شرح كتاب سيبويه - ج ٤

أبي سعيد السّيرافي الحسن بن عبدالله بن المرزبان

شرح كتاب سيبويه - ج ٤

المؤلف:

أبي سعيد السّيرافي الحسن بن عبدالله بن المرزبان


المحقق: أحمد حسن مهدلي و علي سيّد علي
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
978-2-7451-5251-0

الصفحات: ٥٢٠

يقوم تارات ويمشي تيرا (١)

وإنما اعتلت عين الفعل في بنات الواو لأن القالب الذي هو حد الكلام في (فعلة) في غير المعتل (فعال).

قال أبو سعيد : (الفعال) أولى بالإعلال من (فعلة) ، ألا تراهم قالوا (حوض) و (حياض) و (سوط) و (سياط) و (ثوب) و (ثياب) فقلبوا الواو ياء ولا يجيء في مثل ذلك واو وتعتل فتقلبها ياء وقالوا" عود" و" عودة" و (زوج) و (زوجة) فجاءوا بالواو فعلم أن الإعلال في (فعال) أقوى.

قال سيبويه : إنما قالوا : (قامة) و (قيم) وأصلها من الواو لأنه محمول على فعال الذي حقه أن يعل و (فعال) هو الحد في جمع (فعلة) في غير المعتل كقولهم في (رقبة) و (رقاب) و (رحبة) و (رحاب).

هذا باب ما يكون واحدا يقع على الجمع من بنات الياء والواو

ويكون واحده على بنائه ومن لفظه

إلا أنه تلحقه هاء التأنيث ليتبين الواحد من الجميع

أما ما كان (فعلا) فقصته قصة غير المعتل وذلك قولك (جوز) و (جوزة) و (جوزات) ، و (لوز) و (لوزة) و (لوزات) ، و (بيض) و (بيضة) و (بيضات) ، و (خيم) و (خيمة) و (خيمات) ، وقد قالوا (خيام) و (روضة) و (روضات) و (رياض) و (روض) كما قالوا (طلاح) و (سخال).

وأما ما كان (فعلا) فهو بمنزلة" الفعل" من غير المعتل وذلك قولك (سوس) و (سوسة) و (سوسات) ، و (صوف) ، و (صوفة) و (صوفات) وقالوا : (ثومة) و (ثومات) و (ثوم) كما قالوا : (درر).

وأما ما كان (فعلا) فقصته قصة غير المعتل وذلك قولك (تين) و (تينة) و (تينات) و (ليف) و (ليفة) و (ليفات) ، و (طين) و (طينة) و (طينات).

وقد يجوز أن يكون هذا (فعلا) كما يجوز أن يكون الفيل (فعلا) وسنرى بيان

__________________

(١) البيت من مشطور الرجز في شرح الشواهد للأعلم : ٢ / ١٨٨ ، وشرح المفصل لابن يعيش : ٥ / ٢٢.

والشاهد فيه جمع (تارة) على (تير) والقياس (تيار) بالألف مثل (رحبة) (رحاب).

٣٢١

ذلك في بابه إن شاء الله تعالى.

وأما ما كان (فعلا) فهو بمنزلة (الفعل) في غير المعتل إلا أنك إذا جمعت بالتاء لم تغير الاسم عن حاله وذلك قولك : (هام) و (هامة) ، و (هامات) و (راح) و (راحة) و (راحات) ـ تريد راحة الكف ـ و (شامة) و (شامات) قال الشاعر وهو القطامّي :

وكنا كالحريق أصاب غابا

فيخبو ساعة ويهبّ ساعا (١)

فقال : ساعة و" ساع" كقولهم : هامة و" هام" ومثله (آية) و (آي) ومثله

قول العجاج :

وخطرت أيدي الكماة وخطر

راي إذا أورده الطّعن صدر (٢)

قال أبو سعيد : راي جمع راية وهو مرفوع بقوله و" خطر" كأنه قال : خطرت أيدي الكماة وخطرت الرايات في هذه الحرص. وقوله : " ألا ترى أنك إذا جمعت بالتاء لم تغير الاسم عن حاله فقلت (هامات) " يريد أنك لا تحرك الألف فتردها إلى الواو فتقول (هومات) أو (هومات) ، لأنها في (هامة) " فعلة" وانقلبت الواو ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها ولا يزيدها الجمع بالتاء إلا توكيدا للحركة التي من أجلها وجب انقلابها ألفا ووزنها في الجمع بالتاء (فعلات) ، كما أن وزنها في الواحد (فعلة) واللفظ واحد.

وهذا الباب قد أتى عليه شرحنا في تفسير ما كان من الأجناس التي بينها وبين واحدها الهاء وإنما أفرد سيبويه هذا الباب ليذكر في الأجناس ما ثانيه واو أو ياء أو ألف كما أفرد ما ثانيه هذه الحروف في باب مفرد فاعرف ذلك إن شاء الله تعالى.

هذا باب ما هو اسم واحد يقع على جميع وفيه علامة التأنيث

وواحده على بنائه

ولفظه وفيه علامة التأنيث التي فيه

وذلك قولك" حلفاء" للجميع و (حلفاء) واحدة و (طرفاء) للجميع و (طرفاء) واحدة و" بهمي" واحدة" وبهمي" للجميع لما كانت تقع للجميع ولم تكن أسماء كسر

__________________

(١) انظر الديوان ص : ٣٩ ، وشرح الشواهد للأعلم : ٢ / ١٨٩.

(٢) انظر ديوان العجاج ص : ١٨ ، والخصائص : ١ / ١٨ ، والمقتضب : ١ / ١٥٣.

٣٢٢

عليها الواحد. أرادوا أن يكون الواحد من بناء فيه علامة التأنيث ، كما كان ذلك في الأكثر الذي ليس فيه علامة التأنيث ويقع مذكرا ، نحو (التمر) و (البر) و (الشعير) بأشباه ذلك ولم يجاوزوا البناء الذي يقع للجميع حيث أرادوا واحدا فيه علامة تأنيث ؛ لأنه فيه علامة التأنيث فاكتفوا بذلك وبينوا الواحدة بأن وصفوها واحدة ، ولم يجيئوا بعلامة سوى العلامة التي في الجميع لتفرق بين هذا وبين الاسم الذي يقع على الجميع وليس فيه علامة التأنيث نحو (التمر) و (البر).

قال أبو سعيد : اعلم أن ما كان من الأجناس فيه ألف التّأنيث مقصورة أو ممدودة فالباب في واحدة أن يكون على لفظ الجميع نحو قولك (طرفاء) و (حلفاء) و (بهمي) و (شكاعي) و (شقّاري) و (لصيقي) وهذه كلها أسماء نبات موضوعة للجنس كما وضع النخل والشجر والتّين والعنب للجنس فإذا أردنا الواحد من هذا الجنس قلنا : (طرفاء) واحدة ، وعندي (حلفاء) واحدة ، و (بهمي) واحدة ، ولم يجز إدخال الهاء عليها فيقال : (حلفاءة) و (بهماة) و (طرفاءة) كما قيل في واحد النخل (نخلة) وفي واحد العنب (عنبة) ؛ لأن كون ألف التأنيث في هذه الأسماء يمنع من دخول هاء التأنيث ، لئلا يجتمع تأنيثان فاكتفوا بما فيه من التأنيث وبينوا الواحد بالوصف فقالوا : (طرفاء) واحدة.

وكنت قرأت" كتاب الشجر والكلأ" لأبي زيد على أبي بكر بن دريد رحمه‌الله.

فقرأت عليه (شقّارى) للجميع و (شقارى) واحدة و (لصيقي) للجميع و (لصيقي) واحدة فذكر ابن دريد أن الواحد" شقّاراة" و" لصيقاة" وهذا لا تعمل عليه لأن كثيرا من أهل اللغة لا يضبطون النحو في مثل هذا ويغلطون فيه ، وإنما يقوم بهذا مثل سيبويه وأبي زيد وهؤلاء الأعلام.

وقد ذكر أهل اللغة للطرفاء والحلفاء واحدة على هذا اللفظ قالوا : (طرفاء) ، و (طرفة) و (قصباء) و (قصبة) ، واختلفوا في الحلفاء فقال الأصمعي (حلفاء) و (حلفة) بكسر اللام.

وقال أبو زيد والفراء وغيرهما (حلفة) على قياس (طرفة) و (قصبة). وقد كسر (حلفاء) فقيل (حلافي) و (حلافي) ذكر ذلك أبو عمر الجرمي.

قال : وتقول (أرطي) و (أرطاة) و (علقي) و (علقاة) لأن الألفات لم تلحق التأنيث.

يعني أن ألف (أرطي) التي بعد الطاء وألف (علقي) لغير التأنيث لأنك تقول :

هذا (أرطي) و (علقي) فتنون ، وألف التأنيث لا تنون ، فلما كانت لغير التأنيث جاز أن تدخل عليها الهاء للواحدة.

٣٢٣

ومن العرب من لا ينون (علقّي) ويجعل الألف للتأنيث فيقول : هذه (علقي) كثيرة وهذه (علقي) واحدة يا فتى وأنشدوا بيت العجاج :

يستنّ في علقي وفي مكور (١)

غير منون.

هذا باب ما كان على حرفين وليست فيه علامة التأنيث

أما ما كان أصله" فعلا" فإنه إذا كسّر على بناء أدنى العدد كسّر على أفعل (وذلك) نحو (يد) و (أيد) وإن كسّر على بناء (أكثر) العدد كسّر على" فعال" و" فعول" وذلك قولهم : (دماء) و (دميّ) لمّا ردوا ما ذهب من الحروف كسّروه على تكسيرهم إياه لو كان غير منتقص عن الأصل نحو (ظبي) و (دلو).

قال أبو سعيد : اعلم أنّ هذا المؤنث الذي ليس في آخره هاء يجمع على تقدير التمام. فما أوجبه بناؤه على التمام من الجمع عمل عليه ، فمن ذلك (يد) و (دم) هما عند سيبويه" فعل". كان أصله" يدي و" دمي" بتسكين الحرف الثاني وهذا البناء جمعه القليل يجيء على" أفعل" وكثيره على (فعال) و (فعول) فجمع (يد) على الجمع القليل فقيل" أيد" وهو (أفعل) كما قيل (ثدي) و" أثد" و" ظبي" و" أظب" و (جدى) و" أجد" وجمع" دم" على الجمع الكثير فقيل" دماء" كما قيل (ظباء) و" دميّ" كما قيل" ثديّ" ، فكان بمنزلة ما جاء جمعه الكثير على فعال وفعول كقولنا (كعاب) و (كعوب) و (فراخ) و (فروخ).

وقد كان أبو العباس محمد بن يزيد يذهب إلى أن" دما" (فعل) ويستدل على ذلك بأشياء منها أن الشاعر حين اضطر إلى ردّ الذاهب بناه على" فعل" فقال :

ولو أنّا على جحّر ذبحنا

جرى الدّميان بالخبر اليقين (٢)

ومنها أنك تقول" دميت" ومصدر فعلت يجيء على فعل كقولنا (فرقت فرقا) وفيما قرأناه على أبي بكر بن دريد رحمه‌الله :

__________________

(١) البيت من مشطور الرجز. انظر ديوان الشاعر ص : ٢٩ ، والخصائص : ١ / ١٧٣ ، والتبصرة والتذكرة : ٢ / ٥٤٩ ، والمخصص : ١٦ / ٨٨.

(٢) البيت من أبيات نسبها ابن دريد لعلي بن بدال ، وأدخلها ابن الشجري وصاحب الحماسة البصرية في قصيدة المثقب العبدي وليست في ديوانه وقصيدة المثقب في المفضليات ٢٨٨ ـ ٢٩٢ ، وليس فيها هذا الشاهد.

٣٢٤

غفلت ثمّ أتت ترمقه

فإذا هي بعظام ودما (١)

فبناه على مثل (رحى) وخبرنا أن قولنا :

فلسنا على الأعقاب تدمى كلومنا

ولكن على أعقابنا يقطر الدّما (٢)

أنه في موضع رفع وأنه على بناء رجى.

أما ما احتج به لأبي العباس فلا حجة له فيه ؛ لأن الشاعر إذا اضطر إلى رد الذاهب ترك ما كان متحركا على حركته ، ولم يبنه بناء الأصل وقد قال الشاعر :

يديان بالمعروف عند محرق

قد تمنعانك أن تضام وتضهدا (٣)

فحرك الدال وهي ساكنة في الأصل.

وقال آخر :

هما نفثا في فيّ من فمويهما (٤)

فحرك وأصله (فعل). وأما ما أنشدته عن أبي بكر ابن دريد فضرورات يطول شرحها وإنما جعله سيبويه" فعلا" لأن الأصل السكون وليس لنا أن نزيد حركة إلا بثبت.

ولو قال قائل : إن (يدا) " فعل" وإن" أيدي" (أفعل) كما قالوا (زمن) و (أزمن) لم يكن ذلك بالبعيد عندي إذا صح ما روي مما أنشده بعض أهل اللغة.

يا رب سار سار ما توسدا

إلا ذراع العيس أو كف اليدا (٥)

وقد بناه على فعل ، وقد يجوز أن يجمع (أيد) فنقول (أيادي). وروى عن أبي

__________________

(١) البيت من الرمل. انظر مجالس العلماء : ٢٤٩ ، والخزانة : ٧ / ٤٩١ ، والدرر اللوامع : ١ / ١٣ ، وابن يعيش : ٥ / ٨٤.

(٢) البيت من الطويل وهو فيما رواه أبو تمام والأعلم للحصين بن الحمام المري. انظر المنصف : ٢ / ١٤٨ ، وأمالي ابن الشجري : ٢ / ٣٤ ، والخزانة ٣ / ٣٥٢ ، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي : ١٩٨.

(٣) انظر الخزانة : ٧ / ٤٨٢ ، والمنصف : ١ / ٦٤ ، وابن يعيش : ٤ / ١٥١ وهو من الكامل.

(٤) هذا صدر بيت من الطويل وتمامه : على النابح العادي أشد رجام

وقائله الفرزدق انظر ديوان الشاعر : ٧٧١ ، والخزانة : ٢ / ٢٦٩ ، والخصائص : ١ / ١٧٠ ، والمقتضب : ٣ / ١٥٨.

(٥) البيتان من مشطور الرجز. انظر الخزانة : ٧ / ٤٧٧ ، وابن يعيش : ٤ / ١٥٢ ، والهمع : ١ / ١٣٩.

٣٢٥

عمرو بن العلاء أنه قال" الأيدي" جمع" اليد" التي هي العضو ، و" الأيادي" الصنائع والنعم والمعروف.

وقد كان أبو الخطاب الأخفش ذكر أن أبا عمرو نسي ـ وكان علم ذلك عنده ـ ويذهب أن (الأيادي) تقال في الأعضاء و (يد) ، و (أيد) و (أياد) في المعروف فأما في الأعضاء فقال عدى بن زيد :

ساءها ما تأمّلت في أيادي

نا وإشناقها إلى الأعناق (١)

وقال آخر :

كأنهما بالصحصحان الأنجل

قطن سخام بأيادي غزّل (٢)

وأما في النعم فقول الله عزوجل : (وَاذْكُرْ عِبادَنا إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصارِ)(٣).

المعنى أولى النعم في الدين والبصائر فيه ولم يمدحهم بأن لهم" أيديا" و" أبصارا" من الجوارح.

وقال أبو دهبل : (٤)

فكيف أنساك لا أيديك واحدة

عندي ولا بالذي أسديت من قدم (٥)

وقال النابغة :

إنّي أتمم أيساري وأمنحهم

مثنى الأيادي ، وأكسو الجفنة الأدما (٦)

أراد بالأيادي : النعم ، والمعروف.

__________________

(١) البيت من الخفيف وهو في اللسان (يدي) ، والخزانة : ٧ / ٤٨١ ، والشاهد في (أيادينا) حيث وردت في البيت مرادا بها الأعضاء.

(٢) البيتان من مشطور الرجز وهما في اللسان (يدي) وقد نسبا فيه إلى : جندل بن المثنى الطهوي ، انظر الخزانة : ٧ / ٤٧٩.

(٣) سورة ص ، الآية : ٤٥.

(٤) هو وهب بن زمعة بن أسيد الجمحي : كان شاعرا عفيفا وقال الشعر في آخر خلافة علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه ، ومدح معاوية وعبد الله بن الزبير ، انظر مهذب الأغاني : ٦ / ١٥٤.

(٥) البيت من البسيط مذكور في تجريد الأغاني : ٢ / ٨٥ ، والشاهد فيه قوله (أيديك) حيث أراد بها (النعم).

(٦) البيت من البسيط والشاهد في (الأيادي) حيث استعمله الشاعر مرادا به (النعم).

٣٢٦

قال : وإن كان أصله" فعلا" كسّر من أدنى العدد على (أفعال) كما فعل ذلك بما لم يحذف منه شيء وذلك قولك : (أبّ) و (آباء).

وزعم يونس أنهم يقولون : (أخّ) و (آخاء).

وقالوا : (أخوان) كما قالوا (خرب) و (خربان)

قال ابن أخي المهلب :

وجدتم بنيكم دوننا إن نسيتم

فبأيّ بني الآخاء تنأى مناسبه؟ (١)

قال : وأما ما كان من بنات الحرفين وفيه الهاء للتأنيث فإنك إذا أردت الجمع لم تكسرّه على بناء يرد ما ذهب (منه) وذلك لأنها فعل بها ما لم يفعل بما فيه الهاء. مما لم يحذف منه شيء ، وذلك أنهم يجمعونها بالتاء ، والواو والنون كما يجمعون المذكر نحو" مسلمون" فكأنه عوض فإذا جمعت بالتاء لم يغيروا البناء وذلك قولك : (هنة) و (هنان) و (فئة) و (فئات) و (شية) و (شيات) و (ثبة) و (ثبات) و (قلة وقلات).

وربما ردوها إلى الأصل إذا جمعوها بالتاء وذلك قولهم : (سنوات) و (عضوات) وإذا جمعوا بالواو والنون كسروا الحرف الأول وغيروا الاسم وذلك قولهم (سنون) و (قلون) و (ثبون) و (مئون) ، وإنما غيروا أول هذه لأنهم ألحقوا آخره شيئا ليس هو في الأصل للمؤنث ولا يلحق شيئا فيه الهاء ليس على حرفين ، فلما كان كذلك غيروا أول الحرف كراهية أن يكون بمنزلة ما الواو والنون له في الأصل نحو قولهم :

(هنون) ، و (منون) و (بنون) وبعضهم يقول (قلون) فلا يغير.

قال أبو سعيد : اعلم أن ما كان على حرفين وفيه هاء التأنيث فله باب ينفرد به ولا يشاركه فيه غيره إلا ما شذ مما يشبه به ، وباب ذلك أنه يجمع بالألف والتاء فلا يغير لفظه كقولهم (قلة) و (قلات) و (كرة) و (كرات) و (ثبة) و (ثبات).

ويجوز جمع ذلك بالواو والنون وليس الباب في شيء آخره هاء التأنيث أن يجمع بالواو والنون ، لأن هذا الجمع إنما هو للمذكر مما يعقل وإنما جمعوا هذا المنقوص بالواو والنون ، لأنهم جعلوا ذلك عوضا مما منعه من جمع التكسير لأن جمع التكسير لا يكاد يجيء في ذلك وغيروا مع الواو والنون والياء والنون أوله فكسروه فيما كان مضموما كقولهم : (قلون) و (ثبون) وواحدها (قلة) و (ثبة) ، وفيما كان مفتوحا كقولهم : (سنون)

__________________

(١) البيت من الطويل وجاء في اللسان ، والشاهد جمع (أخ) على (آخاء).

٣٢٧

وواحدها (سنة). وذلك توكيد للتغيير فيه وأن هذا الجمع خارج عن قياس نظائره.

وأما قولهم : (مائة) و (مئون) فقال بعض النحويين إن هذه الكسرة غير الكسرة التي في (مائة) كما أن الألف التي في" تهام" ليست الألف في" تهامة".

وذكر أبو عمر الجرمي أن الجمع بالألف والتاء في هذا للقليل وبالواو والنون للكثير تقول : (هذه ثبات) قليلة و (ثبون كثيرة) والدليل عندي على صحة ما قلت إنهم إذا صغروا لم يكن بغير الألف والتاء يقولون : (سنيّات) و (شبيهات) و (ثبيات) ويجوز أن يكون إنما صار التصغير بالألف والتاء لأنا نرد بالتصغير الحرف الذاهب فيصير بمنزلة التام وليس الباب في التام مما فيه هاء التأنيث أن يجمع بالواو والنون.

وبعض العرب لا يغير الأول فيقولون : (قلون) و (ثبون) ، ولا نعلم أحدا قال في (سنين) بغير الكسر.

قال : وأما (هنة) و (منة) فلا يجمعان إلا بالتاء لأنهما قد ذكرتا.

يريد أنه لا يجوز في (هنة) ما جاز في (سنة) من الجمع بالواو والنون ؛ لأنّا نقول : (هنون) فيكون هذا الجمع للمذكر ولا نقول في (سنة) " سن".

قال سيبويه : وقد يجمعون الشيء بالتاء والألف لا يجاوزون به ذلك استغناء وذلك : (ظبة وظبات) ، و (شية وشيات) ، والتاء تدخل على ما دخلت فيه الواو والنون ، لأنهما الأصل).

يعني أن الألف والتاء هي الأصل ، فلذلك استعملت في (ظبات) و (شيات) ولم يستعمل غيرهما.

قال : وقد يكسّرون هذا النحو على بناء يرد ما ذهب من الحرف ، وذلك قولهم : (شفة) و (شفاه) و (شاة وشياه) ، تركوا الواو والنون حيث ردوا ما حذف منه واستغنوا عن التاء حيث عفوا به أدنى العدد ، وإن كانت من أبنية أكثر العدد كما استغنوا بثلاثة جروح عن أجراح وتركوا الواو والنون كما تركوا التاء حيث كسّروه على شيء يرد ما حذف منه واستغني به.

قال أبو سعيد : اعلم أن أصل (شفة) (شفهة) وأصل (شاة) " شوهة" فجمعوها على فعال كما قالوا في" رقبة" (رقاب) ، واستغنوا بذلك عن الجمع بالواو والنون ، لأنهم قد أتموا ، وعن الجمع بالتاء ، لأن الجمع بالتاء للقليل وهم قد يستغنون بالكثير عن القليل كقولهم : (جروح) في جمع (جرح) ، ولم يقولوا : (أجراح) فكذلك قالوا : (شفاه) ولم

٣٢٨

يقولوا (أشفاه) وقد تقدم نحو ذلك فيما مضى

قال سيبويه : " وقالوا : (أمة) و (آم) و (إماء) ، فهي بمنزلة (أكمة) و (آكم) (وأكام) ، وإنما جعلناها على فعلة لأنا قد رأيناهم كسروا فعلة على أفعل مما لم يحذف منه شيء".

قال أبو سعيد : يريد جعلنا أمة فعلة حيث جمع على (آم) ، و (آم) " أفعل" وكان الأصل فيه" آموا" فعمل بها ما عمل ب" أدلو" جمع" دلو" حيث قالوا" أدل" والذي هو على" فعلة" من الصحيح وجمع على (أفعل) قولهم : (أكمة) و (آكم).

ولم يقولوا : (إمون) كما قالوا في سنة : (سنون) ، لأنهم قد كسروا (أمة) ، فردوا الذاهب بالتكسير حيث قالوا (إماء) : و (إموان) وهما جمعان للكثير ، ولم يقولوا : (أمات) ، لأنهم استغنوا ب" آم" عنها ، لأن" الأمات" للتقليل ، و (آم أفعل) للتقليل فاستغنى بأحدهما عن الآخر.

قال : وقالوا (برّة) و (برات) و (برون) و (لغة) و (لغى) فكسروها على الأصل كما كسّروا نظائرها التي لم يحذف منها شيء نحو (كلية) و (كلى).

قال : وسألت الخليل عن قول العرب (أرض) و (أرضات) فقال : لما كانت مؤنثة وجمعت بالتاء ثقّلت كما ثقلت (طلحات) و (صفحات) ، قلت : فلم جمعت بالواو والنون؟ قال : شبهت بالسنين ونحوها من بنات الحرفين لأنها مؤنثة ، ولأن الجمع بالتاء أقل والجمع بالواو والنون أعم ، ولم يقولوا : (آراض) ولا (أرض) فيجمعونه كما جمعوا" فعل".

قلت : فهلّا قالوا : (أرضون) كما قالوا : (أهلون)؟

قال : إنها لما كانت تدخلها التاء أرادوا أن يجمعوها بالواو والنون كما جمعوها بالتاء و (أهل) مذكر لا تدخله التاء ولا تغيره الواو والنون كما لا تغير غيره من المذكر نحو (صعب) و (فسل).

قال أبو سعيد : اعلم أن" فعلا" إذا كان مؤنثا وجمع بالألف والتاء حرك أوسطه وإن لم يكن فيه هاء التأنيث كما يحرك أوسط ما فيه هاء التأنيث ، وذلك في امرأة اسمها (دعد) :

(دعدات) وإن كانت اسمها (سعدا) و (جبرا) : (سعدات) و (جبرات) كما تقول في (ثمرة) و (جفنة) (ثمرات) و (جفنات) وكذلك (أرض) لما جمعت بالألف والتاء حرك أوسطها وقد جمعوها بالواو والنون فقالوا : (أرضون) شبهوها من أجل التأنيث بالمؤنث

٣٢٩

المنقوص نحو (سنة) ، و (ثبة) وما أشبه ذلك.

ومن الناس من احتج لذلك فقال : لمّا كان هاء التأنيث مقدرة فيها محذوفة منها صار بمنزلة المنقوص الذي يقدر فيه حرف يحذف منه وحركوا ثانيه لعلتين ـ يجوز أن يكونوا حملوها على الجمع بالألف والتاء ، لأنهما جمعان سالمان قد اشتركا في السلامة وقد لزم فتح الراء في أحدهما لما ذكرناه ، فكان الآخر مثله ويجوز أن يكونوا جعلوا التغيير الذي لزم أوائل ما يجمع من المنقوصات بالواو والنون في ثاني هذا الحرف فيغني من تغيير أوله كقولهم (سنة) و (سنون) ، و (ثبة) و (ثبون).

ولذلك قال سيبويه : ولم يكسروا أول (أرضين) ، لأن التغيير قد لزم الحرف الأوسط كما لزم التغيير الأول من (سنة) في الجمع.

قال : وقد زعم يونس أنهم يقولون (حرّة) و (حرّون) (يشبهونها بقولهم (أرض) و (أرضون) وقالوا (إوزّة) و (إوزّون). كما قالوا (حرة) وحرّون).

وزعم يونس أنهم يقولون (حرّة) و (أحرّون) يعنون (الحرار) كأنه جمع (إحرّة) ولكن لا يتكلم بها.

هذا ما حكاه سيبويه عن يونس ، وقد حكى الجرمي عنه : أنهم يقولون : " أحرون" بفتح الألف وكل ذلك شاذ ليس بالمطرد ، وإنما شبهوا" حرّة" للإدغام الذي فيها بالمنقوص ؛ لأن النطق بالحرفين في دفعة واحدة فصار كحرف واحد.

وقد أنشدنا أبو بكر بن دريد في" إخرون" بالكسر على ما حكاه سيبويه وقد حكاه الأصمعي :

إنّ أباك فر في يوم صفّين

لما رأى عكّا والأشعريين

وحاجيا يستن في الطائيين

وذا الكلاع سيّد اليمانين

وقيس عيلان الهوازنيّين

قال لنفس السوء هل تفريّن؟

لا خمس إلا جندل الأحرين

والخمس قد أحشمنك الأمريّن (١)

ركّضا إلى الكوفة من قنّسرين

هذا رجل حارب مع علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه وكان سمع أنه كان يفرق خمسمائة خمسمائة فتجشم من قنّسرين إلى الكوفة وحارب لأجلها ثم هرب

__________________

(١) الأبيات من مشطور الرجز مذكورة في لسان العرب (حرر).

٣٣٠

فقال : لا خمس يريد لا خمسمائة درهم. قرأته على أبي بكر : " وحاجيا" يستن وقال غيره : " حابسا".

على أن العرب ربما جمعوا بالواو والنون من المؤنث الذي فيه الهاء ما ليس بمنقوص ذكر أبو عمر الجرمي ، قال : أنشد خلفّ أبو محرز في مجلس يونس وهو خلف الأحمر :

فأنك لو رأيت ولن تراه

أكفّ القوم تخرق بالقنينا (١)

قال : هذا جمع" قتاة" فما رأيت أحدا عرفه.

واعلم أن المنقوص الذي يجمع بالواو والنون يجيز فيه كثير من النحويين أن تعرب النون فيه ويلزم قبل النون الياء فيقال : هذه (سنينك) ورأيت (سنينك) وعجبت من (سنينك).

وقالوا إنما فعل بها ذلك ، لأن النون قامت مقام الذاهب وجعلوها كلام الفعل وأنشدوا :

ذراني من نجد فإن سنينه

لعبن بنا شيبا وشيّبننا مردا (٢)

وقال آخر :

مثل المغالي ضربت قلينها (٣)

وقال آخر :

إلى برين الصّفّر الملوّيات (٤)

وقد قال بعضهم في هذا المنقوص : إذا جمع بالألف والتاء يجوز أن تفتح التاء في النصب وتقام مقام لام" الفعل" فيقال سمعت لغاتهم.

وأنشدوا بيت أبي ذؤيب :

فلمّا جلاها بالأيام تحيّزت

ثباتا عليها ذلّها واكتئابها (٥)

والأفصح الأشهر ما ذكره سيبويه من الجمع بالواو والنون. وسقوط هذه النون في

__________________

(١) البيت من الوافر ولم نستدل إلى قائله.

(٢) البيت من الطويل وقائله الصمة بن عبد الله القشيري وهو شاعر إسلامي بدوي مقل من شعراء الدولة الأموية. انظر شرح الأشموني : ١ / ٨٦ ، وشرح المفصل لابن يعيش : ٥ / ١١.

(٣) البيت من مشطور الرجز مذكور في اللسان (قلا).

(٤) البيت من مشطور الرجز والشاهد منه (برين) حيث أجريت مجرى الحين في الإعراب بالحركات.

(٥) انظر ديوان الهذليين : ١ / ٧٩ ، ابن يعيش : ٥ / ٤ ، الخصائص لابن جنى : ٣ / ٣٠٤ ، والبيت من الطويل.

٣٣١

الإضافة وكسر تاء الجمع في النصب تقول : (هذه سنون) و (رأيت سنين) وعجبت من (سنين) ، وفي الإضافة : (هذه سنو زيد) و (سنوك) ورأيت (سني زيد) و (سنيك) وعجبت من (سني زيد وسنيك) وتقول سمعت لغات القوم ورأيت (ثبات) وقال الله عزوجل : (خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُباتٍ)(١).

وقال سيبويه : وقد يجمعون المؤنث الذي ليست فيه هاء التأنيث بالتاء كما يجمعون ما فيه الهاء ؛ لأنه مؤنث مثله وذلك قولهم : (عرسات) و (أرضات) و (عير) و (عيرات) حركوا الياء واجتمعوا فيها على لغة هذيل ، لأنهم يقولون : (بيضات) و (جوزات).

قال أبو سعيد : رأيت النّسخ والروايات في كتاب سيبويه : " عير وعيرات" بفتح العين وهو عندي غلط في النقل ؛ لأن سيبويه قال : وقد يجمعون المؤنث ، وعير ليس بمؤنث وقد تكلف بعض من احتج عنه بأنه عير الكتف وهو النائي في وسطه ، ولا يعرف تأنيث هذا ولا جمعه على عيرات ، وإنما دعاهم عندي إلى هذا قول سيبويه واجتمعوا فيها على لغة هذيل ، لأنهم يقولون (بيضات) و (جوزات) ، فأرادوا أن يسووا بين اللفظين والصواب عندي أن يقال (عير) و (عيرات) و (عير) مؤنث ، قال الله عزوجل : (وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنا فِيها)(٢) وكان حقها أن يقال (عيرات) لأن جمع السّلامة في فعل وفعل إذا كان بالألف والتاء أن يقال (فعلات) ك (ظلمات) و (فعلات) ك (سدرات).

وإذا كان فيه واو أو ياء استثقل الضم والكسر فيقولون في (تومة) (تومات) ، وفي (تينة) (تينات) ، وقالوا في (عير) (عيرات) فحركوا على لغة هذيل في تحريك الثاني من (بيضات) وقال الكميت :

عيرات الفعال والحسب الذي

عود إليهم معدودة الأعكام (٣)

قال : " وقالوا : " سموات" فاستغنوا بهذا أرادوا جمع سماء لا من المطر ، وجعلوا التاء بدلا من التكسير كما كان ذلك في العير والأرض".

يريد أن السماء إذا جمعت كان الجمع بالألف والتاء ، وقد اضطر الشاعر فجمعها بغير الألف والتاء فقال :

__________________

(١) سورة النساء ، الآية : ٧١.

(٢) سورة يوسف ، الآية : ٨٢.

(٣) البيت للكميت بن زيد وهو من الخفيف ليس في ديوانه ، وهذا البيت من قصيدة له يمتدح بها أهل البيت رضوان الله عليهم أجمعين. انظر ابن يعيش ٥ : ٣١ ـ ٣٣.

٣٣٢

سماء الإله فوق سبع سمائيا (١)

وسترى ذلك مستقصى في موضعه إن شاء الله تعالى ، وقد يقال للمطر (سماء) وجمعه (أسمية) في أدنى العدد وسميّ للكثير.

قال : وقد قالوا (عيرات) وقد عرفتك ما في (عيرات) ، وقالوا (أهلات) فخففوا شبهوها ب (صعبات) حيث كان أهل مذكرا تدخله الواو والنون ، فلما جاء مؤنثا كمؤنث صعب فعل به ما فعل بمؤنث صعب.

يعني أنهم يقولون (أهل وأهلون). و (أهل) مذكر ثم قالوا (أهلة وأهلات) فأشبه فعلة نعتا وهو قولك : (رجل ضخم وعبل وشهم) وامرأة (عبلة) و (صعبة) ، وإذا جمع بالألف والتاء قلنا : (عبلات) و (صعبات) فكذلك (أهلة) و (أهلات).

قال الشاعر :

وأهلة ودقد تبريت ودّهم

وأبليتهم في الحمد جهدى ونائلي (٢)

قال : وقد قالوا (أهلات) فثقلوا كما قالوا (أرضات) قال الشاعر وهو المخبّل :

وهم أهلات حول قيس بن عاصم

إذا أدلجوا بالليل يدعون كوثرا (٣)

وإنما ثقّلوا ؛ لأنه اسم وإن كان يشبه الصفة من الوجه الذي ذكرنا.

قال : " وقالوا : (إموان) جمع (الأمة) كما قالوا (إخوان) لأنهم جمعوها كما جمعوا ما ليس فيه الهاء".

يعني قولهم (خرب) و (خربان) فأمة أصله (فعلة) و (فعلة) قد جمع على (فعلان).

وقال القتّال الكلابي :

أمّا الإماء فلا يدعونني ولدا

إذا ترامي بنو الإموان بالعار (٤)

__________________

(١) عجز بيت من الطويل لأمية بن أبي الصلت وصدره :

له ما رأت عين البصير وفوته

انظر ديوانه : ٧٠ ، والخصائص : ١ / ٢١١ ، والخزانة : ١ / ١١٨.

(٢) البيت لأبي الطمحان القيني وهو من الطويل. انظر لسان العرب (أهل) والخزانة : ٨ / ٩١ ، وابن يعيش : ٥ / ٣١.

(٣) البيت للمخبل السعدي وهو من الطويل. انظر الخزانة : ٨ / ٩٦ ، أسرار البلاغة للجرجاني : ١٩١ ، وابن يعيش : ٥ / ٣٣.

(٤) انظر ديوان الشاعر : ٥٤ ، وأمالي ابن الشجري : ٢ / ٥٣ ، واللسان (أما) ، والكامل : ٣٤ ، وهو من البسيط.

٣٣٣

هذا باب تكسير ما عدّة حروفه أربعة أحرف للجميع

أما ما كان" فعالا" فإنك إذا كسّرته على بناء أدنى العدد كسّرته على" أفعلة" وذلك قولك (حمار) و (أحمرة) و (خمار) و (أخمرة) و (إزار) و (أوزرة) و (مثال) و (أمثلة) و (فراش) و (أفرشة) ، فإذا أردت أكثر العدد بنيته على فعل وذلك قولك (حمار) و (حمر) و (خمار) و (خمر) و (إزار) و (أزر) و (فراش) و (فرش) وإن شئت خففت جميع هذا في لغة بني تميم."

يعني تقول (فرش) و (خمر) فتسكن الثّاني. وهذا التخفيف يجوز في كل ما كان على (فعل) أن يسكن ثانيه كقولك (رسل) و (رسل) و (صبر) و (صبر).

قال : وربما عنوا ببناء أكثر العدد (أدنى العدد) كما فعلوا ذلك بما ذكرنا من بنات الثلاثة ، وذلك قولهم (ثلاثة جدر) و (ثلاثة كتب).

يعني أنهم لم يقولوا ثلاثة (أجدرة) في جمع (جدار) ، ولا ثلاثة (أكتبة) في (كتاب) كما قالوا ثلاثة (أحمرة) في جمع (حمار).

قال : وأما ما كان (منه) مضاعفا فإنهم لم يجاوزوا به بناء أدنى العدد وإن عنوا الكثير تركوا ذلك كراهية التضعيف إذ كان من كلامهم ألا يجاوزوا بناء أدنى العدد فيما هو غير معتل وذلك قولهم : (خلال) و (أخلة) و (عنان) و (أعنّة) و (كنان) و (أكنة).

يعني لم يقولوا فيه (عنن) و (كنن) واستغنوا بأدنى العدد فيه كما استغنوا بأكتاف و (أرسان) ونحو ذلك من الصحيح الذي استغنوا فيه بأدنى العدد مع استثقالهم التضعيف ، لو قالوا (فعل) لقالوا (عنن) فكرروا النون من غير إدغام. ولقالوا (جلل) وأدنى العدد يوجب الإدغام وهو أخف ومعنى كنان : هو الشيء الذي يسترك من مطر أو برد أو حر.

قال الشاعر :

أيّنا بات ليلّة

بين غصبين يوبل

تحت عين كتاننا

برد عصب مرحّل (١)

يريد يظلل.

وذكر بعضهم مكان خلال وأخّلة" جلال وأجلة" على أن" جلالا" واحد وليس بجمع ل (جلّة) ولا (جلّ).

__________________

(١) البيتان لعمر بن أبي ربيعة من الخفيف المجزوء المخبون وانظر اللسان مادة (كنن).

٣٣٤

قال الشاعر :

ففرّجت كرب النّفس عني بحلفة

كقدّك عن متن الجواد جلالها (١)

أراد : جلّها وهو واحد.

قال : " وأما ما كان منه من بنات الياء والواو فإنه لا يجاوز به أدنى العدد كراهية هذه الياء مع الضمة والكسرة لو ثقلوا والياء مع الضمة لو خففوا وذلك قولهم : (رشاء) و (أرشية) و (سقاء) و (أسقية) و (رداء) و (أردية) ، و (إناء) و (آنية) و (كساء) و (أكسية).

وإنما قال من بنات الياء والواو ، لأن هذه الهمزات منقلبات من الياء والواو لأن قولك" كساء" أصله" كساو" والدليل على ذلك قولهم : (كسوت) ، و (الكسوة) والهمزة في" سقاء" بدل من الياء ، والأصل" سقاى" ، فلو جمعوا ذلك على مثل (حمار) و (حمر) للزمهم أن يقولوا : " سقى" و (كسى).

وذلك أن" فعلا" من هذا الباب إذا أتى به على أصله وجب أن يكون آخره واو لانضمام ما قبلها فيقال (كسوّ) و (سقوّ) ثم تقلب الواو ياء لأنه لا يقع في الأسماء واو قبلها ضمة كما قالوا في (أدلو) " أدل". فلما كان الجمع الكثير الذي هو (فعل) يؤديهم إلى هذا التغيير تجنبوه ، فإن قيل : فإذا خفف لم يؤد إلى هذا الاجتماع ، قيل له إن الذي يخفف إنما يخففه عن المثقل وقد عرفتك ما يلزم المثقل من التغيير.

قال : وأما ما كان منه من بنات الواو التي الواوات فيهن عينات ، فإنك إذا أردت بناء أدنى العدد كسرته على (أفعلة) وذلك قولك (خوان) و (أخونة) و (رواق) و (أروقة) و (بوان) و (أبونة) ، فإذا أردت بناء أكثر العدد لم تثقل وجاء على (فعل) كلغة بني تميم في الخمر وذلك (خون) و (روق) و (بون) ، والبوان عمود الخيمة ، وإنما خففوا كراهية الضمة.

يعني لو قالوا : (خوّن) و (روق) لثقل فخفّفوا وكذلك قالوا (رجل عزول) و (قوم قول) ولم يضموا الواو ، والأصل الضم كقولهم (صبور) و (صبر) ، وإذا اضمر الشاعر جاز له أن يضم.

قال عدي بن زيد :

قد حان أنّ تصحو أوان تقصر

وقد أتى لما عهدت عصر

__________________

(١) البيت من الطويل والشاهد فيه (جلالها) حيث جاء في البيت مرادا به الجل فهو واحد وليس بجمع.

٣٣٥

عن مبرقات بالبرين وتبدو

بالأكفّ اللّامعات سور (١)

وهو جمع سوار.

قال : وإذا كان في موضع الواو من" خوان" ياء ثقل في لغة من يثقل وذلك :

(عيان) و (عين) والعيان حديدة تكون في متاع الفدان ثقلوا هذا كما قالوا :

(بيوض) و (بيض).

وإنما ثقّلوه ، لأن الضم على الياء أخف من الضم على الواو.

قال : وأما من يخفف فيقول" خمر" و" رسل" من بني تميم فإنه يقول في هذا (عين) لأن الياء تسكن وقبلها ضمة فيصير مثل قولهم" أبيض" و" بيض" و" أعيس" و" عيس".

وعلى هذا حكى يونس أن من العرب من يقول : (صيود) و (صيد) و (بيوض) و (بيض) وهو على قياس من قال في (الرّسل) " رسل".

قال : وأما ما كان" فعالا" فإنهم إذا كسروه على بناء أدنى العدد فعلوا به ما فعلوا" بفعال" ، لأنه مثله في الزيادة والتحريك والسكون إلا أن أوله مفتوح ، وذلك (زمان) و (أزمنة) و (مكان) و (أمكنة) و (فدان) و (أفدنة) و (قذال) و (أقذلة) وإذا أردت بناء أكثر العدد قلت (قذل) و (فدن) ، وقد يقتصرون على بناء أدنى العدد كقولهم (أزمنة) و (أمكنة).

قال : وأما ما كان منه من بنات الياء والواو فعل به ما فعل بما كان من باب" فعال" وذلك قولهم (سماء) و (أسمية) ، و (عطاء) و (أعطية) وكرهوا بناء الأكثر ، لاعتلال هذه الياء لما ذكرت لك ، ولأنها أقل الياءات احتمالا وأضعفها و" فعال" في جميع الأشياء بمنزلة" فعال"

ومعنى قوله أقل الياءات احتمالا وأضعفها يعني أنها لام الفعل ، ولام الفعل أضعف من عين الفعل ، وسنقف على ذلك في التصريف إن شاء الله.

وقوله : (سماء) و (أسمية) ليس بالسماء ذات البروج ومعناه المطر ، يقال للمطر (سماء) و (أسمية) في أدنى العدد والكثير (سميّ).

__________________

(١) البيتان من الكامل. انظر ديوان الشاعر : ١٢٧ ، والمقتضب : ١ / ١١٣ ، والمنصف : ١ / ٣٣٨ ، وشرح المفصل لابن يعيش : ٥ / ٤٤ ، والدرر اللوامع : ٢ / ٢٢٧.

٣٣٦

قال العجاج :

تلفّه الرياح والسّميّ

في دفء أرطاة لها حتيّ (١)

وقد قيل لأبي الحسن الأخفش لم لم يجز أن يقولوا في لغة من خفف : (عطر) والياء لا تعتل على هذا الوجه؟

فقال : لأن هذا في لغة من يقول (علم) والأصل عندهم التثقيل ، ولكنهم يخففون.

والدليل على أن الأصل التثقيل أنهم يقولون (ظرفت) و (علمت) فيلزمون الكسر ولا يذهبون به إلى حركة أخرى.

ومعنى قول أبي الحسن : أنهم : يقولون ظرف الرجل وعلم الرجل والثاني منهما ساكن.

فإذا كان الفعل للمتكلم احتاجوا إلى تحريك الثاني فيضمون في (ظرفت) ويكسرون في (علمت) فعرف بذلك أنهم ردوهما إلى أصلهما.

قال : " وأما ما كان" فعالا" فإنه في بناء أدنى العدد بمنزلة" فعال" ، لأنه ليس بينهما شيء إلا الضم والكسر وذلك قولك : (غراب) و (أغربة) و (خراج) و (أخرجة) و (بغاث) و (أبغثة)."

والبغاث : خشاش الطير وفيه ثلاث لغات (بغاث) و (بغاث) و (بغاث) وعلى ذلك رووا :

بغاث الطّير أكثرها فراخا

وأمّ الصّقر مقلات نزور (٢)

قال : " وإذا أردت بناء أكثر العدد كسّرته على" فعلان" كقولك : (غراب) ، و (غربان) و (خراج) و (خرجان) و (غلام) و (غلمان) ولم يقولوا أغلمة.

استغنوا بقولهم : (ثلاثة غلمة) كما استغنوا ب (فتية) عن أن يقولوا (أفتاء)."

قال أبو سعيد : لأن (غلمة) و (فتية) (فعلة) وهي من بناء أقل العدد ، وقد يردونه في التصغير إلى قياس الباب فيقولون : (أغيلمة) وقال بعض النحويين :

__________________

(١) انظر ديوان الشاعر : ٦٩ ، والبيتان من مشطور الرجز ، والمخصص : ٩ / ٤ ، وشرح المفصل لابن يعيش : ٥ / ٤٤ ، واللسان : (سما).

(٢) البيت لعباس بن مرادس مذكور في اللسان (بغث) وهو من الوافر ، وانظر آمالي ابن الشجري : ٢ / ٢٨٨ ، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي : ١١٥٤.

٣٣٧

إنما قالوا في كثيره (فعلان) لأنهم جعلوا الألف فيه كأنها قد زيدت على فعل للمد ، فيحذفون هذه الألف فيصير كأنه (غرب) و (غربان) كقولهم : (صرد) و (صردان).

قال : وقالوا في المضاعف حين أرادوا بناء (أدنى) العدد كما قالوا في المضاعف في" فعال" كقولهم : (ذباب) و (أذبّة) والكثير (ذبّان) ولم يقتصروا على أدنى العدد لأنهم أمنوا التضعيف.

يريد أن" فعلانا" من المضاعف تدغم عين الفعل في لامه ضرورة لأن العين ساكنة وفي" فعال" يجيء على" فعل" ولا يلزم فيه الإدغام فلذلك جاء في فعال من المضاعف الجمع الكثير ولم يجيء في (فعال).

قال : " وقالوا" حوار" و" حيران" كما قالوا : (غراب) و (غربان) وقالوا في أدنى العدد : (أحورة) والذين يقولون : (حوار) يقولون (حيران) ، و (صوار) و (صيران). جعلوا هذه بمنزلة" فعال" كما أنهما متفقان في بناء أدنى العدد."

يريد أن" حوارا" فيه" لغتان" (حوار) و (حوار) وكذلك (صوار) فيه لغتان (صوار) و (صوار) فلغة الضم توجب أن يكون الجمع الكثير على (فعلان). ولغة الكسر توجب أن يكون الكثير على (فعل) كقولهم (خوان) و (خون) فاتفقوا في جمع هذين الحرفين على لغة الضم فقالوا (حيران) و (صيران) كما أن" فعالا" ، و (فعالا) قد اتفقا في أدنى العدد على أفعلة وعلى نحو ذلك (سوار) فيه لغتان : (سوار) و (سوار) وقد اتفقوا في جمعه الكثير على لغة الكسر فقالوا : (سور) كما قالوا : (خوان) و (خون).

قال : " وقد قال قوم : (حوارن). وله نظير سمعنا بعض العرب يقول : " زقاق" و" زقّاق".

يريد أن" فعلانا" فيما واحده (فعال) قليل لم يجئ إلا (حوران) في جمع (حوار) و (زقّان) في جمع (زقاق) والباب فيه الكسر كقولك (غربان) و (غلمان) وبعض الناس يروي مكان (زقاق) و (زقّان) : و (رقاق) و (رقّان) يعني (الرّقاق) من الخبز

وقد يقتصر على أدنى العدد في ذلك قالوا : (فؤاد) و (أفئدة). وقالوا : (قراد) و (قرد) فجعلوه موافقا" لفعال" كما قالوا (جدار) و (جدر) ، ومثل ذلك في باب" فعال" (ذباب) و (ذبّ).

قال : وأما ما كان" فعيلا" فإنه في بناء أدنى العدد بمنزلة" فعال" و" فعال" ؛ لأن الزيادة التي فيه مدة ، كما أن الزيادة التي فيهما مدة ، ولم تجئ الياء التي في فعيل

٣٣٨

لتلحق بنات الثلاثة ببنات الأربعة. كما لم تجئ الألف في (فعال) ، و (فعال) لذلك وهو بعد في الزنة والتحريك والسكون مثلهما ، فهن أخوات ، وذلك قولك (جريب) و (أجربة) و (كتيب) و (أكتبة) و (رغيف) و (أرغفة).

" جعل" فعيلا" نظير" فعال" و" فعال" لأن حرف المد واللين في فعيل هو الياء وهو ثالث وفي (فعال) و (فعال) ثالث وهو الألف ومع ذلك فلم تدخل الياء والألف في واحد منهما للإلحاق فلذلك استوين في" أفعلة" ويجيء الكثير على" فعلان" كقولك : (رغفان) و (جربان) و (كثبان) و (صلبان) و (عسيب) و (عسبان) ، ويكسر على" فعل" أيضا كقولك" رغيف" و" رغف" و" قليب" و" قلب" (وكثيب وكثب) و (قضيب) و (قضب) و (أميل) و (أمل) و (عصيب) و (عصب) و (عسيب) و (عسب) و (صليب) ، و (صلب).

قال : وربما كسّروا هذا على" أفعلاء" ، وذلك قولهم (نصيب) ، و (أنصباء) و (خميس) و (أخمساء) و (ربيع) و (أربعاء) وهي في أدنى العدد بمنزلة ما قبلهن.

يعني أن القليل يقال فيه (ثلاثة أنصبة) و (عشرة أخمسة) و (سبعة أربعة) ، والكثير (أخمساء) و (أنصباء) و (أربعاء).

قال : " وقد كسّره بعضهم على" فعلان" كقولهم (ظليم) و (ظلمان) ، و (قضيب) و (قضبان) ويقال فيه أيضا (قضبان) و (فصيل) و (فصلان) و (عريض) و (عرضان) شبهوه ب (فعال) ، والعريض : التّيس. قال الشاعر :

ما بال زيد لحية العريض

مرّ بنا كالخزز المريض (١)

وذوات الواو والياء منه كذلك ، كقولهم : (قرىّ) و (أقرية) و (قريان) والقرىّ : مسيل الماء إلى الروضة ومثله : (سرىّ) و (أسرية) و (سريان) ـ والسّرىّ : النهر ـ وقالوا : (صبيّ) و (صبيان) ك (ظليم) و (ظلمان) ولم يقولوا (أصبية) ، استغنوا بصبية عنها ، وقالوا في التضعيف كما قالوا في (الجريب).

وقالوا : (حزيز) و (أحزّة) و (حزّان). وبعضهم قال : (حزّان) كما قالوا" ظلّمان" وقالوا (سرير) و (أسرّة) و (سرر) كما قالوا (قليب) و (أقلبة) و (قلب) وقالوا : (فصيل) و (فصال) شبهوه ب (ظريف) و (ظراف) ودخل مع الصفة في بنائه كما دخلت الصفة في

__________________

(١) البيتان من مشطور الرجز. انظر اللسان مادة (عرض) والشاهد فيه قوله (العريض) حيث جاء في البيت مرادا به التيس.

٣٣٩

بناء الاسم.

قال : " وأما ما كان من هذه الأسماء (الأربعة) مؤنثا ـ يعني فعال وفعال وفعال وفعيل ـ فإنهم إذا كسّروه على بناء أدنى العدد كسّروه على (أفعل) ، وذلك قولك (عناق) و (أعنق) وقالوا في الجميع ـ يعني الكثير ـ (عنوق) فكسروها على" فعول" كما كسروها على" أفعل" بنوه على ما هو بمنزلة" أفعل" كأنهم أرادوا أن يفصلوا بين المذكر والمؤنث كأنهم جعلوا الزيادة التي فيه إذ كان مؤنثا بمنزلة الهاء في (قصعة) و (رحبة) وكرهوا أن يجمعوه جمع (قصعة) ، لأن زيادته ليست كالهاء فكسروه تكسير ما ليس فيه زيادة من الثلاثة حيث شبه بما فيه الهاء منه ، ولم تبلغ زيادته الهاء ، لأنها في الحرف نفسه وليست علامة تأنيث لحقت الاسم بعد ما بني ك (حضر موت)."

قال أبو سعيد : قد تقدم أن أقل العدد من هذه الأبنية الأربعة في المذكر على" أفعلة" كقولنا (حمار) و (أحمرة) و (غراب) و (أغربة) و (قذال) و (أقذلة) ورغيف و (أرغفة) ، وفي المؤنث على" أفعل" كقولنا (عناق) و (أعنق) و (ذراع) و (أذرع) و (عقاب) و (أعقب) و (يمين) و (أيمن).

قال سيبويه : جعلوا التأنيث الذي فيه وإن لم يكن بعلامة كالتأنيث الذي في (قصعة) و (رحبة) (ففصلوا بين ما فيه التأنيث كما فصلوا بين قصعة ورحبة) وبين (كلب) و (جمل) ، ألا ترى أنه لا يقال في (قصعة) (أقصع) كما يقال في (كلب) : (أكلب) ولا في (رحبة) : (أرحاب) كما يقال في" جمل" : (أجمال) ولم يجمعوه جمع ما فيه هاء التأنيث ، لأن (فعالة) و (فعالة) و (فعيلة) لا يجمع في أدنى العدد على (أفعل).

وإنما أراد سيبويه أنهم فرقوا بين المذكر والمؤنث كما فرقوا بين (قصعة) ، و (فلس) فجمعوه على خلاف جمع المذكر واختاروا له أخف أبنية أدنى العدد وشبهوه بنزعهم الهاء من عدد المؤنث وإثباتهم إياها في المذكر كقولنا في المؤنث : (ثلاث وأربع وخمس) وفي المذكر (ثلاثة وأربعة وخمسة).

ومعنى قوله : " وكرهوا أن يجمعوه جمع (قصعة) لأن زيادته ليست كالهاء" يعني أنهم كرهوا أن يجمعوه جمع (فعالة) و (فعالة) ، لأن التأنيث الذي فيه ليس بعلامة ، وإنما هو شيء في نفس الحرف فأسقط منه الزيادة يعني الألف في" فعال" والياء في" فعيل" فصار على ثلاثة أحرف. وبنى على" أفعل" كما بنى ما كان على ثلاثة أحرف (كفعل). ومعنى قوله : " قالوا في الجميع (عنوق) فكسروها على" فعول" كما كسروها على" أفعل" بنوه

٣٤٠