره وَحْشَةٌ ».

٩ ـ حدَّثني الحسن بن عبدالله بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه ، عن جَدِّه ، عن عبدالله بن المغيرة ، عن عبدالله بن سِنان « قال : قلت لأبي عبدالله عليه‌السلام : كيف اُسلّم عَلى أهل القُبور؟ قال : نَعَم ؛ تقول : « السَّلامُ عَلى أهْلِ الدِّيارِ مِنَ المؤمِنينَ وَالمُسْلِمين ، أنْتُمْ لَنَا فَرَطٌ (١) وَنَحْنُ إن شاءَ اللهُ بِكُمْ لاحِقُونَ ».

حدَّثني أبي رحمه‌الله عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن محمّد بن اُورَمَةَ عن عبدالله بن سِنان قال : قلت لأبي عبدالله عليه‌السلام ـ وذكر مثله ـ.

١٠ ـ حدَّثني الحسن بن عبدالله ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن عَمْرو بن أبي المِقدام ، عن أبيه « قال : مَرَرتُ مع أبي جعفر عليه‌السلام بالبَقيع فمررنا بقبر رَجلٍ من أهل الكوفة مِن الشِّيعة ، فقلت لأبي جعفر عليه‌السلام : جُعلتُ فِداك هذا قبرُ رَجل من الشِّيعة ، قال : فوقف عليه وقال : « اللّهمَّ ارْحَمْ غُرْبَتَهُ ، وَصِلْ وَحْدَتَهُ ، وَآنِسْ وَحْشَتَهُ ، وَآمِنْ رَوعَتَهُ ، وَأَسْكنْ إلَيْهِ مِنْ رَحْمَتِكَ مَا يَسْتَغَنى بِها عَنْ رحمة من سًواكَ ، وألْحِقْهُ بمن كانَ يَتَولاهُ » ».

١١ ـ حدَّثني أبي رحمه‌الله عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن النَّضر بن سُويد ، عن القاسم بن سليمانَ ، عن جرَّاح المدائنيِّ « قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام : كيف التّسليم على أهل القبور؟ قال : تقول : « السَّلامُ عَلى أهْلِ الدِّيارِ مِنَ المؤمِنينَ وَالمسْلِمينَ ، رَحِمَ اللهُ المُسْتَقْدِمينَ مِنْكُمْ وَالمسْتأْخِرينَ ، وَإنّا إنْ

__________________

١ ـ أي أنتم متقدّم لنا.

٣٣٥

شاءَ اللهُ بِكُمْ لاحِقُونَ » ».

ورواه البرقيُّ ، عن أبيه ، عن النَّضر بن سُوَيد ، عن القاسم بن سليمان ، عن جرَّاح المدائنيّ قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام ـ وذكر مثله ـ.

١٢ ـ وجدت في بعض الكُتُبِ : محمّد بن سِنان ، عن المفضّل (١) « قال : قال : مَن قرء « إنّا أنْزَلْناه » عند قبر مؤمن سبع مرّات بعث الله إليه مَلَكاً يعبدالله عند قبره ، ويكتب [له و] لِلميّت ثواب ما يعمل ذلك المَلَكَ ، فإذا بعثه الله من قبره لم يمرَّ على هَول إلاّ صرفه الله عنه بذلك المَلَك [الموَكّل] حتّى يدخله الله به الجنّة ، وتقرء بعد « الحمد » « إنّا أنْزَلْناه » سَبعاً ، و « المعَوَّذَتَين » ، و « قُلْ هُوَ الله أحَد » و « آية الكُرْسيّ » ثلاثاً ثلاثاً » (٢).

١٣ ـ حدَّثني أبي رحمه‌الله عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن محمّد بن اُورَمَةَ ، عن النَّضر بن سُويد ، عن عاصِم بن حَميد ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه‌السلام « قال : سمعته يقول : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذا مرَّ بقبور قوم من المؤمنين قال : « السَّلام عَلَيْكُمْ مِنْ دِيارِ قَومٍ مُؤمِنينَ ، وَإنّا إنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لاحِقُونَ » ».

١٤ ـ و [أبي] ، عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن محمّد بن أورَمَة ، عن عليِّ بن الحكم ، عن ابن عجلان « قال : قام أبو جعفر عليه‌السلام على قبر رجلٍ فقال : « اللّهُمَّ صِلْ وَحْدَتَهُ ، وَآنِس وَحْشَتَهُ ، وَأسْكِنْ إلَيْهِ مِنْ رَحْمَتِكَ ما يسْتَغْني بِهِ عَنْ رَحْمَةِ مَنْ سِواكَ » ».

١٥ ـ وحدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحِميريُّ ، عن أبيه ، عن أحمد بن محمّد أبي عبدالله البرقيِّ ، عن الحسن بن عليٍّ الوَشّاء ، عن عليِّ بن أبي حمزة « قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام كيف نسلّم على أهل القبور؟ قال : نَعَم ؛ تقول : « السَّلامُ

__________________

١ ـ في بعض النّسخ : « الفضيل » مكان « المفضّل ».

٢ ـ في بعض النّسخ : « ويقرء مع « إنّا أنزلناه » سورة الحمد والمعوّذتين و « قل هو الله أحد » و « آية الكرسيّ » ثلاث مرّات كلّ سورة ، و « إنّا أنزلناه » سبع مرّات ».

٣٣٦

عَلى أهْل الدِّيارِ مِنَ المؤمِنينَ وَالمؤمِناتِ ، وَالمْسلِمينَ وَالمسْلِماتِ ، أنْتُمْ لَنا فَرَطٌ وَإنّا بِكُمْ إنْ شاءَ اللهُ لاحِقُونَ » ».

١٦ ـ حدّثني أبي رحمه‌الله وعليُّ بن الحسين ؛ وغيرهما ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن هارونَ بن الجَهْم ، عن المفضّل بن صالِح ، عن سعد بن طَريف ، عن الأصْبَغ بن نُباتة « قال : مرَّ عليُّ أمير المؤمنين عليه‌السلام على القبور فأخذ في الجادّة ، ثمَّ قال عن يمينه :

« السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أهْلَ القُبُورِ مِنْ أهْلِ الْقُصُورِ ، أنْتُمْ لَنا فَرَطٌ وَنحنُ لَكُمْ تَبَعٌ ، وَإنّا إنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لاحِقُونَ » ؛ ثمَّ التفت عن يساره فقال : « السَّلامُ عَلَيْكَ يا أهْلُ الْقُبُورِ » ـ إلى آخره ـ ».

١٧ ـ حدَّثني محمّد بن الحسن بن الوليد ـ عمّن ذكره ـ عن أحمدَ بن أبي عبدالله البرقيِّ ، عن أبيه ، عن سَعدانَ بنِ مسلم ، عن عليِّ بن أبي حمزةَ ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام « قال : يخرج أحدكم إلى القبور فيسلّم ويقول :

« السَّلامُ عَلى أهْل الْقُبُورِ ، السَّلامُ عَلى مَنْ كانَ فيها مِنَ المؤمِنينَ وَالمسْلِمينَ ، أنْتُم لَنا فَرَطٌ ونحنُ لَكُم تَبَعٌ وَإنّا بِكُمْ لاحِقُونَ ، وَإنّا للهِ وَإنّا إلَيْهِ راجِعُونَ ، يا أهْلَ الْقُبُورِ بَعْدَ سُكنى الْقُصُورِ ، يا أهْلَ الْقُبُورِ بَعْدَ النِّعْمَةِ والسُّرُورِ ، صِرْتُمْ إلى الْقُبُورِ ، يا أهْلَ الْقُبُورِ كَيْفَ وَجَدْتُمْ طَعْمَ المَوْتِ؟! ». ثمَّ يقول : « وَيْلٌ لِمَنْ صارَ إلىَ النّارِ » ، ثمَّ يُهْرَق دَمعتُه وينصرف ».

١٨ ـ وعنه بإسناده ، عن البرقيِّ قال : حدَّثنا بعض أصحابنا ، عن عبّاس بن عامر القَصبانيِّ ، عن يقطين قال : أخبرنا رَبيع بن محمّد المسليُّ (١) « قال : كان أبو عبدالله عليه‌السلام إذا دَخل الجَبّانة (٢) تقول : « السَّلامُ عَلى أهْلِ الجنَّةِ ».

__________________

١ ـ مُسْلِيّة قبيلة من مَذْحج ، ومحلّة لهم بالكوفة. ( اللّباب )

٢ ـ الجَبَانة ـ بالفتح ثمَّ التّشديد ـ ؛ والجبّان في الأصل الصّحراء ، وأهل الكوفة يسمّون المقابر جبّانة كما يسمّيها أهل البصرة المقبرة ، وبالكوفة محالّ تسمّى بهذا الاسم وتضاف إلى القبائل. ( المعجم )

٣٣٧

الباب السّادس والمائة

( فضل زيارة فاطمة بنت موسى بن جعفر عليهما السلام بقمّ )

١ ـ حدَّثني عليُّ بن الحسين بن موسى بن بابويه ، عن عليِّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن سعد بن سعد ، عن أبي الحسن الرّضا عليه‌السلام « قال : سألته عن زيارة فاطمة بنت موسى عليه‌السلام ، قال : مَن زارها فلَه الجنَّة ».

٢ ـ حدَّثني أبي رحمه‌الله وأخي والجماعة ، عن أحمدَ بن إدريسَ ؛ وغيره ، عن العَمْركي بن عليٍّ البُوفكيّ ـ عمّن ذكره ـ عن ابن الرِّضا عليهما‌السلام « قال : مَن زار قبر عَمَّتي بقمّ فله الجنَّة ».

الباب السّابع والمائة

( فضل زيارة قبر عبدالعظيم بن عبدالله الحسنيِّ بالرَّيِّ )

١ ـ حدَّثني عليُّ بن الحسين بن موسى بن بابويه ، عن محمّد بن يحيى العطّار ـ عن بعض أهل الرَّيّ ـ « قال : دخلت على أبي الحسن العَسكريّ عليه‌السلام فقال : أين كنت؟ فقلت : زُرتُ الحسين بن عليٍّ عليهما‌السلام ، فقال : أما إنّك لو زُرْت قبر عبدالعظيم عندكم لكُنتَ كمن زار الحسين عليه‌السلام » (١)

* * * * *

__________________

١ ـ ورواه الصّاحب ابن عبّاد في ترجمة عبدالعظيم في رسالته المعمولة فيها الموجودة عندنا ، وفيه إيعاز إلى خصوصيّة الرّجل ( الرّاويّ ) واختصاصه به ، فكأنّه كان ممّن لا يزور عبدالعظيم مع قربه منه ، وكان يزهد ويرغب عنه ، ولا يعرف مكانته وفضله. ( الأمينيّ رحمه الله ) أقول : ذلك على فرض صحّة قول الرَّاويّ المجهول. وإلاّ لا يقاس بالحسين عليه السلام وزيارته أحدٌ حتّى الأئمّة المعصومين عليهم السلام ، ولاُستاذنا الغفّاريّ ـ أيّده الله ـ في هذا الخبر بيانٌ راجع ثواب الأعمال المترجم ص ١١٤ طبع مكتبة الصَّدوق.

٣٣٨

الباب الثّامن والمائة

( نَوادر الزِّيارات )

١ ـ حدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحِميريُّ ، عن أبيه ، عن عليِّ بن محمّد بن سليمان ، عن محمّد بن خالد ، عن عبدالله بن حمّاد البصريّ (١) ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام « قال : قال لي : إنَّ عندكم ـ أو قال : في قُرْبكم ـ لفضيلة ما اُوتي أحدٌ مثلها ، وما أحسبكم تعرفونها كنه معرفتها ، ولا تحافظون عليها ولا على القيام بها ، وإنَّ لها لأهلاً خاصّة قد سمّوا لها ، واُعطوها بلا حول منهم ولا قوّة إلاّ ما كان من صنع اللهِ لهم وسعادة حَباهم [الله] بها ورحمة ورأفة وتقدّم.

قلت : جُعِلت فِداك وما هذا الّذي وصفتَ لنا ولم تُسمّه؟ قال : زيارة جدَّي الحسين [بن عليٍّ] عليهما‌السلام فإنّه غريب بأرض غُرْبَة ، يبكيه من زارَه ، ويحزنُ له من لم يَزُرْه ، ويحرق له مَن لم يشهده ويرحمه مَن نظر إلى قبر ابنه عندَ رِجله في أرض فَلاة ، لا حميم قربه ولا قريب ، ثمَّ منع الحقّ وتوازَرَ عليه أهل الرِّدَّة حتّى قتلوه وضَيّعوه وعرضوه للسّباع ، ومَنعوه شُربَ ماءِ الفُرات الَّذي يشربه الكِلاب ، وضيّعوا حَقَّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ووصيّته به وبأهل بيته ، فأمسى مَجفُوّاً في حفرته ، صَريعاً بين قرابته ، وشيعته بين أطباق التّراب ، قد أوحش قربه في الوحدة والبُعد عن جدِّه ، والمنزل الَّذي لا يأتيه إلاّ من امتحن الله قلبه للإيمان وعرَّفه حقّنا.

فقلت له : جُعِلتُ فِداك قد كنتُ آتيه حتّى بليتُ بالسّلطان وفي حفظ أموالهم وأنا عندهم مشهورٌ فتركت للتّقية إتيانه وأنا أعرف ما في إتيانه من الخير ،

____________

١ ـ كذا في النّسخ ، ولا يخفى ما في السّند ، وهو إمّا أن يكون « البصريّ » مصحّف « الأنصاري » ، أو الواسطة سقطت من النّسخ ، والثّاني أظهر بالمقام ، لأنّه أقلّ ما يكون بينه وبين الصّادق عليه السلام واسطة. وعليّ بن محمّد بن سليمان يروي عن أبي جعفر الثّاني والعسكريّ عليهما السلام.

٣٣٩

فقال : هل تدري ما فضل من أتاه وماله عندنا من جَزيل الخير؟ فقلت : لا ، فقال : أمّا الفضل فيباهيه ملائكةُ السّماء ، وأمّا ما له عندنا فالتّرحم عليه كلِّ صباح ومساء.

ولقد حدَّثني أبي أنّه لم يَخلُ مكانه منذ قُتِل مِن مُصلٍّ يصلّي عليه من الملائكة ، أو مِن الجِنّ ، أو مِن الإنس ، أو مِن الوَحش ، وما مِن شيءٍ إلاّ وهو يغبط زائره ويتمسّح به ويرجو في النَّظر إليه الخير لنظره إلى قبره [عليه‌السلام] ، ثمّ قال : بلغني أنَّ قوماً يأتونه مِن نواحي الكوفة و[اُ] ناساً من غيرهم ونِساء يَنْدُبْنَه ، وذلك في النّصف من شعبان ، فمن بين قارىء يقرء ، وقاصٍّ يقصّ ، ونادبٍ يندب ، وقائل يقول المراثي.

فقلت : نَعَم جُعِلتُ فِداك قد شَهدتُ بعض ما تصف ، فقال : الحمدُ للهِ الّذي جعل في النّاس مَن يفد إلينا ويمدحنا ويرثي لنا ، وجعل عَدؤنا من يطعن عليهم مِن قرابتنا وغيرهم يَهْذؤنهم (١) ويقبّحون ما يصنعون ».

٢ ـ وبهذا الإسناد ، عن عبدالله الأصمّ ، عن عبدالله بن بُكَير الأرجاني (٢) « قال : صَحبت أبا عبدالله عليه‌السلام في طريق مكّة من المدينة فنزلنا منزلاً يقال له : عُسْفان (٣) ثمّ مررنا بجبل أسود عن يسار الطّريق موحشٍ ، فقلت له : يا ابن رَسول الله ما أوحش هذا الجبل! ما رأيت في الطّريق مثل هذا ، فقال لي : يا ابن بُكَير أتدري أيّ جبل هذا؟ قلت : لا ، قال : هذا جبل يقال له : « الكمد » وهو على

__________________

١ ـ هذأه يَهْذَأه ، هذأ العدوّ : أهلكهم ، وفلاناً بلسانه ، آذاه واسمعهم ما يكره. وفي بعض النّسخ : « يهدرونهم » على بناء يضرب ويكرم ، أي يبطلون دمهم.

٢ ـ في بعض النّسخ : « عبدالله بن بكر » ، وفي كتب الرّجال : عبدالله بن بكر الأرّجاني مرتفع القول ، ضعيف ( قاله العلاّمة ) ، وكذا عبدالله بن بكير الأرجانيّ ، وبكلى العنوانين موجودٌ ، وأمّا المراد بـ « بكير » ولو قلنا بصحّته هو غير بكير بن أعين الشِّيْبانيّ.

٣ ـ عسفان ـ بالضّمّ ثمّ السّكون ـ : قرية على مرحلتين من مكّة على طريق المدينة ، وقرية جامعة على ستّة وثلاثين ميلاً من مكّة. ( معجم البلدان )

٣٤٠