كتاب العين - ج ٨

الخليل بن أحمد الفراهيدي

كتاب العين - ج ٨

المؤلف:

الخليل بن أحمد الفراهيدي


المحقق: الدكتور مهدي المخزومي والدكتور ابراهيم السامرّائي
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مؤسسة دار الهجرة
المطبعة: الصدر
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٥٦

والْإِلُ : قربى الرحم ، قال (١٣٤) :

لعمرك إن إلك في قريش

كإل السقب من رأل النعام

وإِلَالٌ : جبل بمكة هو جبل عرفات ، قال (١٣٥) :

بمصطحبات من لصاف وثبرة

يزرن إلالا سيرهن التدافع

وأَلَ يَئِلُ ويَؤُلُ أَلِيلاً وأَلًّا ، والْأَلِيلَةُ : الاسم ، وهو ما يجد الإنسان من وجع الحمى ونحوها في جسده دون الأنين ، قال :

وفي الصدر البلابل والأليل (١٣٦)

وقال (١٣٧) :

أما ترين أشتكي الألائلا

من قحم الدين وثقلا ثاقلا

وأَلَ الرجل يَؤُلُ ويَئِلُ أَلًّا إذا أسرع.

وأَلَ لونه يَؤُلُ إلا ، إذا صفا وبرق.

والْأَلَّةُ : أداة الحرب ، وكل الأدوات التي يعمل بها أَلَّةٌ. والْأَلَّةُ : الحربة ونحوها من الأسنة التي تتخذ على هيئة رأس الحربة ، والجميع : الْأَلُ والْإِلَالُ ، قال :

قياما بالحراب وبِالْإِلَالِ (١٣٨)

وإنما سمي ألة ، لأنه دقيق.

__________________

(١٣٤) (حسان بن ثابت) ، كما في اللسان (ألل).

(١٣٥) (النابغة) ديوانه ص ٥١.

(١٣٦) لم نهتد إلى القائل.

(١٣٧) (رؤبة) ديوانه ص ١٢٣.

(١٣٨) لم نهتد إلى القائل ، ولا إلى تمام البيت.

٣٦١

والتَّأْلِيلُ : تحريفك الشيء كما يحرف رأس القلم. ويجعل طرف السكين ذا حدين فيكون مُؤَلَّلاً ، قال :

له شوكة أَلَّلَتْهَا الشفار

يؤلف فردا إلى فردة (١٣٩)

ويروى : مخالطة اللين والحدة.

وأذن مُؤَلَّلَةٌ : محددة ، قال طرفة : (١٤٠)

مؤللتان تعرف العتق فيهما

كسامعتي شاة بحومل مفرد

والْأَلَلُ والْأَلَلَانِ : وجها السكين ، ووجها كل شيء عريض ، أَلَّةٌ ، أو سنان ونحوهما حتى القداح التي يضرب بها في التساهم ، وكل شيء له عرض ولا يكون مدحرجا ، وكل شيئين يضمان كالإصبعين والسنين أو الورقين المتطابقين ومخرجهما واحد ينضمان فوجهاهما اللذان يلتقيان : الْأَلَلَانِ.

يلل :

والْيَلَلُ من الألل ، وهو قصر الأسنان والتزاقها بالدردر مع اختلاف بنية يتبعه ، وقد يَلَ الرجل ، ويَلَّتِ المرأة ، فهو أَيَلُ وامرأة يَلَّاءُ خلاف الأروق ، والجميع : يُلٌ الذكور والإناث فيه سواء ، والْيَلَلُ هو الاسم ، قال (١٤١) :

[رقميات عليها ناهض]

تكلح الأروق منهم والأيل

__________________

(١٣٩) لم نهتد إلى القائل.

(١٤٠) (طرفة) ـ مطولته.

(١٤١) (لبيد) ديوانه ص ١٩٥.

٣٦٢

ليل :

اللَّيْلُ : ضد النهار ، واللَّيْلُ : ظلام وسواد. والنور والضياء ينهر ، أي : يضيء. واللَّيْلُ يَلِيلُ إذا أظلم ، فإذا أفردت أحدهما من الآخر قلت : ليلة ويوم وتصغير [ليلة] : لييلية ، أخرجوا الياء الآخرة من مخرجها في الليالي ، إنما كان أصل تأسيس بنائها : ليلاة فقصرت.

وتقول : لَيْلَةٌ لَيْلَاءُ ، أي : شديدة الظلمة ، قال الكميت :

..... ولَيْلُهُمُ الْأَلْيَلُ (١٤٢)

وهذا في اضطرار الشعر أما في الكلام ف (ليلاء).

وتقول العرب : وقع القوم في لَوْلَاةٍ شديدة ، وذلك إذا تلاوموا فقالوا : لو لا ولو لا.

لوي :

لَوَيْتُ الحبل أَلْوِيهِ لَيّاً. ولَوَيْتُ الدين لَيّاً ولَيَّاناً ، أي : مطلته ، قال (١٤٣) :

تسيئين لياتي وأنت ملية

وأحسن يا ذات الوشاح التقاضيا

لَوَيْتُهُ عليه ، أي : آثرته] قال (١٤٤) :

فلو كان في ليلى سدى من خصومة

لَلَوَيْتُ أعناق الخصوم الْمَلَاوِيَا

__________________

(١٤٢) لم نجد في المظان غير ما وجدناه في الأصول ، ولم نهتد إلى تمامه.

(١٤٣) (ذو الرمة) ديوانه ٢ / ١٣٠٦.

(١٤٤) (مجنون ليلى) ، كما في اللسان (لوى) عن ابن بري.

٣٦٣

يقول : لئن آثرت أن أخاصمك لألوين دينك ليا شديدا.

والْإِلْوَاءُ : أن ترفع شيئا فتشير به ، تقول : أَلْوَى الصريخ يثوبه ، وأَلْوَتِ المرأة بيدها ، قال الشاعر :

فَأَلْوَتْ به طار منك الفؤاد

فألفيت حيران أو مستحيرا (١٤٥)

ويروى : ... مستعيرا ، يصف معصم الجارية.

وأَلْوَتِ الحرب بالسوام ، إذا ذهبت بها وصاحبها ينظر إليها.

والرجل الْأَلْوَى المجتنب منفردا ، والأنثى : لَيَّاءُ ، قال :

حصان تقصد الْأَلْوَى

بعينيها وبالجيد (١٤٦)

ونسوة ليان ، وإن شئت : لياوات ، والتاء والنون في الجماعات ، لا يمتنع منهما شيء ، من أسماء الرجال والنساء ونعوتهما ، وإن اشتق منه فعل فهو : لوي يلوى لوى ، ولكنهم استغنوا عنه بقولهم : لوى رأسه ... ومن جعل تأليفه من لام وواوين قال : لواء ولوة مثل حواء وحوة.

ولَوَيْتُ عن هذا الأمر ، إذا التويت عنه ، قال (١٤٧) :

إذا الْتَوَى بي الأمر أو لَوَيْتُ

من أين آتي الأمر إذ أتيت

واللَّوَى مقصور : داء يأخذ في المعدة من طعام ، وقد لَوِيَ الرجل يَلْوَى فهو لَوٍ لَوًى شديدا.

__________________

(١٤٥) لم نهتد إليه.

(١٤٦) البيت في اللسان (لوي) غير منسوب أيضا.

(١٤٧) (رؤبة) ديوانه ص ٢٦.

٣٦٤

واللِّوَاءُ ، ممدود : لواء الوالي.

واللِّوَى ، مقصور : منقطع الرملة.

ولُؤَيُ : بن غالب. ولَاوَى : بن يعقوب.

ولي :

الْوَلَايَةُ : مصدر الموالاة ، والْوَلَايَةُ مصدر الوالي. والْوَلَاءُ : مصدر المولى.

والْمَوَالِي : بنو العم. والْمَوَالِي من أهل بيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من يحرم عليه الصدقة.

والْمَوْلَى : المعتق والحليف والولي.

والْوَلِيُ : ولي النعم. والْمُوَالاةُ : اتخاذ المولى ، والْمُوَالاةُ أيضا : أن يوالي بين رميتين أو فعلين في الأشياء كلها.

وتقول : أصبته بثلاثة أسهم وَلَاءً. و [تقول] : على الْوَلَاءِ ، أي : الشيء بعد الشيء.

والْوَلِيُ : المطر الذي يكون بعد الوسمي ، [يقال] : وليت الأرض وليا فهي مولية ، وقد ولاها المطر والغيث.

قد ولاها المطر والغيث.

والْوَلِيَّةُ : الحلس ، والولايا : جمعه. قال :

كالبلايا رءوسها في الولايا

ما نحات السموم حر الخدود (١٤٨)

__________________

(١٤٨) البيت في اللسان (ولي) غير منسوب.

٣٦٥

ووَلَّى الرجل ، أي : أدبر.

واسْتَوْلَى فلان على شيء ، إذا صار في يده ... واسْتَوْلَى الفرس على الغاية ، أي: بلغها.

ويل :

الْوَيْلُ : حلول الشر. والْوَيْلَةُ : الفضيحة والبلية ، وإذا قال : وا وَيْلَتَاهُ ، فإنما معناه : وا فضيحتاه. ويفسر عليه هذه الآية : (يا وَيْلَتَنا ما لِهذَا الْكِتابِ)(١٤٩) ، ويجمع على الْوَيْلَاتِ ، قال :

ومنتقص بظهر الغيب مني

له الويلات ما ذا يستثير (١٥٠)

وتقول : وَيَّلْتُ فلانا ، إذا أكثرت له من ذكر الويل ، وهما يتوايلان.

وتقول : ويلا له وائلا ، كقولك : شغل شاغل ، وشعر شاعر من غير اشتقاق فعل ، قال رؤبة : (١٥١)

والهام تدعو البوم ويلا وائلا

وتقول : ولولت المرأة ، إذا قالت : وا وَيْلَهَا ، لأن ذلك يتحول إلى حكاية الصوت ، فولوت أقوى الحرفين في الحكاية وأنصعهما ثم تضاعفهما ، قال (١٥٢) :

كأنما عولتها من التأق

عولة ثكلى ولولت بعد المأق

__________________

(١٤٩) سورة الكهف ٤٩.

(١٥٠) لم نهتد إلى القائل.

(١٥١) ديوانه ص ١٢٤.

(١٥٢) (رؤبة) ديوانه ص ١٠٧.

٣٦٦

أي : بعد البكاء. ويقال : الْوَيْلُ : باب من أبواب جهنم. نعوذ بالله منها.

وأل :

الْوَأْلُ والوعل مختلفان في المعنى ، وقد ينشد بيت ذي الرمة (١٥٣) على وجهين :

حتى إذا لم يجد وعلا ونجنجها

مخافة الرمي حتى كلها هيم

فمن قال : وعلا ، أراد : يدا ، ومن قال : وَأْلاً أراد ملجأ.

والْمَوْئِلُ : الملجأ ، تقول : وَأَلْتُ إليه ، أي : لجأت فأنا أَئِلُ وَأْلاً والْوَأْلَةُ : أبعار الغنم قد اختلطت بأبوالها في مرابضها ، قال :

لم تغن حول الديار وَأْلَتُهَا

بين صفايا الرباب يلبؤها (١٥٤)

أي : يحلب لبأها. والرباب الغنم الحديثة النتاج.

والْمُوَاءَلَةُ : ملاوذة الطائر بشيء مخافة الصقر.

والْوَائِلُ : اللاجئ ، فإذا جمعت قلت : أَوَائِلُ تصير الواو الأولى همزة كراهية التقاء الواوين ، قال :

يوائل إحدى الداخلات الأوائل

من المواءلة.

__________________

(١٥٣) ديوانه ١ / ٤٤٢.

(١٥٤) لم نهتد إليه.

٣٦٧

أول :

فأما الْأَوَائِلُ من الأول فمنهم من يقول : تأسيس بنائه من همزة وواو ولام. ومنهم من يقول : تأسيسه من واوين بعدهما لام ، ولكل حجة ، قال في وصف الثور والكلاب :

جهام تحث الوائلات أواخره (١٥٥)

رواية أبي الدقيش. وقال أبو خيرة : تحث الأولات أواخره. والْأَوَّلُ والْأُولَى بمنزلة أفعل وفعلى. وجمع أول : أَوَّلُونَ : وجمع أولى : أُولَيَاتٌ ، كما أن جمع الأخرى : أخريات.

فمن قال : إن تأليفها من همزة وواو ولام فكان ينبغي أن يكون أفعل منه : آول ، ممدود [كما] تقول من آب يؤوب : آوب ، ولكنهم احتجوا بأن قالوا : أدغمت تلك المدة في الواو لكثرة ما جرى على الألسن .. ومن قال : إن تأليفها من واوين ولام [جعل الهمزة ألف أفعل وأدغم إحدى الواوين في الأخرى وشددهما](١٥٦).

وتقول : رأيته عاما أول يا فتى ، لأن أول على بناء أفعل ، ومن نون حمله على النكرة ، [ومن لم ينون فهو بابه](١٥٧) ، قال أبو النجم (١٥٨) :

ما ذاق بقلا منذ عام أول

__________________

(١٥٥) الشطر في التهذيب ١٥ / ٤٥٦ ، واللسان (وأل) غير منسوب أيضا.

(١٥٦) مما روي عن العين في التهذيب ١٥ / ٤٥٦.

(١٥٧) مما روي عن العين في التهذيب ١٥ / ٤٥٦.

(١٥٨) انظر في اللسان (محل).

٣٦٨

ويروى : ثفلا.

والتَّأَوُّلُ والتَّأْوِيلُ : تفسير الكلام الذي تختلف معانيه ، ولا يصح إلا ببيان غير لفظه ، قال :

نحن ضربناكم على تنزيله

فاليوم نضربكم على تأويله (١٥٩)

لات :

وأما لَاتَ فإنها ينفى بها كما ينفى ب لا إلا أنها لا تقع إلا على الأزمان ، قال الله عزوجل : (وَلاتَ حِينَ مَناصٍ)(١٦٠) ، ولو لا أن لات كتب في القرآن بالتاء لكان الوقوف عليها بالهاء ، لأنها هاء التأنيث أنثت بها لا .. وتزيد العرب في الآن وحين تاء فتقول : تالآن وتحين مثل : (لاتَ حِينَ مَناصٍ) ، وإنما هي : لا حين مناص ، قال أبو وجزة السعدي :

العاطفون تحين لا من عاطف

والمطعمون زمان لا من مطعم

ومن جعل الهاء في قوله العاطفون تحين صلة في وسط الكلام ، فقال : العاطفونه فقد أخطأ إنما هذا على السكت .. ومن احتج ب(لاتَ حِينَ مَناصٍ) أن التاء منفصلة من حين فلا حجة فيه ، لأنهم قد كتبوا اللام منفصلة فيما لا ينبغي أن يفصل ، كقوله [تعالى]: (ما لِهذَا الْكِتابِ)(١٦١) فاللام في لهذا منفصلة من هذا ، وقد وصلوا في غير

__________________

(١٥٩) التهذيب ١٥ / ٤٥٩.

(١٦٠) سورة ص ٣.

(١٦١) سورة الكهف ٤٩.

٣٦٩

موضع وصل فكتبوا : ويكأنه .. وربما زادوا الحرف ونقصوا ، وكذلك زادوا في قوله تعالى]: (أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصارِ)(١٦٢) فَالْأَيْدِ القوّة بلا ياء ، والْبَصَرُ العقل ، وكذلك كتبوا في موضع آخر : (داوُدَ ذَا الْأَيْدِ)(١٦٣)

أولى :

الْأَوْلَى بالشيء : الأحق به من غيره ، وهم الْأَوْلَوْنَ ، والاثنان : الْأَوْلَيَانِ ، وكذلك كل كلمة في آخرها ألف إذا جمعته بالنون كان اعتماد الواو والياء اللتين قبل النون على نصبه ، نحو : مثنى.

وأَوْلَى : معروف ، وهو وعيد وتهدد وتلهف.

أولاء :

أُولَاءِ : يقصر في لغة تميم ، وأهل الحجاز يمدون أولاء ، والهاء في أوله زيادة للتنبيه إذا قلت هؤلاء ، وقلما يقال هؤلائك في المخاطبة ، وهو جائز في الشعر.

أولو وأولات :

أُولُو وأولات : مثل : ذوو وذوات في المعنى ، ولا يقال إلا للجميع من الناس وما يشبهه.

تم باب اللفيف من اللام وبه تم حرف اللام ، ولا رباعي ولا خماسي له

__________________

(١٦٢) سورة ص ٤٥.

(١٦٣) سورة ص ١٧.

٣٧٠

باب النون

باب الثنائي من النون

باب النون والفاء

ن ف ، ف ن مستعملان

نف :

النَّفْنَفُ : الهواء. وكل شيء بينه وبين الأرض مهوى فهو نَفْنَفٌ. قال ذو الرمة (١) :

ترى قرطها في واضح الليت مشرفا

على هلك في نَفْنَفٍ يترجح

وقال (٢) :

إذا علون نفنفا فنفنفا

يريد : المفازة.

فن :

الْفَنُ : الحال ، والْفُنُونُ : الضروب ، يقال : رعينا فنون النبات ، وأصبنا فنون الأموال ، ويجمع على أَفْنَانٍ أيضا ، قال :

قد لبست الدهر من أفنانه

كل فن ناعم منه حبر (٣)

__________________

(١) ديوانه ٢ / ١٢٠٢.

(٢) (العجاج) ديوانه ، ص ٥٠٧ والرواية فيه :

ترمى المردى تفنغا فنفنفا

(٣) التهذيب ١٥ / ٤٦٥. واللسان (فنن) بدون عزو.

٣٧١

وأَفَانِينُ الشباب : أوائله ، ويقال : الْأَفَانِينُ : أشياء مختلفة ، مثل ، ضروب الرياح ، وضروب السيل ، وضروب الطبخ ، ونحوها.

والرجل يُفَنِّنُ الكلام ، أي : يشتق في فن بعد فن.

والتَّفَنُّنُ : فعلك.

والتَّفْنِينُ : فعل الثوب إذا بلي من غير تشقق.

والْفَنَنُ : الغصن ، وجمعه : أفنان.

باب النون والباء

ن ب ، ب ن مستعملان

نب :

نَبَ التيس ينب نبيبا .. وقال عمر لوفد أهل الكوفة حين شكوا سعدا : ليكلمني بعضكم ، ولا تَنِبُّوا عندي نَبِيبَ التيوس.

بن :

الْبَنَّةُ : ريح مرابض الغنم والبقر والظباء .. وتقول : أجد لهذا الثوب بنة طيبة من عرف تفاح أو سفرجل.

والْإِبْنَانُ : اللزوم ، تقول : أَبَنَّتِ السحابة ، إذا لزمت ودامت. وأَبَنَ القوم بمحلة ، أي : أقاموا بها ، قال :

يا أيها الركب الْمُبَنُّونَ (٤) ....

أي : المقيمون.

والْبَنَانُ : أطراف الأصابع من اليدين [والرجلين](٥).

__________________

(٤) جزء من بيت لم نهتد إلى تمامه ولا إلى قائله.

(٥) تكملة مما روي في التهذيب ١٥ / ٤٦٨ عن العين.

٣٧٢

والْبَنَانُ في كتاب الله (٦) : الشوى ، وهي الأيدي والأرجل.

ويجيء في الشعر : البنانة للإصبع الواحدة ، قال :

لا هم كرمت بني كنانه

ليس لحي فوقهم بَنَانَهْ (٧)

أي : ليس لأحد عليهم فضل قيس إصبع.

وبُنَانَةُ : حي من اليمن.

وثابت الْبُنَانِيُ : من قريش.

باب النون والميم

ن م ، م ن مستعملان

نم :

النَّمِيمَةُ والنَّمِيمُ : هما الاسم ، والنعت : نمام ، والفعل : نم ينم نما ونميما ونميمة ... ونمى تنمية.

والنَّمِيمَةُ : صوت الكتابة ، ويقال : همس الكلام ، كما قال أبو ذؤيب : (٨)

ونَمِيمَةٌ من قانص متلبب

[في كفه جشء أجش وأقطع]

يريد : أن الحمر سمعت حسا من نميمة القانص.

__________________

(٦) إشارة إلى قوله تعالى (وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنانٍ) ـ سورة الأنفال ١٢.

(٧) التهذيب ١٥ / ٤٦٨ بدون عزو أيضا.

(٨) ديوان الهذليين ١ / ٧.

٣٧٣

والنَّمْنَمَةُ : خطوط متقاربة قصار شبه ما تنمنم الريح دقاق التراب. ولكل وشي تمنمة.

والنَّمْنَمُ : البياض الذي يكون على الأظفار ، الواحدة : نمنمة ، قال رؤبة يصف قوسا رصع مقبضها بسيور منمنمة :

رصعا كساها شية نَمِيماً (٩)

أي : نقشها.

وكتاب مُنَمْنَمٌ : منقش.

من :

الْمَنُ : كان يسقط على بني إسرائيل من السماء ، إذ هم في التيه ، وكان كالعسل الحامس حلاوة.

وسئل النبي صلى الله عليه و [على] آله وسلم عن الكمأة ، فقال : بقية من المن ، وماؤها شفاء للعين.

والْمَنُ : قطع الخير ، وقوله [جل وعز] : (لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ)(١٠) ، أي : غير مقطوع.

والْمَنُ : الإحسان الذي تمن على من لا يستثيبه. والمنة : الاسم ، والله الْمَنَّانُ علينا بالإيمان والإحسان في الأمور كلها ، الحنان بنا.

والْمُنَّةُ ، يقال : قوة القلب ، ويقال : انقطاع قوة القلب ، قال :

فلا تقعدوا وبكم منة

كفى بالحوادث للمرء غولا (١١)

__________________

(٩) ديوان رؤبة ص ١٨٥.

(١٠) سورة فصلت ٨.

(١١) لم نهتد إلى القائل ولا إلى القول.

٣٧٤

وفلان ضعيف المنة ، وليس لقلبه منة.

ومن ومن : حرفان من أدوات الكلام.

والْمَنُونُ : الموت ، وهو مؤنث ، قال :

كأن لم يغن يوما في رخاء

إذا ما المرء منته المنون (١٢)

وسميت مَنُوناً ، لأنها تمن الأشياء ، أي : تنقصها.

باب الثلاثي الصحيح

من النون قال الخليل : لم يبق للنون من الكلام ما يجتمع منه ثلاثة أحرف صحاح مستعملة.

باب الثلاثي المعتل من النون

باب النون والفاء و (و ا ي ء) معهما

ن ف ي ، ن ي ف ، ف ن ي ، ي ف ن ، ن ء ف ، ء ن ف ، ء ف ن مستعملات

نفي :

نَفَيْتُ الرجل وغيره نَفْياً إذا طردته ، فهو مَنْفِيٌ ، قال الله تعالى : (أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ)(١٣).

ويقال : معناه : السجن.

والِانْتِفَاءُ من الولد : أن يتبرأ منه.

والنُّفَايَةُ من الدراهم وغيرها : المنفي القليل مثل البراية والنحاتة.

ونَفِيُ الريح : ما نفى من التراب في أصول الحيطان ونحوه ، وكذلك نفي المطر ، ونفي القدر.

__________________

(١٢) لم نهتد إلى القائل ولا إلى القول.

(١٣) سورة المائدة ٣٣.

٣٧٥

قال :

صواريين ينضح في لحاهم

نفي الماء في خشب وقار (١٤)

وكذلك نَفِيُ الرحى : ما ترامت به من دقيق.

ونَفِيُ البعير : ما ترامى به من الحصى.

والنَّفِيَّةُ ، وبعض يقول : النفنفة : شيء يعمل من خوص شبه طبق على وجه الأرض ينفي به الطعام. وقال بعضهم : يقال له أيضا : الزعنفة ، والجميع : زعانف ونفانف.

ونَفَى الشيء يَنْفِي نَفْياً ، أي : تنحى.

نيف :

النَّيِّفُ ، مثقل : هو الزيادة ، تقول : عشرة دراهم ونيف.

وتقول : أَنَافَتْ هذه الدراهم على عشرة ، وأَنَافَ الجبل ، وأَنَافَ البناء.

وناقة نِيَافٌ وجمل نِيَافٌ ، وهو الطويل في ارتفاع ، وبعضهم يقول : نَيَّافٌ ، على : فَيْعَال إذا ارتفع في سيره ، قال :

يتبعن نَيَّافَ الضُّحى عزاهلا

ويروى : ... زياف الضحى.

فني :

الْفَنَاءُ : نقيض البقاء ، والفعل : فَنِيَ يَفْنَى فَنَاءً فهو فَانٍ.

والْفِنَاءُ : سعة أمام الدار ، وجمعه : الْأَفْنِيَةُ.

__________________

(١٤) لم نهتد إلى القائل ، ولا إلى القول في غير الأصول.

٣٧٦

والْفَنَا : شجرة الثعلب لها حب كالعنب ، وقيل : لا يقال شجرة الثعلب ولكن عنب الثعلب ، قال (١٥) :

كأن فتات العهن في كل منزل

نزلن به حب الفنا لم يحطم

ورجل من أَفْنَاءِ القبائل ، إذا لم يعرف من أي قبيلة هو.

والْأَفَانِي : نبت ، الواحدة : الْأَفَانِيَةُ ، كأنها بنيت على فعالية.

نأف :

نَئِفْتُ أَنْأَفُ الشيء نَأْفاً ، أي : أكلته أكلا شديدا.

يفن :

الْيَفَنُ : الشيخ الكبير ، قال :

دع عنك قول اليفن المحمق (١٦)

[والياء فيه أصلية ، وقال بعضهم : هو على تقدير يفعل ، لأن الدهر فنه وأبلاه](١٧).

أنف :

الْأَنْفُ معروف ، والجميع : الْأُنُوفُ.

وبعير مَأْنُوفٌ ، أي : يساق بأنفه ، لأنه إذا عقره الخشاش انقاد ، وَفِي الْحَدِيثِ : إِنَّ الْمُؤْمِنَ كَالْبَعِيرِ الْأَنِفِ حَيْثُمَا قِيدَ انْقَادَ (١٨) ،.أي : مأنوف ، كأنه جعل في أنفه خشاش يقاد به.

__________________

(١٥) (زهير) ديوانه ، ص ١٢.

(١٦) في الأصول المخطوطة : الممحق.

(١٧) زيادة مما روي في اللسان (يفن) عن العين.

(١٨) التهذيب ١٥ / ٤٨١ ... كالجمل الأنف.

٣٧٧

والْأَنَفُ : الحمية ، ورجل حمي الْأَنْفِ [إذا كان أنفا يأنف أن يضام](١٩).

والْأُنُفُ من المرعى والمسالك ، والمشارب : ما لم يسبق إليه .. كلا أنف ، وكأس أنف ، ومنهل أنف ، قال (٢٠) :

إن الشواء والنشيل والرغف

والقينة الحسناء والكأس الأنف

[للطاعنين الخيل والخيل قطف]

والْأَنِفُ أيضا : الذلول المنقاد لصاحبه. وقال بعضهم : الْأَنِفُ : الذي يأنف من الزجر والسوط والحث فهو سمح موات ، يعني : الدواب.

وائْتَنَفْتُ ائتنافا ، وهو أول ما تبتدئ به من كل شيء من الأمر والكلام كذلك ، وهو من أنف الشيء ، يقال : هذا أَنْفُ الشد ، أي : أوله ، وأَنْفُ البرد أوله.

وتقول : آنَفْتُ فلانا إِينَافاً فأنا مُؤْنِفٌ.

[وأتيت فلانا أنفا ، كما تقول : من ذي قبل](٢١).

أفن :

أَفِنَ الرجل أَفْناً فهو مَأْفُونٌ ، أي : أحمق ، لا رأي له يرجع إليه.

__________________

(١٩) تكملة مما روي عن العين في التهذيب ١٥ / ٤٨١.

(٢٠) (لقيط بن زرارة) ، كما في اللسان (رغف).

(٢١) زيادة من روي عن العين في اللسان (أنف).

٣٧٨

باب النون والباء و (و ا ي ء) معهما

ن ب و ، ن و ب ، ب و ن ، ب ي ن ، ن ا ب ، ب ن ي ، ن ب ء ، ء

ب ن ، ء ن ب مستعملات

نبو :

نَبَا بصره عن الشيء يَنْبُو نُبُوّاً ، ونَبْوَةٌ : مرة واحدة ، [أي : تجافى] ، قال :

نبت عين ليلى نبوة ثم راجعت

ولا خير في عين نبت لا تراجع

ونَبَا السيف عن الضريبة ، إذا لم يقطع.

ونَبَا فلان عن فلان ، إذا لم ينقد له.

نَبَا بفلان منزله ، إذا لم يوافقه.

وإذا لم يستمكن السرج أو الرحل في الظهر ، قيل : نَبَا ، قال :

عذافر ينبو بأحنا القتب (٢٢)

نوب :

النُّوبُ : النحل.

والنُّوبَةُ : ضرب من السودان.

والنَّوْبُ : القرب [خلاف البعد] ، هذلية.

قال أبو ليلى : النُّوبُ : السود من النحل ، وأنشد :

[إذا لسعته الدبر لم يرج لسعها]

وخالفها في بيت نوب عواسل (٢٣)

__________________

(٢٢) الشطر في التهذيب ٥ / ٤٨٥ ، واللسان (نبا) بلا عزو أيضا.

(٢٣) (أبو ذؤيب) ديوان الهذليين ١ / ١٤٣ .. في الأصول : عوامل.

٣٧٩

والْبُنُوَّةُ : مصدر الابن ، ويقال : تَبَنَّيْتُهُ إذا ادعيت بنوته .. والنسبة إلى (الأبناء) : بنوي ، وإن شئت فأبناوي ، نحو أعرابي ينسب إلى الأعراب.

بون :

يقال : بينهما بَوْنٌ بعيد.

والْبِوَانُ : من أعمدة الخباء عند الباب ، والجميع : الْأَبْوِنَةُ والْبَوَائِنُ.

بين :

وأما الْبَائِنُ فأحد الحالبين اللذين يحلبان الناقة .. والآخر يسمى المستعلي ، قال (٢٤) :

يبشر مستعليا بائن

[من الحالبين بأن لا غرارا]

والْبَانُ : شجر ، الواحدة : بانة.

والْبَيْنُونَةُ : مصدر بان يبين بينا وبينونة ، أي : قطع.

والْبَيْنُ : الفرقة ، والاسم : البين أيضا.

والْبَيْنُ : الوصل ، قال عز من قائل : (لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ) (٢٥) ، أي : وصلكم.

و [يقال] : بانت يد الناقة عن جنبها بينونة وبينونا.

وقولك : بَيْنَا فلان ... معناه : بينما.

__________________

(٢٤) (الكميت) ، كما في اللسان (بين).

(٢٥) سورة الأنعام ٩٤.

٣٨٠