كتاب العين - ج ٨

الخليل بن أحمد الفراهيدي

كتاب العين - ج ٨

المؤلف:

الخليل بن أحمد الفراهيدي


المحقق: الدكتور مهدي المخزومي والدكتور ابراهيم السامرّائي
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مؤسسة دار الهجرة
المطبعة: الصدر
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٥٦

والدُّرَيْنَةُ : الأحمق بلغة ناس من أهل الكوفة (٤١).

ودُرَّانَةُ على فعلانة : من أسماء الجواري.

ردن :

الرُّدْنُ : مقدم كم القميص.

والْأُرْدُنُ : أرض بالشام ، وقيل : هو نهر بالحجز بين تيه بني إسرائيل وبين أرض الشام.

والرَّادِنِيُ من الإبل : ما جعد وبره ، وهو منها كريم جميل يضرب إلى السواد شيئا.

وليل مُرْدِن ، أي مظلم.

وعرق مُرْدِن : قد نمس الجسد كله.

والرَّدَنُ : الخز ويقال : الحرير.

رند :

الرَّنْدُ ضرب من العود يدخن به.

ندر :

نَدَرَ الشيء إذا سقط ، وإنما يقال ذلك لشيء من بين شيء أو من جوف شيء ، وكذلك نَوَادِرُ الأشياء تَنْدُرُ.

والْأَنْدَرِيُ (٤٢) ، والجميع الْأَنْدَرُونَ ، وهم الفتيان الذين يجتمعون من مواضع شتى ، قال

__________________

(٤١) كذا في التهذيب واللسان من أصل العين ، وأما في الأصول المخطوطة ففيها : رعينه (كذا).

(٤٢) كذا في التهذيب وذلك ما نقله الأزهري من العين وأما في الأصول المخطوطة ففي س : الأندروني ، وفي ص و ط : الأندروي.

٢١

ولا تبقي خمور الْأَنْدَرِينَا (٤٣)

وقيل : الْأَنْدَرُ موضع ، وهي قرية أبي عبيد الوزير.

ويقال : إنما يكون ذلك في النُّدْرَةِ بعد النُّدْرَةِ أي الأحيان ، [وكذلك الخطيئة بعد الخطيئة](٤٤).

والْأَنْدَرُ : البيدر في لغة أهل الشام.

[ويقال للرجل إذا خضف : نَدَرَ بها](٤٥).

دنر :

دَنَّرَ وجه فلان إذا أشرق وتلألأ.

ودِينَار مُدَنَّر أي مضروب دِيَناراً.

وبرذون مُدَنَّر اللون أي أشهب على متنيه وعجزه سواد مستدير يخالطه شهبة.

نرد :

النَّرْدُ : الكعب الذي يلعب به.

ومن لعب بِالنَّرْدِ فكأنما غمس يديه في لحم الخنزير.

باب الدال والراء والفاء معهما

ر د ف ، ف ر د ، ر ف د ، د ف ر ، ف د ر مستعملات

ردف :

الرِّدْفُ : ما تبع شيئا فهو رِدْفُهُ ، وإذا تتابع شيء خلف شيء فهو التَّرَادُفُ ، والجميع : الرُّدَافَى ، قال :

__________________

(٤٣) عجز بيت (لعمرو بن كلثوم) كما في التهذيب وغيره ، وصدره كما في السبع الطوال ص ٣٧ وهو مطلع مطولته :

الا هبي بصحتك فاصبحينا

(٤٤) زيادة من التهذيب من أصل العين.

(٤٥) زيادة كذلك.

٢٢

عذافرة تقمص بِالرُّدَافَى

[تخونها نزولي وارتحالي](٤٦)

ويقال : جاء القوم رُدَافَى أي بعضهم يتبع بعضا.

ورَدِيفُكَ : الذي تُرْدِفُهُ ٩ خلفك ، ويَرْتَدِفُكَ ، ويُرْدِفُهُ غيرك.

ونزل بالقوم أمر قد رَدِفَ لهم أمر أعظم منه.

والرِّدَافُ : هو موضع مركب الرِّدْف ، وقال :

لي التصدير فاتبع في الرِّدَافِ (٤٧)

ويقال : برذون لا يُرْدِفُ ولا يُرَادِفُ أي يدع رَدِيفاً يركبه.

والرَّدِيفُ : كوكب قريب من النسر الواقع ، والرَّدِيفُ في قول أصحاب النجوم هو النجم الناظر إلى النجم الطالع ، [وقال رؤبة :

وراكب المقدار والرَّدِيف

أفنى خلوفا قبلها خلوف (٤٨)

فراكب المقدار هو الطالع ، والرَّدِيف هو الناظر إليه](٤٩).

والرِّدْفُ : الكفل (٥٠).

وأَرْدَافُ النجوم : تواليها أي تَرَادُفُهَا.

__________________

(٤٦) عجز بيت للبيد كما في التهذيب منقولا من العين وفي الديوان ص ٧٦.

(٤٧) الشطر في التهذيب واللسان مما أخذه الأزهري من العين.

(٤٨) الرجز في التهذيب واللسان مما أخذه الأزهري من العين وهو في ديوان رؤبة ص ١٧٨.

(٤٩) ما بين القوسين من أصل العين.

(٥٠) كذا في الأصول المخطوطة ، وأما عبارة التهذيب فهي : توابعها.

٢٣

والتَّرَادُفُ : كناية عن فعل قبيح وذلك أنه إذا عمل أحدهما عمل إثم رَدِفَهُ الآخر.

فرد :

الْفَرْدُ ما كان وحده ، يقال : فَرَدَ يَفْرُدُ ، وانْفَرَدَ انْفِرَاداً.

وأَفْرَدْتُهُ : جعلته واحدا.

والْفَرِيدُ : الشذر ، الواحدة فَرِيدَة ، وهو بلسان العجم الجَاوَرْسَق ، والجميع الْجَوَارِس ، قال :

وأكراس در فصلت بِالْفَرَائِدِ (٥١)

وجاء القوم فُرَادَى ، وعددت الخرز والدراهم (٥٢) أَفْرَاداً أي واحدا واحدا.

وقوله تعالى : (لَقَدْ جِئْتُمُونا) فُرادى جميع فَرْدَان.

والله الْفَرْدُ : تَفَرَّدَ بالربوبية والأمر دون خلقه.

ومن صفة الفارس في طراده قال : واستطرد لهم فكلما اسْتَفْرَدَ رجلا كر عليه فجدله ، يريد أنه يندر من أصحابه فيطارد ساعة ، فلما أمكنته الفرصة قتل منهم واحدا ومضى.

والْفَرَّادُ : بياع الْفَرِيد ، والْفَارِدُ والْفَرَدُ : الثور.

رفد :

الرِّفْدُ : المعونة بالعطاء ، وسقي اللبن ، والقول ، وكل شيء.

__________________

(٥١) لم نهتد إلى القائل.

(٥٢) كذا في التهذيب واللسان وهي من أصل العين وأما في الأصول المخطوطة فهي : النجوم.

٢٤

ورَفَدْتُهُ بكذا ، ورَفَدَنِي أي أعانني بلسانه ، وتَرَافَدُوا على فلان بألسنتهم إذا تناصروا ، قال :

رَفَدْتُ ذوي الأحساب منهم مَرَافِدِي (٥٣)

والواحد مَرْفَدٌ ، ومن هذا سميت رِفَادَة السرج لأنها تدعم السرج من تحته حتى يرتفع.

والرِّفَادَةُ : شيء كانت قريش تُرَافِدُ به في الجاهلية ، فيخرجون أموالا بقدر طاقتهم فيشترون بها الجزور والطعام والزبيب للنبيذ ، فلا يزالون يطعمون الناس حتى ينقضي الموسم.

وأول من سن ذلك هاشم بن عبد مناف.

والْمِرْفَدُ : عس تحلب فيه الرَّفُودُ من النوق التي تملأ مِرْفَدَهَا ، والرَّفْدُ المصدر.

وارْتَفَدْتَ مالا إذا سألته أن يُرْفِدَكَ ، وارْتَفَدْتَ مالا إذا أصبته من كسب ، قال الطرماح :

عجبا ما عجبت من جامع المال

يباهي به ويَرْتَفِدُهُ

ويضيع الذي قد أوجبه الله

عليه فليس يعتقده (٥٤)

التَّرْفِيدُ نحو من الهملجة ، وقال أمية بن أبي عائذ الهذلي :

وإن غض من غربها رَفَّدَتْ

وسيجا وألوت بجلس طوال (٥٥)

__________________

(٥٣) لم نهتد إلى القائل.

(٥٤) البيت الأول في التهذيب واللسان وروايته فيه : من واهب المال ، والبيتان في الديوان ص ١٩٧ ورواية البيت الثاني فيه : ويضيع الذي يصيرع الله.

(٥٥) البيت في التهذيب واللسان وهو من شواهد العين مما أخذه الأزهري ، وانظر ديوان الهذليين ٢ / ١٧٥.

٢٥

وأراد ب الجلس أصل ذنبها](٥٦).

والرَّافِدَانِ : دجلة والفرات.

دفر :

الدَّفْرُ : وقوع الدود في الطعام واللحم ونحوهما.

والدنيا دَفِرَةٌ أي منتنة ، وهي أم دَفْرٍ أيضا.

ويقال للأمة : يا دَفَارِ.

فدر :

فَدَرَ الفحل فُدُوراً إذا فتر عن الضراب.

والْفَدُورُ : الوعل العاقل في الجبال.

والْفَادِرَةُ : الصخرة الضخمة تراها في رأس الجبل ، شبهت بالوعل.

والْفِدْرَةُ : قطعة من الجبل دون الْفِنْدِيرَةِ.

والْفِدْرَةُ : قطعة من اللحم المطبوخ البارد ، وهو الْفَادِرُ أيضا.

[ويقال للوعل : فَادِرٌ ، وجمعه فُدْرٌ ، وقال الراعي :

وكأنما انبطحت على أثباجها

فُدْرٌ بشابة قد يممن وعولا](٥٧)

باب الدال والراء والباء معهما

د ر ب ، ب ر د ، ر ب د ، د ب ر ، ب د ر مستعملات

درب :

كل مدخل من مداخل الروم دَرْبٌ من دُرُوبِهَا.

__________________

(٥٦) وما بين القوسين زيادة من التهذيب من أصل العين.

(٥٧) ما بين القوسين من كلام صاحب العين مما أخذه الأزهري ونقله صاحب اللسان.

٢٦

والدَّرْبُ باب السكة الواسعة ، وربما كان ما بين.

والدُّرْبَةُ : عادة وجرأة على الحرب وكل أمر.

ورجل مُدَرَّبٌ : دَرَّبَتْهُ الشدائد حتى قوي ومرن عليها ، قال :

ومن يحرص على كبر فإني

أنا الكهل الْمُدَرَّبُ بالكلوم (٥٨)

والدَّرَبُ : داء في المعدة.

وما زال فلان يعفو عن فلان حتى اتخذها دُرْبَة.

ودَرِبَ الإنسان بالشيء إذا عمله حتى بسأ به أي أتقن (٥٩).

ودَرَّبْتُ البازي على الصيد (٦٠) أي ضريته.

وشيخ مُدَرَّبٌ أي مجرب (٦١) ، والدُّرْبَةُ : كثرة العبر حتى يَتَدَرَّبَ بالذنوب.

برد :

الْبَرَدُ : مطر كالجمد.

وسحاب بَرِدٌ : ذو قر وبرد ، [وقد بُرِدَ القوم إذا أصابهم البرد](٦٢).

__________________

(٥٨) لم نهتد إلى القائل.

(٥٩) سقطت حتى من ط وس.

وفي س : بسابة بدلا من بسأ به ، وصحفت أتقن في ط و س إلى أس (كذا).

(٦٠) كذا في التهذيب واللسان من أصل العين وأما في الأصول المخطوطة فقد ورد : الطائر.

(٦١) سقطت عبارة وشيخ مدرب أي مجرب من س وانتهت بذلك ترجمة درب وأما في ط فقد بقي من هذا الكلام كله عبارة : يتدرب بالذنوب.

(٦٢) زيادة من التهذيب من أصل العين.

٢٧

[وأما قول الله ـ جل وعز ـ : (وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِنْ جِبالٍ فِيها مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشاءُ) ، (٦٣) ففيه قولان : أحدهما : وينزل من السماء من أمثال جبال فيها من برد ، والثاني : وينزل من السماء من جبال فيها برد. ومن صلة](٦٤).

والْأَبْرَدَانِ : الغداة والعشي ، وبَرَدَ يَبْرُدُ بُرُودَةً.

وبَرَدْتُ الخبز بالماء : صببته عليه فبللته ، واسم ذلك الخبز المبلول الْبَرِيد والْمَبْرُود ، تطعمه النساء للسمنة ، وتقول : اسقني شربة أُبَرِّدُ بها كبدي.

وبَرَدَ القر ، وأَبْرَدُوا : صاروا في وقت القر آخر النهار. وبَرَّدْتُ الماء تَبْرِيدا.

وبَرَدَ عليه حق كذا وكذا درهما أي لزمه ذلك. والْبَرُود : كحل تُبَرَّدُ به العين من الحر.

وفي الحديث : أَبْرِدُوا بِالظُّهْرِ فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ.

ويقال : جئناك مُبْرِدِينَ إذا جاءوا وقد باخ الحر.

والْبَرَّادَة : الكوازة (٦٥).

__________________

(٦٣) سورة النور ، الآية ٤٣.

(٦٤) كذا في الأصول المخطوطة ، وفي التهذيب : سويقا.

(٦٥) كذا في الأصول المخطوطة ، وأما في التهذيب واللسان من أصل العين فهي الكوارة وقد علق الأزهري فقال : ولا أدري أهي من كلام العرب أو من كلام المولدين.

نقول : لم نجد الكوارة بهذا المعنى في المعجمات ولعلها الكوازة بالزاي كما وردت في الأصول المخطوطة ، على أنها لغة سائرة قائمة على الكوز!.

٢٨

والْبَرِيدُ : ستة أميال يتم بها فرسخان.

والْبَرِيدُ : الرسول الْمُبْرَدُ على دواب الْبَرِيد ، [وإِبْرَادُهُ إرساله](٦٦) ، وقال الراجز :

رأيت للموت رسولا مُبْرَداً

[ويروى عن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أنه قال : إذا أَبْرَدْتُمْ إِلَيَ بَرِيداً فَاجْعَلُوهُ حَسَنَ الْوَجْهِ حَسَنَ الِاسْمِ.](٦٧).

[وقال بعض العرب : الحمى بَرِيد الموت.أراد أنها رسول الموت تنذر به.

وسكك الْبَرِيد ، كل سكة منها اثنا عشر ميلا ، والسفر الذي يجوز فيه قصر الصلاة أربعة بُرُدٍ ، وهي ثمانية وأربعون ميلا بالأميال الهاشمية التي في طريق مكة.

وقيل لدابة الْبَرِيد : بَرِيدٌ لسيره في الْبَرِيد ، وقال الشاعر :

إني أنص العيس حتى كأنني

عليها بأجواز الفلاة بَرِيد (٦٨)](٦٩)

والْبَرْدُ : سحكك الحديد بِالْمِبْرَدِ أي السوهان (بالفارسية).

والْبُرْدُ : ثوب من بُرُودِ العصب والوشي.

والْبُرْدُدُ : كساء [مربع أسود فيه صغر ونحو ذلك](٧٠) تلتحف به العرب.

__________________

(٦٦) زيادة من التهذيب من أصل العين.

(٦٧) زيادة كذلك من التهذيب من أصل العين.

(٦٨) البيت في التهذيب واللسان غير منسوب.

(٦٩) ما بين القوسين من التهذيب من أصل العين.

(٧٠) ما بين القوسين من التهذيب أيضا.

٢٩

وقوله تعالى : (لا يَذُوقُونَ فِيها بَرْداً وَلا شَراباً)(٧١) ، يقال : نوما.

وبَرَدَى : نهر دمشق ، قال حسان :

يسقون من ورد البريص عليهم

بردى يصفق بالرحيق السلسل (٧٢)

وضربه حتى بَرَدَ أي مات.

وبَرَدَ فلان في أيديهم أي صار في أيديهم لا يفدى ولا يطلب.

وبُرْدَا الجراد : جناحاه ، قال ذو الرمة :

إذا تجاوب من برديه ترنيم (٧٣)

ربد :

رُبَدُ السيف فرنده ، هذلية.

والرُّبْدَةُ في لون النعام قطعة كدراء ، وأخرى (٧٤) سوداء ونحوها من لون مختلط غير حسن.

والْأَرْبَدُ : ضرب من الحيات [خبيث](٧٥).

وتَرَبَّدَ وجهه من الغضب ، كأنه تسود منه مواضع.

وإذا أضرعت الناقة قيل : رَبَّدَتْ ، وتَرَبَّدَ ضرعها إذا رأيت فيه لمعا من سواد ببياض خفي ، قال :

__________________

(٧١) سورة النبإ ، الآية ٢٤.

(٧٢) البيت في الديوان ص ٢٤٨.

(٧٣) عجز بيت في التهذيب واللسان وصدره كما في الديوان ص ٥٧٨ : كان رجليه رجلا منقطف مجل.

(٧٤) في الأصول المخطوطة : وآخرة.

(٧٥) زيادة من التهذيب من أصل العين.

٣٠

إذا والد منها تربد ضرعها

جعلت له السكين إحدى القلائد (٧٦)

وإنما ذكر والد لأن الولد في بطنها ، فإذا وضعت فهي والدة لأن الذكر لا يلد ، فكل نعت لا يشترك فيه الذكر فهو للإناث بغير الهاء إذا أردت الاسم ، فإن أردت الفعل ألحقت الهاء.

والْمِرْبَدُ : متسع بالبصرة كان موقف العرب ومتحدثهم ، وكذلك مربد المدينة ، والْمِرْبَدُ : كل موضع للإبل ، والْمِرْبَدُ : شبه حجرة في كل دار مما يلي المرافق بمنزلة الدار المستديرة ، ومثل المتوضإ وبئر الماء.

والْمِرْبَدُ : الذي يجعل فيه التمر عند الجداد لييبس.

[وفي حديث النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أَنَّ مَسْجِدَهُ كَانَ مِرْبَداً لِيَتِيمَيْنِ فِي حِجْرِ مُعَوَّذِ بْنِ عَفْرَاءَ فَاشْتَرَاهُ مِنْهُمَا مَعَاذُ بْنُ عَفْرَاءَ فَجَعَلَهُ لِلْمُسْلِمِينَ ، فَبَنَاهُ رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ مَسْجِداً.](٧٧).

دبر :

دُبُرُ كل شيء خلاف قبله ما خلا قولهم : جعل فلان قولي دَبْرَ أذنه أي خلف أذنه ودُبُرَ أذنه (٧٨).

__________________

(٧٦) البيت في التهذيب وهو مما أخذه الأزهري من العين غير منسوب وكذلك في اللسان.

(٧٧) ما بين القوسين من التهذيب من أصل العين.

(٧٨) انفردت بذلك نسختا ص وط.

وعبارة الأصول : هي مأخذ قولك ، وما أثبتناه فمن التهذيب ٨ / ١١٠ عن العين.

٣١

ويقال للقوم في الحرب : ولوهم الدُّبُرَ والْأَدْبَارَ والْإِدْبَار التولية نفسها.

وما لهم من مقبل ولا مَدْبَر (٧٩) أي مذهب في إقبال وإدبار.

(وَأَدْبارَ السُّجُودِ)(٨٠) أي أواخر الصلوات.

(وَإِدْبارَ النُّجُومِ)(٨١) ، عند الصبح في آخر الليل إذا أَدْبَرَتْ مولية نحو المغرب.

والدَّابِر : التابع ، ودَبَرَ يَدْبُرُ دَبْراً أي تبع الأثر ، وقوله تعالى : (وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ) (٨٢) أي ولى ليذهب ، ومن قرأ : دَبَرَ أي تبع النهار.

وقطع الله دَابِرَهُمْ أي آخر من بقي منهم.

وجعل الدَّبْرَةَ عليهم أي الهزيمة.

والدَّبُورُ : ريح من قبل القبلة دَابِرَة نحو المشرق ، وجمعه دُبُر ، والدَّبَائِر أصوب.

والدَّابِرَة من الطائر إصبع من خلف وهي للديك ، أسفل من الصيصية يطأ بها ، وبها يضرب البازي.

ودَابِرَة الحافر : ما ولي مؤخر الرسغ ، قال :

أفنى دَوَابِرَهُنَ الركض في الأكم

__________________

(٧٩) لم نجد هذا إلا في الأصول المخطوطة.

(٨٠) سورة ق الآية ٤٠.

(٨١) سورة الطور ، الآية ٤٩.

(٨٢) سورة المدثر ، الآية ٣٣.

٣٢

ومثل للعرب : ما يدري فلان قبيلا من دَبِير ، القبيل : ما وليك ، والدَّبِيرُ : ما خالفك.

ويقال : الدَّبِيرُ فتل الكتان والصوف ، والقبيل فتل القطن.

ودُبَارٌ : اسم ليلة الأربعاء في الجاهلية.

والدَّبَارُ : الهلاك ، ودَبَرَ القوم يَدْبُرُونَ دَبَاراً.

ودَبِرَ ظهر الدابة ، والاسم الدَّبَرُ ، ودابة دَبِرَةٌ.

وأَدْبَرَ أمره أي تولى إلى الفساد.

ودَابَرْتُهُ : عاديته.

والْمُدَابَرُ من المنازل نقيض المقابل (٨٣).

والدَّبْرَةُ : الكردة من مزرعة ومبقلة ، وتجمع على دِبَار (٨٤).

والدَّبَرَانُ : نجم بين الثريا والجوزاء من منازل القمر ، نحس من برج الثور.

والتَّدْبِيرُ : عتق المملوك بعد الموت.

والتَّدْبِيرُ : نظر في عواقب الأمور ، وفلان يَتَدَبَّرُ أعجاز أمور قد ولت صدورها.

واسْتَدْبَرَ من أمره ما لم يكن استقبل ، أي نظر فيه مُسْتَدْبِراً فعرف ما عاقبة ما لم يعرف من صدره.

واسْتَدْبَرَ فلان فلانا من حينه ، أي حين تولى تبع أمره.

__________________

(٨٣) في الأصول المخطوطة : المفاعل.

(٨٤) جاء في اللسان : الكردة هي كرده بالفارسية.

٣٣

والدَّبْرُ : النحل ، والجميع الدُّبُور.

والتَّدَابُر : المصارمة والهجران ، وهو أن يولي الرجل صاحبه دُبُرَهُ ويعرض عنه بوجهه.

بدر :

الْبَدْرُ : القمر ليلة الْبَدْر وهي أربع عشرة ، وسمي بذلك لأنه يُبَادِرُ بالطلوع عند غروب الشمس ، (٨٥) [لأنهما يتراقبان في الأفق صبحا](٨٦).

الْبَدْرَةُ كيس فيه عشرة آلاف درهم أو ألف والجميع : الْبُدُور ، وثلاث بَدَرَات](٨٧).

ويقال لمسك السخلة ما دام يرضع : مسك فإذا فطم فمسكه الْبَدْرَة.

والْبَادِرَةُ : ما يَبْدُرُ من حدة الرجل عند الغضب ، يقال : فلان مخشي عند البادرة ، وأخاف حدته وبادرته.

والْبَادِرَتَانِ : جانبا الكركرتين ، ويقال : عرقان اكتنفاها [وأنشد :

تمري بوادرها منها فوارقها (٨٨)

__________________

(٨٥) جاء في التهذيب من عبارة العين : لأنه يبادر بالغروب عند طلوع الشمس.

(٨٦) من التهذيب مما في العين.

(٨٧) هذه عبارة التهذيب وهي ما في العين وقد آثرناها على ما في الأصول المخطوطة وهي : وجمع بدرة الدراهم بدور وثلاث بدرات عشرة آلاف درهم وألف درهم في كيس (كذا).

(٨٨) الشطر في التهذيب مما أخذه الأزهري من العين وكذلك في اللسان ، غير منسوب.

٣٤

يعني فوارق الإبل وهي التي أخذها المخاض ففرقت نادة ، فكلما أخذها وجع في بطنها مرت ، أي ضربت بخفها بَادِرَة كركرتها ، وقد تفعل ذلك عند العطش](٨٩).

والْبَيْدَرُ مجمع الطعام حيث يداس وينقى.

وابْتَدَرَ القوم أمرا وتَبَادَرُوا أي بَادَرَ بعضهم بعضا فَبَدَرَ بعضهم فسبق وغلب عليهم.

وبَوَادِرُ الإنسان وغيره : اللحمة التي بين المنكب والعنق ، قال :

وجاءت الخيل محمرا بوادرها (٩٠)

باب الدال والراء والميم معهما

د ر م ، ر د م ، م ر د ، ر م د ، م د ر ، د م ر مستعملات

درم :

الدَّرَمُ : استواء الكعب وعظم الحاجب ونحوه إذا لم ينبتر فهو أَدْرَمُ. [والفعل دَرِمَ يَدْرَمُ فهو دَرِمٌ](٩١).

ودَرِمٌ : اسم رجل من بني شيبان ذكره الأعشى فقال :

ولم يود من كنت تسعى له

كما قيل في الحرب أودى درم (٩٢)

__________________

(٨٩) ما بين القوسين من أصل العين كما في التهذيب.

(٩٠) صدر ثاني بيتين جاءا في اللسان (لخراشة بن عمرو العبسي ،) والعجز : زوراا وزلئت يد الرامي من الفوق.

(٩١) زيادة من التهذيب أيضا.

(٩٢) من التهذيب أيضا والبيت في الديوان ص ٣٩.

٣٥

والدَّرَّامَةُ من النساء : السيئة المشي](٩٣) ، قال :

من البيض ، لا درامة قملية

تبذ نساء الناس دلا وميسما (٩٤)

والدَّرَمُ في الأسنان : كسرها وانثلامها.

والدَّرَمَان : مشية الأرنب والفأرة والقنفذ ونحوها ، والفعل دَرَمَ يَدْرِمُ.

والدَّرَّامَةُ : اسم القنفذة والأرنب.

والدَّرَّامَةُ : نعت للمرأة القصيرة.

وبنو دَارِمٍ من تميم ، فيها بيتها وشرفها.

ردم :

رَدَمْتُ الثلمة والباب أَرْدِمُ رَدْماً أي سددته ، والاسم الرَّدْمُ وجمعه رُدُوم ، وثوب مُرَدَّم وملدم إذا رفع ، وقال عنترة :

هل غادر الشعراء من مُتَرَدَّم (٩٥)

أي مرقع مستصلح.

والرَّدْمُ : سد ما بيننا وبين يأجوج ومأجوج.

مرد :

الْمَرْدُ : حمل الأراك.

__________________

(٩٣) زيادة من اللسان يقتضيها الشاهد بعدها.

(٩٤) البيت في اللسان غير منسوب.

(٩٥) صدر مطلع مطولة عنترة كما في الديوان (بتصحيح أمين سعيد) ص ١٢٢.

٣٦

والْمَرْدُ : دفعك السفينة بِالْمُرْدِيِ أي خشبة يدفع بها الملاح السفينة ، والفعل مَرَدَ يَمْرُدُ مَرْداً.

ومُرَاد : حي في اليمن ، ويقال : الأصل من نزار.

والْمَرَادَة : مصدر الْمَارِد.

والْمَرِيد : من شياطين الإنس والجن.

وقد تَمَرَّدَ عليه أي عصى واستعصى.

ومَرَدَ على الشيء أي عتا وطغى ، وكذلك قوله تعالى : مَرَدُوا (عَلَى النِّفاقِ)(٩٦).

والتِّمْرَادُ : بيت صغير يجعل في بيوت الحمام لمبيضه ، فإذا كانت نسقا بعضها فوق بعض فهي التَّمَارِيد ، وقد مَرَّدَهَا صاحبها تَمْرِيداً وتِمْرَاداً بالكسر.

والتَّمْرَادُ : بالفتح ، اسم.

والتَّمْرِيدُ : تمليس الطين والتسوية كما مُرِّدَ صرح سليمان ـ عليه‌السلام ـ

ومَرِدَ الْأَمْرَدُ مُرُودَة ومَرَداً ، وجمعه مُرْدٌ.

وتَمَرَّدَ فلان زمانا ثم خرج وجهه ، وذلك أن يبقى حسنا أَمْرَدَ.

ورملة مَرْدَاء : لا تنبت شجرة إلا نبذا من بقول ، أي قليلا ، وهي صلبة الموطىء.

__________________

(٩٦) سورة التوبة ، الآية ١٠٢.

٣٧

وامرأة مَرْدَاءُ : لم يخلق لها إسب.

رمد :

الرَّمَدُ : وجع العين ، وعين رَمْدَاءُ ، ورجل أَرْمَدُ ورَمِدٌ.

وقد رَمِدَتْ عينه وأَرْمَدَتْ.

وصار الرَّمَادُ رِمْدِداً أي هباء أدق ما يكون ، [والرَّمَادُ دقاق الفحم من حراقة النار (٩٧)].

والْمُرَمَّدُ من اللحم : الشواء يمل في الجمر ، ورَمَّدْتُهُ فهو مُرَمَّدٌ.

ورَمَّدَتِ الناقة تَرْمِيداً فهي مُرَمِّدَة إذا أنزلت شيئا من اللبن عند النتاج أو قبيله.

ورَمِدَ القوم وأَرْمَدُوا : هلكوا.

وارْمَدَّ الظليم ، أي أسرع ، قال :

وارمد مثل شهاب النار منصلتا

كأنه خشرم بالقاع يأتلق (٩٨)

مدر :

الْمَدَرُ : قطع طين يابس ، الواحدة مَدَرَة.

والْمَدْرُ : تطيينك وجه الحوض بالطين الحر لئلا ينشف الماء.

__________________

(٩٧) ما بين القوسين من التهذيب من أصل العين.

(٩٨) لم نهتد إلى القائل.

٣٨

والْمِمْدَرَة : موضع فيه طين حر يستعد لذلك.

ومَدَرْتُ الحوض أَمْدُرُهُ.

ورجل أَمْدَرُ الجنبين أي عظيمهما ، ويقال : مُنْتَبِرهما.

والْأَمْدَرُ من الظباء : الذي يرى على جسده لمع من سلحه.

والْمِدْرَار : المطر الغزير الديمة (٩٩) ، قال :

وسقاك من نوء الثريا مزنة

سحرا تحلب وابلا مِدْرَاراً (١٠٠)

دمر :

الدَّمَارُ : استئصال الهلاك ، يقال : دَمَرَ القوم يَدْمُرُون دَمَاراً أي هلكوا.

ودَمَّرَ عليهم : مقتهم (١٠١). ودَمَّرَهُمُ الله تَدْمِيرا (١٠٢).

[وقال الله ـ عزوجل ـ : فَدَمَّرْناهُمْ تَدْمِيراً] ، (١٠٣) يعني فرعون وقومه الذين مسخوا قردة وخنازير (١٠٤).

والْمُدَمِّر : اسم الصياد.

__________________

(٩٩) كذا في س وأما في ص و ط : الغزيرة الدائمة.

نقول : وليس مدرار من ترجمةمدر لأنها من درر كما في المعجمات.

(١٠٠) لم نهتد إلى القائل.

(١٠١) كذا في التهذيب واللسان وأما في الأصول المخطوطة فقد جاء : ودمر عليهم مفسدهم.

(١٠٢) كذا في التهذيب وهو من العين ، وفي الأصول المخطوطة : ودمر عليهم تدميرا.

(١٠٣) سورة الفرقان ، الآية ٣٦.

(١٠٤) ما بين القوسين من التهذيب وهو من أصل العين.

٣٩

وتَدْمُر : اسم مدينة بناها الشياطين بإذن سليمان بن داود ـ عليه‌السلام ـ ، قال :

يبنون تدمر بالصفاح والعمد (١٠٥).

والتَّدْمُرِيُ من اليرابيع : ضرب لئيم الخلقة علب اللحم أي عضل.

يقال : هو من معزى اليرابيع ، وأما ضأنها فهو شُفَارِيُّهَا ، وعلامة الضأن فيها أن له في وسط ساقه ظفرا في موضع صيصية الديك ، ويوصف به الرجل اللئيم.

والدُّمُور : الدخول على القوم بلا إذن ، ودَمَرَ يَدْمُرُ دَمْراً ودُمُوراً.

باب الدال واللام والنون معهما

ل د ن ، ن د ل يستعملان فقط

لدن :

لَدُنْ بمعنى عند ، وتقول : وقفوا له من لَدُنْ كذا إلى المسجد ونحو ذلك ، إذا اتصل ما بين الشيئين ، وكذلك في الزمان : من لَدُنْ طلوع الشمس إلى غروبها ، أي من حين ، قال :

فما زال مهري مزجر الكلب منهم

لدن غدوة حتى دنت لغروب (١٠٦)

__________________

(١٠٥) عجز بيت (للنابغة) وصدره كما في اللسان :

زخيس الجن اني قد اذنت لهم

وانظر الديوان ص ١٣.

(١٠٦) البيت من شواهد استعمال لدن وانظر اللسان غير منسوب.

٤٠