كتاب العين - ج ٨

الخليل بن أحمد الفراهيدي

كتاب العين - ج ٨

المؤلف:

الخليل بن أحمد الفراهيدي


المحقق: الدكتور مهدي المخزومي والدكتور ابراهيم السامرّائي
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مؤسسة دار الهجرة
المطبعة: الصدر
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٥٦

(وَيَدْرَؤُا عَنْهَا الْعَذابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهاداتٍ)(١٨٤)

والتعطيل : أن تترك إقامة الحد ، ويقال في هذا المعنى بعينه : دَرَأْتُ عنه الحد دَرْءاً ، ومن هذا الكلام اشتقت الْمُدَارَأَة بين الناس ، وفي معنى آخر كان بينهم دَرْو أي تدارؤ في أمر فيه اختلاف واعوجاج ومنازعة ، قال الله عزوجل : (فَادَّارَأْتُمْ فِيها)(١٨٥) أي تدارأتم.

ودَرَأَ فلان علينا دُرُوءاً : خرج علينا مفاجأة.

والتَّدَارُؤ : التدافع.

وتقول هذيل : ادَّرَيْتُ الصيد أي ختلته.

وأَدْرَأَت الناقة بضرعها فهي مُدْرِىء إذا أرخت ضرعها عند النتاج.

وكوكب دِرِّيٌ على فعيل : من توقده كأنه يدرأ دروء ، كأنه يخرج نفسه من السماء.

والْمِدْرَى : سرخاره : أعجمية ، وشبه بها قرن الثور ، فمن أنثه قال : مِدْرَاة على توهم الصغيرة من الْمَدَارَى ، [وهي حديدة يحك بها الرأس](١٨٦)

[ومنه قول النابغة :

شك الفريصة بالمدرى فأنفذها

شك المبيطر إذ يشفي من العضد](١٨٧)

__________________

(١٨٤) سورة النور ، الآية ٨.

(١٨٥) سورة البقرة ، الآية ٧٢.

(١٨٦) زيادة من التهذيب من أصل العين.

(١٨٧) زيادة من اللسان وهو من أصل العين وفي الديوان ص ١٠.

٦١

والدَّارِيُ : الملاح الذي يلي الشراع أو منسوب إلى موضع يقال له دَارِين.

والْمَدْرِيَة : الْمِدْرَاة نفسها في لغة ، وهي التي حددت حتى صارت مدراة.

رأد :

ورَأْدُ الضحى : ارتفاعها ، ويقال : ترجل رأد الضحى وترأد.

وتَرَأَّدَت الحية أي اهتزت في انسيابها (١٨٨) ، قال الشاعر :

كأن زمامها أيم شجاع

تَرَأَّدَ في غصون مُعْضَئِلَّة (١٨٩)

أي ملتفة ، قال : إنما هي معضئلة قد اعضأل بعضها إلى بعض. ومثله :

حدائق روض مزهئر عميمها (١٩٠)

إنما هو على قياس ازهأر ، واعضأل النبت.

والجارية الممشوقة تَرَأَّدَ في مشيتها.

ويقال للغصن الذي نبت من سنته أرطب ما يكون وأرخصه : رُؤْد والواحدة بالهاء.

والجارية الشابة رُؤْد ، ورؤد شبابها.

والرَّأْد : أصول منبت الأسنان في اللحيين ، وجمعه آرَاد.

ورَادَت (١٩١) المرأة تَرُودُ رَوَدَاناً فهي رَادَة ، غير مهموز ، إذا كانت طوافة في بيوت جاراتها لا تثبت في بيتها.

__________________

(١٨٨) كذا في التهذيب وأما في الأصول المخطوطة فقد ورد : اجتيازها.

(١٨٩) في التهذيب ١٤ / ١٦٢ واللسان (رأد) : مغطئله.

(١٩٠) لم نهتد إلى القائل.

(١٩١) جرى نفر من أصحاب المعجمات على أن يقربوا بين المهموز والمعتل ، ويخلطوا بين ما كان من الواو وما كان من الياء وهذا نموذج من ذلك وقد أشرنا إلى هذا في غير هذا الموضع.

٦٢

ريد :

الرَّيْدُ : الحيد من حيود الجبل ، وجبل ذو حيود ، وذو رُيُود ، إذا كانت له حروف ناتئة من الصخر في أعراضه لا في أعاليه.

والرِّيدُ : الأمر الذي تريده وتزاوله.

والرِّئْدُ ، بالهمز ، : الترب ، وهذا رِئْدُك أي تربك.

وقيل : الرِّئْد اسم من أراد.

ورُوَيْد تصغير الرَّوْدِ من غير أن يستعمل الرود فيه ، فإذا أردت ب رُوَيْد الوعيد نصبتها بلا تنوين وجازيت بها ، قال :

رُوَيْدَ تَصَاهَلْ بالعراق جيادنا

كأنك بالضحاك قد قام نادبه (١٩٢)

وإذا أردت ب رُوَيْد المهلة والْإِرْوَاد في الشيء فانصب ونون ، تقول : امش رُوَيْداً يا فتى ، وإذا عمل عملا ، قلت : رُوَيْداً رويدا ، أي أرود وأرود في معنى رويدا المنصوبة

رود :

الرَّوْدُ : مصدر فعل الرَّائِدِ ، يقال : بعثنا رائدا يَرُودُ لنا الكلأ والمنزل ، ويَرْتَادُهُ بمعنى واحد أي يطلب وينظر فيختار أفضله ، وجاء في الشعر : بعثوا رَادَهُمْ ...أي رَائِدَهُمْ.

[ومن أمثالهم : الرائد لا يكذب أهله ، يضرب مثلا للذي لا يكذب إذا حدث.

__________________

(١٩٢) البيت في التهذيب واللسان غير منسوب وهو مما أخذه الأزهري من العين.

(١٩٣) ما بين القوسين من التهذيب مما أخلت به الأصول المخطوطة.

٦٣

ويقال : رَادَ أهله يَرُودُهُمْ مرعى أو منزلا رِيَاداً ، وارْتَادَ لهم ارْتِيَاداً.

وفي الحديث : إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يَبُولَ فَلْيَرْتَدْ لِبَوْلِهِ. أي يَرْتَادُ مكانا دمثا لينا منحدرا لئلا يرتد عليه بوله](١٩٣).

الرَّائِدُ : الذي لا منزل له](١٩٤).

والْإِرَادَةُ أصلها الواو ، ألا ترى أنك تقول : رَاوَدْتُهُ أي أَرَدْتُهُ على أن يفعل كذا ، [وتقول : رَاوَدَ فلان جاريته عن نفسها ، ورَاوَدَتْهُ هي عن نفسه إذا حاول كل منهما من صاحبه الوطء والجماع ، ومنه قول الله ـ جل وعز ـ : تُراوِدُ (فَتاها عَنْ نَفْسِهِ)(١٩٥) ، فجعل الفعل لها](١٩٦)الرَّوَائِدُ من الدواب : التي ترتع ومنه قول الشاعر :

كأن روائد المهرات منها (١٩٧)

ويقال : رَادَ يَرُودُ إذا جاء وذهب ، ولم يطمئن ، ورجل رَائِد الوساد إذا لم يطمئن عليه ، لهم أقلقه ، وبات رَائِدَ الوساد ، وأنشد :

تقول له لما رأت جمع رحله

أهذا رئيس القوم. رَادَ وسادها (١٩٨)

__________________

(١٩٤) زيادة أخرى أصلها العين.

(١٩٥) سورة يوسف ، الآية ٣٠.

(١٩٦) ما بين القوسين من التهذيب من أصل العين.

(١٩٧) الشطر في اللسان غير منسوب.

(١٩٨) البيت في اللسان غير منسوب.

٦٤

دعا عليها بألا تنام فيطمئن وسادها.

وفي الحديث : الْحُمَّى رَائِدُ الْمَوْتِ.أي رسول الموت كالرائد الذي يبعث ليرتاد منزلا](١٩٩)

والرِّيدَةُ اسم يوضع موضع الارتياد والإرادة.

الرَّيْدَةُ : ريح ريدة لينة الهبوب ، وأنشد :

إذا ريدة من حيث ما نفحت له

أتاه برياها خليل يواصله (٢٠٠)

ويقال : ريح رَوْدٌ أيضا](٢٠١)

أدر :

الْأَدَرَةُ والْأَدَرُ مصدران ، ورجل آدَرٌ وامرأة عفلاء ، لا يشتق لها فعل من هذا لأن هذا نفخة في الصفن ، والْأُدْرَة اسم تلك النفخة ، والْآدَر نعت ، والفعل أَدِرَ يَأْدَرُ.

ورد :

الْوَرْدُ اسم نور (٢٠٢) ، ويقال : وَرَّدَت الشجرة أي خرج نورها ، وفغم نورها أي خرج كله.

والْوَرْدُ لون يضرب إلى صفرة حسنة من ألوان الدواب وكل شيء ، والأنثى وَرْدَة وقد وَرُدَ وُرْدَة ، وقيل : ايرَادَّ يَوْرَادُّ في لغة ، على قياس ادهام.

__________________

(١٩٩) ما بين القوسين من قوله : الروائد من الدواب إلى قوله : ليرتاد منزلا ، كله من التهذيب من أصل العين.

(٢٠٠) البيت في التهذيب واللسان مما أفاده الأزهري من العين.

(٢٠١) ما بين القوسين من التهذيب أيضا من أصل العين.

(٢٠٢) كذا في التهذيب عن العين وكذلك في س وأما في ص و ط ففيهما : لون.

٦٥

ويصير لون السماء يوم القيامة وَرْدَةً (كَالدِّهانِ)(٢٠٣).

والْوِرْدُ من أسماء الحمى ، وقد وَرَدَ الرجل فهو مَوْرُود أي محموم ، قال الشاعر :

إذا ذكرتك النفس ظلت كأنها

عليها من الورد التهامي أفكل (٢٠٤)

والْوِرْدُ : وقت يوم الورد بين الظمئين ، وهو وقتان ، ووَرَدَ الْوَارِدُ يَرِدُ وُرُوداً.

والْوِرْدُ أيضا اسم من ورد يرد يوم الورد.

ووردت الطير الماء ووردته أَوْرَاداً ، وقال :

كأوراد القطا سمل النطاف (٢٠٥)

والْوِرْدُ : النصيب من قراءة القرآن لأنه يجزئه على نفسه أجزاء : فيقرؤه وردا وردا.

وقوله تعالى : (وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلى جَهَنَّمَ وِرْداً) (٢٠٦) ، يفسر عطاشى ، معناه : كما تساق الإبل يوم وقتها وردا وردا.

والْوَرِيدُ : عرق ، وهما وَرِيدَان ملتقى صفقتي العنق ، ويجمع أَوْرِدَة ، والْوُرُد أيضا جمعه.

__________________

(٢٠٣) إشارة إلى الآية : (فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّماءُ فَكانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهانِ) الآية ٣٧ من سورة الرحمن.

(٢٠٤) لم نهتد إلى القائل.

(٢٠٥) كذا في الأصول المخطوطة ، وأما في التهذيب واللسان ففيهما : كاوراد القطا سهل البطاح.

(٢٠٦) سورة مريم ، الآية ٨٧.

٦٦

وأرنبة وَارِدَة إذا كانت مقبلة على السبلة.

وقوله تعالى : (فَأَرْسَلُوا وارِدَهُمْ) (٢٠٧) أي ساقيهم.

ردأ :

الرِّدْءُ مهموز ، وتقول : رَدَأْتُ فلانا بكذا [أو كذا](٢٠٨) أي جعلته قوة له وعمادا كالحائط تَرْدَؤُهُ بردء من بناء تلزقه به ، وأَرْدَأْتُهُ أي أعنته وصرت له ردءا أي معينا.

والرُّدُوءُ : الأعوان ، وتَرَادَؤُوا أي تعاونوا.

وقد أَرْدَأَ هذا الأمر على غيره أي زاد ، يهمز ويلين ، وأربأ وأرمأ مثله ، قال :

وأسمر خطيا كأن كعوبه

نوى القسب قد أَرْدَى ذراعا على العشر(٢٠٩)

والرَّدَاءَةُ مصدر الشيء الرَّدِيء ، وقد رَدُؤَ الشيء يَرْدُؤُ رَدَاءَة.

وإذا أصبت شيئا أو فعلته فعلا رَدِيئاً فأنت مُرْدِىء.

ردي :

رَدِيَ يَرْدَى رَدًى فهو رَدٍ أي هالك ، وأَرْدَاهُ الله ، قال :

__________________

(٢٠٧) سورة يوسف ، الآية ١٩.

(٢٠٨) زيادة من التهذيب.

(٢٠٩) البيت كذا في س ، وهو في ص و ط جاء محرفا وهو : لون القسب أردا ذراعا كالعمر.

والبيت في اللسان (رمي) وهو (لحاتم الطائي) وروايته :

نو القسب قد ارمى ذراعا على العشر

٦٧

تنادوا فقالوا أردت الخيل فارسا

فقلت : أعبد الله ذلكم الردي (٢١٠)

والتَّرَدِّي : التهور (٢١١) في مهواة ، والْمُتَرَدِّيَة التي تردت في بئر أو هوة فهلكت ، وتأنيثه على معنى الشاة.

والْأَرْدِيَة جمع الرِّدَاء ، ومنه التَّرَدِّي والِارْتِدَاء.

والرَّدْيُ والرَّدَيَان في الإقبال والإدبار ، ورأيت الخيل تَرْدِي رديانا ورديا.

والرَّدَيَان : مشي الحمار من آريه إلى متمعكه ، قال ذو الرمة :

بها السحم تردي والحمام الموشح (٢١٢)

والرَّدْيُ أن تأخذ صخرة أو شيئا صلبا تردي به حائطا أو شيئا صلبا فتكسره.

والْمِرْدَاة : صخرة يردى بها الشيء ليكسر.

وفلان مِرْدَى حرب أي يصدم الحرب.

والْمُرَادِي : الذي يُرَادِي حائطا بِمِرْدَاتِهِ ليهده.

وقوائم الإبل مَرَادٍ لثقلها وشدة وطئها نعت لها خاصة ، وكذلك مَرَادِي الفيل.

__________________

(٢١٠) لم نهتد إلى القائل.

(٢١١) من التهذيب ١٤ / ١٦٨ واللسان (ردي) عن العين.

في الأصول : تهوى ، وهو تصحيف.

(٢١٢) عجز بيت صدره كما في الديوان ص ٨٥ : اذا احتملت مي فهاتيك دارها.

٦٨

باب الدال واللام و (و ء ي) معهما

د ل و ، ل د ي ، د و ل ، د ء ل ، ء د ل ، و ل د ، ل و د مستعملات

دلو :

جمع الدَّلْو الدِّلَاء ، والعدد أَدْلٍ ، (والكثير) (٢١٣) دُلِيٌ ودِلِيٌ.

والدَّلَاةُ : الدَّلْوُ ، وأَدْلَيْتُهَا : أرسلتها في البئر ، [وقول الله ـ عزوجل ـ.

فَأَدْلى دَلْوَهُ (قالَ يا بُشْرى])(٢١٤) ، ودَلَوْتُهَا : ملأتها ونزعتها من البئر ملأى ، [قال الراجز :

ينزع من جماتها دَلْوَ الدَّال (٢١٥)

أي نزع النازع](٢١٦).

والدَّالِيَة شيء يتخذ من خوص وخشب يستقى به بحبال يشد في رأس جذع طويل ، والإنسان يُدْلِي شيئا في مهواة ويَتَدَلَّى هو نفسه.

وأَدْلَى فلان بحجته أي احتج بها ، وأَدْلَى بها إلى الحاكم : رفعها إليه (٢١٧)

__________________

(٢١٣) زيادة ضرورية.

(٢١٤) سورة يوسف ، الآية ١٩.

(٢١٥) الرجز في التهذيب غير منسوب.

(٢١٦) ما بين القوسين زيادة من التهذيب مما أخذه الأزهري من العين.

(٢١٧) كذا في الأصول المخطوطة ، وأما في التهذيب عن العين فهي : وأدلى بمال فلان إلى الحاكم إذا دفعه إليه.

٦٩

لدي :

لَدَى معناها عند ، يقال : رأيته لَدَى باب الأمير ، وجاءني أمر من لَدَيْكَ أي من عندك ، وقد يحسن من لَدُنْكَ بهذا المعنى ، ويقال في الإغراء : لَدَيْكَ فلانا كقولك عليك فلانا ، كقول القطامي :

إذا التياز ذو العضلات قلنا

لديك لديك ضاق بها ذراعا (٢١٨)

ويروى : إليك إليك ... على الإغراء.

دول :

الدُّولَة والدَّوْلَة لغتان ، ومنه الْإِدَالَة ، قال الحجاج : إن الأرض سَتُدَالُ منا كما أَدَلْنَا منها أي نكون في بطنها كما كنا على ظهرها. وبنو الدُّول : حي من بني حنيفة.

دأل :

بنو الدُّئِل حي بكر بن عبد مناف بن كنانة.

والدَّأَلَان : مشية فيها ضعف وعجلة.

والدُّؤْلُول : الداهية من دواهي الدهر الشديدة ، والجمع الدَّآلِيل.

أدل :

الْإِدْل : ضرب من اللبن يتغير عن محضه فيصير إِدْلاً.

__________________

(٢١٨) البيت كذلك في الديوان ص ٤٠ وهو في س :

اذا ما التزت العضلات قلنا

٧٠

ولد :

الْوَلَدُ اسم يجمع الواحد والكثير ، والذكر والأنثى سواء.

والْوَلِيد : الصبي ، والْوَلِيدَة : الأمة.

واللِّدَةُ : مثلك في السن.

ووَلَدُ الرجل ووُلْدُهُ في معنى ، ووَلَدُهُ ورهطه في معنى ويقال : ماله ووَلَدُهُ أي ورهطه ، ويقال : وُلْدُهُ.

والْوِلْدَةُ : جماعة الْأَوْلَاد ، وقال يصف صيادا :

سمطا يربي ولدة زعابلا (٢١٩)

[ويقال في تفسير قوله تعالى : (لَمْ يَزِدْهُ مالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَساراً)(٢٢٠) أي رهطه](٢٢١).

وشاة وَالِدٌ : حامل ، والجميع وُلَّد ، وإنها لبينة الْوِلَاد.

والْوِلَادَة : وضع الْوَالِدَة ولدها.

وجارية مُوَلَّدَة : ولدت بين العرب ونشأت مع أولادهم ، ويغذونها غذاء الولد ويعلمونها من الأدب مثل ما يعلمون أولادهم ، وكذلك الْمُوَلَّدُ من العبيد.

وكلام مُوَلَّدٌ : مستحدث لم يكن من كلام العرب.

[وأما التَّلِيدَة من الجواري فهي التي تولد في ملك قوم وعندهم أبواها](٢٢٢)

__________________

(٢١٩) الرجز في التهذيب (لرؤبة) ، وهو في الديوان ص ١٢٧ ، وروايته في التهذيب : شمطا.

(٢٢٠) سورة نوح ، الآية ٢١.

(٢٢١) ما بين القوسين من التهذيب من أصل العين.

(٢٢٢) ما بين القوسين زيادة من التهذيب من أصل العين.

٧١

لود :

الْأَلْوَدُ : الذي لا يكاد يميل إلى غزل أو عشق ، ولا ينقاد لأمر ، وقد لَوِدَ يَلْوَدُ لَوَداً ، وقوم أَلْوَاد ، وهذه من النوادر.

باب الدال والنون و (و ء ي) معهما

د و ن ، د ي ن ، و د ن ، د ن ء ، د ن و ، ن د و ، ن د ي ، ن ء د مستعملات

دون :

تقول في الإغراء : دُونَكَ هذا الشيء وهذا الأمر أي عليك.

ودُونَكَ زيد في المنزلة والقرب والبعد ، وزيد دُونَكَ أي هو أحسن منك في الحسب.

وكذلك الدُّونُ يكون صفة ويكون نعتا على هذا المعنى ، ولا يشتق منه فعل ، وتقول: هذا دُونَ ذاك في التقريب والتحقير ، فالتقريب منصوب لأنه صفة ، والتحقير مرفوع.

دين :

جمع الدَّيْنِ دُيُون ، وكل شيء لم يكن حاضرا فهو دَيْنٌ.

وأَدَنْتُ فلانا أُدِينُهُ أي أعطيته دينا.

ورجل مَدْيُونٌ : قد ركبه دين ، ومَدِينٌ أجود.

ورجل دَائِنٌ : عليه دين ، وقد اسْتَدَانَ وتَدَيَّنَ وادَّانَ بمعنى واحد ، قال :

قالت أميمة ما لجسمك شاحبا

وأراك ذا هم ولست بدائن (٢٢٣)

__________________

(٢٢٣) لم نهتد إلى القائل.

٧٢

ورجل مُدَانٌ ، خفيفة ، ورجل مَدِينٌ أي مُسْتَدِينٌ.

والدِّينُ جمعه الْأَدْيَان. والدِّينُ : الجزاء لا يجمع لأنه مصدر ، كقولك : دَانَ الله العباد يَدِينُهُمْ يوم القيامة أي يجزيهم ، وهو دَيَّانُ العباد.

والدِّينُ : الطاعة ، ودَانُوا لفلان أي أطاعوه.

وفي المثل : كما تَدِينُ تُدَانُ أي كما تأتي يؤتى إليك ، قال النابغة :

بهن أدين من يأتي أذاتي

مُدَايِنَةُ الْمُدَايِنِ فَلْيُدِنِّي (٢٢٤)

والدِّينُ : العادة لم أسمع منه فعلا إلا في بيت واحد ، قال :

يا دين قلبك من سلمى وقد دينا (٢٢٥)

أي قد عود قلبك ، فمن كسر القلب فعلى الإضافة ، ومن رفع فعلى الفعل ، أي عود قلبك يا هذا ودين قلبك.

والْمَدِينَةُ : الأمة ، والْمَدِينُ : العبد ، قال الأخطل :

ربت وربا في كرمها ابن مدينة

يظل على مسحاته يتركل (٢٢٦)

وقوله تعالى : (غَيْرَ مَدِينِينَ) (٢٢٧) أي غير محاسبين.

وقوله تعالى : (إِنَّا لَمَدِينُونَ) (٢٢٨) أي مملوكون بعد الممات ، ويقال : لمجازون.

__________________

(٢٢٤) انظر الديوان ص ١٩٧.

(٢٢٥) الشطر في التهذيب واللسان غير منسوب.

(٢٢٦) البيت في الديوان ص ٥ وروايته : ربت وربا في حجرها ابن مدينة ...

(٢٢٧) سورة الواقعة من الآية ٨٦.

(٢٢٨) سورة الصافات من الآية ٥٣.

٧٣

ودن :

الْوَدِينُ (٢٢٩) من الأمطار : ما يتعاهد موضعه لا يزال يرب به ويصيب ، قال الطرماح:

دفوف أقاح معهود ودين (٢٣٠)

ووَدَنْتُ فلانا أي بللته.

وقول الطرماح : معهود ودين إنما هو ودين مبلول ، الواو من نفس الكلمة (٢٣١)

والْوَدْنُ : حسن القيام على العروس ، ويقال : وَدَنُوهُ وأخذوا في وِدَانِهِ [وأنشد :

بئس الودان للفتى العروس

ضربك بالمنقار والفؤوس (٢٣٢)

وفي حديث ذو الثدية : إِنَّهُ لَمُودَنُ الْيَدِ](٢٣٣)

والْمُودَنُ من الناس : القصير العنق الضيق المنكبين مع قصر الألواح واليدين ، يهمز ويلين.

__________________

(٢٢٩) كذا في الأصول المخطوطة وأما في التهذيب فقد جاء : الدين.

(٢٣٠) تمام البيت في التهذيب واللسان والديوان ص ٥٢٨ وصدره :

عقائل رملة نازعن منها

(٢٣١) أورد الأزهري في التهذيب من عجز بيت (الطرماح :) معهود ودين برفع دين وحمله على الخطإ ، وأنه جعل المادة دين من الأمطار ... نقول : والحقيقة أن المادة ودن كما في الأصول المخطوطة وليس دين كما ادعى ، وعلى ذلك فلا خطأ في مادة العين وقد افتعله الأزهري في حين أفرد في التهذيب ودن ولم يشر إلى ما جاء في العين منها.

(٢٣٢) الرجز في التهذيب واللسان غير منسوب.

(٢٣٣) ما بين القوسين من التهذيب من أصل العين.

٧٤

وأَوْدَنْتُ الشيء : قصرته ووَدَنْتُهُ فهو مَوْدُونٌ ، قال :

وأمك سوداء مودونة (٢٣٤)

والْمَوْدُونَةُ : دخللة من الدخاليل قصيرة العنق صغيرة الجثة.

دنأ ، دنو :

دَنُؤَ يَدْنُؤُ دَنَاءَةً فهو دَنِيءٌ ، أي حقير قريب من اللؤم.

والدُّنُوُّ ، غير مهموز ، دَنَا فهو دان ودَنِيٌ ، وسميت الدُّنْيَا لأنها دنت وتأخرت الآخرة ، وكذلك السماء الدُّنْيَا هي القربى إلينا.

ورجل دُنْيَاوِيٌ ، وكذلك النسبة إلى كل ياء مؤنثة نحو حبلى ودهنا وأشباه ذلك ، وأنشد :

بوعساء دهناوية الترب مشرف (٢٣٥)

وتقول : هو ابن عمه دِنْياً ودِنْيَةً أي لحا.

والْمُدَنِّي من الناس : الضعيف الذي إذا آواه الليل لم يبرح ضعفا.

وقد دَنَّى فلان في نخله ومنبته (٢٣٦) ودَانَيْتُ بين الشيئين : قاربت بينهما ، [وقال ذو الرمة :

__________________

(٢٣٤) البيت بتمامه في التهذيب واللسان وهو (لحسان بن ثابت) وعجزه فيهما وفي الديوان ص ٥٤ : كان اتاملها الحنظب.

(٢٣٥) كذا في الأصول المخطوطة وأما روايته في التهذيب واللسان فهي : .... دهناوية الثرب طيب.

(٢٣٦) وردت هذه العبارة في التهذيب مع شيء من العبارة السابقة فجاءت ملفقة وهي : ... الذي إذا آواه الليل لم يبرح .... وقد دنى في مبيته (كذا).

٧٥

دانى له القيد في ديمومة قذف

قينيه وانحسرت عنه الأناعيم](٢٣٧)

ودانيا لغة في دانيال اسم نبي من بني إسرائيل.

ندو :

النَّادِي : مجلس يندو إليه من حواليه ، ولا يسمى ناديا من غير أهله ، وهو النَّدِيُ ، ويجمع أَنْدِيَة ، وسمي به لأنهم يَنْدُون إليه نَدْواً ونَدْوَةً ، وبه سمي دار النَّدْوَة بمكة ، كانت دارا لبني هاشم إذا حزبهم أمر ندوا إليها فاجتمعوا للمشاورة ، [وأُنَادِيك : أشاورك وأجالسك في النادي](٢٣٨).

والنَّدْوَة : دارة القمر.

ونُدْوَة الإبل : [موضع شرب الإبل] ، وتقول منه : نَدَّيْتُ الإبل أُنَدِّيها تَنْدِيَة ، واسم الموضع الْمَنْدَى.

وتفسير ندوة الإبل أن تندو من المشرب إلى مرعى قريب ثم تعود إلى الماء من الغد أو من يومها ، وكذلك تندو من الحمض إلى الخلة ، قال الشاعر :

دانية سرته من مأبضه

قريبة ندوته من محمضه (٢٣٩)

__________________

(٢٣٧) البيت من التهذيب من أصل العين وهو في الديوان ص ٥٧٠.

(٢٣٨) زيادة من التهذيب.

(٢٣٩) الرجز في اللسان (لهميان :) وروايته :

وقربوا كل جمالي عضه

قربته تدونه من محضه

بعيدة سرته من مغرضه

٧٦

ويقال : أحمضت الإبل ، وفي المثل : إن هذه الناقة تَنْدُو إلى توق كرام أي تنزع إليها في النسب ، وأنشد :

[تندو نواديها إلى صلاخدا](٢٤٠)

ندي :

النَّدَى على وجوه : نَدَى الماء ، ونَدَى الخير ، ونَدَى الشر ، ونَدَى الصوت ، ونَدَى الحضر ، ونَدَى الدخنة ، فأما ندى الماء فمنه المطر ، يقال : أصابه ندى من طل ويوم نَدٍ وليلة نَدِيَة ، والمصدر من هذا النُّدُوَّة.

والنَّدَى : ما أصابك من البلل.

وندى الخير هو المعروف ، وأندى فلان علينا ندى كثيرا ، وإن يده لَنَدِيَّة بالمعروف ، ويقال : ما نَدِيَنِي من فلان شيء أكرهه أي ما أصابني.

وما نَدِيَت كفي له بشيء ، ولا نَدِيَت بشيء يكرهه أي ما تلطخت ، [قال النابغة:

ما إن نديت بشيء أنت تكرهه

إذن فلا رفعت سوطي إلي يدي](٢٤١)

وفي الحديث : مَنْ لَقِيَ اللهَ وَلَمْ يَتَنَدَّ مِنَ الدِّمَاءِ الْحَرَامِ بِشَيْءٍ دَخَلَ الْجَنَّةَ مِنْ أَيِّ بَابٍ شَاءَهُ.

__________________

(٢٤٠) الرجز في التهذيب واللسان عن العين ، غير منسوب.

(٢٤١) انظر الديوان ص ٢٠.

٧٧

ونَدَى الصوت : بعد همته ومذهبه وصحة جرمه ، قال :

بعيد ندى التغريد أرفع صوته

سحيل وأدناه شحيج محشرج (٢٤٢)

وقوله : أصابه الْمُنْدِيَات اشتق من ندى الشر أي البلايا.

ونَادَاه أي دعاه بأرفع الصوت.

ونَدَى الحضر : بقاؤه ومده ، [وقال الجعدي أو غيره :

كيف ترى الكامل يفضي فرقا

إلى ندى العقب وشدا سحقا (٢٤٣)

وفلان أَنْدَى صوتا من فلان أي أبعد مذهبا وأرفع صوتا](٢٤٤) والنَّدَى : الكرم والسخاء ..

نأد :

النَّآد : الداهية ، ويقال : أصابتهم داهية نآد ونَؤُود.

ونَأَدَتْهُ الدواهي أي دهته.

ندأ :

والنَّدْأَةُ والنُّدْأَةُ ، لغتان ، وهي التي يقال لها قوس قزح.

والنُّدْأَةُ في لحم الجزور : طريقة مخالفة للون اللحم.

ونَدَأْتُ اللحم في الملة (٢٤٥) : دفنته حتى ينضج ، فذلك اللحم النَّدِيء.

__________________

(٢٤٢) لم نهتد إلى القائل.

(٢٤٣) البيت في التهذيب وهو من أصل العين.

(٢٤٤) ما بين القوسين من التهذيب من أصل العين.

(٢٤٥) كذا في التهذيب وأما في الأصول المخطوطة ففيها : الماء.

٧٨

باب الدال والفاء و (و ء ي) معهما

ف و د ، ف ي د ، ف ء د ، و ف د ، و د ف مستعملات

فود :

الْفَوْدُ أحد فودي الرأس ، وهما معظم شعر اللمة مما يلي الأذنين.

وكذلك فودا جناحي العقاب ، [وقال خفاف :

متى تلق فوديها على ظهر ناهض](٢٤٦)

فيد ، فأد :

فَيْد : منزل بالبادية.

والْفَيَّاد من أسماء البوم.

والْفَيَّاد من الرجال هو الذي يلف ما قدر عليه من شيء فأكله ، [وأنشد :

وليس بالفيادة المقصمل](٢٤٧)

والْفَيَّادَة : المتبختر في مشيته.

والْفَائِدَة : ما أَفَادَ الله العباد من خير يَسْتَفِيدُونَهُ ويستحدثونه ، وقد فَادَتْ له من عندنا فائدة ، وجمعها الْفَوَائِد.

ويقال : أفاد فلان خيرا واستفاد.

وسمي الْفُؤَاد لتفؤده أي لتوقده.

وفُئِدَ الرجل فهو مَفْؤُود أي أصابه داء في فؤاده.

__________________

(٢٤٦) البيت في التهذيب واللسان مما أخذه الأزهري من العين.

(٢٤٧) الرجز في التهذيب غير منسوب ، وهو من أصل العين.

٧٩

وافْتَأَدَ القوم : أوقدوا نارا ولهوجوا عليها لحما.

وفَأَدْتُ النار : سجرت خشبها ، والْمَفْأَد : المسجر ، والْمُفْتَأَدُ : موضع النار في الأرض.

وفَأَدْتُ لحما : شويته ، قال :

سفود شرب نسوه عند مفتأد (٢٤٨)

وفد :

واحد الْوَفْد وَافِد ، وهو الذي يَفِدُ عن قوم إلى ملك في فتح أو قضية (٢٤٩) أو أمر ، والقوم أَوْفَدُوهُ.

والْوَافِد من الإبل والقطا وغيرها : ما سبق سائر السرب في طيرانه ووروده.

وتَوَفَّدَت الأوعال فوق الجبال أي أشرفت.

ودف :

اسْتَوْدَفْتُ لبنا في الإناء ونحوه إذا فتحت رأسه فأشرفت عليه ، ويكون أن تصب فوقه لبنا كان أو ماء ، قال العجاج :

فغمها حولين ثم استودفا (٢٥٠)

دفأ ، دفو :

الدَّفَاءُ : نقيض حدة البرد.

والدِّفْءُ : ما يدفئك ، وثوب دَفِيء أي مدفىء.

__________________

(٢٤٨) عجز بيت (للنابغة) كما في التهذيب وانظر الديوان (شكرى) ص ١١.

(٢٤٩) كذا في س وأما في ص و ط ففيهما : نهية.

(٢٥٠) الرجز في الديوان ص ٤٩٥.

٨٠