تفسير نور الثقلين - ج ٢

الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي

تفسير نور الثقلين - ج ٢

المؤلف:

الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي


المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
الموضوع : القرآن وعلومه
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٧١

فقال : هي محبوكة الى الأرض وشبك بين أصابعه ، فقلت : كيف يكون محبوكة الى الأرض والله يقول : رفع السماء (بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها)؟ فقال : سبحان الله ، أليس يقول (بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها)؟ فقلت : بلى. قال : فثم عمد ولكن لا ترونها والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة ، وستقف عليه بتمامه أول الذاريات وآخر الطلاق إنشاء الله تعالى.

٦ ـ في نهج البلاغة قال عليه‌السلام : فمن شواهد خلقه خلق السموات موطدات (١) بلا عمد ، قائمات بلا سند.

٧ ـ وفيه كلام له عليه‌السلام يذكر فيه خلق السموات : جعل سفلاهن موجا مكفوفا وعلياهن سقفا محفوظا وسمكا مرفوعا ، بغير عمد تدعمها ولا دسار ينتظمها (٢).

٨ ـ في كتاب الاهليلجة قال الصادق عليه‌السلام فنظرت العين الى خلق مختلف متصل بعضه ببعض ، ودلها القلب على ان لذلك خالقا وذلك انه فكر حيث دلته العين على ان ما عاينت من عظم السماء وارتفاعها في الهواء بغير عمد ولا دعامة تمسكها وانها لا تتأخر فتنكشط (٣) ولا تتقدم فتزول ، ولا تهبط مرة فتدنو ولا ترتفع فلا ترى.

٩ ـ في تفسير العياشي عن الخطاب الأعور رفعه الى أهل العلم والفقه من آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : (فِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجاوِراتٌ) يعنى هذه الأرض الطيبة مجاورة لهذه الأرض المالحة ، وليست منها كما يجاور القوم القوم وليسوا منهم.

١٠ ـ في مجمع البيان وروى عن جابر قال : سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بقول لعلى عليه‌السلام : الناس من شجرة شتى وأنا وأنت من شجرة واحدة ثم قرأ : (وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجاوِراتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنابٍ) الآية (صِنْوانٌ وَغَيْرُ صِنْوانٍ) قيل الصنو المثل والصنوان الأمثال ، ومنه قوله عم الرجل صنو أبيه.

١١ ـ في نهج البلاغة قال : واحذروا ما نزل بالأمم قبلكم من المثلات بسوء

__________________

(١) وطد الشيء : دام وثبت ورسا.

(٢) الدسار واحد الدسر : المسامير.

(٣) اى تنقطع.

٤٨١

الأفعال وذميم الأعمال ، فتذكروا [في الأمم] في الخير والشر أحوالهم ، واحذروا ان تكونوا أمثالهم.

١٢ ـ وفيه قال عليه‌السلام : فاعتبروا بما أصاب الأمم المستكبرين من قبلكم من بأس الله وصولاته ووقائعه ومثلاته ، واتعظوا بمثاوى (١) خدودهم ومصارع جنوبهم.

١٣ ـ في كتاب التوحيد حدثنا أبو على الحسين بن احمد البيهقي بنيسابور سنة اثنين وخمسين وثلاثمائة ، قال : أخبرنا محمد بن يحيى الصولي ، قال : حدثنا أبو ذكوان قال : سمعت إبراهيم العباسي يقول : كنا في مجلس الرضا عليه‌السلام فتذاكروا الكبائر وقول المعتزلة فيها انها لا تغفر ، فقال الرضا عليه‌السلام : قال ابو عبد الله عليه‌السلام قد نزل القرآن بخلاف قول المعتزلة قال الله جل جلاله : (وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلى ظُلْمِهِمْ).

١٤ ـ في مجمع البيان وروى سعيد بن المسيب قال : لما نزلت هذه الآية قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لولا عفو الله وتجاوزه ما هنأ أحد بعيش ، ولولا وعيد الله وعقابه لاتكل كل واحد.

١٥ ـ في أمالي الصدوق رحمه‌الله باسناده الى عباد بن عبد الله قال : قال على عليه‌السلام : ما نزلت من القرآن آية الا وقد علمت أين نزلت وفيمن نزلت وفي اى شيء نزلت وفي سهل نزلت أو في جبل نزلت ، قيل : فما نزل فيك؟ قال : لولا انكم سألتمونى ما أخبرتكم ، نزلت في هذه الآية : (إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) فرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله المنذر ، وأنا الهادي الى ما جاء به.

١٦ ـ في مجمع البيان عن ابن عباس قال : لما نزلت هذه الآية قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أنا المنذر وعلى الهادي من بعدي ، يا على بك يهتدى المهتدون.

١٧ ـ وروى الحاكم ابو القاسم الحسكاني في كتاب شواهد التنزيل بالإسناد عن ابى بردة الأسلمي قال : دعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بالطهور وعنده على بن ابى طالب عليه‌السلام ، فأخذ رسول الله بيد على عليه‌السلام بعد ما تطهر فألزقها بصدره ، ثم قال (إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ) ثم ردها الى صدر على ثم قال : (وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) ثم قال : انك منارة الأنام

__________________

(١) المثاوى جمع المثوى : المنزل.

٤٨٢

وغاية الهدى وأمير القرى ، اشهد على ذلك انك كذلك.

١٨ ـ في كشف المحجة لابن طاوس «عليه الرحمة» عن أمير المؤمنين عليه‌السلام حديث طويل وفيه : قال الله تعالى لنبيه : (إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) فالهادى بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله هاد لامته على ما كان من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فمن عسى أن يكون الهادي الا الذي دعاكم الى الحق وقادكم الى الهدى.

١٩ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده الى محمد بن مسلم قال قلت لأبي جعفر عليه‌السلام في قول الله عزوجل : (إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) فقال : كل امام هادي كل قوم في زمانه.

٢٠ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد وفضالة بن أيوب عن موسى بن بكر عن الفضيل قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : (وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) فقال : كل امام هاد للقرن الذي هو فيهم.

٢١ ـ على بن إبراهيم عن أبيه عن محمد بن ابى عمير عن ابن أذينة عن بريد العجلي عن ابى جعفر عليه‌السلام في قول الله عزوجل : (إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) فقال : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله المنذر ولكل زمان منا هاد يهديهم الى ما جاء به نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثم الهداة من بعده على ثم الأوصياء واحدا بعد واحد.

٢٢ ـ الحسين بن محمد الأشعري عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن محمد ابن اسمعيل عن سعدان عن ابى بصير قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : (إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) فقال : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله المنذر ، وعلى الهادي ، يا با محمد هل من هاد اليوم؟ قلت : بلى جعلت فداك ما زال منكم هاد من بعد هاد حتى دفعت إليك ، فقال : رحمك الله يا با محمد لو كانت إذا نزلت آية على رجل ثم مات ذلك الرجل ماتت الآية مات الكتاب ، ولكنه حي يجرى فيمن بقي كما جرى فيمن مضى.

٢٣ ـ محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن صفوان عن منصور عن عبد الرحيم القصير عن ابى جعفر عليه‌السلام في قول الله تبارك وتعالى : (إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ

٤٨٣

وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) فقال : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله المنذر ، وعلى الهادي ، اما والله ما ذهبت منا وما زالت فينا الى الساعة.

٢٤ ـ في تفسير على بن إبراهيم حدثني ابى عن حماد عن أبى بصير عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال : المنذر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، والهادي أمير المؤمنين ، وبعده الائمة عليهم‌السلام وهو قوله : (وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) في كل زمان هاد مبين ، وهو رد على من ينكر ان في كل أوان وزمان إماما ، وانه لا تخلو الأرض من حجة كما قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : لا تخلو الأرض من قائم بحجة الله اما ظاهر مشهور واما خائف مغمور لئلا تبطل حجج الله وبيناته.

٢٥ ـ في تفسير العياشي عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : فينا نزلت هذه الآية (إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : انا المنذر وأنت الهادي يا على فهنا الهادي والنجاة والسعادة الى يوم القيمة.

٢٦ ـ عن عبد الرحيم القصير قال : كنت يوما من الأيام عند أبي جعفر عليه‌السلام فقال : يا عبد الرحيم! قلت : لبيك ، قال : قول الله : (إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) إذ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله انا المنذر وعلى الهادي ومن الهادي اليوم؟ قال : فمكثت طويلا ثم رفعت رأسى فقلت : جعلت فداك هي فيكم توارثوها رجل فرجل حتى انتهت إليك ، فأنت جعلت فداك الهادي ، قال : صدقت يا عبد الرحيم ان القرآن حي لا يموت ، والآية حية لا تموت.

٢٧ ـ وقال عبد الرحيم : قال ابو عبد الله عليه‌السلام : ان القرآن لم يمت وانه يجرى كما يجرى الليل والنهار ، وكما يجرى الشمس والقمر ، ويجرى على آخرنا كما يجرى على أولنا.

٢٨ ـ عن حنان بن سدير عن أبيه عن ابى جعفر عليه‌السلام قال : سمعته يقول في قول الله تبارك وتعالى : (إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) فقال : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله المنذر وعلى الهادي ، وكل امام هاد للقرن الذي هو فيه.

٤٨٤

٢٩ ـ جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : انا المنذر وعلى الهادي الى أمري.

٣٠ ـ في روضة الكافي محمد بن أبى عبد الله عن محمد بن الحسين عن محمد بن سنان عن اسمعيل بن جابر وعبد الملك بن عمرو وعبد الحميد بن أبى الديلم عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : عاش نوح عليه‌السلام خمسمائة سنة ، ثم أتاه جبرئيل عليه‌السلام فقال : يا نوح قد انقضت نبوتك واستكملت أيامك فانظر الاسم الأكبر وميراث العلم وآثار علم النبوة التي معك ، فادفعها الى ابنك سام ، فانى لا أترك الأرض الا وفيها عالم تعرف به طاعتي ويعرف به هداي ويكون نجاة فيما بين مقبض النبي عليه‌السلام ومبعث النبي الآخر ، ولم اترك الأرض بغير حجة لي وداع الى وهاد الى سبيلي وعارف بأمرى ، فانى قد قضيت أن أجعل لكل قوم هاديا أهدى به السعداء ، ويكون حجة لي على الأشقياء قال : فدفع نوح صلى الله عليه الاسم الأكبر وميراث العلم وآثار علم النبوة الى سام ، واما حام ويافث فلم يكن عندهما علم ينتفعان به.

٣١ ـ في الكافي عنه عن أحمد عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن حريز عمن ذكره عن أحدهما عليهما‌السلام في قول الله عزوجل (يَعْلَمُ ما تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثى وَما تَغِيضُ الْأَرْحامُ وَما تَزْدادُ) قال : الغيض كل حمل دون تسعة أشهر ، (وَما تَزْدادُ) كل شيء يزداد على تسعة أشهر ، وكلما رأت المراة الدم الخالص في حملها فانها تزداد بعدد الأيام التي زاد فيها في حملها من الدم.

٣٢ ـ في تفسير العياشي عن زرارة عن ابى جعفر أو ابى عبد الله عليهما‌السلام في قوله : (ما تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثى) يعنى الذكر والأنثى (وَما تَغِيضُ الْأَرْحامُ) قال : الغيض ما كان أقل من الحمل (وَما تَزْدادُ) ما زاد من الحمل ، فهو كلما زاد من الدم في حملها.

٣٣ ـ محمد بن مسلم وحمران وزرارة عنهما عليهما‌السلام قالا : (ما تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثى) أنثى أو ذكر ، (وَما تَغِيضُ الْأَرْحامُ) التي لا تحمل (وَما تَزْدادُ) من أنثى أو ذكر.

٣٤ ـ عن محمد بن مسلم قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله : (ما تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثى وَما تَغِيضُ الْأَرْحامُ) قال : ما لم يكن حملا (وَما تَزْدادُ) قال : الذكر والأنثى جميعا.

٣٥ ـ زرارة عن ابى جعفر عليه‌السلام في قول الله : (يَعْلَمُ ما تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثى) قال الذكر

٤٨٥

والأنثى (وَما تَغِيضُ الْأَرْحامُ) قال : ما كان من دون التسعة وهو غيض ، (وَما تَزْدادُ) قال : ما رأت الدم في حال حملها ازداد به على التسعة الأشهر.

٣٦ ـ في تفسير على بن إبراهيم وفي رواية ابى الجارود عن ابى جعفر عليه‌السلام في قوله : (سَواءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ) يعنى فالسر والعلانية عنده سواء.

٣٧ ـ في تفسير العياشي عن شريك العجلي قال : سمعنى ابو عبد الله عليه‌السلام وأنا أقرأ : (لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ) فقال : مه وكيف يكون المعقبات من بين يديه؟ انما يكون المعقبات من خلفه انما أنزلها الله : «له رقيب من بين يديه ومعقبات (مِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ) بأمر الله».

٣٨ ـ عن فضيل بن عثمان [سكره] (١) عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال في هذه الآية :

(لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ) الآية قال : هو المقدمات المؤخرات (٢) المعقبات الباقيات الصالحات.

٣٩ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب حمران قال : قال لي ابو جعفر عليه‌السلام وقد قرأت : (لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ) قال : وأنتم عرب يكون المعقبات بين يديه؟ قلت : كيف تقرأها؟ قال : «له معقبات من خلفه ورقيب من بين يديه يحفظونه بأمر الله من امر الله».

٤٠ ـ في تفسير على بن إبراهيم قوله : (لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ) فقال ابو عبد الله عليه‌السلام : كيف يحفظ الشيء من امر الله وكيف يكون المعقب من بين يديه؟ فقيل له : وكيف ذلك يا ابن رسول الله؟ فقال : انما أنزلت : «له معقبات من خلفه ورقيب من بين يديه يحفظونه بأمر الله».

٤١ ـ وفيه قوله : (لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ) فانها قرئت عند ابى عبد الله عليه‌السلام فقال لقاريها ألستم عربا فكيف يكون المعقبات من بين يديه وانما المعقب من خلفه؟ فقال الرجل : جعلت فداك كيف هذا؟ فقال :

__________________

(١) ما بين العلامتين غير موجود في المصدر.

(٢) وفي المصدر : «من المقدمات المؤخرات».

٤٨٦

انما أنزلت «له معقبات من خلفه ورقيب من بين يديه يحفظونه بأمر الله» ومن ذا الذي يقدر ان يحفظ الشيء من امر الله وهم الملائكة الموكلون بالناس.

٤٢ ـ وفي رواية ابى الجارود عن ابى جعفر عليه‌السلام في قوله : (لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ) يقول : بأمر الله من ان يقع في ركي (١) أو يقع عليه حائط أو يصيبه شيء حتى إذا جاء القدر خلوا بينه وبينه ، يدفعونه الى المقادير ، وهما ملكان يحفظانه بالليل وملكان بالنهار يتعاقبانه.

٤٣ ـ في مجمع البيان وروى عن على عليه‌السلام «يحفظونه بأمر الله» واختلف في المعقبات على أقوال : «أحدها» : انها الملائكة يتعاقبون تعقب ملائكة الليل ملائكة النهار ، وملائكة النهار ملائكة الليل ، وهم الحفظة يحفظون على العبد عمله ، عن الحسن وسعيد بن جبير وقتادة والجبائي ، وقال الحسن : هم أربعة أملاك يجتمعون عند صلوة الفجر وهو معنى قوله (إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً) وقد روى ذلك عن الائمة عليهم‌السلام.

٤٤ ـ والثاني انهم ملائكة يحفظونه من المهالك حتى ينتهوا به الى المقادير فيخلون بينه وبين المقادير عن على عليه‌السلام.

٤٥ ـ في كتاب معاني الاخبار باسناده الى ابى خالد الكابلي قال : سمعت زين العابدين عليه‌السلام يقول : الذنوب التي تغير النعم البغي على الناس والزوال عن العادة في الخير ، واصطناع المعروف وكفران النعم وترك الشكر ، قال الله عزوجل : (إِنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٤٦ ـ في أصول الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن جميل ابن صالح عن سدير قال : سأل رجل أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : (فَقالُوا رَبَّنا باعِدْ بَيْنَ أَسْفارِنا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ) الآية فقال : هؤلاء قوم كانت لهم قرى متصلة ينظر بعضهم الى بعض ، وأنهار جارية ، واموال ظاهرة فكفروا نعم الله عزوجل وغيروا ما بأنفسهم من عافية الله ، فغير الله ما بهم من نعمة ، و (إِنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ) ، فأرسل (عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ) فغرق قراهم ، وخرب ديارهم ، وأذهب

__________________

(١) الركي جمع الركية : البئر.

٤٨٧

بأموالهم وأبدلهم مكان جناتهم (جَنَّتَيْنِ ذَواتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ) ثم قال : (ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِما كَفَرُوا وَهَلْ نُجازِي إِلَّا الْكَفُورَ).

٤٧ ـ في قرب الاسناد للحميري احمد بن محمد عن احمد بن محمد بن أبى ـ نصر عن ابى الحسن الرضا عليه‌السلام قال : سمعته يقول في قول الله تبارك وتعالى : (إِنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذا أَرادَ اللهُ بِقَوْمٍ سُوْءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ) فقال : ان القدرية يحتجون بأولها وليس كما يقولون ، الا ترى ان الله تبارك وتعالى يقول : و (إِذا أَرادَ اللهُ بِقَوْمٍ سُوْءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ) وقال : نوح صلى الله عليه : (وَلا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كانَ اللهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ) قال : الأمر الى الله يهدى من يشاء.

٤٨ ـ في تفسير العياشي عن احمد بن محمد عن ابى الحسن الرضا عليه‌السلام عن قول الله : (إِنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذا أَرادَ اللهُ بِقَوْمٍ سُوْءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ) فصار الأمر الى الله تعالى.

٤٩ ـ عن سليمان بن عبد الملك قال : كنت عند أبى الحسن الرضا عليه‌السلام قاعدا فأتى بامرأة قد صار وجهها قفاها ، فوضع يده اليمنى في جبينها ويده اليسرى من خلف ذلك ثم عصر وجهها عن اليمين ، ثم قال : (إِنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ) فرجع وجهها فقال : احذرى ان تفعلين كما فعلت (١).

٥٠ ـ عن ابى عمرو المداينى عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال : ان ابى كان يقول : ان الله قضى قضاء حتما لا ينعم على عبده نعمة فيسلبها إياه قبل ان يحدث العبد ذنبا يستوجب بذلك الذنب سلب تلك النعمة ، وذلك قول الله : (إِنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ).

٥١ ـ عن الحسين بن سعيد المكفوف كتب اليه في كتاب له : جعلت فداك يا سيدي علم مولاك ما معنى (إِنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ) فكتب صلوات

__________________

(١) وبعده : «قالوا يا ابن رسول الله وما فعلت؟ فقال : ذلك مستور الا أن تتكلم به فسألوها فقالت : كانت لي ضرة فقمت أصلي فظننت ان زوجي معها ، فالتفت إليها فرأيتها قاعدة وليس هو معها فرجع وجهي على ما كان».

٤٨٨

الله عليه : اما التغيير فانه ليس إليهم حتى يتولوا ذلك بأنفسهم بخطاياهم وارتكابهم ما نهى عنه ، وفي الحديث أشياء غير هذا سؤالا وجوابا انتزعنا منه موضع الحاجة.

٥٢ ـ في عيون الاخبار حديث طويل وفيه وقال الرضا عليه‌السلام في قول الله عزوجل : (هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً) قال : خوفا للمسافر وطمعا للمقيم.

٥٣ ـ في تفسير العياشي يونس بن عبد الرحمان ان داود قال : كنا عنده فارتعدت السماء فقال له ابو بصير : جعلت فداك ان للرعد كلاما؟ فقال : يا محمد سل عما يعنيك فقال له ابو بصير : جعلت فداك ان للرعد كلاما؟ فقال : يا با محمد سل عما يعنيك ودع عما لا يعنيك.

٥٤ ـ في من لا يحضره الفقيه وروى ان الرعد صوت ملك أكبر من الذباب وأصغر من الزنبور.

٥٥ ـ وسأل أبو بصير أبا عبد الله عليه‌السلام عن الرعد أى شيء هو؟ قال : انه بمنزلة الرجل يكون في الإبل فيزجرها هاي كهيئة ذلك ، قال : قلت : جعلت فداك فما حال البرق؟ قال : تلك مخاريق الملائكة (١) تضرب السحاب فتسوقه الى الموضع الذي قضى الله عزوجل فيه المطر ، وهذان الحديثان تقدما أول البقرة.

٥٦ ـ في مجمع البيان وكان صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا سمع صوت الرعد قال : سبحان من (يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ).

٥٧ ـ وروى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله انه قال : ان ربكم سبحانه يقول : لو أن عبادي أطاعونى لأسقيتهم المطر بالليل وأطلعت عليهم الشمس بالنهار ولم أسمعهم صوت الرعد.

٥٨ ـ في أمالي شيخ الطائفة قدس‌سره باسناده الى أنس بن مالك ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بعث رجلا الى فرعون من فراعنة العرب يدعوه الى الله عزوجل ، فقال لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أخبرنى عن الذي تدعوني اليه أمن فضة هو أم من ذهب أم من حديد؟ فرجع الى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فأخبره بقوله فقال النبي : ارجع اليه فادعه قال : يا نبي الله انه أغنى من ذلك ، قال :

__________________

(١) قال الطريحي : في الحديث البرق مخاريق الملائكة هي جمع مخراق وهو في الأصل ثوب يلف وبضرب به الصبيان بعضهم بعضا يعنى البرق آلة تزجر الملائكة بها السحاب وتسوقه.

٤٨٩

ارجع اليه ، فقال كقوله فبينا هو يكلمه إذ رعدت سحابة رعدة فأبقت على رأسه صاعقة ذهبت بقحف رأسه (١) فأنزل الله جل ثناؤه : (وَيُرْسِلُ الصَّواعِقَ فَيُصِيبُ بِها مَنْ يَشاءُ وَهُمْ يُجادِلُونَ فِي اللهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحالِ).

٥٩ ـ في الصحيفة السجادية في دعائه عليه‌السلام في الصلوة على حملة العرش والذي بصوت زجره يسمع زجل الرعود وإذا سبحت به حفيفة السحاب التمعت صواعق البروق.

٦٠ ـ في مجمع البيان (وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحالِ) اى شديد الأخذ عن على عليه‌السلام.

٦١ ـ وروى سالم بن عبد الله عن أبيه قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا سمع صوت الرعد والصواعق قال : اللهم لا تقتلنا بغضبك ، ولا تهلكنا بعذابك ، وعافنا قبل ذلك.

٦٢ ـ وروى عن ابى جعفر الباقر عليه‌السلام ان الصواعق تصيب المسلم وغير المسلم ولا تصيب ذاكرا.

٦٣ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن محمد ابن اسمعيل عن محمد بن الفضيل عن ابى الصباح الكناني عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال : يموت المؤمن بكل ميتة الا الصاعقة وهو يذكر الله عزوجل.

٦٤ ـ على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن ابى عمير عن ابن أذينة عن بريد بن معاوية العجلي قال : قال ابو عبد الله عليه‌السلام : ان الصواعق لا تصيب ذاكرا ، قال : قلت : وما الذاكر؟ قال : من قرأ مأة آية.

٦٥ ـ حميد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة عن وهيب بن حفص عن ابى بصير قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن ميتة المؤمن ، قال : يموت المؤمن بكل ميتة غرقا ، ويموت بالهدم ، ويبتلى بالسبع ، ويموت بالصاعقة ولا تصيب ذاكرا لله عزوجل.

٦٦ ـ على بن إبراهيم عن أبيه عن على بن معبد عن أبيه عمن ذكره عن ابى عبد الله

__________________

(١) القحف : العظم فوق الدماغ.

٤٩٠

عليه‌السلام انه قال : لا تملوا من قراءة (إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها) فانه من كانت قراءته بها في نوافله لم يصبه الله عزوجل بزلزلة أبدا ، ولم يمت بها ولا بصاعقة ولا بآفة من آفات الدنيا حتى يموت ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٦٧ ـ في تفسير على بن إبراهيم وفي رواية ابى الجارود عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله : (وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلَّا كَباسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْماءِ لِيَبْلُغَ فاهُ وَما هُوَ بِبالِغِهِ) فهذا مثل ضربه للذين يعبدون الأصنام ، والذين يعبدون آلهة من دون الله ، فلا يستجيبون لهم بشيء ولا ينفعهم الا كباسط كفيه الى الماء ليتناوله من بعيد ولا يناله.

٦٨ ـ وحدثني ابى عن احمد بن النضر عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : جاء رجل الى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يا رسول الله رأيت امرا عظيما ، فقال وما رأيت؟ قال : كان لي مريض ونعت له ماء من بئر بالأحقاف يستشفي به في برهوت قال : فتهيأت ومعى قربة وقدح لآخذ من مائها وأصب في القربة ، إذا بشيء قد هبط في جو السماء كهيئة السلسلة وهو يقول : يا هذا اسقني الساعة أموت فرفعت رأسي اليه ورفعت اليه القدح لأسقيه فاذا رجل في عنقه سلسلة ، فلما ذهبت انا وله القدح اجتذب حتى علق بالشمس ، ثم أقبلت على الماء اغرف إذ أقبل الثانية وهو يقول : العطش العطش يا هذا اسقني الساعة أموت فرفعت القدح لأسقيه فاجتذب حتى علق بالشمس حتى فعل ذلك الثالثة وشددت قربتي ولم اسقه ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ذاك قابيل بن آدم قتل أخاه وهو قوله عزوجل : (وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلَّا كَباسِطِ كَفَّيْهِ) الى قوله (إِلَّا فِي ضَلالٍ).

٦٩ ـ في أصول الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن على بن أسباط عن غالب بن عبد الله عن ابى عبد الله عليه‌السلام في قول الله تبارك وتعالى : وظلالهم بالغدو والآصال قال : هو الدعاء قبل طلوع الشمس وقبل غروبها وهي ساعة اجابة.

٧٠ ـ في تفسير على بن إبراهيم قوله : (وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَظِلالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ) قال : بالعشي قال : ظل المؤمن يسجد طوعا ،

٤٩١

وظل الكافر يسجد كرها ، هو نموهم وحركتهم وزيادتهم ونقصانهم.

٧١ ـ وفي رواية ابى الجارود عن ابى جعفر عليه‌السلام في قول الله : (وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً) الآية قال : اما من يسجد من أهل السموات طوعا فالملائكة يسجدون لله طوعا ، ومن يسجد من أهل الأرض ، فمن ولد في الإسلام فهو يسجد له طوعا ، واما من يسجد له كرها فمن جبر على الإسلام ، واما من لم يسجد فظله يسجد له بالغداة والعشى.

٧٢ ـ في نهج البلاغة قال عليه‌السلام : فتبارك الذي يسجد له من في السموات والأرض طوعا وكرها ويعفر له خدا ووجها ويلقى بالطاعة اليه سلما وضعفا ويعطى له القياد رهبة وخوفا.

٧٣ ـ وقال عليه‌السلام : وسجدت له بالغدو والآصال الأشجار.

٧٤ ـ في كتاب اعتقادات الامامية للصدوق (ره) وروى عن زرارة انه قال : قلت للصادق عليه‌السلام ان رجلا من ولد عبد الله بن سنان يقول بالتفويض قال : وما التفويض؟ قلت : يقول : ان الله عزوجل خلق محمدا وعليا ثم فوض إليهما فخلقا ورزقا واحييا وأماتا فقال : كذب عدو الله وإذا رجعت اليه فاقرأ عليه الآية التي في سورة الرعد : (أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْواحِدُ الْقَهَّارُ) فانصرفت الى الرجل فأخبرته وكأنما لقمته حجرا أو قال : فكأنما خزي.

٧٥ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليه‌السلام حديث طويل وفيه : وقد بين الله تعالى قصص المغيرين فضرب مثلهم بقوله (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفاءً وَأَمَّا ما يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ) فالزبد في هذا الموضع كلام الملحدين الذين أثبتوه في القرآن فهو يضمحل ويبطل ، ويتلاشى عند التحصيل ، والذي ينفع الناس منه فالتنزيل الحقيقي الذي (لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ) والقلوب تقبله ، والأرض في هذا الموضع فهي محل العلم وقراره ، وليس يسوغ مع عموم التقية التصريح بأسماء المبدلين ، ولا الزيادة في آياته على ما أثبتوه من تلقاءهم في الكتاب لما في ذلك من تقوية حجج أهل التعطيل والكفر والملل المنحرفة ، و

٤٩٢

ابطال هذا العلم الظاهر الذي قد استكان له الموافق والمخالف بوقوع الاصطلاح على الايتمار له والرضا بهم ، ولان أهل الباطل في القديم والحديث أكثر عددا من أهل الحق ، ولان الصبر على ولاة الأمر مفروض لقول الله عزوجل لنبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله : (فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ) وإيجابه مثل ذلك على أوليائه وأهل طاعته بقوله : (لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ).

٧٦ ـ في مجمع البيان : (أُولئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسابِ) في الحديث : من نوقش في الحساب عذب ، وقيل : هو ان لا يقبل لهم حسنة ولا تغفر لهم سيئة وروى ذلك عن ابى عبد الله عليه‌السلام.

٧٧ ـ في تفسير على بن إبراهيم قوله وبئس المهاد قال : يمهدون في النار.

٧٨ ـ في تفسير العياشي عن عقبة بن خالد قال : دخلت على ابى عبد الله عليه‌السلام فاذن لي وليس هو في مجلسه ، فخرج علينا من جانب البيت من عند نسائه وليس عليه جلباب ، فلما نظر إلينا رحب بنا ثم جلس (١) ثم قال : أنتم أولوا الألباب في كتاب الله قال الله : (إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ).

٧٩ ـ عن أبى العباس عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : تفكر ساعة خير من عبادة سنة (إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ).

٨٠ ـ في تفسير على بن إبراهيم حدثني أبى عن محمد بن الفضيل عن أبى الحسن عليه‌السلام قال : ان رحم آل محمد معلقة بالعرش ، تقول : اللهم صل من وصلني واقطع من قطعني ، وهي تجري في كل رحم ونزلت هذه الآية في آل محمد وما عاهدهم عليه وما أخذ عليهم من الميثاق في الذر من ولاية أمير المؤمنين عليه‌السلام والائمة عليهم‌السلام بعده وهو قوله : (الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَلا يَنْقُضُونَ الْمِيثاقَ) الآية.

٨١ ـ في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن على الوشاء عن على بن أبى حمزة عن ابى بصير عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال : سمعته يقول ان الرحم معلقة بالعرش تقول : اللهم صل من وصلني واقطع من قطعني ، وهي

__________________

(١) وفي المصدر : «فلا نظر إلينا قال : أحب لقائكم ثم جلس».

٤٩٣

رحم آل محمد وهو قول الله عزوجل : (الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ) ورحم كل ذي رحم.

٨٢ ـ محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن على بن الحكم عن صفوان الجمال قال : وقع بين ابى عبد الله عليه‌السلام وبين عبد الله بن الحسن كلام حتى وقعت الضوضاء بينهم (١) فاجتمع الناس فافترقا عشيتهما بذلك وغدوت في حاجة ، فاذا انا بأبى عبد الله عليه‌السلام على باب عبد الله بن الحسن وهو يقول : يا جارية قولي لأبي محمد ، قال : فخرج فقال : يا أبا عبد الله ما بكربك؟ قال : انى تلوت آية من كتاب الله عزوجل البارحة فأقلقتنى ، قال : وما هي؟ قال : قول الله عزوجل : (الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ) فقال : صدقت لكأنى لم اقرأ هذه الآية من كتاب الله قط فاعتنقا وبكيا.

٨٣ ـ عدة من أصحابنا عن احمد بن ابى عبد الله عن ابن فضال عن ابن بكير عن عمر ابن يزيد قال : سالت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : (الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ) فقال : قرابتك.

٨٤ ـ على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن حماد بن عثمان وهشام بن الحكم ودرست بن أبى منصور عن عمر بن يزيد قال : قلت لأبى عبد الله عليه‌السلام : (الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ) فقال : نزلت في رحم آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وقد يكون في قرابتك ، ثم قال : فلا تكونن ممن يقول للشيء انه في شيء واحد.

٨٥ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن عثمان بن عيسى عن سماعة بن مهران عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : ومما فرض الله تعالى أيضا في المال من غير الزكاة قوله تعالى : (الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٨٦ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن جميل بن صالح عن هشام بن أحمر ، وعلى بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن اسمعيل عن الفضل بن

__________________

(١) الضوضاء : أصوات الناس في الحرب.

٤٩٤

شاذان عن ابن أبى عمير عن إبراهيم بن عبد الحميد جميعا عن سلمة مولاة أبى عبد الله عليه‌السلام قالت : كنت عند أبى عبد الله حين حضرته الوفاة فأغمى عليه ، فلما أفاق قال : أعطوا الحسن بن على بن على بن الحسين وهو الأفطس سبعين دينارا ، وأعطوا فلانا كذا ، وفلانا كذا فقلت : أتعطي رجلا حمل عليك بالشفرة؟ فقال : ويحك اما تقرئين القرآن؟قلت : بلى ، قال : أما سمعت قول الله عزوجل : (الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ).

قال ابن محبوب في حديثه حمل عليك بالشفرة يريد أن يقتلك؟ فقال : تريدين على أن لا أكون من الذين قال الله تبارك وتعالى : (الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ)؟ نعم يا سلمة ان الله خلق الجنة وطيبها وطيب ريحها ، وان ريحها ليوجد من مسيرة ألفي عام ، ولا يجد ريحها عاق ولا قاطع رحم.

٨٧ ـ في تفسير العياشي عن العلا بن الفضيل عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : الرحم معلقة بالعرش يقول : اللهم صل من وصلني واقطع من قطعني ، وهي رحم آل محمد ورحم كل مؤمن ، وهو قول الله : (وَالَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ).

٨٨ ـ عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : بر الوالدين وصلة الرحم يهونان الحساب ، ثم تلا هذه الآية : (وَالَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ).

٨٩ ـ عن محمد بن الفضل قال : سمعت العبد الصالح يقول : (الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ) قال : هي رحم آل محمد معلقة بالعرش يقول : اللهم صل من وصلني واقطع من قطعني ، وهي تجري في كل رحم.

٩٠ ـ عن الحسين بن موسى قال : روى أصحابنا قال : سئل أبو عبد الله عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : (الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ) فقال : هو صلة الامام في كل سنة بما قل أو كثر ، ثم قال أبو عبد الله عليه‌السلام وما أريد بذلك الا تزكيتكم.

٩١ ـ في مجمع البيان وروى الوليد بن أبان عن أبى الحسن الرضا عليه‌السلام قال : قلت له : هل على الرجل في ماله سوى الزكاة؟ قال : نعم أين ما قال الله : (وَالَّذِينَ

٤٩٥

يَصِلُونَ) الآية؟.

٩٢ ـ في كتاب معاني الاخبار أبى رحمه‌الله قال : حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد عن أبيه عن محمد بن يحيى عن حماد بن عثمان عن أبى عبد الله عليه‌السلام انه قال لرجل : يا فلان مالك ولأخيك؟ قال : جعلت فداك كان لي عليه شيء فاستقصيت عليه في حقي ، فقال ابو عبد الله عليه‌السلام : أخبرنى عن قول الله عزوجل : (وَيَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ) أتراهم يخافون أن يظلمهم أو يجور عليهم؟ لا ولكنهم خافوا الاستقصاء والمداقة.

٩٣ ـ في روضة الواعظين للمفيد رحمه‌الله قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا معشر المسلمين إياكم والزنا فان فيه ست خصال : ثلث في الدنيا فانه يذهب البهاء ويورث الفقر وينقص العمر ، واما التي في الآخرة فانه يوجب سخط الرب عزوجل وسوء الحساب والخلود في النار.

٩٤ ـ في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن على عن حماد بن عثمان قال : دخل رجل على أبى عبد الله عليه‌السلام فشكا اليه رجلا من أصحابه ، فلم يلبث ان جاء المشكو ، فقال له ابو عبد الله عليه‌السلام : ما لفلان يشكوك؟ فقال له : يشكوني انى استقصيت منه حقي ، قال : فجلس ابو عبد الله عليه‌السلام مغضبا ثم قال : كأنك إذا استقصيت حقك لم تسيء؟ أرايتك ما حكى الله عزوجل فقال : «و (يَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ) ترى أنهم خافوا الله جل وعز أن يجوز عليهم؟ لا والله ما خافوا الا الاستقصاء ، فسماه الله جل وعز سوء الحساب ، فمن استقصى فقد أساء.

٩٥ ـ في تفسير العياشي عن أبى اسحق قال : سمعته يقول في «سوء الحساب» لا تقبل حسناتهم ويؤخذون بسيئاتهم.

٩٦ ـ عن هشام بن سالم عن ابى عبد الله عليه‌السلام في قول الله (يَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ) قال تحسب عليهم السيئات وتحسب لهم الحسنات وهو الاستقصاء.

٩٧ ـ عن هشام بن سالم عن ابى عبد الله عليه‌السلام في قوله (يَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ) قال الاستقصاء والمداقة ، وقال : تحسب عليهم السيئات ولا تحسب لهم الحسنات.

٤٩٦

٩٨ ـ في مصباح الشريعة قال الصادق عليه‌السلام لو لم يكن للحساب مهولة الأحياء العرض على الله وفضيحة هتك الستر على المخفيات لحق للمرء ان لا يهبط من رؤس الجبال ولا يأوى الى عمران ، ولا يأكل ولا يشرب ولا ينام الا عن اضطرار متصل بالتلف.

٩٩ ـ في مجمع البيان : (وَيَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ) اى ينفون بفعل الطاعة المعصية قال ابن عباس : يدفعون بالعمل الصالح الشر من العمل ، كما روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله انه قال لمعاذ بن جبل : إذا عملت سيئة فاعمل بجنبها حسنة تمحها.

١٠٠ ـ في تفسير على بن إبراهيم حدثني أبى عن حماد عن أبى بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا على إذا عملت سيئة فاتبعها بحسنة تمحها سريعا ، وعليك بصنايع الخير فانها تدفع مصارع السوء.

١٠١ ـ قوله : (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَأَزْواجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ) قال : نزلت في الائمة عليهم‌السلام وشيعتهم الذين صبروا.

١٠٢ ـ وحدثني أبى عن ابن ابى عمير عن جميل عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : نحن صبر وشيعتنا اصبر منا لأنا صبرنا بعلم وصبروا على ما لا يعلمون.

١٠٣ ـ في كتاب الخصال في احتجاج على عليه‌السلام على الناس يوم الشورى قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من سره أن يحيى حيوتى ويموت مماتي ويسكن جنتي التي وعدني الله ربي جنات عدن قضيب غرسه الله بيده ثم قال له كن فكان ، فليوال على بن أبى طالب وذريته من بعده ، فهم الائمة وهم الأوصياء أعطاهم الله علمي وفهمي ، لا يدخلونكم في باب ضلال ولا يخرجونكم من باب هدى ، لا تعلموهم فهم أعلم منكم يزول الحق معهم أينما زالوا ، غيري؟ قالوا : اللهم لا.

١٠٤ ـ وعن على عليه‌السلام انه سئله بعض اليهود فقال : أين يسكن نبيكم من الجنة؟ قال : في أعلاها درجة وأشرفها مكانا ، في جنات عدن ، قال : صدقت والله انه بخط

٤٩٧

هارون وإملاء موسى.

١٠٥ ـ في أصول الكافي على بن محمد عن سهل بن زياد عن ابن محبوب عن ابن ابى اسامة عن هشام ومحمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن ابى حمزة عن ابى اسحق قال : حدثني الثقة من أصحاب أمير المؤمنين عليه‌السلام انهم سمعوا أمير المؤمنين عليه‌السلام يقول في خطبة له : اللهم وانى لا علم ان العلم لا يأزر كله ولا تنقطع مواده ، وانك لا تخلى أرضك من حجة لك على خلقك ظاهر ليس بالمطاع أو خائف مغمور (١) كى لا تبطل حجتك ولا يضل أوليائك بعد إذ هديتهم ، بل أين هم وكم [هم]؟ أولئك الأقلون عددا ، والأعظمون عند الله جل ذكره قدرا ، المتبعون لقادة الدين ، الائمة الهادين ، الذين يتأدبون بآدابهم ، وينهجون نهجهم ، فعند ذلك يهجم بهم العلم على حقيقة الايمان فتستجيب أرواحهم لقادة العلم ويستلينون من حديثهم ما استوعر (٢) على غيرهم ، ويأنسون بما استوحش منه المكذبون وأباه المسرفون ، أولئك اتباع العلماء صحبوا أهل الدنيا بطاعة الله تبارك وتعالى ولأوليائه ، ودانوا بالتقية على دينهم والخوف من عدوهم ، فأرواحهم معلقة بالمحل الأعلى فعلماؤهم واتباعهم خير من صمت في دولة الباطل منتظرون لدولة الحق ، وسيحق الله الحق بكلماته ويمحق الباطل ، هاها طوبى لهم على صبرهم على دينهم في حال هدنتهم ، ويا شوقاه الى رؤيتهم في حال ظهور دولتهم ، وسيجمعنا الله وإياهم في جنات عدن (وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَأَزْواجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ).

١٠٦ ـ عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن فضالة ابن أيوب عن ابى المغرا عن محمد بن سالم عن أبان بن تغلب قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من أراد ان يحيى حيوتى ويموت ميتتي ويدخل جنة عدن التي غرسها الله بيده فليتوال على بن أبي طالب عليه‌السلام ، وليتول وليه وليعاد عدوه ، وليسلم للأوصياء من بعده فإنهم عترتي من لحمى ودمي ، أعطاهم الله

__________________

(١) وفي نسخة «مغمود» بالدال.

(٢) اى استصعب.

٤٩٨

فهمي وعلمي ، الى الله أشكو من أمتي المنكرين لفضلهم ، القاطعين فيهم صلتي ، وايم الله لتقتلن إبني لا أنالهم الله شفاعتي.

١٠٧ ـ في من لا يحضره الفقيه في خبر بلال عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله الذي يذكر فيه صفة الجنة قال : فقلت لبلال : هل وسطها غيرها؟ قال نعم جنة عدن وهي في وسط الجنان ، واما جنة عدن فسورها ياقوت أحمر وحصاها اللؤلؤ.

١٠٨ ـ في كتاب ثواب الأعمال عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : من أطعم ثلثة نفر من المؤمنين أطعمه الله من ثلاث جنان ، ملكوت السماء الفردوس وجنة عدن وطوبى ، وهي شجرة من جنة عدن غرسها ربي بيده.

١٠٩ ـ في مجمع البيان وروى العياشي بالإسناد عن أبى بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قلت له : جعلت فداك أخبرنى عن الرجل المؤمن له امرأة مؤمنة يدخلان الجنة يتزوج أحدهما الآخر؟ فقال : يا با محمد ان الله حكم عدل إذا كان أفضل منها خيره الله فان اختارها كانت من أزواجه ، وان كانت هي خير منه خيرها ، فان اختارته كان زوجا لها.

١١٠ ـ في كتاب الخصال عن موسى بن إبراهيم عن أبيه رفعه باسناده رفعه الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ان أم سلمة قالت له : بأبى أنت وأمي ، المرئة يكون لها زوجان فيموتان فيدخلان الجنة لا يهما تكون؟ فقال : يا أم سلمة تخير أحسنهما خلقا وخيرهما لأهله ، يا أم سلمة ان حسن الخلق ذهب بخير الدنيا والآخرة.

١١١ ـ في تفسير على بن إبراهيم حدثني أبى عن الحسن بن محبوب عن محمد ابن اسحق عن أبي جعفر عليه‌السلام عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله حديث طويل يصف فيه حال المؤمن إذا دخل جنته وغرفة ، وفيه : ثم يبعث الله له ألف ملك يهنونه بالجنة ويزوجونه بالحوراء ، فينتهون الى أول باب من جنانه فيقولون للملك الموكل بأبواب الجنان : استأذن لنا على ولى الله ، فان الله قد بعثنا مهنين فيقول الملك : حتى أقول للحاجب فيعلمه مكانهم ، قال : فيدخل الملك الى الحاجب وبينه وبين الحاجب ثلاث جنان حتى

٤٩٩

ينتهى الى أول باب فيقول للحاجب : ان على باب العرصة (١) الف ملك أرسلهم رب العالمين جاؤا يهنون ولى الله وقد سألوا أن استأذن لهم عليه ، فيقول له الحاجب : انه ليعظم على ان استأذن لأحد على ولى الله وهو مع زوجته ، قال : وبين الحاجب وبين ولى الله جنتان ، فيدخل الحاجب على القيم فيقول له : ان على باب العرصة ألف ملك أرسلهم رب العالمين يهنون ولى الله فاستأذن ، فيقوم القيم الى الخدام فيقول لهم : ان رسل الجبار على باب العرصة وهم الف ملك أرسلهم يهنون ولى الله فأعلموه مكانهم ، قال : فيعلمون الخدام مكانهم قال : فيؤذن لهم فيدخلون على ولى الله وهو في الغرفة ولها ألف باب وعلى كل باب من أبوابها ملك موكل به فاذا اذن للملائكة بالدخول على ولى الله فتح كل ملك بابه الذي قد وكل به ، فيدخل كل ملك من باب من أبو أب الغرفة فيبلغونه رسالة الجبار ، وذلك قول الله : (وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ) يعنى من أبواب الغرفة (سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ). في روضة الكافي مثله سندا ومتنا.

١١٢ ـ في الصحيفة السجادية في دعائه عليه‌السلام في الصلوة على حملة العرش قال عليه‌السلام : بعد أن عد أصنافا من الملائكة والذين يقولون : (سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ).

١١٣ ـ في تفسير العياشي عن الحسن بن محبوب عن أبى ولاد عن أبى عبد الله عليه‌السلام حديث طويل وفيه ثم قال : ان طائفة من الملائكة عابوا ولد آدم في اللذات والشهوات اعنى لكم الحلال ليس الحرام ، قال : فانف الله للمؤمنين (٢) من ولد آدم من تعيير الملائكة لهم قال : فألقى الله في همة (٣) أولئك الملائكة اللذات والشهوات كى لا يعيبون المؤمنين ، قال : فلما أحسوا ذلك عجوا الى الله من ذلك

__________________

(١) وفي نسخة : «الغرفة» بدل «العرصة» في المواضع الثلاثة.

(٢) أنف من الشيء : استنكف.

(٣) وفي المصدر «في همم» على لفظ الجمع.

٥٠٠