تفسير نور الثقلين - ج ٢

الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي

تفسير نور الثقلين - ج ٢

المؤلف:

الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي


المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
الموضوع : القرآن وعلومه
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٧١

يَغْفِرُ اللهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٨١ ـ في تفسير العياشي عن ابن أبى عمير عن بعض أصحابنا رفعه قال : كتب يعقوب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله الى يوسف : من يعقوب بن اسحق بن إبراهيم خليل الرحمان الى عزيز مصر ، اما بعد فانا أهل بيت لم يزل البلاء سريعا إلينا ابتلى جدي إبراهيم فالقى في النار ، ثم ابتلى ابى اسحق الذبيح ، وكان لي ابن وكان قرة عيني وكنت أسر به فابتليت بأن أكله الذئب فذهب بصرى حزنا عليه من البكاء ، وكان له أخ وكنت أسر اليه بعده ، فأخذته في سرق وانا أهل بيت لم نسرق قط ولا يعرف لنا السرق فان رأيت أن تمن على به فعلت؟ قال : فلما أوتى يوسف بالكتاب فتحه وقرأه فصاح ثم قام فدخل منزله فقرأه وبكى ، ثم غسل وجهه ثم خرج الى اخوته ثم عاد فقرأه فصاح وبكى ، ثم قام فدخل منزله فقرأه وبكى ثم غسل وجهه وعاد الى اخوته فقال : (هَلْ عَلِمْتُمْ ما فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جاهِلُونَ) وأعطاهم قميصه وهو قميص إبراهيم وكان يعقوب بالرملة (١) فلما فصلوا بالقميص من مصر قال يعقوب : (إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْ لا أَنْ تُفَنِّدُونِ قالُوا تَاللهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلالِكَ الْقَدِيمِ).

١٨٢ ـ في أمالي شيخ الطائفة قدس‌سره باسناده الى ابى جعفر محمد بن على الباقر عليه‌السلام قال : فلما كان من أمر اخوة يوسف ما كان كتب يعقوب الى يوسف وهو لا يعلم انه يوسف : بسم الله الرحمان الرحيم من يعقوب بن اسحق بن إبراهيم خليل الله عزوجل الى عزيز آل فرعون سلام عليك فانى احمد إليك الله لا اله الا هو ، اما بعد فانا أهل بيت مولع بنا أسباب البلاء ، كان جدي إبراهيم عليه‌السلام ألقى في النار في طاعة ربه فجعلها الله عزوجل بردا وسلاما ، وأمر الله جدي أن يذبح أبى ففداه بما فداه به ، وكان لي ابن فكان من أعز الناس على فقدته فاذهب حزني عليه نور بصرى ، وكان له أخ من امه فكنت إذا ذكرت المفقود ضممت أخاه هذا الى صدري ، فأذهب عنى بعض وجدي وهو المحبوس عندك في السرقة ، فانى أشهدك انى لم أسرق ولم ألد سارقا ، فلما قرأ يوسف الكتاب بكى وصاح وقال : (اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هذا فَأَلْقُوهُ عَلى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيراً وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ)

__________________

(١) قال الحموي : الرملة : واحدة الرمل : مدينة عظيمة بفلسطين وكانت قصبتها قد خربت الآن وكانت رباطا للمسلمين.

٤٦١

والحديث طويل ، أخذنا منه موضع الحاجة.

١٨٣ ـ في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : كان في قميص يوسف ثلاث آيات في قوله تعالى : (وَجاؤُ عَلى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ) وقوله تعالى : (إِنْ كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ) الآية وقوله تعالى : (اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هذا).

١٨٤ ـ في تفسير العياشي عن مقرن عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : كتب عزيز مصر الى يعقوب : اما بعد فهذا ابنك يوسف اشتريته (بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَراهِمَ مَعْدُودَةٍ) واتخذته عبدا وهذا ابنك ابن يامين أخذته قد سرق فأخذته عبدا ، قال : فما ورد على يعقوب شيء أشد عليه من ذلك الكتاب فقال للرسول : قف مكانك حتى أجيبه ، فكتب اليه يعقوب : اما بعد فقد فهمت كتابك انك أخذت إبني بثمن بخس واتخذته عبدا ، وانك اتخذت إبني ابن يامين وقد سرق واتخذته عبدا ، فانا أهل بيت لا نسرق ولكنا أهل بيت نبتلى وقد ابتلى أبونا بالنار فوقاه الله ، وابتلى أبونا اسحق بالذبح فوقاه الله ، وانى قد ابتليت بذهاب بصرى وذهاب إبني و (عَسَى اللهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً) قال : فلما ولى الرسول عنه رفع يده الى السماء ثم قال : يا حسن الصحبة يا كريم المعونة يا خير كلمة (١) ايتني بروح [منك] وفرج من عندك ، قال : فهبط عليه جبرئيل عليه‌السلام فقال ليعقوب : الا أعلمك دعوات يرد الله عليك بها بصرك ويرد عليك ابنيك؟ فقال له : بلى ، فقال : قل : يا من لا يعلم أحد كيف هو وحيث هو وقدرته الا هو ، يا من سد الهواء بالسماء وكبس الأرض على الماء (٢) واختار لنفسه أحسن الأسماء ايتني بروح منك وفرج من عندك ، فما القى عمود الصبح حتى أتى بالقميص وطرح على وجهه فرد الله بصره ورد عليه ولده.

١٨٥ ـ عن أبى بصير عن أبى جعفر عليه‌السلام قال : (لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللهُ لَكُمْ اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هذا) الذي بلته دموع عيني (فَأَلْقُوهُ عَلى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيراً) لو قد شم ريحي (وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ) وردهم الى يعقوب

__________________

(١) وفي المصدر «يا خيرا كله».

(٢) قال الطريحي : في الدعاء «يا من كبس الأرض على الماء ، اى أدخلها فيه ، من قولهم : كبس رأسه في ثوبه : أخفاه وادخله فيه ، أو جمعها فيه.

٤٦٢

في ذلك اليوم ، وجهزهم بجميع ما يحتاجون اليه ، فلما فصلت عيرهم من مصر وجد يعقوب ريح يوسف فقال لمن بحضرته من ولده : (إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْ لا أَنْ تُفَنِّدُونِ) قال : وأقبل ولده يحثون السير بالقميص فرحا وسرورا بما رأوا من حال يوسف والملك الذي أعطاه الله ، والعز الذي صاروا اليه في سلطان يوسف ، وكان مسيرهم من مصر الى بدو يعقوب تسعة أيام (فَلَمَّا أَنْ جاءَ الْبَشِيرُ) القى القميص (عَلى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيراً) ، وقال لهم : ما فعل ابن يامين؟ قالوا خلفناه عند أخيه صالحا قال : فحمد الله يعقوب عند ذلك وسجد لربه سجدات الشكر ورجع اليه بصره وتقوم له ظهره ، وقال لولده : تحملوا الى يوسف في يومكم هذا بأجمعكم ، فساروا الى يوسف ومعهم يعقوب وخالة يوسف ياميل فأحثوا السير فرحا وسرورا فصاروا تسعة أيام الى مصر.

١٨٦ ـ عن أخي رزام (١) عن ابى عبد الله عليه‌السلام في قوله : (وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ) قال وجد يعقوب ريح قميص إبراهيم حين فصلت العير من مصر وهو بفلسطين.

١٨٧ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده الى مفضل بن عمر عن ابى عبد الله الصادق عليه‌السلام قال : سمعته يقول : أتدري ما كان قميص يوسف قال : قلت لا قال : ان إبراهيم عليه‌السلام لما أوقدت له النار نزل اليه جبرئيل عليه‌السلام بالقميص وألبسه إياه ، فلم يضر معه حر ولا برد فلما حضرته الوفاة جعله في تميمة (٢) وعلقه على اسحق وعلقه اسحق على يعقوب عليه‌السلام ، فلما ولد له يوسف عليه‌السلام علقه عليه ، وكان في عضده حتى كان من امره ما كان ، فلما أخرجه يوسف بمصر من التميمة وجد يعقوب ريحه وهو قوله عزوجل حكاية عنه : (إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْ لا أَنْ تُفَنِّدُونِ) فهو ذلك القميص الذي انزل من الجنة ، قلت : جعلت فداك فالى من صار هذا القميص؟ قال : الى اهله ، ثم يكون مع قائمنا إذا خرج ، ثم قال : كل نبي ورث علما أو غيره فقد انتهى الى محمد وآله.

__________________

(١) وفي المصدر «أخو مرازم» ولم أظفر عليه باختلافه في كتب الرجال فلعلهما تصحيف «أخو دارم» وهو محمد بن عبد الله القلائى.

(٢) التميمة : العوذة تعلق على صغار الإنسان مخافة العين.

٤٦٣

ـ في الكافي مثله سواء.

١٨٨ ـ في تفسير على بن إبراهيم بعد المساواة فيما ذكر ، وكان يعقوب بفلسطين وفصلت العير من مصر ، فوجد يعقوب ريحه وهو من ذلك القميص الذي اخرج من الجنة ونحن ورثته صلى‌الله‌عليه‌وآله.

١٨٩ ـ في تفسير العياشي عن محمد بن اسمعيل بن بزيع رفعه باسناده قال : ان يعقوب وجد ريح قميص يوسف من مسيرة عشرة ليال ، وكان يعقوب ببيت المقدس ويوسف بمصر ، وه والقميص الذي نزل على إبراهيم من الجنة فدفعه إبراهيم الى اسحق ، واسحق الى يعقوب ودفعه يعقوب الى يوسف عليهم‌السلام.

١٩٠ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده الى إبراهيم بن ابى البلاد عمن ذكره عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال : كان القميص الذي نزل على إبراهيم من الجنة في قصبة من فضة ، وكان إذا لبس كان واسعا كبيرا ، فلما فصلوا ويعقوب بالرملة ويوسف بمصر قال يعقوب : (إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ) يعنى ريح الجنة حين فصلوا بالقميص لأنه كان من الجنة.

١٩١ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة وروى ان القائم عليه‌السلام إذا خرج يكون عليه قميص يوسف ومعه عصا موسى وخاتم سليمان عليهم‌السلام.

١٩٢ ـ في تفسير العياشي عن نشيط بن صالح البجلي قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : أكان اخوة يوسف صلوات الله عليه أنبياء؟ قال : لا ولا بررة أتقياء كيف وهم يقولون لأبيهم يعقوب : (تَاللهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلالِكَ الْقَدِيمِ)؟. عن نشيط عن رجل عن ابى عبد الله عليه‌السلام مثله.

١٩٣ ـ عن سليمان بن عبد الله الطلحي قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : ما حال بنى يعقوب هل خرجوا من الايمان؟ فقال : نعم ، قلت : فما تقول في آدم؟ قال : دع آدم.

١٩٤ ـ عن بعض أصحابنا عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال : ان بنى يعقوب بعد ما صنعوا بيوسف أذنبوا فكانوا أنبياء؟! (١)

__________________

(١) استفهام على الإنكار كما قاله المجلسي (ره)

٤٦٤

١٩٥ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده الى هشام بن سالم عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال : قدم أعرابى على يوسف ليشتري منه طعاما فباعه ، فلما فرغ قال له يوسف : أين منزلك؟ قال له : بموضع كذا وكذا قال فقال له : فاذا مررت بوادي كذا وكذا فقف فناد : يا يعقوب ، فانه سيخرج إليك رجل عظيم وسيم جميل ، فقل له : لقيت رجلا بمصر وهو يقرئك السلام ويقول لك : ان وديعتك عند الله عزوجل لن تضيع ، قال : فمضى الأعرابي حتى انتهى الى الموضع فقال لغلمانه : احفظوا على الإبل ، ثم نادى : يا يعقوب [يا يعقوب] ، فخرج اليه رجل أعمى طويل جسيم جميل يتقى الحائط بيده حتى أقبل ، فقال له الرجل : أنت يعقوب؟ قال : نعم فأبلغه ما قال له يوسف ، قال : فسقط مغشيا عليه ثم أفاق فقال له : يا أعرابى ألك حاجة الى الله عزوجل؟ فقال له : نعم انى رجل كثير المال ولي ابنة عم وليس لي بولد منها فأحب ان تدعو الله ان يرزقني ولدا ، قال : فتوضى يعقوب وصلى ركعتين ثم دعا الله عزوجل فرزق أربعة أبطن ـ أو قال ـ : ستة أبطن ـ في كل بطن اثنين ، فكان يعقوب عليه‌السلام يعلم ان يوسف حي لم يمت ، وان الله تعالى ذكره سيظهر له بعد غيبته ، وكان يقول لبنيه : (إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ) وكان أهله وأقربائه يفندونه على ذكره ليوسف حتى انه لما وجد ريح يوسف «قال (إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْ لا أَنْ تُفَنِّدُونِ قالُوا تَاللهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلالِكَ الْقَدِيمِ فَلَمَّا أَنْ جاءَ الْبَشِيرُ) وهو يهودا ابنه والقى قميص يوسف (عَلى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيراً قالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ).

١٩٦ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده الى اسمعيل بن الفضل الهاشمي قال قلت لجعفر بن محمد عليه‌السلام : أخبرني عن يعقوب عليه‌السلام لما قال له بنوه : (يا أَبانَا اسْتَغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا إِنَّا كُنَّا خاطِئِينَ قالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي) فأخر الاستغفار لهم ، ويوسف عليه‌السلام لما قالوا له : (تَاللهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللهُ عَلَيْنا وَإِنْ كُنَّا لَخاطِئِينَ قالَ لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)؟ قال : لان قلب الشاب أرق من قلب الشيخ ، وكانت جناية ولد يعقوب على يوسف ، وجنايتهم على يعقوب انما كانت بجنايتهم على يوسف ، فبادر يوسف الى العفو عن حقه ، وأخر يعقوب

٤٦٥

ـ العفو لان عفوه انما كان عن حق غيره فأخرهم الى السحر ليلة الجمعة.

١٩٧ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن شريف بن سابق عن المفضل بن أبى قرة عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله خير وقت دعوتم الله فيه الأسحار ، وتلا هذه الآية في قول يعقوب عليه‌السلام : (سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي) وقال : أخرهم الى السحر.

١٩٨ ـ في من لا يحضره الفقيه وروى محمد بن مسلم عن أبى عبد الله عليه‌السلام في قول : يعقوب لبنيه (سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي) فقال : أخرهم الى السحر ليلة الجمعة.

١٩٩ ـ في تفسير العياشي عن محمد بن أبى عمير عن بعض أصحابنا عن أبى عبد الله عليه‌السلام في قوله : (سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي) فقال أخرهم الى السحر قال : يا رب انما ذنبهم فيما بيني وبينهم فأوحى الله : انى قد غفرت لهم.

٢٠٠ ـ في روضة الكافي عن حنان عن أبيه عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قلت له : ما كان ولد يعقوب أنبياء؟ قال : لا ولكنهم كانوا أسباطا أولاد الأنبياء ، ولم يكن يفارقوا الدنيا الا سعداء تابوا وتذكروا ما صنعوا ، وان الشيخين فارقا الدنيا ولم يكن يتوبا ولم يذكرا ما صنعا بأمير المؤمنين عليه‌السلام فعليهما (لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ).

٢٠١ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد بن مروك بن عبيد عمن حدثه عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال : ان يوسف لما قدم عليه الشيخ يعقوب عليه‌السلام دخله عز الملك فلم ينزل اليه ، فهبط جبرئيل عليه‌السلام فقال : يا يوسف ابسط راحتك فخرج منها نور ساطع فصار في جو السماء فقال يوسف : يا جبرئيل ما هذا النور الذي خرج من راحتي؟ فقال : نزعت النبوة من عقبك عقوبة لما لم تنزل الى الشيخ يعقوب ، فلا يكون من عقبك نبي.

٢٠٢ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده الى يعقوب بن يزيد عن غير واحد رفعوه الى أبى عبد الله عليه‌السلام قال : لما تلقى يوسف يعقوب ترجل له يعقوب ولم يترجل له يوسف ، فلم ينفصلا من العناق حتى أتاه جبرئيل فقال له : يا يوسف ترجل لك الصديق ولم تترجل له؟ ابسط يدك فبسطها فخرج نور من راحته ، فقال له يوسف :

٤٦٦

ما هذا؟ قال : لا يخرج من عقبك نبي.

٢٠٣ ـ وباسناده الى هشام بن سالم عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : لما أقبل يعقوب الى مصر خرج يوسف عليه‌السلام ليستقبله فلما رآه يوسف هم بان يترجل ليعقوب ، ثم نظر الى ما هو فيه من الملك فلم يفعل ، فلما سلم على يعقوب نزل عليه جبرئيل عليه‌السلام فقال له : يا يوسف ان الله تبارك وتعالى يقول لك : ما منعك أن تنزل الى عبدي الصالح ما أنت فيه؟ ابسط يدك فبسطها فخرج من بين أصابعه نور فقال : ما هذا يا جبرئيل؟ فقال : انه لا يخرج من صلبك نبي أبدا عقوبة لك بما صنعت بيعقوب إذ لم تنزل اليه.

٢٠٤ ـ في تفسير العياشي عن الحسن بن أسباط قال : سألت أبا الحسن عليه‌السلام في كم دخل يعقوب من ولده على يوسف؟ قال : في أحد عشر ابنا له ، فقيل له : أسباط؟

قال : نعم ، وسألته عن يوسف وأخيه أكان أخاه لامه أم ابن خالته؟ فقال : ابن خالته

٢٠٥ ـ عن ابى بصير عن أبى جعفر عليه‌السلام قال : (فَلَمَّا دَخَلُوا عَلى يُوسُفَ) في دار الملك اعتنق أباه وبكى ورفعه ورفع خالته على سرير الملك ، ثم دخل على منزله فادهن واكتحل ولبس ثياب العز والملك ، ثم خرج إليهم فلما رأوه سجدوا جميعا له إعظاما له وشكرا لله ، فعند ذلك (قالَ : يا أَبَتِ هذا تَأْوِيلُ رُءْيايَ مِنْ قَبْلُ) الى قوله : (بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي) قال : ولم يكن يوسف في تلك العشرين سنة يدهن ولا يكتحل ولا يتطيب ولا يضحك ولا يمس النساء حتى جمع الله بيعقوب شمله ، وجمع بينه وبين يعقوب واخوته.

٢٠٦ ـ عن ابن ابى عمير عن بعض أصحابنا عن أبى عبد الله عليه‌السلام في قول الله : و (رَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ) قال : العرش السرير ، وفي قوله : و (خَرُّوا لَهُ سُجَّداً) قال : كان سجودهم ذلك عبادة لله.

٢٠٧ ـ في تفسير على بن إبراهيم فلما وافي يعقوب وأهله وولده مصر قعد يوسف على سريره ووضع تاج الملك على رأسه ، فأراد ان يراه أبوه على تلك الحالة ، فلما دخل أبو ه لم يقم له فخروا له كلهم سجدا ، فقال يوسف : (يا أَبَتِ هذا تَأْوِيلُ رُءْيايَ

٤٦٧

مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَها رَبِّي حَقًّا إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِما يَشاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ).

٢٠٨ ـ وفي رواية ابى الجارود عن أبى جعفر عليه‌السلام قال : لما دخلوا عليه سجدوا شكرا لله وحده حين نظروا اليه ، وكان ذلك السجود لله.

٢٠٩ ـ حدثني محمد بن عيسى ان يحيى بن أكثم سأل موسى بن محمد بن على ابن موسى مسائل فعرضها على أبى الحسن وكان أحدها : أخبرنى عن قول الله عزوجل : (وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً) سجد يعقوب وولده ليوسف وهم أنبياء ، فأجاب أبو الحسن عليه‌السلام : اما سجود يعقوب وولده فانه لم يكن ليوسف وانما كان من يعقوب وولده طاعة الله وتحية ليوسف ، كما كان السجود من الملائكة لادم ولم يكن لآدم وانما كان منهم ذلك طاعة لله وتحية لآدم ، فسجد يعقوب وولده ويوسف معهم شكرا لله لاجتماع شملهم ، ألم تر انه يقول في شكر ذلك الوقت : (رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ فاطِرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ) فنزل عليه جبرئيل عليه‌السلام فقال له : يا يوسف! اخرج يدك فأخرجها فخرج من بين أصابعه نور ، فقال يوسف : ما هذا يا جبرئيل؟ فقال هذه النبوة أخرجها الله من صلبك لأنك لم تقم الى أبيك فحط الله نوره ومحى النبوة من صلبه ، وجعلها في ولد لاوى أخي يوسف وذلك لأنهم لما أرادوا قتل يوسف قال : (لا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيابَتِ الْجُبِّ) فشكره الله على ذلك ، ولما أرادوا ان يرجعوا الى أبيهم من مصر وقد حبس يوسف أخاه قال : (فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ) فشكر الله له ذلك وكانوا أنبياء بنى إسرائيل من ولد لاوى بن يعقوب بن اسحق بن إبراهيم عليه‌السلام ، وكان موسى من ولده ، وهو موسى بن عمران بن يهصر بن واهث بن لاوى بن يعقوب بن اسحق بن إبراهيم عليه‌السلام فقال يعقوب لابنه : يا بنى أخبرنى ما فعل بك إخوتك حين أخرجوك من عندي؟ قال : يا أبت اعفنى من ذلك ، قال : فأخبرني ببعضه ، قال : انهم لما ادنونى من الجب قالوا : انزع القميص ، فقلت لهم : يا إخوتي اتقوا الله ولا تجردوني فسلوا على السكين ، وقالوا :

٤٦٨

ـ لئن لم تنزع لنذبحنك ، فنزعت القميص وألقوني في الجب عريانا ، قال : فشهق يعقوب شهقة وأغمي عليه ، فلما أفاق قال : يا بنى حدثني ، قال : يا أبت أسئلك باله إبراهيم واسحق ويعقوب الا أعفيتني فأعفاه ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة وستقف على تتمته إنشاء الله تعالى.

٢١٠ ـ في مجمع البيان وروى ان يوسف قال ليعقوب : يا ابه لا تسئلنى عن صنيع إخوتي واسئل عن صنيع الله بى.

٢١١ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي «رحمه‌الله» عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن على عليهم‌السلام قال : ان يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لأمير المؤمنين عليه‌السلام : فان هذا يوسف قاسى (١) مرارة الفرقة وحبس في السجن توقيا للمعصية والقى في الجب وحيدا؟ فقال له على عليه‌السلام : لقد كان كذلك ومحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله قاسى مرارة الغربة وفراق الأهل والأولاد والمال ، مهاجرا من حرم الله تعالى وامنه فلما راى الله عزوجل كأبته (٢) واستشعاره الحزن أراه تبارك اسمه رؤيا توازى رؤيا يوسف في تأويلها ، وأبان للعالمين صدق تحقيقها ، فقال : (لَقَدْ صَدَقَ اللهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ إِنْ شاءَ اللهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لا تَخافُونَ) ولئن كان يوسف حبس في السجن فلقد حبس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله نفسه في الشعب ثلث سنين وقطع منه أقاربه وذوو الرحم وألجئوه الى أضيق المضيق ، ولقد كادهم الله عزوجل كيدا مستبينا إذ بعث أضعف خلقه فأكل عهدهم الذي كتبوه بينهم في قطيعة رحمه ، ولئن كان يوسف القى في الجب فلقد حبس محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله نفسه مخافة عدوه في الغار حتى قال لصاحبه : (لا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنا) ومدحه الله بذلك في كتابه.

٢١٢ ـ في تفسير العياشي عن اسحق بن بشار عن ابى عبد الله عليه‌السلام انه قال : ان الله بعث الى يوسف وهو في السجن يا ابن يعقوب ما أسكتك مع الخطائين؟ قال : جرمي فاعترف بمجلسه منها مجلس الرجل من اهله فقال له : ادع بهذا الدعاء : يا كبير

__________________

(١) اى تحمل.

(٢) الكأبة : الغم والحزن.

٤٦٩

كل كبير ، يا من لا شريك له ولا وزير ، يا خالق الشمس والقمر المنير ، يا عصمة المضطر الضرير ، يا قاصم كل جبار مبير ، يا مغنى البائس الفقير ، يا جابر العظم الكسير ، يا مطلق المكبل (١) الأسير أسئلك بحق محمد وآل محمد أن تجعل لي من أمري فرجا ومخرجا ، وترزقني من حيث احتسب ومن حيث لا احتسب ، قال : فلما أصبح دعا به الملك فخلى سبيله وذلك قوله و (قَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ).

٢١٣ ـ في روضة الكافي على عن أبيه عن الحسن بن على عن ابى جعفر الصائغ عن محمد بن مسلم قال : دخلت على ابى عبد الله عليه‌السلام وعنده ابو حنيفة فقلت له : جعلت فداك رأيت رؤيا عجيبة ، فقال : يا ابن مسلم هاتها ، فان العالم بها جالس وأومى بيده الى ابى حنيفة ، قال : فقلت : رأيت كأنى دخلت داري وإذا أهلي قد خرجت على فكسرت جوزا كثيرا ونثرته على ، فتعجبت من هذه الرؤيا! فقال ابو حنيفة : أنت رجل تخاصم وتجادل لئاما في مواريث أهلك ، فبعد نصب شديد تنال حاجتك منها إنشاء الله تعالى ، فقال ابو عبد الله عليه‌السلام : أصبت والله يا با حنيفة ، قال : ثم خرج ابو ـ حنيفة من عنده فقلت : جعلت فداك انى كرهت تعبير هذا الناصب فقال : يا ابن مسلم لا يسؤك الله ، فما يواطي تعبيرهم تعبيرنا ، ولا تعبيرنا تعبيرهم ، وليس التعبير كما عبره قال : فقلت له : جعلت فداك فقولك أصبت وتحلف عليه وهو مخطئ؟ قال : نعم حلفت على انه أصاب الخطأ قال قلت له : فما تأويلها؟ قال يا ابن مسلم انك تتمتع بامرأة فتعلم بها أهلك فتمزق عليك ثيابا جددا ، فان القشر كسوة اللب ، قال ابن مسلم فوالله ما كان بين تعبيره وتصحيح الرؤيا الا صبيحة الجمعة ، فلما كان غداة الجمعة أنا جالس بالباب إذ مرت بى جارية فأعجبتنى فأمرت غلامي فردها ، ثم أدخلها داري فتمتعت بها فأحست بى وبها أهلي ، فدخلت علينا البيت ، فبادرت الجارية نحو الباب وبقيت أنا ، فمزقت على ثيابا كنت ألبسها في الأعياد.

٢١٤ ـ وجاء موسى الزوار العطار الى ابى عبد الله عليه‌السلام فقال له : يا بن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله رأيت رؤيا هالتني! رأيت صهرا لي ميتا وقد عانقني وقد خفت أن يكون الأجل

__________________

(١) المكبل : المقيد بالكبل وهو القيد.

٤٧٠

قد اقترب؟ فقال له : يا موسى توقع الموت صباحا ومساء فانه ملاقينا ، ومعانقة الأموات للأحياء أطول لأعمارهم ، فما كان اسم صهرك؟ قال : حسين ، فقال : اما ان رؤياك تدل على بقائك وزيارتك أبا عبد الله عليه‌السلام ، فان كل من عانق سمى الحسين عليه‌السلام يزوره إنشاء الله.

٢١٥ ـ في مجمع البيان وفي كتاب النبوة باسناده عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قلت له : كم عاش يعقوب مع يوسف بمصر؟ قال : عاش حولين ، قلت : فمن كان الحجة لله في الأرض يعقوب أم يوسف؟ قال : كان يعقوب ، وكان الملك ليوسف فلما مات يعقوب حمله يوسف في تابوت الى ارض الشام فدفن في بيت المقدس ، فكان يوسف بعد يعقوب الحجة ، قلت : فكان يوسف رسولا نبيا؟ قال : نعم ، اما تسمع قوله عزوجل : (لَقَدْ جاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّناتِ).

٢١٦ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده الى محمد بن الفضل عن ابى حمزة الثمالي عن أبي جعفر محمد بن على الباقر عليهما‌السلام حديث طويل وفي آخره يقول عليه‌السلام : اما يعقوب فكانت نبوته بأرض كنعان ، ثم هبط الى مصر فتوفي فيها ، ثم حمل بعد ذلك جسده حتى دفن بأرض كنعان والرؤيا التي راى يوسف الأحد عشر كوكبا والشمس والقمر له ساجدين ، وكانت نبوته في ارض بدوها.

٢١٧ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده الى عبد الله بن المغيرة عمن ذكره عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال : استأذنت زليخا على يوسف فقيل لها : انا نكره ان نقدم بك عليه لما كان منك اليه قالت : انى لا أخاف من يخاف الله ، فلما دخلت قال لها : يا زليخا ما لى أراك قد تغير لونك؟ قالت : الحمد لله الذي جعل الملوك بمعصيتهم عبيدا ، وجعل العبيد بطاعتهم ملوكا فقال لها : ما الذي دعاك الى ما كان منك؟ قالت : حسن وجهك يا يوسف. فقال : كيف لو رأيت نبيا يقال له محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله يكون في آخر الزمان أحسن منى وجها ، وأحسن منى خلقا ، وأسمح منى كفا؟ قالت : صدقت ، قال : وكيف علمت انى صدقت؟ قال : لأنك حين ذكرته وقع حبه في قلبي ، فأوحى الله عزوجل الى يوسف : انها قد صدقت وانى قد أحببتها لحبها محمدا ، فأمره الله تبارك وتعالى أن يتزوجها.

٢١٨ ـ في تفسير على بن إبراهيم حدثني محمد بن عيسى ان يحيى بن أكثم

٤٧١

سأل موسى بن محمد بن على بن موسى مسائل ، فعرضها على أبى الحسن وكان أحدها : أخبرنى عن قول الله عزوجل : (وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً) وقد سبق أكثر الحديث عند هذه الآية ويتصل بآخر ما سبق قال : ولما مات العزيز في السنين الجدبة افتقرت امرأة العزيز واحتاجت حتى سألت ، فقالوا لها : لو قعدت للعزيز وكان يوسف سمى العزيز وكل ملك كان لهم سمى بهذا الاسم ، فقالت : استحى منه ، فلم يزالوا بها حتى قعدت له ، فأقبل يوسف في موكبه فقامت اليه فقالت : سبحان الذي جعل الملوك بالمعصية عبيدا ، وجعل العبيد بالطاعة ملوكا ، فقال لها يوسف : أنت تيك؟ فقالت : نعم وكان اسمها زليخا ، فقال لها : هل لك في؟ قالت : دعني بعد ما كبرت أتهزأ بى قال لا ، قالت : نعم ، فأمر بها فحولت الى منزله وكانت هرمة ، فقال لها : ألست فعلت بى كذا وكذا؟ فقالت : يا نبي الله لا تلمني فانى بليت ببلية لم يبل بها أحد ، قال : وما هي؟ قالت : بليت بحبك ولم يخلق الله لك في الدنيا نظيرا وبليت بأنه لم يكن بمصر امرأة أجمل منى ولا أكثر مالا منى ، فنزعا منى وبليت بزوج عنين ، فقال لها يوسف : فما تريدين؟ فقالت : تسأل الله أن يرد على شبابي ، فسأل الله فرد عليها شبابها فتزوجها وهي بكر.

٢١٩ ـ في أمالي شيخ الطائفة قدس‌سره باسناده الى ابى جعفر محمد بن على الباقر عليه‌السلام قال : لما أصابت امرأة العزيز الحاجة قيل لها : لو أتيت يوسف بن يعقوب عليهما‌السلام فشاورت في ذلك ، فقيل لها : انا نخافه عليك ، قالت : كلا انى لا أخاف من يخاف الله ، فلما دخلت عليه فرأته في ملكه ، قالت : الحمد لله الذي جعل العبيد ملوكا بطاعته ، وجعل الملوك عبيدا بمعصيته فتزوجها فوجدها بكرا ، فقال : أليس هذا أحسن؟ أليس هذا أجمل؟ فقالت : انى كنت بليت منك بأربع خصال : كنت أجمل أهل زماني ، وكنت أجمل زمانك ، وكنت بكرا ، وكان زوجي عنينا.

٢٢٠ ـ في تفسير العياشي عن عباس بن يزيد قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول بينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله جالس ، في أهل بيته إذ قال : أحب يوسف ان يعومن لنفسه (١) قال

__________________

(١) كذا في النسخ لكن في المصدر ونسخة البحار «ان يستوثق لنفسه».

٤٧٢

فقيل : بماذا يا رسول الله؟ قال : لما عجل (١) له عزيز مصر لبس ثوبين جديدين أو قال نظيفين وخرج الى فلاة من الأرض فصلى ركعات ، فلما فرغ رفع رأسه الى السماء فقال : (رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ فاطِرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ) قال : فهبط اليه جبرئيل فقال له ما حاجتك؟ فقال : (تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ) فقال ابو عبد الله عليه‌السلام : خشي الفتن.

٢٢١ ـ في أصول الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن هارون بن مسلم عن مسعدة ابن صدقة عن ابى جعفر عليه‌السلام حديث طويل يذكر فيه يوسف وفيه : فكان من امره الذي كان ان احتاز مملكة الملك وما حولها الى اليمن.

٢٢٢ ـ في كتاب الخصال عن ابى جعفر عليه‌السلام قال : ان الله تبارك وتعالى لم ـ يبعث أنبياء ملوكا في الأرض الا اربعة الى ... واما يوسف فملك مصر وبراريها ولم يتجاوزها الى غيرها.

٢٢٣ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده الى محمد بن جعفر عن أبيه عن جده عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : عاش يعقوب بن اسحق مأة وأربعين سنة وعاش يوسف بن يعقوب عليه‌السلام مأة وعشرين سنة.

٢٢٤ ـ في مجمع البيان وفي كتاب النبوة بالإسناد عن محمد بن مسلم الى قوله : وبالإسناد عن ابى خالد عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال : دخل يوسف السجن وهو ابن اثنى عشرة سنة ومكث فيه ثماني عشرة سنة ، وبقي بعد خروجه ثمانين سنة ، فذلك مأة سنة وعشر سنين.

٢٢٥ ـ في روضة الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن جميل بن صالح عن يزيد الكناسي عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال : ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان نزل على رجل بالطائف قبل الإسلام فأكرمه ، فلما ان بعث الله محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله الى الناس قيل للرجل : أتدري من الذي أرسله الله عزوجل الى الناس؟ قال : لا ، قال : هو محمد بن عبد الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يتيم أبى طالب وه والذي كان نزل بالطائف يوم كذا وكذا فأكرمته ، قال : فقدم الرجل

__________________

(١) كذا في النسخ لكن في المصدر والمنقول عنه في البحار «لما عزل له ... اه».

٤٧٣

على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فسلم عليه وأسلم ثم قال له : تعرفني يا رسول الله؟ قال : ومن أنت؟ قال : أنا رب المنزل الذي نزلت به بالطائف في الجاهلية يوم كذا وكذا فأكرمتك فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : مرحبا بك سل حاجتك ، قال : أسئلك مأتى شاة برعاتها ، فأمر له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بما سأل ، ثم قال لأصحابه : ما كان على هذا الرجل ان يسألني سؤال عجوز بنى إسرائيل لموسى عليه‌السلام ، فقالوا : وما سئلت عجوز بنى إسرائيل فقال : ان الله عزوجل أوحى الى موسى ان احمل عظام يوسف من مصر قبل أن يخرج منها الى الأرض المقدسة بالشام ، فسأل موسى عليه‌السلام عن قبر يوسف عليه‌السلام فجاء شيخ فقال : ان كان أحد يعرف قبره ففلانة ، فأرسل موسى عليه‌السلام إليها ، فلما جاءته قال : تعلمين قبر يوسف؟ قالت : نعم ، قال فدليني عليه ولك ما سألت ، قالت : لا أدلك عليه الا بحكمي ، قال : فلك الجنة ، قالت : لا الا بحكمي عليك ، فأوحى الله عزوجل الى موسى : لا يكبر عليك أن تجعل لها حكمها ، فقال لها موسى : فلك حكمك قالت : فان حكمي ان أكون معك في درجتك التي تكون فيها يوم القيامة في الجنة ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما كان على هذا لو سألنى ما سألت عجوز بنى إسرائيل؟.

٢٢٦ ـ في من لا يحضره الفقيه قال الصادق عليه‌السلام : ان الله عزوجل أوحى الى موسى بن عمران : ان أخرج عظام يوسف عليه‌السلام من مصر ووعده طلوع القمر فأبطأ القمر عليه فسأل عمن يعلم موضعه؟ فقيل له : هاهنا عجوز تعلم فبعث إليها فأتى بعجوز مقعدة عمياء فقال : تعرفين قبر يوسف عليه‌السلام؟ قالت : نعم قال فأخبرنى بموضعه فقالت : لا أفعل حتى تعطيني خصالا تطلق رجلي وتعيد الى بصرى وترد الى شبابي وتجعلني معك في الجنة ، فكبر ذلك على موسى عليه‌السلام فأوحى الله اليه انما تعطى على فأعطها ما سألت ففعل فدلته على قبر يوسف عليه‌السلام فاستخرجه من شاطئ النيل في صندوق مرمر فلما أخرجه طلع القمر فحمله الى الشام ، فلذلك يحمل أهل الكتاب موتاهم الى الشام ، وهو يوسف بن يعقوب وما ذكر الله عزوجل يوسف في القرآن غيره.

٢٢٧ ـ في تفسير على بن إبراهيم : و (كَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ

٤٧٤

يَمُرُّونَ عَلَيْها وَهُمْ عَنْها مُعْرِضُونَ) قال : الكسوف والزلزلة والصواعق.

٢٢٨ ـ أخبرنا احمد بن إدريس قال : حدثنا احمد بن محمد عن على بن الحكم عن موسى بن بكر عن الفضيل عن ابى جعفر عليه‌السلام في قوله تبارك وتعالى : (وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ) قال : شرك طاعة وليس شرك عبادة ، والمعاصي التي يرتكبون فهي شرك طاعة أطاعوا فيها الشيطان ، فأشركوا بالله في الطاعة لغيره ، وليس باشراك عبادة أن يعبدوا غير الله.

٢٢٩ ـ في كتاب التوحيد باسناده الى حنان بن سدير عن أبى عبد الله عليه‌السلام حديث طويل يقول فيه : و (لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) التي لا يسمى لها غيره وهي التي وصفها في الكتاب فقال : (فَادْعُوهُ بِها وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمائِهِ) جهلا بغير علم فالذي يلحد في أسمائه بغير علم يشرك وهو لا يعلم ، ويكفر به وهو يظن انه يحسن ، فلذلك قال : (وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ) فهم الذين يلحدون في أسمائه بغير علم فيضعونها غير مواضعها.

٢٣٠ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن يحيى بن المبارك عن عبد الله بن جبلة عن سماعة عن أبى بصير واسحق بن عمار عن أبى عبد الله عليه‌السلام في قول الله عزوجل : (وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ) قال : يطيع الشيطان من حيث لا يعلم فيشرك.

٢٣١ ـ على بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس بن بكير عن ضريس عن أبى عبد الله عليه‌السلام في قول الله عزوجل : (وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ) قال : شرك طاعة وليس شرك عبادة.

٢٣٢ ـ في تفسير العياشي عن زرارة قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله : (وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ) قال : من ذلك قول الرجل : لا وحياتك.

٢٣٣ ـ عن محمد بن الفضيل عن الرضا عليه‌السلام قال : شرك لا يبلغ به الكفر.

٢٣٤ ـ ابو بصير عن أبى اسحق قال : هو قول الرجل : لولا الله وأنت ما فعل بى كذا وكذا ، ولو لا الله وأنت ما صرف عنى كذا وكذا وأشباه ذلك.

٤٧٥

٢٣٥ ـ عن مالك بن عطية عن أبى عبد الله عليه‌السلام في قوله : (وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ) قال : ه والرجل يقول : لولا فلان لهلكت ، ولو لا فلان لأصبت كذا وكذا ، ولولا فلان لضاع عيالي ، الا ترى انه قد جعل لله شريكا في ملكه يرزقه ويدفع عنه ، قال : قلت : فيقول : لولا ان من الله على بفلان لهلكت؟ قال : نعم لا بأس بهذا.

٢٣٦ ـ عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن ابى جعفر وابى عبد الله عليهم‌السلام قالوا : سألناهما! فقال : شرك النعم.

٢٣٧ ـ في مجمع البيان اختلف في معناه على أقوال : أحدهما انهم مشركو قريش ، كانوا يقرون بالله خالقا ومحييا ومميتا ، ويعبدون الأصنام ويدعونها آلهة ، مع انهم كانوا يقولون : الله ربنا وإلهنا يرزقنا وكانوا مشركين بذلك وثانيها انها نزلت في مشركي العرب إذا سئلوا : من خلق السموات والأرض وينزل القطر؟ قالوا : الله ثم هم يشركون وكانوا يقولون في تلبيتهم : لبيك لا شريك لك ، الا شريك هو لك تملكه وما ملك وثالثها انهم أهل الكتاب آمنوا بالله واليوم الآخر والتوراة والإنجيل ثم أشركوا بإنكار القرآن وانكار نبوة نبينا صلى‌الله‌عليه‌وآله وهذا القول مع ما تقدمه رواه دارم بن قبيصة عن على بن موسى الرضا عن أبيه عن جده أبى عبد الله عليهم‌السلام.

٢٣٨ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الأحول عن سلام بن المستنير عن ابى جعفر عليه‌السلام في قوله : (قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي) قال : ذاك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأمير المؤمنين عليه‌السلام ، والأوصياء من بعدهم.

٢٣٩ ـ على بن إبراهيم عن أبيه قال : قال على بن حسان لأبي جعفر : يا سيدي ان الناس ينكرون عليك حداثة سنك فقال : وما ينكرون؟ ذلك قول الله عزوجل لقد قال لنبيه : (قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي) فوالله ما تبعه الا على عليه‌السلام وله تسع سنين ، وانا ابن تسع سنين.

٢٤٠ ـ في روضة الواعظين للمفيد رحمه‌الله قال الباقر عليه‌السلام : (قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي) قال : على اتبعه.

٤٧٦

٢٤١ ـ في الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن يزيد عن ابى عمر والزبيري عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال : قلت له : أخبرني عن الدعاء الى الله والجهاد في سبيله اهو لقوم لا يحل الا لهم ولا يقوم به الا من كان منهم ، أم هو مباح لكل من وحد الله عزوجل وآمن برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ومن كان كذا فله ان يدعو الى الله عزوجل والى طاعته وان يجاهد في سبيله؟ فقال : ذلك لقوم لا يحل الا لهم ولا يقوم بذلك الا من كان منهم قلت : من أولئك؟ قال : من قام بشرائط الله عزوجل في القتال والجهاد على المجاهدين فهو المأذون له في الدعاء الى الله عزوجل ، ومن لم يكن قائما بشرائط الله في الجهاد على المجاهدين فليس بمأذون له في الجهاد ولا الدعاء الى الله ، حتى يحكم في نفسه ما أخذ الله عليه من شرائط الجهاد ، قلت : فبين لي يرحمك الله ان الله تبارك وتعالى أخبر في كتابه الدعاء اليه ووصف الدعاة اليه الى ان قال : ثم أخبر عن هذه الامة وممن هي وانها من ذرية إبراهيم ومن ذرية اسمعيل من سكان الحرم ممن لم يعبدوا غير الله قط ، الذين وجبت لهم الدعوة دعوة إبراهيم واسمعيل من أهل المسجد الذين أخبر عنهم في كتابه أنه اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، الذين وصفناهم قبل هذا في صفة امة إبراهيم عليه‌السلام ، الذين عناهم الله تبارك وتعالى في قوله : (أَدْعُوا إِلَى اللهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي) يعنى أول من اتبعه على الايمان به والتصديق له وبما جاء به من عند الله عزوجل ، من الامة التي بعث فيها ومنها وإليها قبل الخلق ، ممن لم يشرك بالله قط ، ولم يلبس ايمانه بظلم وهو الشرك ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٤٢ ـ في تهذيب الأحكام في الدعاء بعد صلوة يوم الغدير المسند الى الصادق عليه‌السلام : ربنا آمنا واتبعنا مولانا وولينا وهادينا وداعينا وداعي الأنام وصراطك المستقيم السوي وحجتك وسبيلك الداعي إليك على بصيرة هو ومن اتبعه وسبحان الله عما يشركون بولايته وبما يلحدون وباتخاذ الولايج دونه.

٢٤٣ ـ في تفسير على بن إبراهيم وفي رواية ابى الجارود عن ابى جعفر عليه‌السلام في قوله : (قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي) يعنى نفسه ، ومن تبعه على بن أبي طالب وآل محمد صلى الله عليه وعليهم أجمعين.

٤٧٧

٢٤٤ ـ في أصول الكافي على بن إبراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس عن هشام بن الحكم قال سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن سبحان الله فقال : انفة لله (١).

٢٤٥ ـ احمد بن مهران عن عبد العظيم بن عبد الله الحسنى عن على بن أسباط عن سليمان مولى طربال عن هشام الجواليقي قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله : «سبحان الله» ما يعنى به؟ قال : تنزيه.

٢٤٦ ـ في الكافي على عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة قال : قلت : لأبي ـ عبد الله عليه‌السلام ما تفسير «سبحان الله»؟ قال : انفة لله ، أما ترى الرجل إذا عجب من الشيء قال : سبحان الله.

٢٤٧ ـ في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه‌السلام في هاروت وماروت حديث طويل تقدم مسندا عند قوله تعالى : (وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ) الآيات يقول فيه عليه‌السلام : أو لست تعلم ان الله عزوجل لم يخل الدنيا قط من نبي أو امام من البشر؟ أو ليس الله يقول : وما أرسلنا قبلك يعنى الى الخلق الا رجالا نوحى إليهم من أهل القرى فأخبر انه لم يبعث الملائكة الى الأرض ليكونوا أئمة أو حكاما ، وانما أرسلوا الى أنبياء الله.

٢٤٨ ـ في تفسير على بن إبراهيم قوله (حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جاءَهُمْ نَصْرُنا) فانه حدثني أبى عن محمد بن ابى عمير عن ابى بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : وكلهم الى أنفسهم فظنوا ان الشياطين قد تمثلت لهم في صورة الملائكة.

٢٤٩ ـ في تفسير العياشي عن ابن شعيب عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : وكلهم الى أنفسهم أقل من طرفة عين.

٢٥٠ ـ عن زرارة قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : كيف لم يخف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فيما يأتيه من قبل الله ان يكون ذلك ما ينزع به الشيطان؟ قال : فقال : ان الله إذا اتخذ عبدا

__________________

(١) يعنى تنزيه لذاته الاحدية عن كل ما لا يليق بجنابه ، يقال : أنف من الشيء إذا استنكف عنه وكرهه وشرف نفسه عنه. «قاله في الوافي».

٤٧٨

ـ رسولا انزل عليه السكينة والوقار ، وكان يأتيه من قبل الله مثل الذي يراه بعينه.

٢٥١ ـ في عيون الاخبار في باب مجلس الرضا عليه‌السلام عند المأمون في عصمة الأنبياء عليهم‌السلام حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي رضى الله عنه قال : حدثنا ابى عن حمدان بن سليمان النيسابوري عن على بن محمد بن الجهم قال : حضرت مجلس المأمون وعنده الرضا عليه‌السلام فقال له المأمون : يا ابن رسول الله أليس من قولك : ان الأنبياء معصومون قال : بلى ، قال : فما معنى قول الله عزوجل الى ان قال : فأخبرنى عن قول الله تعالى : (حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جاءَهُمْ نَصْرُنا) قال الرضا عليه‌السلام : يقول الله تعالى : (حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ) من قومهم فظن قومهم ان الرسل قد كذبوا جاء الرسل نصرنا ، فقال المأمون : لله درك يا أبا الحسن.

٤٧٩

سورة الرعد

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده الى ابى عبد الله عليه‌السلام انه قال : من أكثر قراءة سورة الرعد لم يصبه الله بصاعقة أبدا ولو كان ناصبيا وإذا كان مؤمنا دخل الجنة بلا حساب ، ويشفع في جميع من يعرفه من أهل بيته وإخوانه.

٢ ـ في مجمع البيان ابى بن كعب عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : من قرأ سورة الرعد اعطى من الأجر عشر حسنات بعدد كل سحاب مضى ، وكل سحاب يكون الى يوم القيمة وكان يوم القيمة من المؤمنين بعهد الله.

٣ ـ في كتاب معاني الاخبار باسناده الى سفيان بن سعيد الثوري عن الصادق عليه‌السلام حديث طويل يقول فيه عليه‌السلام : «والمر» معناه : انا الله المحيي المميت الرازق.

٤ ـ في تفسير العياشي عن ابى لبيد عن ابى جعفر عليه‌السلام قال : يا با لبيد ان لي في حروف القرآن المقطعة لعلما جما ان الله تبارك وتعالى انزل (الم ذلِكَ الْكِتابُ) فقام محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله حتى ظهر نوره وثبتت كلمته ، وولد يوم ولد وقد مضى من الالف السابع مأة سنة وثلاث سنين ، ثم قال : وتبيانه في كتاب الله في الحروف المقطعة ، إذا عددتها من غير تكرار ، وليس من حروف مقطعة حرف تنقضي أيامه الا وقائم من بنى هاشم عند انقضائه ، ثم قال : الالف واحد ، واللام ثلثون ، والميم أربعون ، والصاد تسعون فذلك مأة واحد وستون ، ثم كان بدو خروج الحسين بن على عليهما‌السلام «الم» فلما بلغت مدته قام قائم ولد العباس عند «المص» ويقوم قائمنا عند انقضائها بالمر فافهم ذلك وعه واكتمه (١).

٥ ـ في تفسير على بن إبراهيم حدثني ابى عن الحسين بن خالد عن ابى الحسن الرضا عليه‌السلام قال : قلت له : أخبرنى عن قوله تعالى : (وَالسَّماءِ ذاتِ الْحُبُكِ)

__________________

(١) وقد مر بعض ما ورد من الروايات في الحروف المقطعة في أمثال هذه السورة التي ثنيت بلفظ الكتاب في أول سورة يونس فراجع.

٤٨٠