تفسير نور الثقلين - ج ٢

الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي

تفسير نور الثقلين - ج ٢

المؤلف:

الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي


المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
الموضوع : القرآن وعلومه
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٧١

عزوجل عليه وفيها يقول عليه‌السلام : الا وانى مخصوص في القرآن بأسماء احذروا ان تغلبوا عليها فتضلوا في دينكم ، يقول الله عزوجل : «ان الله مع الصادقين» انا ذلك الصادق.

٣٩٩ ـ في أمالي شيخ الطائفة «قدس‌سره» باسناده الى جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) قال : مع على ابن ابى طالب عليه‌السلام.

٤٠٠ ـ في تهذيب الأحكام في الدعاء بعد صلوة الغدير المسند الى الصادق عليه‌السلام : ربنا انك أمرتنا بطاعة ولاة أمرك وأمرتنا ان تكونوا مع الصادقين فقلت : (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) وقلت : (اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) فسمعنا وأطعنا ربنا فثبت أقدامنا وتوفنا مسلمين مصدقين لأوليائك ، و (لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ).

٤٠١ ـ في تفسير العياشي عن أبى حمزة الثمالي عن أبى جعفر عليه‌السلام قال : قلت :

أصلحك الله اى شيء إذا أنا عملته استكملت حقيقة الايمان؟ قال : توالى أولياء الله محمد رسول الله وعلى والحسن والحسين وعلى بن الحسين ثم انتهى الأمر إلينا ثم إبني جعفر وأومى الى جعفر وهو جالس ، فمن والى هؤلاء فقد والى أولياء الله وكان مع الصادقين كما امره الله ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة (١).

٤٠٢ ـ في تفسير على بن إبراهيم وقال على بن إبراهيم رحمه‌الله : وقوله

__________________

(١) «في كتاب سعد السعود لابن طاووس رحمه‌الله ، فصل فيما نذكره من مجلد قالب الثمن عتيق عليه مكتوب : الاول من تفسير أبى جعفر محمد بن على بن الحسين صلوات الله عليه رواية ابى الجارود عنه ، وقال بعد هذا : فصل فيما نذكره من الجزء الثالث من تفسير الباقر عليه‌السلام من وجهة ثانية من ثانى سطر بلفظه : وأما قوله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) ، يقول : كونوا مع على بن أبى طالب وآل محمد ، قال الله : (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ) ـ وهو حمزة بن عبد المطلب ـ (وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ) ـ وهو على بن أبي طالب ـ يقول الله : (وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) وقال الله : (اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) وهم هاهنا آل محمد. منه عفى عنه» كذا في هامش بعض النسخ وكتاب سعد السعود غير موجود عندي والعبارة لا تخلو من التصحيف.

٢٨١

عزوجل : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) قال : هم الائمة عليهم‌السلام ، وقوله (وَلا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً وَلا يَقْطَعُونَ وادِياً إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللهُ أَحْسَنَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ) قال : كلما فعلوا من ذلك جازاهم الله عليه.

٤٠٣ ـ في أصول الكافي على بن محمد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى عن على بن أبى حمزة قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : تفقهوا في الدين فانه من لم يتفقه منكم في الدين فهو أعرابي ، ان الله يقول في كتابه : (لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ).

٤٠٤ ـ محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن صفوان عن يعقوب بن شعيب قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : إذا حدث على الامام حدث كيف يصنع الناس؟ قال : اين قول الله عزوجل : (فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ)؟ قال : هم في عذر ما داموا في الطلب ، وهؤلاء الذين ينتظرونهم في عذر حتى يرجع إليهم أصحابهم.

٤٠٥ ـ على بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن قال : حدثنا حماد عن عبد الأعلى قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول العامة : ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : من مات وليس له امام مات ميتة جاهلية؟ قال : الحق والله ، قلت : فان إماما هلك ورجل بخراسان لا يعلم من وصيه لم يسعه ذلك؟ قال : لا يسعه ان الامام إذا هلك وقعت حجة وصيه على من هو معه في البلد ، وحق النفر على من ليس بحضرته إذا بلغهم ان الله عزوجل يقول : (فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٤٠٦ ـ محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن خالد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن بريد بن معاوية عن محمد بن مسلم قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : أصلحك الله بلغنا شكواك وأشفقنا فلو أعلمتنا [أو علمتنا] من؟ فقال : ان عليا عليه‌السلام كان عالما والعلم يتوارث ، فلا يهلك عالم الا بقي من بعده من يعلم مثل علمه أو ما شاء الله ، قلت : أفيسع الناس إذا مات العالم ان لا يعرفوا الذي بعده فقال

٢٨٢

اما أهل هذه البلدة فلا ، يعنى المدينة ، واما غيرها من البلدان فبقدر مسيرهم ان الله عزوجل يقول : (وَما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٤٠٧ ـ في عيون الاخبار في باب العلل التي ذكر الفضل بن شاذان انه سمعها من الرضا عليه‌السلام فان قال : فلم أمر بالحج؟ قيل : لعله لوفادة وطلب الزيادة الى أن قال : مع ما فيه من النفقة ونقل اخبار الائمة عليهم‌السلام الى كل صقع وناحية (١) كما قال الله عزوجل : (فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ * وليشهدوا منافع لهم).

٤٠٨ ـ في كتاب علل الشرائع حدثنا على بن احمد «رحمه‌الله» قال : حدثنا محمد بن ابى عبد الله الكوفي عن ابى الخير صالح بن ابى حماد عن احمد بن هلال عن محمد بن ابى عمير عن عبد الله بن المؤمن الأنصاري قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : ان قوما يروون ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : اختلاف أمتي رحمة؟ فقال : صدقوا. فقلت : ان كان اختلافهم رحمة فاجتماعهم عذاب؟ قال : ليس حيث تذهب وذهبوا ، انما أراد قول الله عزوجل : (فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) فأمرهم ان ينفروا الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ويختلفوا اليه فيتعلموا ثم يرجعوا الى قومهم فيعلموهم ، انما أراد اختلافهم من البلدان لا اختلافا في دين الله انما الدين واحد.

٤٠٩ ـ وباسناده الى عبد الجبار عمن ذكره عن يونس بن يعقوب عن عبد الأعلى قال : قلت لأبي الحسن عليه‌السلام : ان بلغنا وفات الامام كيف نصنع؟ قال : عليكم النفير قلت : النفير جميعا؟ قال : ان الله يقول : (فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ) الاية ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٤٠١ ـ في تفسير العياشي عن يعقوب بن شعيب عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال :

__________________

(١) الصقع ـ بالضم ـ بمعنى الناحية أيضا.

٢٨٣

قلت له : إذا حدث للإمام حدث كيف يصنع الناس؟ قال : يكونون كما قال الله : (فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ) الى قوله : (يَحْذَرُونَ) قال : قلت : فما حالهم؟ قال : هم في عذر.

٤١١ ـ وعنه أيضا في رواية اخرى ما تقول في قوم هلك امامهم كيف يصنعون؟

قال فقال لي : أما تقرأ كتاب الله : (فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ) الى قوله : (يَحْذَرُونَ)؟ قلت : جعلت فداك فما حال المنتظرين حتى يرجع المتفقهون؟ قال فقال لي : رحمك الله أما علمت انه كان بين محمد وعيسى صلى الله عليهما وآلهما خمسون ومأتا سنة ، فمات قوم على دين عيسى انتظارا لدين محمد فأتاهم الله أجرهم مرتين.

٤١٢ ـ عن احمد بن محمد عن ابى الحسن الرضا عليه‌السلام قال : كتب الى : انما شيعتنا من تابعنا ولم يخالفنا ، فاذا خفنا خاف ، وإذا امنا امن ، قال الله : (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ) الآية فقد فرضت عليكم المسئلة والرد إلينا ولم يفرض علينا الجواب.

٤١٣ ـ عن عبد الأعلى قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : بلغنا وفاة الامام؟ قال : عليكم النفر قلت : جميعا؟ قال ان الله يقول : (فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا) الآية قلت : نفرنا فمات بعضنا في الطريق؟ قال : فقال : (وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ) الى قوله : (أَجْرُهُ عَلَى اللهِ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٤١٤ ـ عن ابى بصير قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : تفقهوا فانه من لم يتفقه منكم فانه أعرابى ، ان الله يقول في كتابه (لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ) الى قوله : (يَحْذَرُونَ).

٤١٥ ـ في أصول الكافي الحسين بن محمد عن جعفر بن محمد عن القاسم بن الربيع عن المفضل بن عمر قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : عليكم بالتفقه في دين الله ولا تكونوا أعرابا فانه من لم يتفقه في دين الله لم ينظر الله اليه يوم القيمة ولم يزك له عملا.

٤١٦ ـ محمد بن اسمعيل عن الفضل بن شاذان عن ابن ابى عمير عن جميل بن دراج

٢٨٤

عن أبان بن تغلب عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال : لوددت ان أصحابى ضربت رؤسهم بالسياط حتى يتفقهوا.

٤١٧ ـ على بن محمد عن سهل بن زياد عن محمد بن عيسى عمن رواه عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال : قال له رجل : جعلت فداك رجل عرف هذا الأمر لزم بيته ولم يتعرف الى أحد من إخوانه ، قال : فقال : وكيف يتفقه هذا في دينه؟

٤١٨ ـ محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن اسمعيل عن الفضل ابن شاذان النيسابوري جميعا عن صفوان بن يحيى عن أبى الحسن الرضا عليه‌السلام قال : ان من علامات الفقه الحلم والصمت.

٤١٩ ـ في كتاب الخصال عن موسى بن أكيل قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : لا يكون الرجل فقيها حتى لا يبالي أى ثوبيه ابتذل وبما سد فورة الجوع.

٤٢٠ ـ عن الحارث الأعور قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : ثلث بهن يكمل المسلم : النفقة في الدين والتقدير في المعيشة والصبر على النوائب (١).

٤٢١ ـ في تفسير العياشي عن عمران بن عبد الله التيمي عن جعفر بن محمد عليهما‌السلام في قول الله تبارك وتعالى : (قاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ) قال : الديلم.

٤٢٢ ـ في تفسير على بن إبراهيم (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً) قال : يجب على كل قوم أن يقاتلوا ممن يليهم ممن يقرب من بلادهم ولا يجوزوا ذلك الموضع ، والغلظة اى غلظوا لهم القول والقتل.

٤٢٣ ـ في أصول الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن يزيد قال : حدثنا ابو عمر والزبيري عن ابى عبد الله عليه‌السلام وذكر حديثا طويلا وفيه بعد أن قال عليه‌السلام : ان الله تبارك وتعالى فرض الايمان على جوارح ابن آدم وقسمه عليها ، وفرقه فيها وبين ذلك قلت قد فهمت نقصان الايمان وتمامه فمن أين جاءت زيادته؟ قال : قول الله عزوجل : (وَإِذا ما أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زادَتْهُ هذِهِ إِيماناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزادَتْهُمْ إِيماناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ* وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ)

__________________

(١) النوائب : المصائب.

٢٨٥

وقال : (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْناهُمْ هُدىً) ولو كان كله واحدا لا زيادة فيه ولا نقصان لم يكن لأحد منهم فضل على أخيه ولاستوت النعم فيه ، ولا استوى الناس وبطل التفضيل ، ولكن بتمام الايمان دخل المؤمنون الجنة وبالزيادة في الايمان تفاضل المؤمن بالدرجات عند الله ، وبالنقصان دخل المفرطون النار.

٤٢٤ ـ في نهج البلاغة ومن حديثه عليه‌السلام : ان الايمان يبدو لمظة (١) في القلب كلما ازداد الايمان ازدادت اللمظة.

٤٢٥ ـ في تفسير العياشي عن زرارة بن أعين عن ابى جعفر عليه‌السلام : (وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ) يقول : شكا الى شكهم.

٤٢٦ ـ عن ثعلبة عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال : قال الله تبارك وتعالى لقد جائكم رسول من أنفسكم قال فينا (عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ) قال : فينا حريص عليكم قال فينا (بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ) قال : شركنا المؤمنين في هذه الرابعة وثلثة لنا.

٤٢٧ ـ عن عبد الله بن سليمان عن ابى جعفر عليه‌السلام قال : تلا هذه الآية (لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ) قال : من أنفسنا قال : (عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ) قال : ما عنتنا (٢) قال : (حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ) علينا (بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ) [قال : بشيعتنا رؤف رحيم] فلنا ثلثة أرباعها ولشيعتنا ربعها.

٤٢٨ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن عبد الله بن جعفر عن السياري عن محمد بن بكر عن ابى الجارود عن الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين عليه‌السلام انه قام اليه رجل فقال : يا أمير المؤمنين ان ارضى ارض مسبعة وان السباع تغشى منزلي ولا تجوز حتى تأخذ فريستها (٣) فقال : اقرء : (لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللهُ لا إِلهَ

__________________

(١) اللمظة النقطة من البياض.

(٢) هذا هو الظاهر الموافق للمصدر لكن في الأصل «ما عندنا» وهو مصحف.

(٣) ارض مسبعة : تكثر فيها السباع وفريسة الأسد : التي تكسرها.

٢٨٦

إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) فقرأها الرجل فاجتنبته السباع ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٤٢٩ ـ في روضة الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن يحيى بن مبارك عن عبد الله بن جبلة عن اسحق بن عمار عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : هكذا انزل الله عزوجل : «لقد جاءنا رسول من أنفسنا عزيز عليه ما عنتنا حريص علينا بالمؤمنين رؤف رحيم».

٤٣٠ ـ في من لا يحضره الفقيه في وصية النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلى عليه‌السلام : يا على من خاف من السباع فليقرأ : (لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ) الى آخر السورة

٤٣١ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي «رحمه‌الله» عن معمر بن شداد قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ثم وصفني الله تعالى بالرأفة والرحمة وذكر في كتابه : (لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٤٣٢ ـ في مجمع البيان : (لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ) قيل : معناه انه من نكاح لم يصبه شيء من ولادة الجاهلية عن الصادق عليه‌السلام.

٤٣٣ ـ وقرأ ابن عباس وابن علية وابن محيصن والزهري «أنفسكم» بفتح الفاء وقيل : انها قراءة فاطمة عليها‌السلام.

٤٣٤ ـ في جوامع الجامع وقرء من «أنفسكم» اى من أشرفكم وأفضلكم وقيل : هي قراءة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وفاطمة عليهما‌السلام.

٤٣٥ ـ في تفسير على بن إبراهيم ويقرأ «من أنفسكم» اى من أشرفكم.

٤٣٦ ـ في كتاب التوحيد حدثنا على بن احمد بن محمد بن عمران الدقاق «رحمه‌الله» قال : حدثنا محمد بن ابى عبد الله الكوفي قال : حدثنا محمد بن اسمعيل البرمكي قال : حدثنا الحسين بن الحسن قال : حدثني ابى عن حنان بن سدير قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن العرش والكرسي فقال : ان للعرش صفات كثيرة مختلفة ، له في

٢٨٧

كل سبب وضع (١) في القرآن صفة على حدة. فقوله : (رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) يقول : الملك العظيم ، وقوله : (الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى) يقول : على الملك احتوى وهذا ملك الكيفوفية في الأشياء ، ثم العرش في الوصل متفرد من الكرسي لأنهما بابان من أكبر أبواب الغيوب ، وهما جميعا غيبان وهما في الغيب مقرونان ، لان الكرسي هو الباب الظاهر من الغيب الذي منه مطلع البدع ومنه الأشياء كلها والعرش هو الباب الباطن الذي يوجد فيه علم الكيف والكون والحمد والقدر والأين والمشية وصفة الارادة وعلم الألفاظ والحركات والترك وعلم العود والبدأ. فهما في العلم بابان مقرونان ، لان ملك العرش سوى ملك الكرسي ، وعلمه اغيب من علم الكرسي ، فمن ذلك قال : (رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) اى صفته أعظم من صفة الكرسي وهما في ذلك مقرونان.

٤٣٧ ـ حدثنا محمد بن الحسن بن احمد بن الوليد «رحمه‌الله» قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن على بن اسمعيل عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني عن ابى الطفيل عن ابى جعفر عن على بن الحسين عليهم‌السلام قال : ان الله عزوجل خلق العرش أرباعا لم يخلق قبله الا ثلثة أشياء الهواء والقلم والنور ، ثم خلقه من أنوار مختلفة فمن ذلك النور نور أخضر اخضرت منه الخضرة ، ونور اصفر اصفرت منه الصفرة ، ونور أحمر احمرت منه الحمرة ، ونور ابيض وهو نور الأنوار ، ومنه ضوء النهار ، ثم جعله سبعين الف طبق ، غلظ كل طبق كأول العرش الى أسفل السافلين ليس من ذلك طبق الا يسبح بحمد ربه ويقدسه بأصوات مختلفة ، والسنة غير مشتبهة ، ولو اذن للسان منها فأسمع شيئا مما تحته لهدم الجبال والمداين والحصون ، والخسف البحار ولأهلك ما دونه ، له ثمانية أركان على كل ركن منها من الملائكة ما لا يحصى عددهم الا الله عزوجل ، (يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لا يَفْتُرُونَ) ، ولو حس شيء مما فوقه ما قام لذلك طرفة عين بينه و

__________________

(١) وفي المصدر «وصنع» بدل «وضع».

٢٨٨

بين الاحساس الجبروت والكبرياء والعظمة والقدس والرحمة والعلم ، وليس وراء هذا مقال (١).

__________________

(١) «في كتاب طلب الائمة (ع) عن الشعيري عن جعفر بن محمد الصادق عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من أراده إنسان بسوء فأراد أن ـ يحجز الله بينه وبينه فليقل حين براءة (يراه ظ) : أعوذ بحول الله وقوته من حول خلقه وقوتهم و (أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ) ثم يقول : ما قال الله عزوجل لنبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله : (فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) ، صرف الله عنه كيد كل كائد : ومكر كل ما كر ، وحسد كل حاسد ، ولا يقولن هذه الكلمات الا في وجهه فان الله يكفيه بحوله. منه عفى عنه» (عن هامش بعض النسخ)

٢٨٩

سورة يونس

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في تفسير العياشي عن أبان بن عثمان عن محمد قال : قال ابو جعفر عليه‌السلام : اقرء قلت : من اى شيء اقرأ؟ قال : اقرء من السورة السابعة (١) قال : فجعلت التمسها فقال : اقرأ سورة يونس فقرأت حتى انتهيت الى (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَزِيادَةٌ وَلا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلا ذِلَّةٌ) ثم قال : حسبك ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : انى لأعجب كيف لا أشيب إذا قرأت القرآن.

٢ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : من قرأ سورة يونس في كل شهرين أو ثلثة لم يخف عليه أن يكون من الجاهلين وكان يوم القيمة من المقربين.

٣ ـ في مجمع البيان أبى بن كعب عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : من قرأها اعطى من الأجر عشر حسنات بعدد من صدق بيونس وكذب به ، وبعدد من غرق مع فرعون.

٤ ـ في كتاب معاني الاخبار باسناده الى سفيان بن سعيد الثوري عن الصادق عليه‌السلام حديث طويل يقول فيه عليه‌السلام : و «الر» معناه : أنا الله الرءوف.

٥ ـ في تفسير على بن إبراهيم قال : «الر» هو حرف من حروف الاسم الأعظم المنقطع في القرآن ، فاذا ألفه الرسول أو الامام فدعا به أجيب.

٦ ـ في تفسير العياشي عن أبى عبد الله عليه‌السلام حديث طويل ذكرناه بتمامه أول آل عمران وأول الأعراف وفي آخره : وليس من حروف مقطعة حرف ينقضي أيامه الا وقائم من بنى هاشم عند انقضائه الى قوله : ثم كان بدو خروج الحسين بن على عليهما‌السلام

__________________

(١) الظاهر ان السابعة تصحيف ، وانما هو التاسعة بجعل الأنفال وبراءة سورة واحدة وفي أصول الكافي «التاسعة» وستقف عليه عند قوله عزوجل «الذين أحسنوا الحسنى الاية «منه عفى عنه» (عن هامش بعض النسخ)

٢٩٠

«الم» فلما بلغت مدته قام قائم ولد العباس عند «المص» ويقوم قائمنا عند انقضائها «بالمر» فافهم ذلك وعه واكتمه. (١)

__________________

(١) قد مر بعض الأحاديث المأثورة عن أهل بيت العصمة عليهم‌السلام في الحروف المقطعة فواتح السور في أول سورة آل عمران والأعراف وذكرنا بعض ما يتعلق بها في الذيل ، وهنا حديث لم أره فيما نقله المؤلف (ره) في الكتاب ولا المحدث البحراني (قده) في البرهان في مظانه ، نبهني بذلك صاحب كتاب مستدرك السفينة دامت بركاته العالية ، وهو ما نقله المحدث الجليل المولى محمد باقر المجلسي طاب ثراه في البحار (ج ١٨ : ٨٦٦ ـ ٨٦٧) ، في باب ادعية عيد الفطر عن كتاب الإقبال ، روينا بإسنادنا الى ابى محمد هرون بن موسى التلعكبري بالمدينة وقد ولاها مروان بن الحكم من بل يزيد بن معاوية وك ان شهر رمضان فلما كان في آخر ليلة منه أمر مناديه ان ينادى في الناس بالخروج الى البقيع لصلوة العيد ، فغدوت من منزلي أريد الى سيدي على بن الحسين عليهما‌السلام غلسا ، فما مررت بسكة من سكك المدينة إلا لقيت أهلها خارجين الى البقيع فيقولون : الى اين تريد يا جابر؟ فأقول : الى مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حتى أتيت المسجد فدخلته ، فما وجدت فيه الا سيدي على بن الحسين عليهما‌السلام قائما يصلى صلوة الفجر وحده ، فوقفت وصليت بصلوته فلما أن فرغ من صلوته سجد سجدة الشكر ثم ان جلس يدعو وجعلت آمن على دعائه ، فما أتى الى آخر دعائه حتى بزغت الشمس فوثب قائما على قدميه تجاه القبلة وتجاه قبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله. ثم انه رفع يديه حتى صارتا بإزاء وجهه وقال : «الهى وسيدي أنت فطرتني ، ..» ـ وذكر الدعاء الى قوله عليه‌السلام ـ : «مننت بمن هديتني به من الضلالة واستنقذتني به من الهلكة واستخلصتني به من الحيرة وفككتني به من الجهالة وهو حبيبك ونبيك محمد (ص) ـ الى ان قال (ع): ـ فخصصته أن جعلته قسمك حين أسميته وقرنت القرآن معه فما في كتابك من شاهد قسم والقرآن مردف به الا وهو اسمه وذلك شرف شرفته به وفضل بعثته اليه تعجز الألسن والافهام عن وصف مرادك به وتكل عن علم ثنائك عليه فقلت عز جلالك في تأكيد الكتاب وقبول ما جاء فيه : (هذا كِتابُنا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ) وقلت عزيت وجليت : (ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ) وقلت في عامة ابتدائه (الر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْحَكِيمِ الر كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ). (الر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ). (المر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ)

٢٩١

٧ ـ في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن يونس قال : أخبرني من رفعه الى أبى عبد الله عليه‌السلام في قوله تعالى : (بَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ قالَ) : ولاية أمير المؤمنين عليه‌السلام.

٨ ـ في تفسير على بن إبراهيم حدثني أبى عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني عن ابى عبد الله عليه‌السلام في قوله : (قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ قالَ) : هو رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في روضة الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني عمن ذكره عن أبى عبد الله عليه‌السلام ، مثله سواء.

٩ ـ في مجمع البيان (أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ) قيل : ان معنى قدم صدق شفاعة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو المروي عن ابى عبد الله عليه‌السلام ، وقيل : هو تقديم الله إياهم في البعث يوم القيمة بيانه قوله عليه‌السلام : نحن الآخرون السابقون يوم القيمة.

١٠ ـ في تفسير العياشي عن الصباح بن سيابة عن ابى جعفر عليه‌السلام قال : ان الله خلق السنة اثنى عشر شهرا وهي ثلاثمائة وستون يوما ، فحجر (١) منها ستة أيام خلق فيها السموات والأرض ، فمن ثم تقاصرت الشهور.

١١ ـ عن ابى جعفر عن رجل عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال : ان الله خلق السموات والأرض في ستة أيام ، فالسنة تنقص ستة أيام.

١٢ ـ عن جابر عن ابى جعفر عليه‌السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : [ان الله] جل ذكره وتقدست أسماؤه خلق الأرض قبل السماء ثم استوى على العرش لتدبير الأمور.

١٣ ـ في كتاب التوحيد باسناده الى ابى عبد الله عليه‌السلام حديث طويل وفيه قوله :

__________________

* المر (كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ). (الر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ. الم ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ) «وفي أمثالها من السور والطواسين والحواميم ، في كل ذلك ثنيت بالكتاب مع القسم الذي هو اسم من اختصصته بوحيك واستودعته سر غيبك ...» الى آخر الدعاء. ثم ذكر (ره) ما صورته اختيار ابن الباقي وجنة الامان عن جابر مثله ، ثم عقبه ببيان طويل فراجع ان شئت.

(١) وفي المصدر «فخرج» بدل «فحجر».

٢٩٢

(الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى) يقول : على الملك احتوى ، وقد فسر بتمامه آخر برائة.

قال عز من قائل : يدبر الأمور.

١٤ ـ في كتاب التوحيد خطبة للرضا عليه‌السلام وفيها : مدبر لا بحركة.

١٥ ـ وفيه باسناده الى انس عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عن جبرئيل عليه‌السلام عن الله تبارك وتعالى حديث طويل وفيه : وان من عبادي المؤمنين لمن يريد الباب من العبادة فأكفه عنه لئلا يدخله العجب فيفسده ذلك ، وان من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح ايمانه الا بالفقر ولو أغنيته لأفسده ، وان من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح ايمانه الا بالغنى ولو أفقرته لأفسده ذلك ، وان من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح ايمانه الا بالسقم ولو صححت جسمه لأفسده ذلك وان من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح ايمانه الا بالصحة ولو أسقمته لأفسده ذلك انى أدبر عبادي لعلمي بقلوبهم فانى عليم خبير.

١٦ ـ في روضة الكافي على بن محمد عن على بن العباس عن على بن حماد عن عمرو بن شمر عن جابر عن ابى جعفر عليه‌السلام قال : فضرب مثل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله الشمس ومثل الوصي القمر ، وهو قول الله عزوجل : (جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٧ ـ في كتاب التوحيد حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضى الله عنه قال : حدثنا محمد بن ابى عبد الله الكوفي عن موسى بن عمران النخعي عن عمه الحسين بن يزيد (النوفلي خ) عن اسمعيل بن مسلم قال : حدثنا ابو نعيم البلخي عن مقاتل بن حنان عن عبد الرحمان بن ذريح عن ابى ذر الغفاري رحمه‌الله قال : كنت آخذا بيد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ونحن نتماشى جميعا ، فما زلنا ننظر الى الشمس حتى غابت فقلت : يا رسول الله انى تغيب؟ قال : في السماء ، ثم ترفع من سماء الى سماء حتى ترفع الى السماء السابعة حتى تكون تحت العرش فتخر ساجدة فتسجد معها الملائكة الموكلون بها ، ثم تقول : يا رب من اين تأمرنى ان أطلع امن مغربي أم من مطلعي فذلك قوله عزوجل : (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَها ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) يعنى بذلك صنع الرب العزيز في ملكه بخلقه ، قال : فيأتيها جبرئيل عليه‌السلام بحلة ضوء من نور العرش على مقادير ساعات النهار في طوله في الصيف وفي قصره في الشتاء ما بين ذلك في الخريف

٢٩٣

والربيع ، قال : فتلبس تلك الحلة كما يلبس أحدكم ثيابه ، ثم تنطلق بها في جو السماء حتى تطلع من مطلعها ، قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : فكأني بها قد حبست مقدار ثلث ليال ثم لا تكسى ضوءا وتؤمر ان تطلع من مغربها ، فذلك قوله عزوجل : (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ* وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ) والقمر كذلك مطلعه ومجراه في أفق السماء ومغربه وارتفاعه الى السماء السابعة ، ويسجد تحت العرش ثم يأتيه جبرئيل بالحلة من نور الكرسي فذلك قوله عزوجل : (جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً).

١٨ ـ في تفسير على بن إبراهيم قوله : (إِنَّ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا) اى لا يؤمنون به ورضوا بالحيوة (الدُّنْيا وَاطْمَأَنُّوا بِها وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آياتِنا غافِلُونَ) قال : الآيات أمير المؤمنين والائمة عليهم‌السلام ، والدليل على ذلك قول أمير المؤمنين عليه‌السلام ما لله آية أكبر منى.

١٩ ـ في كتاب التوحيد حدثني على بن عبد الله الوراق ومحمد بن على السناني وعلى بن احمد بن محمد بن عمران الدقاق رضى الله عنه قالوا : حدثنا ابو العباس احمد بن يحيى بن زكريا القطان قال : حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال : حدثنا تميم بن بهلول عن أبيه عن جعفر بن سليمان النضري عن عبد الله بن الفضل الهاشمي قال : سألت أبا عبد الله جعفر بن محمد عليهما‌السلام عن قول الله عزوجل : (مَنْ يَهْدِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِداً) فقال : ان الله تبارك وتعالى يضل الظالمين يوم القيمة عن دار كرامته ويهدى أهل الايمان والعمل الصالح الى جنته كما قال : (وَيُضِلُّ اللهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللهُ ما يَشاءُ) وقال عزوجل : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ).

٢٠ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده الى الحسن بن عبد الله عن آبائه عن جده الحسن بن على بن ابى طالب عليهم‌السلام عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله حديث طويل في تفسير سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله أكبر ، وفي آخره قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : وإذا قال الحمد لله أنعم الله عليه بنعم الدنيا موصولا بنعم الاخرة ، وفي الكلمة التي يقولها أهل الجنة إذا دخلوها ، وينقطع الكلام الذي يقولونه في الدنيا ما خلا الحمد ، وذلك قوله

٢٩٤

عزوجل : (دَعْواهُمْ فِيها سُبْحانَكَ اللهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ وَآخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ).

٢١ ـ في تفسير العياشي عن زيد الشحام عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : سألته عن التسبيح؟ فقال : هو اسم من أسماء الله ودعوى أهل الجنة.

٢٢ ـ في روضة الكافي باسناده الى أبى حمزة الثمالي عن ابى عبد الله عليه‌السلام حديث طويل يقول فيه عليه‌السلام وقد ذكر الشيعة وقربهم من الله عزوجل : أنتم أهل تحية الله بسلامة.

٢٣ ـ على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن محمد بن اسحق المدني عن ابى جعفر عليه‌السلام قال : سئل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ونقل عنه حديثا طويلا يقول فيه صلى‌الله‌عليه‌وآله حاكيا حال أهل الجنة : أراد المؤمن شيئا ، انما دعواه إذا أراد أن يقول : «سبحانك اللهم» فاذا قالها تبادرت اليه الخدام بما اشتهى من غير ان يكون طلبه منهم أو امر به ، وذلك قول الله عزوجل : (دَعْواهُمْ فِيها سُبْحانَكَ اللهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ) يعنى الخدام ، قال : (وَآخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) يعنى بذلك عند ما يقضون من لذاتهم من الجماع والطعام والشراب يحمدون الله عزوجل عند فراغهم.

٢٤ ـ وفيها خطبة لأمير المؤمنين عليه‌السلام مسندة وفي آخرها : والجنة لأهلها مأوى دعواهم فيها أحسن الدعاء (سُبْحانَكَ اللهُمَّ) دعاهم المولى على ما آتيهم (وَآخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ).

٢٥ ـ في مصباح الشريعة وقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : ان أطيب شيء في الجنة وألذه حب الله والحب في الله والحمد لله ، قال الله عزوجل (وَآخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) وذلك انهم إذا عاينوا ما في الجنة من النعيم هاجت المحبة في قلوبهم فينادون عند ذلك : (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ).

٢٦ ـ في مجمع البيان وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ان الله تعالى من على بفاتحة الكتاب الى قوله : والحمد لله رب العالمين دعوى أهل الجنة حين شكروا منه حسن الثواب

٢٧ ـ في تفسير على بن إبراهيم قوله : (وَلَوْ يُعَجِّلُ اللهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجالَهُمْ

٢٩٥

بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ) قال : لو عجل الله لهم الشر كما يستعجلون الخير (لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ) اى فرغ من أجلهم قوله عزوجل : (وَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ الضُّرُّ دَعانا لِجَنْبِهِ أَوْ قاعِداً أَوْ قائِماً فَلَمَّا كَشَفْنا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنا إِلى ضُرٍّ مَسَّهُ) قال : دعانا لجنبه العليل الذي لا يقدر ان يجلس أو قاعدا الذي لا يقدر ان يقوم أو قائما قال : الصحيح وقوله عزوجل : (وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ قالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هذا أَوْ بَدِّلْهُ وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ قالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هذا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ ما يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا ما يُوحى إِلَيَ) فان قريشا قالت لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ائتنا بقرآن غير هذا فان هذا شيء تعلمته من اليهود والنصارى ، قال الله عزوجل قل لهم : (لَوْ شاءَ اللهُ ما تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلا أَدْراكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُراً مِنْ قَبْلِهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ) اى قد لبثت فيكم أربعين سنة قبل ان يوحى الى لم آتكم بشيء منه حتى اوحى الى قوله عزوجل : (أَوْ بَدِّلْهُ) فانه حدثني الحسن بن على عن أبيه عن حماد بن عيسى عن ابى السفاتج عن أبي عبد الله عليه‌السلام «في قول الله عزوجل : (ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هذا أَوْ بَدِّلْهُ) يعنى أمير المؤمنين على بن ابى طالب عليه‌السلام (قُلْ ما يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا ما يُوحى إِلَيَّ) يعنى في على بن أبي طالب صلوات الله عليه.

٢٨ ـ في تفسير العياشي عن الثمالي عن أبي جعفر عليه‌السلام في قول الله : «و (إِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ قالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هذا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ ما يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقاءِ نَفْسِي) قالوا : لو بدل مكان على ابو بكر أو عمر اتبعناه.

٢٩ ـ في أصول الكافي على بن محمد عن سهل بن زياد عن احمد بن الحسين عن عمر بن يزيد عن محمد بن جمهور عن محمد بن سنان عن مفضل بن عمر قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله تعالى : (ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هذا أَوْ بَدِّلْهُ) قال : قالوا : أو بدل عليا.

٣٠ ـ في تفسير العياشي عن منصور بن حازم عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : ما ترك (١) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) حتى

__________________

(١) وفي المصدر «لم يزل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : انى أخاف ...» ومرجع المعنى واحد.

٢٩٦

نزلت في سورة الفتح فلم يعد الى ذلك الكلام. قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه : قوله عزوجل : (قُلْ لَوْ شاءَ اللهُ ما تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ) سبق قريبا عن على بن إبراهيم له بيان.

٣١ ـ في تفسير على بن إبراهيم قوله : (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هؤُلاءِ شُفَعاؤُنا عِنْدَ اللهِ) قال : كانت قريش يعبدون الأصنام ويقولون انما نعبدهم (لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللهِ زُلْفى) ، فانا لا نقدر على عبادة الله ، فرد الله عليهم فقال : قل لهم يا محمد : (أَتُنَبِّئُونَ اللهَ بِما لا يَعْلَمُ) اى ليس فوضع حرفا مكان حرف ، اى ليس له شريك يعبد.

٣٢ ـ في تفسير العياشي عن الزهري قال : أتى رجل أبا عبد الله عليه‌السلام فسأله عن شيء فلم يجبه ، فقال له الرجل : فان كنت ابن أبيك فأنت من أبناء عبد ة الأصنام؟ فقال له : كذبت ان الله امر إبراهيم ان ينزل اسمعيل بمكة ففعل فقال إبراهيم : (رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ) فلم يعبد أحد من ولد اسمعيل صنما قط ، ولكن العرب عبد ة الأصنام وقالت بنو اسمعيل : (هؤُلاءِ شُفَعاؤُنا) وكفرت ولم تعبد الأصنام.

٣٣ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده الى محمد بن الفضيل عن ابى الحسن الرضا عليه‌السلام قال : سألته عن شيء من الفرج قال : أليس انتظار الفرج من الفرج ان الله عزوجل قال : (فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ).

٣٤ ـ وباسناده الى أحمد بن محمد بن ابى نصر قال : قال الرضا عليه‌السلام : ما أحسن الصبر وانتظار الفرج أما سمعت قول الله عزوجل (وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ) وقوله عزوجل (فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ) فعليكم بالصبر فانه انما يجيء الفرج على اليأس فقد كان الذي من قبلكم أصبر منكم. قال عز من قائل : (وَجاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ) الاية.

٣٥ ـ في الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أسباط ومحمد بن احمد عن موسى ابن القاسم البجلي عن أبى الحسن عليه‌السلام حديث طويل يقول فيه عليه‌السلام : فان اضطرب بك

٢٩٧

البحر فاتك على جانبك الأيمن وقل : بسم الله اسكن بسكينة الله وقر بو قار الله واهدأ (١) بإذن الله ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم.

٣٦ ـ في تفسير على بن إبراهيم وقال أمير المؤمنين عليه‌السلام في كتابه الذي كتب الى شيعته ويذكر فيه خروج عائشة الى البصرة وعظم خطاء طلحة والزبير فقال : واى خطيئة أعظم مما أتيا : أخرجا زوجة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من بيتها ، وكشفا عنها حجابا ستره الله عليها وصانا حلائلهما في بيوتهما ، ما أنصفا لا لله ولا لرسوله من أنفسهما ثلث خصال مرجعها على الناس في كتاب الله : البغي والمكر والنكث ، قال الله (يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّما بَغْيُكُمْ عَلى أَنْفُسِكُمْ) وقال : (فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ) وقال : (وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ) وقد بغيا علينا ونكثا بيعتي ومكرا بى.

٣٧ ـ في تفسير العياشي عن منصور بن يونس عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : [ثلث] يرجعن على صاحبهن : النكث والبغي والمكر قال [الله] : (يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّما بَغْيُكُمْ عَلى أَنْفُسِكُمْ).

٣٨ ـ في روضة الكافي كلام لعلى بن الحسين عليهما‌السلام في الوعظ والزهد في الدنيا يقول فيه عليه‌السلام : فازهدوا فيما زهدكم الله عزوجل فيه من عاجل الدنيا ، فان الله عزوجل يقول وقوله الحق : (إِنَّما مَثَلُ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعامُ حَتَّى إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُها أَنَّهُمْ قادِرُونَ عَلَيْها أَتاها أَمْرُنا لَيْلاً أَوْ نَهاراً فَجَعَلْناها حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) فكونوا عباد الله من القوم الذين يتفكرون.

٣٩ ـ وفيها خطبة لأمير المؤمنين عليه‌السلام وفيها : فاجعلوا عباد الله اجتهاد كم في هذه التزود من يومها القصير ليوم الآخرة الطويل ، فانها دار عمل والآخرة دار القرار والجزاء فتجافوا عنها ، فان المغتر من اغتر بها ، لن تعدو الدنيا إذا تناهت اليه امنية أهل الرغبة فيها المحبين لها المطمئنين إليها المفتونين بها ان تكون كما قال الله

__________________

(١) اى اسكن.

٢٩٨

عزوجل : (كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعامُ).

٤٠ ـ في تفسير على بن إبراهيم حدثني ابى عن محمد بن الفضيل عن أبيه عن ابى جعفر عليه‌السلام قال : قلت له : جعلت فداك بلغنا ان لآل جعفر راية ولآل العباس رايتين فهل انتهى إليك من علم ذلك شيء؟ قال : اما آل جعفر فليس بشيء ولا الى شيء واما آل العباس فان لهم ملكا مبطيا يقربون فيه البعيد ويبعدون فيه القريب وسلطانهم عسر ليس فيه يسر حتى إذا أمنوا مكر الله وأمنوا عقابه صيح فيهم صيحة لا يبقى لهم منال يجمعهم ولا آذان يسمعهم وهو قول الله عزوجل : (حَتَّى إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها وَازَّيَّنَتْ) الآية.

٤١ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة حدثنا أبو الحسن على بن أحمد ابن موسى بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن جعفر بن محمد بن على بن الحسين بن على ابن أبى طالب عليهم‌السلام قال : وجدت في كتاب أبى رضى الله عنه : قال حدثنا محمد بن أحمد الطوال عن أبيه عن الحسين (الحسن خ ل) بن على الطبرسي عن أبى جعفر محمد بن على بن إبراهيم بن مهزيار قال : سمعت أبى يقول : سمعت جدي على بن إبراهيم (١) يقول : قال لي صاحب الزمان يا ابن مهزيار كيف خلفت إخوانك في العراق؟ قلت في ضنك عيش وهناة (٢) قد تواترت عليهم سيوف بنى الشيصبان (٣) فقال : (قاتَلَهُمُ اللهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) ، كأني بالقوم قد قتلوا في ديارهم وأخذهم أمر ربهم ليلا ونهارا ، قلت : متى

__________________

(١) كذا في النسخ وفي البحار : على بن مهزيار وفي المصدر هكذا : «سمعت جدي إبراهيم بن مهزيار ...» وقال المجلسي (ره) في بيان الحديث : الأظهر أن على بن مهزيار هو على بن إبراهيم بن مهزيار نسب الى جده وهو ابن أخى على بن مهزيار المشهور إذ يبعد إدراكه لهذا الزمان ويؤيده ما في سند هذا الخبر من نسبة محمد الى جده ان لم يسقط الابن بين الكنية والاسم. أقول : وروى الشيخ (ره) في كتاب الغيبة عند ذكر من رآه عليه‌السلام مثله عن على بن إبراهيم بن مهزيار.

(٢) الضنك : الضيق. والهناة : الداهية.

(٣) كناية عن بنى عباس كما ذكره غير واحد من شراح الحديث.

٢٩٩

يكون ذلك يا ابن رسول الله؟ قال : إذا حيل بينكم وبين الكعبة بأقوام لا خلاق لهم والله ورسوله منهم براء ، وظهرت الحمرة في السماء ثلثا فيها أعمدة كأعمدة اللجين (١) يتلالأ نورا ويخرج الشروسي من ارمنية وآذربيجان يريدون الجبل الأسود المتلاحم (٢) بالجبل الأحمر لزيق جبال طالقان ، فيكون بينه وبين المروزي وقعة صيلمانية يشيب فيها الصغير ويهرم منها الكبير ، ويظهر القتل بينهما فعندها توقعوا خروجه الى الزوراء فلا يلبث بها حتى يوافي ماهان (٣) ثم يوافي واسط العراق فيقيم بها سنة أو دونها ، ثم يخرج الى كوفان فتكون بينهم وقعة من النجف الى الحيرة الى الغري وقعة شديدة تذهل منها العقول ، فعندها يكون بوار الفئتين وعلى الله حصاد الباقين ثم تلا : «بسم الله الرحمن الرحيم» (أَتاها أَمْرُنا لَيْلاً أَوْ نَهاراً فَجَعَلْناها حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ) فقلت : سيدي يا ابن رسول الله فما الأمر؟ قال : نحن أمر الله عزوجل وجنوده قلت : سيدي يا ابن رسول الله حان الوقت؟ قال : (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٤٢ ـ في كتاب معاني الاخبار باسناده الى العلا بن عبد الكريم قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول في قول الله عزوجل : والله يدعو الى دار السلام قال : ان السلام هو الله عزوجل وداره التي خلقها لعباده ولأوليائه الجنة.

٤٣ ـ وباسناده الى عبد الله بن الفضل الهاشمي عن أبى عبد الله عليه‌السلام حديث طويل يقول فيه عليه‌السلام : والسلام اسم من أسماء الله عزوجل.

٤٤ ـ في الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد عن ابى عمر والزبيري عن أبي عبد الله عليه‌السلام حديث طويل يقول فيه عليه‌السلام : فأخبر انه تبارك وتعالى أول من دعا الى نفسه ، ودعا الى طاعته واتباع امره ، فبدأ بنفسه فقال : (وَاللهُ يَدْعُوا إِلى دارِ السَّلامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ).

__________________

(١) تلاحم الشيء : تلائم بعد ان كان متباينا.

(٢) الصيلم : الأمر الشديد ووقعة صيلمة : مستأصلة.

(٣) ماهان : الدينور ونهاوند. قاله المجلسي (ره) في البحار.

٣٠٠