تفسير نور الثقلين - ج ٢

الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي

تفسير نور الثقلين - ج ٢

المؤلف:

الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي


المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
الموضوع : القرآن وعلومه
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٧١

كأرحام النساء ، قال : فسئل : فما لهم لا يحملون؟ فقال : انها منكوسة ولهم في أدبارهم غدة كغدة الجمل والبعير ، فاذا هاجت هاجوا وإذا سكنت سكنوا.

١٦٢ ـ عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد ومحمد بن يحيى عن موسى بن الحسن عن عمر بن على بن عمر بن يزيد [عن محمد بن عمر عن أخيه الحسين عن أبيه عمر بن يزيد] قال : كنت عند أبي عبد الله عليه‌السلام وعنده رجل فقال له : جعلت فداك انى أحب الصبيان ، فقال له أبو عبد الله عليه‌السلام : فتصنع ماذا؟ قال : أحملهم على ظهري ، فوضع أبو عبد الله عليه‌السلام يده على جبهته وولى وجهه عنه ، فبكى الرجل فنظر اليه أبو عبد الله عليه‌السلام كأنه رحمه فقال : إذا أتيت بلدك فاشتر جزورا (١) سمينا واعقله عقالا شديدا وخذ السيف واضرب السنام ضربة تقشر عنه الجلدة واجلس عليه بحرارته ، قال عمر : قال الرجل : فأتيت بلدي واشتريت جزورا فعقلته عقالا شديدا وأخذت السيف فضربت السنام ضربة وقشرت عنه الجلد وجلست عليه بحرارته فسقط منى على ظهر البعير شبه الوزغ أصغر من الوزغ وسكن ما بى.

١٦٣ ـ محمد بن يحيى عن موسى بن الحسن عن الهيثم الهندي رفعه قال : شكى رجل الى أبي عبد الله عليه‌السلام الابنة ، فمسح ابو عبد الله عليه‌السلام ظهره فسقطت منه دودة حمراء فبرء.

١٦٤ ـ الحسين بن محمد عن محمد بن عمران عن عبد الله بن جبلة عن اسحق ابن عمار قال : قلت لابي عبد الله عليه‌السلام : هؤلاء المخنثون مبتلون بهذا البلاء فيكون المؤمن مبتلا والناس يزعمون انه لا يبتلى به أحد لله فيه حاجة؟ فقال : نعم ، قد يكون مبتلى به فلا تكلموهم ، فإنهم يجدون لكلامكم راحة ، قلت : جعلت فداك فإنهم ليس يصبرون؟ قال : هم يصبرون ولكن يبطلون بذلك اللذة.

١٦٥ ـ في كتاب علل الشرائع حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضى الله عنه قال : حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري عن احمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن

__________________

(١) الجزور : من الإبل خاصة.

٣٨١

محبوب عن هشام بن سالم عن أبي بصير قال : قلت لأبي جعفر عليه‌السلام : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يتعوذ من البخل؟ فقال : نعم يا با محمد في كل صباح ومساء ونحن نتعوذ بالله من البخل لقول الله : (وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) وسأخبرك عن عاقبة البخل ان قوم لوط كانوا أهل قرية أشحاء على الطعام فأعقبهم البخل داء لا دواء له في فروجهم فقلت : وما اعقبهم؟ فقال : ان قرية قوم لوط كانت على طريق السيارة الى الشام ومصر ، فكانت السيارة تنزل بهم فيضيفونهم ، فلما كثر ذلك عليهم ضاقوا بذلك ذرعا بخلا (١) ولؤما ، فدعاهم البخل الى ان كانوا إذا نزل بهم الضيف فضحوه من غير شهوة لهم الى ذلك ، وانما كانوا يفعلون ذلك بالضيف حتى ينكل الناس (٢) عنهم فشاع أمرهم في القرية وحذرهم النازلة فأورثهم البخل بلاء لا يستطيعون دفعه عن أنفسهم عن غير شهوة بهم الى ذلك حتى صاروا يطلبونه من الرجال في البلاد ، ويعطونهم عليه الجعل ثم قال : فأى داء أدوى من البخل ولا أضر عاقبة ولا أفحش عند الله عزوجل ، قال أبو بصير : فقلت له : جعلت فداك فهل كان أهل قرية لوط كلهم هكذا يعملون؟ فقال : نعم الا أهل بيت منهم من المسلمين ، أما تسمع لقوله تعالى : (فَأَخْرَجْنا مَنْ كانَ فِيها مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَما وَجَدْنا فِيها غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ) ثم قال أبو جعفر عليه‌السلام : ان لوطا لبث في قومه ثلثين سنة يدعوهم الى الله عزوجل ويحذرهم عذابه ، وكانوا قوما لا يتنظفون من الغائط ولا يتطهرون من الجنابة ، وكان لوط ابن خالة إبراهيم ، وكانت امرأة إبراهيم سارة أخت لوط ، وكان لوط وإبراهيم نبيين مرسلين منذرين وكان لوط رجلا سخيا كريما يقري الضيف إذا نزل به ويحذرهم قومه ، قال : فلما رأى قوم لوط ذلك منه قالوا : انا ننهاك عن العالمين لا تقرى ضيفا ينزل بك ان فعلت فضحنا ضيفك الذي ينزل بك وأخزيناك ، فكان لوط إذا نزل به الضيف يكتم أمره مخافة ان يفضحه قومه ، وذلك انه لم يكن للوط عشيرة ، وقال : ولم يزل لوط وإبراهيم يتوقعان نزول العذاب على قوم لوط ، فكانت لإبراهيم وللوط منزلة من الله عزوجل شريفة ، وان الله عزوجل كان إذا أراد

__________________

(١) ضاق بالأمر ذرعا إذا لم يقدر عليه.

(٢) نكل عن الشيء : نكص وجبن.

٣٨٢

عذاب قوم لوط أدركته مودة إبراهيم وخلته ومحبة لوط فيراقبهم فيؤخر عذابهم. قال أبو جعفر عليه‌السلام : فلما اشتد أسف الله على قوم لوط وقدر عذابهم وقضى أن يعوض إبراهيم من عذاب قوم لوط بغلام عليم فيسلى به مصابه بهلاك قوم لوط ، فبعث الله رسلا الى إبراهيم يبشرونه بإسماعيل ، فدخلوا عليه ليلا ففزع منهم وخاف ان يكونوا سراقا ، فلما رأته الرسل فزعا مذعورا (قالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ) (إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ قالُوا : لا تَوْجَلْ إِنَّا) رسل ربك (نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ) قال ابو جعفر عليه‌السلام : والغلام العليم هو اسمعيل بن هاجر فقال إبراهيم للرسل : (أَبَشَّرْتُمُونِي عَلى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ قالُوا بَشَّرْناكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُنْ مِنَ الْقانِطِينَ) فقال إبراهيم : فما خطبكم بعد البشارة (قالُوا إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ) قوم لوط (إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ) لننذرهم عذاب رب العالمين ، قال أبو جعفر عليه‌السلام : فقال إبراهيم للرسل : (إِنَّ فِيها لُوطاً قالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيها لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنا إِنَّها لَمِنَ الْغابِرِينَ) قال : (فَلَمَّا جاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ قالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ قالُوا بَلْ جِئْناكَ بِما كانُوا فِيهِ) قومك من عذاب الله (يَمْتَرُونَ وَأَتَيْناكَ بِالْحَقِّ) لتنذر قومك العذاب (وَإِنَّا لَصادِقُونَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ) يا لوط إذا مضى لك من يومك هذا سبعة أيام ولياليها ، (بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ) إذا مضى «نصف (اللَّيْلِ وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُها ما أَصابَهُمْ) وامضوا» في تلك الليلة «حيث تؤمرون».

قال ابو جعفر عليه‌السلام : فقضوا ذلك الأمر الى لوط (أَنَّ دابِرَ هؤُلاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ) قال : قال ابو جعفر عليه‌السلام : فلما كان اليوم الثامن مع طلوع الفجر قدم الله عزوجل رسلا الى إبراهيم يبشرونه بإسحاق ويعزونه بهلاك قوم لوط وذلك قوله :

و (لَقَدْ جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى قالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ فَما لَبِثَ أَنْ جاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ) يعنى ذكيا مشويا نضيجا فلما راى إبراهيم (أَيْدِيَهُمْ لا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قالُوا لا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمِ لُوطٍ وَامْرَأَتُهُ قائِمَةٌ) فبشروها بإسحاق ومن وراء اسحاق يعقوب فضحكت يعنى فتعجبت من قولهم ، (قالَتْ يا وَيْلَتى

٣٨٣

أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهذا بَعْلِي شَيْخاً إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ قالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللهِ رَحْمَتُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ).

قال ابو جعفر عليه‌السلام : فلما جاءت إبراهيم البشارة بإسحاق وذهب عنه الروع أقبل يناجي ربه (فِي قَوْمِ لُوطٍ) يسئله كف البلاء عنهم فقال الله عزوجل : (يا إِبْراهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هذا إِنَّهُ قَدْ جاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذابٌ) بعد طلوع الفجر من يومك مختوم وغير مردود.

١٦٦ ـ وبهذا الاسناد عن الحسن بن محبوب عن مالك بن عطية عن أبى حمزة الثمالي عن ابى جعفر عليه‌السلام ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله سئل جبرئيل كيف كان مهلك قوم لوط؟ فقال : ان قوم لوط كانوا أهل قرية لا يتنظفون من الغائط ولا يتطهرون من الجنابة بخلاء أشحاء على الطعام ، وان لوطا لبث فيهم ثلاثين سنة ، وانما كان نازلا عليهم ولم يكن منهم ولا عشيرة له فيهم ولا قوم ، وانه دعاهم الى الله عزوجل والى الايمان به واتباعه ، ونهاهم عن الفواحش وحثهم على طاعة الله فلم يجيبوه ولم يطيعوه ، وان الله عزوجل لما أراد عذابهم بعث إليهم رسلا منذرين عذرا [و] نذرا فلما عتوا عن امره بعث إليهم ملائكة ليخرجوا من كان في قريتهم من المؤمنين ، فما وجدوا فيها غير بيت من المسلمين فأخرجوهم منها وقالوا للوط : أسر بأهلك من هذه القرية الليلة (بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ) ، (وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ) ، فلما انتصف الليل سار لوط ببناته وتولت امرأته مدبرة ، فانقطعت الى قومها تسعى بلوط وتخبرهم ان لوطا قد سار ببناته وانى نوديت من تلقاء العرش لما طلع الفجر : يا جبرئيل حق القول من الله ، تحتم عذاب قوم لوط فاهبط الى قرية قوم لوط وما حوت فاقلعها من تحت سبع أرضين ثم أعرج بها الى السماء فأوقفها حتى يأتيك امر الجبار في قلبها ودع منها آية بينة من منزل لوط عبرة للسيارة فهبطت على أهل القرية الظالمين فضربت بجناحي الأيمن على ما حوى عليه شرقها وضربت بجناحي الأيسر على ما حوى عليه غربها فاقتلعتها يا محمد من تحت سبع أرضين الا منزل لوط آية للسيارة ثم عرجت بها في خوافي جناحي حتى أوقفتها حيث يسمع أهل السماء زقاء ديوكها (١) ونباح كلابها فلما طلعت الشمس نوديت من تلقاء العرش : يا جبرئيل اقلب

__________________

(١) الخوافي : ريشات من الجناح إذا ضم الطائر جناحيه خفيت. والرقاء : الصياح.

٣٨٤

القرية على القوم فقلبتها عليهم حتى صار أسفلها أعلاها وأمطر الله (عَلَيْها حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَما هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ) من أمتك ببعيد قال : فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا جبرئيل واين كانت قريتهم من البلاد؟ فقال جبرئيل : كان موضع قريتهم في موضع بحيرة طبرية اليوم ، وهي في نواحي الشام ، قال : فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أرأيتك حين قلبتها عليهم في اى موضع من الأرضين وقعت القرية وأهلها؟ فقال : يا محمد وقعت فيما بين بحر الشام الى مصر فصارت تلولا (١) في البحر.

١٦٧ ـ ابى «رحمه‌الله» قال : حدثنا سعد بن عبد الله عن احمد بن محمد بن عيسى عن احمد بن محمد بن ابى نصر عن أبان عن ابى بصير وغيره عن أحدهما عليهما‌السلام قال : ان الملائكة لما جاءت في هلاك قوم لوط (قالُوا إِنَّا مُهْلِكُوا أَهْلِ هذِهِ الْقَرْيَةِ) قالت سارة وعجبت من قلتهم وكثرة أهل القرية فقالت : ومن يطيق قوم لوط؟ فبشروها بإسحق ومن وراء اسحق يعقوب (فَصَكَّتْ وَجْهَها وَقالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ) ، وهي يومئذ ابنة تسعين سنة وإبراهيم ابن عشرين ومائة سنة ، فجادل إبراهيم عنهم وقال : (إِنَّ فِيها لُوطاً)؟ قال جبرئيل (نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيها) فزاده إبراهيم فقال جبرئيل : (يا إِبْراهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هذا إِنَّهُ قَدْ جاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ) قال : وان جبرئيل لما أتى لوطا في هلاك قومه فدخلوا عليه و (جاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ) فقام ووضع يده على الباب ثم ناشدهم فقال : (اتَّقُوا اللهَ وَلا تُخْزُونِ) في ضيفي (قالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعالَمِينَ) ثم أعرض عليهم بناته نكاحا «قالوا (ما لَنا فِي بَناتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ ما نُرِيدُ قالَ) فما منكم رجل رشيد» قال : فأبوا (قالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ) قال : وجبرئيل ينظر إليهم فقال : لو يعلم أى قوة له ثم دعاه فأتاه ، ففتحوا الباب ودخلوا فأشار إليهم جبرئيل بيده فرجعوا عميانا يلتمسون الجدار بأيديهم يعاهدون الله لان أصبحنا لا نستبقى أحدا من آل لوط ، قال : فلما قال جبرئيل (إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ) قال له لوط : يا جبرئيل عجل ، قال : نعم ، قال : يا جبرئيل عجل قال : (إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ) ثم قال جبرئيل : يا لوط اخرج منها أنت وولدك حتى تبلغ موضع كذا ، قال : يا جبرئيل ان حمرى ضعاف؟ قال :

__________________

(١) التلول جمع التل.

٣٨٥

ارتحل فاخرج منها ، قال : فارتحل حتى إذا كان السحر نزل إليها جبرئيل فادخل جناحه تحتها حتى إذا استعلت قلبها عليهم ورمى جدران المدينة (بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ) ، وسمعت امرأة لوط الهدة (١) فهلكت منها.

١٦٨ ـ وباسناده الى الحسن بن محبوب عن سالم عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال : قيل له : كيف كان يعلم قوم لوط انه قد جاء لوطا رجل؟ قال : كانت امرأته تخرج فتصفر فاذا سمعوا التصفير جاؤا فلذلك كره التصفير.

١٦٩ ـ في كتاب معاني الاخبار ابى رحمه‌الله قال : حدثنا سعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد عن ابن ابى عمير عن عبد الرحمن بن الحجاج عن ابى عبد الله عليه‌السلام في قول الله عزوجل : «فضحكت فبشرناها بإسحق» قال : حاضت.

١٧٠ ـ وفيه ان الصادق عليه‌السلام سلم على رجل فقال الرجل : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ورضوانه ، فقال : لا تجاوزوا بنا قول الملائكة لأبينا إبراهيم عليه‌السلام (رَحْمَتُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ).

١٧١ ـ في أصول الكافي احمد بن محمد عن ابن محبوب عن جميل عن ابى ـ عبيدة الحذاء عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : مر أمير المؤمنين عليه‌السلام بقوم فسلم عليهم فقالوا : عليك السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته ورضوانه ، فقال لهم أمير المؤمنين عليه‌السلام : لا تجاوزوا بنا مثل ما قالت الملائكة لأبينا إبراهيم انما قالوا : (رَحْمَتُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ).

١٧٢ ـ في روضة الكافي على بن محمد عن على بن العباس عن على بن حماد عن عمرو بن شمر عن جابر عن ابى جعفر عليه‌السلام قال : «توقد (مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ) فأصل الشجرة المباركة إبراهيم صلى الله عليه ، وهو قول الله عزوجل : (رَحْمَتُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٧٣ ـ في تفسير العياشي عن أبي عبيدة عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : ان على بن ابى طالب عليه‌السلام مر بقوم فسلم عليهم فقالوا وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته

__________________

(١) الهدة : صوت وقع الحائط ، نحوه.

٣٨٦

ورضوانه ، فقال لهم أمير المؤمنين عليه‌السلام : لا تجاوزوا بنا ما قالت الأنبياء لأبينا إبراهيم انما قالوا : (رَحْمَتُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ). وروى الحسن بن محمد مثله غير انه قال : ما قالت الملائكة لأبينا عليهم‌السلام.

١٧٤ ـ عن عبد الرحمن عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله عزوجل (إِنَّ إِبْراهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ) قال : دعاء. عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر وابى عبد الله عليهما‌السلام مثله.

١٧٥ ـ في أصول الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قلت له : (إِنَّ إِبْراهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ) قال الأواه هو الدعاء.

١٧٦ ـ في تهذيب الأحكام احمد بن محمد بن عيسى عن موسى بن عبد الملك والحسين بن على بن يقطين وموسى بن عبد الملك عن رجل قال : سألت أبا الحسن الرضا عليه‌السلام عن إتيان الرجل المرأة من خلفها؟ قال : أحله آية من كتاب الله عزوجل قول لوط : (هؤُلاءِ بَناتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ) وقد علم انهم لا يريدون الفرج.

في تفسير العياشي عن الحسين بن على بن يقطين قال : سألت أبا الحسن عن إتيان الرجل المرأة من خلفها وذكر مثله. قال مؤلف هذا الكتاب «عفي عنه» قد سبق في الكافي عن أبي عبد الله عليه‌السلام انه قال : عرض عليهم التزويج.

١٧٧ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده الى ابى بصير قال : قال ابو عبد الله عليه‌السلام : ما كان قول لوط : (لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ) الا تمنيا لقوة القائم عليه‌السلام ، ولا ذكر [ركن] الا شدة أصحابه ، لان الرجل منهم يعطى قوة أربعين رجلا وان قلبه لأشد من زبر الحديد ، ولو مروا بجبال الحديد لقطعوها لا يكفون سيوفهم حتى يرضى الله عزوجل.

١٧٨ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده الى ابن مسعود قال : احتجوا في مسجد الكوفة فقالوا ما بال أمير المؤمنين لم ينازع الثلاثة كما نازع طلحة والزبير وعائشة

٣٨٧

ومعاوية؟ فبلغ ذلك عليا عليه‌السلام فأمر أن ينادى الصلوة الجامعة ، فلما اجتمعوا صعد المنبر فحمد الله واثنى عليه ثم قال : معاشر الناس انه بلغني عنكم كذا وكذا؟ قالوا صدق أمير المؤمنين قد قلنا ذلك ، قال : ان لي بسنة الأنبياء أسوة فيما فعلت ، قال الله تعالى في محكم كتابه : (لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) قالوا : ومن يا أمير المؤمنين؟ قال أولهم إبراهيم عليه‌السلام الى أن قال : ولى بابن خالته لوط أسوة إذ قال لقومه : (لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ) فان قلتم ان لوطا كانت له بهم قوة فقد كفرتم وان قلتم لم يكن له بهم قوة فالوصى أعذر.

١٧٩ ـ في تفسير على بن إبراهيم محمد بن جعفر قال : حدثنا محمد بن احمد عن محمد بن الحسين عن موسى بن سعدان عن عبد الله بن القاسم عن صالح عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال في قوله «قوة» قال : القوة لقائم عليه‌السلام ، و «الركن الشديد» ثلاثمائة وثلثة عشر رجلا.

١٨٠ ـ أخبرني الحسن بن على بن مهزيار عن أبيه عن ابن أبى عمير عن بعض أصحابه عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال ما بعث الله نبيا بعد لوط الا في عز من قومه.

١٨١ ـ في تفسير العياشي عن على بن أبى حمزة عن ابى عبد الله عليه‌السلام في قول الله (إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ) مظلما» قال : قال ابو عبد الله عليه‌السلام : وهكذا قرأه أمير المؤمنين عليه‌السلام (١).

١٨٢ ـ في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه‌السلام من خبر الشامي وما سأل

__________________

(١) «في تفسير على بن إبراهيم وكان في لوط رجل عالم ، فقال لهم : يا قوم قد جائكم الذي كان يعدكم لوط ، فاحرسوا ، ولا تدعوه يخرج من بينكم فانه ما دام فيكم لا يأتيكم العذاب ، فاجتمعوا حول داره يحرسونه ، فقال جبرئيل : يا لوط اخرج من بينهم فقال : كيف اخرج وقد اجتمعوا حول داري؟ فوضع بين يديه عمودا من نور فتال له : اتبع هذا العمود (وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ) ، فخرجوا من القرية من تحت الأرض فالفتت امرأته فأرسل الله عليها صخرة فقتلتها ، فلما طلع الفجر صارت الملائكة الاربعة كل واحد في طرف من قريتهم فقلعوها من سبع أرضين الى تخوم الأرض ثم رفعوها في الهواء حتى سمع أهل السماء تباح الكلاب وصراخ الديكة ثم قلبوها عليهم» «منه عفى عنه» (عن هامش بعض النسخ)

٣٨٨

عنه أمير المؤمنين عليه‌السلام في جامع الكوفة حديث طويل وفيه : ثم قام اليه آخر فقال يا أمير المؤمنين أخبرنى عن يوم الأربعاء وتطيرنا منه وثقله وأى أربعاء هو؟ قال آخر أربعاء في الشهر وهو المحاق ، وفيه قتل قابيل هابيل أخاه الى أن قال عليه‌السلام : ويوم الأربعاء جعل الله عزوجل قوم لوط عاليها سافلها ، ويوم الأربعاء أمطر (عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ).

١٨٣ ـ في تفسير على بن إبراهيم حدثني ابى عن سليمان الديلمي عن ابى بصير عن ابى عبد الله عليه‌السلام في قول الله : و (أَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ) منضود مسومة قال : ما من عبد يخرج من الدنيا يستحل عمل قوم لوط الا رمى الله كبده من تلك الحجارة يكون منيته فيها ولكن الخلق لا يرونه.

١٨٤ ـ في تفسير العياشي عن السكوني عن جعفر عن أبيه قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : لما عمل قوم لوط ما عملوا بكت الأرض الى ربها حتى بلغ دموعها العرش ، فأوحى الله عزوجل الى السماء ان احصبيهم (١) واوحى الى الأرض ان اخسفي بهم.

١٨٥ ـ في تفسير على بن إبراهيم ثم ذكر عزوجل هلاك أهل مدين فقال : (وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ وَلا تَنْقُصُوا الْمِكْيالَ وَالْمِيزانَ إِنِّي أَراكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ وَيا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيالَ وَالْمِيزانَ بِالْقِسْطِ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ) قال : بعث الله عزوجل شعيبا الى مدين وهي قرية على طريق الشام فلم يؤمنوا به.

١٨٦ ـ في أصول الكافي على بن إبراهيم عن أبيه وعدة من أصحابنا عن احمد ابن محمد جميعا عن احمد بن محمد بن ابى نصر عن أبان عن رجل عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : خمس ان أدركتموهن فتعوذوا بالله منهن ، الى ان قال : ولم ينقصوا المكيال والميزان الا أخذوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان.

١٨٧ ـ على بن إبراهيم وعدة من أصحابنا عن احمد بن محمد جميعا عن ابن محبوب

__________________

(١) اى أمطر عليهم الحصباء وهو الحصى.

٣٨٩

عن مالك بن عطية عن ابى حمزة عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : وجدنا في كتاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فاذا طفف المكيال والميزان أخذهم الله بالسنين والنقص والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٨٨ ـ في من لا يحضره الفقيه وقال عليه‌السلام في قول الله عزوجل : (إِنِّي أَراكُمْ بِخَيْرٍ) قال : كان سعرهم رخيصا.

١٨٩ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن محمد بن خالد البرقي عن سعد بن سعد عن ابى الحسن عليه‌السلام قال : سألته عن قوم يصغرون القفزان يبيعون بها ، قال : أولئك الذين يبخسون الناس أشياءهم.

١٩٠ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن حفص بن محمد قال : حدثني اسحق بن إبراهيم الدينوري عن عمر بن زاهر عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال : سأله رجل عن القائم يسلم عليه بامرة المؤمنين؟ قال : لا ذاك اسم سمى الله به أمير المؤمنين عليه‌السلام ، لم يسم به أحد قبله ولا يتسمى به بعده الا كافر ، قلت : جعلت فداك كيف يسلم؟ قال : يقولون السلام عليك يا بقية الله ، ثم قرأ : (بَقِيَّتُ اللهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ).

١٩١ ـ الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن على بن أسباط عن صالح بن حمزة عن أبيه عن أبى بكر الحضرمي قال : لما حمل أبو جعفر عليه‌السلام الى الشام الى هشام بن عبد الملك وصار ببابه قال لأصحابه ومن كان بحضرته من بنى امية إذا رأيتمونى قد وبخت محمد بن على ثم رأيتموني قد سكت فليقبل عليه كل رجل منكم فليوبخه ، ثم أمر أن يؤذن له فلما دخل عليه أبو جعفر عليه‌السلام قال بيده : السلام عليكم فعمهم جميعا بالسلام ثم جلس فازداد هشام عليه حنقا (١) بتركه السلام عليه بالخلافة وجلوسه بغير اذن ، فاقبل يوبخه ويقول فيما يقول له : يا محمد بن على لا يزال الرجل منكم قد شق عصا المسلمين ودعا الى نفسه وزعم انه الامام سفها وقلة علم ووبخه بما أراد أن يوبخه ، فلما سكت اقبل عليه القوم رجل بعد رجل يوبخه حتى انقضى آخرهم ، فلما سكت القوم نهض عليه‌السلام قائما ثم قال : أيها الناس اين تذهبون واين يراد بكم؟ بنا هدى الله أولكم وبنا يختم

__________________

(١) الحنق : الغيظ الذي يلازم الإنسان ويلتصق به.

٣٩٠

آخركم ، فان يكن لكم ملك معجل فان لنا ملكا مؤجلا وليس بعد ملكنا ملك لأنا أهل العاقبة : يقول الله عزوجل : (وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) فأمر به الى الحبس فلما صار الى الحبس تكلم فلم يبق في الحبس رجلا الا تر ترشفه وحن اليه (١) فجاء صاحب الحبس الى هشام فقال له يا أمير المؤمنين انى خائف عليك من أهل الشام ان يحولوا بينك وبين مجلسك هذا ، ثم أخبره بخبره فأمره به فحمل على البريد هو وأصحابه ليردوا الى المدينة ، وامر ان لا يخرج لهم الأسواق وحال بينهم وبين الطعام والشراب فساروا ثلثا لا يجدون طعاما ولا شرابا حتى انتهوا الى مدين ، فأغلق باب المدينة دونهم ، فشكا أصحابه الجوع والعطش ، قال : فصعد جبلا يشرف عليهم فقال بأعلى صوته : يا أهل المدينة الظالم أهلها انا بقية الله يقول الله (بَقِيَّتُ اللهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَما أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ) قال : وكان فيهم شيخ كبير فأتاهم فقال لهم : يا قوم هذه والله دعوة شعيب النبي ، والله لئن لم تخرجوا الى هذا الرجل بالأسواق لتؤخذن من فوقكم ومن تحت أرجلكم ، فصدقوني في هذه المرة وأطيعوني وكذبوني فيما تستأنفون فانى ناصح لكم ، فبادروا فاخرجوا الى محمد بن على وأصحابه بالأسواق ، فبلغ هشام بن عبد الملك خبر الشيخ فبعث اليه فحمله فلم يدر ما صنع به.

١٩٢ ـ في عيون الاخبار في باب ذكر مولد الرضا عليه‌السلام حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي رضى الله عنه قال : حدثني ابى عن احمد بن على الأنصاري عن على بن ميثم عن أبيه قال : سمعت أمي تقول : سمعت نجمة أم الرضا عليه‌السلام تقول : لما حملت بابني على لم أشعر بثقل الحمل ، وكنت اسمع في منامي تسبيحا وتهليلا وتمجيدا من بطني ، فيفزعني ذلك ويهولني. فاذا انتبهت لم اسمع شيئا ، فلما وضعته وقع الى الأرض واضعا يده على الأرض رافعا رأسه الى السماء يحرك شفتيه كأنه يتكلم ، فدخل

__________________

(١) الترشف بمعنى المص قال الفيض (ره) وتصحيحه في هذا المقام لا يخلو من تكلف وظني انه بالسين المهملة يعنى مشى اليه مشى المقيد يتحامك برجله مع القيد «انتهى» وفي هامش الكافي : ترشفه : اى مصه وهو كناية عن المبالغة في أخذ العلم عنه. وحن اليه : اشتاق.

٣٩١

اليه أبو موسى بن جعفر عليه‌السلام فقال لي : هنيئا لك يا نجمة كرامة ربك ، فناولته إياه في خرقة بيضاء فاذن في اذنه الأيمن وأقام في الأيسر ودعا بماء الفرات فحنكه به (١) ثم رده الى وقال : خذيه فانه بقية الله عزوجل في أرضه.

١٩٣ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة حدثنا على بن عبد الله الوراق قال : حدثنا سعد بن عبد الله عن احمد بن اسحق بن سعد الأشعري قال : خرج ابو محمد الحسن بن على عليه‌السلام علينا وعلى عاتقه غلام كان وجهه القمر ليلة البدر من أبناء ثلث سنين ، فقال : يا احمد بن اسحق لولا كرامتك على الله عزوجل وعلى حججه ما عرضت عليك إبني هذا ، انه سمى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الى ان قال : فنطق الغلام عليه‌السلام بلسان عربي فصيح فقال. انا بقية الله في أرضه والمنتقم من أعدائه ، ولا تطلب أثرا بعد عين ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٩٤ ـ وباسناده الى محمد بن مسلم الثقفي عن ابى جعفر محمد بن على الباقر عليهما‌السلام حديث طويل يذكر فيه القائم عليه‌السلام يقول : فيه ، فاذا خرج أسند ظهره الى الكعبة واجتمع اليه ثلثمائة وثلثة عشر رجلا فأول ما ينطق به هذه الآية (بَقِيَّتُ اللهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) ثم يقول : انا بقية الله وحجته وخليفته عليكم فلا يسلم اليه مسلم الا قال : السلام عليك يا بقية الله في أرضه.

١٩٥ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليه‌السلام حديث طويل يقول فيه عليه‌السلام وقد ذكر الحجج : هم بقية الله يعنى المهدي عليه‌السلام الذي يأتى عند انقضاء هذه النظرة ، فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما.

١٩٦ ـ في تفسير على بن إبراهيم : (قالُوا يا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ ما يَعْبُدُ آباؤُنا) الى قوله : (الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ) قال : قالوا : انك لانت السفيه الجاهل فكنى الله عزوجل قولهم (٢) فقالوا (إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ).

١٩٧ ـ في نهج البلاغة من كتاب له عليه‌السلام الى معاوية جوابا قال فيه عليه‌السلام بعد ان

__________________

(١) اى ذلك أعلى داخل فمه به.

(٢) وفي بعض النسخ «فحكى الله عزوجل قولهم».

٣٩٢

ذكر عثمان وقتله : وما كنت لاعتذر من انى كنت أنقم عليه أحداثا فان كان الذنب اليه إرشادي وهدايتي له فرب ملوم لا ذنب له وقد يستفيد ظنة المتنصح وما أردت الا الإصلاح و (مَا اسْتَطَعْتُ وَما تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ).

١٩٨ ـ في كتاب التوحيد باسناده الى عبد الله بن الفضل الهاشمي عن ابى عبد الله عليه‌السلام حديث طويل وفيه فقلت : قوله عزوجل : (وَما تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللهِ) وقوله عزوجل : (إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللهُ فَلا غالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ) فقال : إذا فعل العبد ما أمره الله عزوجل به من الطاعة كان فعله وفقا لأمر الله عزوجل ، وسمى العبد به موفقا ، وإذا أراد العبد أن يدخل في شيء من معاصي الله فحال الله تبارك وتعالى بينه وبين تلك المعصية فتركها كان تركه لها بتوفيق الله تعالى ذكره ، ومتى خلى بينه وبين المعصية فلم يخل بينه وبينها حتى يرتكبها فقد خذله ولم ينصره ولم يوفقه.

١٩٩ ـ في أصول الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن ابن محبوب عن محمد بن النعمان الأحول عن سلام بن المستنير عن أبى جعفر عليه‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حديث طويل يقول فيه لأصحابه : ولو لا أنكم تذنبون فتستغفرون الله لخلق الله خلقا حتى يذنبوا ثم يستغفروا الله فيستغفر لهم ان المؤمن مفتن تواب ، اما سمعت قول الله عزوجل : (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) وقال : (اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ).

٢٠٠ ـ في كتاب الخصال عن أبى عبد الله عن أبيه عليهما‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أربع خصال من كن فيه كان في نور الله الأعظم الى أن قال : ومن إذا أصاب خطيئة قال : استغفر الله وأتوب اليه.

٢٠١ ـ في تفسير العياشي عن محمد بن الفضيل عن الرضا عليه‌السلام قال : سألته عن انتظار الفرج من الفرج؟ قال : ان الله تبارك وتعالى يقول : (وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ).

٢٠٢ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده الى احمد بن محمد بن أبى نصر قال : قال الرضا عليه‌السلام : ما أحسن الصبر وانتظار الفرج أما سمعت قول الله عزوجل يقول :

٣٩٣

(وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ) وقوله عزوجل : (فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ) فعليكم بالصبر فانه انما يجيء الفرج على اليأس ، فقد كان الذي من قبلكم أصبر منكم.

٢٠٣ ـ في مجمع البيان وروى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله انه قال : كان شعيب عليه‌السلام خطيب الأنبياء.

٢٠٤ ـ في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه‌السلام من خبر الشامي وما سأل عن أمير المؤمنين عليه‌السلام في جامع الكوفة حديث طويل وفيه ثم قام اليه آخر فقال : يا أمير المؤمنين أخبرنى عن يوم الأربعاء وتطيرنا منه وثقله واى أربعاء هو؟ قال : آخر أربعاء في الشهر وهو المحاق وفيه قتل قابيل هابيل أخاه الى أن قال عليه‌السلام ويوم الأربعاء أخذتهم الصيحة

٢٠٥ ـ في تفسير العياشي عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه‌السلام قرأ «فمنها قائما وو حصيدا» بالنصب ثم قال : يا با محمد لا يكون الحصيد الا بالحديد ، وفي رواية اخرى فمنها قائما وحصيدا يكون الحصيد بالحديد.

٢٠٦ ـ في مجمع البيان : (وَكَذلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذا أَخَذَ الْقُرى وَهِيَ ظالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ) وفي الصحيحين عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله انه قال : ان الله يمهل الظالم حتى إذا أخذه لم يفلته.

٢٠٧ ـ في كتاب معاني الاخبار حدثنا أبى رحمه‌الله قال : حدثنا أحمد بن إدريس عن محمد بن أحمد بن يحيى ومحمد بن على بن محبوب عن محمد بن عيسى بن عبيد عن صفوان بن يحيى عن اسمعيل بن جابر عن رجاله عن أبى عبد الله عليه‌السلام في قول الله عزوجل : (ذلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ) قال : الشهود يوم عرفة ، والمجموع له الناس يوم القيمة.

٢٠٨ ـ وباسناده الى محمد بن هاشم عمن روى عن ابى جعفر عليه‌السلام قال : سأله الأبرش الكلبي عن قول الله عزوجل : (وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ) فقال ابو جعفر عليه‌السلام : ما قيل لك؟ فقال : قالوا : شاهد يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة فقال ابو جعفر عليه‌السلام ليس كما قيل لك ، الشاهد يوم عرفة والمشهود يوم القيمة اما تقرأ القرآن قال الله عزوجل : (ذلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ).

٣٩٤

٢٠٩ ـ في تفسير العياشي عن محمد بن مسلم عن أحدهما قال في قول الله (ذلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ) فذلك يوم القيمة وهو اليوم الموعود.

٢١٠ ـ في روضة الكافي كلام لعلى بن الحسين عليه‌السلام في الوعظ والزهد في الدنيا وفيه : واعلم يا ابن آدم ان من وراء هذا أعظم وأفظع وأوجع للقلوب يوم القيمة (ذلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ) يجمع الله عزوجل فيه الأولين والآخرين.

٢١١ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن بريد بن معاوية عن محمد بن مسلم عن ابى جعفر عليه‌السلام في خطبة يوم الجمعة الخطبة الاولى : الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه الى ان قال عليه‌السلام : وقد أخبركم الله من منازل من آمن وعمل صالحا ومن منازل من كفر وعمل في غير سبيله ، وقال : (ذلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ وَما نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ* فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ* وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ عَطاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ) نسأل الله الذي جمعنا لهذا الجمع ان يبارك لنا في يومنا هذا ، وان يرحمنا جميعا انه على كل شيء قدير.

٢١٢ ـ في كتاب التوحيد باسناده الى عبد الله بن سلام مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله انه قال : سألت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقلت : أخبرني أيعذب الله عزوجل خلقا بلا حجة؟

فقال : معاذ الله ، قلت : فأولاد المشركين في الجنة أم في النار ، فقال : الله تبارك وتعالى اولى بهم انه إذا كان يوم القيمة وجمع الله عزوجل الخلايق لفصل القضاء يأتى بأولاد المشركين فيقول لهم : عبيدي وإمائي من ربكم وما دينكم وما أعمالكم قال : فيقولون : اللهم ربنا أنت خلقتنا ولم نخلق شيئا ، وأنت أمتنا ولم نمت شيئا ، ولم تجعل لنا ألسنة تنطق ولا اسماعا تسمع ، ولا كتابا نقرأه ولا رسولا فنتبعه ، و (لا عِلْمَ لَنا إِلَّا ما عَلَّمْتَنا) ، قال فيقول لهم عزوجل : عبيدي وإمائي ان أمرتكم بأمر تفعلونه ،

٣٩٥

فيقولون : السمع والطاعة لك يا ربنا ، قال : فيأمر الله عزوجل نارا يقال له الفلق أشد شيء في جهنم عذابا ، فتخرج من مكانها سوداء مظلمة بالسلاسل والأغلال فيأمرها الله عزوجل أن تنفخ في وجوه الخلايق نفخة ، فتنفخ فمن شدة نفختها تنقطع السماء وتنطمس النجوم وتجمد البحار وتزول الجبال وتظلم الأبصار وتضع الحوامل حملها ، وتشيب الولدان من هولها يوم القيمة ثم يأمر الله تبارك وتعالى أطفال المشركين ان يلقوا أنفسهم في تلك النار ، فمن سبق له في علم الله عزوجل أن يكون سعيدا القى نفسه فيها فكانت عليه بردا وسلاما كما كانت على إبراهيم عليه‌السلام ومن سبق له في علم الله عزوجل ان يكون شقيا امتنع فلم يلق نفسه في النار ، فيأمر الله تبارك وتعالى النار فتلتفظ لتركه امر الله وامتناعه من الدخول فيها فيكون تبعا لآبائه في جهنم وذلك قول الله عزوجل : (فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ* وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ عَطاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ).

٢١٣ ـ حدثنا الشريف ابو على محمد بن احمد بن محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن على بن ابى طالب قال : حدثنا محمد بن قتيبة النيسابوري عن الفضل بن شاذان عن محمد بن ابى عمير قال : سالت أبا الحسن موسى بن جعفر عليه‌السلام عن معنى قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الشقي من شقي في بطن امه والسعيد من سعد في بطن امه ، فقال : الشقي من علم الله عزوجل وهو في بطن امه انه سيعمل عمل الأشقياء ، والسعيد من علم الله وهو في بطن امه انه سيعمل عمل السعداء.

٢١٤ ـ في أصول الكافي محمد بن اسمعيل عن الفضل بن شاذان عن صفوان بن يحيى عن منصور بن حازم عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال : ان الله خلق السعادة والشقاوة قبل ان يخلق خلقه ، فمن خلقه الله سعيدا لم يبغضه أبدا وان عمل شرا أبغض عمله ولم يبغضه أبدا وان كان شقيا لم يحبه أبدا وان عمل صالحا أحب عمله وأبغضه لما يصير اليه فاذا أحب الله شيئا لم يبغضه أبدا وإذا أبغض شيئا لم يحبه أبدا.

٢١٥ ـ على بن محمد رفعه عن شعيب العقرقوفي عن ابى بصير قال : كنت بين

٣٩٦

يدي أبى عبد الله عليه‌السلام جالسا وقد سأله سائل فقال : جعلت فداك يا ابن رسول الله من اين لحق الشقاء أهل المعصية حتى حكم لهم في علمه بالعذاب على عملهم؟ فقال ابو عبد الله عليه‌السلام : ايها السائل حكم الله عزوجل لا يقوم له أحد من خلقه بحقه ، فلما حكم بذلك وهب لأهل محبته القوة على معرفته ، ووضع عنهم ثقل العمل بحقيقة ما هم أهله ، ووهب لأهل المعصية القوة على معصيتهم لسبق فيهم ، ومنعهم اطاقة القبول منه ، فواقعوا ما سبق لهم في علمه ولم يقدروا ان يأتوا حالا تنجيهم من عذابه ، لان علمه اولى بحقيقة التصديق ، وهو معنى شاء ما شاء وهو سره (١).

٢١٦ ـ عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن النضر بن سويد عن يحيى بن عمران الحلبي عن معلى بن عثمان عن على بن حنظلة عن أبي عبد الله عليه‌السلام انه قال : يسلك بالسعيد في طريق الأشقياء حتى يقول الناس : ما أشبهه بهم بل هو منهم ، ثم تتداركه السعادة ، وقد يسلك بالشقي طريق السعداء حتى يقول الناس : ما أشبهه بهم بل هو منهم ثم يتداركه الشقاء ، ان من كتبه الله سعيدا وان لم يبق من الدنيا الا فواق ناقة ختم له بالسعادة.

٢١٧ ـ في كتاب التوحيد عن ابى عبد الله عليه‌السلام انه قال : ان الله تعالى ينقل العبد من الشقاء الى السعادة ، ولا ينقله من السعادة الى الشقاء.

٢١٨ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده الى محمد بن عبد الله بن زرارة عن على بن عبد الله عن أبيه عن جده عن أمير المؤمنين عليه‌السلام حديث طويل يقول فيه عليه‌السلام : تحول النطفة في الرحم أربعين يوما ، فمن أراد ان يدعو الله عزوجل ففي تلك الأربعين قبل ان تخلق ، ثم يبعث الله عزوجل ملك الأرحام فيأخذها فيصعد بها الى الله عزوجل ، فيقف ما شاء الله فيقول : يا الهى أذكر أم أنثى؟ فيوحى الله عزوجل ما يشاء ويكتب الملك ثم يقول : الهى أشقى أم سعيد؟ فيوحى الله عزوجل من ذلك ما يشاء ويكتب الملك

__________________

(١) لهذا الحديث بيان طويل للعلامة الأستاذ الطباطبائى دام ظله ذكره في ذيله في الكافي ج ١ : ١٥٣ ويظهر منه معنى الحديث الآتي أيضا فراجع.

٣٩٧

٢١٩ ـ في كتاب معاني الاخبار حدثنا محمد بن القاسم المفسر الجرجاني قال : حدثنا احمد بن الحسن الحسيني عن الحسن بن على الناصر عن أبيه عن محمد ابن على عن أبيه الرضا عليه‌السلام عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد ابن على عن أبيه على بن الحسين عن أبيه الحسين عليهم‌السلام قال : قيل لأمير المؤمنين عليه‌السلام : صف لنا الموت ، فقال على عليه‌السلام : على الخبير سقطتم ، هو أحد أمور ثلثة يرد عليها ، اما بشارة بنعيم أبدا ، واما بشارة بعذاب أبدا ، واما تخويف وتهويل وامر مبهم لا يدرى من أى الفريقين هو ، فاما ولينا المطيع لأمرنا فهو المبشر بنعيم الأبد واما عدونا المخالف علينا فهو المبشر بعذاب الأبد ، واما المبهم أمره الذي لا يدرى ما حاله فهو المؤمن المسرف على نفسه لا يدرى ما يئول اليه حاله ، يأتيه الخبر مبهما محزنا ثم لن يسويه الله عزوجل بأعدائنا لكن يخرجه من النار بشفاعتنا ، فاعملوا وأطيعوا ولا تنكلوا ولا تستصغروا عقوبة الله عزوجل ، فان من المسرفين من لا يلحق شفاعتنا الا بعد عذاب ثلاثمائة ألف سنة.

٢٢٠ ـ في كتاب الخصال عن جعفر بن محمد عن أبيه عن على عليهم‌السلام انه قال : حقيقة السعادة أن يختم للرجل عمله بالسعادة ، وحقيقة الشقاوة أن يختم للمرء عمله بالشقاوة.

٢٢١ ـ عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن على عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من علامات الشقاء جمود العينين وقسوة القلب وشدة الحرص في طلب الرزق ، والإصرار على الذنب.

٢٢٢ ـ وبالإسناد عن على عليه‌السلام عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله انه قال : يا على أربع خصال من الشقاء جمود العين وقساوة القلب وبعد الأمل وحب البقاء.

٢٢٣ ـ في تفسير العياشي عن مسعدة بن صدقة قال : قص أبو عبد الله عليه‌السلام قصص أهل الميثاق من أهل الجنة وأهل النار فقال في صفات أهل الجنة : فمنهم من لقى الله شهيدا لرسله ثم من في صفتهم حتى بلغ من قوله : ثم جاء الاستثناء من الله في الفريقين جميعا ، فقال الجاهل بعلم التفسير : ان هذا الاستثناء من الله انما هو لمن دخل الجنة

٣٩٨

والنار ، وذلك ان الفريقين جميعا يخرجان منها وليس فيهما أحد ، وكذبوا ، انما عنى بالاستثناء ان ولد آدم كلهم وولد الجان معهم على الأرض والسموات تظلهم فهو ينقل المؤمنين حتى يخرجهم الى ولاية الشياطين وهي النار ، فذلك الذي عنى الله في أهل الجنة والنار ما دامت السموات والأرض ، يقول في الدنيا ، والله تبارك وتعالى ليس مخرج أهل الجنة منها ولا كل أهل النار منها أبدا ، كيف يكون ذلك وقد قال الله في كتابه : (ماكِثِينَ فِيهِ أَبَداً) ليس فيها استثناء وكذلك قال أبو جعفر : من دخل في ولاية آل محمد دخل الجنة ومن دخل في ولاية عدوهم دخل النار ، وهذا الذي على الله تفسير من الاستثناء في الخروج من الجنة والنار والدخول.

٢٢٤ ـ عن زرارة قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام في قول الله : (وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ) الى آخر الآيتين قال : هاتان الآيتان في غير أهل الخلود من أهل الشقاوة والسعادة ، ان شاء الله يجعلهما حين (١) ولا تزعم يا زرارة انى أزعم ذلك.

٢٢٥ ـ حمران قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام قلت : جعلت فداك قول الله : (خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ) لأهل النار ، أفرأيت قوله لأهل الجنة (خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ) قال : نعم ان شاء جعل لهم دنيا فردهم وما شاء ، وسئل عن قول الله : (خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ) فقال : هذه في الذين يخرجون من النار.

٢٢٦ ـ عن ابى بصير عن ابى جعفر عليه‌السلام في قوله : (فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ) قال : في ذكر أهل النار استثنى وليس في ذكر أهل الجنة استثناء (أَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ عَطاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ) (٢) وفي رواية حماد عن حريز عن أبى عبد الله عليه‌السلام (عَطاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ) بالذال (٣).

__________________

(١) كذا في النسخ ولا يخلو عن التصحيف وفي المصدر «يجعلهم خارجين» وهو الظاهر.

(٢) في البحار «غيره مجدود» بالدال المهملة وهو الصحيح بحسب السياق.

(٣) للمجلسي (ره) في تلك الاخبار بيان طويل راجع ج ٣ ط كمبانى ص ٣٩٢.

٣٩٩

٢٢٧ ـ في روضة الكافي على بن محمد عن على بن العباس عن الحسين بن عبد الرحمن عن عاصم بن حميد عن أبى حمزة عن أبي جعفر عليه‌السلام في قول الله عزوجل : (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ). قال : اختلفوا كما اختلف هذه الأمة في الكتاب وسيختلفون في الكتاب الذي مع القائم الذي يأتيهم به حتى ينكره ناس كثير ، فيقدمهم فيضرب أعناقهم ، واما قوله : (وَلَوْ لا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) قال : لولا ما تقدم فيهم من الله عز ذكره ما أبقى القائم منهم أحدا.

٢٢٨ ـ في تفسير على بن إبراهيم قوله : (وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمالَهُمْ) قال : في القيمة (وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا) قال : ركون مودة ونصيحة وطاعة

٢٢٩ ـ في مجمع البيان وروى عنهم عليهم‌السلام ان الركون المودة والنصيحة والطاعة.

٢٣٠ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد رفعه عن أبى عبد الله عليه‌السلام في قول الله عزوجل : (وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ) قال : هو الرجل يأتى السلطان فيحب بقاءه الى أن يدخل يده كيسه فيعطيه.

٢٣١ ـ في روضة الكافي كلام لعلى بن الحسين عليهما‌السلام في الوعظ والزهد في الدنيا : ولا تركنوا الى الدنيا فان الله عزوجل قال لمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله : (وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ).

٢٣٢ ـ في كتاب الخصال وعن الحسين بن على عليهما‌السلام قال : ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله اوصى على بن ابى طالب عليه‌السلام فيما كان اوصى به ان قال : لا تركن الى ظالم وان كان حميما قريبا.

٢٣٣ ـ في تفسير العياشي عن أبي عبد الله عليه‌السلام (وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ) قال : اما انه لم يجعلها خلودا ولكن تمسكم فلا تركنوا إليهم.

٢٣٤ ـ في تهذيب الأحكام احمد بن محمد بن عيسى عن حماد عن حريز عن زرارة عن ابى جعفر عليه‌السلام حديث طويل وفيه : وقال في ذلك : أقم الصلوة طرفي

٤٠٠