كتاب العين - ج ٨

الخليل بن أحمد الفراهيدي

كتاب العين - ج ٨

المؤلف:

الخليل بن أحمد الفراهيدي


المحقق: الدكتور مهدي المخزومي والدكتور ابراهيم السامرّائي
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مؤسسة دار الهجرة
المطبعة: الصدر
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٥٦

وأَنَى الشيء يَأْنِي أُنِيّاً إذا تأخر عن وقته ، ومنه قوله :

والزاد لا آنٍ ولا قفار (٨٠)

أي : لا بطيء ، ولا جشب غير مأدوم.

وتقول : ما أَنَى لك ، وأ لم يَأْنِ لك ، أي ألم يحن لك؟ والْأَنَى : من الأناة والتؤدة ، قال العجاج (٨١) :

طال الْأَنَى وزايل الحق الأشر

وقال :

أَنَاةً وحلما وانتظارا بهم غدا

فما أنا بالواني ولا الضرع الغمر (٨٢)

ويقال : إنه لذو أَنَاةٍ ، إذا كان لا يعجل في الأمور ، أي : تأنى ، فهو آن ، أي متأن ، قال :

الرفق يمن والْأَنَاةُ سعادة

فتأن في رفق تلاق نجاحا (٨٣)

والْأَنَاةُ : الحلم (٨٤) ، والفعل : أَنِيَ ، وتَأَنَّى ، واسْتَأْنَى ، أي : تثبت ، قال :

وتَأَنَ إنك غير صاغر (٨٥)

ويقال للمتمكث في الأمر : الْمُتَأَنِّي.

وَفِي الْحَدِيثِ : آذَيْتَ وَآنَيْتَ (٨٦) ،. أي : أخرت المجيء وأبطأت ،

__________________

(٨٠) التهذيب ١٥ / ٥٥٣ ، واللسان (أني) غير منسوب أيضا.

(٨١) ديوانه ، ص ٦.

(٨٢) لم نهتد إليه.

(٨٣) لم نهتد إليه.

(٨٤) من (ص) .. في (ط ، س) : الفعل.

(٨٥) لم نهتد إلى تمام البيت ، ولا إلى قائله.

(٨٦) الحديث كاملا في التهذيب ١٥ / ٥٥٤ ، وفي اللسان (أني).

٤٠١

وقال الحطيئة : (٨٧)

وآنَيْتَ العشاء إلى سهيل

أو الشعرى فطال بي الْأَنَاءُ

واسْتَأْنَيْتُ فلانا ، أي : لم أعجله .. ويقال : اسْتَأْنِ في أمرك ، أي : لا تعجل ، قال :

اسْتَأْنِ تظفر في أمورك كلها

وإذا عزمت على الهوى فتوكل (٨٨)

واسْتَأْنَيْتُ في الطعام ، أي : انتظرت إدراكه.

ويقال للمرأة المباركة الحليمة المواتية : أَنَاةٌ ، والجميع : الأنوات. قال أهل الكوفة : إنما هي من الونى وهو الضعف ، ولكنهم همزوا الواو.

والْإِنَاءُ ، ممدود : واحد الآنية ، والْأَوَانِي : جمع الجمع .. جمع فعال على أفعلة ، ثم جمع أفعلة على أفاعل.

وني :

الْوَنَى : الفترة في العمل ، ومنه : التواني ، يقال : وَنَى يَنِي وَنْياً فهو وَانٍ.

قال العجاج : (٨٩)

فما وَنَى محمد مذ أن غفر

له الإله ما مضى وما غبر

أن أظهر الدين به حتى ظهر

__________________

(٨٧) ديوانه ص ٩٨.

(٨٨) البيت في التهذيب ١٥ / ٥٥٤ غير منسوب أيضا.

(٨٩) ديوانه ، ص ٨.

٤٠٢

والعرب تقول : لا يَنِي فلان يفعل كذا ، أي : لا يزال ، قال (٩٠) :

فما يَنُونَ إذا طافوا بحجهم

يهتكون لبيت الله أستارا

وناقة وَانِيَةٌ ، أي : طليح.

والفعل : ونت ونيا ، لا يقال إلا هكذا ، قال :

ووَانِيَةٍ زجرت على وَنَاهَا

قريح الدفتين من البطان (٩١)

ونن :

الْوَنُ : الصنج الذي يضرب بالأصابع ، وهو : الونج ، ويقال : هو مشتق من كلام العجم.

وأن :

الْوَأْنَةُ : المقتدر الخلق ، الرجل والمرأة فيه سواء.

أون :

الْأَوْنَانِ : جانبا الخرج ، يقال : خرج ذو أونين .. والْأَوْنَانِ : العدلان ، والأوانان أيضا.

ويقال : للأتان إذا أقربت وعظم بطنها : قد أَوَّنَتْ تَأْوِيناً.

وإذا أكلت وشربت وانتفخت خاصرتاك فقد أَوَّنْتَ تَأْوِيناً ، قال (٩٢) :

سرا وقد أَوَّنَ تَأْوِينَ العقق

العقق : التي استبان حملها ، ونبتت العقيقة على ولدها في بطنها.

__________________

(٩٠) التهذيب ١٥ / ٥٥٥ ، واللسان (ونى) غير منسوب أيضا.

(٩١) صدر البيت في التهذيب ١٥ / ٥٥٥ ، واللسان (ونى) والرواية فيهما :

علي وجاها .. بدون عزو أيضا.

(٩٢) (رؤبة) ديوانه ص ١٠٨.

٤٠٣

والْأَوَانُ : الحين والزمان ، تقول : جاء أوان البرد ، قال العجاج : (٩٣)

هذا أَوَانُ الجد إذ جد عمر

وجمع الْأَوَانِ : آوِنَةٌ.

والْآنَ : بمنزلة الساعة إلا أن الساعة جزء مؤقت من أجزاء الليل والنهار.

وأما الآن فإنه يلزم الساعة التي يكون فيها الكلام والأمور ريثما يبتدئ ويسكت.

والعرب تنصبه في الجر والنصب والرفع ، لأنه لا يتمكن في التصريف ، فلا يثنى ولا يثلث ولا يصغر ، ولا يصرف ولا يضاف إليه شيء.

أين :

أَيْنَ : وقت من الأمكنة ، تقول : أَيْنَ فلان؟ فيكون منتصبا في الحالات كلها.

وأما الْأَيْنُ من الإعياء فإنه يصرف ، وهو يجري مجرى الكلام في كل شيء .. والعرب لا تشتق منه فعلا إلا في الشعر ، فقالوا : آنَ يَئِينُ أَيْناً.

والْإِوَانُ : شبه أزج غير مشدود الوجه ، والْإِيوَانُ : لغة فيه ، قال :

إِيوَانُ كسرى ذي القرى والريحان (٩٤)

وجماعة الْإِوَانِ : أُوُنٌ. وجماعة الْإِيوَانِ : أَوَاوِينُ وإِيوَانَاتٌ.

تم باب اللفيف من النون ، وبه تم باب النون ولا رباعي ولا خماسي له

__________________

(٩٣) ديوانه ص ٩.

(٩٤) التهذيب ١٥ / ٥٤٥ ، واللسان (أون) ، غير منسوب أيضا.

٤٠٤

باب الفاء

قال الخليل بن أحمد : قد مضت العربية مع سائر الحروف التي تقدمت ، فلم يبق للفاء إلا شيء من المعتل واللفيف.

باب الثلاثي المعتل من الفاء

باب الفاء والميم و (و ا ي ء) معهما

ف ء م ، ف و م مستعملان

فأم :

الْفِئَامُ : الجماعة من الناس [وغيرهم](١) ، قال :

كأن مجامع الربلات منها

فِئَامٌ ينهضون إلى فِئَامٍ (٢)

الْفِئَامُ : وطاء الهودج ، والجميع : فُؤُمٌ. ورحل مِفْأَمٌ : موسع. والْمُفْأَمُ من الإبل: الواسع الجوف ، ويقال : أَفْئِمْ دلوك ، أي : زد فيها](٣).

فوم :

الْفُومُ : يقال : الحنطة.

والْفَامِيُ : السكري.

__________________

(١) زيادة من مختصر العين ـ الورقة ٢٦١.

(٢) البيت في اللسان (فأم) غير منسوب أيضا.

(٣) ما بين المعقوفتين من مختصر العين ـ الورقة ٢٦١.

٤٠٥

والْفَمُ : أصل بنائه : الفوه ، حذفت الهاء من آخرها ، وحملت الواو على الرفع والنصب والجر فاجترت الواو صروف النحو إلى نفسها فصارت كأنها مدة تتبع الفاء.

وإنما يستحسنون هذا اللفظ في الإضافة .. أما إذا لم تضف فإن الميم تجعل عمادا للفاء ، لأن الياء والواو والألف يسقطن مع التنوين ، فكرهوا أن يكون اسم بحرف مغلق فعمدت الفاء بالميم ، إلا أن الشاعر قد يضطر إلى إفراد ذلك بلا ميم ، فيجوز في القافية ، كقوله (٤) :

خالط من سلمى خياشيم وفا

يعني : وفما.

باب اللفيف من الفاء

ف ي ء ، ف ء و ، ف ء ف ء ، ف ي ف ، ف و ف ، ف و ،

ف ي ، و ف ي ، آ ف ، ء ف ف مستعملات

فيأ :

الْفَيْءُ : الظل ، والجميع : الأفياء ، يقال : فَاءَ الفيء ، إذا تحول عن جهة الغداة.

وتَفَيَّأْتُ الشجر : دخلت في أفيائها.

وفَيَّأَتِ المرأة تُفَيِّئُ شعرها ، أي : تحرك رأسها من الخيلاء ، قال رؤبة : (٥)

__________________

(٤) (العجاج) ديوانه ص ٤٩٢.

(٥) ديوانه ص ١٢١.

٤٠٦

كأنما فَيَّأْنَ أثلا جاثلا

شبه مشيهن بفيء الظلال.

والْفَيْءُ : الغنيمة ، والفعل منه أَفَاءَ ، قال جل وعز : (ما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ)(٦).

والْفَيْءُ : الرجوع ، تقول : إن فلانا لسريع الفيء عن غضبه.

وإذا آلى الرجل من امرأته ثم كفر يمينه ورجع إليها قيل : فَاءَ يَفِيءُ فَيْئاً.

والمفيوءة هي المقنوءة ، من الفيء.

فأو :

الْفَأْوُ : من قولك : فَأَوْتُ رأسه بالسيف فَأْواً ، وفَأَيْتُهُ فَأْياً ، وهو ضربك قحفه حتى ينفرج عن الدماغ .. والِانْفِيَاءُ : الانفراج .. ومنه اشتقاق الْفِئَةُ ، وهي طائفة من الناس والجميع : فِئَاتٌ وفِئُونَ.

فأفأ :

الْفَأْفَأَةُ في الكلام : إذا كان الفاء يغلب على اللسان .. فَأْفَأَ فلان في كلامه يُفَأْفِئُ فَأْفَأَةً.

ورجل فَأْفَاءٌ ، وامرأة فَأْفَاءَةٌ.

فيف :

الْفَيْفُ : المفازة التي لا ماء فيها ، مع الاستواء والسعة ، وإذا أنثت فهي الْفَيْفَاءُ.

__________________

(٦) سورة الحشر ٧.

٤٠٧

والْفَيْفَاءُ : الصحراء الملساء ، والْفَيَافِي : جمعها ، قال :

فصبحهم ماء بِفَيْفَاءَ قفرة

وقد حلق النجم اليماني فاستوى (٧)

وهي الفعلاء من الفيف ، قال رؤبة (٨) :

مهيل أَفْيَافٍ لها فُيُوفٌ

أي : لها من جوانبها صحارى .. وجمع الْفَيْفِ : أَفْيَافٌ وفُيُوفٌ.

وفَيْفُ الريح : موضع بالبادية ، قال عمرو بن معديكرب : (٩)

أخبر المخبر عنكم أنكم

يوم فَيْفِ الريح أبتم بالفلج

أي : بالظفر ، وقال ذو الرمة (١٠) :

والركب يعلو بهم صهب يمانية

فَيْفاً عليه لذيل الريح نمنيم

فوف :

الْأَفْوَافُ : ضرب من عصب اليمن .. برد أفواف ، وبرد مفوف.

والْفَوْفُ : المصدر من قولك : ما فَافَ فلان بخير ولا زنجر ، قال :

فما جادت لنا سلمى

بزنجير ولا فُوفَهْ (١١)

__________________

(٧) لم نهتد إلى القائل.

(٨) ديوانه ص ١٧٨.

(٩) التهذيب ١٥ / ٥٨١ ، وديوانه ص ٤٧.

(١٠) ديوانه ١ / ٤١٥.

(١١) اللسان (فوف) بدون عزو.

٤٠٨

وذلك أن يسأل الرجل ، فيقول ، [وهو] يضرب بظفر إبهامه على ظفر سبابته : ولا مثل ذا ، والاسم منه : الفوفة ، والزنجرة : ما يأخذ بطن الظفر من طرف الثنية إذا أخذتها به.

فو :

الْفُوَّةُ : عروق تستخرج من الأرض ، تصبغ بها الثياب ، ولفظها على تقدير : حوة وقوة ، ويقال لها بالفارسية : روينه.

ولو وصفت بها أرضا ، لا يزرع فيها غيره قلت : هذه مَفْوَاةٌ من المفاوي.

وثوب مُفَوَّى ، لأن الهاء فيها للتأنيث وليست بأصيلة.

في :

فِي : حرف من حروف الصفات.

وفي :

تقول : وَفَى يَفِي وَفَاءً فهو وَافٍ ... وفيت بعهدك ، ولغة أهل تهامة : أَوْفَيْتَ.

ووفى ريش الجناح فهو وَافٍ ، وكل شيء بلغ تمام الكمال ، فقد وَفَى وتم .. وكذلك يقال : درهم وَافٍ ، يعني أنه درهم يزن مثقالا .. وكيل وَافٍ.

ورجل وَفِيٌ : ذو وفاء.

وتقول : أَوْفَى على شرف من الأرض ، إذا أشرف فوقها.

والْمِيفَاةُ : الموضع الذي يوفي فوقه البازي لإيناس الطير أو غيره.

٤٠٩

وإنه لَمِيفَاءٌ ، ممدودة ، على الأشراف إذا لم يزل يوفي على شرف بعد شرف ، قال رؤبة : (١٢)

أتلع مِيفَاءُ رءوس فوره

والْمُوَافَاةُ : أن توافي إنسانا في الميعاد ، تقول : وَافَيْتُهُ.

وتقول : أوفيته حقه ، ووفيته أجره كله وحسابه ونحو ذلك.

والْوَفَاةُ : المنية .. وتُوُفِّيَ فلان ، وتَوَفَّاهُ الله ، إذا قبض نفسه.

آف :

الْآفَةُ : عرض مفسد لما أصاب من شيء .. والجميع : الْآفَاتُ.

ويقال : آفة الظرف : الصلف .. وآفة العلم : النسيان.

إذا دخلت الْآفَةُ على قوم قيل : قد إِفُوا ، ويقال في لغة : قد إِيفُوا.

أفف :

الْأُفُ والْأَفَفُ : من التأفيف .. تقول : قد أَفَفْتُ فلانا ، إذا قلت له : أف ، وفيه ثلاث لغات : الكسر والضم والفتح بلا تنوين ، وأحسنه الكسر ، فإذا نونت فارفع ، تقول: أُفٌ ، لأنه يصير اسما بمنزلة قولك : ويل له. والعرب تقول : أفة له مؤنثة مرفوعة ، لا يقال ذلك إلا بالتنوين ، إما مرفوعا وإما منصوبا ، والنصب على طلب الفعل كأنك تقول : أففت أفا.

وتقول : الْأُفُ والتف : الْأُفُ : وسخ الأذن ، والتُّفُ : وسخ الأظفار.

ويقال : عليهم اللعنة والتأفيف.

تم باب الفاء بتمام اللفيف ولا رباعي له ولا خماسي ، والحمد لله كثيرا

__________________

(١٢) ديوانه ص ١٧٤.

٤١٠

باب الباء

قال أبو عبد الرحمن : الباء بمنزلة الفاء. ولم يبق للباء شيء من التأليف لا في الثنائي ، ولا في الثلاثي ولا في الرباعي ولا في الخماسي ، وبقي منه اللفيف ، وأحرف من المعتل معربة مثل : البوم ولميبة ، وهي فارسية ، وبم العود. ويبنيم وهو موضع.

باب اللفيف من الباء

ب و ء ، ب و و ، ب ء و ، ب ء ب ء ، ب ب ب ، ب و ب ،

ب ي ي ، ء و ب ، و ء ب ، و ب ء ، ء ب ي ، ء ب و مستعملات

بوأ :

الْبَاءَةُ والْمَبَاءَةُ : منزل القوم حين يتبوءون في قبل واد ، أو سند جبل ، ويقال : [بل هو] كل منزل ينزله القوم ، يقال : تبوءوا منزلا .. وقال تعالى : (وَلَقَدْ بَوَّأْنا بَنِي إِسْرائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ)(١). وقال طرفة : (٢)

طيبو الْبَاءَةِ سهل ولهم

سبل إن شئت في وعث وعر

وقال :

وبُوِّئَتْ في صميم معشرها

فتم في قومها مُبَوَّؤُهَا (٣)

__________________

(١) سورة يونس ٩٣.

(٢) ديوانه ص ٥٧ برواية : في وحش وعر.

(٣) لم نهتد إليه.

٤١١

والْمَبَاءَةُ : معطن (٤) الإبل ، حيث تناخ في الموارد ، يقال : أَبَأْنَا الإبل إِبَاءَةً ، ممدودة ، أي : أنخنا بعضها إلى بعض ، قال :

[حليفان] بينهما مئرة

يُبِيئَانِ في عطن ضيق (٥)

ويروى : يَبُوءَانِ ، أي : ينزلان ، والمئرة : العداوة.

وقال :

لهم منزل رحب الْمَبَاءَةِ آهل (٦)

ويقال : إن فلانا لَبَواءٌ بفلان ، أي : إن قتل به كان كفوا .. وأَبَأْتُ بفلان قاتله ، إذا قتلته به ، واسْتَبَأْتُهُمْ قاتل أخي ، أي : طلبت إليهم أن يقيدوه ، واسْتَبَأْتُهُ مثل : استقدت به ، قال :

فإن تقتلوا منا الوليد فإننا

أَبَأْنَا به قتلى تذل المعاطسا (٧)

وقال زهير : (٨)

فلم أر معشرا أسروا هديا

ولم أر جار بيت يُسْتَبَاءُ

والْبَوَاءُ في القود ، تقول : اقتل هذا بقتيلك فإنه بواء به ، أي : هو يعادله في الكفاءة ، قال :

فقلت لهم : بُوءُوا بعمرو بن مالك

ودونك مشدود الرحالة ملجما (٩)

__________________

(٤) في الأصول : معدن.

(٥) البيت في التهذيب ١٥ / ٥٩٤ ، واللسان (بوا) غير منسوب أيضا .. في الأصول : خليطان.

(٦) لم نهتد إلى القائل ، ولا إلى تمام البيت.

(٧) لم نهتد إلى القائل.

(٨) ديوانه ص ٧٩.

(٩) لم نهتد إلى القائل.

٤١٢

يعني : فرسا.

والْبَوَاءُ : المثل ، تقول : دونك هذا فخذه بواء ، وقال أبو الدقيش : العرب تقول : كلمناهم فأجابونا عن بَوَاءٍ واحد ، أي : أجابونا جوابا واحدا.

وتقول : هم في هذا الأمر بَوَاءٌ سواء ، أي : أكفاء نظراء.

وبَوَّأْتُ الرمح نحو الفارس ، إذا قابلته فسددت الرمح نحوه.

وأُبِيَ فلان بفلان ، أي : قتل به ، قال الشاعر :

ألا تنتهي عنا ملوك وتتقى

محارمنا لا يُبْأَءُ الدم بالدم (١٠)

ويروى : لا يَبْؤُؤُ الدم بالدم ، أي : حذار أن تبوء دماؤهم بدماء من قتلوه.

وقيل : تَبَاوَأَتْ ، أي : توازنت واستوت. وبَاءَ بإثمي ، أي : استولى عليه. ويقال : بَاءَ فلان بدم فلان ، إذا أقر به على نفسه ، واحتمله طوعا علما بوجوبه.

وبَاءَ فلان بذنبه ، إذا احتمله كرها لا يستطيع دفعه عن نفسه فقد باء به كما باءت اليهود بالغضب من الله .. وبَاءَ فلان من أمره هذا بما عليه وماله.

والْأَبْوَاءُ : موضع.

__________________

(١٠) نسب البيت في التهذيب ١٥ / ٥٩٨ ، واللسان (بوأ) إلى (التغلبي).

٤١٣

بوو :

والْبَوُّ ، غير مهموز : جلد حوار يحشى تبنا فتعطف عليه الناقة.

والرماد : بَوُّ الأثافي.

بأو :

الْبَأْوُ : من الزهو والافتخار والكبر .. بَأَى يَبْأَى فلان على أصحابه بَأْواً شديدا ، قال: (١١)

إذا ازدهاهم يوم هيجا أكمخوا

بَأْواً ومدتهم رجال شمخ

أكمخوا ، أي : رفعوا رؤوسهم من الكبر.

بأبأ :

الْبَأْبَأَةُ : قول الإنسان لصاحبه : بأبي أنت ، ومعناه : أفديك بأبي ، ويشتق من ذلك فعل ، فيقال : بأبأ به.

ومن العرب من يقول : وا بأبا أنت ، جعلوها كلمة مبنية على هذا التأسيس.

والْبَأْبَأَةُ : هدير الفحل ، في ترجيعه بتكرار ، قال رؤبة (١٢) :

بخبخه مرا ومرا بَأْبَبَا

البخبخة : هدير الفحل دون الكبش والتيس ، وكذلك البغبغة ، وقال : (١٣)

يسوقها أعيس هدار بَبِبْ

__________________

(١١) (العجاج) ديوانه ص ٤٦٠ / ٤٦١ ، برواية : جبال شمخ.

(١٢) ديوانه ص ١٧٠.

(١٣) (رؤبة) ديوانه ص ١٦٩.

٤١٤

يعني : بهذا الهدير.

ببب :

بَبَّةُ : لقب رجل من قريش كان كثير اللحم ... ويوصف به الأحمق الثقيل.

ويقال : هم بَبَّانٌ واحد ، أي : سواء. وببان على تقدير فعلان ، ويقال : على تقدير فعال ، والنون [على هذا] أصلية ، ولا يصرف منه فعل ، وهو والبأج بمعنى واحد .. وَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ : لَوْ لَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ بَبَّاناً وَاحِداً لَفَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا.

بوب :

الْبَابُ : معروف .. والفعل منه ، التبويب.

والْبَابَةُ في الحدود والحساب ونحوه : الغاية.

والْبَابَةُ : ثغر من ثغور الروم.

وبَابُ الأبواب : من ثغور الخزر.

والْبَوَّابُ : الحاجب. ولو اشتق منه فعل على فعالة لقيل : بوابة ، بإظهار الواو ، ولا يقلب ياء ، لأنه ليس بمصدر محض ، إنما هو اسم.

وأهل البصرة في أسواقهم يسمون الساقي الذي يطوف عليهم بالماء : بَيَّاباً.

الْبَأْبَبَةُ : هدير الفحل ، في ترجيعه تكرار له ، قال رؤبة :

بغبغة مرا ومرا بأببا (١٤)

__________________

(١٤) ليس موضع هذا الشاهد هنا ، وقد مر بنا في ترجمة (بأبأ) وقد صحف المحقق هنا [التهذيب ١٥ / ٦١٢] (البأبأة) إلى البابية و (بأببا) بباءين موحدتين إلى بابيا ، بباء موحدة وياء مثناة ، كما وهم الأزهري بوضع هذه الكلمة هنا.

٤١٥

وبَيْبَةُ : اسم ، قال :

ندسنا أبا مندوسة القين بالقنا

ومار دم من جار بَيْبَةَ ناقع

وبالبحرين موضع يعرف ب (بَابَيْنِ) ، وفيه يقول قائلهم :

إن ابن بور بين بَابَيْنِ وجم

والْبَوْبَاةُ : الفلاة ، وهي : الموماة](١٥).

بيي :

في مثل تضربه العرب : هي بن بي ، ومنهم من يقول : هيان بن بيان ، وهو بمنزلة طامر بن طامر ، لا يذكر أصله وفعله.

قال أمية بن أشكن الجندعي :

هل لكما في تراث تذهبان به

إن التراث لهيان بن بيان (١٦)

ويقال : إن هي بن بي من ولد آدم ذهب في وجه الأرض فلم يحس منه عين ولا أثر ، وفقد فذهب مثلا.

وحياه الله وبياه .. حياه : من التحية ، وبَيَّاهُ : أضحكه وبشره ، قال :

بَيَّا المسافر فاهتبلها فرصة

وأحب النديم وحيه بسلام (١٧)

أوب :

يقال : آبَ فلان إلى سيفه ، أي : رد يده إلى سيفه. وآبَ الغائب يَؤُوبُ أَوْباً ، أي: رجع.

__________________

(١٥) ما بين المعقوفتين من التهذيب ١٥ / ٦١٢ مما نقل فيه عن العين.

(١٦) لم نهتد إلى البيت فيما بين أيدينا من مظان.

(١٧) لم نهتد إليه.

٤١٦

والْأَوْبُ : ترجيع الأيدي والقوائم في السير ، والفعل من ذلك : التأويب ، قال: (١٨)

كأن أَوْبَ ذراعيها ، وقد عرفت

وقد تلفع ، بالقور ، العساقيل

والْأَوْبُ ، في قولك : جاءوا من كل أَوْبٍ : أي : من كل وجه وناحية.

والْمُؤَاوَبَةُ : تباري الركاب في السير ، قال (١٩) :

وإن تُؤَاوِبُهُ تجده مَئُوباً

والتَّأْوِيبُ : من سير الليل .. أَوْبَتِ الإبل تَأْوِيباً ، والتَّأْوِيبَةُ : مرة لا غير .. ويقال : التَّأْوِيبُ : سير النهار إلى الليل.

وتقول : لتهنك أَوْبَةُ الغائب ، أي : إيابه ورجوعه.

والْمَآبُ : المرجع.

والْمُتَأَوِّبُ : الجيد الأوب ، أي : سريع الرجوع.

وآبَتِ الشمس إِيَاباً ، إذا غابت في مآبها ، أي : مغيبها ، قال تبع : (٢٠)

فرأى مغيب الشمس عند مَآبِهَا

في عين ذي خلب وثأط حرمد

أي : أسود.

ومَآبَةُ البئر : حيث يجتمع إليه الماء في وسطها ، وهي : المثابة أيضا.

__________________

(١٨) (كعب بن زهير) ديوانه ص ١٦.

(١٩) الرجز في التهذيب ١٥ / ٦٠٩ وفي اللسان (أوب) بلا عزو أيضا.

(٢٠) البيت منسوب إلى (تبع) أيضا في اللسان (أوب).

٤١٧

وأب :

وَأَبَ الحافر يَئِبُ وَأْباً ، إذا انضمت سنابكه .. تقول : إنه لوأب الحافر.

وحافر وَأْبٌ ، أي : شديد.

وتقول : لم يَتَّئِبْ فلان أن يفعل كذا ، أي : لم ينقبض ...

والذمي لا يتئب أن يكفر لمسلم مهيب ونحوه ، قال (٢١) :

إذا دعاها أقبلت لا تَتَّئِبْ

وبأ :

الْوَبَاءُ ، مهموز : الطاعون ، وهو أيضا كل مرض عام ، تقول : أصاب أهل الكورة العام وباء شديد ..

وأرض وَبِئَةٌ ، إذا كثر مرضها ، وقد استوباتها ..

وقد وَبُؤَتْ [تَوْبُؤُ] وَبَاءَةً ، إذا كثرت أمراضها.

أبي :

الْأَبَى ، مقصور : داء يأخذ المعز في رءوسها ، فلا تكاد تسلم ... أَبِيَتِ العنز تَأْبَى أَبىً شديدا .. وعنز أبية ، وتيس أب ، قال :

فقلت لكناز تحمل فإنه

أَبىً لا أظن الضأن منه نواجيا

وأَبَى فلان يَأْبَى إِبَاءً ، أي : ترك الطاعة ، ومال إلى المعصية ، قال الله عزوجل : (فَكَذَّبَ وَأَبى) (٢٢) .. ووجه آخر : كل من ترك أمرا ورده ، فقد أَبَى.

__________________

(٢١) (رؤبة) ديوانه ص ١٦٩.

(٢٢) سورة طه ٥٦.

٤١٨

ورجل أَبِيٌ : ذو إباء ، وقوم أَبِيُّونَ وأُبَاةٌ ، خفيف ، قال :

أَبِيُ الضيم من قوم أُبَاةٍ (٢٣)

أبو :

أَبَوْتُ الرجل آبُوهُ ، إذا كنت له أبا.

ويقال : فلان يَأْبُو هذا اليتيم إِبَاوَةً ، أي : يغذوه ، كما يغذو الوالد ولده. ويقال في المثل : لا أَباً لك كأنه يمدحه. وتصغير الأب : أُبَيٌ ، وتصغير الآباء على وجهين : فأجودهما : أُبَيُّونَ ، والآخر : أُبَيَّاءُ لأن كل جماعة على أفعال فإنها تصغر على حدها.

والْأُبُوَّةُ : الفعل من الأب ، كقولك : تأبيت أبا ، وتبنيت ابنا وتأممت أما.

وفلان بين الأبوة والبنوة والأمومة.

ويجوز في الشعر أن تقول : هذان أباك ، وأنت تريد أباك وأمك.

ومن العرب من يقول : أُبُوَّتُنَا أكرم الآباء ، يجمعون (الأب) على فعولة ، كما يقولون : هؤلاء عمومتنا وخؤولتنا. ومنهم من يجمع الأب : أبين قال الراجز :

أقبل يهوي من دوين الطربال

وهو يفدى بالأبين والخال (٢٤)

__________________

(٢٣) لم نهتد إلى القائل ولا إلى تمام القول.

(٢٤) الرجز في التهذيب ١٥ / ٦٠٢.

٤١٩

وتقول : هم الْأَبُونَ ، وهؤلاء أَبُوكُمْ ، يعني : آباؤكم.

والْإِبَةُ : الخزي ، قال ذو الرمة : (٢٥)

إذا المرئي شب له بنات

عصبن برأسه إبة وعارا

تم اللفيف من الباء بحمد الله ومنه ، وبتمامه تم باب الباء ولا رباعي له

ولا خماسي

__________________

(٢٥) ديوانه ٢ / ١٣٩١.

٤٢٠