كامل الزّيارات

ابي القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي

كامل الزّيارات

المؤلف:

ابي القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مكتبة الصدوق
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٥٢

الباب الثّامن والسّتّون

( إنَّ زُوَّار الحسين عليه السلام مشفّعون )

١ ـ حدَّثني محمّد بن الحسين بن متّ الجوهري ، عن محمّد بن أحمدَ بن يحيى بن عِمران الأشعريّ ، عن موسى بن عُمَرَ ، عن عليَّ بن النُّعمان ، عن عبدالله بن مُسكانَ « قال : قال أبو عبدالله عليه‌السلام : إنَّ الله تبارك وتعالى يتجلّى لزوَّار قبر الحسين عليه‌السلام قبل أهل عَرفات (١) ويقضي حوائجهم ، ويغفر ذنوبهم ، ويشفِّعهم في مسائلهم ، ثمَّ يثنّي بأهل عرفات فيفعل بهم ذلك ».

٢ ـ حدَّثني أبي رحمه‌الله ومحمّد بن الحسن ؛ وعليُّ بن الحسين جميعاً ، عن سعد بن عبدالله ، عن محمّد بن عيسى بن عُبيد ، عن صَفوانَ بن يحيي ـ عن رَجل ـ عن سَيف التَّمّار ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام « قال : سمعتَه يقول : زائرُ

____________

١ ـ قال العلاّمة الأميني ـ رحمه الله ـ : الظّاهر أنّ المراد بالتّجلّي والإتيان والإقامة والمخالطة المذكورة في أخبار الباب معنى واحد وهو تجلّيه سبحانه بمظاهر الجلال والجمال تشريفاً لتلك البُقعة القُدسيّة ولمن حلَّ فيها ومَن أمّها كما تجلّى للجبل فجعله دكّاً ، غير أنّ ذلك كان تجلّى قهرٍ وجبروتٍ ، فدكَّ الجبل وخرَّ موسى صَعِقاً ، وهذا تجلّى عَطْفٍ ولطفٍ يتحمّله الموضع ومَن فيه على أنَّ مرتبة السِّبط الشَّهيد صلوات الله عليه لا شكَّ أنّها أرقى مِن مرتبة الكليم عليه السلام ، وبنسبته مرتبة صَقْعه إلى صَقْع الكليم فلا يندكّ ولا يخرّ صاحبه بما لم يتحمّله موسى عليه السلام والجبل ، وإذا كان ذلك تعقّبه من آثاره ما ذكر في الحديث مِن قضاء الحوائج وغفران الذّنوب وغيرهما ولا يبدو من هذا التّجلّي للعامّة إلاّ آثاره لعدم تحمّلهم ذلك ، نَعم قد يظهر لم يكشف له الغطاء ـ كما مرّ في الكتاب ذيل الخبر ٤ في ص ١٢٢ ـ أنّ الإمام عليه السلام كان يبادر إلى زيارة الحسين عليه السلام لإدراك زيارة الرّبّ تعالى له صلوات الله عليه المعنّى بها هذا الّذي ذكرناه ـ انتهى أقول في المفردات : « الصّاعِقَة والصّاقِعَة يتقاربان ، وهما الهَدَّة الكبيرة ، إلاّ أنّ الصَّقْعَ يقال في الأجسام الأرضيّة ، والصَّعْق في الأجسام العُلوية ».

١٨١

الحسين عليه‌السلام مشفِّعٌ يوم القيامة لمائة رَجل كلّهم قد وجبتْ لهم النّار ممّن كان في الدَّنيا مِن المسرفين ».

٣ ـ حدَّثني أبي رحمه‌الله ومحمّد بن الحسن؛ وعليُّ بن الحسين ؛ وعليُّ بن محمّد بن قولُويه جميعاً ، عن أحمدَ بن إدريسَ؛ ومحمّد بن يحيى ، عن العَمْركي بن عليٍّ البوفكيِّ قال : حدَّثنا يحيى ـ وكان في خِدمة أبي جعفر الثّاني ـ عن عليّ (١) ، عن صَفوانَ الجمّال ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ـ في حديث له طويل (٢) ـ « قلت : فما لمن قتل عنده ـ يعني عند قبر الحسين عليه‌السلام ـ جارَ عليه السّلطان فقتله ، قال : أوَّل قطرة مِن دَمِه يغفر له بها كلُّ خطيئَة ، وتغسل طينته الّتي خُلق منها الملائكة حتّى يخلص كما خلصت الأنبياء المخلَصين ، ويذهب عنها ما كان خالطها مِن أدناس طين أهل الكفر والفَساد ، ويغسل قلبه ويشرح ويملأ إيماناً (٣) ، فيلقى الله وهو مخلّص من كلِّ ما تُخالِطه الأبدان والقلوب ، ويكتب له شَفاعة في أهل بيته وألف من إخوانه ، وتتولّى الصّلاة عليه الملائكة مع جبرئيل وملك الموت ، ويؤتى بكفنه وحنوطه مِنَ الجنّة ، ويوسّع قبره ويوضع له مصابيح في قبره ، ويفتح له باب من الجنّة ، وتأتيه الملائكة بُطرَفٍ مِنَ الجنّة ، ويرفع بعد ثمانية عشر يوماً إلى حَظِيرَةِ القُدس (٤) ، فلا يزال فيها مع أولياء الله حتّى تصيبه النّفخة الّتي لا تبقى شيئاً.

فإذا كانت النَّفخة الثّانية وخرج من قبره كان أوَّل مَن يصافِحَه رسولُ الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأمير المؤمنين والأوصياء [ عليهم‌السلام ] ، ويبشّرونه ويقولون له : ألزمنا ويقيمونه على الحوض ، فيشرب منه ويسقى مَن أحبّ ».

__________________

١ ـ يعني ابن الحكم ، كما مرّ.

٢ ـ تقدّم الخبر بتمامه في ص ١٣٢ تحت رقم ١.

٣ ـ في الخبر المتقدّم : « ويشرح صدره ويملاُ إيماناً ».

٤ ـ المراد به الجنّة ، وهي في الأصل الموضع الّذي يحاط عليه لتأوي إليه الغنم لتقيها البرد والرّيح.

١٨٢

٤ ـ حدَّثني أبي رحمه‌الله عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن محمّد بن أورَمَة ، عن أبي ـ عبدالله المؤمن (١) ، عن ابن مُسكانَ ، عن سليمانَ بن خالد ، عن أبي ـ عبدالله عليه‌السلام « قال : سمعته يقول : إنَّ ‏للهِ في كلِّ يوم ولَيلةٍ مائة ألف لحظةٍ إلى الأرض (٢) يغفر لِمَن يشاء منه ويُعذّب مَن يَشاء منه ويغفر لزائري قبر الحسين عليه‌السلام خاصّة ولأهل بيتهم ولمن يشفع له يوم القيامة كائناً مَن كان ، [وإن كان رَجلاً قد استوجبه النّار ، قال : ] قلت : وإن كان رَجلاً قد استوجبه النّار؟ قال : وإن كان ، ما لم يكن ناصبيّاً ».

٥ ـ حدَّثني الحسن بن عبدالله بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه عبدالله بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن عبدالله بن وضّاح ، عن عبدالله بن شعيب التّيميِّ ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام « قال : ينادي منادٍ يوم القيامة : أين شيعة آل محمَّد؟! فيقوم عُنق مِن النّاس ـ لا يُحصِيهم إلاّ الله تعالى ـ فيقومون ناحية من النّاس ، ثمَّ ينادي منادٍ : أين زوَّار قبر الحسين؟ فيقوم اُناس كثير ، فيقال لهم : خذوا بيد مَن أحببتم ؛ انطلقوا بهم إلى الجنَّة ، فيأخذ الرَّجل مَن أحبَّ حتّى أنَّ الرَّجل مِن النّاس يقول لرجلٍ : يا فلان أما تعرفني أنا الَّذي قمت لك يوم كذا وكذا (٣) ، فيدخله الجنّة ، لا يدفع ولا يمنع ».

الباب التّاسع والسّتّون

( إنَّ زيارة الحسين عليه السلام يُنفّس بها الكرب وتقضى بها الحوائج )

١ ـ حدّثني أبو القاسم جعفر بن محمّد بن إبراهيمَ بن عبدالله الموسويّ العلويّ ، عن عبيدالله بن نَهِيك (٤) ، عن ابن أبي عُمَير ، عن هِشام بن الحكم ، عن فضيل

__________________

١ ـ يعني زكريّا بن محمّد.

٢ ـ لحظه أي نظر إليه.

٣ ـ يعني القيام لوروده في مجلس فلان.

٤ ـ الظّاهر كونه عبدالله بن أحمد بن نَهيك أبا العبّاس الكوفي النّخعيّ ، وفي بعض النّسخ : « عبدالله ». وقد تقدّم كراراً.

١٨٣

ابن يسار « قال : قال أبو عبدالله عليه‌السلام : إنَّ إلى جانبكم قبراً ما أتاه مكروب إلاّ نَفّس اللهُ كُرْبَته ، وقضى حاجته ».

٢ ـ وعنه ، عن عبدالله بن نَهيك ، عن محمّد بن أبي عُمَير ، عن سَلَمة صاحب السّابريِّ ، عن أبي الصّبّاح الكِنانيِّ (١) « قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : إنَّ إلى جانبكم قبراً ما أتاه مكروبٌ إلاّ نفّس الله كُربتَه ، وقضى حاجته ، وإنَّ عنده أربعة آلاف ملك منذ [يوم] قبض شُعْثاً غُبراً يبكونه إلى يوم القيامة ، فمن زارَه شيّعوه إلى مأمنه ، ومَن مرض عادوه ، ومَن اتّبعوا جنازته ».

٣ ـ حدَّثني أبي رحمه‌الله عن سعد بن عبدالله ، عن عليِّ بن إسماعيل بن عيسى ، عن محمّد بن عَمرو الزَّيّات ، عن كِرام (٢) ، عن إسماعيلَ بن جابر ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام « قال : سمعته يقول إنَّ الحسين عليه‌السلام قُتل مَكروباً ، وحَقيقٌ على الله أن لا يأتيه مَكروبٌ إلاّ رَدّه الله مُسروراً ».

٤ ـ وحدَّثني محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن الصّفّار ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن عليِّ بن فضّال ، عن مفضّل بن صالِح ، عن محمّد بن عليٍّ الحلبيِّ ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام « قال : إنَّ اللهَ عرض ولايتنا على أهل الأمصار ، فلم يقبلها إلاّ أهل الكوفة ، وإنَّ إلى جانبها قبراً لا يأتيه مكروبٌ فيصلّي عنده اربع رَكعات إلاّ رجعه الله مَسروراً بقضاء حاجته ».

٥ ـ حدَّثني الحسن بن عبدالله بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن العَلاء بن رَزين ، عن محمَّد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه‌السلام « قال : إنّ الحسين صاحب كربلاء قُتل مظلوماً مَكروباً عَطشاناً لَهفاناً ، وحقٌّ على الله عزَّوجَلَّ أن لا يأتيه لَهفانٌ (٣) ولا مَكروبٌ ولا مُذنبٌ ولا مَغمومٌ ولا عَطشانٌ ولا ذو عاهةٍ ثمَّ دعا عنده وتقرَّب بالحسين عليه‌السلام (٤) إلى الله عزَّوجَلَّ إلاّ

__________________

١ ـ يعني إبراهيم بن نعيم العبديّ ، وكان أبو عبدالله عليه السلام يسمّيه الميزان لثقته. ( صه )

٢ ـ مرّ ضبطه في ص ١٤٠.

٣ ـ اللَّهْفان : المتحسّر ، والمكروب.

٤ ـ أي تقرّب إلى الله عزّوجلّ بزيارة الحسين عليه السلام.

١٨٤

نفَّس الله كُربتَه ، وأعطاه مسألتَه ، وغفر ذنوبه ، مَدَّ في عمره ، وبسط في رِزقه ، فاعتبروا يا أولي الأبصار! ».

٦ ـ حدَّثني أبي رحمه‌الله وجماعة مشايخي ؛ ومحمّد بن الحسن ، عن محمّد بن يحيى ؛ وأحمدَ بن إدريسَ ، عن العَمْركي ، عن يحيى ـ وكان في خدمة أبي جعفر ـ عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام « قال : إنّ بظهر الكوفة لقبراً ما أتاه مَكروبٌ قطّ إلاّ فرَّج الله كُربته ـ يعني قبر الحسين عليه‌السلام ـ ».

٧ ـ حدَّثني محمّد بن جعفر ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن ناجية ، عن عامِر بن كثير ، عن أبي النُّمَير (١) « قال : قال أبو جعفر عليه‌السلام : إنَّ ولايتنا عرضت على أهل الأمصار فلم يقبلها قبول أهل الكوفة ، وذلك لأنَّ قبر عليٍّ عليه‌السلام فيها ، وإنَّ إلى لِزْقه (٢) لقبراً آخر ـ يعني قبر الحسين عليه‌السلام ـ فما مِن آتٍ يأتيه فيصلّي عنده رَكعتين أو أربعة ثمَّ يسأل الله حاجته إلاّ قضاها له ، وإنّه ليَحُفُّ به (٣) كلَّ يوم ألفُ مَلَك ».

٨ ـ حدَّثني أبو العبّاس الكوفيِّ ، عن محمّد بن الحسين ، عن صَفوانَ ، عن الوليد بن حَسّان ، عن ابن أبي يَعْفور « قال : قلت لأبي عبدالله عليه‌السلام : دعاني الشَّوقُ إليك إن تجشّمت إليك (٤) على مَشقّة ، فقال لي : لا تَشكُ ربَّك ؛ فهلاّ أتيتَ مَن كان أعظم حَقّاً عليك منّي؟! فكان من قوله : « فهلاّ أتيت مَن كان أعظم حقّاً عليك منّي » أشدّ عليَّ مِن قوله : « لا تَشكُ رَبَّك » ، قلت : ومَن أعظم عليَّ حَقّاً منك؟ قال : الحسين بن عليٍّ عليهما‌السلام ، ألا أتيت الحسين عليه‌السلام فدعوت الله عنده وشكوتَ إليه حوائجك؟! ».

٩ ـ حدَّثني حكيم بن داود بن حكيم ، عن سَلَمة بن الخطّاب ، عن إبراهيمَ بن محمّد ، عن عليِّ بن المُعلّى ، عن إسحاقَ بنِ زياد (٥) « قال : أتى رجلٌ أبا عبدالله

__________________

١ ـ كأنّه مولى الحارث بن المغيرة ، وحاله مجهول.

٢ ـ إلى لزقة ـ بالكسر ـ أي إلى جانبه.

٣ ـ أي يطوف به.

٤ ـ تجشّم الأمر تكلّفه على مشقّة.

٥ ـ في بعض النّسخ : « إسحاق بن يزداد » وهو مهمل بكِلى العنوانين.

١٨٥

عليه السلام فقال : إنّي قد ضربت على كلِّ شيءٍ لي ذَهَباً وفِضَّةً ؛ وبِعتُ ضياعي ، فقلت : أنزل مكّة ، فقال : لا تفعل ، فإنَّ مكّة يكفرونَ بالله جَهرَة ، قال : ففي حرم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ قال : هم شرِّ منهم ، قال : فأين أنزل؟ قال : عليك بالعِراق الكوفة ، فإنَّ البركة منها على اثني عشر ميلاً ـ هكذا وهكذا ـ وإلى جانبها قبرٌ ما أتاه مكروب قطّ ولا ملهوف إلاّ فرَّج الله عنه » (١).

الباب السّبعون

( ثواب زيارة الحسين عليه السلام يوم عرفة )

١ ـ حدَّثني محمّد بن جعفر القرشيُّ الرَّزَّاز الكوفيُّ ، عن خاله محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن صالِح بن عُقْبة ، عن بشير الدَّهّان « قال : قلت لأبي عبدالله عليه‌السلام : ربّما فاتني الحجّ فاُعَرِّف عند قبر الحسين عليه‌السلام (٢) ، فقال : أحسنت يا بشير ، أيّما مؤمن أتى قبر الحسين عليه‌السلام عارفاً بحقّه في غير يوم عيد كتب الله له عشرين حجّة ، وعشرين عُمْرَة مبرورات متقبّلات ، وعشرين غَزوة مع نبيٍّ مُرسل أو إمام عدل ، ومن أتاه في يوم عيد كتب الله له مائةَ حَجّة ومائةَ عُمْرة ، ومائة غَزوة مع نبيٍّ مُرسل أو إمام عدل ، ومن أتاه يوم عرفة عارفاً بحقّه كتب الله له ألفَ حجّة وألفَ عُمرَة متقبّلات ، وألفَ عزوة من نبيٍّ مُرسل أو إمام عدل ، قال : فقلت له : وكيف لي بمثل الموقف ، قال فنظر إليّ شبه المُغضِب ، ثمَّ قال : يا بشير إنَّ المؤمن إذا أتى قبر الحسين عليه‌السلام يوم عرفة واغتسل في الفرات ، ثمَّ توجّه إليه كتب الله له بكلّ خطوة حجّة

__________________

١ ـ يحتمل أن يكون عليه السلام أشار إلى جانبي الغَريّ وكربلاء ، لا إلى جميع الجوانب ، ويحتمل أن يكون أشار إلى جميع الجوانب ، وإنّما ذكر الرّاوي مرّتين اختصاراً. ( البحار )

٢ ـ التّعريف ـ على ما ذكره الجوهريّ ـ : الوقوف بعرفات ، أي أعمل أعمال عَرَفة من الغُسْل والدُّعاء وغيرهما في يوم عَرَفة عند قبره عليه السلام.

١٨٦

بمناسكها ـ ولا أعلمه إلاّ قال : وغَزوَة ـ ».

٢ ـ وحدَّثني أبي ؛ وعليُّ بن الحسين ؛ ومحمّد بن الحسن رحمهم‌الله جميعاً ، عن سعد بن عبدالله ، عن عليِّ بن إسماعيل بن عيسى ، عن محمّد بن عمرو بن سعيد الزَّيّات ، عن داود الرَّقّيِّ « قال : سمعت أبا عبدالله ؛ وأبا الحسن موسى بن جعفر وأبا الحسن عليّ بن موسى عليهم‌السلام وهم يقولون : « مَن أتى قبر الحسين عليه‌السلام بعرفة قلبه الله ثَلِج الفُؤاد (٢) ».

٣ ـ وعنهم ، عن سعد ، عن الهَيْثم بن أبي مَسْروق النَّهديّ ، عن عليِّ بن أسباط ـ عن بعض أصحابنا ـ عن أبي عبدالله عليه‌السلام « قال : إنَّ الله تبارك وتعالى يبدء بالنّظر إلى زُوَّار قبر الحسين عليه‌السلام عَشيَّة عَرَفة ، قال : قلت : قبل نظرة لأهل الموقِف؟ قال : نَعَم ، قلت : كيف ذلك؟ قال : لأنَّ في أولئك أولاد زنا؛ وليس في هؤلاء أولاد زنا » (٢).

__________________

١ ـ أي مطمئن القلب ، ذا يقين في العقائد الإيمانيّة ، أو مَسروراً بالمغفرة والرّحمة ، وقد ذهب عنه الكروب والأحزان. قال في النّهاية : يقال : ثَلِجتْ نفسي بالأمر إذا اطمأنّت إليه وسكنت ، وثبت فيها ووثِقَتْ به. ( البحار ) وللمولى المجلسيّ ( ره ) بيانٌ آخر ، راجع الفقيه ج ٢ ص ٥٨٠ ذيل الخبر ٣١٧٠.

٢ ـ قال اُستاذنا الغفّاري ـ أيّده الله ـ : الظّاهر أنّ « أولاد الزّنا » هنا اصطلاحيّ لا لغويّ ، والمراد بهم النُّصّاب اللاّعنين عليّاً عليه السلام الّذين يزعمون أنَّ اللَّعن عليه ـ نستجير بالله ـ عبادة ويتقرّبون به إلى الله تعالى ، مع أنّهم يعلمون بل يعترفون بأنّه أوَّل مَن آمن ، وهو الّذي غسّل رَسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ودفنه ، وفي بيته نَزَلَتْ آية التّطهير ، فهم والخوارج سواء بل هم أضلّ من الخوارج ، والعجب ممَّن يدافع عنهم! حتّى يكون فيهم مَن يقول بجواز لَعن لاعِنِ يزيد الملعون الّذي أمر بقتل الحسين وذراري آل محمّد عليهم السلام في أوّل سنة خلافته ، وفي السّنة الثّانية أرسل مسلم بن عُقْبة المُرّي إلى مدينة الرّسول وارتكب ما ارتكب بوقعة الحرّة المشهورة ، وقتل من الموالي ثلاثة آلاف رجل ، ومن الأنصار ألفاً وأربعمائة أو سبعمائة ، ومِن قريش ألفاً وثلاثمائة ودخل جنده المدينة فنهبوا الأموال وسبّوا الذّرّيّة واستباحوا الفروج وحملت منهم ثمانمائة حرّة ، وفي السّنة الثّالثة رمى الكعبة بالمنجنيق ، و و و ، فالمراد بأولاد الزّنا هو وأعوانه في الاصطلاح.

١٨٧

٤ ـ حدَّثني أبي ، عن سعد بن عبدالله ، عن موسى بن عُمَرَ ، عن عليِّ بن النّعمان ، عن عبدالله بن مُسكانَ « قال : قال أبو عبدالله عليه‌السلام : إنَّ الله تبارك وتعالى يتجلّى (١) لزوَّار قبر الحسين عليه‌السلام قبل أهل عَرَفات ، ويقضي حوائجهم ، ويغفر ذنوبهم ، ويشفّعهم في مسائلهم ، ثمَّ يثني أهل عَرَفة فيفعل ذلك بهم ».

٥ ـ حدَّثني أبي رحمه‌الله وجماعة مشايخي ، عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن حَمدانَ بن سليمان النَّيسابوري أبي سعيد قال : حدَّثنا عبدالله بن محمّد اليمانيُّ ، عن مَنيع بن الحجّاج ، عن يونسَ بن يعقوبَ ابن عمّار (٢) ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام « قال : مَن فاتَتْه عَرَفة بعَرَفات فأدركها بقبر الحسين عليه‌السلام لم يفُتْه ، وإنَّ الله تبارك وتعالى ليبدء بأهل قبر الحسين قبل أهل العَرفات ، ثمَّ يخالطهم في نفسه (٣) ».

٦ ـ حدَّثني أبي رحمه‌الله وعليُّ بن الحسين ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن خالد البرقيِّ ، عن القاسم بن يحيى بن الحسن بن راشد ، عن جدِّه الحسن ، عن يونس بن ظَبْيان « قال : قال أبو عبدالله عليه‌السلام : مَن زار الحسين عليه‌السلام ليلة النّصف مِن شعبان وليلة الفطر وليلة عرفة في سنة واحِدَة كتب الله له ألفَ حَجّة مَبرورة ، وألف عُمرَة متقبّلة ، وقُضيتْ له ألف حاجة من حوائج الدُّنيا والآخرة ».

٧ ـ حدَّثني محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن خالد البرقيِّ ، عن حَنان بن سَدير ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام « قال : إذا كان يوم عَرَفة اطّلع الله تعالى على زُوَّار قبر

__________________

١ ـ تقدّم الكلام فيه ، راجع ص ١٨١ ذيل الخبر ١.

٢ ـ هو يونس بن يعقوب بن قيس الجلاّب البجليُّ الدُّهنيّ ، اُمّه منيّة بنت عمّار بن أبي معاوية الدّهنيّ اُخت معاوية بن عمّار ، وله كتاب الحجّ ، وما في بعض النّسخ : « عن عمّار » أو « عن حمّاد » تصحيف ، والمراد بابن عمّار : سبط عمّار.

٣ ـ في بعض النّسخ : « بنفسه ».

١٨٨

أبي عبدالله الحسين عليه‌السلام فقال لهم : استأنفوا (١) فقد غَفَرتُ لكم ، ثمَّ يجعل إقامته على أهل عرفات » (٢).

٨ ـ حدَّثني محمّد بن جعفر ، عن محمّد بن الحسين ـ عمّن ذكره ـ عن عُمَرَ بن الحسن العَرزَميِّ ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام « قال : سمعته يقول : إذا كان يوم عرفة نظر الله إلى زوَّار قبر الحسين عليه‌السلام فيقول : ارْجعوا مغفوراً لكم ما مضى ؛ ولا يكتب على أحد منهم ذَنبٌ سَبعين يوماً مِن يوم ينصرف » (٣).

٩ ـ حدَّثني أبي ؛ وجماعة أصحابي رحمهم‌الله عن محمّد بن يحيى ؛ وأحمدَ بن إدريسَ جميعاً ، عن العَمْرَكي بن عليٍّ ، عن يحيى ـ الخادم لأبي جعفر الثّاني ـ عن محمّد بن سِنان ، عن بشير الدَّهّان « قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول ـ وهو نازل بالحِيرة وعنده جماعة من الشّيعة ـ فأقبل إليَّ بوجهه فقال : يا بشير أحَجَجت العامّ؟ قلت : جُعِلتُ فِداكَ لا ؛ ولكن عَرَّفتُ بالقبر (٤) ـ قبر الحسين عليه‌السلام ـ فقال : يا بَشير والله ما فاتك شيءٌ ممّا كان لأصحاب مَكّة بمكّة ، قلت : جُعِلتُ فِداكَ فيه عرفات؟ فَسِّره لي ، فقال : با بشير إنَّ الرَّجل منكم ليغتسل على شاطِىء الفرات ، ثمَّ يأتي قبر الحسين عليه‌السلام عارفاً بحقِّه فيعطيه اللهُ بكلِّ قدم يرفعها [أ] ويضعها مائة حَجَّة مقبولة ومائة عُمرة مَبرورة ، ومائة غَزوَة مع نبيٍّ مرسل إلى أعداء الله وأعداء رَسوله (٥) ، يا بشيرُ اسْمعْ وأبلغ مَن احتمل قلبُه : مَن زارَ الحسين عليه‌السلام يومَ عَرَفة كان كمن زارَ الله في عرشه ».

__________________

١ ـ استأنف العمل أي أخذ فيه وابتدء ، ومنه الاستيناف أي إعادة الدّعوى في مجلس الاستيناف.

٢ ـ تقدّم الكلام فيه راجع ص ١٨١ ذيل الخبر ١ ـ كما مرّ.

٣ ـ يعني يحفظهم الله مِن ارتكاب الذّنوب ، لا بمعنى أنّهم يرتكبون لكن لا يكتب عليهم ، فإنّ الله تعالى يقول : « وَنَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَآثارَهُمْ » [يس : ١٢] ، و « مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ » [النّساء : ١٢٣].

٤ ـ يريد به الوقوف بقبره عوضاً عن الوقوف بعرفات.

٥ ـ في بعض النّسخ : « إلى أعدى عدوّ له ».

١٨٩

١٠ ـ حدَّثني محمّد بن عبدالمؤمن رحمه‌الله عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسن الصّفّار ، عن أحمدَ بن محمّد الكوفيِّ ، عن محمّد بن جعفر بن إسماعيل العَبديّ ، عن محمّد بن عبدالله بن مِهران (١) ، عن محمّد بن سِنان ، عن يونسَ بن ظَبْيان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام « قال : مَن زارَ قبرَ الحسين عليه‌السلام يوم عرفة كتب الله له ألفَ ألفَ حَجّةٍ مع القائم ، وألفَ ألفَ عُمرَةٍ مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وعتق ألف ألف نَسمةٍ ، وحملان ألف ألف فَرَسٍ في سبيل الله ، وسَمّاه الله عبدي الصّدّيق آمَن بوَعدي ، وقالتِ الملائكة : فلانٌ صدِّيق ؛ زَكّاه الله مِن فَوق عَرْشه ، وسمّي في الأرض كَروباً » (٢).

١١ ـ حدَّثني أبي رحمه‌الله عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن إسماعيلَ بن بزيع ، عن صالِح بن عُقْبة ، عن بشير الدَّهّان « قال : قال جعفر بن محمّد عليهما‌السلام : من زارَ قبرَ الحسين عليه‌السلام يوم عرفة عارفاً بحقّه كتب الله له ثوابَ ألفِ حَجّة ، وألفِ عُمْرة ، وألفِ غزوة مع نبيٍّ مرسل ، ومَن زارَ أوَّل يوم مِن رَجَبَ غفر الله له البتَّة ».

١٢ ـ حدَّثني أبي رحمه‌الله عن سعد بن عبدالله ، عن محمّد بن عيسى بن عُبَيد ، عن محمّد بن سِنان ، عن أبي سعيد القَمّاط ، عن بَشّار (٣) ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام « قال : مَن كان مُعْسِراً فلم يتهيّأ له حَجّة الإسلام فليأتِ قبرَ الحسين عليه‌السلام ، وليعرّف عنده ، فذلك يجزئه عن حَجّة الإسلام ، أما إنّي لا أقول يجزئ ذلك عن حَجّة الإسلام إلاّ للمُعسِر ، فأمّا الموسِر إذا كان قد حجّ حَجّة الإسلام ،

__________________

١ ـ الخبر مذكور في التّهذيب ج ٦ ص ٥٦ ح ٢٨ وليس في سنده « عن محمّد بن عبدالله بن مهران ».

٢ ـ أي حافظاً ، حارساً ، مقرّباً. واللّفظ عبراني. قال في القاموس : « الكروبيّون ـ مخفّفة الرّاء ـ : سادة الملائكة ».

٣ ـ بشّار ـ بفتح الباء الموحّدة وتشديد الشّين المعجمة ـ ، والظّاهر كونه ابن يسار الضُّبَيْعيِّ الكوفيّ الثّقة.

١٩٠

فأراد أن يتنفّل بالحجّ أو العُمرَة ومنعه مِن ذلك شغل دنيا أو عائق فأتى قبرَ الحسين عليه‌السلام في يوم عَرَفة أجزأه ذلك عن أداء الحجّ أو العُمرة وضاعف الله له ذلك أضعافاً مضاعَفَة ، قال : قلت : كم تَعدِل حَجّة وكم تَعدِل عُمْرة؟ قال : لا يحصى ذلك ، قال : قلت : مائة؟ قال : ومَن يحصي ذلك؟ قلت : ألف؟ قال : وأكثر ، ثمَّ قال : وإن تَعدُّوا نعمةَ الله لا تحصوها ، إنَّ الله واسعٌ كريم » (١).

الباب الحادي والسّبعون

( ثواب مَن زار الحسين عليه السلام يوم عاشوراء )

١ ـ حدَّثني أبي ؛ وأخي ؛ وجماعة مشايخي رحمهم‌الله عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن عليٍّ المدائنيِّ قال : أخبرني محمّد بن سعيد البَجليِّ ، عن قَبيصة (٢) ، عن جابر الجُعفيِّ « قال : دخلت على جعفر بن محمّد عليهما‌السلام في يوم عاشوراء فقال لي ( كذا ) : هؤلاء زُوَّار الله وحَقٌّ على المزور أن يُكرِمَ الزّائر ، مَن باتَ عند قبر الحسين عليه‌السلام ليلة عاشوراء لقى الله ملطّخاً بدمه يوم القيامة كأنّما قُتل معه في عَرْصَته (٣) ، وقال : مَن زار قبرَ الحسين عليه‌السلام ليوم عاشوراء (٤) وبات عنده كان كمن استشهد بين يديه ».

٣ ـ حدَّثني أبو عليٍّ محمّد بن هَمّام قال : حدَّثني جعفر بن محمّد بن مالك الفَزاريُّ قال : حدّثني أحمد بن عليِّ بن عُبَيد الجعفيُّ قال : حدَّثني حسين بن سليمان ،

__________________

١ ـ في بعض النّسخ : « واسعٌ عليم ».

٢ ـ بالقاف والباء والصّاد المهملة والياء المثنّاة التّحتيّة مكبّراً ، مشترك بين ابن شَدّاد وابن مُخارق ، عدّه الشّيخ ( ره ) في رجاله الأوّل مِن أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام ، والثّاني مِن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

٣ ـ العرصة كضربة : ساحة الدّار. وصحّف في بعض النّسخ بـ « عصره ».

٤ ـ في بعض النّسخ : « أي يوم عاشوراء ».

١٩١

عن الحسين بن راشد (١) ، عن حمّاد بن عيسى ، عن حَريز ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام « مَن زار الحسين يوم عاشوراء وجَبتْ له الجنّة ».

٣ ـ وحدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحِميريُّ ، عن أبيه ، عن يعقوبَ بن يزيدَ الأنباريّ ، عن محمّد بن أبي عُمَير ، عن زَيدٍ الشّحّام ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام « قال : مَن زارَ قبر الحسين بن عليٍّ عليهما‌السلام يوم عاشوراء عارفاً بحقِّه كان كمن زار الله في عرشه » (٢).

٤ ـ حدَّثني الحسين بن محمّد بن عامِر ، عن المعلّى بن محمّد ، عن محمّد بن جمهور العَمّيِّ (٣) ـ عمّن ذكره ـ عنهم ( كذا ) عليهم‌السلام « قال : مَن زار [قبر] الحسين عليه‌السلام يوم عاشوراء كان كمن تشحّط بدمه (٤) بين يديه عليه‌السلام ».

٥ ـ وروى محمّد بن أبي سَيّار (٥) المدائني بإسناده « قال : من سقى يوم عاشوراء عند قبر الحسين عليه‌السلام كان كمن سقى عسكر الحسين عليه‌السلام وشهد معه ».

٦ ـ حدَّثني جعفر بن محمّد بن إبراهيم الموسويّ ، عن عبيدالله بن نَهِيك ، عن ابن أبي عُمَير ، عن زَيدٍ الشَّحّام ، عن جعفر بن محمّد الصّادق عليهما‌السلام « قال : مَن زار الحسين عليه‌السلام ليلة النّصف مِن شعبان غفر الله له ما تقدَّم مِن ذنوبه وما تأخّر ، ومَن زاره يوم عَرَفة كتب الله له ثواب ألف حَجّة متقبّلة وألف عُمرَة مَبرورة ، ومَن زاره يوم عاشوراء فكأنّما زار الله فوق عرشه ».

حدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر ، عن أبيه عبدالله بن جعفر الحِميريِّ ، عن محمّد بن الحسين ، عن حَمدانَ بنِ المُعافا (٦) ، عن ابن أبي عُمَير ، عن زَيدٍ الشَّحّام ،

__________________

١ ـ في جلّ النّسخ : « الحسين بن أسد » ، والظّاهر تصحيفة ، وفي التّهذيب كما في المتن. وقيل : هو الحسن بن راشد ـ مكبّراً ـ.

٢ ـ تقدّم الكلام فيه ، راجع ص ١١٤ ذيل الخبر ١.

٣ ـ هذه النّسبة إلى « العمّ » ـ بالفتح والتّشديد ـ وهو بطن مِن تميم. ( اللّباب في الأنساب )

٤ ـ تشحّط بالدّم : تضرّج به.

٥ ـ في بعض النّسخ : « أبي يسار ».

٦ ـ حمدان ـ بفتح الحاء المهملة ـ ابن المُعافا ـ بالميم المضمومة والعين المهملة والفاء ، هو أبو جعفر الصَّبيحيّ ، مولى جعفر بن محمّد عليهما السلام.

١٩٢

عن أبي عبدالله عليه‌السلام ـ وذكر مثله.

٧ ـ حدَّثني حكيم بن داود بن حكيم؛ وغيره ، عن محمّد بن موسى الهَمدانيِّ ، عن محمّد بن خالد الطّيالسيِّ ، عن سيف بن عَمِيرة ؛ وصالِح بن عُقْبة جميعاً ، عن عَلقمةَ بنِ محمّد الحَضرميّ ؛ و ( كذا ) محمّد بن إسماعيل ، عن صالِح بن عُقْبة ، عن مالك الجُهنيّ ، عن أبي جعفر الباقر عليه‌السلام « قال : مَن زار الحسين عليه‌السلام يوم عاشوراء من المحرَّم حتّى يظلَّ عنده باكياً لقي الله تعالى يوم القيامة بثواب ألفَـ[ـي] ألف حَجّة وألفَـ[ـي] ألف عُمرة ، وألفي ألف غَزوة ، وثواب كلِّ حَجّة وعُمرة وغزوة كثواب مَن حجّ واعتمر وغَزا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومع الأئمّة الرَّاشدين صلوات الله عليهم أجمعين.

قال : قلت : جُعِلتُ فِداك لِمَن كان في بُعدِ البلاد واقاصيها ولم يمكنه المسير إليه في ذلك اليوم؟ قال : إذا كان ذلك اليوم بَرزَ إلى الصَّحراء أو صَعد سَطحاً مُرتفعاً في دارِه ، وأومأ إليه بالسّلام ، واجتهد على قاتله بالدُّعاء ، وصلّى بعد رَكعتين يفعل ذلك في صَدرِ النَّهار قبل الزَّوال ، ثمَّ ليندُب الحسين عليه‌السلام ويَبكيه ويأمر مَن في داره بالبُكاء عليه ، ويقيم في داره مصيبته بإظهار الجزع عليه ، ويتلاقون بالبُكاء بعضهم بعضاً في البيوت ، وليعزّ بعضهم بعضاً بمصاب الحسين عليه‌السلام ، فأنا ضامِنٌ لهم إذا فعلوا ذلك على الله عزَّوجلَّ جميع هذا الثَّواب ، فقلت : جُعِلتُ فِداك وأنت الضّامِن لهم إذا فعلوا ذلك والزَّعيم به؟ قال : أنا الضّامن لهم ذلك والزَّعيم لمن فعل ذلك.

قال : قلت : فكيف يعزّي بعضهم بعضاً؟ قال : يقولون : عَظَّم اللهُ اُجُورَنا بِمُصابنا بِالحسينِ عليه‌السلام ، وجَعَلَنا وإيّاكم مِن الطّالِبين بِثأرِه مع وَليّه الإمام المَهديّ مِن آل محمّدٍ ؛ فإن استطعت أن لا تنتشر يومك في حاجة فافعل ، فإنّه يوم نحس لا تقضى فيه حاجة ، وإن قضيت لم يبارك له فيها ولم ير رُشْداً ، ولا تدَّخِرنَّ لمنزلك شيئاً ، فإنّه مَن ادَّخر لمنزلِه شيئاً في ذلك اليوم لم يُبارك له فيما يدَّخره ولا يُبارك له في أهله ، فمن فعل ذلك كُتِبَ له ثوابُ ألفِ ألفِ حَجّة و

١٩٣

ألف ألف عُمرة ، وألف ألف غَزوة كلُّها مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وكان له ثواب مصيبة كلِّ نبيٍّ ورَسولٍ وصِدِّيق وشَهيدٍ مات أو قُتِل منذ خلق الله الدُّنيا إلى أن تقوم السّاعة.

قال صالِح بن عُقْبَةَ الجُهَنيُّ وسيف بن عَمِيرةَ : قال عَلْقَمَةُ بنُ محمّد الحَضرَميُّ : فقلت لأبي جعفر عليه‌السلام : علِّمني دُعاءً أدعو به في ذلك اليوم إذا أنا زُرْتُه مِن قَريب ، ودُعاءً أدعو به إذا لم أزُرْهُ مِن قريب ، وأومأتُ إليه مِنْ بُعْدِ البلاد ومِن سَطحِ داري بالسَّلام ، قال : فقال : يا عَلْقمَة إذا أنت صَلّيت رَكعتين بعد أن تؤمي إليه بالسَّلام وقلت عند الإيماء إليه [و] مِن بَعد الرَّكعتين هذا القول فإنّك إذا قلتَ ذلك فقد دعوت بما يدعو به مَن زارَه مِن الملائكة ، وكَتَبَ اللهُ لك بها ألفَ ألفَ حَسَنة ، ومحى عنك ألفَ ألفَ سيِّئةٍ ، ورَفع لك مائةَ ألف ألف دَرجةٍ ، وكنت ممّن استشهد مع الحسين بن عليٍّ عليهما‌السلام حتّى تُشاركهم في درجاتهم ، ولا تُعرَف إلاّ في الشُّهداء الّذين استشهدوا معه ، وكُتِبَ لك ثَواب كلِّ نبيٍّ ورسول وزيارة مَن زارَ الحسين بن عليٍّ عليهما‌السلام مُنذُ يوم قُتِل ، [تقول : ]

السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا عَبْدِاللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ ، [السَّلامُ عَلَيكَ يا خِيَرَةَ اللهِ وابْنَ خِيَرَتِه] السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ أميرِ المُؤمِنينَ ، وَابْنَ سَيِّدِ الْوَصِيِّينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ثأرَ اللهِ وَأبْنَ ثَأرِهِ وَالْوِتْرَ المَوتُور (١) ، السَّلامُ عَلَيكَ وعَلى الأرْواحِ الَّتي حَلَّتْ بفِنائِكَ وأناخَتْ بِرَحْلِكَ ، عَلَيكُمْ مَنّيِ جَميعاً سَلامُ اللهِ أبَدَاً مابَقِيتُ وَبَقيَ اللَّيْلُ والنَّهارُ ، يا أبا عَبْدِالله لَقَد عَظُمَتِ [الرَّزيَّةُ وَجَلَّتِ] المُصِيبَةُ بِكَ عَلَيْنا وَعَلى جَميعِ أهْلِ السَّماواتِ [وَالأرْضِ] ، فَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً أسَّسَتْ أساسَ الظُّلم وَالجَورِ عَلَيْكُمْ أهْلَ الْبَيْتِ ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً دَفَعَتْكُمْ عَنْ مَقامِكُمْ ؛ وَأزالَتْكُمْ عَنْ مَراتِبكُمُ الَّتي رَتَّبَكُمُ اللهُ فيها ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً قَتَلَتْكُمْ ، وَلَعَنَ اللهُ المُمَهِّدينَ لَهُمْ بِالتَّمْكِينِ مِنْ قِتالِكُمْ [بَرِئتُ إلىَ اللهِ وَإليْكُم مِنهُمْ] وَمِنْ أشْياعِهِمْ وَأتْباعِهِمْ ، يا

__________________

١ ـ قوله : « يا ثأر الله » قال الكفعميّ : معناه أنَّه سبحانه هو صاحب ثأره والمُطالِب به. وقوله : « والوِتْر الموتور » ، قال في القاموس : « المَوتور هو مَن قُتِلَ له قَتيل فلم يُدْرِكْ بِدَمه ».

١٩٤

أبا عَبْدِالله إنّي سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ وَحَرْبٌ لمنْ حارَبَكم إلى يَوم القِيامَةِ ، فلَعَنَ اللهُ آلَ زِيادٍ وَآلَ مَرْوانَ ، وَلَعَنَ اللهُ بَني اُمَّيَّة قاطِبَةً ، ولَعَنَ اللهُ ابْنَ مَرْجانَةَ ، ولَعَنَ الله عُمَرَ بْنَ سَعْدٍ ، وَلَعَنَ الله شِمْراً ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً أسْرَجَتْ وَألْجمَتْ وَتَهيَّأَتْ لِقِتالِكَ ، يا أبا عَبْدِالله بأبي أنْتَ وَاُمِّي لَقَدْ عَظُمَ مُصابي بِكَ (١) فَأسْألُ اللهَ الَّذي أكْرَمَ مَقامَكَ أنْ يُكْرِمَني بِكَ وَيَرْزُقَني طَلَبَ ثَأرِكَ مَع إمامٍ مَنْصُورِ مِنْ آل مُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، اللّهُمَّ اجْعَلْني وَجيهاً عِنْدَكَ بِالحُسَينِ في الدُّنيا وَالآخِرَة ، يا سَيِّدي يا أبا عَبْدِاللهِ إنّي أتَقَرَّبُ إلى اللهِ [تَعالى] وإلى رَسُولِهِ وَإلى أمير المؤمِنينَ وإلى فاطِمَةَ وَإلى الحسَنِ وَإلَيْكَ ، صَلّى اللهُ عَلَيكَ وَسَلّم ، وَعَلَيْهم بِمُوالاتِكَ يا أبا عَبْدِاللهِ وَبالْبَراءةِ مِنْ أعْدائِكَ وَمِمّنْ قاتَلَكَ وَنَصَبَ لَكَ الحَرْبَ ، وَمِنْ جميع أعْدائِكُمْ ، وَبِالبَراءَةِ ممَّن أسَّسَ الجَورَ وَبَنى عَلَيْهِ بُنْيانَهُ وَأجْرى ظُلْمَهُ وَجَورَهُ عَلَيْكُمْ وَعَلى أشْياعِكُمْ ، بَرِئْتُ إلى اللهِ وَإلَيْكُمْ مِنهُم ، وَأتَقَرَّبُ إلى اللهِ ثُمَّ إلَيْكُمْ بِموالاتِكُمْ وَمُوالاةِ وَليِّكُمْ وَالبَراءةِ مِنْ أعدائِكُمْ ، وَمِنَ النّاصِبيّينَ لَكُمُ الحَرْبَ وَالْبَراءَةَ مِنْ أشْياعِهمْ وَأتْباعِهمْ ، إنّي سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُم ، وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ ، وَوَليٌّ لِمَنْ والاكُمْ ، وَعَدُوٌ لِمَن عاداكُمْ ، فأسألُ اللهَ الَّذي أكْرَمَني بمعْرِفَتِكُمْ وَمَعْرِفَةِ أوْليائِكُمْ وَرَزَقَني الْبَراءةَ مِنْ أعْدائِكُمْ أنْ يَجْعَلَني مَعَكم في الدُّنْيا والآخِرَةِ ، وأنْ يُثَبِّتَ لي عِنْدَكُمْ قَدَم صِدْقٍ في الدُّنْيا وَالآخِرَةِ ، وَأسْأَلُهُ أنْ يُبَلِّغَني المقامَ المَحْمُودِ لَكم عِندَ اللهِ ، وَأنْ يَرْزُقَني طَلَبَ ثَأرِكم مَع إمام مَهْديّ ناطِقٍ لَكُمْ ، وَأسْأَلُ اللهَ بِحَقِّكُمْ وَبالشَّأْنِ الَّذي لَكُمْ عِنْدَهُ أنْ يُعطيَني بِمُصابي بِكُم أفْضَلَ ما أعْطى مُصاباً بمُصيبَةٍ أقول : « إنّا لله وَإنّا إلَيْهِ راجِعُون » ، يالَها مِنْ مُصيبَةٍ ، ما أعْظَمَها وَأعْظَم رَزِيَّتها في الإسْلام! وفي جَميعِ أهْلِ السَّماواتِ وَالأَرض (٢) اللّهُمَّ اجْعَلْني في مَقامِي هذا ممَّن تَنالُهُ مِنكَ صَلَواتٌ وَرَحمةٌ وَمَغْفِرَةٌ ، اللّهُمَّ اجْعَلْ مَحيايَ مَحيا مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَمَماتي مَماتَ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، اللّهُمّ إنَّ هذا يَومٌ تَنزَّلَتْ فيهِ اللَّعْنَةُ (٣) عَلى آلِ زيادٍ وَآلِ اُمَيَّةَ وَابْنِ آكِلَةِ الأكْبادِ ، اللَّعِينِ بُنِ اللَّعِينِ ، عَلى لِسانِ نَبيِّكَ ، في كلِّ مَوطِنٍ وَمَوقِفٍ وَقَفَ

__________________

١ ـ المُصاب : الشّدّة النّازلة.

٢ ـ في بعض النّسخ : « الأرضين ».

٣ ـ في البحار : « تنزّل فيه اللّعنة ».

١٩٥

فيهِ نَبيُّكَ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، اللّهُمَّ الْعَنْ أبا سُفيانَ وَمُعاويَةَ ، وَعَلى يَزيدَ بِنْ مُعاويَةَ اللَّعْنَةُ أبَدَ الآبِدِينَ ، اللّهُمَّ فَضاعِفْ عَلَيْهمُ اللَّعْنَةَ أبَداً لِقَتْلِهمُ الحُسَينَ [عليه‌السلام] ، اللّهُمَّ إنّي أتَقَرَّبُ إلَيْكِ في هذا الْيَومِ في مَوقِفي هذا وَأيّامِ حَياتي بالْبَراءةِ مِنْهم وَاللَّعْنَةِ عَلَيْهِمْ (١) ، وَبِالموالاةِ لِنَبيِّكَ مُحَمَّدٍ وَأهْلِ بَيْتِ نَبيِّك صَلّى اللهُ عَلَيهِ وَعَلَيهمْ أجْمَعِينَ ».

ثم تقول مائة مرَّة :

« اللّهُمَّ الْعَنْ أوَّلَ ظالِمٍ ظَلَمَ حَقَّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَآخِرَ تابِع لَهُ عَلى ذلِكَ ، اللّهُمَّ الْعَنِ الْعِصابَةَ الَّتي جاهَدَتِ (٢) الحُسَينَ وَشايَعَتْ وَبايَعَتْ (٣) [أعْداءه] عَلى قَتْلِهِ وَقَتْلِ أنْصارِهِ ، اللّهُمَّ الْعَنْهم جَميعاً ».

ثمّ قل مائة مرة :

السّلام عَلَيكَ يا أبا عَبْدِاللهِ وَعَلَى الأرْواحِ الَّتي حَلَّتْ بِفنائِك (٤) ، وأناخَتْ بِرَحْلِكَ (٥) ، عَلَيْكُمْ مِنّي سَلام اللهِ أبَداً ما بَقِيتُ وَبَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ ، وَلا جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ العَهْدِ مِنْ زِيارَتِكم ، السَّلامُ عَلَى الحسَينِ وَعَلى عَليِّ بْنِ الحسَينِ وعلى أولاد الحسين ( ع ) وَعَلى أصحابِ الحسَينِ صَلواتُ اللهِ عَلَيهِمْ أجْمَعينَ ».

ثمَّ تقول مرَّة واحدة :

« اللّهُمَّ خُصَّ أنْتَ أوَّلَ ظالمٍ ظَلَمَ آلَ نَبيِّكَ بِاللَّعْنِ ، ثُمَّ الْعَنْ أعْداءَ آلِ مُحَمَّدٍ مِنَ الأوَّلِينَ وَالآخِرين ، اللّهُمَّ الْعَنْ يَزيدَ وأباهُ ، وَالْعَنْ عُبَيْدَاللهِ بْنَ زِيادٍ ، وآلَ مَرْوانَ وَبَني اُمَيَّةَ قاطِبَةً إلى يَومِ الْقِيامَةِ ».

ثمّ تسجد سِجدةً تقول فيها :

« اللّهُمَّ لَكَ الحمْدُ حَمْدَ الشّاكِرينَ عَلى مُصابِهِمْ ، الحَمْدُ لِلهِ عَلى عَظيم مُصابي وَ

__________________

١ ـ في بعض النّسخ : « وباللّعن عليهم ».

٢ ـ قال العلاّمة التّستريّ رحمه الله : إنّ « جاهدت » محرّف « جاحدت » ، فإنّهم عرفوه وجحدوه ، راجع تفصيل الكلام الأخبار الدّخيلة ج ٣ ص ٣١٨ و ٣١٩.

٣ ـ في بعض النّسخ : « تايعت ».

٤ ـ الفناء ـ بالكسر ـ : الوصيد وهو ساحة أمام البيت.

٥ ـ أناخ الرّجل الجملَ إناخة : أبركه.

١٩٦

رَزيَّتي فيهِمْ ، اللّهُمَّ ارْزُقْني شَفاعَةَ الحُسَينِ يَومَ الْوُرُودِ وَثَبِّتْ لي قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَكَ مَعَ الحُسَينِ وَأصْحابِ الحسَين ، الَّذِينَ بَذَلُوا مُهَجَهُمْ دونَ الحسَينِ عليه‌السلام ـ صلوات الله عَلَيْهم أجمعينَ ـا ».

قال عَلْقَمَةُ : قال أبو جعفر الباقر عليه‌السلام : يا عَلْقَمَةُ إن استطعتَ أن تَزوره في كلِّ يومٍ بهذه الزِّيارة مِن دَهْركَ فافعل ، فلك ثوابُ جميع ذلك إن شاءَ الله تعالى ».

الباب الثّاني والسّبعون

( ثواب زيارة الحسين عليه السلام في النِّصف مِن شَعبان )

١ ـ حدَّثني أبي ؛ وعليُّ بن الحسين ؛ ومحمّد بن يعقوبَ رحمهم‌الله جميعاً ، عن عليِّ بن إبراهيمَ بن هاشم ، عن أبيه ـ عن بعض أصحابه ـ عن هارونَ بن خارجَة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام « قال : إذا كان النِّصف مِن شعبان نادى منادٍ مِن الاُفُق الأعلى : زائري الحسين ارْجعوا مَغفوراً لكم ، ثَوابُكم على الله رَبّكم ومحمَّدٍ نبيِّكم ».

٢ ـ حدَّثني أبي رحمه‌الله وجماعة مشايخي ، عن سعد بن عبدالله ، عن الحسن بن عليِّ الزَّيتونيّ ؛ وغيره ، عن أحمدَ بن هِلال ، عن محمّد بن أبي عُمَير رحمه‌الله ـ عن حَمّاد بن عثمان ، عن ابي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام. والحسن بن مَحبوب ، عن أبي حمزة ، عن عليِّ بن الحسين عليهما‌السلام « قالا : مَن أحبَّ أن يصافحه مائة ألف نبيٍّ وأربعة وعشرون ألف نبيٍّ فليزرْ قَبر أبي عبدالله الحسين بن عليِّ عليهما‌السلام في النِّصف مِن شعبان ، فإنَّ أرواح النَّبيّين عليهم‌السلام يَستأذنون الله في زيارته فيؤذن لهم منهم خمسة أولوا العزم من الرُّسل ، قلنا : مَن هُم؟ قال : نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ؛ ومحمّد صلّى الله عليهم أجمعين ، قلنا له : ما معنى أولى العَزْم ، قال : بعثوا إلى شَرق الأرض وغَربها؛ جِنّها وإنسها ».

٣ ـ حدَّثني أبي رحمه‌الله وجماعة مشايخي ، عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن محمّد بن الحسن ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن صَندل ، عن هارونَ بن خارِجَة ،

١٩٧

عن أبي عبدالله عليه‌السلام « قال : إذا كان النّصف من شعبان نادى منادٍ من الاُفق الأعلى : زائري الحسينِ ارْجِعوا مَغفوراً لكم ، ثوابكم على [الله] ربّكم ومحمّد نبيّكم ».

٤ ـ ورواه صافي البرقيّ (١) ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام « قال : مَن زارَ أبا عبدالله عليه‌السلام ثلاث سِنين متواليات لا فصل فيها في النِّصف مِن شعبان غُفِرَ له ذنوبه ».

٥ ـ وبإسناده عن داود بن كثير الرَّقّيِّ « قال : قال الباقر عليه‌السلام : زائر الحسين عليه‌السلام في النِّصف مِن شعبان يُغْفَر له ذنوبه ، ولن يكتب عليه سيّئة في سَنَتِه حتّى يحول عليه الحَول (٢) ، فإن زار في السَّنَة المُقبلة غفر الله له ذنوبه ».

٦ ـ حدَّثني جماعة مشايخي ، عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن الحسن بن أبي سارة المدائنيّ ، عن يعقوبَ بن يزيدَ ، عن ابن أبي عُمَير ، عن عبدالرَّحمن بن الحَجّاج ـ أو غيره اسمه الحسين ـ قال : « قال أبو عبدالله عليه‌السلام : مَن زار قبر الحسين عليه‌السلام ليلةً مِن ثلاث ليالٍ غفر الله له ما تَقدَّم مِن ذَنْبه وما تأخَّر ، قال : قلت أي اللَّيالي جُعِلْتُ فِداك؟ قال : ليلة الفطر ، وليلة الأضحى ، وليلة النِّصف من شعبان ».

٧ ـ وحدَّثني أبي رحمه‌الله وعليُّ بن الحسين ؛ وجماعةُ مشايخي ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن عيسى ، عن محمّد بن خالد ، عن القاسم بن يحيى ، عن جدِّه الحسن بن راشد ، عن يونسَ بن ظَبْيان « قال : قال أبو عبدالله عليه‌السلام : مَن زار الحسين عليه‌السلام ليلة النِّصف مِن شعبان ، وليلة الفطر ، وليلة عرفة في سنةٍ واحدةٍ كتب الله له ألف حَجّةٍ مَبرورةٍ وألف عُمرةٍ متقبِّلةٍ ، وقُضيتْ له ألف حاجةٍ مِن حوائج الدُّنيا والآخرة ».

__________________

١ ـ كأنّه « الوصّافيّ الكوفيّ » فصحّف ، فإن كان ما قلناه صحيحاً فهو عبدالله بن الوليد المكنّى بأبي سعيد ، وإلاّ فمهمل ، وقيل : لعلّه « ضابي بن عمر السّعديّ الأمويّ ».

٢ ـ أي لم يعمل عملاً سيّئاً حتّى يكتب عليه.

١٩٨

فصل ما يجب العمل به ليلة النِّصف من شعبان

٨ ـ سالم بن عبدالرَّحمن ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام « قال : مَن يأت ليلة النِّصف مِن شعبان بأرض كربلاء فقرءَ ألف مرَّة « قُل هُوَ الله أحَدٌ » ويَستغفر الله ألف مرَّة ويحمد الله ألف مرَّة ، ثمَّ يقوم فيصلّي أربع رَكَعات يقرء في كلِّ رَكعةٍ ألف مرَّةٍ آيةَ الكُرسيّ ، وكَّل الله تعالى به مَلَكين يحفظانه مِن كلِّ سوءٍ ، ومِن شرِّ كلِّ شَيطان وسُلطان ، ويكتبان له حَسَناته ولا تُكتب عليه سيِّئة ويسغفران له ماداما معه » (١).

٩ ـ حدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحِميريُّ ، عن أبيه ، عن يعقوبَ بن يزيدَ ، عن محمّد بن أبي عُمَير ، عن زَيدٍ الشَّحّام ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام « قال : مَن زارَ قبر الحسين عليه‌السلام في النّصف من شعبان غفر الله له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخّر ».

١٠ ـ حدَّثني أبو عبدالله محمّد بن أحمدَ بن يعقوبَ بن إسحاقَ بن عمّار ، عن عليِّ بن الحسن بن عليِّ بن فَضّال ، عن محمّد بن الوليد ، عن يونسَ بن يعقوبَ « قال : قال أبو عبدالله عليه‌السلام : يا يونسُ ليلة النِّصف من شعبان يغفر الله لكلِّ مَن زارَ الحسين عليه‌السلام مِن المؤمنين ما تقدَّم مِن ذنوبهم (٢) وما تأخّر ، وقيل لهم : استقبلوا العَمَل ، قال : قلت هذا كلّه لِمَن زارَ الحسين عليه‌السلام في النّصف من شعبان؟ فقال : يا يونسُ لو أخبرت النّاس بما فيها لمن زارَ الحسين عليه‌السلام لَقامَتْ ذكور الرِّجال على الخشب » (٣).

١١ ـ حدَّثني جعفر بن محمّد بن عبدالله بن موسى ، عن عبيدالله بن نَهِيك (٤) ، عن ابن أبي عُمَير ، عن زَيدٍ الشَّحّام ، عن جعفر بن محمّد عليهما‌السلام « قال :

__________________

١ ـ في بعض النّسخ : « ما شاء الله معه » ، أي لم يرتكب سيّئة لأنّ الملكين يحفظانه من كلِّ معصية.

٢ ـ في بعض النّسخ : « ما قدّموا من ذنوبهم ».

٣ ـ أي يركبون على الأخشاب عند عدم المراكب ، وذلك مبالغة في اهتمامهم بزيارته عليه السلام في هذا الوقت.

٤ ـ في بعض النّسخ : « عبدالله بن نهيك » مكبّراً.

١٩٩

مَن زار [قبر] الحسين عليه‌السلام ليلة النِّصف مِن شعبان غفر الله له ما تقدَّم مِن ذنوبه وما تأخّر ، ومَن زارَه يومَ عَرَفة كتب الله له ثوابَ ألف حَجّةٍ مُتَقبِّلة وألف عُمرةٍ مَبرورة ، ومَن زارَه يوم عاشوراء فكأنَّما زارَ الله فوق عرشه ».

الباب الثّالث والسّبعون

( ثواب من زار الحسين عليه السلام في رجب )

١ ـ حدَّثني أبو عليِّ محمّد بن هَمّام بن سُهيل ، عن أبي عبدالله جعفر بن محمّد بن مالك ، عن الحسن بن محمّد الأبزاريّ ، عن الحسن بن محبوب ، عن أحمدَ بن محمّد بن أبي نَصر البِزَنْطيِّ « قال : سألت أبا الحسن الرِّضا عليه‌السلام في أيّ شهرٍ نَزور الحسين عليه‌السلام؟ قال ، في النِّصف مِن رَجب والنِّصف مِن شعبان ».

ورواه أحمدُ بنُ هِلال ، عن أحمدَ بن محمّد بن أبي نَصر ، عن أبي الحسن الرّضا عليه‌السلام مثله ، غير أنّه قال : « أيُّ الأوقات أفضل أن نَزور فيه الحسين عليه‌السلام ».

٢ ـ حدَّثني أبي ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن إسماعيلَ بن بَزيع ، عن صالِح بن عُقْبَةَ ، عن بشير الدَّهّان ، عن جعفر بن محمّد عليهما‌السلام « قال : مَن زارَ الحسين عليه‌السلام يوم عَرَفة عارفاً بحقِّه كتب الله له ثوابَ ألفِ حَجّةٍ وألفِ عُمرةٍ وألف غزوةٍ مع نبيٍّ مُرسل ، ومَن زارَه أوَّل يوم مِن رَجب غفر الله له ألبتّة » (١).

الباب الرّابع والسّبعون

( ثواب من زار الحسين عليه السلام في غير يوم عيد ولا عرفة )

١ ـ حدَّثني محمّد بن جعفر ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن صالِح بن عُقْبَةَ ، عن بَشير الدَّهّان « قال : قال أبو عبدالله عليه‌السلام :

__________________

١ ـ تقدّم الخبر بهذا السّند والمتن في ص ١٩٠ تحت رقم ١١.

٢٠٠