كامل الزّيارات

ابي القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي

كامل الزّيارات

المؤلف:

ابي القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مكتبة الصدوق
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٥٢

الباب الثّامن والأربعون

( كيف يجب أن يكون زائرَ الحسين بن عليٍّ صلوات الله عليهما )

١ ـ حدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحِميريّ ، عن أبيه ، عن عليِّ بن محمّد بن سليمان ، عن محمّد بن خالد ، عن عبدالله بن حمّاد البصريِّ ، عن عبد بن عبدالرَّحمن الأصَمّ قال : حدَّثنا مُدْلِج ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام « قال : قلت له : إذا خرجنا إلى أبيك أفكنّا (١) في حجٍّ؟ قال : بلى ، قلت فيلزمنا ما يلزم الحاجّ؟ قال : مِن ماذا؟ قلت : مِن الأشياء الّتي يلزم الحاجّ ، قال يلزمك حسن الصَّحابة لمن يصحبك ، ويَلْزِمُكَ قلَّة الكلام إلاّ بخير ، ويَلْزِمُك كَثرة ذِكر الله ، ويلْزِمُك نظافة الثِّياب ، ويَلْزِمُكَ الغُسْل قبل أن تأتي الحائر ، يلزِمُك الخشوعُ وكثرةُ الصَّلاةِ ، والصّلاةُ على محمَّدٍ وآل محمَّد ، ويَلْزِمُكَ التَّوقيرُ لأخذ ما ليس لك ، ويَلْزِمُكَ أن تغضَّ بَصَرَك (٢) ، ويَلْزِمُكَ أن تَعودَ أهل الحاجة مِن إخوانك إذا رأيتَ مُنْقَطِعاً (٣) والمُواساة ، ويَلْزِمُكَ التَّقيَّة الَّتي قمة دِينك بها (٤) ،

والورع عمّا نُهيتَ عنه والخصومة وكثرة الأيمان والجدال الَّذي فيه الأيمان فإذا فعلتَ ذلك تمَّ حَجُّك وعُمْرَتُك ، واستوجبتَ مِن الَّذي طلبتَ ما عنك بنفقتك ، واغترابك عن أهلك ، ورغبتك فيما رغبت : أن تنصرف بالمغفرة والرَّحمة والرّضوان ».

٢ ـ حدَّثني محمّد بن أحمدَ بن الحسين ، عن الحسن بن عليِّ بن مَهزيار ،

__________________

١ ـ في بعض النّسخ : « أفلسنا ».

٢ ـ غَضَّ بصرَه : منعه ممّا لا يحلّ له رؤيته.

٣ ـ أي الَّذي انقطع عن إدامة العمل بعدم النَّفقة أو بأيّ سببٍ.

٤ ـ القِوام ـ بالكسر ـ : نظام الأمر وعماده وملاكهُ الَّذي يقوم به.

١٤١

أبيه ، عن الحسن بن سعيد ، عن زُرْعَةَ بنِ محمَّد الحضرَميّ ، عن المفضَّل بن عُمَرَ « قال : قال أبو عبدالله عليه‌السلام : تزورون خيرٌ من أن لا تزورون ، ولا تزورون خيرٌ من أن تزورون ، قال : قلت : قطعتَ ظَهري ، قال : تالله إنَّ أحدكم ليذهب إلى قبر أبيه كَئيباً حَزيناً ، وتأتونه أنتم بالسُّفَر ، كلاّ حتّى تأتونه شُعثاً غُبراً » (١).

٣ ـ حدَّثني أبي ؛ وأخي ؛ وعليُّ بن الحسين ؛ وغيرهم رحمهم‌الله عن سعد بن عبدالله بن أبي خَلَف ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى الأشعريّ ، عن عليِّ بن الحكم ـ عن بعض أصحابنا ـ عن أبي عبدالله عليه‌السلام « قال : إذا أردت زيارة الحسين عليه‌السلام فزره وأنتَ كَئيبٌ حَزين مَكروبٌ ، شُعثاً مغبراً جائعاً عَطْشاناً ، فإنَّ الحسين قُتِلَ حَزيناً مَكروباً شُعثاً مُغْبراً جائعاً عَطْشاناً ، وسَلْه الحوائج وانصرف عنه ، ولا تتّخِذْه وَطَناً ».

٤ ـ وبهذا الإسناد ، عن سعد بن عبدالله ، عن موسى بن عُمَرَ ، عن صالح ابن السِّنديّ الجمّال ـ عمّن ذكره ـ عن كِرام (٢) بن عَمرو « قال : قال أبو عبدالله عليه‌السلام : الكرام! إذا أردت أنتَ قبر الحسين عليه‌السلام فزُرْه وأنت كئيبٌ حزين ، شُعْث غُبر ، فإنَّ الحسين عليه‌السلام قُتل وهو كئيبٌ (٣) حَزينٌ شُعثٌ ، غُبْرٌ جائعٌ عَطْشانٌ ».

الباب التّاسع والأربعون

( ثواب مَن زار الحسين عليه السلام راكِباً أو ماشياً )

( ومُناجاة الله لزائره )

١ ـ حدَّثني أبي رحمه‌الله وجماعة مشايخي ، عن سعد بن عبدالله ؛ ومحمّد بن يحيى؛ وعبدالله بن جعفر الحميريّ ؛ وأحمدَ بن إدريسَ جميعاً ، عن الحسين بن عُبَيداللهِ ، عن الحسن بن عليِّ بن أبي عثمان ، عن عبدالجبّار النَّهاونديّ

__________________

١ ـ تقدّم الخبر بعينه بالسّند والمتن في ص ١٤٠ تحت رقم ٤.

٢ ـ تقدّم أنّه عبدالملك.

٣ ـ الكَئِب والكَئيب : المنكسر مِن الحزن.

١٤٢

عن أبي سعيد ، عن الحسين بن ثُوَيْرِ بن أبي فاخِتَةَ « قال : قال أبو عبدالله عليه‌السلام : يا حسين مَن خرج مِن منزله يريد زيارةَ قبر الحسين بن عليٍّ عليهما‌السلام إن كان ماشياً كتب الله له بكلِّ خُطْوةٍ حَسَنةً ومَحى عنه سَيّئة (١) ، حتّى إذا صارَ في الحائر كتبه اللهُ مِنَ المفلحين المُنجِحين ، حتّى إذا قضى مَناسِكه كتبه الله مِن الفائزين ، حتّى إذا أراد الانصراف أتاه ملكٌ فقال : إنَّ رَسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يُقرِؤك السَّلامَ ويقول لك : استأنفِ العَمَلَ فقد غُفِرَ لك ما مَضى ».

٢ ـ حدَّثني أبي رحمه‌الله عن سعد بن عبدالله ؛ ومحمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن صالِح بن عُقْبَة ، عن بشير الدَّهّان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام « قال : إنَّ الرَّجل ليخرج إلى قبر الحسين عليه‌السلام ، فله إذا خرج مِن أهله بأوَّل خُظْوَةٍ مَغْفرةٌ لذنوبه ، ثمَّ لم يزل يقدَّس بكلِّ خطوةٍ حتّى يأتيه ، فإذا أتاه ناجاه الله تعالى فقال : عَبدي سَلْني اُعطِك؛ اُدْعُني اُجِبْك ، اُطلب منّي اُعْطِك ، سَلْني حاجةً أقضيها لك! قال : وقال أبو عبدالله عليه‌السلام : وحقٌّ على الله أن يعطي ما بذل ».

٣ ـ وبهذا الإسناد عن صالِح ، عن الحارث بن المغيرة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام « قال : إنّ لله ملائكة موكِّلين بقبر الحسين عليه‌السلام ، فإذا همَّ الرَّجل بزيارته أعطاهم ذُنوبه ، فإذا خَطا محوها ، ثمَّ إذا خَطا ضاعَفُوا له حَسَناتِه ، فما تزال حَسَناتُه تُضاعَف حتّى تُوجب له الجنَّةُ ، ثمَّ اكتنفوه وقدَّسوه ، وينادون ملائكة السَّماء أن قَدِّسوا زُوَّار حَبيبِ حبيب اللهِ ، فإذا اغتسلوا ناداهم محمّدٌ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا وَفْدَ الله أبشِروا بمُرافقَتي في الجنَّة! ثمَّ ناداهم أميرُ المؤمنينَ عليه‌السلام : أنا ضامِنٌ لِقَضاء حوائجكم ودَفْع البَلاء عنكم في الدُّنيا والآخرة! ثمَّ التقاهم النَّبيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن أيمانِهم ، وعن شَمائِلِهم حتّى ينصرفوا إلى أهاليهم ».

٤ ـ وحدّثني عليُّ بن الحسين بن موسى بن بابويه ؛ وجماعة رحمهم‌الله

__________________

١ ـ كأنّ فيه سقطاً ، وفي ثواب الأعمال للصّدوق رحمه‌الله : « وإن كان راكباً كتب الله له بكلّ حافر حسنة ، وحطّ بها عنه سيّئة ، حتّى إذا صار ـ إلخ ».

١٤٣

عن سعد بن عبدالله ، عن الحسن بن عليِّ بن عبدالله بن المُغِيرة ، عن العبّاس بن عامر ، عن جابر المكفوف ، عن أبي الصّامت (١) « قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام وهو يقول : مَن أتى قبر الحسين عليه‌السلام ماشياً كتب الله له بكلِّ خُطْوَةٍ ألفَ حسنة ، ومحا عنه ألفَ سيّئة ، ورفع له ألف دَرَجة ، فإذا أتيت الفُرات فاغتسِل وعلِّق نَعلَيك وامشِ حافياً ، وامش مَشي العبدِ الذَّليل ، فإذا أتيتَ باب الحائر فكبّر أربعاً ثمَّ أمْشِ قليلاً ، ثمّ كبّر أربعاً ، ثمّ ائْتِ رَأسه فَقِف عليه فكبّر أربعاً وصلِّ عنده ، واسألِ الله حاجتَك ».

٥ ـ حدَّثني محمّد بن جعفر الرَّزَّاز ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، عن صالِح بن عُقْبة ، عن عبدالله بن هِلال ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام « قال : قلت له : جعلت فداك ما أدنى ما لزائر قبر الحسين عليه‌السلام؟ فقال لي : يا عبدالله إنَّ أدنى ما يكون له أنّ الله يحفظه في نفسه وأهله حتّى يردَّه إلى أهله ، فإذا كان يوم القيامة كان الله الحافظ له ».

٦ ـ حدَّثني أبي رحمه‌الله عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن محمّد بن اُورَمَة ـ عمّن حدَّثه ـ عن عليِّ بن ميمون الصّائغ ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام « قال : يا عليُّ زُرِ الحسين عليه‌السلام ولا تَدَعْهُ ، قال : قلت : ما لمن أتاه مِن الثّواب؟ قال : مَن أتاه ماشياً كتبَ الله له بكلِّ خُطْوَةٍ حَسَنةَ ، ومحىُ عنه سيِّئةً ، ورفع له درجةً ، فإذا أتاه وكَّل الله به مَلَكين يكتبان ما خرج مِن فيه مِن خير ، ولا يكتبان ما يخرج مِن فيه مِن شَرِّ ولا غير ذلك ، فإذا انصرف وَدَّعاه ، وقالا : يا وليَّ الله مغفوراً لك أنتَ مِن حِزب اللهِ وحزبِ رَسولِه وحزبِ أهلِ بيت رَسولِه ، واللهُ لا ترى النّارَ بعَينك أبداً ، ولا تَراكَ ولا تطعمك أبداً ».

٧ ـ حدَّثني أبي رحمه‌الله عن سعد بن عبدالله؛ وعبدالله بن جعفر الحِميريّ ، عن أحمدَ بن محمّد بن خالِد البَرقيّ ، عن أبيه ، عن عبدالعظيم بن عبدالله بن الحسن ، عن الحسن بن الحكم النَّخعيّ ، عن أبي حمّاد الأعرابيّ ، عن سَدِيرٍ

__________________

١ ـ تقدّم ذكره في ص ١٦ ذيل الخبر ٣.

١٤٤

الصّيرفي « قال : كنّا عند أبي جعفر عليه‌السلام فذكر فتى قبر الحسين عليه‌السلام فقال له أبو جعفر عليه‌السلام : ما أتاه عبدٌ فخطا خُطْوَةً إلاّ كتب الله له حَسَنةً ، وحطَّ عنه سَيّئةً ».

٨ ـ حدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحميريّ ، عن أبيه ، عن عليِّ بن محمّد بن سالم ، عن محمّد بن خالد ، عن عبدالرَّحمن بن حمّاد البصري (١) ، عن عبدالله بن عبدالرَّحمن الاُصَمِّ ، عن عبدالله بن مُسكانَ ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام « قال : مَن زارَ الحسين عليه‌السلام مِن شيعتنا لم يرجع حتّى يُغفَر له كلّ ذَنْبٍ؛ ويُكتَبْ له بكلِّ خُطْوَة خَطاها وكلِّ يدٍ رَفعتْها دابَّتُه ألفُ حَسَنة ، ومَحا عنه ألفُ سَيّئة ، وتُرفَع له ألفُ دَرَجة ».

٩ ـ حدَّثني محمّد بن جعفر القُرشيُّ الرَّزَّاز ، عن خاله محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن أحمدَ بن بشير السَّرّاج ، عن أبي سعيد القاضي « قال : دخلت على أبي عبدالله عليه‌السلام في غريفة له وعنده مُرازِم (٢) ، فسمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : مَن أتى قبر الحسين عليه‌السلام ماشياً كتب الله له بكلِّ خُطْوَة وبكلِّ قدم يرفعها ويضعها عِتقَ رَقبةٍ من ولد إسماعيل ، ومَن أتاه بسفينة فكفِئَت (٣) بهم سفينتُهم نادى منادٍ مِن السَّماء : طِبتم وطابَتْ لكم الجنَّة! ».

١٠ ـ حدَّثني أبي رحمه‌الله وعليِّ بن الحسين ، عن سعد بن عبدالله ، عن محمّد بن أحمدَ بن حمدان القَلانِسيِّ (٤) ، عن محمّد بن الحسين المحاربيِّ ، عن أحمدَ بن ميثَم ، عن محمّد بن عاصِم ، عن عبدالله بن النَّجار « قال : قال لي أبو عبدالله : تَزورون الحسين عليه‌السلام وتركبون السُّفُن؟ فقلت : نَعَم ، قال : أما علمتَ أنّها إذا انكفأت بكم نوديتم : ألا طِبتم وطابَتْ لكم الجنّة! ».

__________________

١ ـ كذا في النسخ ، ومرّ السّند كراراً ومكانه : « عبدالله بن حمّاد » ، والظّاهر تصحيفه.

٢ ـ هو مُرازِم ـ بضمّ الميم وكسر الزّاي المعجمة بعد الألف ـ ابن حُكيم ـ بضمّ الحاء ـ المدائني الثّقة.

٣ ـ كفأه أي قلبه ، وانكفأ : انقلب.

٤ ـ في البحار : « محمّد بن أحمد بن محمّد بن حَمدان القَلانسيّ ».

١٤٥

الباب الخمسون

( كرامة الله تبارك وتعالى لزُوَّار الحسين بن علي عليهما السلام )

١ ـ حدَّثني محمّد بن الحسن بن أحمدَ بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصّفّار ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، عن إسماعيلَ بن زَيد ، عن عبدالله الطّحّان (١) ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام « قال : سمعته وهو يقول : ما مِن أحدٍ يوم القيامة إلاّ وهو يتمنّى أنّه مِن زوّار الحسين ، لما يرى ممّا يصنع بزوَّار الحسين عليه‌السلام مِن كَرامتهم على الله تعالى ».

٢ ـ وروى صالِح الصَّيرَفيّ ، عن عِمرانَ الميثميِّ ؛ أو صالِح بن ميثَم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام « قال : مَن سَرَّه أن يكون على مَوائد النّور يوم القيامة فليكن مِن زوَّار الحسين بن عليٍّ عليهما‌السلام ».

٣ ـ حدَّثني الحسين بن محمّد بن عامِر ، عن معلّى بن محمّد البصريّ قال : حدَّثني أبو الفضل ، عن ابن صَدَقَة (٢) ، عن المفضَّل بن عُمَرَ « قال : قال أبو عبدالله عليه‌السلام : كأنّي بالملائكة والله قد ازدحموا المؤمنين على قبر الحسين عليه‌السلام ، قال : قلت فيتراؤون له؟ قال : هَيهات هَيهات ، قد لزموا والله المؤمنين حتّى أنّهم ليَمسحون وجوههم بأيديهم ، قال : وينزّل الله على زُوَّار الحسين عليه‌السلام غُدْوَةً وعَشيَّةً مِن طعام الجنَّة ؛ وخُدَّامُهم الملائكة ، لا يسأل اللهَ عبدٌ حاجةً مِن حوائج الدُّنيا والآخرة إلاّ أعطاها إيّاه ، قال : قلت : هذه والله الكَرامة ، قال لي : يا مفضّل أزيدك؟ قلت : نَعَم سيّدي! قال : كأنّي بسَرير مِن نور قد وُضِعَ وقد ضُرِبَتْ عليه قُبَّةٌ مِن ياقوتةٍ حَمراء مُكلَّلَة بالجواهر ، وكأنّي بالحسين عليه‌السلام جالس على ذلك السَّرير وحَوله تسعون ألف قبّة خَضراء ، وكأنّي بالمؤمنين يزورونه و

____________

١ ـ في البحار : « عبدالله بن الطَّمحان ».

٢ ـ اسمه مصدِّق ـ كمحدّث ـ وهو المدائنيّ ، ورواية عمّار بن موسى السّاباطيّ.

١٤٦

يسلّمون عليه ، فيقول الله عَزَّوَجَلَّ لهم : أوليائي سَلوني فطال ما اُوذيتم وذللتم واضْطَهَدْتُم (١) ، فهذا يوم لا تسألوني حاجةً مِن حَوائج الدُّنيا والآخرة إلاّ قضيتها لكم ، فيكون أكلهم وشربهم في الجنّة ، فهذه والله الكَرامة الَّتي لا انقضاء لها ، ولا يُدْرَك مُنتهاها ».

الباب الحادي والخمسون

( إنّ أيّام زائري الحسين عليه السلام لا تعدّ من أعمارهم )

١ ـ حدّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحِميريّ قال : حدَّثني أبو سعيد الحسن بن عليِّ بن زَكريّا العَدَويُّ البَصريُّ ، عن الهَيثم بن عبدالله الرُّمّانيِّ ، عن أبي الحسن الرّضا ، عن أبيه عليهما‌السلام « قال : قال أبو عبدالله جعفر بن محمّد الصّادق عليهما‌السلام : إنّ أيّام زائري الحسين عليه‌السلام لا تُحسَبُ مِن أعمارِهم ولا تُعَدُّ مِن آجالهم ».

الباب الثّاني والخمسون

( إنَّ زائري الحسين عليه السلام يكونون في جِوار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم )

( وعليٍّ وفاطمة عليهما السلام )

١ ـ حدَّثني عليُّ بن الحسين ؛ وعليُّ بن محمّد بن قُولُوَيْه ، عن محمّد بن يحيى العطّار؛ وعليِّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد بن يقطين اليقطينيّ ـ عَمَّن حَدَّثه ـ عن أبي خالد ذي الشّامّة قال : حدَّثني أبو اُسامة « قال : سَمِعتُ أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : مَن أراد أن يكون في جِوار نبيِّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وجِوار عليٍّ وفاطمة عليهما‌السلام فلا يدع زيارة الحسين بن عليٍّ عليهما‌السلام ».

٢ ـ وبإسناده ، عن أبي بصير « قال : سمعت أبا عبدالله ـ أو أبا جعفر عليهما‌السلام ـ يقول : مَن أحبَّ أن يكون مَسكنُه الجنّة ومأواه الجنّة فلا يدع زيارَةَ المظلوم ،

__________________

١ ـ اضطهده أي قهره.

١٤٧

قلتُ : مَن هو؟ قال : الحسين بن عليٍّ صاحب كربلاء ، مَن أتاه شَوقاً إليه وحُبّاً لرسول الله وحُبّاً لفاطِمَة وحُبّاً لأمير المؤمنين صلوات الله عليهم أجمعين ، أقعده الله على مَوائِدِ الجنّة يأكل معهم والنّاس في الحساب ».

٣ ـ حدَّثني محمّد بن هَمّام بن سُهَيل ، عن جعفر بن محمّد بن مالك قال : حدّثنا محمّد بن عِمرانَ قال : حدَّثنا الحسن بن الحسين اللَؤلوئيُّ ، عن محمّد بن إسماعيلَ ، عن محمّد بن أيّوبَ ، عن الحارثِ بن المغيرةَ النَّصريّ ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام « قال : إنّ الله تبارك وتعالى جعل ملائكةً مُوَكّلين بقبر الحسين عليه‌السلام فإذا همَّ الرَّجل بزيارته واغتسل ناداه محمَّدٌ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا وَفْدَ اللهِ أبشروا بِمُرافَقَتي في الجنّة ـ وذكر الحديث ـ ».

الباب الثّالث والخمسون

( إنّ زائري الحسين عليه السلام يدخلون الجنّة قبل الناس )

١ ـ حدَّثني أبي ؛ وأخي ؛ وعليُّ بن الحسين ؛ ومحمّد بن الحسن رحمهم‌الله جميعاً ، عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن العَمْرَكي بن عليٍّ البوفَكيِّ ، عن صَندل (١) عن عبدالله بن بُكَير ، عن عبدالله بن زُرارةً « قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : إنَّ لزوَّار الحسين بن عليٍّ عليهما‌السلام يوم القيامة فَضلاً على النّاس ، قلت : وما فضلهم؟ قال : يدخلون الجنّة قبل النّاس بأربعين عاماً ، وسائر النّاس في الحساب والموقف ».

الباب الرّابع والخمسون

( ثواب مَن زار الحسين عليه السلام عارفاً بحقِّه )

١ ـ حدَّثني أبي رحمه‌الله عن عبدالله بن جعفر الحِميريّ. وحدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحِميريِّ ، عن أبيه عبدالله ، عن عليِّ بن إسماعيلَ القمّيِّ ،

__________________

١ ـ الظّاهر كونه تصحيف « صفوان » وهو ابن يحيى ، روى عن عبدالله بن بكير كثيراً.

١٤٨

عن محمّد بن عَمرو الزَّيّات ، عن فائد الحنّاط (١) ، عن أبي الحسن الماضي « قال : مَن زار الحسين عليه‌السلام عارفاً بحقّه غَفَر الله له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخَّر » (٢).

٢ ـ حدَّثني أبو العبّاس الكوفيُّ قال : حدّثني محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن الحسن بن عليِّ بن فَضّال ، عن محمّد بن الحسين بن كثير ، عن هارونَ بن خارجة « قال : قلت لأبي عبدالله عليه‌السلام : إنّهم يَروون أنّه مَن زارَ الحسين عليه‌السلام كانَتْ له حَجّةٌ وعُمرةٌ؟ قال لي : مَن زارَه ـ والله ـ عارفاً بحقِّه غُفِرَ له ما تَقدَّم مِن ذَنبه وما تأخَّر ».

وحدَّثني أبي رحمه‌الله وجَماعة مشايخنا ، عن سعد بن عبدالله ، عن محمّد بن الحسين بإسناده مثله.

٣ ـ وحدَّثني محمّد بن جعفر الرَّزَّاز ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن الخيبريّ ، عن الحسين بن محمّد القمّي (*) « قال : قال أبو الحسن موسى بن جعفر عليهما‌السلام : أدنى ما يُثاب به زائر الحسين عليه‌السلام بشطّ الفُرات إذا عَرَفَ بحقّه وحُرمَتِه ووِلايتِه أن يُغْفَرَ له ما تَقَدّم من ذَنْبِه وما تأخّر ».

٤ ـ وحدَّثني أبو العبّاس (٣) ، عن محمّد بن الحسين ، عن صَفوانَ بن يحيى ،

__________________

١ ـ فائد ـ بالفاء والدّال المهملة ، كقائد ـ الحنّاط ، قال النّجاشيّ : « كوفيٌّ ، قال ابن فضّال : روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن عليهما‌السلام ، له كتاب ».

* ـ سيأتي الكلام فيه راجع ص ١٦٠.

٢ ـ أي جميع ذنوبه الَّتي ارتكبها ، وقال اُستاذنا الغفّاريّ ـ أيّده الله ـ في هامش ثواب الأعمال : « ما تقدّم وما تأخّر » كلاهما فعل ماضٍ ومعناه القديم والحديث ، ويحتمل بعيداً أن يكون المراد بـ « ما تقدّم » الآثام الّتي لها أثر حين الارتكاب وراجع إلى المرتكب فقط ، وبـ « ما تأخّر » الذّنوب الّتي آثارها باقية في النّاس. وبذلك يمكن الجمع بين هذه الأحاديث فقط ، وما سيأتي تحت رقم ٣١ ( وقد تقدّم الخبر في ص ١٤٣ تحت رقم ١ ) مِن قوله عليه‌السلام للزّائر : « استأنفِ العمل وقد غفر الله لك ما مضى » ، نظير ما قال المفسّرون في قوله تعالى [القيامة : ١٣] : « بُنَيَّؤا الإنْسانُ يَومَئذٍ بما قَدَّم وَأَخَّرَ ». ولعلّ المراد بيان كثرة الثّواب من باب المبالغة ـ أنتهى » وعلى أيّ وجهٍ قوله : « وما تأخّر » ليس بمعنى « ما يتأخّر » ، لأنّ معناه إسقاط التّكليف وهو باطل إجماعاً.

٣ ـ يعني الرّزّاز ابن بنت الزّيّات.

١٤٩

عن ابن مُسكان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام « قال : مَن أتى قبر الحسين عليه‌السلام عارفاً بحقّه غفر [الله] له ما تقدَّم مِن ذنبه وما تأخّر ».

٥ ـ وعنه ، عن محمّد بن الحسين ، عن أبي داودَ سليمانَ بن سُفيانَ المُستَرِق ـ عن بعض أصحابنا ـ عن مُثنّى الحنّاط ، عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما‌السلام « قال : سَمِعتُه يقول : مَن أتى قبر الحسين عليه‌السلام عارفاً بحقّه غفر [الله] ما تقدّم مِن ذنبه وما تأخّر ».

٦ ـ وحدَّثني محمّد بن جعفر (١) ، عن محمّد بن الحسين ، عن الحكم بن مسكين ، عن فائد الحنّاط (٢) « قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : من زارَ الحسين عليه‌السلام عارفاً بحقّه يأتمُّ به غفر الله له ما تقدَّم من ذَنبِه وما تأخّر ».

٧ ـ حدَّثني القاسم بن محمّد بن عليِّ (٣) ، عن أبيه ، عن جَدِّه ، عن عبدالله ابن حمّاد الأنصاريّ ، عن عبدالله بن سِنان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام « قال : مَن أتى قبر الحسين عليه‌السلام عارفاً بحقّه غُفِرَ له ما تقدّم مِن ذنبه وما تأخّر ».

٨ ـ وحدَّثني أبي ، عن سعد بن عبدالله ، عن الحسن بن عليِّ بن عبدالله بن المغيرة ، عن العبّاس بن عامِر قال : أخبرني يوسف الأنباريّ ، عن فائد الحَنّاط (٢) « قال : قلت لأبي الحسن عليه‌السلام : إنّهم يأتون قبر الحسين عليه‌السلام بالنّوائح والطّعام؟! قال : قد سمعت ، قال : فقال : يا فائِدُ مَن أتى قبر الحسين بن عليٍّ عليهما‌السلام عارفاً بحقّه غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخّر ».

٩ ـ وحدَّثني محمّد بن جعفر (١) ، عن محمّد بن الحسين ، عن فائدٍ ، عن أبي الحسن الأوّل عليه‌السلام « قال : من أتى قبر الحسين عليه‌السلام عارفاً بحقّه غفر [الله] له ما تقدَّم مِن ذَنبه وما تأخّر ».

١٠ ـ وحدَّثني أبي ؛ ومحمّد بن الحسن ؛ وعليُّ بن الحسين ؛ وجماعة ، عن سعد بن عبدالله ؛ ومحمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن إسماعيل ،

__________________

١ ـ يعني أبا العبّاس الرّزّاز ـ في المقامين ـ.

٢ ـ تقدّم ترجمته في الصّفحة الماضية.

٣ ـ هو القاسم بن محمّد بن عليّ بن إبراهيم بن محمّد الهمداني ، وكيل النّاحية. ( صه. جش )

١٥٠

عن صالِح بن عُقْبة ، عن يحيى بن عليِّ القمّيِّ قال : أخبرني رَجلٌ عن عبيدالله بن عبدالله ؛ وعليِّ بن الحسين بن عليٍّ عليهما‌السلام « قال : سمعت أبي (١) يقول : مَن أتى قبر الحسين عليه‌السلام عارفاً بحقّه غفر له ما تقدَّم من ذَنبه وما تأخّر ».

١١ ـ وبإسناده ، عن صالِح بن عُقْبة ، عن يحيى بن عليِّ ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام « قال : مَن أتى قبر الحسين عليه‌السلام عارفاً بحقّه غفر له ما تقدّم مِن ذنبه وما تأخّر ».

حدَّثني محمّد بن جعفر القرشيّ ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن صالِح بن عُقْبة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام بهذين الحديثين سواء.

١٢ ـ حدّثني الحسين بن محمّد بن عامِر ، عن مُعلّى بن محمّد البصري ّ ، عن أبي داود المُسترقّ (٢) ـ عن بعض أصحابنا ـ عن مثنّى الحنّاط ، عن أبي الحسن الأوَّل « قال : سمعته يقول : مَن أتى قبر الحسين عليه‌السلام عارفاً بحقّه غَفَر له ما تقدَّم مِن ذَنبه وما تأخَّر ».

١٣ ـ حدَّثني محمّد بن يعقوبَ ، عن أحمدَ بن إدريس ، عن محمّد بن عبدالجبّار ، عن صَفوان ، عن ابن مُسكان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام « قال : مَن أتى قبر الحسين عليه‌السلام عارفاً بحقِّه غُفِر له ما تقدَّم مِن ذَنْبِه وما تأخَّر ».

١٤ ـ حدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحِميريّ ، عن أبيه ، عن هارونَ

__________________

١ ـ كذا ، والسّند مخدوش كما ترى ، والمنقول في البحار كذلك. ويحيى بن عليّ القمّيّ غير مذكور في كتب الرّجال ، ويخطر بالبال أنّ لفظة « لحسين » صحّفت بـ « يحيى » للتشابه الخطّي ، وهو في الأصل : « الحسين بن عليّ القمّي » ، المعنون في رجال الشّيخ من أصحاب الجواد عليه‌السلام ، وفي رجال النّجاشيّ : « الحسين بن عليّ الخزّاز القمّيّ أبو عبدالله ، روى عن حمزة بن القاسم وغيره ، له كتاب الزّيارات » ، والله يعلم.

٢ ـ هو سليمان بن سفيان أبو داود المسترقَ ـ بتشديد القاف بعد الرّاء المهملة المكسورة ـ وهو المنشد ، ثقة.

١٥١

ابن مسلم ، عن الحسن بن عليِّ ، عن أحمدَ بن عائِذ ، عن أبي يعقوبَ الأبزاريّ ، عن فائد (١) ، عن عبد صالِح عليه‌السلام « قال : دخلت عليه فقلت له : جعلت فداك إنَّ الحسين عليه‌السلام قد زاره النّاس ؛ مَن يعرف هذا الأمر ومَن يُنكره ورَكِبتْ إليه النِّساء ، ووقع حال الشُّهرة ، وقد انقبضتُ منه (٢) لما رَأيت مِن الشُّهرة ، قال : فمكث مَليّاً لا يُجيبني ، ثمَّ أقبل عليّ فقال : يا عراقيُّ إن شَهَروا أنفسَهم فلا تَشهَر أنتَ نفسك ، فوالله ما أتى الحسين عليه‌السلام آتٍ عارفاً بحقِّه إلاّ غفر الله له ما تقدَّم مِن ذنبه وما تأخَّر ».

١٥ ـ حدّثني الحسين بن محمّد بن عامِر ، عن المعلّى بن محمّد ، عن أبي داود المسترق ـ عن بعض أصحابنا ـ عن مثنّى الحنّاط ، عن أبي الحسن الأوَّل عليه‌السلام « قال : سمعته يقول : من أتى الحسين عليه‌السلام عارفاً بحقّه غفر له من ذنبه ما تقدَّم وما تأخَّر ».

١٦ ـ حدَّثني عليُّ بن الحسين بن موسى بن بابويه ، عن عبدالله بن جعفر الحِميريّ ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن سِنان ، عن محمّد بن صَدَقَةَ ، عن صالِح النّيليِّ (٣) « قال : قال أبو عبدالله عليه‌السلام : مَن أتى قبر الحسين عليه‌السلام عارفاً بحقّه كان كمن حجّ ثلاث حِجَج مع رَسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ».

١٧ ـ حدَّثني أبي رحمه‌الله وجماعة مشايخي ، عن سعد بن عبدالله قال : حدَّثني أحمد بن عليِّ بن عبيد الجعفيُّ قال : حدَّثني محمّد بن أبي جَرير القمّيُّ « قال : سمعت أبا الحسن الرِّضا عليه‌السلام يقول لأبي : مَن زارَ الحسين بن عليٍّ عليهما‌السلام عارفاً بحقِّه كان مِن مُحدِّثي الله (٤) فوق عرشه ، ثمَّ قرء : « إنَّ المتَّقين في جَنّاتٍ ونَهَرٍ * في مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَليكٍ مُقْتَدِر (٥) ».

__________________

١ ـ تقدّم ترجمته في ص ١٤٩ ، والأبزار ـ بفتح الهمزة وسكون الباء بعدها راء معجمة ـ قرية بينها وبين نيسابور فرسخان.

٢ ـ أي اعتزلت مِن زيارته عليه‌السلام.

٣ ـ هو ابن الحكم النّيليّ ـ بكسر النّون ـ ، الأحول ، ضعيف.

٤ ـ كذا ، والظّاهر : « كان من محبّي الله » ، فصحّف.

٥ ـ القمر : ٥٤ و ٥٥. وقوله : « عند مليك مقتدِر » أي عند الله سبحانه فهو المالك القادر الّذي لا يعجزه شيء ، وليس المراد قرب المكان ـ تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً ـ بل المراد أنّهم في كنفه وجواره وكفايته حيث تنالهم غواشي رحمته وفضله. ( مجمع البيان )

١٥٢

الباب الخامس والخمسون

( مَن زار الحسينَ عليه السلام حُبّاً لرسول الله وأمير المؤمنين وفاطمة عليهم السلام )

١ ـ حدَّثني أبي رحمه‌الله عن سعد بن عبدالله ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب. وحدَّثني محمّد بن جعفر الرَّزَّاز ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ـ عن بعض أصحابه ـ عن جُوَيْريةَ بنِ العَلاء ـ عن بعض أصحابه ـ عن أبي عبدالله عليه‌السلام « قال : إذا كان يوم القيامة نادى مُنادٍ : أين زُوَّار الحسين بن عليِّ ، فيقوم عُنُقٌ مِن النّاس لا يُحصيهم إلاّ الله تعالى ، فيقول لهم : ما [ذا] أردتم بزيارة قبر الحسين؟ فيقولون : يارَبِّ أتيناه حُبّاً لرسول الله وحُبّاً لعليٍّ وفاطمة ؛ ورَحمةً له ممّا ارْتُكِبَ منه ، فيقال لهم : هذا محمَّدٌ وعليٌّ وفاطمة والحسن والحسين فالحقوا بهم؛ فأنتم معهم في دَرَجَتهم؛ الحقوا بِلِواءِ رَسولِ اللهِ ، فينطلقون إلى لِواء رَسول الله فيكونون في ظِلِّه ـ واللِّواء في يد عليٍّ عليه‌السلام ـ حتّى يدخلون الجنّة ، فيكونون أمام اللِّواء وعن يمينه وعن يَساره ومِن خلفه ».

٢ ـ وبإسناده ، عن أبي بصير « قال : سمعت أبا عبدالله ؛ وأبا جعفر عليهما‌السلام يقول : مَن أحَبَّ أن يكون مسكنُه الجنَّة ومأواه الجنّة فلا يدّع زيارةً المظلوم ، قلت : ومَن هو؟ قال : الحسين بن عليٍّ عليهما‌السلام صاحب كربلاء ، مَن أتاه شَوقاً إليه وحُبّاً لرسول الله وحُبّاً لأمير المؤمنين وحُبّاً لفاطِمَة أقعده الله على مَوائد الجنّة ، يأكُل معهم والنّاس في الحساب » (١).

٣ ـ حدَّثني أبي رحمه‌الله عن سعد بن عبدالله بن أبي خَلف القمّي ، عن محمّد بن عيسى اليقطينيِّ ـ عن رَجل ـ عن فضيل بن عثمان الصّيرفيِّ ـ عمّن حدّثه ـ عن أبي عبدالله عليه‌السلام « قال : مَن أراد الله به الخير قذف في قلبه حُبّ

____________

١ ـ تقدّم الخبر في ص ١٤٧تحت رقم ١ ، ويأتي في الباب الآتي تحت رقم ٢ بأدنى اختلاف في اللّفظ.

١٥٣

الحسين عليه‌السلام وحُبّ زيارته ، ومَن أراد الله به السّوء قذف في قلبه بُغض الحسين وبُغْض زيارته ».

الباب السّادس والخمسون

( مَن زار الحسين عليه السلام تشوّقاً إليه )

١ ـ حدَّثني محمّد بن جعفر القرشيُّ الرَّزَّاز ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن صَفوانَ بن يحيى ، عن أبي اُسامة زَيدٍ الشّحّام « قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : مَن أتى قبر الحسين عليه‌السلام تشوّقاً إليه كتبه الله مِن الآمنين يوم القيامة ، وأعطى كتابه بيمينه ، وكان تحت لِواء الحسين عليه‌السلام حتّى يدخل الجنّة فيسكنه في درجته ، إنَّ الله عزيز حكيم ».

٢ ـ وروي عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه‌السلام « أنَّ مَن أحبَّ أن يكون مسكنه الجنّة ومأواه الجنّة فلا يَدعَ زيارة المظلوم ، قلت : مَن هو؟ قال : الحسين بن علي صاحب كربلاء ، مَن أتاه شَوقاً إليه وحُبّاً لرسول الله وحبّاً لأمير المؤمنين وحُبّاً لفاطمة عليهم‌السلام أقعده الله على موائد الجنّة ، يأكل معهم والنّاس في الحساب ».

٣ ـ حدَّثني الحسن بن عبدالله (١) ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن العَلاء بن رَزين ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه‌السلام « قال : لو يعلم النّاس ما في زيارة قبر الحسين عليه‌السلام مِن الفضل لماتوا شَوقاً ؛ وتقطَّعتْ أنفسهم عليه حَسرات ، قلت : وما فيه؟ قال : مَن أتاه تشوّقاً كتب الله له ألف حجّة متقبّلة ، وألف عمرة مبرورة ، وأجر ألف شهيد مِن شهداء بدر ، وأجر ألف صائم ، وثواب ألف صدقةٍ مقبولة ، وثواب ألف نَسَمَة (٢) اُريد بها وجه الله ، ولم يزل محفوظاً سنةً مِن كلِّ آفةٍ أهونها الشَّيطان ، ووُكّل به ملك كريم يحفظه مِن بين

__________________

١ ـ هو الحسن بن عبدالله بن محمّد بن عيسى الأشعري.

٢ ـ أي ثواب إعتاقهم مِن الرِّقّية.

١٥٤

يديه ومِن خلفه ، وعن يمينه وعن شِماله ، ومِن فوقِ رأسِه ومِن تحت قَدَمِه ، فإن مات سَنته حَضَرتْه ملائكةُ الرَّحمة يحضرون غُسْله وإكفانه والاستغفار له ، ويشيّعونه إلى قبره بالاستغفار له ، ويَفْسَح له (١) في قبره مَدَّ بَصَره ، ويؤمنه الله مِن ضَغْطَة القبر ، ومِن منكر ونَكير أن يروِّعاه ، ويفتح له باب إلى الجنّة ، ويعطى كتابه بيمينه ، ويعطى له يوم القيامة نوراً يضيء لنوره ما بين المشرق والمغرب ، وينادي مُنادٍ : هذا مَن زار الحسين شَوقاً إليه ، فلا يبقى أحدٌ يوم القيامة إلاّّ تمنّى يومئذٍ أنّه كان مِن زُوّار الحسين عليه‌السلام ».

٤ ـ وعنه ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي أيّوب إبراهيم بن عثمان الخزَّاز ، عن محمَّد بن مسلم « قال : قلت لأبي عبدالله عليه‌السلام : ما لِمَن أتى قبر الحسين عليه‌السلام؟ قال : مَن أتاه شَوقاً إليه كان مِن عباد الله المكرمين ، وكان تحت لِواء الحسين بن عليٍّ عليهما‌السلام حتّى يدخلهما الله [جميعاً] الجنّة ».

٥ ـ وعنه ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي المَغرا ، عن ذَريح المحاربيِّ « قال : قلت لأبي عبدالله عليه‌السلام : ما ألقى مِن قومي ومن بني إذا أنا أخبرتهم بما في إتيان قبر الحسين عليه‌السلام مِن الخير إنّهم يكذّبوني ويقولون : إنّك تكذب على جعفر بن محمّد! قال : يا ذَريح دَع النّاس يذهبون حيثُ شاؤوا ، واللهِ إنَّ اللهَ ليباهي بزائر الحسين بن عليٍّ ، والوافد يفده الملائكة المقرَّبون وحملة عرشِه حتّى أنّه ليقول لهم : أما ترون زُوَّار قبر الحسين أتوه شَوقاً إليه وإلى فاطمة بنت رَسول الله [محمّد] ، أما وعزَّتي وجَلالي وعَظمتي لأوجبنَّ لهم كَرامتي ؛ ولأدخلنَهم جنَّتي الّتي أعددتها لأوليائي ولأنبيائي ورُسُلي ، يا ملائكتي! هؤلاء زُوَّار قبر الحسين حبيب محمّد رَسولي ، ومحمَّدٌ حبيبي ، ومَن أحَبَّني أحَبَّ حبيبي ، ومَن أحَبَّ حبيبي أحبَّ من يحبُّه ، ومَن أبغض حبيبي أبغضَني ومَن أبغضني كان حقّاً عليَّ أنْ اُعذِّبه بأشدِّ عَذابي واُحرِقَه بِحَرِّ ناري ، وأجعل جَهنّم مسكَنَه

__________________

١ ـ أي وسّع وفرج له.

١٥٥

ومأواه ، واُعذِّبه عَذاباً لا اُعذِّبه أحداً مِن العالمين ».

وحدَّثني مَن رفعه إلى أبي بصير قال : سمعت أبا عبدالله وأبا جعفر عليهما‌السلام يقولان : مَن أحبَّ أن يكون مسكنُه ومأواه الجنَّة ـ إلىُ آخره كما في صدر الباب ـ.

الباب السّابع والخمسون

( مَن زار الحسين عليه السلام احتساباً )

١ ـ حدَّثني أبي رحمه‌الله وعليُّ بن الحسين ؛ ومحمّد بن الحسن جميعاً ، عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن حَمدانَ بنِ سليمانَ النّيسابوريِّ قال : حدَّثنا عبدالله بن محمّد اليمانيُّ ، عن مَنيع بن الحَجّاج ، عن يونسَ بن عبدالرَّحمن ، عن قُدامَةَ بن مالك ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام « قال : مَن زارَ الحسين مُحتسباً لا أشَرَاً ولا بَطَراً ولا رياء ولا ولا سُمْعَةً مُحِصَتْ عنه ذنوبُه (١) كما يمحص الثَّوب بالماء ، فلا يبقى عليه دَنَس ، ويكتب له بكلِّ خُطْوةٍ حَجّة ، وكلّما رفع قدماً عُمرة ».

٢ ـ حدَّثني أبي رحمه‌الله عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن خالد ، عن أبان الأحمر ، عن محمّد بن الحسين ( كذا ) الخزَّاز ، عن هارون بن خارجة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام « قال : قلت : جُعِلتُ فِداك ما لمن أتى قبر الحسين عليه‌السلام زائراً له عارفاً بحقِّه يريد به وَجهَ الله تعالى والدَّارَ الآخرة؟ فقال له : يا هارونُ مَن أتى قبر الحسين عليه‌السلام زائراً له عارفاً بحقِّه يريد به وجهَ الله والدَّار الآخرة غَفر الله ـ وَاللهِ ـ له ما تقدَّم مِن ذَنْبِه وما تأخَّر ، ثمَّ قال لي ـ ثلاثاً ـ : ألم أحْلِف لك؟ ألم أحْلِفْ لك؟ ألم احْلِف لك؟! ».

٣ ـ حدَّثني الحسن بن عبدالله بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه عبدالله بن محمّد

__________________

١ ـ قال في النّهاية : « اصل المَحْص : التّخليص. ومنه تمحيص الذَنوب أي إزالتها ». وفي القاموس : « مَحَصَ الذَّهب بالنّار اخْلَصه مَما يَشُوبُه ». وفي نسخة : « يمضمض » أي يغسل. و « لا أشَراً ولا بطراً » قال الفيض رحمه‌الله : « الأشر والبطر متقاربان يعني سبب الطّغيان ».

١٥٦

ابن عيسى ، عن أبيه محمّد بن عيسى بن عبدالله ، عن عبدالله بن المغيرة ، عن عبدالله بن ميمون القَدّاح ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام « قال : قلت له : ما لمن أتى قبر الحسين بن عليٍّ عليهما‌السلام زائراً عارفاً بحقِّه ، غير مُسْتَنْكِفٍ ولا مُسْتَكْبر؟ قال : يُكتب له ألفُ حَجّة مقبولةً ، والفُ عُمرة مَبرورةً ، وإن كان شَقيّاً كُتب سعيداً ، لم يزل يخوض في رحمة الله عزَّوجلَّ ».

٤ ـ حدَّثني أبي رحمه‌الله عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن حَمدان بن سليمان النّيسابوريّ ، عن عبدالله بن محمّد اليمانيِّ ، عن مَنيع بن الحجّاج ، عن صَفوانَ بن يحيى ، عن صَفوانَ بن مِهران الجمّال ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام « قال : مَن زار قبر الحسين عليه‌السلام وهو يريد الله عزَّوجَلَّ شيَّعه جَبرئيل وميكائيل وإسرافيل حتّى يردَّ إلى منزله ».

٥ ـ حدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحميريّ ، عن أبيه ، عن عليِّ بن محمّد بن سالم ، عن محمّد بن خالد ، عن عبدالله بن حمّاد البصريّ ، عن عبدالله ابن عبدالرَّحمن الأصمّ ، عن عبدالله بن مُسكانَ « قال : شهدتُ أبا عبدالله عليه‌السلام وقد أتاه قومٌ مِن أهل خراسان فسألوه عن إتيان قبر الحسين بن عليٍّ عليهما‌السلام وما فيه مِن الفضل ، قال : حدَّثني أبي ، عن جدِّي أنّه كان يقول : مَن زاره يريد به وَجْهَ الله أخرجه الله مِن ذنوبه كمَولودٍ وَلَدَتْه اُمّه ، وشيّعتْه الملائكة في مسيره ، فرَفْرَفَتْ على رَأسه (١) قد صَفّوا بأجنِحَتِهم عليه حتّى يرجع إلى أهله ، وسألتِ الملائكةُ المغفرة له مِن رَبِّه ، وغَشيَتْه الرَّحمة مِن [أ] عنان السّماء ، ونادَتْه الملائكة : طِبتَ وطابَ مَن زُرْتَ! وحفظ في أهله » (٢).

وحدَّثني عبيدالله بن الفضل بن محمّد بن هِلال قال : حدَّثنا عبدالرَّحمن قال : حدّثنا سعيد بن خَيْثم ، عن أخيه مُعَمّر « قال : سمعت زَيد بن عليٍّ يقول : مَن زار قبر الحسين بن عليٍّ عليهما‌السلام لا يريد به إلا [وجه] الله تعالى غفر الله له جميع

__________________

١ ـ رَفْرَف الطّائر : بسط جناحيه وحرّكهما. وصَفَّ الطّائر بسطهما ولم يحرّكهما.

٢ ـ سيأتي الخبر في آخر الباب ٦٢ تحت رقم ٨.

١٥٧

ذُنوبه ، ولو كانَتْ مِثلَ زَبَد البحر ، فاستكثروا مِن زيارته يغفر الله لكم ذنوبكم ».

٧ ـ حدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر ، عن أبيه ، عن أحمدَ بن أبي عبدالله البرقيِّ ، عن أبيه ، عن محمّد بن سِنان ، عن حُذَيْفَة بن منصور « قال : قال أبو عبدالله عليه‌السلام : مَن زار قبر الحسين عليه‌السلام لله وفي الله أعتقه الله من النّار ، وآمنه يوم الفزع الأكبر ، ولم يسألِ الله تعالى حاجةً مِن حوائج الدُّنيا والآخرة إلاّ أعطاه ».

الباب الثّامن والخمسون

( إنَّ زيارة [قبر] الحسين عليه السلام أفضل ما يكون مِن الأعمال )

١ ـ حدَّثني أبي رحمه‌الله وجماعةٌ مِن أصحابنا ، عن سَعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن عليٍّ الوَشّاء ، عن أحمدَ بن عائِذ ، عن أبي خديجة (١) ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام « قال : سألته عن زيارة قبر الحسين عليه‌السلام ، قال : إنّه أفضل ما يكون مِن الأعمال ».

٢ ـ وعنه (٢) ، عن أحمدَ بنِ محمّد بن عيسى ، عن الوَشّاء ، عن أحمدَ بنِ عائِذ ، عن أبي خَديجة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام « قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن زيارة قبر الحسين عليه‌السلام ، قال : إنّه أفضل ما يكون من الأعمال ».

٣ ـ حدَّثني محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أحمدَ بن محمّد ، عن الوَشّاء ، عن أحمدَ بن عائِذ ، عن أبي خَديجة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام « قال : سألته عن زيارة قبر الحسين عليه‌السلام ، قال : إنّه أفضل ما يكون من الأعمال ».

٤ ـ حدَّثني أبو العبّاس الكوفيِّ ، عن محمّد بن الحسين ، عن الحسن بن محبوب ـ عن رَجل ـ عن ابان الأزرق ـ عن رَجل ـ عن أبي عبدالله « قال : مِن أحبِّ الأعمال إلى الله تعالى زيارة قبر الحسين عليه‌السلام ، وأفضل الأعمال عند الله

__________________

١ ـ هو سالم بن مكرم الجمّال يكنّى به وبأبي سلمة.

٢ ـ الضّمير راجع إلى سعد بن عبدالله.

١٥٨

إدخال السّرور على المؤمن ، وأقرب ما يكون العبد إلى الله تعالى هو ساجدٌ باك ».

٥ ـ حدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحِميريّ ، عن أبيه ، عن أحمدَ بن أبي عبدالله ، عن أبي الجَهْم ، عن أبي خَديجة « قال : قلت لأبي عبدالله عليه‌السلام : ما يبلغ مِن زيارة قبر الحسين عليه‌السلام ، قال : أفضل ما يكون من الأعمال ».

٦ ـ حدَّثني محمّد بن جعفر الرَّزَّاز ، عن محمّد بن الحسين ، عن عبدالرَّحمن بن أبي هاشم الرَّزَّاز قال : حدَّثنا سالم بن سلمة ـ وهو أبو خديجة ـ عن أبي عبدالله عليه‌السلام « قال : إنَّ زيارة الحسين عليه‌السلام افضل ما يكون مِن الأعمال » (١).

الباب التّاسع والخمسون

( إنّ مَن زار الحسين عليه السلام كان كمن زار الله في عَرشه )

( وكتب في أعلىُ علّيّين )

١ ـ حدَّثني أبي ؛ وعليُّ بن الحسين؛ وجماعة مشايخي رحمهم‌الله عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد ؛ ومحمّد بن الحسين ، عن محمّد بن إسماعيلَ بن بزيع ، عن صالِح بن عُقْبة ، عن زَيد الشَّحّام « قال : قلت لأبي عبدالله عليه‌السلام : ما لِمَن زار قبر الحسين (٢) عليه‌السلام؟ قال : كان كمن زارَ الله في عَرشه ، قال : قلت : ما لمن زارَ أحداَ منكم؟ قال : كمن زارَ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ».

٢ ـ وحدَّثني أبي رحمه‌الله عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن إسماعيلَ ، عن الخَيبري ، عن الحسين بن محمّد القمّيِّ ، عن أبي الحسن الرِّضا عليه‌السلام « قال : مَن زارَ قبر أبي عبدالله عليه‌السلام بشطّ الفُرات كان

__________________

١ ـ الخبر واحدٌ كما ترى ، وكذا سنده ، لكن كرّره المصنّف رحمه‌الله ونقله عن واحدٍ واحدٍ مِن شيوخه.

٢ ـ كذا ، والصّواب ما يأتي في الباب السّتّين تحت رقم ٤ ، وفيه : « ما لمن زار رسول الله وعليّاً عليهما‌السلام ـ إلخ ».

١٥٩

كمن زار الله فوق عَرشه » (١).

٣ ـ وحدَّثني عليُّ بن الحسين؛ وجماعة مشايخي رحمهم‌الله عن عليِّ بن إبراهيم [عن أبيه إبراهيم] بن هاشم ، عن محمّد بن عمر ، عن عُيَيْنة بيّاع القَصب (٢) ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام « قال : مَن أتى قبر الحسين عليه‌السلام عارفاً بحقِّه كتبه الله في أعلى علِّيّين ».

٤ ـ حدَّثني أبو العبّاس الكوفيُّ ، عن محمّد بن الحسين ، عن أبي داودَ المسترقَ ، عن عبدالله بن مُسكان ـ عن بعض أصحابنا ـ عن أبي عبدالله عليه‌السلام « قال : قال : من أتى قبر الحسين عليه‌السلام عارفاً بحقّه كتبه الله (٣) في أعلى علّيّين ».

٥ ـ وحدَّثني أبي رحمه‌الله عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن عليِّ بن الحكم ، عن عبدالله بن مُسكانَ ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام « قال : من أتى قبر الحسين عليه‌السلام عارفاً بحقّه كتبه الله في علّيّين ».

٦ ـ وحدَّثني محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن الصّفّار ؛ وسَعد بن عبدالله جميعاً ، عن عليِّ بن إسماعيلَ ، عن محمّد بن عَمرو الزَّيّات ، عن هارون بن خارجة « قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : من أتى قبر الحسين عليه‌السلام عارفاً بحقّه كتبه الله في أعلى علّيّين ».

٧ ـ وحدَّثني محمّد بن جعفر الرَّزَّاز ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن إسماعيل بن بَزيع ، عن الخيبريّ ، عن الحسين بن محمّد القمّيِّ (٤) « قال : قال لي

__________________

١ ـ قال العلاّمة المجلسيّ رحمه الله : أي عبدالله هناك ، أو لاقى الأنبياء والأوصياء هناك ، فإنّ زيارتهم كزيارة الله ، أو يحصل له مرتبة في القُرب كمن صعد عرش ملك وزاره.

٢ ـ الظّاهر كونه عيينة بن ميمون بيّاع القصب البجليِّ مولاهم. وقد ذكر في كتب الرّجال : « عتبة بن ميمون ».

٣ ـ في بعض النّسخ : « كُتب في أعلى علّيّين ». وعلّيّون : اسمٌ لأعلى درجات الجنّة.

٤ ـ عدّه الشّيخ في رجاله من أصحاب الجواد عليه السلام ، وجلّ روايته في هذا الكتاب عن الرّضا عليه السلام ، وتقدّم في ص ١٤٩ تحت رقم ٣ عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام ، والظّاهر فيه إرسال.

١٦٠