وقوس بَائِنٌ ، وهي التي بان وترها عن كبدها ، تنعت به القوس العربية. والْبَيَانُ : معروف.
وبَانَ الشيء وأَبَانَ وتَبَيَّنَ وبَيَّنَ واسْتَبَانَ ، والمجاوز يستوي بهذا.
والْبَيِّنُ من الرجال : الفصيح ، وقال بعضهم : رجل بَيِّنٌ وجهير إذا كان بين المنطق وجهير المنطق.
ناب :
النَّابُ : السن الذي خلف الرباعية ، وهو الناب مذكر ، وأَنْيَابٌ : جمعه.
والنَّابُ : الناقة المسنة ، والجميع : نِيبٌ وأَنْيَابٌ.
والنَّائِبَةُ : النازلة ، يقال : نَابَ هذا الأمر نوبة ، أي : نزل. ونابتهم نوائب الدهر.
وأَنَابَ فلان إلى الله إنابة ، فهو منيب ، إذا ناب ورجع إلى الطاعة.
ونَابَ عني فلان في هذا الأمر نِيَابَةً ، إذا قام مقامك.
وتَنَاوَبْنَا الخطب والأمر نتناوبه ، إذا قمتما به نوبة بعد نوبة ، قال :
تناوبه المنية كل يوم |
|
وتحلبه الحوادث لا تشيب (٢٦) |
وانْتَابَ الرجل القوم ، إذا أتاهم مرة بعد مرة.
__________________
(٢٦) لم نهتد إلى القائل ، ولم نجد البيت فيما تيسر من مظان ، ولم نهتد إلى ضبط الشطر الثاني.
بني :
بَنَى البناء البناء يَبْنِي بَنْياً وبِنَاءً ، وبِنًى ، مقصور.
والْبَنِيَّةُ : الكعبة ، يقال : لا ورب هذه البنية.
والْمِبْنَاةُ : كهيئة الستر غير أنه واسع يلقى على مقدم الطراف ، وتكون المبناة كهيئة [القبة](٢٧) تجلل بيتا عظيما ، ويسكن فيها من المطر ، ويكنون رحالهم ومتاعهم ، وهي مستديرة عظيمة واسعة لو ألقيت على ظهرها الخوص تساقط من حولها ، ويزل المطر عنها زليلا ، قال (٢٨) :
على ظهر مبناة جديد سيورها |
|
يطوف بها وسط اللطيمة بائع |
نبأ :
النَّبَأُ ، مهموز : الخبر ، وإن لفلان نَبَأً ، أي : خبرا .. والفعل : نَبَّأْتُهُ وأَنْبَأْتُهُ واسْتَنْبَأْتُهُ ، والجميع : الْأَنْبَاءُ.
والنَّبْأَةُ : النغية ، وهو صوت يشك فيه ولا يتيقن .. والنبأة ، والبغمة والطغية والعضرة والنغية بمعنى واحد.
والنبوة ، لو لا ما جاء في الحديث لهمز ، والنَّبِيُ صلى الله عليه و [على] آله وسلم ينبئ الأنباء عن الله عزوجل.
والنَّبِيُ ، يقال : الطريق الواضح يأخذك إلى حيث تريد ، وقول أوس بن حجر:(٢٩)
__________________
(٢٧) من التهذيب ١٥ / ٤٩٤ .. في الأصول : كهيئة الستر.
(٢٨) (النابغة) ديوانه ص ٤٤.
(٢٩) ديوانه ص ١١.
[لأصبح رتما دقاق الحصى] |
|
مكان النبي من الكاثب |
هو ما سهل من الأرض ، [وهو رمل بعينه].
والثور النَّابِئُ : الذي ينبأ من أرض إلى أرض ، أي : يخرج.
والنَّبْأَةُ : صوت الكلاب ونحوها ، قال عدي بن زيد في الثور (٣٠) :
وله النعجة المريء تجاه الركب |
|
، عدلا بِالنَّابِئِ المخراق |
أي : يخترق من أرض إلى أرض.
أبن :
أَبَانٌ : اسم رجل وجبل.
ويقال : فلان يُؤْبَنُ بخير وبشر ، أي : يزن به ، فهو مأبون. ويقال : لا يؤبن إلا في الشر.
والْأُبْنَةُ : عقدة في العصا ، وجمعها : ابَنٌ ، قال :
وأرزنات ليس فيها أبن (٣١)
وتقول : ليس في حسب فلان أبنة ، كقولك : ليس فيه وصمة.
والْأَبْنُ : مصدر المأبون ، والفعل : أَبَنَ يَأْبِنُ أَبْناً ، أي : عاب.
والتَّأْبِينُ : مدح الميت عند مرثيته ، قال الراجز (٣٢) :
فامدح بلالا غير ما مؤبن
__________________
(٣٠) اللسان (نبأ) ، والديوان ص ١٥٣.
(٣١) لم نهتد إليه.
(٣٢) الراجز : (رؤبة) ديوانه ص ١٦٢.
أنب :
التَّأْنِيبُ : التوبيخ واللوم.
والْأَنَابُ : ضرب من العطر يضاهي المسك.
والْأَنَبُ : الباذنجان.
والْأُنْبُوبُ : ما بين العقدتين في القصب والقناة.
وأُنْبُوبُ القرن : ما بين العقد إلى الطرف ، قال (٣٣) :
بسلب أنبوبه مدري
ويقال لأشراف الأرض إذا كانت رقاقا مرتفعة : أَنَابِيبُ ، قال العجاج في وصف ورود العير الماء :
بكل أُنْبُوبٍ له امتثال (٣٤)
أي : انتصاب.
باب النون والميم و (و ا ي ء) معهما
ن م ا ، ن و م ، ن ي م ، ي م ن ، ي ن م ، م ي ن ، ء ن م ،
ن ء م ، ء م ن ، م ء ن ، م ن ا ، م ن ء مستعملات
نما :
نَمَا الشيء يَنْمُو نُمُوّاً ، ونَمَى يَنْمِي نَمَاءً أيضا.
وأَنْمَاهُ الله : رفعه ، وزاد فيه إِنْمَاءً ، ونَمَاهُ أيضا ، قال النابغة : (٣٥)
إلى صعب المقادة منذري |
|
نماه في فروع المجد نامي |
ونَمَا الخضاب يَنْمُو نُمُوّاً إذا زاد حمرة وسوادا.
__________________
(٣٣) (العجاج) ديوانه ص ٣٣٢.
(٣٤) التهذيب ١٥ / ٤٨٥.
(٣٥) ديوانه ص ١٦٥.
ونَمَيْتُ فلانا في الحسب ، أي : رفعته ، فانتمى في حسبه ، وَفِي الْحَدِيثِ : كُلْ مَا أَصْمَيْتَ وَدَعْ مَا أَنْمَيْتَ (٣٦) ،.أي : ما برح من مكانه من الطير فغاب عنك. والشيء يَنْتَمِي ، أي : يرتفع من مكان إلى مكان.
وتَنَمَّى الشيء تَنَمِّياً ، إذا ارتفع ، قال القطامي : (٣٧)
فأصبح سيل ذلك قد تَنَمَّى |
|
إلى من كان منزله يفاعا |
أي : من كان عن هذا بمعزل أدركه شره.
والأشياء كلها على وجه الأرض نَامٍ وصامت ، فالنامي : مثل النبات والشجر ونحوه ، والصامت : كالحجر والجبل ونحوه.
والنَّامِي : الزائد ، لأنه أخذ من النماء.
والنَّامِيَةُ من الإبل : السمينة.
نوم :
رجل نَوَمٌ ونُوَمَةٌ : [كثير النوم] ، ورجل نُوَمَةٌ أيضا ، أي : خامل الذكر ، وَفِي الْحَدِيثِ : إِنَّمَا يَنْجُو مِنْ شَرِّ ذَلِكَ الزَّمَانِ كُلُّ مُؤْمِنٍ نُوَمَةٍ ، أُولَئِكَ مَصَابِيحُ الْعِلْمِ وَأَئِمَّةُ الْهُدَى(٣٨).
والْمَنَامُ : معروف ، وقوله جل وعز : (إِذْ يُرِيكَهُمُ اللهُ فِي مَنامِكَ قَلِيلاً)(٣٩) ، أي: في عينك.
__________________
(٣٦) الحديث في التهذيب ١٥ / ٥١٨.
(٣٧) ديوانه ص ٣٢.
(٣٨) الحديث في التهذيب ١٥ / ٥٢٠.
(٣٩) سورة الأنفال ٤٣.
ويقال : نَامَ الرجل يَنَامُ نَوْماً فهو نَائِمٌ ، إذا رقد.
وفي النداء يا نَوْمَانُ للكثير النوم.
[ورجل نُوَيْمٌ ونُوَمَةٌ ، أي : مغفل](٤٠).
واسْتَنَامَ فلان إلى فلان ، إذا أنس به واطمأن إليه ، [فهو مستنيم إليه](٤١).
واسْتَنَامَ أيضا ، إذا تناوم شهوة للنوم ، قال : (٤٢)
إذا استنام راعه النجي
نيم :
النِّيمُ : قال أبو ليلى : النِّيمُ : الفرو الرقيق ، وأنشد لذي الرمة (٤٣) :
حتى انجلى الصبح عنها في ملمعة |
|
مثل الأديم لها من هبوة نيم |
يمن :
يُمِنَ الرجل فهو مَيْمُونٌ. والْمُيَمَّنُ : الذي أتى باليمن والبركة ، قال النابغة : (٤٤)
ولكن ما أتاك عن ابن هند |
|
من الحزم الميمن والتمام |
__________________
(٤٠) مما روي عن العين في التهذيب ١٥ / ٥٢٠.
(٤١) تكملة مما روي عن العين في التهذيب ١٥ / ٥٢٠.
(٤٢) (العجاج) ديوانه ص ٣٢٥.
(٤٣) ديوانه ١ / ٤١١ ، ورواية الصدر فيه :
يجلى بها الليل عنا في مدمعة
(٤٤) ديوانه ص ١٦١.
وقال بعضهم : الْمُيَمَّنُ : الذي ينسب إلى اليمن والبركة. [والْيُمْنُ : نظير البركة](٤٥).
والْيَمَنُ : أرض وجيل من الناس.
والْيَمَنُ : ما كان على يمين القبلة من بلاد الغور ، قال (٤٦) :
بيتك في اليامن بيت الأيمن
الْيَامِنُ : نعت.
وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ : زَوَّدَتْنَا أُمُّنَا بِيُمَيْنَتَيْهَا مِنَ الْهَبِيدِ (٤٧). فإنما هي تصغير يمين ، تقول: أعطتني كفا بيمينها هبيدا.
والْيَمِينُ : اليد اليمنى ، والأيمان : جمعه. وثلاث أيمن وأشمل.
والْيَمِينُ : من القسم ، والأيمان جماعته أيضا.
وأخذنا يَمْناً ويسرا ، وهم اليامنون والياسرون.
وأَيْمُنُ : حرف وضع للقسم ، فإذا لقيته الألف واللام سقطت النون ، مثل قوله : أيم الحق ، وتقول : أيمن ربك ، [واليمين] : يؤنث ، والجميع : الأيمان والأيمن.
والعرب تقول : ليمنك وأيمنك في الحلف ، يريدون به اليمين ، ويقال : بل يريدون بها أيمن. ويقال : لا أيمنك ، كقولك : لا والله.
__________________
(٤٥) تكملة مما روي عن العين في التهذيب ١٥ / ٥٢٢.
(٤٦) (رؤبة) ديوانه ص ١٦٣.
(٤٧) الحديث في التهذيب ١٥ / ٥٢٤ باختلاف في العبارة.
وأَيْمُنُ : جماعة ، أي : يمينا بعد يمين ، قال زهير : (٤٨)
فتجمع أيمن منا ومنكم |
|
بمقسمة تمور بها الدماء |
والمقسمة : الْيَمِينُ ، أي : تحلفون ونحلف ، فيكون قد جمع اليمين .. وتمور : تسفك.
ينم :
الْيَنَمُ ، بلغة اليمن : نظير البركة.
مين :
الْمَيْنُ : الكذب ، تقول : منت أمين مينا.
ورجل مَيُونٌ : كذوب.
أنم :
الْأَنَامُ : ما على ظهر الأرض من جميع الخلق ، ويجوز في الشعر : الأنيم.
نأم :
النَّئِيمُ : صوت فيه ضعف. وصوت الهام نَئِيمٌ ، وصوت الضفادع نَئِيمٌ.
والفعل : نَأَمَ يَنْئَمُ نَئِيماً.
أمن :
الْأَمْنُ : ضد الخوف ، والفعل منه : أَمِنَ يَأْمَنُ أَمْناً.
والْمَأْمَنُ : موضع الأمن.
والْأَمَنَةُ من الأمن ، اسم موضوع من أمنت.
__________________
(٤٨) ديوانه ص ٧٨.
والْأَمَانُ : إعطاء الأمنة.
والْأَمَانَةُ : نقيض الخيانة ، والمفعول : مأمون وأمين. ومؤتمن من ائتمنه.
والْإِيمَانُ : التصديق نفسه ، وقوله تعالى : (وَما أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنا)(٤٩) ، أي : بمصدق.
والتَّأْمِينُ من قولك : آمين ، وهو اسم من أسماء الله.
وناقة أَمُونٌ ، وهي الأمينة الوثيقة ، وهذا فعول جاء في معنى المفعول ، ومثله : ناقة عضوب ، يعضب فخذها حين تحلب حتى تدر.
مأن :
الْمَؤُونَةُ : فعولة من مانهم يمونهم ، أي : يتكلف مؤونتهم.
والْمَائِنَةُ : اسم ما يمون ، أي : يتكلف من المؤونة.
ومَأْنَةُ الصدر : لحمة سمينة في أسفل الصدر كأنها لحمة فضل ، وكذلك مأنة الطفطفة.
منا :
الْمَنَا : الموت ، وكذلك الْمَنِيَّةُ ، والْمَنَايَا : جماعة ، قال (٥٠) :
لعمر أبي عمر لقد ساقه المنا |
|
إلى جدث يوزى له بالأهاضب |
يوزى له : يقاس له على قدره.
ومِنَى ، مقصور : موضع معروف بمكة.
__________________
(٤٩) سورة يوسف ١٧.
(٥٠) (صخر الغي) ديوان الهذليين ٢ / ٥٠.
والْمُنَى : جماعة المنية ، وهي ما يتمناه الرجل. والْأُمْنِيَّةُ : أفعولة ، وربما طرحت الألف ، فقيل : منية على فعلة ، وجمعها : منى.
والْمَنَا : الذي يوزن به ، والجميع : الْأَمْنَاءُ.
[ويحكى بمَن الأعلام والكنى والنكرات في لغة أهل الحجاز إذا قال : رأيت زيدا قلت : من زيدا ، وإذا قال : رأيت رجلا قلت] : مَنَا يا فتى ، وتقول في النصب والخفض إذا استفهمت عن رجل أو قوم قلت : منا للرجل وإن قال : مررت برجل قلت : منا ، ومَنَيْنِ للرجلين ومَنِينَ للرجال .. وتقول في الرفع : مَنُو للواحد ومَنَان للاثنين ، ومَنُونَ للجميع ، قال :
أتوا ناري فقلت : مَنُون أنتم |
|
فقالوا : الجن قلت : عموا ظلاما (٥١) |
والْمَنِيُ : ماء الرجل من شهوته الذي يكون منه الولد ، والفعل : أَمْنَيْتُ.
وتَمَنَّى كتاب الله ، أي : تلاه ، وقوله [عزوجل] : (إِلَّا إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ) (٥٢) ، أي : تلا ، قال :
تَمَنَّى كتاب الله أول ليله |
|
وآخره لاقى حمام المقادر (٥٣) |
__________________
(٥١) من أبيات الكتاب ١ / ٤٠٢ غير منسوب. ونسبه أبو زيد الأنصاري في نوادره [ص ١٢٣] إلى (شمير [تصغير شمر بالشين المعجمة] بن الحارث الضبي) وقيل هو سمير بالسين المهملة. ونسب إلى (تأبط شرا) [التصريح ٢ / ٢٨٣].
(٥٢) سورة الحج ٥٢.
(٥٣) البيت في اللسان (منا) ، غير منسوب أيضا.
في [مرثية] عثمان بن عفان.
والْمَنَا : الحذاء ، تقول : داري مَنَا دارك ، أي : حذاءها.
ومُنِيتُ بكذا ، أي : ابتليت.
ومَنَاةُ : اسم صنم لقريش.
منأ :
مَنَأْتُ الأديم في الدباغ أَمْنَؤُهُ مَنْأً ، إذا أنقعته في الدباغ.
والْمَنِيئَةُ : المدبغة .. والْمَنِيئَةُ : الجلد ما كان في الدباغ.
باب اللفيف من النون
ن ا ء ، ن ي ء ، ن ء ي ، ن و ي ، ن ء ن ء ، ن و ن ، ء ن ن ،
ء ن ا ، و ن ي ، و ن ن ، و ء ن ، ء و ن ، ء ي ن مستعملات
ناء :
النَّوْءُ ، مهموز : من أنواء النجوم ، وذلك إذا سقط نجم بالغداة فغاب مع طلوع الفجر ، وطلع في حياله نجم في تلك الساعة على رأس أربعة عشر منزلا من منازل القمر سمي بذلك السقوط والطلوع نوء من أنواء المطر والحر والبرد ، وذلك من قولك : نَاءَ يَنُوءُ .. والشيء إذا مال إلى السقوط تقول : نَاءَ يَنُوءُ نَوْءً بوزن ناع ، وإذا نهض في تثاقل يقال : ناء ينوء به نوء إذا أطاقه ، قال في وصف الرأل :
ينؤن ولم يكسين إلا منازعا |
|
من الريش تنواء الفصال الهزائل (٥٤) |
ويَنُوءُ الحمل الثقيل بالبعير ، أي : يميل ، أي : يثقله.
__________________
(٥٤) كذا في الأصول المخطوطة ، ولم نهتد إليه في غيرها من المظان المتيسرة.
والمرأة تَنُوءُ بها عجيزتها تَنْوَاءً.
وقوله [تعالى] : (ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ)(٥٥) ، أي : بأربعين رجلا ، تكاد تعجز بحمله ، والْمِفْتَحُ : الكنز ، والْمِفْتَاحُ : الذي يفتح به الباب.
نيأ :
والنَّيْءُ : مصدر للشيء النيىء ، وهو الذي لم ينضج ، مهموز. وفعله الصحيح من تأليف حروفه : نَاءَ يَنِيءُ نَيْئاً ، وهو نَيِّىءٌ. وأَنَأْتُ اللحم إِنَاءَةً إذا لم تنضجه ، ولكن العرب إذا أرادت أن تستعمل الهاء في هذا المعنى قالت : أنهأت اللحم إنهاء ، وهذا مشتق من قولهم: لحم نهيء ، وكل شيء لم ينضج فهو نهيء ، حتى الثمار وغيرها .. نهؤ ينهؤ نهاءة.
نأي :
النَّأْيُ : البعد .. نَأَى يَنْأَى نَأْياً ... وأَنْأَيْتُهُ إِنْئَاءً ، إذا أبعدته ، والاسم : المصدر ، النَّأْيُ.
والنُّؤْيُ : حفرة تحفر حول الخباء ، وقد انتأت المرأة نؤيا حول بيتها ، والجميع : النُّؤَى ، على فعل. والْمُنْتَأَى : موضعه ، قال (٥٦) :
حسرت عنه الرياح فأبدت |
|
منتأ كالقرو رهن انثلام |
__________________
(٥٥) سورة القصص ٧٦.
(٥٦) (الطرماح) ديوانه ٣٩١.
ونأيت الدمع عن عيني بإصبعي نأيا ، قال : (٥٧)
إذا ما التقيا سال من عبراتنا |
|
شآبيب ينأى سيلها بالأصابع |
والِانْتِيَاءُ : الافتعال من النأي ، [قال](٥٨)
فإنك كالليل الذي هو مدركي |
|
وإن خلت أن المنتأى عنك واسع |
والعرب تقول : نَأَى فلان يَنْأَى ، إذا بعد ، ونَاءٍ عني بوزن (ناع) على القلب ، قال :
إذا رآك غنيا لان جانبه |
|
وإن رآك فقيرا ناء واغتربا (٥٩) |
والْمُنَاوَأَةُ : المناهضة ، وناوأنا العدو : ناهضناه.
نوي :
النَّوَى : التحول من دار إلى دار أخرى ، كما كانوا ينتوون منزلا بعد منزل.
والفعل : الِانْتِوَاءُ والمصدر : النية [والنوى] ، قال :
................... |
|
عدته نِيَّةٌ عنها قذوف (٦٠) |
وقال الطرماح (٦١) :
آذن النَّاوِي ببينونة |
|
ظلت منها كصريع المدام |
__________________
(٥٧) (ذو الرمة) ديوانه ٢ / ٧٥٨ غير أن الرواية فيه :
ولما تلاقينا جرى من عيوننا |
|
دموع كففنا ماءها بالاصابع |
(٥٨) (النابغة) ديوانه ص ٥٢.
(٥٩) لم نهتد إليه.
(٦٠) التهذيب ١٥ / ٥٥٦ بدون عزو.
(٦١) ديوانه ص ٤٠٠.
النَّاوِي : الذي أزمع على التحول.
والعرب تؤنث النوى ، قال (٦٢) :
فما لِلنَّوَى لا بارك الله في النَّوَى |
|
وهم لنا منها كهم المراهن |
وتقول في الشعر : نَوَى القوم ، أي : انتووا.
والنَّوَى : نوى التمر وأشباهه من كل شيء ، والجميع : النوى ، والواحدة : نواة.
وقد نَوَّتْ وأَنْوَتِ البسرة ، إذا انعقدت نواتها ، وثلاث نويات.
قال أبو ليلى : أكل الرجل التمر ونَوَى ، أي : رمى بنواته وأنشد :
ويأكل التمر ولا يَنْوِي النَّوَى (٦٣)
والنِّيَّةُ : ما ينوي الإنسان بقلبه من خير أو شر ..
والنَّوَى والنِّيَّةُ : واحد ، وهي : النية ، مخففة ، ومعناها : القصد. والنَّوَى : الوجه الذي يقصده.
ونَوَتِ الناقة تَنْوِي نَيّاً ، إذا كثر نيها ، قال أبو الدقيش : النَّيُ : الفعل ، والنِّيُ : الاسم ، وهو الشحم السمين ... والنِّيُ : اللحم ....
والنِّيُ : ذو الني ، قال أبو ذؤيب : (٦٤)
قصر الصبوح لها فشرج لحمها |
|
بِالنَّيِ فهي تثوخ فيها الإصبع |
__________________
(٦٢) (الطرماح) ديوانه ص ٤٧٤.
(٦٣) لم نهتد إلى الراجز.
(٦٤) ديوان الهذليين ١ / ١٦.
وقال في نوت الناقة :
عرفاء قد رفع المرار سنامها |
|
فَنَوَتْ وأردف نابها بسديس |
أي : أسدست وبزلت ، أراد أن يقول : أردف سديسها بناب فقلب.
وناقة نَاوِيَةٌ : كثيرة الني.
والنَّوَى : مخفض الجارية ، وهو ما يبقى من البظر إذا قطع المتك .. وقالت بعضهن: ما ترك النخج لنا من نوى ، والنخج : النكاح.
نأنأ :
النَّأْنَأَةُ : الضعف والعجز في الأمر ، قال :
لعمرك ما سعد بخلة آثم |
|
ولا نَأْنَإٍ عند الحفاظ ولا حصر (٦٥) |
وقال أبو بكر : طوبى لمن مات في نَأْنَأَةِ الإسلام (٦٦).أي : بدء الإسلام.
وتقول من نأنأة العجز : رجل نَأْنَأٌ ونَأْنَاءٌ ، ونَأْنَأَ هو نَأْنَأَةً ، والنساء نَأْنَأْنَ ، فإذا أمرتهن قلت : نَأْنِئْنَ .. وتَنَأْنَأْتُ أنا ، إذا ضعفت.
ونَأْنَأْتُ الرجل : نهنهته عما يريد وكففته.
__________________
(٦٥) (امرؤ القيس) ، كما في التهذيب ١٥ / ٥٤٣ ، واللسان (نأنأ).
(٦٦) الحديث في اللسان (نأنأ).
نون :
النُّونُ : حرف فيه نونان بينهما واو ، وهي مدة ، ولو قيل في الشعر : نن كان صوابا.
والنُّونُ : [الحوت] ، والجميع : النينان ، وذو النُّونِ : يونس عليهالسلام.
والنُّونُ : شفرة السيف ، ويقال : الذي في كلا صفحتيه شطبة ، قال :
وذو النُّونَيْنِ قصال مقط (٦٧)
والنُّونَانِ : الجلمان.
ونِيْنَوَى : المدينة التي أرسل إليها يونس.
أن :
أَنْ ، خفيفة : نصف اسم وتمامه بفعل ، كقولك : أحب أَنْ ألقاك ، أي : أحب لقاءك ، فصار (أن) و (ألقاك) في الميزان اسما واحدا.
وإِنْ ، خفيفة : حرف مجازاة في الشرط .. وجحود بمنزلة (ما) ، كقولك : إِنْ لقيت ذاك ، أي : ما لقيت.
وإِنَ وأَنَ ثقيلة ، مكسورة الألف ومفتوحة الألف ، وهي تنصب الأسماء ، فإذا كانت مبتدأ ليس قبلها شيء يعتمد عليه ، أو كانت مستأنفة بعد كلام قد تم ومضى ، فأتيت بها لأمر يعتمد عليها كسرت الألف ، وفيما سوى ذلك تنصب ألفها.
__________________
(٦٧) لم نهتد إلى القائل.
وإذا وقعت على الأسماء والصفات فهي مشددة ، وإذا وقعت على اسم أو فعل لا يتمكن في صفة ، أو تصريف فخففها ، تقول : بلغني أَنْ قد كان كذا يخفف من أجل (كان) لأنها فعل ، ولو لا (قد) لم يحسن على حال مع الفعل حتى تعتمد على (ما) ، أو على الهاء في قولك : إنما كان زيد غائبا .. كذلك بلغني أنه كان كذا فشددها إذا اعتمدت على اسم.
ومن ذلك : قولك : إن رب رجل : فإذا اعتمدت قلت : إنه رب رجل ونحو ذلك ، وهي في الصفات مشددة ، فيكون اعتمادها على ما بعد الصفات ، إن لك ، وإن فيها ، وإن بك وأشباهها.
وللعرب في (إِنَ) لغتان : التخفيف والتثقيل ، فأما من خفف فإنه يرفع بها ، إلا أن ناسا من أهل الحجاز يخففون ، وينصبون على توهم الثقيلة ، وقرئ : وَإِنْ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ (٦٨) خففوا ونصبوا (كلا).
وأما(إِنْ هذانِ لَساحِرانِ) فمن خفف فهو بلغة الذين يخففون ويرفعون ، فذلك وجه ، ومنهم من يجعل اللام في موضع (إلا) ، ويجعل (إن) جحدا ، على تفسير : ما هذان إلا ساحران ، وقال الشاعر :
أمسى أبان ذليلا بعد عزته |
|
وإِنْ أبان لمن أعلاج سوراء (٦٩) |
__________________
(٦٨) سورة هود ١١١.
(٦٩) لم نهتد إلى الشاعر.
ويقال : [تكون] (إن) في موضع (أجل) فيكسرون ويثقلون ، فإذا وقفوا في هذا المعنى قالوا : إنه .. تكون الهاء صلة في الوقوف ، وتسقط [الهاء] إذا صرفوا (٧٠) ... وَبَلَغَنَا عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ أَنَ أَعْرَابِيّاً أَتَاهُ فَسَأَلَهُ فَحَرَمَهُ ، فَقَالَ : لَعَنَ اللهُ نَاقَةً حَمَلَتْنِي إِلَيْكَ ، فَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ : إِنَ وَرَاكِبَهَا.أي : أجل.
فأما تميم فإنهم يجعلون ألف كل أن وأن ، منصوبة ، من المثقل والمخفف : عينا ، كقولك : أريد عن أكلمك ، و [بلغني عنك مقيم].
وأَنَ الرجل يئن : من الأنين ، قال : (٧١)
تشكو الخشاش ومجرى النسعتين كما |
|
أَنَ المريض إلى عواده ، الوصب |
ورجل أُنَنَةٌ : [كثير الكلام والبث والشكوى](٧٢) ، وهو البليغ القوالة ، والجميع ، الأنن ، ولا يشتق منه فعل.
ومن الأنين يقال : أَنَ يئن أنينا ، وأنا وأنة ، وإذا أمرت قلت : اينن لأن الهمزتين إذا التقتا فسكنت الأخيرة اجتمعوا على تليينها.
ويقال للمرأة : إني ، كما يقال للرجل : اقرر ، وللمرأة قري.
وإنما يقاس حرف التضعيف على الحركة والسكون بالأمثلة من الفعل فحيثما سكنت لام الفعل فأظهر حرفي التضعيف على ميزان ما
__________________
(٧٠) أي : إذا وصلوا.
(٧١) (ذو الرمة) ديوانه ١ / ٤٢.
(٧٢) من التهذيب ١٥ / ٥٦٢ عن العين.
كان في مثاله ، نحو قولك للرجل في الأمر : افعل مجزومة اللام ، فتقول في باب التضعيف : اغضض واقرر وامدد ، فإذا تحركت لام الفعل فمثال ذلك من التضعيف مدغم الحرفين ، يقال للمرأة : افعلي فتحركت اللام قلت : غضي وقري وإني وجدي فهذا قياس المجزوم كله في باب التضعيف ، لذلك قلت : اينن.
أنا :
أَنَّى ، معناها : كيف؟ ومن أين؟ .. أَنَّى شئت : [كيف شئت؟] ومن أين شئت؟ قال الكميت :
أَنَّى ومن أين آبك الطرب (٧٣)
وقوله جل وعز : (أَنَّى لَكِ هذا)(٧٤). أي : من أين لك هذا؟ وقوله [جل وعز]: (أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنا) ، أي : كيف يكون؟ ، وقال (٧٥) :
ومطعم الغنم يوم الغنم مطعمه |
|
أَنَّى توجه والمحروم محروم |
أي : أينما توجه ، وكيفما توجه.
أنا ، فيها لغتان ، حذف الألف وإثباته ، وأحسن ذلك أن نثبتها في الوقوف ، وإذا مضيت عليها قلت : أن فعلت. وإذا وقفت قلت : أنه ، وإن شئت : أنا وحذفها أحسن.
__________________
(٧٣) الشطر في التهذيب ١٥ / ٥٥١ غير منسوب.
(٧٤) سورة آل عمران ٣٧.
(٧٥) البيت (لعلقمة) كما في التهذيب ١٥ / ٥٥٢.
وقوله تعالى : (لكِنَّا هُوَ اللهُ رَبِّي)(٧٦) معناه : لكن أنا ، فحذفت الهمزة وحذفت [إحدى نوني] لكن فالتقت نونان فأدغمتها في صاحبتها.
والْإِنْيُ والْإِنَى ، مقصور : ساعة من ساعات الليل ، والجميع : آنَاءٌ ، وكل إني ساعة.
والْإِنَى ، مقصور أيضا : الإدراك والبلوغ ، وإِنَى الشيء بلوغه وإدراكه ، فتقول : انتظرنا إِنَى الطعام ، أي : إدراكه ، و [قوله تعالى] : (غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ) (٧٧) ، أي : غير منتظرين نضجه وبلوغه.
وقوله [تعالى] : (حَمِيمٍ آنٍ) (٧٨) ، أي : قد انتهى حره ، والفعل : أَنَى يَأْنِي أَنىً.
وقوله [تعالى] : (مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ) (٧٩) ، أي : سخنة. وقال العباس بن مرداس :
فجئنا مع المهدي مكة عنوة |
|
بأسيافنا والنقع كاب وساطع |
علانية والخيل يغشى متونها |
|
حميم وآنٍ من دم الجوف ناقع |
والْإِينَاءُ ، ممدود : قد يكون بمعنى الإبطاء ... آنَيْتُ الشيء ، أي : أخرته ، وتقول للمبطئ : آنَيْتَ وآذيت.
__________________
(٧٦) سورة الكهف ٣٨.
(٧٧) سورة الأحزاب ٥٣.
(٧٨) سورة الرحمن ٤٤.
(٧٩) سورة الغاشية ٥.