كتاب العين - ج ٨

الخليل بن أحمد الفراهيدي

كتاب العين - ج ٨

المؤلف:

الخليل بن أحمد الفراهيدي


المحقق: الدكتور مهدي المخزومي والدكتور ابراهيم السامرّائي
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مؤسسة دار الهجرة
المطبعة: الصدر
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٥٦

يعني : أنه أطال النوم ومضى أصحابه حتى صاروا متفرقين إلى مواضع لا يعرف مكانهم فيها.

باب اللام والميم

ل م ، م ل مستعملان

لم :

لَمْ ، خفيفة : من حروف الجحد بنيت كذلك. ولَمْ ، اللام مفصولة من الميم ، إنما هي لام ضمت إلى (ما) ، ثم حذفت الألف ، كما قالوا : بم ، ونحو ذلك غير أنها لما كانت كثيرة الجري على اللسان أسكنت الميم ، وقد تسكن في (بم) في لغة رديئة.

ولَمْ : عزيمة فعل قد مضى فلما جعل الفعل معها على حد الفعل الغابر جزم ، وذلك قولك : لَمْ يخرج زيد ، وإنما معناه : لا خرج زيد ، فاستقبحوا هذا اللفظ في الكلام فحملوا الفعل على بناء الغابر فإذا أعيدت (لا) و (لا) مرتين أو أكثر حسن حينئذ لقول الله عزوجل : (فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى)(١٧) ، أي : لَمْ يصدق ولَمْ يصل ، وإذا لم تعد (لا) فهو في المنطق قبيح ، وقد جاء في الشعر ، قال :

إن تغفر اللهم تغفر جما

وأي عبد لك لا أَلَمَّا (١٨)

أي : لم يلم.

[وأما (ألم) فالأصل فيها لَمْ أدخل فيها ألف استفهام. وأما (لِمَ) فإنها (ما) التي تكون استفهاما وصلت باللام](١٩).

__________________

(١٧) سورة القيامة ٣١.

(١٨) التهذيب ١٥ / ٣٤٧ بلا نسبة أيضا.

(١٩) مما روي عن العين في التهذيب ١٥ / ٣٤٧.

٣٢١

وأما (لَمَّا) فعلى معنيين : أحدهما : من جمع (ما) و (لم) فجعلت لما بناء واحدا.

وثانيهما : بمعنى (إلا) كقوله تعالى : (إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ)(٢٠). ومنهم من يقول : لا ، بل الألف في (لما) أصلية والميم منها في موضع العين ، وهو بوزن فعل.

واللَّمَمُ : الجمع الكثير الشديد ، [تقول] : كتيبة مَلْمُومَةٌ ، وحجر مَلْمُومٌ ، وطين مَلْمُومٌ ، قال أبو النجم :

ملمومة لما كظهر الجنبل (٢١)

يصف هامة العبير.

والآكل يَلُمُ الثريد ، فيجعله لقما عظاما ثم يأكله أكلا لما.

واللَّمَمُ : مس الجنون. ورجل مَلْمُومٌ : به لمم.

واللَّمَمُ : الإلمام بالذنب الفينة بعد الفينة ، يقال : بل هو الذنب الذي ليس من الكبائر ، ومنه قوله [تعالى] : (الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ) (٢٢).

والْإِلْمَامُ : الزيارة غبا. والفعل : أَلْمَمْتُ به ، ويَجُوز في الشعر : أَلْمَمْتُ عليه.

والْمُلِمَّةُ : الشديدة من شدائد الدهر.

واللُّمَّةُ : شعر الرأس إذا كان فوق الوفرة.

__________________

(٢٠) سورة الطارق ٤.

(٢١) سبق الاستشهاد بهذا في باب الرباعي من الجيم.

(٢٢) سورة النجم ٣٢.

٣٢٢

ولِمَّةُ الوتد : ما تشعث من رأسه الموتود بالفهر. واللُّمَةُ ، مخففة : الجماعة من الرجال والنساء أيضا ، قال الكميت :

فقد أراني والإيفاع في لُمَةٍ

في مرتع اللهو لم يكرب لي الطول (٢٣)

أي : في جماعة.

وَفِي الْحَدِيثِ : جَاءَتْ فَاطِمَةُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فِي لُمَيْمَةٍ مِنْ حَفَدِهَا وَنِسَاءِ قَوْمِهَا (٢٤).

واللَّمْلَمَةُ : إدارة الحجر واستدارة الطين ، قال :

لما لَمَمْنَا عزنا الململما (٢٥)

وتقول : أعوذ بالله من اللامة والسامة ، فأما اللَّامَّةُ فما يخاف من مس ، أي : فزع ، ومن جعل السامة المنية فإن الكلام محال ، لأن الموت لا استعاذة منه ، ومن جعله بلية جاز.

والعين اللَّامَّةُ ، هي التي تصيب الإنسان ولا يقولون : لمته العين ، ولكنه نعت من اللمم على حذو الذراع والفارس ونحوهما مما يحمل على النسب بذي وذات.

ويَلَمْلَمُ : هو ميقات أهل اليمن ، الموضع الذي يحرمون منه إلى مكة.

(٢٤) حديث فاطمة في اللسان (لمم).

(٢٥) لم نهتد إلى الراجز.

__________________

(٢٣) البيت في التاج (كرب) منسوب إلى (الكميت) أيضا ، وعجزه في اللسان (كرب) بلا نسبة.

٣٢٣

مل :

الْمَلَّةُ : الرماد والجمر : يقال : مَلَلْتُ الخبزة أَمُلُّهَا في الْمَلَّةِ مَلًّا فهي مَمْلُولَةٌ ، وكل شيء تَمُلُّهُ في الجمر فهو مملول.

والْمَمْلُولُ : الممتل من الملة ، قال حميد : (٢٦)

كأنه غول علاه غول

كأنه في مِلَّةٍ مملول

يصف الفيل ، أي : كأنه مثال ممثل مما يعبد في بعض ملل الأديان من المشركين.

وطريق مُمَلٌ : قد سلك حتى صار معلما ، قال أبو دواد :

رفعناها ذميلا في مُمَلٍ معمل لحب (٢٧)

ومِلَّةُ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : الأمر الذي أوضحه للناس. وامْتَلَ الرجل : أخذ في ملة الإسلام ، أي : قصد ما أمل منه.

والْمَلَلُ والْمَلَالُ : أن تمل شيئا ، وتعرض عنه.

ورجل ملولة ، وامرأة كذلك ، قال :

وأقسم ما بي من جفاء ولا ملل (٢٨)

ومَلَلٌ : اسم موضع في طريق البادية على طريق مكة ، قال :

على ملل يا لهف نفسي على ملل (٢٩)

__________________

(٢٦) أكبر الظن أنه (حميد الأرقط) لا حميد بن ثور ، لأن ابن ثور لا يعرف له رجز. البيت الثاني في اللسان (ملل) بلا نسبة.

(٢٧) التهذيب ١٥ / ٣٥٠ ، واللسان (ملل).

(٢٨) الشطر في اللسان (ملل) بلا نسبة.

(٢٩) لم نهتد إليه.

٣٢٤

والْإِمْلَالُ : إملال الكتاب ليكتب.

والْمَلْمَلْةُ : أن يصير الإنسان من جزع أو حرقة كأنه يقف على جمر.

والْمَلْمُولُ : المكحال.

وبعير مُلَامِلٌ ، أي : سريع.

أبواب الثلاثي الصحيح من اللام

باب اللام والنون والفاء معهما

ن ف ل ، ف ل ن مستعملان فقط

نفل :

النَّفَلُ : الغنم ، والجمع : الْأَنْفَالُ.

ونَفَّلْتُ فلانا : أعطيته نفلا وغنما. والإمام يُنَفِّلُ الجند ، إذا جعل لهم ما غنموا.

والنَّافِلَةُ : العطية يعطيها تطوعا بعد الفريضة من صدقة أو صلاح أو عمل خير.

والنَّافِلَةُ : ولد الولد.

والنَّفَلُ : ضرب من النبات من دق الشجر.

والنَّوْفَلُ : السيد من الرجال. ويقال لبعض السباع : نَوْفَلٌ.

والِانْتِفَالُ : شبه الانتفاء ، وهو التنصل من الأمر ، يقال : قال لي فلان قولا فَانْتَفَلْتُ منه ، أي : أنكرت أن أكون فعلته.

٣٢٥

وانْتَفَلَ فلان من بني فلان ، أي : انتفل. وانتفل من معونتهم ونصرهم ، قال :

أمُنْتَفِلاً من نصر بهثة خلتني

ألا إنني منهم وإن كنت أينما (٣٠)

والنَّوْفَلَةُ : المملحة.

فلن :

أما فُلَانٌ فيقال في تقديره : فعال ، وتصغيره : فُلَيْنٌ. وبعض يقول : هو في الأصل : فعلان حذفت منه واو أو ياء ، كما حذفت من الإنسان ، وتصغيره في هذا القول : فليان ، وحجتهم في قولهم : فل بن فل ، كقولهم : هي بن بي ، وهيان بن بيان.

وفُلَانٌ وفُلَانَةُ : كناية عن أسماء الناس ، معرفة ، لا يحسن فيه الألف واللام ، ويقال : هذا فُلَانٌ آخر ، لأنه لا نكرة له ، ولكن العرب إذا سموا به الإبل قالوا : هذا الْفُلَانُ ، وهذه الْفُلَانَةُ ، فإذا نسبت قلت : فُلَانٌ الْفُلَانِيُ لأن كل اسم ينسب إليه فإن الياء تلحقه تصيره نكرة ، وبالألف واللام يصير معرفة في كل شيء.

باب اللام والنون والباء معهما

ل ب ن ، ن ب ل مستعملان فقط

لبن :

اللَّبَنُ : خلاص الجسد ، ومستخلصه من بين الفرث والدم ، وإذا أرادوا الطائفة القليلة قالوا : لَبَنَةٌ.

__________________

(٣٠) البيت في التهذيب ١٥ / ٣٥٧ في روايته عن العين ، وفي اللسان (نفل) إلا أن الرواية فيهما :

امنتقلا من نصر بهثه دائبا

وتنقلني من آل زد فبئسما

٣٢٦

وَفِي الْحَدِيثِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِخَدِيجَةَ مَا يُبْكِيكِ ، فَقَالَتْ : دَرَّتْ لَبَنَةُ الْقَاسِمِ فَذَكَرْتُهُ (٣١) ،. ويقال : درت دريرته.

وناقة لَبُونٌ مُلْبِنٌ ، قد أَلْبَنَتْ ، إذا نزل لبنها في ضرعها ، وإذا كانت ذات لبن في كل أحايينها فهي لبون.

وولدها في تلك الحال : ابن لبون. وكل شجرة لها ماء أبيض فهو لَبَنُهَا.

واللُّبْنَى : شجرة لها لبن كالعسل ، يقال له : عسل لبنى. واللُّبَانُ : الكندر.

واللُّبَانَةُ : الحاجة ، لا من فاقة ، بل من همة.

ولُبَيْنَى : اسم ابنة إبليس عليهما لعنة الله.

واللَّبَانُ : الصدر.

واللَّبِنَةُ : واحدة اللبن ، والْمِلْبَنُ : الذي يضرب به اللبن ، والْمِلْبَنُ أيضا : شبه محمل ينقل فيه اللبن ونحوه. والتَّلْبِينُ : فعلك حين تضربه ، وكل شيء ربعته فقد لَبَّنْتَهُ.

واللَّبِنَةُ : رقعة في الجيب.

وفرس مَلْبُونٌ : يسقى اللبن.

ورجل لابن تامر في قوله (٣٢) :

وغررتني وزعمت أنك

لَابِنٌ بالصيف تامر

__________________

(٣١) التهذيب ١٥ / ٣٦٣.

(٣٢) (الحطيئة) ديوانه ص ١٦٨ ، برواية : أغررتني ....

٣٢٧

أي : ذو لبن وذو تمر. وأما قوله (٣٣) :

فهل لبينى من هوى التلبن

راجعة عهدا من التأسن

فقد اشتق هذا الفعل من اسمها ، كقولهم : تمضر ، أي : صار مضري الهوى.

والتَّلْبِينُ : مرق من ماء النخالة ، يجعل فيها اللبن.

وبنات اللَّبَنِ : معى في البطن معروفة.

نبل :

النُّبْلُ : في الفضل والفضيلة ، وأما النَّبَالَةُ فهي أعم ، تجري مجرى النبل ، وتكون مصدرا للشيء النبيل الجسيم ، قال :

كعثبها نبيل (٣٤)

وهو يعيبها بذلك.

والنَّبَلُ : في معنى جماعة النبيل ، كما أن الأدم جماعة الأديم ، وكرم [قد يجيء جماعة] كريم ، قال (٣٥) :

[وأن يعرين إن كسي الجواري

فتنبو العين] عن كرم عجاف

وفي بعض القول : رجل نَبْلٌ. وامرأة نَبْلَةٌ وقوم نِبَالٌ. وفي المعنى الأول : قوم نُبَلَاءُ.

__________________

(٣٣) (رؤبة) ديوانه ص ١٦١.

(٣٤) لم نهتد إليه.

(٣٥) (أبو خالد القناتي) ، كما في اللسان (كرم).

٣٢٨

والنَّبَلُ : عظام المدر والحجارة ونحوها ، الواحدة : نَبَلَةٌ ، ويقال للصغار أيضا : نَبَلٌ ، وهذا من الأضداد.

وقال رجل من العرب توفي أخوه فأورثه إبلا فعيره رجل بأنه فرح بموت أخيه لما ورثه ، فقال الرجل :

أفرح أن أرزأ الكرام وأن

أورث ذودا شصائصا نَبَلاً

إن كنت أزننتني بها كذبا

جزء ، فلاقيت مثلها عجلا (٣٦)

يعني : صغار الأجسام.

والنَّبْلُ : اسم للسهام العربية ، وصاحبها : نَابِلٌ ، وحرفته النِّبَالَةُ ، وهو أيضا النبال ، وإذا رجعوا إلى واحد قالوا : سهم.

وتقول : نَبَلْتُ فلانا بكسرة أو بطعام أَنْبُلُهُ نَبْلاً إذا ناولته شيئا بعد شيء ، قال :

فلا تجفواني وانبلاني بكسرة (٣٧)

باب اللام والنون والميم معهما

ن م ل مستعمل فقط

نمل :

النَّمْلُ : قروح تخرج في الجنب ، ورقيتها : [أن يقال] : العروس تحتفل ، وتقتال وتكتحل ، غير أن لا تعصي الرجل ...

__________________

(٣٦) البيتان في التهذيب ١٥ / ٣٥٩ واللسان (نبل) بلا عزو أيضا.

(٣٧) لم نهتد إلى القائل ، ولا إلى تمام البيت.

٣٢٩

والنَّمْلُ ، والجميع : النِّمَالُ ، والواحدة : نَمْلَةٌ ، قال (٣٨)

تدب دبيبا في العظام كأنه

دبيب نمال في نقا يتهيل

ورجل نَمِلٌ : نمام ، قال الكميت :

ولا أزعج الكلم المحفظات

للأقربين ولا أُنْمِلُ (٣٩)

أي : لا أمشي بالنميمة ، وهي : النملة.

ورجل نَمِلُ الأصابع : لا يكاد يكف عن العبث بأصابعه ، وكذلك [يقال] للفرس الذي لا يكاد يستقر : إنه لَنَمِلُ القوائم.

والنَّمَلُ : الخدر ، تقول : نَمِلَتْ يده نَمَلاً.

والْأَنْمُلَةُ : المفصل الأعلى الذي فيه الظفر من الإصبع. ورجل مُؤَنْمَلُ الأصابع ، أي: غليظ أطرافها.

ويقال له : نَمِلٌ ، نعت له في الغلظ ... والنَّمِلُ : الرجل الذي لا ينظر إلى شيء إلا عمله.

والنَّمْلَةُ : مشق في حافر الدابة.

والنَّأْمَلَةُ : مشي المقيد. ينأمل في قيده .. والبعير ينأمل في مشيه.

وكتاب مُنَمَّلٌ : مكتوب ، هذلية.

__________________

(٣٨) (الأخطل :) ديوانه ١ / ١٩.

(٣٩) التهذيب ١٥ / ٣٦٥ غير منسوب ، واللسان (نمل) منسوب إلى (الكميت) أيضا.

٣٣٠

باب اللام والفاء والميم معهما

ل ف م ، ف ل م مستعملان فقط

لفم :

اللِّفَامُ : النقاب على طرف الأنف مثل اللثام على الفم ، وقد لَفَمَتْ فاها بِلِفَامٍ ، إذا نقبته.

فلم :

الْفَيْلَمُ : المشط الكبير ، وإنما هو المدرى.

والْفَيْلَمُ : العظيم ، قال البريق الهذلي : (٤٠)

ويحمي المضاف إذا ما دعا

إذا فر ذو اللمة الفيلم

باب اللام والباء والميم معهما

ب ل م ، م ل ب مستعملان فقط

بلم :

أَبْلَمَتِ الناقة ، إذا ضبعت فورم حياها. [والْمُبْلِمُ : الناقة البكر التي لم تنتج ، ولم يضربها الفحل](٤١).

والْأُبْلُمَةُ : ما يشد على حرزة البقل والرياحين.

والْبَلَمُ : صغار السمك ...

الْبَيْلَمُ : قطن القصب]

ملب : (٤٢)

الْمَلَابُ : نوع من القطن ، والْمَلَابُ : نوع من العطر.

__________________

(٤٠) ديوان الهذليين ٣ / ٥٧ ، ورواية الصدر فيه :

يشدب بالسيف اترانه

(٤١) من مختصر العين ـ الورقة ٢٥٥.

(٤٢) سقطت الكلمة وترجمتها من الأصول وأثبتناها من مختصر العين ـ الورقة ٢٥٥ ومن التهذيب في روايته عن العين ١٥ / ٣٦٨.

٣٣١

باب الثلاثي المعتل من اللام

باب اللام والنون و (و ا ي ء) معهما

ل و ن ، ن و ل ، ن ي ل ، ل ي ن ، ء و ن ، ن ء ل مستعملات

لون :

اللَّوْنُ : معروف ، وجمعه : أَلْوَانٌ ، والفعل : التَّلْوِينُ والتَّلَوُّنُ. واللِّينَةُ : كل لون من النخل والتمر هو لينة.

نول :

نيل : النَّوْلُ : اسم للقبلة ، ومنه قول امرئ القيس : (٤٣)

إذا قلت هاتي نوليني تمايلت

علي هضيم الكشح ريا المخلخل

والنَّوَالُ : العطاء. ونَوَّلَهُ : أعطاه ، قال طرفة : (٤٤)

إن تنوله فقد تمنعه

وتريه النجم يجري بالظهر

والنَّوْلُ : خشبة من أداة الحائك ... والْمِنْوَالُ : الحائك الذي ينسج الوسائد ونحوها وأداته المنصوبة تسمى أيضا مِنْوَالاً ، قال الكميت :

كميتا كأنها هراوة منوال (٤٥)

ويقال : ما نَوْلُكَ أن تفعل ذاك معناه [ليس] من حقك أن تفعل ذلك ، [وقد أنال لك أن تفعل](٤٦).

__________________

(٤٣) معلقته.

(٤٤) ديوانه ص ٥٠.

(٤٥) الشعر في التهذيب ١٥ / ٣٧٣ ، واللسان (نول) ، ولم نهتد إلى تمام البيت.

(٤٦) ما بين المعقوفتين من مختصر العين ـ الورقة ٢٥٧ ، ومعناه كما في اللسان (نول) : آن لك أن تفعل.

٣٣٢

والنِّيلُ : نهر بمصر ، ونهر بالكوفة.

والنَّيْلُ ما نلت من معروف إنسان ، وأَنَالَهُ معروفه ، أي : أعطاه .. والنَّالُ : المنالة. والْمَنَالُ : مصدر نلت ، والفعل نال ينال .. ويقال : ما نِلْتُ له بشيء ، أي : ما جدت .. ونِلْتُهُ شيئا : أعطيته.

لين :

يقال في فعل الشيء اللَّيِّنِ : لَانَ يَلِينُ لِيناً ولَيَاناً .. وشيء لَيِّنٌ ، ولَيْنٌ ، مخفف ، مثل : هين.

نأل :

ويقال : نَأَلَ يَنْأَلُ نَأَلاً إذا نهض بحمله ، ويقال : إذا تحرك.

والنَّأَلَانُ : ضرب من المشي كأنه ينهض برأسه إلى فوق.

باب اللام والفاء و (و ا ي ء) معهما

ف ل و ، ف و ل ، و ل ف ، ل ي ف ، ف ل ي ، ف ي ل ،

ل ف ء ، ء ل ف ، ف ء ل ، ء ف ل مستعملات

فلو :

الْفَلَاةُ : المفازة ، والجمع : الْفَلَوَاتُ ، والْفَلَا.

والْفِلْوُ : الجحش والمهر والجميع : الْأَفْلَاءُ. وقد فَلَوْنَاهُ عن أمه ، أي : فطمناه.

وافْتَلَيْنَاهُ لأنفسنا ، أي : اتخذناه ، وقال :

نقود جيادهن ونفتليها

ولا نغذو التيوس ولا القهادا (٤٧)

وقال (٤٨)

ملمع لاعة الفؤاد إلى جحش

فلاه عنها فبئس الفالي

__________________

(٤٧) التهذيب ١٥ / ٣٧٤ ، واللسان (فلو) بلا نسبة أيضا.

(٤٨) (الأعشى :) ديوانه ص ٧.

٣٣٣

فول :

الْفُولُ : حب يقال له : الباقلى. الواحدة : فُولَةٌ.

ولف :

الْوَلْفُ الْوِلَافُ] والْوَلِيفُ : ضرب من العدو ، والفعل : وَلَفَ يَلِفُ وَلْفاً ووِلَافاً ووَلِيفاً ، [قال رؤبة (٤٩) :

ويوم ركض الغارة الولاف](٥٠).

ليف :

اللِّيفُ : معروف ، والقطعة : لِيفَةٌ.

فلي :

الْفِلَايَةُ من فلي الرأس ، والتَّفَلِّي : التكليف ، وإذا رأيت الحمر كأنها تتحاك دفقا فإنها تَتَفَالَى قال : (٥١)

ظلت تفالى وظل الجأب مكتئبا

[كأنه عن سرار الأرض محجوم]

ويجمع الْفِلْوُ : أَفْلَاء.

والْفَالِيَةُ : خنفساء رقطاء ضخمة في الصحارى .. أبو الدقيش : إنها سيدة الخنافس.

فيل :

الْفِيلُ : معروف.

والتَّفَيُّلُ : معالجته ، وحافظه : فَيَّالٌ ، وحرفته : الْفِيَالَةُ.

__________________

(٤٩) ديوانه ص ١٠٠.

(٥٠) ما بين المعقوفتين مما روي عن العين في التهذيب ١٥ / ٣٨١.

(٥١) (ذو الرمة :) ديوانه ١ / ٤٤٣.

٣٣٤

والتَّفَيُّلُ أيضا : زيادة الشباب ، قال :

حتى إذا ما حان من تفيله (٥٢)

وتَفَيَّلَ رأي فلان ، أي : أخطأ في فراسته. وفَيَّلْتُ رأيه.

والْمُفَايَلَةُ : لعبة يلعب بها فتيان الأعراب وصبيانهم تسمى الْفِيَالَ ، ومن نصب الفاء جعله اسما ، ومن كسر الفاء جعله مصدرا ، قال (٥٣) :

[يشق حباب الماء حيزومها بها]

كما قسم الترب المفايل باليد

لفأ :

اللَّفَاءُ ، ممدود : التراب والقماش على وجه الأرض ، قال (٥٤) :

[فما أنا بالضعيف فتزدريني]

ولا حظي اللفاء ولا الخسيس

ولَفَأَتِ الريح السحاب عن وجه السماء ، [أي : فرقته](٥٥) ، وكذلك لَفَأَتِ التراب عن وجه الأرض.

ولَفَأْتُ اللحم عن العظم بالسكين ، والْتَفَأْتُهُ ، والقطعة منه : لَفْأَةً ، قال في وصف السحاب :

ظلت ركاما والريح تلفؤها (٥٦)

__________________

(٥٢) اللسان (قيل) ، غير منسوب.

(٥٣) (طرفة) ـ مطولته.

(٥٤) (أبو زيد الطائي) ، كما في اللسان (لفأ).

(٥٥) زيادة مفيدة من اللسان (لفأ).

(٥٦) لم نهتد إلى القائل ، ولا إلى تمام القول.

٣٣٥

ألف :

أَلْفٌ في العدد : عشر مائة ، والجميع : آلَافٌ. وقد آلَفَتِ الإبل ، ممدودة : صارت ألفا.

والْأَلَفَانُ : مصدر ألفت الشيء فأنا آلفه من الألفة.

والْأُلْفَةُ : مصدر الائتلاف.

وإِلْفُكَ وأَلِيفُكَ : الذي يألفك.

وأَوَالِفُ الطير : التي قد ألفت مكة ، قال (٥٧) :

أوالفا مكة من ورق الحمي

وتقول : قد آلَفَتْ هذه الطير موضع كذا ، وهن مُؤْلِفَاتٌ ، أي : لا تبرح.

والْأَلِفُ والْأَلِيفُ. كلاهما حرف.

وقول الله عزوجل (لِإِيلافِ قُرَيْشٍ)(٥٨) ، إنما جاءت هذه اللام ، والله أعلم ، في ((لِإِيلافِ قُرَيْشٍ) على معنى سورة الفيل ، إنما أهلك الله الفيل كي تسلم قريش من شرهم ، فيسلموا في بلدهم ليؤلفهم الله ، فهذه اللام تلك.

وكل شيء ضممت بعضه إلى بعض فقد أَلَّفْتَهُ تأليفا.

فأل :

الْفَأْلُ : معروف ، وقد تَفَاءَلْتُ بكذا ، وذلك ضد الطيرة.

__________________

(٥٧) (العجاج) ديوانه ص ٢٩٥.

(٥٨) أول سورة قريش.

٣٣٦

أفل :

أَفَلَتِ الشمس تَأْفُلُ أُفُولاً. وكل شيء غاب فقد أَفَلَ ، وهو آفِلٌ.

وإذا استقر اللقاح في قرار الرحم قيل : قد أَفَلَ ، والْآفِلُ في هذا المعنى : هي التي حملت.

ويقولون : لبوءة آفِلٌ وآفِلَةٌ إذا حملت.

والْأَفِيُل : الفصيل ، والجميع : الْإِفَالُ ، قال :

وجاء قريع الشول قبل إفالها (٥٩)

باب اللام والباء و (و ا ي ء) معهما

ل و ب ، و ل ب ، ب و ل ، و ب ل ، ب ل و ، ب ل ي ،

ي ل ب ، ل ب ي مستعملات

لوب :

اللُّوبُ واللُّوَابُ : العطش ، وقد لَابَ يَلُوبُ ، والواحد : لَائِبٌ ، والجميع لُوبٌ ولَوَائِبُ. يقال : إبل لُوبٌ ، ونخل لَوَائِبُ ، قال :

حتى إذا ما حان من لوابها (٦٠)

وقال :

وحالفها في بيت لوب عوامل (٦١)

ويروى : ... في بيت نوب ...أي : عظام سود طوال.

واللَّابَةُ : الحرة السوداء ، والعدد : لابات ، والجميع : لاب ولوب.

__________________

(٥٩) لم نهتد إلى القائل ولا إلى تمام القول.

(٦٠) لم نهتد إلى الراجز.

(٦١) لم نهتد إلى القائل ولا إلى تمام القول.

٣٣٧

والإبل إذا اجتمعت فكانت سوداء سميت : لَابَة ، وَفِي الْحَدِيثِ : مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا أَهْلُ بَيْتٍ أَفْقَرُ مِنَّا.

وإنما جرى هذا أول مرة بالمدينة وهي بين حرتين. فلما تمكن هذا الكلام جرى على أفواه الناس في كل بلدة ، فصار كأنه بين حدين.

ولب :

الْوَالِبَةُ : الزرعة تنبت من عروق الزرعة الأولى. تخرج الوسطى ، وهي الأم ، وتخرج الْأَوَالِبَ بعد ذلك فتتلاحق.

بول :

الْبَوْلُ : معروف ، وقد بَالَ يَبُولُ. والْبَالُ : بال النفس ، وهو الاكتراث ، ومنه اشتق : باليت ، والمصدر : المبالاة. وفي مواعظ الحسن : لا يبالهم بالة ، ولم أبال ولم أبل على القصر. والْبَالُ أيضا : رخاء العيش ، تقول : إنه لناعم البال ورخي البال.

وبل :

الْوَابِلُ : المطر الغليظ القطر. وسحاب وابل ، والْوَبْلُ : المطر نفسه ، كما تقول : ودق ووادق.

والْوَبِيلُ من المراعي : الوخيم ، لا يستمرأ. [تقول] : اسْتَوْبَلَ القوم هذه الأرض ، قال :

لقد عشيتها كلأ وبيلا (٦٢)

وقوله عزوجل : (أَخْذاً وَبِيلاً) (٦٣) ، أي : شديدا في العقوبة.

__________________

(٦٢) لم نهتد إليه.

(٦٣) سورة المزمل ١٦.

٣٣٨

وَفِي الْحَدِيثِ : أَيُّمَا مَالٍ أَدَّيْتَ زَكَاتَهُ فَقَدْ ذَهَبَتْ أَبَلَتُهُ (٦٤).أي : وبلته ، فجعل الهمزة بدل الواو ، وهي الوخامة.

والْوَبَالُ اشتقاقه من الشدة وسوء العاقبة ، وكذلك الموبل بمعناه.

والْوَابِلَةُ : طرف الفخذ في الورك ، وطرف العضد في الكتف ، ويجمع : أَوَابِلُ.

والْوَبِيلُ : خشبة القصار التي يدق عليها الثياب ، قال : (٦٥)

فمرت كهاة ذات خيف جلالة

عقيلة شيخ كالوبيل يلندد

بلو :

بلي :

بَلِيَ الشيء [يَبْلَى] بِلًى فهو بَالٍ والبلاء لغة في البلى ، قال :

والمرء يبليه بلاء السربال (٦٦)

والْبَلِيَّةُ : الدابة التي كانت تشد في الجاهلية على قبر صاحبها ، رأسها في الولية حتى تموت ، قال (٦٧) :

كالبلايا رءوسها في الولايا

ما نحات السموم حر الخدود

بَلِيٌ : حي ، والنسبة إليه : بَلَوِيٌ.

وناقة بلو سفر من مثل نضو ، وقد أبلاها السفر ، قال (٦٨) :

منازل ما ترى الأنصاب فيها

ولا حفر المبلي للمنون

__________________

(٦٤) التهذيب ١٥ / ٣٨٧.

(٦٥) (طرفة) ـ مطولته.

(٦٦) التهذيب ١٥ / ٣٩٠ وقد نسب فيه إلى (العجاج).

(٦٧) التهذيب ١٥ / ٣٩١ ، والصحاح (ولي).

(٦٨) (الطرماح) ديوانه ص ٥٢٠.

٣٣٩

يعني : الناقة البلو ، تقول : بليتها.

وتقول : الناس بذي بِلِّيٍ وذي بَلِّيٍ ، أي : متفرقون.

وأما (بَلَى) فجواب استفهام [فيه حرف نفي] ، كقولك : ألم تفعل كذا ، فتقول : بَلَى.

وبُلِيَ الإنسان وابْتُلِيَ [إذا امتحن](٦٩) ، قال :

بليت ، وفقدان الحبيب بلية

وكم من كريم يبتلى ثم يصبر

والْبَلَاءُ ، في الخير والشر. والله يُبْلِي العبد بلاء حسنا وبلاء سيئا.

وأَبْلَيْتُ فلانا عذرا ، أي : بينت فيما بيني وبينه ما لا لوم علي بعده.

والْبَلْوَى : هي البلية ، والْبَلْوَى : التجربة ، بَلَوْتُهُ أَبْلُوهُ بَلْواً.

يلب :

الْيَلَبُ والْأَلَبُ ، لغتان : البيض من جلود الإبل ، والجميع : الْيَلَبُ أيضا ، وهي أن تؤخذ البيضة ، فيجعل عليها جلود حتى تغشى كلها كهيئة ما تعمل الدباب ، ثم يترك على البيضة حتى ييبس. ثم يقلع عنها ويجعل على الرءوس بمنزلة البيضة ، قال : (٧٠)

علينا البيض والْيَلَبُ اليماني

وأسياف يقمن وينحنينا

__________________

(٦٩) تكملة مما روي عن العين في التهذيب ١٥ / ٣٩١.

(٧٠) (عمرو بن كلثوم) ـ مطولته.

٣٤٠