تفسير نور الثقلين - ج ٢

الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي

تفسير نور الثقلين - ج ٢

المؤلف:

الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي


المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
الموضوع : القرآن وعلومه
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٧١

١

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده الى أبي عبد الله عليه‌السلام قال : من قرأ سورة الأعراف في كل شهر كان يوم القيامة من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون قال : فان قرأها في كل جمعة كان ممن لا يحاسب يوم القيامة ، اما ان يكون فيها محكما فلا تدعوا قراءتها فانها تشهد يوم القيامة لمن قرأها.

٢ ـ في مصباح الكفعمي عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله : من قرأها جعل الله بينه وبين إبليس سترا ، وكان آدم عليه‌السلام شفيعا له يوم القيامة.

٣ ـ في كتاب معاني الاخبار باسناده الى سفيان بن سعيد الثوري عن الصادق عليه‌السلام حديث طويل يقول فيه عليه‌السلام : والمص معناه انا الله المقتدر الصادق.

٤ ـ وباسناده الى سليمان بن الخصيب قال : حدثني الثقة قال : حدثنا ابو جمعة رحمة بن صدقة قال : أتى رجل من بنى امية ـ وكان زنديقا ـ جعفر بن محمد عليهما‌السلام فقال له : قول الله (المص) أى شيء أراد بهذا؟ وأى شيء فيه من الحلال والحرام؟ وأى شيء مما ينتفع به الناس؟ قال : فاغتاظ من ذلك جعفر بن محمد عليهما‌السلام فقال : أمسك ويحك! الالف واحد ، واللام ثلاثون ، والميم أربعون ، والصاد تسعون ، كم معك؟ فقال الرجل : مأة وأحدى وستون ، فقال له جعفر بن محمد عليه‌السلام : فاذا انقضت سنة احدى وستين ومأة ينقضي ملك أصحابك ، قال : فنظر فلما انقضت احدى وستون ومأة عاشورا دخل المسودة (١) الكوفة وذهب ملكهم.

٥ ـ في تفسير العياشي خيثمة الجعفري عن أبي لبيد المخزومي قال : قال أبو ـ جعفر عليه‌السلام : يا أبا لبيد انه يملك من ولد العباس اثنا عشر ، يقتل بعد الثامن منهم أربعة ،

__________________

(١) المسودة ـ بكسر الواو ـ اى لابسي سواد ، والمراد أصحاب الدعوة العباسية لأنهم كانوا يلبسون ثيابا سوداء.

٢

فتصيب أحدهم الذبحة (١) فتذبحه ، هم فئة قصيرة أعمارهم ، قليلة مدتهم ، خبيثة سيرتهم منهم الفويسق الملقب بالهادي والناطق والغاوي ، يا أبا لبيد ان في حروف القرآن المقطعة لعلما جما ، ان الله تبارك وتعالى أنزل (الم ذلِكَ الْكِتابُ) فقام محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله حتى ظهر نوره وثبتت كلمته ، وولد يوم ولد ، وقد مضى من الالف السابع مأة سنة وثلاث سنين ، ثم قال : وتبيانه في كتاب الله في الحروف المقطعة إذا عددتها من غير تكرار ، وليس من حروف مقطعة حرف ينقضي أيامه الا وقائم من بنى هاشم عند انقضائه ثم قال : الالف واحد ، واللام ثلاثون ، والميم أربعون والصاد تسعون ، فذلك مأة واحدى وستون ، ثم كان بدو خروج الحسين بن على عليه‌السلام الم الله ، فلما بلغت مدته قام قائم ولد العباس عند (المص) ويقوم قائمنا عند انقضائها ب الر فافهم ذلك وعه واكتمه (٢)

٦ ـ في تفسير على بن إبراهيم حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن على بن رئاب عن محمد بن قيس عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : ان حيي بن أخطب وأبا ياسر بن أخطب ونفرا من اليهود من أهل نجران أتوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقالوا له : أليس تذكر ان فيما انزل إليك (الم)؟ قال : بلى ، قالوا : أتاك بها جبرئيل من عند الله؟ قال : نعم ، قالوا : لقد بعث الله أنبياء قبلك ما نعلم نبيا منهم خبر ما مدة ملكه وما أكل أمته غيرك! قال فأقبل حيي بن أخطب على أصحابه فقال لهم : الالف واحد واللام ثلاثون ، والميم أربعون ، فهذه احدى وسبعون سنة فعجب ممن يدخل في دين مدة ملكه وأكل أمته احدى وسبعون سنة ، قال : ثم أقبل على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال له : يا محمد هل مع هذا غيره؟ قال : نعم ، قال : هات ، قال : (المص) قال : هذا أثقل وأطول ، الالف واحد ، واللام ثلاثون ، والميم أربعون ، والصاد تسعون ، فهذا مأة و

__________________

(١) الذبحة ـ كهمزة ـ ، وجع في الحلق من الدم ، وقيل : قرحة تظهر فيه فينسد معها وينقطع النفس ويسمى بالخناق.

(٢) لهذين الحديثين شرح طويل ذكرناه في ذيل تفسير العياشي وكذا غير ذلك مما يرتبط بالحروف المقطعة فراجع ج ٢ : ٣ ـ ٩.

٣

أحدى وستون سنة ، ثم قال لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : هل مع هذا غيره؟ قال : نعم قال : هات ، قال : (الر) قال : هذا أثقل وأطول ، الالف واحد ، واللام ثلاثون ، والراء مائتان ، فهل مع هذا غيره؟ قالوا : نعم : قال : هات ، قال : (المر) قال : هذا أثقل وأطول ، الالف واحد ، واللام ثلاثون ، والميم أربعون ، والراء مائتان ، قال : فهل مع هذا غيره؟ قال : نعم ، قال : قد التبس علينا أمرك فما ندري ما أعطيت ، ثم قاموا عنه ، ثم قال أبو ياسر لحيي أخيه : وما يدريك لعل محمدا قد جمع هذا كله وأكثر منه ، فقال أبو جعفر عليه‌السلام : ان هذه الآيات أنزلت (مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ) وهي تجري في وجوه أخر على غير ما تأويل به حبى وأبو ياسر وأصحابه.

٧ ـ في مجمع البيان (فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ) : وقد روى في الخبر ان الله تعالى لما انزل القرآن الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : انى أخشى أن يكذبني الناس ويثلغوا رأسى (١) ويتركوه كالخبزة ، فأزال الله الخوف عنه بهذه الاية.

٨ ـ في تفسير العياشي عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام في خطبته : قال الله : (اتَّبِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ) ففي اتباع ما جاءكم من الله الفوز العظيم ، وفي تركه الخطأ المبين.

٩ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي عن أمير المؤمنين عليه‌السلام حديث طويل يذكر فيه أحوال القيامة وفيه : فيقام الرسل فيسألون عن تأدية الرسالات التي حملوها الى أممهم ، فأخبروا أنهم قد أدوا ذلك الى أممهم وتسأل الأمم فيجحدون ، كما قال : (فَلَنَسْئَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْئَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ) فيقولون : (ما جاءَنا مِنْ بَشِيرٍ وَلا نَذِيرٍ) فتشهد الرسل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فيشهد بصدق الرسل وبكذب من جحدها من الأمم ، فيقول لكل امة منهم : «بلى (فَقَدْ جاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) اى مقتدر على شهادة جوارحكم عليكم بتبليغ الرسل إليكم رسالاتهم.

١٠ ـ في تفسير على بن إبراهيم قوله : (فَلَنَسْئَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْئَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ) قال : الأنبياء عما حملوا من الرسالة ، قوله : (فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَما كُنَّا غائِبِينَ)

__________________

(١) ثلغ رأسه : شدخه وكسره.

٤

قال : لم نغب عن أفعالهم.

١١ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي عن أبي عبد الله عليه‌السلام حديث طويل وفيه : قال السائل : أوليس توزن الأعمال؟ قال عليه‌السلام : لا لان الأعمال ليست بأجسام وانما هي صفة ما عملوا ، وانما يحتاج الى وزن الشيء من جهل عدد الأشياء ولا يعرف ثقلها وخفتها ، وان الله لا يخفى عليه شيء ، قال : فما معنى الميزان؟ قال : العدل ، قال : فما معناه في كتابه : (فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ)؟ قال : فمن رجح عمله.

١٢ ـ في مجمع البيان و (الْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُ) ذكر فيه أقوال الى قوله : وثانيها ان الله ينصب ميزانا له لسان وكفتان يوم القيامة فتوزن به أعمال العباد الحسنات والسيئات الى قوله : واما حسن القول الثاني فلمراعاة الخبر الوارد فيه والجري على ظاهره ، ويجوز أن يكون كل ميزان صنفا من أصناف اعماله ويؤيد هذا ما جاء في الخبر : ان الصلوة ميزان فمن وفى استوفى.

١٣ ـ في مصباح الشريعة قال الصادق عليه‌السلام في كلام طويل : فاذا أردت أن تعلم أصادق أنت أم كاذب فانظر في قصد معناك وغور دعواك وعيّرهما (١) بقسطاس من الله عزوجل كأنك في القيامة قال الله تعالى : (وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ) فاذا اعتدل معناك بدعواك ثبت لك الصدق.

١٤ ـ في كتاب الخصال عن محمد بن موسى قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : ان الخير ثقل على أهل الدنيا على قدر ثقله في موازينهم يوم القيامة ، وان الشر خف على أهل الدنيا على قدر خفته في موازينهم يوم القيامة.

١٥ ـ عن أبي مسلم راعى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : سمعت رسول الله يقول : خمس ما أثقلهن في الميزان : سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله أكبر والولد الصالح يتوفى لمسلم فيصبر ويحتسب.

١٦ ـ في تفسير على بن إبراهيم قوله : (وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ) قال : المجازاة بالأعمال ان خيرا فخير وان شرا فشر ، وهو قوله : (فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ هُمُ

__________________

(١) من العيار.

٥

الْمُفْلِحُونَ وَمَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِما كانُوا بِآياتِنا يَظْلِمُونَ) قال : بالأئمة يجحدون. قوله : (وَلَقَدْ خَلَقْناكُمْ ثُمَّ صَوَّرْناكُمْ) اى خلقناكم في أصلاب الرجال ، وصورناكم في أرحام النساء ، ثم قال : وصور ابن مريم في الرحم دون الصلب وان كان مخلوقا في أصلاب الأنبياء ورفع وعليه مدرعة من صوف. (١)

١٧ ـ حدثنا أحمد بن جعفر عن عبد الله المحمدي قال حدثنا كثير بن عياش عن أبي الجارود عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله تعالى : (وَلَقَدْ خَلَقْناكُمْ ثُمَّ صَوَّرْناكُمْ) قال : اما (خَلَقْناكُمْ) فنطفة ثم علقة ثم مضغة ثم عظاما ثم لحما ، واما (صَوَّرْناكُمْ) فالعين والأنف والأذنين والفم واليدين والرجلين ، صور هذا ونحوه ثم جعل الدميم والوسيم (٢) والجسيم والطويل والقصير وأشباه هذا.

١٨ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده الى جعفر بن محمد بن عمارة عن أبيه عن جعفر بن محمد عليهما‌السلام حديث طويل يقول في آخره : ان امر الله تعالى ذكره لا يحمل على المقاييس ، ومن حمل أمر الله على المقاييس هلك وأهلك ، ان أول معصية ظهرت ، الانانية من إبليس اللعين حين أمر الله تعالى ذكره ملائكته بالسجود لادم فسجدوا ، وأبي اللعين ان يسجد فقال الله عزوجل : (ما مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قالَ : أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ) فطرده الله عزوجل عن جواره ولعنه وسماه رجيما ، واقسم بعزته لا يقيس أحد في دينه الا قرنه مع عدوه إبليس في أسفل درك من النار.

١٩ ـ وباسناده الى عيسى بن عبد الله القرشي رفع الحديث قال : دخل أبو حنيفة على أبي عبد الله عليه‌السلام فقال له : يا با حنيفة بلغني انك تقيس! قال : نعم أنا أقيس ، قال : لا تقس فان أول من قاس إبليس حين قال : (خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ) فقاس ما بين النار والطين ، ولو قاس نورية آدم بنورية النار عرف فصل ما بين النورين ، وصفا أحدهما على الاخر ولكن قس لي رأسك ، أخبرنى عن أذنيك ما لهما مرتان؟ قال : لا أدرى

__________________

(١) المدرعة عند اليهود : ثوب من كتان كان يلبسه عظيم أحبارهم.

(٢) الدميم : القبيح المنظر والوسيم خلافه.

٦

قال : فأنت لا تحسن تقيس رأسك فكيف تقيس الحلال والحرام قال يا ابن رسول الله أخبرني ما هو؟ قال ان الله عزوجل جعل الأذنين مرتين لئلا يدخلهما شيء الا مات ، ولولا ذلك لقتل ابن آدم الهوام ، وجعل الشفتين عذبتين ليجد ابن آدم طعم الحلو والمر وجعل العينين مالحتين لأنهما شحمتان ولولا ملوحتهما لذابتا ، وجعل الأنف باردا سائلا لئلا يدع في الرأس داء الا أخرجه ، ولولا ذلك لثقل الدماغ وتدود.

٢٠ ـ وباسناده الى ابن شبرمة قال : دخلت انا وأبو حنيفة على جعفر بن محمد عليهما‌السلام فقال لابي حنيفة : اتق الله ولا تقس الدين برأيك ، فان أول من قاس إبليس أمره الله عزوجل بالسجود لآدم فقال : (أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ) ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢١ ـ وباسناده الى ابن أبي ليلى قال : دخلت انا والنعمان على جعفر بن محمد عليهما‌السلام فرحب بنا وقال : يا ابن أبي ليلى من هذا الرجل؟ فقلت : جعلت فداك هذا رجل من أهل الكوفة له رأى ونظر ونقاد ، قال : فلعله الذي يقيس الأشياء برأيه؟ ثم قال : يا نعمان إياك والقياس فان أبي حدثني عن آبائه ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : من قاس شيئا في الدين برأيه قرنه الله مع إبليس في النار ، فانه أول من قاس حين قال : (خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٢ ـ وباسناده الى أبي زهير شبيب بن انس عن بعض أصحاب أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام لابي حنيفة : يا أبا حنيفة إذا ورد عليك شيء ليس في كتاب الله ولم تأت به الآثار والسنة كيف تصنع؟ قال : أصلحك الله أقيس واعمل فيه برأيى ، قال : يا أبا حنيفة ان أول من قاس إبليس الملعون قاس على ربنا تبارك وتعالى فقال : (أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ) فسكت أبو حنيفة والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٣ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن الحسن بن على بن يقطين عن الحسين بن صباح عن أبيه عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : ان إبليس قاس نفسه بآدم فقال : (خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ) فلو قاس الجوهر الذي خلق منه آدم

٧

بالنار كان ذلك أكثر نورا وضياء من النار

٢٤ ـ وباسناده الى داود بن فرقد عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : ان الملائكة كانوا يحسبون ان إبليس منهم وكان في علم الله انه ليس منهم فاستخرج ما في نفسه بالحمية فقال : (خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ).

٢٥ ـ في كتاب علل الشرائع أبي رحمه‌الله قال : حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري عن أحمد بن محمد عن احمد بن محمد بن أبي نصر عن أبان بن عثمان عن محمد الحلبي عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : ان القبضة التي قبضها الله من الطين الذي خلق منه آدم أرسل إليها جبرئيل عليه‌السلام أن يقبضها ، فقالت الأرض : أعوذ بالله ان تأخذ منى شيئا فرجع الى ربه فقال : يا رب تعوذت بك منى ، فأرسل إليها إسرافيل فقالت له مثل ذلك ، فأرسل إليها ميكائيل فقالت له مثل ذلك ، فأرسل إليها عزرائيل فتعوذت بالله منه ان يسبى (١) منها شيئا ، فقال ملك الموت : وانا أعوذ بالله ان أرجع اليه حتى اقبض منك ، قال : وانما سمى آدم آدم لأنه خلق من أديم الأرض (٢)

٢٦ ـ وباسناده الى عبد الله بن يزيد بن سلام انه سئل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : آدم خلق من الطين كله ومن طين واحد؟ فقال : بل من الطين كله ، ولو خلق من طين واحد لما عرف الناس بعضهم بعضا ، وكانوا على صورة واحدة ، قال : فلهم في الدنيا مثل؟ قال : التراب فيه ابيض وفيه أخضر وفيه أشقر وفيه أغبر وفيه أحمر وفيه أزرق وفيه عذب وفيه ملح وفيه خشن وفيه لين وفيه اصهب ، فلذلك صار الناس فيهم لين وفيهم خشن وفيهم ابيض وفيهم أصفر وأحمر وأصهب وأسود على ألوان التراب ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

__________________

(١) كذا في النسخ لكن في المصدر (باب نوادر العلل) «يأخذ منها شيئا» وعن بعض نسخه «يستثني» بدل «يأخذ»

(٢) «في روضة الواعظين للمفيد (ره) قال عبد الله بن سلام : يا محمد أخبرني عن آدم من أي الأرض خلق؟ قال : خلق رأسه ووجهه من موضع الكعبة ، وخلق بدنه من بيت المقدس» «منه عفى عنه» (عن هامش بعض النسخ)

٨

٢٧ ـ في أصول الكافي على بن محمد عن صالح بن أبي حماد عن الحسين بن زيد عن الحسن بن على بن أبي حمزة عن إبراهيم عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : ان الله عزوجل لما أراد أن يخلق آدم عليه‌السلام بعث جبرئيل عليه‌السلام في أول ساعة من يوم الجمعة فقبض بيمينه قبضة بلغت قبضته من السماء السابعة الى السماء الدنيا وأخذ من كل سماء تربة ، وقبض قبضة اخرى من الأرض السابعة العليا الى الأرض السابعة القصوى فأمر الله عزوجل كلمته فأمسك القبضة الاولى بيمينه والقبضة الاخرى بشماله ، ففلق الطين فلقتين فذرا من الأرض ذروا (١) ومن السموات ذروا ، فقال للذي بيمينه : منك الرسل والأنبياء والأوصياء والصديقون والمؤمنون والسعداء ومن أريد كرامته ، فوجب لهم ما قال كما قال ، وقال للذي بشماله :منك الجبارون والمشركون والكافرون والطواغيت ومن أريد هوانه وشقوته ، فوجب لهم ما قال كما قال ، ثم ان الطينتين خلطتا جميعا ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٨ ـ في تفسير على بن إبراهيم حديث طويل عن العالم عليه‌السلام وفيه ثم قال الله تبارك وتعالى : للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا له فأخرج إبليس ما كان في قلبه من الحسد فأبى أن يسجد ، فقال الله عزوجل : (ما مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ) ، قال الصادق عليه‌السلام : فأول من قاس إبليس واستكبر والاستكبار هو أول معصية عصى الله بها ، قال : فقال إبليس : يا رب اعفنى من السجود لادم وانا أعبدك عبادة لم يعبدكها ملك مقرب ولا نبي مرسل ، فقال الله تبارك وتعالى : لا حاجة لي الى عبادتك انما أريد ان اعبد من حيث أريد لا من حيث تريد فأبى ان يسجد فقال الله تبارك وتعالى : (فَاخْرُجْ مِنْها فَإِنَّكَ رَجِيمٌ وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلى يَوْمِ الدِّينِ) فقال إبليس : يا رب فكيف وأنت العدل الذي لا تجور فثواب عملي بطل؟ قال : لا ولكن سلني من أمر الدنيا ما شئت ثوابا لعملك أعطيك ، فأول ما سأل البقاء الى يوم الدين ، فقال الله : قد أعطيتك ، فقال : سلطنى على أولاد آدم ، قال : سلطتك ، قال : أجرني فيهم مجرى الدم في العروق

__________________

(١) الفلق : الشق والفصل. والذرو : الاذهاب والتفريق.

٩

قال : قد أجريتك ، قال : لا يولد لهم واحد الا ولد لي اثنان ، وأراهم ولا يرونى وأتصور لهم في كل صورة شئت ، فقال : قد أعطيتك ، قال : يا رب زدني ، قال : قد جعلت لك ولذريتك صدورهم أوطانا ، قال : رب حسبي فقال إبليس عند ذلك (فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ) (ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمانِهِمْ وَعَنْ شَمائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شاكِرِينَ).

٢٩ ـ قال : وحدثني أبي عن ابن أبي عمير عن جميل عن زرارة عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : لما اعطى الله تعالى إبليس ما أعطاه من القوة قال آدم عليه‌السلام : يا رب سلطت إبليس على ولدي وأجريته فيهم مجرى الدم في العروق ، وأعطيته ما أعطيته فما لي ولولدي؟ فقال : لك ولولدك السيئة بواحدة ، والحسنة بعشر أمثالها ، قال رب زدني ، قال : التوبة مبسوطة الى ان تبلغ النفس الحلقوم ، فقال : يا رب زدني ، قال : اغفر ولا أبالي ، قال : حسبي ، قال : قلت له : جعلت فداك بماذا استوجب إبليس من الله ان أعطاه ما أعطاه؟ فقال : بشيء كان منه شكره الله عليه ، قلت : وما كان منه جعلت فداك؟ قال : ركعتين ركعهما في السماء في أربعة آلاف سنة.

٣٠ ـ في تفسير العياشي عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : الصراط الذي قال إبليس : (لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِراطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ) الاية وهو علي عليه‌السلام.

٣١ ـ في روضة الكافي ابن محبوب عن حنان وعلي بن رئاب عن زرارة قال : قلت له قوله عزوجل (لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِراطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ، ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمانِهِمْ وَعَنْ شَمائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شاكِرِينَ) قال : فقال أبو جعفر عليه‌السلام يا زرارة انما عمد لك ولأصحابك فاما الآخرون فقد فرغ منهم.

٣٢ ـ في نهج البلاغة من كتاب له عليه‌السلام الى زياد بن أبيه وقد بلغه ان معاوية قد كتب اليه يريد خديعته باستلحاقه : وقد عرفت ان معاوية كتب إليك يستزل لبك ويستفل غربك فاحذره فانما هو الشيطان يأتي المرء من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه و

١٠

عن شماله ، ليقتحم غفلته ويستلب غرته. (١)

٣٣ ـ في مجمع البيان (ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمانِهِمْ وَعَنْ شَمائِلِهِمْ) قيل فيه أقوال الى قوله : «وثالثها» ما روى عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : (ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ) معناه أهون عليهم أمر الاخرة ، (وَمِنْ خَلْفِهِمْ) آمرهم بجمع الأموال والبخل بها عن الحقوق لتبقى لورثتهم ، (وَعَنْ أَيْمانِهِمْ) أفسد عليهم أمر دينهم بتزيين الضلالة وتحسين الشبهة (وَعَنْ شَمائِلِهِمْ) بتحبيب اللذات إليهم وتغليب الشهوات على قلوبهم.

٣٤ ـ في عيون الاخبار في باب ذكر مجلس الرضا عليه‌السلام عند المأمون في عصمة الأنبياء عليهم‌السلام ، حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي رضى الله عنه قال : حدثني أبي عن حمدان بن سليمان النيسابوري عن على بن محمد بن الجهم قال : حضرت مجلس المأمون وعنده الرضا عليه‌السلام فقال له المأمون : يا ابن رسول الله أليس من قولك : ان الأنبياء معصومون؟ قال : بلى ، قال فما معنى قول الله عزوجل (وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى) قال عليه‌السلام : ان الله تعالى قال لادم عليه‌السلام : (اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْها رَغَداً حَيْثُ شِئْتُما وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ) وأشار لهما الى شجرة الحنطة (فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ) ولم يقل ولا تأكلا من هذه الشجرة ولا مما كان من جنسهما فلم تقربا تلك الشجرة وانما اكلا من غيرها لما أن وسوس الشيطان إليهما وقال (ما نَهاكُما رَبُّكُما عَنْ هذِهِ الشَّجَرَةِ) وانما نهيكما ان تقربا غيرها ولم ينهكما عن الاكل منها (إِلَّا أَنْ تَكُونا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونا مِنَ الْخالِدِينَ وَقاسَمَهُما إِنِّي لَكُما لَمِنَ النَّاصِحِينَ) ولم يكن آدم وحوا شاهدا قبل ذلك من يحلف بالله كاذبا فدليهما بغرور فأكلا منها ثقة بيمينه بالله وكان ذلك من آدم قبل النبوة ، ولم يكن ذلك بذنب كبير استحق به دخول النار ، وانما كان من الصغائر الموهوبة التي تجوز على الأنبياء قبل نزول الوحي عليهم ، فلما اجتباه الله تعالى وجعله نبيا كان معصوما لا يذنب صغيرة ولا كبيرة ، قال الله تعالى : (وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى ثُمَّ اجْتَباهُ

__________________

(١) قوله ليستزل لبك اه اللب : العقل والفل الكسر والغرب : الحد وقوله : ليقتحم غفلته اى ليلج ويهجم عليه وهو غافل. والغرة : الغرور.

١١

رَبُّهُ فَتابَ عَلَيْهِ وَهَدى) وقال عزوجل : (إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ).

٣٥ ـ في كتاب معاني الاخبار باسناده الى محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله عليه‌السلام حديث طويل وفيه قال عليه‌السلام : فلما اسكن الله عزوجل آدم وزوجته الجنة قال لهما (كُلا مِنْها رَغَداً حَيْثُ شِئْتُما وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ) يعنى شجرة الحنطة) (فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ) فنظرا الى منزلة محمد وعلى وفاطمة والحسن والحسين والائمة عليهم‌السلام بعدهم فوجداها أشرف منازل أهل الجنة ، فقالا : ربنا لمن هذه المنزلة؟ فقال الله جل جلاله : ارفعا رؤسكما الى ساق العرش ، فرفعا رؤسهما فوجدا أسماء محمد وعلى وفاطمة والحسن والحسين والائمة عليهم‌السلام مكتوبة على ساق العرش بنور من نور الله الجبار جل جلاله فقالا : يا ربنا ما أكرم أهل هذه المنزلة عليك وما أحبهم إليك وما أشرفهم لديك ، فقال الله جل جلاله : لولا هم ما خلقتكما هؤلاء خزنة علمي وأمنائي على سرى ، إياكما ان تنظرا إليهم بعين الحسد وتمنيا منزلتهم عندي ومحلهم من كرامتي ، فتدخلان بذلك في نهيي وعصياني (فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ) ، قالا : ربنا ومن الظالمون؟ قال : المدعون لمنزلتهم بغير حق ، قالا : ربنا فأرنا منزلة ظالميهم في نارك حتى نراها كما رأينا منزلتهم في جنتك ، فأمر الله تعالى النار فأبرزت جميع ما فيها من ألوان النكال والعذاب ، وقال عزوجل : مكان الظالمين لهم المدعين لمنزلتهم في أسفل درك منها (كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها أُعِيدُوا فِيها) ، و (كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها لِيَذُوقُوا الْعَذابَ) ، يا آدم ويا حوا لا تنظرا الى أنوارى وحججي بعين الحسد فأهبطكما عن جواري ، وأحل بكما هواني (فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطانُ لِيُبْدِيَ لَهُما ما وُورِيَ عَنْهُما مِنْ سَوْآتِهِما وَقالَ ما نَهاكُما رَبُّكُما عَنْ هذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونا مِنَ الْخالِدِينَ وَقاسَمَهُما إِنِّي لَكُما لَمِنَ النَّاصِحِينَ) فدليهما بغرور وحملهما على تمنى منزلتهم فنظرا إليهم بعين الحسد فخذلا حتى اكلا من شجرة الحنطة فعاد مكان ما اكلا شعيرا ، فأصل الحنطة كلها مما لم يأكلاه ، وأصل الشعير كله مما عاد مكان ما أكلاه ، فلما أكلا من الشجرة

١٢

طار الحلي والحلل عن أجسادهما وبقيا عريانين (وَطَفِقا يَخْصِفانِ عَلَيْهِما مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَناداهُما رَبُّهُما أَلَمْ أَنْهَكُما عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُما إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُما عَدُوٌّ مُبِينٌ* قالا رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَتَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ) قال اهبطا من جواري فلا يجاورني في جنتي من يعصيني فهبطا موكولين الى أنفسهما في طلب المعاش.

٣٦ ـ في تفسير على بن إبراهيم حدثني أبي رفعه قال : سئل الصادق عليه‌السلام عن جنة آدم أمن جنان الدنيا كانت أم من جنان الاخرة؟ فقال : كانت من جنان الدنيا تطلع فيها الشمس والقمر ، ولو كانت من جنان الاخرة ما خرج منها أبدا ، قال : فلما أسكنه الله الجنة أتى جهالة الى الشجرة لأنه خلق خلقة لا تبقى الا بالأمر والنهى والغذاء واللباس والأكنان (١) والتناكح ولا يدرك ما ينفعه مما يضره الا بالتوفيق فجاء إبليس فقال له : انكما ان أكلتما من هذه الشجرة التي نهيكما الله عنها صرتما ملكين وبقيتما في الجنة أبدا وان لم تأكلا منها أخرجكما الله من الجنة وحلف لهما انه لهما ناصح كما قال الله تعالى حكاية عنه : (ما نَهاكُما رَبُّكُما عَنْ هذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونا مِنَ الْخالِدِينَ وَقاسَمَهُما إِنِّي لَكُما لَمِنَ النَّاصِحِينَ) فقبل آدم عليه‌السلام قوله ، فأكلا من الشجرة وكان كما حكى الله (بَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما) وسقط عنهما ما ألبسهما الله من لباس الجنة ، وأقبلا يستتران بورق الجنة (وَناداهُما رَبُّهُما أَلَمْ أَنْهَكُما عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُما إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُما عَدُوٌّ مُبِينٌ) فقالا كما حكى الله عزوجل عنهما : (رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَتَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ) فقال الله لهما (اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ) قال : الى يوم القيمة.

٣٧ ـ وروى عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : لما اخرج الله آدم من الجنة نزل عليه جبرئيل عليه‌السلام فقال : يا آدم أليس الله خلقك بيده ونفخ فيك من روحه وأسجد لك ملائكته وزوجك أمته حواء وأسكنك الجنة وأباحها لك ونهاك مشافهة أن

__________________

(١) الأكنان جمع الكن : البيت.

١٣

ـ لا تأكل من هذه الشجرة فأكلت منها وعصيت الله؟ فقال آدم عليه‌السلام : يا جبرئيل ان إبليس حلف لي بالله انه لي ناصح فما ظننت ان أحدا من خلق الله يحلف بالله كاذبا.

٣٨ ـ في تفسير العياشي عن جميل بن دراج عن بعض أصحابنا عن أحدهما قال سئلته كيف أخذ الله آدم بالنسيان؟ فقال : انه لم ينس وكيف ينسى وهو يذكره ويقول له إبليس : (ما نَهاكُما رَبُّكُما عَنْ هذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونا مِنَ الْخالِدِينَ).

٣٩ ـ عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله عليه‌السلام رفعه الى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ان موسى سأل ربه أن يجمع بينه وبين آدم عليه‌السلام حيث عرج الى السماء في أمر الصلوة ففعل فقال له موسى عليه‌السلام : يا آدم أنت الذي خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأسجد لك ملائكته وأباح لك جنته وأسكنك جواره وكلمك قبلا ثم نهاك عن شجرة واحدة فلم تصبر عنها حتى أهبطت الى الأرض بسببها فلم تستطع ان تضبط نفسك عنها حتى أغراك إبليس فأطعته ، فأنت الذي أخرجتنا من الجنة بمعصيتك؟ فقال له آدم : ارفق بأبيك يا بنى محنة ما لقى عن امر هذه الشجرة ، يا بني ان عدوى أتاني من وجه المكر والخديعة ، فحلف لي بالله انه في مشورته على لمن الناصحين وذلك انه قال منتصحا : انى لشأنك يا آدم لمغموم! قلت : وكيف؟ قال : قد كنت آنست بك وبقربك منى وأنت تخرج مما أنت فيه الى ما ستكرهه ، فقلت : وما الحيلة؟ فقال : ان الحيلة هو ذا معك ، ادلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى فكلا منها أنت وزوجك فتصيرا معى في الجنة أبدا من الخالدين ، وحلف بالله كاذبا انه لمن الناصحين ، ولم أظن يا موسى ان أحدا يحلف بالله كاذبا ، فوثقت بيمينه ، فهذا عذري فاخبرني يا بني هل تجد فيما أنزل الله إليك ان خطيئتي كائنة من قبل أن أخلق؟ قال له موسى : بدهر طويل ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فحج آدم موسى عليهما‌السلام ، قال ذلك ثلثا.

٤٠ ـ عن عبد الله بن سنان قال : سئل أبو عبد الله عليه‌السلام وانا حاضر : كم لبث آدم وزوجته في الجنة حتى أخرجتهما منها خطيئتهما؟ فقال : ان الله تبارك وتعالى نفخ في آدم روحه بعد زوال الشمس من يوم الجمعة ثم برأ زوجته من أسفل أضلاعه ، ثم

١٤

اسجد له ملائكته وأسكنه جنته من يومه ذلك ، فوالله ما استقر فيها الا ست ساعات من يومه ذلك حتى عصى الله ، فأخرجهما الله منها بعد غروب الشمس وما باتا فيها ، وصيرا بفناء الجنة حتى أصبحا ، «فبدت لهما سوآتهما و (ناداهُما رَبُّهُما أَلَمْ أَنْهَكُما عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ) فاستحيى آدم من ربه وخضع وقال : «ربنا ظلمنا أنفسنا واعترفنا بذنوبنا فاغفر لنا» قال الله لهما : اهبطا من سماواتي الى الأرض فانه لا يجاورني في جنتي عاص ولا في سماواتي ، ثم قال أبو عبد الله عليه‌السلام : ان آدم عليه‌السلام لما أكل من الشجرة ذكر ما نهاه الله عنها فندم ، فذهب ليتنحى من الشجرة فأخذت الشجرة برأسه فجرته إليها ، وقالت له : أفلا كان فراقي (١) من قبل أن تأكل منى.

٤١ ـ عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله (ع) في قول الله (فَبَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما) قال : كانت سوآتهما لا تبدو لهما فبدت يعني كانت من داخل.

٤٢ ـ عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبي عبد الله وأبي جعفر عليهما‌السلام عن قوله : (يا بَنِي آدَمَ) قالا : هي عامة.

٤٣ ـ في تفسير على بن إبراهيم قوله : (يا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً يُوارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً وَلِباسُ التَّقْوى ذلِكَ خَيْرٌ) قال : لباس التقوى الثياب الأبيض.

٤٤ ـ وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله : (يا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً يُوارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً) فاما اللباس فالثياب التي تلبسون ، واما الرياش فالمتاع والمال ، واما لباس التقوى فالعفاف ، ان العفيف لا تبدو له عورة وان كان عاريا من الثياب ، والفاجر باد العورة وان كان كاسيا من الثياب ، يقول الله : و (لِباسُ التَّقْوى ذلِكَ خَيْرٌ) يقول : والعفاف (خَيْرٌ ذلِكَ مِنْ آياتِ اللهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ).

٤٥ ـ في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه‌السلام أصحابه من الاربعمائة باب : ألبسوا ثياب القطن فانها لباس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ولم يكن يلبس الشعر والصوف الا من علة ، وقال : ان الله تعالى جميل يحب الجمال ويحب أن يرى أثر نعمته على عبده

٤٦ ـ عن أم الدرداء قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من أصبح معافى في جسده آمنا

__________________

(١) وفي المصدر «فرارك» بدل «فراقي».

١٥

في سربه (١) عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا ، يا ابن آدم يكفيك من الدنيا ما سد جوعتك ووارى عورتك فان يكن لك بيت يكنك (٢) فذاك وان يكن لك دابة تركبها فبخ بخ ، والخير وما الخير! وما بعد ذلك حساب عليك أو عذاب.

٤٧ ـ عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي باسناده يرفعه الى أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يكره السواد الا في ثلثة : العمامة والخف والكساء.

٤٨ ـ عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : سمعت أبي يحدث عن أبيه عن جده عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : خمس لا أدعهن حتى الممات : الاكل على الحضيض (٣) مع العبيد ، وركوب الحمار مردفا ، وحلب المعز (العنز خ ل) بيدي ، ولبس الصوف ، والتسليم على الصبيان ليكون سنة من بعدي.

٤٩ ـ في الكافي أحمد بن محمد بن سعيد عن جعفر بن عبد الله العلوي وأحمد بن محمد الكوفي عن على بن العباس عن إسماعيل بن اسحق جميعا عن أبي روح فرج بن قرة عن مسعدة بن صدقة قال : حدثني ابن أبي ليلى عن أبي عبد الرحمان السلمي قال. قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : اما بعد فان الجهاد باب من أبواب الجنة ، فتحه الله لخاصة أوليائه وسوغهم كرامة منه لهم ، ونعمة ذخرها ، والجهاد لباس التقوى ودرع الله الحصينة وجنته الوثيقة ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. في نهج البلاغة نحوه من غير حذف مغير للمعنى المقصود هنا. قال عز من قائل (إِنَّهُ يَراكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ).

٥٠ ـ في تفسير على بن إبراهيم عن العالم عليه‌السلام حديث طويل وفيه ذكر طلب إبليس من الله واجابته ، ومن جملة الطلب قال عليه‌السلام : قال : ولا يولد لهم واحد الا ولد لي اثنان ، وأراهم ولا يرونى ، وأتصور لهم في كل صورة شئت ، فقال : قد أعطيتك.

__________________

(١) اى في حرمه وعياله. قال دعبل : «وآل رسول الله تسبى حريمهم* وآل زياد آمنوا السربات».

(٢) كنه الشيء : ستره وغطاه وصانه من الشمس وغيره.

(٣) الحضيض : القرار من الأرض.

١٦

قال مؤلف هذا الكتاب عفي عنه : قد كتبنا في هذه السورة قريبا مطالبته وما استحق به الاجابة إليها.

٥١ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن أبي وهب عن محمد بن منصور قال : سئلته عن قول الله عزوجل : (وَإِذا فَعَلُوا فاحِشَةً قالُوا وَجَدْنا عَلَيْها آباءَنا وَاللهُ أَمَرَنا بِها قُلْ إِنَّ اللهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ) قال : فقال : هل رأيت أحدا زعم ان الله أمر بالزنا وشرب الخمر وشيء من هذه المحارم؟ فقلت : لا قال : ما هذه الفاحشة التي يدعون ان الله أمرهم بها؟ قلت : الله أعلم ووليه ، فقال : فان هذا في أئمة الجور ادّعوا ان الله أمرهم بالايتمام بقوم لم يأمرهم الله بالايتمام بهم ، فرد الله ذلك عليهم ، فأخبر انهم قد قالوا عليه الكذب وسمى ذلك منهم فاحشة.

٥٢ ـ الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن على الوشاء عن حماد بن عثمان عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : من زعم ان الله يأمر بالفحشاء فقد كذب على الله ، ومن زعم ان الخير والشر اليه فقد كذب على الله.

٥٣ ـ في كتاب التوحيد أبي (ره) قال : حدثني على بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمان عن جعفر بن قرط عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من زعم ان الله تبارك وتعالى يأمر بالسوء والفحشاء فقد كذب على الله والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٥٤ ـ في تفسير على بن إبراهيم قوله : (وَإِذا فَعَلُوا فاحِشَةً قالُوا وَجَدْنا عَلَيْها آباءَنا وَاللهُ أَمَرَنا بِها) قال : الذين عبدوا الأصنام فرد الله عليهم فقال قل لهم : (إِنَّ اللهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ).

٥٥ ـ في تفسير العياشي عن الحسين بن مهران عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله : (وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ) قال : يعنى الائمة.

٥٦ ـ في تهذيب الأحكام على بن الحسن الطاطري عن أبي حمزة عن ابن مسكان

١٧

عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : سئلته عن قول الله عزوجل : (وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ) قال : هذه القبلة.

٥٧ ـ أيضا محمد بن على بن محبوب عن أحمد عن الحسن بن على بن فضال عن أبي جميلة عن محمد بن على الحلبي عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله : (أَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ) قال مساجد محدثة فأمروا ان يقيموا وجوههم شطر المسجد الحرام.

٥٨ ـ في تفسير على بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه‌السلام قوله : (كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ فَرِيقاً هَدى وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ) قال : خلقهم حين خلقهم مؤمنا وكافرا وسعيدا وشقيا ، وكذلك يعودون يوم القيمة مهتد وضال انهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ويحسبون انهم مهتدون وهم القدرية الذين يقولون : لا قدر ، ويزعمون انهم قادرون على الهدى والضلال ، وذلك إليهم ان شاؤا اهتدوا وان شاؤا ضلوا وهم مجوس هذه الامة وكذب أعداء الله ، المشية والقدرة لله كما بدأهم يعودون من خلقه الله شقيا يوم خلقه كذلك يعود اليه ومن خلقه سعيدا يوم خلقه كذلك يعود اليه سعيدا ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الشقي شقي في بطن امه ، والسعيد سعيد في بطن امه.

٥٩ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده الى أبي اسحق الليثي عن الباقر عليه‌السلام حديث طويل يقول فيه عليه‌السلام في آخره (كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ فَرِيقاً هَدى وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّياطِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ اللهِ) يعني أئمة دون أئمة الحق (وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ).

٦٠ ـ في مجمع البيان (كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ) ويروى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يحشرون يوم القيامة عراة حفاة غرلا (١) (كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنا إِنَّا كُنَّا فاعِلِينَ).

٦١ ـ في تفسير على بن إبراهيم قوله : (يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ) قال : في العيدين والجمعة يغتسل ويلبس ثيابا بياضا وروى أيضا المشط عند كل صلوة.

__________________

(١) الغرل جمع الأغرل وهو الاتلف.

١٨

٦٢ ـ في من لا يحضره الفقيه وسئل أبو الحسن الرضا عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : (خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ) قال : من ذلك التمشط عند كل صلوة.

٦٣ ـ في مجمع البيان (خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ) اى خذوا ثيابكم التي تتزينون بها للصلوة في الجمعات والأعياد عن أبي جعفر الباقر عليه‌السلام.

٦٤ ـ في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله تعالى : (خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ) قال تمشطوا فان التمشط يجلب الرزق ويحسن الشعر وينجز الحاجة ويزيد في ماء الصلب ويقطع البلغم وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يسرح تحت لحيته أربعين مرة ومن فوقها سبع مرات ، ويقول انه يزيد في الذهن ويقطع البلغم (١)

٦٥ ـ في تفسير العياشي عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام في قول الله : (خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ) قال : وهي الثياب.

٦٦ ـ عن الحسين بن مهران عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله عزوجل : (خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ) قال : يعنى الائمة.

٦٧ ـ عن خثيمة بن أبي خثيمة قال : كان الحسن بن على عليهما‌السلام إذا قام الى الصلوة يلبس أجود ثيابه ، فقيل له : يا ابن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله تلبس أجود ثيابك؟ فقال : ان الله جميل يحب الجمال ، فأتجمل لربي وهو يقول : (خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ) فأحب ان ألبس أجود ثيابي.

٦٨ ـ عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : سئلته (خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ) قال : هو المشط عند كل صلوة فريضة ونافلة.

٦٩ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عمن ذكره عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه عن أبي عبد الله عليه‌السلام انه

__________________

(١) «في تهذيب الأحكام باسناده الى محمد بن أحمد بن يحيى عن رجل عن الزبير بن عقبة عن فضالة بن موسى النهدي عن العلا بن سيابة عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله تعالى : (خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ) ، قال : الغسل عند لقاء كل امام «منه عفى عنه». (عن هامش بعض النسخ)

١٩

قال : وصل الله طاعة ولى أمره بطاعة رسوله ، وطاعة رسوله بطاعته ، فمن ترك طاعة ولاة امره لم يطع الله ولا رسوله ، وهو الإقرار بما أنزل من عند الله عزوجل : (خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ) والتمسوا البيوت التي اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه ، فانه أخبركم انهم (رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَإِقامِ الصَّلاةِ وَإِيتاءِ الزَّكاةِ يَخافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصارُ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٧٠ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن ابن سنان عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله عزوجل (خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ) قال : في العيدين والجمعة. قال عز من قائل : (كُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ).

٧١ ـ في عيون الاخبار عن الرضا عليه‌السلام باسناده قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ليس شيء أبغض على الله من بطن ملئان.

٧٢ ـ وباسناده قال : قال على بن أبي طالب عليه‌السلام أتى ابو جحيفة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو يتجشأ فقال : اكفف جشاك ، فان أكثر الناس في الدنيا شبعا أكثرهم جوعا يوم القيمة قال : فما ملاء ابو جحيفة بطنه من طعام حتى لحق بالله تعالى.

٧٣ ـ في كتاب الخصال عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : أبعد ما يكون العبد من الله إذا كان همه فرجه وبطنه.

٧٤ ـ عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لمؤمن يأكل في معاء واحد ، والكافر يأكل في سبعة أمعاء.

٧٥ ـ في كتاب علل الشرائع ـ باسناده الى عمر بن على عن أبيه على بن أبي ـ طالب ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : مر أخي عيسى عليه‌السلام بمدينة وفيها رجل وامرأة يتصايحان فقال : ما شأنكما؟ فقال : يا نبي الله هذه امرأتي وليس بها بأس صالحة ولكني أحب فراقها ، قال : فأخبرني على كل حال ما شأنها؟ قال : هي خلقة الوجه من غير الكبر قال لها : يا امرأة أتحبين ان يعود ماء وجهك طريا؟ قالت : نعم ، قال لها : إذا أكلت فإياك ان تشبعي لان الطعام إذا تكاثر على الصدر فزاد في القدر ذهب ماء الوجه ففعلت

٢٠