ورجل دَفِئٌ بوزن فعل : قد لبس ما يدفئه ، [ويقال للأحمق : إنه لدفىء الفؤاد](٢٥١) وادَّفَيْتُ واسْتَدْفَيْتُ أي لبست ما يدفئني (٢٥٢) ، ودفئت من البرد.
ومطر دَفَئِيٌ يكون في الصيف بعد الربيع.
والدَّفَأُ ، مقصور مهموز : الدفء نفسه إلا أن الدفء كأنه اسم شبه الظمء ، [والدفأ شبه الظمإ ومما لا همز فيه من هذا الباب](٢٥٣) ، مصدر الْأَدْفَى ، والأنثى دَفْوَاء من الطير : وهو ما طال جناحاه من أصول قوادمه وطرف ذنبه ، أو طالت قوادم ذنبه ، قال الطرماح :
شنج النسا أدفى الجناح كأنه |
|
في الدار بعد الظاعنين مقيد (٢٥٤) |
والْأَدْفَى من الأوعال : ما طال قرناه وامتد أعلى ظهره جدا.
والدَّفْوَاء من النجائب : الطويلة العنق إذا سارت كادت تضع هامتها على ظهر سنامها ، ومع ذلك طويلة الظهر.
__________________
(٢٥١) أدرجنا هذه المادة في موضعها الصحيح وكانت مدرجة في ترجمة (دوف) في الأصول المخطوطة.
(٢٥٢) كذا في التهذيب من أصل العين ، وفي الأصول المخطوطة : دفأ (كذا).
(٢٥٣) زيادة من التهذيب من أصل العين.
(٢٥٤) البيت في الديوان ص ١٣٠.
دوف :
الدَّوْفُ : خلط الزعفران والدواء بماء فيبتل ، وتقول منه : دُفْتُهُ وأَدَفْتُهُ.
والدِّيَافِيُ من الزيت منسوب إلى بلد بالشام أو بالجزيرة.
فدي : (٢٥٥)
الْفِدَى جمع فِدْيَة.
والْفِدَاء ما تفدي به وتفادي ، والفعل الِافْتِدَاء ، وفَدَّيْتُهُ تَفْدِيَة : قلت له : أفديك.
وتَفَادَى القوم : استتر بعضهم ببعض مخافة ، وتَفَدَّيْتُهُ وفَدَّيْتُهُ واحد.
والْفَدَاء : جماعة الطعام من البر والشعير وغيرهما ، وهو الأنبار ، وجمعه أَفْدِيَة.
باب الدال والباء و (و ء ي) معهما
د ب ء ، ب د و ، ب د ء ، ب ي د ، ء ب د ، د ء ب ، ء د ب ، و ب د
مستعملات
دبأ :
الدُّبَّاء : [القرع](٢٥٦) والواحدة دُبَّاءَة.
[وفي الحديث عن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم أَنَّهُ نَهَى عَنِ الدُّبَّاءِ وَالْحَنْتَمِ وَالنَّقِيرِ. وهي أوعية كانوا ينتبذون فيها وضريت
__________________
(٢٥٥) سقطت هذه المادة من ص و ط وأثبتناها من س.
(٢٥٦) زيادة من التهذيب وقد سقطت في الأصول المخطوطة.
فكان النبيذ يغلي فيها سريعا ويسكر فنهاهم عن الانتباذ فيها ، ثم رخص ـ عليه الصلاة والسلام ـ في الانتباذ فيها بشرط أن يشربوا ما فيها وهو غير مسكر ، وقال :
إذا أقبلت : قلت : دباءة](٢٥٧) |
|
من الخضر مغموسة في الغدر (٢٥٨) |
بدو ، بدء :
بَدَا الشيء يَبْدُو بَدْواً وبُدُوّاً أي ظهر.
وبَدَأَنِي فلان بكذا. وبَدَا له في هذا الأمر بَدَاءً وبَدْواً.
والْبَادِيَةُ اسم للأرض التي لا حضر فيها أي لا محلة فيها دائمة ، فإذا خرجوا من الحضر إلى المراعي والصحارى قيل : بَدَوْا بَدْواً (٢٥٩)
ويقال : أهل الْبَدْو وأهل الحضر.
والْبَدْء ، مهموز ، وبَدَأَ الشيء يَبْدَأُ أي يفعله قبل غيره ، والله بَدَأَ الخلق وأَبْدَأَ واحد.
والْبَدِيء : الشيء المخلوق ، وربما استعملوه في أمر عجيب ، قالوا : أمر بَدِيءٌ أي عجيب.
والْبَدَاء يكني عنه الفعل أَبْدَى يُبْدِي.
والْبَدْءُ من الرجال : السيد الذي يعد في أول من يعد في سادات قومه.
__________________
(٢٥٧) ما بين القوسين من التهذيب من أصل العين.
(٢٥٨) البيت في التهذيب ١٤ / ٢٠١ وهو من أصل العين ، غير منسوب.
(٢٥٩) جاء بعد هذا في الأصول المخطوطة : قال غيره : بدوا واسمه البدو.
وأعطيته بَدْءاً من اللحم ، وجمعه أَبْدَاء ، يقال : نحضة أي قطعة ، ويقال : عضو تام قال طرفة :
وهم أبسار لقمان إذا |
|
أغلت الشتوة أبداء الجزر (٢٦٠) |
وقال أبو عمرو : الْأَبْدَاء : المفاصل ، والواحد بَدًى ، مقصور ، ويقال : بَدْء ، وجمعه بُدُوء مثال بدوع.
ورجل مَبْدُوء أي مجدور أصابه الجدري.
وتقول : فعل ذلك عودا وبَدْءاً ، أو في عوده وبَدْئِهِ ، أو في عودته وبَدْأَتِهِ.
وبئر بَدِيء : ليست بعادية ، ابتدئت فحفرت بديئا حديثا
بيد :
الْبَيْدُ من قولك : بَادَ يَبِيدُ ، وأَبَادَهُ الله.
والْبَيْدَاء : مفازة لا شيء فيها ، [وبين المسجدين أرض ملساء اسمها الْبَيْدَاء](٢٦١)
وفي الحديث : إِنَّ قَوْماً يَغْزُونَ الْبَيْتَ فَإِذَا نَزَلُوا الْبَيْدَاءَ ، وَهِيَ مَفَازَةٌ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ مَلْسَاءُ ، بَعَثَ اللهُ مَلَكاً فَيَقُولُ : يَا بَيْدَاءُ بِيدِي بِهِمْ فَيُخْسَفُ بِهِمْ.
وبَيْدَ بمعنى غير ، ويقال : بمعنى على ، وميد لغة فيها. وأتان بَيْدَانَة أي تسكن البيداء.
__________________
(٢٦٠) البيت في الديوان ص ٦٧.
(٢٦١) زيادة من التهذيب من أصل العين.
أبد :
وأتان أَبِدٌ : في كل عام تلد (٢٦٢) ، وقيل : الْإِبِدُ الوحشية ، ويقال : أبل (٢٦٣) أَبِدٌ ، وليس في كلام العرب فعل إلا أن يتكلف متكلف فيبني كلمة محدثة على فعل فيتكلم بها ، فأما ما جاء عن العرب فهو الذي جمعناه ، ويقال : إبل وخطب ونكح.
وآبَادُ الدهر : طوال الدهر ، والْأَبِيدُ مثل الآباد.
والْآبِدَة : الغريبة من الكلام ، والجميع أَوَابِد ، والْأَوَابِد : الوحش.
وتَأَبَّدَ فلان : طالت غربته.
وتَأَبَّدَتِ الدار : خلت من أهلها.
دأب :
الدُّؤُوب : المبالغة في السير ، وأَدْأَبَ الرجل الدابة إِدْآباً إذا أتعبها ، والفعل اللازم دَأَبَت الدابة تَدْأَبُ دُؤُوباً.
وقوله تعالى : كَدَأْبِ (آلِ فِرْعَوْنَ)(٢٦٤) أي كعادتهم وحالهم.
أدب :
رجل أَدِيبٌ مُؤَدَّبٌ يُؤَدِّبُ غيره ويَتَأَدَّبُ بغيره.
والْآدِبُ : صاحب الْمَأْدُبَة ، وقد أَدَبَ القوم أَدْباً ، وأَدَبْتُ أنا.
والْمَأْدُوبَة : المرأة التي صنع لها الصنيع.
والْمَأْدُبَة والْمَأْدَبَة ، لغتان : دعوة على الطعام.
__________________
(٢٦٢) من أسجاعهم المعروفة ، انظر اللسان.
(٢٦٣) كذا في س وأما في ص و ط : لبن أبد.
(٢٦٤) سورة آل عمران ، الآية ١١.
وبد :
الْوَبَدُ : سوء الحال ، يقال : وَبَدَتْ حاله تَوْبَدُ وَبَداً ، قال :
ولو عالجن من وبد كبالا (٢٦٥)
باب الدال والميم و (و ء ي) معهما
د و م ، د ي م ، ء د م ، م د ي ، ء م د ، م ي د ، د م ي ،
و م د ، م ء د ، د ء م مستعملات
دوم ، ديم :
ماء دَائِم : ساكن.
والدَّوْمُ مصدر دَامَ يَدُومُ. ودَامَ الماء يَدُومُ دَوْماً وأَدَمْتُهُ إِدَامَةً إذا سكنته ، وكل شيء سكنته فقد أدمته.
والدِّيمَةُ : المطر الذي يدوم دوما يوما وليلة أو أكثر.
[وفي حديث عائشة : أَنَّهَا سُئِلَتْ هَلْ كَانَ رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُفَضِّلُ بَعْضَ الْأَيَّامِ عَلَى بَعْضٍ فَقَالَتْ : كَانَ عَمَلُهُ دِيمَةً.](٢٦٦)
ووادي الدَّوْم : موضع.
والْمُدَامَةُ : الخمر ، سميت به لأنه ليس من الشراب شيء يستطاع إدامة شربه غيرها.
والتَّدْوِيمُ : تحليق الطائر في الهواء ودورانه ، ودَوَّمَ تَدْوِيماً أي يدور ويرتفع.
__________________
(٢٦٥) الشطر في التهذيب واللسان غير منسوب ، وهو من أصل العين.
(٢٦٦) ما بين القوسين من التهذيب مما أخذه الأزهري من العين.
وتَدْوِيمُ الشمس : دورانها كأنها تدور في مضيها ، قال ذو الرمة :
والشمس حيرى لها في الجو تدويم (٢٦٧)
يعني كأنها لا تمضي من بطئها أو كأنها تدور على رأسه ، ومنه اشتقت الدُّوَّامَة لدورانها.
ودَوَّمَت الكلاب أي أمعنت في طلب الصيد.
وتَدْوِيم الزعفران : دوفه وإدارته في دوفه ، [قال :
وهن يدفن الزعفران المدوفا](٢٦٨)
والدَّوْم : شجر المقل ، الواحدة دَوْمَة.
واسْتِدَامَة الأمر : الأناة فيه والنظر ، قال :
فلا تعجل بأمرك واستدمه |
|
فما صلى عصاك كمستديم (٢٦٩) |
[وتَصْلِيَة العصا : إدارتها على النار لتستقيم](٢٧٠) ، أي ما قوم أمرك كالتأني (٢٧١)
ومفازة دَيْمُومَة أي دائمة البعد.
__________________
(٢٦٧) وصدر البيت كما في الديوان ص ٥٧٨ : معر وربا رمض الرضراض يركضه.
(٢٦٨) زيادة من التهذيب من أصل العين.
(٢٦٩) البيت في التهذيب واللسان غير منسوب ، وهو من العين.
(٢٧٠) زيادة من التهذيب أيضا.
(٢٧١) كذا هو الوجه كما في التهذيب وفي الأصول المخطوطة : المتأني.
أدم :
الْأَدْمُ : الاتفاق ، وأَدَمَ الله بينهما يَأْدِمُ أَدْماً ، وآدَمَ بينهما إِيدَاماً فهو مُؤْدِمٌ بينهما ، قال :
والبيض لا يُؤْدِمْنَ إلا مُؤْدَماً (٢٧٢)
أي لا يحببن إلا محببا.
ويقال : بينهما أُدْمَةٌ وملحة أي خلطة.
وقالوا : الْأُدْمَة في الناس شربة من سواد ، وفي الإبل والظباء بياض ، يقال : ظبية أَدْمَاء ، ولم أسمع أحدا يقول للذكر من الظباء آدَم وإن كان قياسا.
وأَدِيم كل شيء : ظاهر جلده ، وأَدَمَة الأرض : وجهها ، وقيل : سمي آدَم ـ عليهالسلام ـ لأنه خلق من أدمة الأرض ، وقيل : بل من أدمة جعلت فيه.
(والْإِدَام والْأُدْمُ : ما يؤتدم به مع الخبز ، وأَدَمْتُ الخبز أَدْماً : جعلت فيه الأدم والسمن واللحم واللبن ، كله أُدْمٌ ، والْإِدَام جماعة ، وثلاثة آدِمَة) (٢٧٣)
مدي :
الْمَدَى : بعد الصوت ، ويغفر للمؤذن مدى صوته.
(والْمُدْيَة : الشفرة ، والجمع الْمُدَى.
والْمُدْيُ : القفيز والمكيال.
__________________
(٢٧٢) الرجز في التهذيب واللسان غير منسوب.
(٢٧٣) ما بين القوسين كله من ص و ط وسقط من س.
والْمَدِيُ : الحوض لا نصاب له ، وجمعه أَمْدِيَة) (٢٧٤)
أمد(٢٧٥) :
الْأَمَدُ منتهى كل شيء وآخره.
ميد(٢٧٦) :
الْمَائِدَة : الخوان ، اشتقت من الْمَيْد ، وهو الذهاب والمجيء والاضطراب.
ومَادَت المرأة : ماست وتبخترت كما يميد الغصن.
والرمح الْمَيَّاد.
دمي (٢٧٧) :
الدَّمُ معروف ، والقطعة منه دَمَة واحدة ، وكأن أصله دَمَيٌ لأنك تقول : دَمِيَتْ يده.
والْمُدَمَّى من الخيل الأشقر الشديد الحمرة ، شبه لون الدم ، وكل شيء فيه سواد وحمرة فهو مدمى.
وبقلة لها زهرة يقال لها دُمْيَة الغزلان.
والدُّمْيَة : الصنم والصورة المنقشة.
وشجة دَامِيَة : دميت ولما تسل ، وقيل : إذا سالت ، والأول أصوب لأن الدَّامِعَة سائلة ، والدَّامِيَة التي تدمى ولم تدمع بعد.
__________________
(٢٧٤) كذا في س وسقط من ص وط.
(٢٧٥) كذا في س وسقط من ص وط.
(٢٧٦) كذا في س وسقط من ص وط.
(٢٧٧) زيادة من التهذيب من أصل العين.
ومد :
يوم وَمِدٌ ، وليلة وَمِدَةٌ ، وأكثر ما يقال لليل.
وإنما الْوَمَدَةُ ندى يجيء في صميم الحر من قبل البحر ، يقع على الناس ليلا ، قال :
تسقى ببرد الماء ما جادت تجد |
|
من حر أيام ومن ليل ومد (٢٧٨) |
مأد :
الْمَأْدُ من النبات : ما قد ارتوى ، وقد مَأَدَ يَمْأَدُ مَأْداً.
وأَمْأَدَهُ الري والربيع : جرى فيه الماء أيام الربيع.
وجارية مَأْدَةُ الشباب ، وتسمى يَمْؤُوداً ويَمْؤُودَة إذا كانت تارة.
والْمَأْد : النز الذي يظهر في الأرض قبل أن ينبع ، شامية (٢٧٩)
دأم :
الدَّأْمُ إذا رفعت حائطا فَدَأَمْتَهُ على شيء في وهدة بمرة ، وتقول : دَأَمْتُهُ.
وتَدَأَّمَتْ عليه الأمواج والأهوال والهموم ، وقال :
تحت ظلال الموج إذ تدأما (٢٨٠)
__________________
(٢٧٨) لم نهتد إلى القائل.
(٢٧٩) جاء بعد هذا في الأصول المخطوطة : ورجل مؤد : شاك في السلاح (كذا) نقول : وموضع هذه المادة في أدي وليس مأد.
(٢٨٠) الرجز (لرؤبة) ـ ملحق الديوان ص ١٨٤.
باب اللفيف من الدال
د د ، د و د ، د ي د ، د و و ، د و ء ، د ء ي ، ء د و ، ء و د ، و د ء ،
و ء د ، ء ي د ، ء د ي ، و د ي ، و د د ، ء د د ، ي د ي مستعملات
دد :
حكاية الاستنان للطرب ، وضرب الأصابع في ذلك ، وإن لم تضرب بعد أن يجري في بطالة فهو دَدٌ ، قال الطرماح :
واستطربت ظعنهم لما احزأل بهم |
|
آل الضحى ناشطا من داعيات دد (٢٨١) |
ويروى أيضا : ... من داعب دَدَد.
ولما جعله نعتا للداعب كسعه بدال ثالثة لأن النعت لا يتمكن حتى يتم ثلاثة أحرف فما فوق ذلك فصار ددد نعتا للداعب اللاعب ، فإذا أرادوا اشتقاق الفعل منه لم ينقد لكثرة الدالات فيفصلون بين حرفي الصدر بهمزة فيقولون : دَأْدَدَ يُدَأْدِدُ ، وإنما اختاروا الهمزة لأنها أقوى من سائر الحروف الجوفية ونحوه كذلك.
وفي الدد ثلاث لغات ، تقول : هذا دد ، وهذا دَدا ، وهذا دَدَنٌ.
دود ، ديد :
وطعام مُدَوِّد ومُدَيِّد ، وقد ادَّادَ أي وقع فيه الدُّودُ (٢٨٢)
__________________
(٢٨١) البيت في التهذيب واللسان والديوان ص ١٥٧.
(٢٨٢) جاء في حشر هذه المادة في الأصول المخطوطة : المديو اسم الضرب الثاني من العروض.
نقول : وليس هذا موضعه فهو من مدد.
دأد :
والدَّأْدَأَةُ : ضرب من العدو ، ومر فلان يَتَدَأْدَأُ أي مر يدفع بعضه بعضا لا يفتر.
دوو ، دوء :
الدَّوُّ : موضع بالبادية أملس كأنه الراحة ، قال :
جنينة من مجتنى عويص |
|
بالدو أو صحرائه القموص (٢٨٣) |
والدَّوِّيَّة : مفازة ملساء بلغة تميم ، ودَاوِيَّة لأهل الحجاز بلغتهم ، قال ذو الرمة :
داوية ودجى ليل كأنهما (٢٨٤)
ودَوِيُ الصوت ، يقال منه : دَوَّى الصوت يُدَوِّي تَدْوِيَة.
والدَّوَى : داء يأخذ في الصدر في باطنه ، ويقال : إنه لَدَوِي الصدر ، قال :
وعينك تبدي إن صدرك لي دَوِي (٢٨٥)
ورجل دَوٍ ، وهو يدوى دوى شديدا ، وامرأة دَوِيَة ، الواو مكسورة خفيفة على فعلة ، وإن خففتها للنعت فالواو ساكنة مع الياء ، والإشمام فيه أحسن من الإسكان ، وناس من أهل الحجاز يفتحون ما كان من نحو دو ويقولون : رجل دَوِى وامرأة دَوِى سواء ، لأنه تحويل ، قال :
__________________
(٢٨٣) لم نهتد إلى القائل.
(٢٨٤) صدر بيت في الديوان ص ٥٧٦ وروايته :
دويه ودجي ليلكانهما |
|
يم تراطن في حافاقه الروم |
(٢٨٥) الشطر في التهذيب واللسان غير منسوب ، وهو مما أخذه الأزهري من العين.
يكر عليه الدهر حتى يرده |
|
دوى شنجته جن دهر وخابله (٢٨٦) |
ويروى : دو مكسور منون ، وهو في موضع النصب ولم يقل : دويا وعليه لغتهم هكذا في جميع الإعراب مثل قولك : رأيت قاض وهذا قاض ، قال رؤبة :
ذلك وال لست راء واليا |
|
كهؤلا وإن يوما ساعيا (٢٨٧) |
والفعل دَوِيَ يَدْوَى دَوًى ، وهو الداء الباطن ، وكل بناء على دوى وندى ، مكسور ، ويكون الفعل منه مكسورا فإن النعت منه مخفف إلا أن يضطر شاعر إلى غيره.
والدِّوَاء ، ممدود ، : الشفاء ، ودَاوَيْتُهُ مُدَاوَاة ، ولو قلت : دواء جاز في القياس ، ويقال : دُووِيَ فلان يُدَاوَى فتظهر الواوين ولا تدغم إحداهما في الأخرى ، لأن الأولى هي مدة الألف التي في داوى ، فكرهوا إدغام المدة في الواو ، فيلتبس فوعل ب فعل (٢٨٨)
وأما الدَّاء ، مهموز ، فاسم جامع لكل مرض ظاهر وباطن حتى يقال : داء الشح أشد الْأَدْوَاء ، والحمق داء لا دواء له.
[ومنه قول المرأة : كل داء له داء أرادت كل عيب في الرجال فهو فيه] ، وهو من تأليف دال وواو وهمزة ، ورجل دَاءٌ وامرأة دَاءَة ، وفي لغة أخرى : رجل دَيِّىءٌ وامرأة دَيِّئَةٌ على فيعل وفيعلة.
__________________
(٢٨٦) لم نهتد إلى القائل.
(٢٨٧) لم نجده في ديوان رؤبة.
(٢٨٨) كذا في الأصول المخطوطة ، وأما في التهذيب فقد جاء : يفعل.
ولقد دَاءَ يَدَاءُ دَوْءاً ودَاءً كله يقال ، والدوء أصوب لأنه يحمل على المصدر وهذه الكلمة (٢٨٩) تتصرف على ستة أوجه : دوأ ، دأو ، ودأ ، وأد ، أود ، أدو مستعملة في أماكنها.
والدَّوْء : مصدر الفعل من الداء.
الدَّوْءُ : الأزم ، والْأَزْمُ : الحمية ، والْآزِم : الممسك عن الطعام.
ويقال : برئت إليك من كل دَاءٍ تَدَاؤُهُ الإبل مثل تداعه.
والدَّوَاةُ إذا عدت ، يقال : ثلاث دَوَيَات ، وكذلك ما أشبهه مثل النوى نويات ، فإذا جمعت من غير عدد قلت : هي الدَّوَى والدُّوِيُ ، قال العباس :
أمن آل ليلى عرفت الطلولا |
|
كخط الدوى ماثلات مثولا |
وقال :
عرفت الديار كخط الدوي |
|
يحبره الكاتب الحميري |
دأي :
والدَّأْيُ : شبه الختل والمراوغة وكذلك الدَّأْوُ ، والفعل منه دَأَى يَدْأَى دَأْياً ودَأْواً ، وقال :
دأوت له لتأخذه |
|
فهيهات الفتى حذرا (٢٩٠) |
__________________
(٢٨٩) في الأصول : وهذه الضمة ، وهو تصحيف.
(٢٩٠) البيت في اللسان (أدو) وروايته : أدوت له الآخذه. ورواية التهذيب : داوت له ...
نصب حذرا على القطع ، وفي مثل :
كالذئب يأدو للغزال يأكله (٢٩١) ويقولون أيضا : يدأى له.
والدَّأْيُ جمع الدَّأْيَة ، وهي فقار الكاهل في مجتمع ما بين الكتفين من كاهل البعير خاصة ، والجمع الدَّأْيَات ، وهي عظام ما هنالك ، كل عظم دَأْيَة ، قال :
نصف على دأياته تجرما (٢٩٢)
أدو :
والْإِدَاوَةُ : مطهرة للماء والجمع الْأَدَاوَى.
والْأَدْوُ : ختل منه قال :
لكن أدوت لآخذه |
|
فأصبت خرقا أروعا (٢٩٣) |
ويقولون : أَدَا الرجل يَأْدُو أَدْواً.
أود :
والْأَوْدُ مصدر آدَ يَؤُودُ أَوْداً ، وتقول : أُدْتُ العود فأنا أَؤُودُهُ أَوْداً فَانْآدَ ، وتفسيره : عجته فانعاج ، قال (٢٩٤) :
لم يك ينآد فأمسى انآدى
__________________
(٢٩١) كذا في اللسان (أدو) غير منسوب ، وقد ورد في اللسان أيضا (دأي) والرواية : كالذئب يدأى للغزال يختله.
(٢٩٢) لم نهتد إلى القائل.
(٢٩٣) لم نهتد إلى القائل.
(٢٩٤) البيت في التهذيب (للعجاج) ، ولم نجده في ديوانه (ط بيروت).
وتقول : آدَنِي هذا الأمر ، يَؤُودُنِي أَوْداً وأُوُوداً إذا بلغ منك المشقة.
ويقال : آدَهُ الكبر.
ومنه التَّأَوُّد وهو كالتثني والتعوج للقضيب وغيره ، وقال :
تثنى إذا قامت لشيء تريده |
|
تأود عسلوج على شط جعفر (٢٩٥) |
وتقول : ما آدَكَ فهو لي آئِد ، أي ما أثقلك فهو لي مثقل.
والْأَوَد : العوج ، وأَوِدَ يَأْوَدُ أَوَداً فهو أَوِدٌ.
وموضع بالبادية يسمى أَوَّد ، بالتشديد ، قال :
أم بالجنينة من مدافع أود (٢٩٦)
ودأ :
ويقال : وَدَّأْتُهُ فَتَوَدَّأَ ، أي سويته فاستوى ، قال :
وللأرض كم من صالح قد تودأت |
|
عليه فوارته بلماعة قفر (٢٩٧) |
وتَوَدَّأَت الأخبار أي خفيت.
ووَدَّأْتُ الأرض إذا كانت محفورة فسويتها.
__________________
(٢٩٥) عجز البيت في التهذيب واللسان غير منسوب.
وجاء بعده في الأصول المخطوطة : قال الضرير : ودأته أي دفنته ، وأنشد البيت ، قال : ويروى تلمأت عليه ، مثل معناه.
(٢٩٦) لم نهتد إلى القائل.
(٢٩٧) البيت في اللسان غير منسوب.
وأد :
الْمَوْؤُودَة : الوئيد ، كانت العرب إذا ولدت بنت دفنوها حين وضعت حتى تموت مخافة العار والحاجة ، والفعل : وَأَدَ يَئِدُ وَأْداً ، فهو وَائِد ، والمفعول : مَوْؤُودٌ كما تقول : واعد وموعود ، قال الفرزدق :
وجدي الذي منع الوائدات |
|
وأحيى الوئيد فلم يوأد (٢٩٨) |
والْوَئِيدُ : دوي تسمع صوته في الأرض كحائط يسقط من بعيد فتسمع لهده وئيدا.
والتُّؤَاد من التُّؤَدَة ، تقول : اتَّأَدَ وتَوَأَّدَ وهو التمهل والتأني والرزانة.
أيد ، أدي :
الْأَيْدُ : القوة ، وبلغة تميم الْآدُ ، ومنه قيل : أَدَّ فلان فلانا إذا أعانه وقواه.
والتَّأْيِيد : مصدر أَيَّدْتُهُ أي قويته.
وقوله تعالى : (وَالسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ) (٢٩٩) أي بقوة.
وإِيَادُ كل شيء ما يقوى به من جانبيه ، وهما إِيَادَاهُ ، وإِيَاد العسكر الميمنة والميسرة ، وكل شيء كان واقيا لشيء فهو إِيَادُهُ ، قال العجاج :
__________________
(٢٩٨) البيت في الديوان (ط صادر) ١ / ١٧٣ وروايته :
ومنا الذي منع الوائدات ....
(٢٩٩) سورة الذاريات ، الآية ٤٧.
عن ذي إيادين لهام ذو دسر |
|
بركنه أركان دمخ لانقعر (٣٠٠) |
وأَدَّى فلان ما عليه أَدَاءً وتَأْدِيَة ، وفلان آدَى للأمانة من فلان. غير أن العامة قد لهجوا بالخطإ ، يقولون : فلان أَدَّى للأمانة ، وهذا في النحو غير جائز.
وألف الْأَدَاة هي الواو ، لأنك تقول : أَدَوَات ، لكل ذي حرفة أَدَاةٌ ، وهي آلته يقيم بها حرفته.
وأَدَاةُ الحرب : السلاح ، ورجل مُؤْدٍ : كامل السلاح ، قال :
مُؤْدِينَ يحمون السبيل السابلا (٣٠١)
ودي :
والْمُودَى : الهالك ، بغير همز ، وأَوْدَى فلان : هلك ، وأَوْدَى به الموت أي أهلكه ، واسم الهلاك من ذلك الْوَدَى ، بالتخفيف ، وقل ما يستعمل. [والمصدر الحقيقي الْإِيدَاء](٣٠٢)
والتَّوَادِي : الخشبات التي تصر بها أطباء الناقة لئلا يرضعها الفصيل ، وقد وَدَيْتُ الناقة بِتَوْدِيَتَيْنِ أي صررت أخلافها بهما ، ووَدَّيْتُ الناقة تَوْدِيَة.
والْوَادِي كل مفرج بين جبال وآكام ، وتلال يكون مسلكا للسيل أو منفذا ، والجميع الْأَوْدِيَة ، على تقدير فاعل وأفعلة ،
__________________
(٣٠٠) الرجز في الديوان ص ١٦.
(٣٠١) القائل : (رؤبة) ، ديوانه ص ١٢٢.
(٣٠٢) زيادة من التهذيب من أصل العين.
وإنما جاءت هذه العلة لاعتلال آخره ، وكذلك ناد وأندية ونجوى وأنجية ، ولم يسمع بمثله في الصحيح ، ألا ترى أنهم يقولون : قوم ظلمة وقوم عتاة ولم يقل عتاة من العتو ، ولكنهم غيروا البناء فقالوا فعلة ثم أسكنوا الواو فاعتمدت على فتحة التاء فصارت ألفا.
والْوَدِيُ : فسيل النخل الذي يقلع للغرس ، الواحدة وَدِيَّة.
وتقول : وَدَى فلان فلانا إذا أدى ديته ، قال جميل :
ليقتلوني ثم لا يَدُونِي (٣٠٣)
ويأدونه لغة. [وأصل الدِّيَة وِدْيَة فحذفت الواو كما قالوا : شية من الوشي](٣٠٤)
وتقول : وَدَى الحمار فهو وَادٍ إذا أنعظ ، ويقال : وَدَى بمعنى قطر منه الماء عند الإنعاظ ، [وقال الأغلب :
كأن عرق أيره إذا وَدَى |
|
حبل عجوز ضفرت سبع قوى](٣٠٥) |
والْوَدْيُ : الماء الذي يخرج أبيض رقيقا على أثر البول من الإنسان.
ودد ، أدد :
الْوَدُّ مصدر وَدِدْتُ ، وهو يَوَدُّ من الأمنية ومن الْمَوَدَّة ، وَدَّ يَوَدُّ مَوَدَّة ، ومنهم من يجعله على فعل يفعل.
__________________
(٣٠٣) البيت في الديوان (تحقيق حسين نصار) ص ٢١٥.
(٣٠٤) زيادة من التهذيب من أصل العين.
(٣٠٥) انفرد العين بهذا الشاهد.
والْوِدَاد والْوَدَاد مصدر مثل المودة. وهذا وِدُّك ووَدِيدُك كما تقول : حبك وحبيبك ، قال :
فإن كنت لي وِدّاً فبين مَوَدَّتِي |
|
ليغشاكم وُدِّي ويسري بكم بغضي (٣٠٦) |
والْوَدُّ : الوتد بلغة تميم ، فإذا صغروا ردوا التاء فقالوا وتيد.
والْوَدُّ : صنم لقوم نوح ، وكان لقريش صنم يدعونه وُدّاً ، ومنهم من يهمز فيقول : أُدٌّ ، وبه سمي عبد وُدٍّ ، ومنه سمي أُدُّ بن طابخة جد تميم أو جد معد بن عدنان.
والْإِدُّ : الأمر الفظيع ، تقول : فعلت فعلا إدا.
ولقد أَدَّتْ فلانا داهية تَؤُدُّهُ أَدّاً ، قال رؤبة :
ويتقي الفحشاء والنياطلا |
|
والْإِدَّ والْإِدَاد والعضائلا (٣٠٧) |
والْإِدَادَة واحدة الْإِدَاد (٣٠٨) ، من قوله تعالى : (لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدًّا) (٣٠٩) ، أي أمرا فظيعا.
__________________
(٣٠٦) لم نهتد إلى القائل.
(٣٠٧) لم نجد المصراع الشاهد في الرجز في ديوان رؤبة بل وجدنا الأول وروايته : الناطلا غير أن الشاهد في التهذيب واللسان عن العين.
(٣٠٨) جاء في التهذيب من أصل العين : وواحد الإدد إدة ......
(٣٠٩) سورة مريم ، الآية ٩٠.