كتاب العين - ج ٨

الخليل بن أحمد الفراهيدي

كتاب العين - ج ٨

المؤلف:

الخليل بن أحمد الفراهيدي


المحقق: الدكتور مهدي المخزومي والدكتور ابراهيم السامرّائي
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مؤسسة دار الهجرة
المطبعة: الصدر
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٥٦

ورجل دَفِئٌ بوزن فعل : قد لبس ما يدفئه ، [ويقال للأحمق : إنه لدفىء الفؤاد](٢٥١) وادَّفَيْتُ واسْتَدْفَيْتُ أي لبست ما يدفئني (٢٥٢) ، ودفئت من البرد.

ومطر دَفَئِيٌ يكون في الصيف بعد الربيع.

والدَّفَأُ ، مقصور مهموز : الدفء نفسه إلا أن الدفء كأنه اسم شبه الظمء ، [والدفأ شبه الظمإ ومما لا همز فيه من هذا الباب](٢٥٣) ، مصدر الْأَدْفَى ، والأنثى دَفْوَاء من الطير : وهو ما طال جناحاه من أصول قوادمه وطرف ذنبه ، أو طالت قوادم ذنبه ، قال الطرماح :

شنج النسا أدفى الجناح كأنه

في الدار بعد الظاعنين مقيد (٢٥٤)

والْأَدْفَى من الأوعال : ما طال قرناه وامتد أعلى ظهره جدا.

والدَّفْوَاء من النجائب : الطويلة العنق إذا سارت كادت تضع هامتها على ظهر سنامها ، ومع ذلك طويلة الظهر.

__________________

(٢٥١) أدرجنا هذه المادة في موضعها الصحيح وكانت مدرجة في ترجمة (دوف) في الأصول المخطوطة.

(٢٥٢) كذا في التهذيب من أصل العين ، وفي الأصول المخطوطة : دفأ (كذا).

(٢٥٣) زيادة من التهذيب من أصل العين.

(٢٥٤) البيت في الديوان ص ١٣٠.

٨١

دوف :

الدَّوْفُ : خلط الزعفران والدواء بماء فيبتل ، وتقول منه : دُفْتُهُ وأَدَفْتُهُ.

والدِّيَافِيُ من الزيت منسوب إلى بلد بالشام أو بالجزيرة.

فدي : (٢٥٥)

الْفِدَى جمع فِدْيَة.

والْفِدَاء ما تفدي به وتفادي ، والفعل الِافْتِدَاء ، وفَدَّيْتُهُ تَفْدِيَة : قلت له : أفديك.

وتَفَادَى القوم : استتر بعضهم ببعض مخافة ، وتَفَدَّيْتُهُ وفَدَّيْتُهُ واحد.

والْفَدَاء : جماعة الطعام من البر والشعير وغيرهما ، وهو الأنبار ، وجمعه أَفْدِيَة.

باب الدال والباء و (و ء ي) معهما

د ب ء ، ب د و ، ب د ء ، ب ي د ، ء ب د ، د ء ب ، ء د ب ، و ب د

مستعملات

دبأ :

الدُّبَّاء : [القرع](٢٥٦) والواحدة دُبَّاءَة.

[وفي الحديث عن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم أَنَّهُ نَهَى عَنِ الدُّبَّاءِ وَالْحَنْتَمِ وَالنَّقِيرِ. وهي أوعية كانوا ينتبذون فيها وضريت

__________________

(٢٥٥) سقطت هذه المادة من ص و ط وأثبتناها من س.

(٢٥٦) زيادة من التهذيب وقد سقطت في الأصول المخطوطة.

٨٢

فكان النبيذ يغلي فيها سريعا ويسكر فنهاهم عن الانتباذ فيها ، ثم رخص ـ عليه الصلاة والسلام ـ في الانتباذ فيها بشرط أن يشربوا ما فيها وهو غير مسكر ، وقال :

إذا أقبلت : قلت : دباءة](٢٥٧)

من الخضر مغموسة في الغدر (٢٥٨)

بدو ، بدء :

بَدَا الشيء يَبْدُو بَدْواً وبُدُوّاً أي ظهر.

وبَدَأَنِي فلان بكذا. وبَدَا له في هذا الأمر بَدَاءً وبَدْواً.

والْبَادِيَةُ اسم للأرض التي لا حضر فيها أي لا محلة فيها دائمة ، فإذا خرجوا من الحضر إلى المراعي والصحارى قيل : بَدَوْا بَدْواً (٢٥٩)

ويقال : أهل الْبَدْو وأهل الحضر.

والْبَدْء ، مهموز ، وبَدَأَ الشيء يَبْدَأُ أي يفعله قبل غيره ، والله بَدَأَ الخلق وأَبْدَأَ واحد.

والْبَدِيء : الشيء المخلوق ، وربما استعملوه في أمر عجيب ، قالوا : أمر بَدِيءٌ أي عجيب.

والْبَدَاء يكني عنه الفعل أَبْدَى يُبْدِي.

والْبَدْءُ من الرجال : السيد الذي يعد في أول من يعد في سادات قومه.

__________________

(٢٥٧) ما بين القوسين من التهذيب من أصل العين.

(٢٥٨) البيت في التهذيب ١٤ / ٢٠١ وهو من أصل العين ، غير منسوب.

(٢٥٩) جاء بعد هذا في الأصول المخطوطة : قال غيره : بدوا واسمه البدو.

٨٣

وأعطيته بَدْءاً من اللحم ، وجمعه أَبْدَاء ، يقال : نحضة أي قطعة ، ويقال : عضو تام قال طرفة :

وهم أبسار لقمان إذا

أغلت الشتوة أبداء الجزر (٢٦٠)

وقال أبو عمرو : الْأَبْدَاء : المفاصل ، والواحد بَدًى ، مقصور ، ويقال : بَدْء ، وجمعه بُدُوء مثال بدوع.

ورجل مَبْدُوء أي مجدور أصابه الجدري.

وتقول : فعل ذلك عودا وبَدْءاً ، أو في عوده وبَدْئِهِ ، أو في عودته وبَدْأَتِهِ.

وبئر بَدِيء : ليست بعادية ، ابتدئت فحفرت بديئا حديثا

بيد :

الْبَيْدُ من قولك : بَادَ يَبِيدُ ، وأَبَادَهُ الله.

والْبَيْدَاء : مفازة لا شيء فيها ، [وبين المسجدين أرض ملساء اسمها الْبَيْدَاء](٢٦١)

وفي الحديث : إِنَّ قَوْماً يَغْزُونَ الْبَيْتَ فَإِذَا نَزَلُوا الْبَيْدَاءَ ، وَهِيَ مَفَازَةٌ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ مَلْسَاءُ ، بَعَثَ اللهُ مَلَكاً فَيَقُولُ : يَا بَيْدَاءُ بِيدِي بِهِمْ فَيُخْسَفُ بِهِمْ.

وبَيْدَ بمعنى غير ، ويقال : بمعنى على ، وميد لغة فيها. وأتان بَيْدَانَة أي تسكن البيداء.

__________________

(٢٦٠) البيت في الديوان ص ٦٧.

(٢٦١) زيادة من التهذيب من أصل العين.

٨٤

أبد :

وأتان أَبِدٌ : في كل عام تلد (٢٦٢) ، وقيل : الْإِبِدُ الوحشية ، ويقال : أبل (٢٦٣) أَبِدٌ ، وليس في كلام العرب فعل إلا أن يتكلف متكلف فيبني كلمة محدثة على فعل فيتكلم بها ، فأما ما جاء عن العرب فهو الذي جمعناه ، ويقال : إبل وخطب ونكح.

وآبَادُ الدهر : طوال الدهر ، والْأَبِيدُ مثل الآباد.

والْآبِدَة : الغريبة من الكلام ، والجميع أَوَابِد ، والْأَوَابِد : الوحش.

وتَأَبَّدَ فلان : طالت غربته.

وتَأَبَّدَتِ الدار : خلت من أهلها.

دأب :

الدُّؤُوب : المبالغة في السير ، وأَدْأَبَ الرجل الدابة إِدْآباً إذا أتعبها ، والفعل اللازم دَأَبَت الدابة تَدْأَبُ دُؤُوباً.

وقوله تعالى : كَدَأْبِ (آلِ فِرْعَوْنَ)(٢٦٤) أي كعادتهم وحالهم.

أدب :

رجل أَدِيبٌ مُؤَدَّبٌ يُؤَدِّبُ غيره ويَتَأَدَّبُ بغيره.

والْآدِبُ : صاحب الْمَأْدُبَة ، وقد أَدَبَ القوم أَدْباً ، وأَدَبْتُ أنا.

والْمَأْدُوبَة : المرأة التي صنع لها الصنيع.

والْمَأْدُبَة والْمَأْدَبَة ، لغتان : دعوة على الطعام.

__________________

(٢٦٢) من أسجاعهم المعروفة ، انظر اللسان.

(٢٦٣) كذا في س وأما في ص و ط : لبن أبد.

(٢٦٤) سورة آل عمران ، الآية ١١.

٨٥

وبد :

الْوَبَدُ : سوء الحال ، يقال : وَبَدَتْ حاله تَوْبَدُ وَبَداً ، قال :

ولو عالجن من وبد كبالا (٢٦٥)

باب الدال والميم و (و ء ي) معهما

د و م ، د ي م ، ء د م ، م د ي ، ء م د ، م ي د ، د م ي ،

و م د ، م ء د ، د ء م مستعملات

دوم ، ديم :

ماء دَائِم : ساكن.

والدَّوْمُ مصدر دَامَ يَدُومُ. ودَامَ الماء يَدُومُ دَوْماً وأَدَمْتُهُ إِدَامَةً إذا سكنته ، وكل شيء سكنته فقد أدمته.

والدِّيمَةُ : المطر الذي يدوم دوما يوما وليلة أو أكثر.

[وفي حديث عائشة : أَنَّهَا سُئِلَتْ هَلْ كَانَ رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُفَضِّلُ بَعْضَ الْأَيَّامِ عَلَى بَعْضٍ فَقَالَتْ : كَانَ عَمَلُهُ دِيمَةً.](٢٦٦)

ووادي الدَّوْم : موضع.

والْمُدَامَةُ : الخمر ، سميت به لأنه ليس من الشراب شيء يستطاع إدامة شربه غيرها.

والتَّدْوِيمُ : تحليق الطائر في الهواء ودورانه ، ودَوَّمَ تَدْوِيماً أي يدور ويرتفع.

__________________

(٢٦٥) الشطر في التهذيب واللسان غير منسوب ، وهو من أصل العين.

(٢٦٦) ما بين القوسين من التهذيب مما أخذه الأزهري من العين.

٨٦

وتَدْوِيمُ الشمس : دورانها كأنها تدور في مضيها ، قال ذو الرمة :

والشمس حيرى لها في الجو تدويم (٢٦٧)

يعني كأنها لا تمضي من بطئها أو كأنها تدور على رأسه ، ومنه اشتقت الدُّوَّامَة لدورانها.

ودَوَّمَت الكلاب أي أمعنت في طلب الصيد.

وتَدْوِيم الزعفران : دوفه وإدارته في دوفه ، [قال :

وهن يدفن الزعفران المدوفا](٢٦٨)

والدَّوْم : شجر المقل ، الواحدة دَوْمَة.

واسْتِدَامَة الأمر : الأناة فيه والنظر ، قال :

فلا تعجل بأمرك واستدمه

فما صلى عصاك كمستديم (٢٦٩)

تَصْلِيَة العصا : إدارتها على النار لتستقيم](٢٧٠) ، أي ما قوم أمرك كالتأني (٢٧١)

ومفازة دَيْمُومَة أي دائمة البعد.

__________________

(٢٦٧) وصدر البيت كما في الديوان ص ٥٧٨ : معر وربا رمض الرضراض يركضه.

(٢٦٨) زيادة من التهذيب من أصل العين.

(٢٦٩) البيت في التهذيب واللسان غير منسوب ، وهو من العين.

(٢٧٠) زيادة من التهذيب أيضا.

(٢٧١) كذا هو الوجه كما في التهذيب وفي الأصول المخطوطة : المتأني.

٨٧

أدم :

الْأَدْمُ : الاتفاق ، وأَدَمَ الله بينهما يَأْدِمُ أَدْماً ، وآدَمَ بينهما إِيدَاماً فهو مُؤْدِمٌ بينهما ، قال :

والبيض لا يُؤْدِمْنَ إلا مُؤْدَماً (٢٧٢)

أي لا يحببن إلا محببا.

ويقال : بينهما أُدْمَةٌ وملحة أي خلطة.

وقالوا : الْأُدْمَة في الناس شربة من سواد ، وفي الإبل والظباء بياض ، يقال : ظبية أَدْمَاء ، ولم أسمع أحدا يقول للذكر من الظباء آدَم وإن كان قياسا.

وأَدِيم كل شيء : ظاهر جلده ، وأَدَمَة الأرض : وجهها ، وقيل : سمي آدَم ـ عليه‌السلام ـ لأنه خلق من أدمة الأرض ، وقيل : بل من أدمة جعلت فيه.

الْإِدَام والْأُدْمُ : ما يؤتدم به مع الخبز ، وأَدَمْتُ الخبز أَدْماً : جعلت فيه الأدم والسمن واللحم واللبن ، كله أُدْمٌ ، والْإِدَام جماعة ، وثلاثة آدِمَة) (٢٧٣)

مدي :

الْمَدَى : بعد الصوت ، ويغفر للمؤذن مدى صوته.

الْمُدْيَة : الشفرة ، والجمع الْمُدَى.

والْمُدْيُ : القفيز والمكيال.

__________________

(٢٧٢) الرجز في التهذيب واللسان غير منسوب.

(٢٧٣) ما بين القوسين كله من ص و ط وسقط من س.

٨٨

والْمَدِيُ : الحوض لا نصاب له ، وجمعه أَمْدِيَة) (٢٧٤)

أمد(٢٧٥) :

الْأَمَدُ منتهى كل شيء وآخره.

ميد(٢٧٦) :

الْمَائِدَة : الخوان ، اشتقت من الْمَيْد ، وهو الذهاب والمجيء والاضطراب.

ومَادَت المرأة : ماست وتبخترت كما يميد الغصن.

والرمح الْمَيَّاد.

دمي (٢٧٧) :

الدَّمُ معروف ، والقطعة منه دَمَة واحدة ، وكأن أصله دَمَيٌ لأنك تقول : دَمِيَتْ يده.

والْمُدَمَّى من الخيل الأشقر الشديد الحمرة ، شبه لون الدم ، وكل شيء فيه سواد وحمرة فهو مدمى.

وبقلة لها زهرة يقال لها دُمْيَة الغزلان.

والدُّمْيَة : الصنم والصورة المنقشة.

وشجة دَامِيَة : دميت ولما تسل ، وقيل : إذا سالت ، والأول أصوب لأن الدَّامِعَة سائلة ، والدَّامِيَة التي تدمى ولم تدمع بعد.

__________________

(٢٧٤) كذا في س وسقط من ص وط.

(٢٧٥) كذا في س وسقط من ص وط.

(٢٧٦) كذا في س وسقط من ص وط.

(٢٧٧) زيادة من التهذيب من أصل العين.

٨٩

ومد :

يوم وَمِدٌ ، وليلة وَمِدَةٌ ، وأكثر ما يقال لليل.

وإنما الْوَمَدَةُ ندى يجيء في صميم الحر من قبل البحر ، يقع على الناس ليلا ، قال :

تسقى ببرد الماء ما جادت تجد

من حر أيام ومن ليل ومد (٢٧٨)

مأد :

الْمَأْدُ من النبات : ما قد ارتوى ، وقد مَأَدَ يَمْأَدُ مَأْداً.

وأَمْأَدَهُ الري والربيع : جرى فيه الماء أيام الربيع.

وجارية مَأْدَةُ الشباب ، وتسمى يَمْؤُوداً ويَمْؤُودَة إذا كانت تارة.

والْمَأْد : النز الذي يظهر في الأرض قبل أن ينبع ، شامية (٢٧٩)

دأم :

الدَّأْمُ إذا رفعت حائطا فَدَأَمْتَهُ على شيء في وهدة بمرة ، وتقول : دَأَمْتُهُ.

وتَدَأَّمَتْ عليه الأمواج والأهوال والهموم ، وقال :

تحت ظلال الموج إذ تدأما (٢٨٠)

__________________

(٢٧٨) لم نهتد إلى القائل.

(٢٧٩) جاء بعد هذا في الأصول المخطوطة : ورجل مؤد : شاك في السلاح (كذا) نقول : وموضع هذه المادة في أدي وليس مأد.

(٢٨٠) الرجز (لرؤبة) ـ ملحق الديوان ص ١٨٤.

٩٠

باب اللفيف من الدال

د د ، د و د ، د ي د ، د و و ، د و ء ، د ء ي ، ء د و ، ء و د ، و د ء ،

و ء د ، ء ي د ، ء د ي ، و د ي ، و د د ، ء د د ، ي د ي مستعملات

دد :

حكاية الاستنان للطرب ، وضرب الأصابع في ذلك ، وإن لم تضرب بعد أن يجري في بطالة فهو دَدٌ ، قال الطرماح :

واستطربت ظعنهم لما احزأل بهم

آل الضحى ناشطا من داعيات دد (٢٨١)

ويروى أيضا : ... من داعب دَدَد.

ولما جعله نعتا للداعب كسعه بدال ثالثة لأن النعت لا يتمكن حتى يتم ثلاثة أحرف فما فوق ذلك فصار ددد نعتا للداعب اللاعب ، فإذا أرادوا اشتقاق الفعل منه لم ينقد لكثرة الدالات فيفصلون بين حرفي الصدر بهمزة فيقولون : دَأْدَدَ يُدَأْدِدُ ، وإنما اختاروا الهمزة لأنها أقوى من سائر الحروف الجوفية ونحوه كذلك.

وفي الدد ثلاث لغات ، تقول : هذا دد ، وهذا دَدا ، وهذا دَدَنٌ.

دود ، ديد :

وطعام مُدَوِّد ومُدَيِّد ، وقد ادَّادَ أي وقع فيه الدُّودُ (٢٨٢)

__________________

(٢٨١) البيت في التهذيب واللسان والديوان ص ١٥٧.

(٢٨٢) جاء في حشر هذه المادة في الأصول المخطوطة : المديو اسم الضرب الثاني من العروض.

نقول : وليس هذا موضعه فهو من مدد.

٩١

دأد :

والدَّأْدَأَةُ : ضرب من العدو ، ومر فلان يَتَدَأْدَأُ أي مر يدفع بعضه بعضا لا يفتر.

دوو ، دوء :

الدَّوُّ : موضع بالبادية أملس كأنه الراحة ، قال :

جنينة من مجتنى عويص

بالدو أو صحرائه القموص (٢٨٣)

والدَّوِّيَّة : مفازة ملساء بلغة تميم ، ودَاوِيَّة لأهل الحجاز بلغتهم ، قال ذو الرمة :

داوية ودجى ليل كأنهما (٢٨٤)

ودَوِيُ الصوت ، يقال منه : دَوَّى الصوت يُدَوِّي تَدْوِيَة.

والدَّوَى : داء يأخذ في الصدر في باطنه ، ويقال : إنه لَدَوِي الصدر ، قال :

وعينك تبدي إن صدرك لي دَوِي (٢٨٥)

ورجل دَوٍ ، وهو يدوى دوى شديدا ، وامرأة دَوِيَة ، الواو مكسورة خفيفة على فعلة ، وإن خففتها للنعت فالواو ساكنة مع الياء ، والإشمام فيه أحسن من الإسكان ، وناس من أهل الحجاز يفتحون ما كان من نحو دو ويقولون : رجل دَوِى وامرأة دَوِى سواء ، لأنه تحويل ، قال :

__________________

(٢٨٣) لم نهتد إلى القائل.

(٢٨٤) صدر بيت في الديوان ص ٥٧٦ وروايته :

دويه ودجي ليلكانهما

يم تراطن في حافاقه الروم

(٢٨٥) الشطر في التهذيب واللسان غير منسوب ، وهو مما أخذه الأزهري من العين.

٩٢

يكر عليه الدهر حتى يرده

دوى شنجته جن دهر وخابله (٢٨٦)

ويروى : دو مكسور منون ، وهو في موضع النصب ولم يقل : دويا وعليه لغتهم هكذا في جميع الإعراب مثل قولك : رأيت قاض وهذا قاض ، قال رؤبة :

ذلك وال لست راء واليا

كهؤلا وإن يوما ساعيا (٢٨٧)

والفعل دَوِيَ يَدْوَى دَوًى ، وهو الداء الباطن ، وكل بناء على دوى وندى ، مكسور ، ويكون الفعل منه مكسورا فإن النعت منه مخفف إلا أن يضطر شاعر إلى غيره.

والدِّوَاء ، ممدود ، : الشفاء ، ودَاوَيْتُهُ مُدَاوَاة ، ولو قلت : دواء جاز في القياس ، ويقال : دُووِيَ فلان يُدَاوَى فتظهر الواوين ولا تدغم إحداهما في الأخرى ، لأن الأولى هي مدة الألف التي في داوى ، فكرهوا إدغام المدة في الواو ، فيلتبس فوعل ب فعل (٢٨٨)

وأما الدَّاء ، مهموز ، فاسم جامع لكل مرض ظاهر وباطن حتى يقال : داء الشح أشد الْأَدْوَاء ، والحمق داء لا دواء له.

[ومنه قول المرأة : كل داء له داء أرادت كل عيب في الرجال فهو فيه] ، وهو من تأليف دال وواو وهمزة ، ورجل دَاءٌ وامرأة دَاءَة ، وفي لغة أخرى : رجل دَيِّىءٌ وامرأة دَيِّئَةٌ على فيعل وفيعلة.

__________________

(٢٨٦) لم نهتد إلى القائل.

(٢٨٧) لم نجده في ديوان رؤبة.

(٢٨٨) كذا في الأصول المخطوطة ، وأما في التهذيب فقد جاء : يفعل.

٩٣

ولقد دَاءَ يَدَاءُ دَوْءاً ودَاءً كله يقال ، والدوء أصوب لأنه يحمل على المصدر وهذه الكلمة (٢٨٩) تتصرف على ستة أوجه : دوأ ، دأو ، ودأ ، وأد ، أود ، أدو مستعملة في أماكنها.

والدَّوْء : مصدر الفعل من الداء.

الدَّوْءُ : الأزم ، والْأَزْمُ : الحمية ، والْآزِم : الممسك عن الطعام.

ويقال : برئت إليك من كل دَاءٍ تَدَاؤُهُ الإبل مثل تداعه.

والدَّوَاةُ إذا عدت ، يقال : ثلاث دَوَيَات ، وكذلك ما أشبهه مثل النوى نويات ، فإذا جمعت من غير عدد قلت : هي الدَّوَى والدُّوِيُ ، قال العباس :

أمن آل ليلى عرفت الطلولا

كخط الدوى ماثلات مثولا

وقال :

عرفت الديار كخط الدوي

يحبره الكاتب الحميري

دأي :

والدَّأْيُ : شبه الختل والمراوغة وكذلك الدَّأْوُ ، والفعل منه دَأَى يَدْأَى دَأْياً ودَأْواً ، وقال :

دأوت له لتأخذه

فهيهات الفتى حذرا (٢٩٠)

__________________

(٢٨٩) في الأصول : وهذه الضمة ، وهو تصحيف.

(٢٩٠) البيت في اللسان (أدو) وروايته : أدوت له الآخذه. ورواية التهذيب : داوت له ...

٩٤

نصب حذرا على القطع ، وفي مثل :

كالذئب يأدو للغزال يأكله (٢٩١) ويقولون أيضا : يدأى له.

والدَّأْيُ جمع الدَّأْيَة ، وهي فقار الكاهل في مجتمع ما بين الكتفين من كاهل البعير خاصة ، والجمع الدَّأْيَات ، وهي عظام ما هنالك ، كل عظم دَأْيَة ، قال :

نصف على دأياته تجرما (٢٩٢)

أدو :

والْإِدَاوَةُ : مطهرة للماء والجمع الْأَدَاوَى.

والْأَدْوُ : ختل منه قال :

لكن أدوت لآخذه

فأصبت خرقا أروعا (٢٩٣)

ويقولون : أَدَا الرجل يَأْدُو أَدْواً.

أود :

والْأَوْدُ مصدر آدَ يَؤُودُ أَوْداً ، وتقول : أُدْتُ العود فأنا أَؤُودُهُ أَوْداً فَانْآدَ ، وتفسيره : عجته فانعاج ، قال (٢٩٤) :

لم يك ينآد فأمسى انآدى

__________________

(٢٩١) كذا في اللسان (أدو) غير منسوب ، وقد ورد في اللسان أيضا (دأي) والرواية : كالذئب يدأى للغزال يختله.

(٢٩٢) لم نهتد إلى القائل.

(٢٩٣) لم نهتد إلى القائل.

(٢٩٤) البيت في التهذيب (للعجاج) ، ولم نجده في ديوانه (ط بيروت).

٩٥

وتقول : آدَنِي هذا الأمر ، يَؤُودُنِي أَوْداً وأُوُوداً إذا بلغ منك المشقة.

ويقال : آدَهُ الكبر.

ومنه التَّأَوُّد وهو كالتثني والتعوج للقضيب وغيره ، وقال :

تثنى إذا قامت لشيء تريده

تأود عسلوج على شط جعفر (٢٩٥)

وتقول : ما آدَكَ فهو لي آئِد ، أي ما أثقلك فهو لي مثقل.

والْأَوَد : العوج ، وأَوِدَ يَأْوَدُ أَوَداً فهو أَوِدٌ.

وموضع بالبادية يسمى أَوَّد ، بالتشديد ، قال :

أم بالجنينة من مدافع أود (٢٩٦)

ودأ :

ويقال : وَدَّأْتُهُ فَتَوَدَّأَ ، أي سويته فاستوى ، قال :

وللأرض كم من صالح قد تودأت

عليه فوارته بلماعة قفر (٢٩٧)

وتَوَدَّأَت الأخبار أي خفيت.

ووَدَّأْتُ الأرض إذا كانت محفورة فسويتها.

__________________

(٢٩٥) عجز البيت في التهذيب واللسان غير منسوب.

وجاء بعده في الأصول المخطوطة : قال الضرير : ودأته أي دفنته ، وأنشد البيت ، قال : ويروى تلمأت عليه ، مثل معناه.

(٢٩٦) لم نهتد إلى القائل.

(٢٩٧) البيت في اللسان غير منسوب.

٩٦

وأد :

الْمَوْؤُودَة : الوئيد ، كانت العرب إذا ولدت بنت دفنوها حين وضعت حتى تموت مخافة العار والحاجة ، والفعل : وَأَدَ يَئِدُ وَأْداً ، فهو وَائِد ، والمفعول : مَوْؤُودٌ كما تقول : واعد وموعود ، قال الفرزدق :

وجدي الذي منع الوائدات

وأحيى الوئيد فلم يوأد (٢٩٨)

والْوَئِيدُ : دوي تسمع صوته في الأرض كحائط يسقط من بعيد فتسمع لهده وئيدا.

والتُّؤَاد من التُّؤَدَة ، تقول : اتَّأَدَ وتَوَأَّدَ وهو التمهل والتأني والرزانة.

أيد ، أدي :

الْأَيْدُ : القوة ، وبلغة تميم الْآدُ ، ومنه قيل : أَدَّ فلان فلانا إذا أعانه وقواه.

والتَّأْيِيد : مصدر أَيَّدْتُهُ أي قويته.

وقوله تعالى : (وَالسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ) (٢٩٩) أي بقوة.

وإِيَادُ كل شيء ما يقوى به من جانبيه ، وهما إِيَادَاهُ ، وإِيَاد العسكر الميمنة والميسرة ، وكل شيء كان واقيا لشيء فهو إِيَادُهُ ، قال العجاج :

__________________

(٢٩٨) البيت في الديوان (ط صادر) ١ / ١٧٣ وروايته :

ومنا الذي منع الوائدات ....

(٢٩٩) سورة الذاريات ، الآية ٤٧.

٩٧

عن ذي إيادين لهام ذو دسر

بركنه أركان دمخ لانقعر (٣٠٠)

وأَدَّى فلان ما عليه أَدَاءً وتَأْدِيَة ، وفلان آدَى للأمانة من فلان. غير أن العامة قد لهجوا بالخطإ ، يقولون : فلان أَدَّى للأمانة ، وهذا في النحو غير جائز.

وألف الْأَدَاة هي الواو ، لأنك تقول : أَدَوَات ، لكل ذي حرفة أَدَاةٌ ، وهي آلته يقيم بها حرفته.

وأَدَاةُ الحرب : السلاح ، ورجل مُؤْدٍ : كامل السلاح ، قال :

مُؤْدِينَ يحمون السبيل السابلا (٣٠١)

ودي :

والْمُودَى : الهالك ، بغير همز ، وأَوْدَى فلان : هلك ، وأَوْدَى به الموت أي أهلكه ، واسم الهلاك من ذلك الْوَدَى ، بالتخفيف ، وقل ما يستعمل. [والمصدر الحقيقي الْإِيدَاء](٣٠٢)

والتَّوَادِي : الخشبات التي تصر بها أطباء الناقة لئلا يرضعها الفصيل ، وقد وَدَيْتُ الناقة بِتَوْدِيَتَيْنِ أي صررت أخلافها بهما ، ووَدَّيْتُ الناقة تَوْدِيَة.

والْوَادِي كل مفرج بين جبال وآكام ، وتلال يكون مسلكا للسيل أو منفذا ، والجميع الْأَوْدِيَة ، على تقدير فاعل وأفعلة ،

__________________

(٣٠٠) الرجز في الديوان ص ١٦.

(٣٠١) القائل : (رؤبة) ، ديوانه ص ١٢٢.

(٣٠٢) زيادة من التهذيب من أصل العين.

٩٨

وإنما جاءت هذه العلة لاعتلال آخره ، وكذلك ناد وأندية ونجوى وأنجية ، ولم يسمع بمثله في الصحيح ، ألا ترى أنهم يقولون : قوم ظلمة وقوم عتاة ولم يقل عتاة من العتو ، ولكنهم غيروا البناء فقالوا فعلة ثم أسكنوا الواو فاعتمدت على فتحة التاء فصارت ألفا.

والْوَدِيُ : فسيل النخل الذي يقلع للغرس ، الواحدة وَدِيَّة.

وتقول : وَدَى فلان فلانا إذا أدى ديته ، قال جميل :

ليقتلوني ثم لا يَدُونِي (٣٠٣)

ويأدونه لغة. [وأصل الدِّيَة وِدْيَة فحذفت الواو كما قالوا : شية من الوشي](٣٠٤)

وتقول : وَدَى الحمار فهو وَادٍ إذا أنعظ ، ويقال : وَدَى بمعنى قطر منه الماء عند الإنعاظ ، [وقال الأغلب :

كأن عرق أيره إذا وَدَى

حبل عجوز ضفرت سبع قوى](٣٠٥)

والْوَدْيُ : الماء الذي يخرج أبيض رقيقا على أثر البول من الإنسان.

ودد ، أدد :

الْوَدُّ مصدر وَدِدْتُ ، وهو يَوَدُّ من الأمنية ومن الْمَوَدَّة ، وَدَّ يَوَدُّ مَوَدَّة ، ومنهم من يجعله على فعل يفعل.

__________________

(٣٠٣) البيت في الديوان (تحقيق حسين نصار) ص ٢١٥.

(٣٠٤) زيادة من التهذيب من أصل العين.

(٣٠٥) انفرد العين بهذا الشاهد.

٩٩

والْوِدَاد والْوَدَاد مصدر مثل المودة. وهذا وِدُّك ووَدِيدُك كما تقول : حبك وحبيبك ، قال :

فإن كنت لي وِدّاً فبين مَوَدَّتِي

ليغشاكم وُدِّي ويسري بكم بغضي (٣٠٦)

والْوَدُّ : الوتد بلغة تميم ، فإذا صغروا ردوا التاء فقالوا وتيد.

والْوَدُّ : صنم لقوم نوح ، وكان لقريش صنم يدعونه وُدّاً ، ومنهم من يهمز فيقول : أُدٌّ ، وبه سمي عبد وُدٍّ ، ومنه سمي أُدُّ بن طابخة جد تميم أو جد معد بن عدنان.

والْإِدُّ : الأمر الفظيع ، تقول : فعلت فعلا إدا.

ولقد أَدَّتْ فلانا داهية تَؤُدُّهُ أَدّاً ، قال رؤبة :

ويتقي الفحشاء والنياطلا

والْإِدَّ والْإِدَاد والعضائلا (٣٠٧)

والْإِدَادَة واحدة الْإِدَاد (٣٠٨) ، من قوله تعالى : (لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدًّا) (٣٠٩) ، أي أمرا فظيعا.

__________________

(٣٠٦) لم نهتد إلى القائل.

(٣٠٧) لم نجد المصراع الشاهد في الرجز في ديوان رؤبة بل وجدنا الأول وروايته : الناطلا غير أن الشاهد في التهذيب واللسان عن العين.

(٣٠٨) جاء في التهذيب من أصل العين : وواحد الإدد إدة ......

(٣٠٩) سورة مريم ، الآية ٩٠.

١٠٠