كتاب العين - ج ٨

الخليل بن أحمد الفراهيدي

كتاب العين - ج ٨

المؤلف:

الخليل بن أحمد الفراهيدي


المحقق: الدكتور مهدي المخزومي والدكتور ابراهيم السامرّائي
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مؤسسة دار الهجرة
المطبعة: الصدر
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٥٦

والْيَلَبُ في قول بعضهم : الفولاذ من الحديد. قال يصف البكرة التي يستقى عليها :

ومحور أخلص من ماء اليلب (٧١)

لبي(٧٢) :

التَّلْبِيَةُ : الإجابة ، تقول : لَبَّيْكَ ، معناه : قربا منك وطاعة ، لأن الإلباب القرب ، أدخلوا الياء كيلا يتغير المعنى ، لأنه لو قال : لبيتك صار من اللبب ، واشتبه. يقولون من التلبية : لبيت بالمكان ، ولَبَّيْتُ معناه : أقمت به ، وألببت أيضا ، ثم قلبوا الباء الثانية إلى الياء استثقالا [للباءات] ، كما قالوا : تظنيت من الظن ، وأصله : تظننت.

لبأ(٧٣) :

اللِّبَأُ ، مهموز مقصور : أول حلب عند وضع الملبئ. وتقول : لَبَأَتِ الشاة ولدها : أرضعته اللبأ ، وهي تَلْبَؤُهُ. وقد الْتَبَأَهَا ولدها ، أي : رضع لبأها.

ولَبَأْتُ القوم : سقيتهم لبأ ، والْتَبَأْتُ أنا ، أي : شربت لبأ. واللَّبْأَةُ : لغة في اللبوة ، وهي الأنثى من الأسود.

ألب :

الْأَلْبُ : الصغو. يقال : أَلْبُهُ معه. وصار الناس علينا أَلْباً واحدا في العداوة والشر. وقد تَأَلَّبُوا عليه تَأَلُّباً ، إذا تضافروا عليه.

__________________

(٧١) اللسان (يلب) غير منسوب.

(٧٢) حق هذا الحرف أن يكون في باب الثنائي من اللام (لب) إلا أن قلب الباء ياء في بعض تصاريفه جعله من هذا الباب وكان الجوهري في الصحاح قد ذكره باب (لبي) تابعه ابن منظور في اللسان أيضا.

٣٤١

والْأَلْبُ : الطرد ، قال :

يَأْلَبُهَا حمران أي ألب (٧٣)

أي : يطردها طردا شديدا.

بأل :

الْبَئِيلُ : الصغير النحيف الضعيف ، مثل : الضئيل. وقد بَؤُلَ يَبْؤُلُ بَآلَةً.

والْبَأْلَةُ : القارورة بلغة بلحارث ، وهي بالنبطية بالتاء.

أبل :

الْإِبِلُ الْمُؤَبَّلَةُ : التي جعلت قطيعا قطيعا ، نعت في الإبل خاصة.

والْإِبَّوْلُ : طول الإقامة في المرعى والموضع.

ورجل آبِلٌ : ذو إبل. وحمار آبِلٌ : مقيم في مكانه لا يبرح.

وأَبَلَتِ الإبل تَأْبُلُ أَبْلاً ، أي : اجتزأت بالرطب عن الماء. وتَأَبَّلَ الرجل عن امرأته تَأَبُّلاً ، أي : اجتزأ عنها ، كما يجتزئ الوحش عن الماء ، قال لبيد : (٧٤)

وإذا حركت غرزي أجمرت

أو قرابي عدو جون قد أَبَلْ

أي : اجتزأ عن الماء [بالرطب].

__________________

(٧٣) لم نهتد إلى القائل ، ولا إلى القول فيما تيسر من مظان.

(٧٤) ديوانه ص ١٧٦.

٣٤٢

والْأَبِيلُ : من رءوس النصارى ، وهو الأيبلي.

وقوله [جل وعز] : (وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ) (٧٥) أي : يتبع بعضها بعضا إبيلا إبيلا ، أي : قطيعا خلف قطيع ، وخيل أبابيل كذلك.

والْأَبْلُ : الرطب ، وقال بعضهم : اليبيس.

والْأَبَلُ : الشديد الخصومة ، قال :

مارس القوم إذا لاقيتهم

بأريب أو بخلاف أبل (٧٦)

وأَبَلَ عليهم ، وأبر أيضا ، أي : غلبهم خبثا.

وقيل : الْإِبَّالَةُ : الحزمة من الحطب.

باب اللام والميم و (و ا ي ء) معهما

ل و م ، م ل و ، م و ل ، و ل م ، ل م ي ، م ل ي ، م ي ل ،

ل م ء ، ل ء م ، م ل ء ، ء ل م ، ء م ل مستعملات

لوم :

اللَّوْمُ : الْمَلَامَةُ ، والفعل : لَامَ يَلُومُ. ورجل مَلُومٌ ومَلِيمٌ : قد استحق اللوم. واللَّوْمَاءُ : الملامة ، قال :

ألا يا جارتي غضي

عن اللوماء والعذل

واللَّوْمَةُ : الشهدة.

واللَّامَةُ ، بلا همز ، واللَّامُ : الهول ، قال (٧٧) :

ويكاد من لام يطير فؤادها

[إن صاح مكاء الضحى المتنكس]

__________________

(٧٥) سورة الفيل ٣.

(٧٦) لم نهتد إلى القائل ، ولا إلى القول فيما بين أيدينا من مظان.

(٧٧) المتلمس ديوانه ص ١٨٤ برواية : من جزع.

٣٤٣

ملو :

الْمُلَاوَةُ : مُلَاوَةُ العيش ، تقول : إنه لفي مُلَاوَةٍ من عيش ، أي : أملي له ، ومن ذلك قيل : تَمَلَّى فلان ، والله تبارك وتعالى يُمْلِي لمن يشاء فيؤجله في الخفض والسعة والأمن ، قال :

ملاوة ملئتها كأني

ضارب صنجي نشوة مغني (٧٨)

والْمَلَوَانُ : الليل والنهار. والْمُلَاوَةُ : فلاة ذات حر وسراب ، وأمليت الكتاب : لغة في أمللت.

مول :

الْمَالُ : معروف. وجمعه : أَمْوَالٌ. وكانت أَمْوَالُ العرب : أنعامهم.

ورجل مَالٌ ، أي : ذو مال ، والفعل : تَمَوَّلَ.

والْمَوْلَةُ : اسم العنكبوت.

ولم :

الْوَلِيمَةُ : طعام يتخذ على عرس ، والفعل : أَوْلَمَ يُولِمُ.

لمي :

اللَّمَى ، مقصور : من الشفة اللمياء ، وهي اللطيفة القليلة الدم ، والنعت : أَلْمَى ولَمْيَاءُ. وكذلك : لثة لمياء ، قليلة اللحم والدم ، قال ذو الرمة (٧٩) :

لَمْيَاءُ في شفتيها حوة لعس

وفي اللثات وفي أنيابها شنب

__________________

(٧٨) الرجز (للعجاج) ديوانه ص ١٨٩.

(٧٩) ديوانه ١ / ٣٢.

٣٤٤

ملي :

الْمَلِيُ : الهوي من الدهر وهو الحين الطويل من الزمان ، ولم أسمع منه فعلا ولا جمعا.

والْإِمْلَاءُ : هو الإملال على الكاتب.

ميل :

الْمَيْلُ : مصدر مَالَ يَمِيلُ ، وهو مَائِلٌ. والميل : مصدر الأميل ، مَيِلَ يَمْيَلُ مَيَلاً وهو أَمْيَلُ.

والْمَيْلَاءُ من الرمل : عقدة ضخمة معتزلة.

والْمِيلُ : منار يبنى للمسافر في أنشاز الأرض وأشرافها. والْمِيلُ أيضا : المكحال.

والْأَمْيَلُ من الرجال : الجبان ، وهو في تفسير الأعراب : الذي لا ترس معه.

لمأ(٨٠) :

أَلْمَأَ اللص على الشيء فذهب به ، أي : وقع عليه ووثب.

والأرض إذا عهدت فيها حفرا ، ثم رأيتها قد استوت قلت : تَلَمَّأَتْ ، قال :

وللأرض كم من صالح قد تلمأت

عليه فوارته بلماعة قفر

لأم :

اللَّئِيمُ : مصدره اللؤم واللآمة ، والفعل : لَؤُمَ يَلْؤُمُ.

__________________

(٨٠) التهذيب ١٥ / ٤٠١ ، واللسان (لمأ) غير منسوب.

٣٤٥

واللَّأْمَةُ : الدرع. تقول : اسْتَلْأَمَ الرجل ، أي : لبس لأمته.

واللَّأْمُ من كل شيء : الشديد.

وإذا اتفق الشيئان قيل : الْتَأَمَا. وأَلْأَمْتُ الجرح بالدواء. وألأمت القمقم أو الشيء ، إذا سددت صدوعه.

وريش لُؤَامٌ : إذا كان ريش به السهم فالتأم الظهران ووافق بعضه بعضا ، قال (٨١) :

يقلب سهما راشه بمناكب

ظهار لؤام فهو أعجف شارف

ملأ :

الْمَلَأُ : جماعة من الناس يجتمعون ليتشاوروا ويتحادثوا ، والجميع : الْأَمْلَاءُ ، قال :

وقال لها الْأَمْلَاءُ من كل معشر

وخير أقاويل الرجال سديدها (٨٢)

ومَالَأْتُ فلانا على الأمر ، أي : كنت معه في مشورته. والْمُمَالَأَةُ : المعاونة : مَالَأْتُ على فلان ، أي : عاونت عليه.

ويقال : ما كان هذا الأمر عن مَلَإٍ منا ، أي : عن تشاور واجتماع.

والْمَلْءُ : من الامتلاء ، والْمِلْءُ : الاسم ، مَلَأْتُهُ فَامْتَلَأَ ، وهو مَلْآنٌ مَمْلُوءٌ مُمْتَلِئٌ مَلِيءٌ. وشاب مَالِئُ العين حسنا ، قال :

__________________

(٨١) (أوس بن حجر) ديوانه ص ٧١.

(٨٢) لم نهتد إليه.

٣٤٦

بهجمة تَمْلَأُ عين الحاسد (٨٣)

والْمُلْأَةُ : ثقل يأخذ في الرأس كالزكام من امتلاء المعدة ، فالرجل منه مملوء. والملأة (٨٤) : كظة من كثرة الأكل. والْمُلْأَةُ : فلاة ذات حر وسراب ، ويجمع : ملا ، مقصور.

والْمُلَاءَةُ : الريطة ، والجميع : الملاء. والْمَلَاءَةُ : مصدر المليء [الغني] الذي عنده ما يؤدى ، مَلُؤَ يَمْلُؤُ مَلَاءَةً فهو مَلِيءٌ. وقوم مُلَآءُ على فعلاء ، ومن خفف قال : ملاء.

ألم :

الْأَلَمُ : الوجع ، والْمُؤْلِمُ : الموجع. والفعل : أَلِمَ يَأْلَمُ أَلَماً فهو : أَلِمٌ. والمجاوز : آلَمَ يُؤْلِمُ إِيلَاماً ، فهو مُؤْلِمٌ.

أمل :

الْأَمَلُ : الرجاء ، تقول : أَمَلْتُهُ آمُلُهُ ، وأَمَّلْتُهُ أُؤَمِّلُهُ تَأْمِيلاً.

والتَّأَمُّلُ : التثبت في النظر ، قال (٨٥) :

تَأَمَّلْ خليلي هل ترى من ظعائن

تحملن بالعلياء من فوق جرثم

والْأَمِيلُ : حبل من الرمل معتزل ، على تقدير فعيل ، قال (٨٦) يصف الثور :

__________________

(٨٣) الرجز في اللسان (ملأ) بلا نسبة.

(٨٤) في اللسان (ملأ) : والملء : كظة ......

(٨٥) (زهير) ديوانه ص ٩ برواية : تبصره خليلي .....

(٨٦) (العجاج) ديوانه ص ٥٠٣.

٣٤٧

فانصاع مذعورا وما تصدفا

كالبرق يجتاز أَمِيلاً أعرفا

وقال بعضهم : أراد : الأميل فخفف.

باب اللفيف من اللام.

لو ، إما لا ، لي ، ألا ، إلا ، الألاء ، لأي ، لؤلؤ ، إلى ، أيل ، لام

الاستغاثة ، ألل ، يلل ، ليل ، لوي ، ولي ، أول ، لات ، أولى ،

أولاء ، أولو ، أولات مستعملات

لو :

لَوْ : حرف أمنية ، وكقولك : لو قدم زيد ، (لَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً)(٨٧) فهذا قد يكتفى به عن الجواب.

وقد تكون (لو) موقوفة بين نفي وأمنية [إذا وصلت ب (لا)](٨٨). كقولك : لَوْ لا أكرمتني ، أي : لم تكرمني ، ولا يكون جواب (لو) إلا بلام إلا في اضطرار الشعر .. وقوله [عزوجل] : (وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً)(٨٩) ، إنما اختار من اختار قراءتها بالتاء [حملا] على نظائرها ، نحو قوله [عز من قائل] : (وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ)(٩٠) ، وأشباه ذلك يكتفى بالكلام بها دون جوابها ، لأن (لو) لا تجيء إلا وفيها ضمير جوابها ، فإن أظهرت الجواب أو لم تظهره فكل حسن.

__________________

(٨٧) سورة البقرة ١٦٧.

(٨٨) تكملة من العين في رواية التهذيب ١٥ / ٤١٤ عنه.

(٨٩) سورة البقرة ١٦٥.

(٩٠) سورة سبإ ٥١.

٣٤٨

لا :

لَا : حرف ينفى به ويجحد ، وقد تجيء زائدة ، وإنما تزيدها العرب مع اليمين ، كقولك : لا أقسم بالله لأكرمنك ، إنما تريد : أقسم بالله .. وقد تطرحها العرب وهي منوية ، كقولك ، والله أضربك ، تريد : والله لا أضربك ، قالت الخنساء (٩١) :

فآليت آسى على هالك

وأسأل باكية مالها

أي : آلت لَا آسى ، ولا أسأل.

فإذا قلت : لا والله أكرمك كان أبين ، فإن قلت : لا والله لا أكرمك كان المعنى واحدا. وفي القرآن : (ما مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ)(٩٢) ، وفي قراءة أخرى : أَنْ تَسْجُدَ والمعنى واحد .. وتقول : أتيتك لتغضب علي أي : لئلا تغضب علي. وقال ذو الرمة (٩٣) :

كأنهن خوافي أجدل قرم

ولى ليسبقه بالأمعز الخرب

أي : لئلا يسبقه ، وقال :

ما كان يرضى رسول الله فعلهم

والطيبان أبو بكر ولا عمر (٩٤)

صار (لَا) صلة زائدة ، لأن معناه : والطيبان أبو بكر وعمر. ولو قلت : كان يرضى رسول الله فعلهم والطيبان أبو بكر ولا عمر لكان محالا ، لأن الكلام في الأول واجب حسن ، لأنه جحود ، وفي الثاني متناقض.

__________________

(٩١) ديوانها ١٢٠.

(٩٢) سورة الأعراف ١٢.

(٩٣) ديوانه ١ / ٧٣.

(٩٤) البيت في التهذيب بدون عزو.

٣٤٩

وأما قوله : (فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ)(٩٥) ف (لَا) بمعنى (لم) كأنه قال : فلم يقتحم العقبة. ومثله قوله عزوجل : (فَلا صَدَّقَ وَلاصَلَّى)(٩٦) ، إلا أن (لا) بهذا المعنى إذا كررت أفصح منها إذا لم تكرر ، وقد قال أمية (٩٧) :

وأي عبد لك لا ألما

أي : لم تلمم.

[وإذا جعلت (لا) اسما قلت (٩٨)] : هذه لاء مكتوبة ، فتمدها لتتم الكلمة اسما ، ولو صغرت قلت : هذه لوية مكتوبة إذا كانت صغيرة الكتبة غير جليلة.

لن :

وأما (لَنْ) فهي : لا أن ، وصلت لكثرتها في الكلام ، ألا ترى أنها تشبه في المعنى (لا) ، ولكنها [أوكد](٩٩). تقول : لَنْ يكرمك زيد ، معناه : كأنه يطمع في إكرامه ، فنفيت عنه ، ووكدت النفي بلن فكانت أوكد من (لا).

لولا :

وأما (لَوْلَا) فجمعوا [فيها بين (لو) و (لا)] في معنيين ، أحدهما : (لو لم يكن) ، كقولك : لَوْلَا زيد لأكرمتك ، معناه : لو لم

__________________

(٩٥) سورة البلد ١١.

(٩٦) سورة القيامة ٣١.

(٩٧) (أمية بن أبي الصلت). التهذيب ١٥ / ٤٢٠.

(٩٨) زيادة لتقويم العبارة.

(٩٩) زيادة اقتضاها السياق. سقطت من الأصول.

٣٥٠

يكن. والآخر : (هلا) ، كقولك : لَوْلَا فعلت ذاك ، في معنى : هلا فعلت ، وقد تدخل (ما) في هذا الحد في موضع (لا) ، كقوله تعالى : (لَوْ ما تَأْتِينا بِالْمَلائِكَةِ)(١٠٠) ، أي : هلا تأتينا ، وكل شيء في القرآن فيه (لولا) يفسر على (هلا) غير التي في [سورة] الصافات : (فَلَوْ لا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ)(١٠١) أي : فلو لم يكن ..

إما لا :

وأما قولهم : إِمَّا لَا فافعل كذا فإنما هو : إن لا تفعل ذاك فافعل ذا ، ولكنهم لما جمعوا هؤلاء الأحرف فصرن في مجرى اللفظ مثقلة ، فصار (لا) في آخرها كأنه عجز كلمة فيها ضمير ما ذكرت لك في كلام طلبت فيه شيئا فرد عليك أمرك ، فقلت : إِمَّا لَا فافعل ذا.

وتقول : الق زيدا وإلا فلا ، معناه : وإلا تلق زيدا فدع ، قال (١٠٢) :

فطلقها فلست لها بكفء

وإلا يعل مفرقك الحسام

فأضمر فيه : وإلا تطلقها يعل ، وغير البيان أحسن.

لي :

لِي : حرفان متباينان قرنا ، اللام : لام [الملك](١٠٣) ، والياء ياء الإضافة.

__________________

(١٠٠) سورة الحجر ٧.

(١٠١) سورة الصافات ١٤٣.

(١٠٢) (الأحوص) ديوانه ص ١٩٠ برواية : فلست لها بأهل ... والاشق.

(١٠٣) من التهذيب ١٥ / ٤٢٨ في روايته عن العين ، واللسان (لا) في روايته عن العين أيضا. في الأصول : لام الإضافة.

٣٥١

ألا :

أَلَا ، معناها في حال : هلا ، وفي حال : تنبيه ، كقولك : أَلَا أكرم زيدا ، وتكون (ألا) صلة بابتداء الكلام ، كأنها تنبيه للمخاطب ، وقد تردف (ألا) بلا أخرى فيقال : ألا لا ، كما قال :

فقام يذود الناس عنها بسيفه

وقال : ألا لا من سبيل إلى هند (١٠٤)

ويقال للرجل : هل كان كذا وكذا فيقول : ألا لا. جعل (ألا) تنبيها و (لا) نفيا.

ألا :

وأما (أَلَّا) ثقيلة ، فإنها جمع (أن) و (لا) ، وكذلك (لئلا) هي : لأن لا ، تقول : أمرتك أَلَّا تفعل ذلك ، ولكن النون تدغم في اللام ، وفي لغة تتبين ولا بد ل (ألا) في اللغتين من غنة.

إلا :

إَلَّا : استثناء ، كقولك : ما رأيت أحدا إِلَّا زيدا. ويكون إيجابا لشيء يؤكده ، فيكون معناها معنى (لكن) كقولك : زيد إلي غير واد إلا أني آخذ بالفضل ، وقال (١٠٥) :

وجارة البيت أراها محرما

كما براها الله ، إلا أنما

مكارم السعي لمن تكرما

__________________

(١٠٤) التهذيب ١٥ / ٤٢٣ ، غير منسوب.

(١٠٥) (العجاج) ديوانه ص ٢٦٢. برواية :كما قضاها الهله

٣٥٢

فأوجب المعنى بأن أراد أن يقول : وجارة البيت أراها محرما : إنما مكارم السعي لمن تكرم ... وتقول : شتمني زيد إلا أني عفوت عنه ، تريد : ولكن عفوت عنه ، وهذه التي في الاستئناف والتوكيد ممالة. وأما قوله : وإلا فلا ، فإنها لا تمال ، لأنها من كلمتين شتى ، ألا ترى إلى قوله : وإِلَّا يعل. معناه : وإن لم.

الألاء :

الْأَلَاءُ : شجر ورقه وحمله دباغ ، وهو أخضر الشتاء والصيف ، قال :

يخضر ما أخضر الْأَلَاءُ والآس (١٠٦)

الواحدة : أَلَاءَةٌ. وأرض مَأْلَأَةٌ : كثيرة الألاء كقولك : مآسة ومقصبة ، وتأليفها من لام بين همزتين ، وهو شجر يدبغ به الأدم ، له ساق شبيه بالشيح. تقول : أديم مَأْلُوءٌ ، أي: مدبوغ بالألاء ، وتصغيره : ألياءة ، قال (١٠٧) :

إذا الظباء والمها تدخسا

في ضاله وفي الْأَلْاءِ كنسا

ولغة للعرب في كل جماعة ليس في آخرها علامة التأنيث ، الهاء والياء الموقوفة المرسلة ، والألف الممدودة ، وكانت من غير جماعة الآدميين مما يفهم ولا يفهم. أن يذكر ويجعل فعله واحدا ، وأكثر ما يجيء في الأشعار.

__________________

(١٠٦) الراجز (رؤبة) ديوانه ص ٦٨.

(١٠٧) (العجاج) ديوانه ص ١٢٩.

٣٥٣

لأي :

اللَّأَى بوزن اللعا : الثور الوحشي ، قال :

يعتاد أدحية يقين بقفرة

ميثاء يسكنها اللَّأَى والفرقد (١٠٨)

وقال :

حبوناه بنافذة مرش

كدبر اللاء ليس له شفاء (١٠٩)

وإنما أراد اللأى فقلبت الهمزة.

ولَأْي بوزن لعي : لم أسمع أحدا يجعلها معرفة ، يقولون : لَأْياً عرفت ، وبعد لَأْيٍ فعلت ، أي : بعد جهد ومشقة ، كقوله :

فلأيا بلأي ما حملنا غلامنا (١١٠)

وتقول : ما كدت أحمله إلا لأيا.

واللَّأْوَاءُ : بوزن فعلاء ، ويجمع على فعلاوات : الشدة والبلية ، قال (١١١) :

وحالت اللَّأْوَاءُ دون نشغتي

لؤلؤ :

اللُّؤْلُؤُ : معروف ، وصاحبه لَئَّالٌ ، قال :

درة من عقائل البحر بكر

لم تخنها مثاقب اللئال (١١٢)

__________________

(١٠٨) البيت في التاج (لأى) ، غير منسوب.

(١٠٩) لم نهتد إلى القائل ولا إلى القول فيما تيسر من مظان.

(١١٠) الشطر في اللسان (لأى) بدون عزو.

(١١١) (العجاج) ديوانه ص ٢٧٢.

(١١٢) التهذيب ١٥ / ٤٢٩ غير منسوب.

٣٥٤

حذفت الهمزة الآخرة حتى استقام على فعال ، ولو لا اعتلال الهمزة ما حسن حذفها ، ألا ترى أنهم لا يقولون لبياع السمسم : سماس ، وحذوهما في القياس واحد ، وإنما جاز في اللئال حذف الهمزة ، لأن الهمزة معتلة ، لما يدخل عليها من التليين والسقوط في مواضع كثيرة.

واللِّئَالَةُ : حرفة اللئال ، وصنعته كسائر الصناعات ، نحو السراجة والحياكة.

وتَلَأْلُؤُ النجم والنار بريقهما. لَأْلَأَتِ النار لَأْلَأَةً إذا توقدت فاللألأة كأنها فعل منها جاوز لهبها وتوقدها ، لأنك إذا وصفتها قلت : تلألأت ، كما تقول للثور الوحشي : لَأْلَأَ بذنبه إذا حرك ذنبه فلمع ، لأنه أبيض الذنب ، قال :

تلألأت الثريا فاستقلت

تلألؤ لؤلؤ (فيها) اضطماد (١١٣)

وإذا قلت : لَأْلَأَتِ النار جعلت الفعل لها ليس للجمر ، ولكنها لألأ لهبها.

ولَأْلَأَتِ المرأة بعينها ، ورأرأت ، أي : برقتها ، وتُلَأْلِئُ : تقلب كفيها ، قال :

فقام علي نوح بالمآلي

يُلَأْلِئْنَ الأكف إلى الجيوب (١١٤)

__________________

(١١٣) كذا رسم في الأصول المخطوطة ، وكذا ضبط في (ص) ، ولم نهتد إلى القائل ، ولا إلى القول فيما تيسر من مظان.

(١١٤) لم نهتد إلى القائل.

٣٥٥

إلى :

إِلَى : حرف من حروف الصفات.

والْآلَاءُ : النعم ، واحدتها : إلى.

وأَلْيَةُ : يمين ومنها ألوة ، قال :

يكذب أقوالي ويحنث ألوتي (١١٥)

وتفتح الهمزة أيضا ، وقال :

أتاني على النعمان جور ألية

يجور بها من متهم بعد منجد (١١٦)

والْأَلْيَةُ : محمولة على فعولة ، وأَلْوَةٌ على فعلة ، والفعل : آلَيْتُ إِيلَاءً.

وتقول : ما أَلَّيْتُ عن الجهد في حاجتك. وما أَلَوْتُكَ نصحا ، والمصدر : الْأُلِيُ والْأُلُوُّ ، بمنزلة العتي والعتو ، إلا أن الألي أكثر ، وقال (١١٧) في الفترة والعجز :

آل وما في ضبرها إلي

ولو لا اضطراره إلى (١١٨) إقامة البيت لكان البيت قد وصفه بالعجز وهو يريد معنى غير آل.

__________________

(١١٥) لم نهتد إلى القائل ، ولا إلى تمام القول.

(١١٦) لم نهتد إلى القائل.

(١١٧) (العجاج) ديوانه ص ٣٢٩.

(١١٨) من (ص). في (ط) و (س) : على.

٣٥٦

والْأَلُوَّةُ : عود يدخن به ويتبخر يسمى عود الألوة ، وهو أجود العود.

[وألا يَأْلُو ، أي : لم يدع] قال :

نحن فضلنا جهدنا لم نأتله (١١٩)

وتقول عن الِائْتِلَاءِ : تَأَلَّى ، إذا اجترأ على أمر غيب فحلف عليه. والِائْتِلَاءُ والْإِيلَاءُ واحد.

والْأَلْيَةُ : ألية الشاة وألية الإنسان. وكبش أليان ، ونعجة أليانة ، ويجوز في الشعر : آلى بوزن أفعل ، وألياء بوزن فعلاء. وأَلْيَةُ الخنصر : اللحمة التي تحتها ، وهي ألية اليد.

والْمِئْلَاةُ : خرقة مع النائحة سوداء تشير بها ، والجميع : المآلي ، قال (١٢٠) :

كأن مصفحات في ذراه

وأنواحا عليهن المآلي

أيل :

جاء في التفسير أن كل اسم في آخر إِيلَ نحو [جبرائيل] فهو معبد لله ، كما تقول : عبد الله ، وعبيد الله.

وإِيلُ : اسم من أسماء الله عزوجل بالعبرانية.

وإِيلْيَاءُ : هي مدينة بيت المقدس ، ومنهم من يقصر ، فيجعله إلياء.

وأَيْلَةُ : اسم بلدة.

وأَيْلُولُ : اسم شهر من شهور الروم أول الخريف.

__________________

(١١٩) كذا في الأصول ، ولم نهتد إلى القائل ، ولم نتبين القول.

(١٢٠) (لبيد) ديوانه ص ٩٠.

٣٥٧

والْأَيِّلُ : الذكر من الأوعال ، والجميع : الْأَيَائِلُ ، وإنما سمي بهذا الاسم ، لأنه يؤول إلى الجبال فيتحصن فيها ، قال (١٢١) :

من عبس الصيف قرون الْأَيِّلِ

وهو أيضا جماعة بكسر الهمزة.

والْإِيَالُ ، بوزن فعال. وعاء يؤال فيه شراب أو عصير أو نحو ذلك ، يقال : أُلْتُ الشراب أَؤُولُهُ أَوْلاً ، قال :

ففت الختام وقد أزمنت

وأحدث بعد إِيَالٍ إِيَالاً (١٢٢)

وهو : الخثر ، وكذلك بول الإبل [التي جزأت بالرطب] ، قال (١٢٣) :

ومن آيِلٍ كالورس نضحا كسونه

متون الصفا من مضمحل وناقع

والمصدر منه : الْأَوُلُ والْأُوولُ.

والْمَوْئِلُ : الملجأ من وألت وكذلك الْمَآلُ من ألت.

والرجل يَؤُولُ من مَآلَةٍ بوزن معالة (١٢٤) قال :

لا يستطيع مَآلاً من حبائله

طير السماء ولا عصم الذرى الودق (١٢٥)

__________________

(١٢١) (أبو النجم) التقفية ص ٤٦٠.

(١٢٢) البيت في اللسان (أول) ، غير منسوب.

(١٢٣) (ذو الرمة) ٢ / ٧٩٨.

(١٢٤) مما روي عن العين في التهذيب ١٥ / ٤٤٢ ، في الأصول : فعالة.

(١٢٥) التهذيب ١٥ / ٤٤٢ ، واللسان (وأل) غير منسوب.

٣٥٨

الْمَآلُ في هذا الموضع : الملجأ والمحترز ، غير أن وأل يئل لا يطرد في سعة المعاني اطراد آل يؤول إليه ، إذا رجع إليه ، تقول : طبخت النبيذ والدواء فَآلَ إلى قدر كذا وكذا ، إلى الثلث أو الربع ، أي : رجع.

والْآلُ : السراب.

وآلُ الرجل : ذو قرابته ، وأهل بيته.

وآلُ البعير : ألواحه وما أشرف من أقطار جسمه ، قال الأخطل (١٢٦) :

[من اللواتي إذا لانت عريكتها]

يبقى لها بعده آل ومجلود

وآلُ الخيمة : عمدها ، قال :

فلم يبق إلا آلُ خيم منضد (١٢٧)

هذا اسم لزم الجمع.

وآلُ الجبل : أطرافه ونواحيه.

والْآلَةُ : الشديدة من شدائد الدهر ، قالت الخنساء : (١٢٨)

سأحمل نفسي على آلَةٍ

فإما عليها وإما لها

لام الاستغاثة :

تقول في الاعتزاء : يا لَفُلَانٍ ، يا لَتَمِيمٍ بنصب اللام ، إنها لام مفردة ، ولكنها تنصب في الذي يندب ، وتكسر في المندوب إليه ، وإنما

__________________

(١٢٦) ديوانه ١ / ٩٨. برواية : كان لها بعده ....

(١٢٧) لم نهتد إلى قائل الشطر ، ولا إلى تمام البيت.

(١٢٨) ديوانها ص ١٢١.

٣٥٩

هي لام أضيفت إلى الاسم يدعى بها المندوب إليه ، كقولك : يا لَزَيْدٍ ويا لَلْعَجَبِ ، وذلك إذا كان ينزل به أمر فادح ، ويا لَلْحَسْرَةِ ويا لَلنَّدَامَةِ فتنصب اللام في ذلك ونحوه ، فإذا كانت اللام مع المندوب إليه أيضا فاكسرها فرقا بين المعنيين كقولك يا لزيد للعجب ويا للقوم للندامة ، قال (١٢٩) :

تكنفها الوشاة فأزعجوها

فيا للناس للواشي المطاع

يستغيث بالله على الواشي ، وقال طرفة : (١٣٠)

تحسب الطرف عليها نجدة

يا لقومي للشباب المسبكر

وأما قول جرير : (١٣١)

قد كان حقك أن تقول لبارق

يا آل بارق ، فيم سب جرير

فإنما أراد بذلك جماعة نسبت إلى بارق.

ألل :

الْإِلُ : الربوبية. قال أبو بكر : [لما تلي عليه سجع مسيلمة] : ما خرج هذا من إل(١٣٢).

الْإِلُ] في قوله [تعالى] : (إِلًّا وَلا ذِمَّةً)(١٣٣)، يقال في بعض التفسير في : هو الله عزوجل.

__________________

(١٢٩) (قيس بن ذريح) ، كما في الكتاب ١ / ٣١٩.

(١٣٠) ديوانه ص ٤٩.

(١٣١) ديوانه ص ٢٣٣ (صادر).

(١٣٢) الحديث في اللسان (ألل).

(١٣٣) سورة التوبة ٨ ، ١٠.

٣٦٠