تدعو عليه بِالْوَرْي ، وهو مصدره. وقال العجاج (١٠٣) يصف الجراحات :
عن قلب ضجم تُوَرِّي من سبر
يقول : إن سبرها إنسان أصابه منها الْوَرْي.
وقال عبد بني الحسحاس (١٠٤) :
وَرَاهُنَ ربي مثل ما قد وَرَيْنَنِي |
|
وأحمى على أكبادهن المكاويا |
والرِّئَةُ : تهمز ولا تهمز ، وهي موضع الريح والنفس. وجمعها : الرِّئَات والرِّئِين ، وتصغيرها : رُوَيَّة ومن همز الواو قال : رُؤَيَّةٌ. قال (١٠٥) :
[وينصبن القدور مشمرات] |
|
ينازعن العجاهنة الرِّئِينَا |
والتَّوْرِيَةُ : إخفاء الخبر و [عدم](١٠٦) إظهار السر ، تقول : وَرَّيْتُهُ تَوْرِيَةً.
وأر :
تقول : وَأَرْتُ إِرَةً ، وهذه إِرَةٌ مَوْءُورَةٌ ، وهي مستوقد النار تحت الأتون وتحت الحمام ، وتحت أتون الجرار والجصاصة وذلك إذا احتفرت حفرة لإيقادك النار ، وأنا أَئِرُهَا إِرَة ووَأْراً ، وتجمع الْإِرَة
__________________
(١٠٣) ديوانه ص ٤٤.
(١٠٤) ديوانه ص ٢٤.
(١٠٥) القائل : (الكميت) ـ شعر (الكميت) ٢ / ٦٤٨. برواية (يخالسن).
(١٠٦) في الأصول : وإظهار السر.
على الْإِرِينَ والْإِرَاتِ ، قال :
كمثل الدواخن فوق الْإِرِينَا
و [وَأَرْتُ الرجل أَئِرُهُ وَأْراً : ذعرته وفزعته](١٠٧) ، قال لبيد (١٠٨) :
تسلب الكانس لم يُوأَرْ بها شعبة الساق إذا الظل عقل يصف ناقته أنها تسلب من الثور الكانس ظله ، وذلك أنه إذا رآها نفر من كناسه فخرج من تحت شعب أرطاتها ، ويروى : ... لم يُؤْرَ بها ...، بوزن لم يعر من الأري أي : لم يلصق بصدره الفزع] ، كقولك: إن في صدرك علي لَأَرْياً ، أي : لطخا من حقد ، تقول : قد أرى علي صدره ... وبعضهم يقول : لم يؤر بها. من رواها كذا بالهمز قال : لم يدخل الفزع جنان رئته.
أري :
وأَرْيُ القدر : ما يلتزق بجوانبها من الحرق ، وكذلك من العسل ما التزق بجوانب العسالة ، قال (١٠٩) :
[إذا ما تأوت بالخلي بنت به |
|
شريجين] مما تَأْتَرِي وتتيع |
أي : مما يلتزق ويسيل ، وائْتِرَاؤُهُ : التزاقه. وهو [كذلك] في بيت زهير في وصف البقر (١١٠) :
__________________
(١٠٧) من التهذيب ١٥ / ٣٠٩ ، واللسان (وأر) لتوجيه الشاهد من قول (لبيد).
(١٠٨) ديوانه ص ١٧٥.
(١٠٩) القائل : (الطرماح) ديوانه ص ٢٩٧.
(١١٠) ديوانه ص ٥٧.
يشمن بروقه ويرش أَرْيَ |
|
الجنوب على حواجبها العماء |
ومنهم من يقول في بيت لبيد : لم يوأر بها من أُوَار الشمس ، وهو شدة حرها ، أي : لم يحترق بها.
ويقال : قد أَرَتْ قدرك يا فلان تَأْرِي ، وإنما تَأْرِي عن الحب والتمر إذا لم يسط ، والْأَرْيُ أن يلزق بأسفلها مثل : الجلبة مما يطبخ فيها فقد أَرَتْ أَرْياً ، والذي يلزق نفسه أيضا الْأَرْي.
والتَّأَرِّي : التوقع لما في القدر ، قال الحارث الباهلي (١١١) :
لا يَتَأَرَّى لما في القدر يرقبه |
|
ولا يعض على شرسوفه الصفر |
يقول : يأكل القفار الذي لا أدم فيه. وقوله : لا يَتَأَرَّى ، أي : لا ينتظر غدا القوم ، ولا ما في قدرهم أن يطعموه منه. ويقال : لا يَتَأَرَّى لذلك ، أي : لا ينتظر ، ولا يهمه.
وإن بينهم لَأَرْيَ عداوة ، أي : أشدها وألزقها وأقدمها.
وأَرْيُ الندى : ما وقع من الندى على الذي هو مثل العشب والشجر والصخر فلا يزال يلتزق بعضه ببعض. والدابة تَأْرِي إلى الدابة ، إذا انضمت إليها وألفت معها معلفا واحدا ، وبذلك سمي المعلف : آرِيّاً ، فهو في التقدير : فاعول ، قال (١١٢) :
يعتاد أرباضا لها آرِيٌ
__________________
(١١١) (هو أعشى باهلة) ، والبيت في اللسان (أري).
(١١٢) القائل : (العجاج) ديوانه ص ٣٢٤ برواية : واعتاد ....
والْوَارِي : الشحم السمين ، والْوَرْي مثله.
وزند وَارٍ للذي يُورِي النار سريعا. يَرِي الزند ويَوْرَى لغتان ، وأَوْرَيْتُ زندا.
وتقول للرجل الكريم : إنه لَوَارِي الزناد ، ووَرَّيْتُ بك زنادي ، أي : رأيت منك ما أحب من النصح والنجابة والسماحة.
ورجل يُوَرِّي بالأمر ، إذا أراد أمرا وهو يظهر للناس غيره. وأَوْرَيْتُ النار إذا كانت خامدة فأججتها.
أير :
إِير : موضع بالبادية قال (١١٣) :
على أصلاب جأب أخدري |
|
من اللائي تضمنهن إِير |
والْإِيرُ : ريح حارة ذات إِيَار ، ياؤها في الأصل واو مثل واو الريح صارت ياء لكسرة ما قبلها ، وتصغيرها : رويحة وأُوَيْرَة. وقال بعضهم : بل الْإِيرُ : الشمال الباردة بلغة هذيل ، قال :
وإنا مساميح إذا هبت الصبا |
|
وإنا مساميح إذا الْإِيرُ هبت |
وناس يقولون : هو جمع الأوار في هذا البيت كأنهم يجعلون الأوار من حر السموم.
أرر :
الْإِرَارُ : شبه ظؤرة يَؤُرُّ بها الراعي رحم الناقة إذا
__________________
(١١٣) (الشماح) ديوانه ص ١٥٣.
مارنت ، وممارنتها : أن يضربها الفحل فلا تلقح. وتفسير يَؤُرُّ بها الراعي : أن يدخل يده في رحمها فيقطع ما هناك بِالْإِرَار ويعالجه.
والْأَرُّ : أن يأخذ الرجل إِرَاراً ، وهو غصن من شوك القتاد وغيره فيضربه بالأرض حتى تبين أطراف شوكه ، ثم يبله ، ثم يذر عليه ملحا مدقوقا فيؤر به ثفر الناقة حتى يدميها ... يقال : ناقة ممارن ، والفعل : أَرَّهَا يَؤُرُّهَا.
والْأَرِيرُ : حكاية صوت الماجن عند القمار والغلبة. أَرَّ يَأَرُّ أَرِيراً.
يرر :
الْيَرَرُ : مصدر الأير ، تقول : صخرة يَرَّاء ، وحجر أَيَرُّ. قال أبو الدقيش : إنه لحار يَارٌّ ، عنى به رغيفا أخرج من التنور ، وكذلك إذا حميت الشمس على شيء حجرا كان أو غيره فلزمته حرارة شديدة قيل : إنه لحار يَارٌّ إذا كان له صلابة ، ولا يقال للماء ولا للطين ، والفعل : يَرَّ يَيَرُّ يَرَراً ، وتقول في الجزم : يير ، ولا يوصف به على نعت أفعل وفعلاء إلا الصفا والصخرة ، ولا يقال إلا ملة حارة يارة ، وكل شيء نحو ذلك ، إذا ذكروا الْيَارَّ لم يذكروه إلا وقبله : حار.
ورا :
الْوَرَى ، مقصور : الأنام الذي على ظهر الأرض ، قال :
ويسجد لي شعراء الْوَرَى |
|
سجود الوزاغ لثعبانها (١١٤) |
__________________
(١١٤) لم نهتد إليه.
أور :
الْأُوَارُ : حر التنور من بعيد. ويقال : إرة في ورة ، فَالْإِرَة : النار بعينها ، والْوِرَة : الحفرة.
والْمُسْتَأْوِرُ : الفزع ، قال :
كأنه بزوان نام عن غنم |
|
مُسْتَأْوِر في سواد الليل مذءوب (١١٥) |
رير :
الرِّيرُ والرَّارُ ، لغتان : المخ الذائب في العظم ، كأنه خيط أو ماء. قال (١١٦) :
[على عمائمنا تلقى وأرحلنا] |
|
على زواحف تزجى ، مخها رِيرُ |
والرِّيرُ : الماء الذي يخرج من فم الصبي كأنه خيوط.
رأرأ :
الرَّأْرَأَةُ : تحديق النظر ، وتحريك الحدقتين في ذلك ... رَأْرَأْتُ بصري.
ورَأْرَأَتْ عيناه.
ويقال : رَأْرَأَ السحاب والسراب ، أي : لمح كلمح البصر ، وهو دون اللمع.
رأي :
الرَّأْيُ : رأي القلب ، ويجمع على الْآرَاء ، تقول : ما أضل آراءهم ، على التعجب و (راءهم) أيضا.
__________________
(١١٥) البيت في اللسان (أور) غير منسوب.
(١١٦) (الفرزدق) طبقات الشعراء ٣ ورواية الديوان المطبوع :. تزجيها محاسير.
ورَأَيْتُ بعيني رُؤْيَةً. ورَأَيْتُهُ رَأْيَ العين ، أي : حيث يقع البصر عليه.
وتقول من رَأْيِ القلب : ارْتَأَيْتُ ، قال :
ألا أيها الْمُرْتَئِي في الأمور |
|
سيجلو العمى عنك تبيانها (١١٧) |
وتقول : رَأَيْتُ رُؤْيَا حسنة ، قال (١١٨) :
عسى أَرَى يقظان ما أُرِيتُ |
|
في النوم رُؤْيَا أنني سقيت |
ولا تجمع الرؤيا. ومن العرب من يلين الهمزة فيقول : رُويَا ، ومن حول الهمزة فإنه يجعلها ياء ، ثم يكسر فيقول : رأيت رِيَّا حسنة. والرِّيُ : ما رأت العين من حال حسنة من المتاع واللباس. والرَّئِيُ : جني يتعرض [للرجل] يُرِيهِ كهانة وطبا ، تقول : معه رَئِيٌ.
وبعض العرب تقول : رَيْتُ بمعنى رَأَيْتُ ، وعلى هذا قرىء [قوله تعالى] : أَرَيْتَ الَّذِي يَنْهى عَبْداً إِذا صَلَّى (١١٩) ، وقال :
أقسم بالله أبو حفص عمر |
|
ما رَايَهَا من نقب ولا دبر |
فاغفر له اللهم إن كان فجر (١٢٠) |
__________________
(١١٧) البيت في اللسان (رأى) غير منسوب.
(١١٨) (رؤبة) ديوانه ص ٢٥.
(١١٩) سورة العلق ١٠.
(١٢٠) الأول والثاني في اللسان (رأي) بدون نسبة.
وتَرَاءَى القوم : رأى بعضهم بعضا ، قال جل وعز : (فَلَمَّا تَراءَا الْجَمْعانِ)(١٢١).
[وتقول] : تَرَاءَى لي فلان ، أي : تصدى لك لتراه. وتَرَاءَى له تابعه من الجن إذا ظهر له ليراه.
والْمِرْآة : التي ينظر فيها والجميع : الْمَرَائِي ، ومن لين الهمزة قال : الْمَرَايَا. وتَرَاءَيْتُ في الْمِرْآة : نظرت فيها ، وفي الحديث : لَا يَتَمَرْأَى أَحَدُكُمْ فِي الْمَاءِ (١٢٢) ،.أي : لا ينظر وجهه فيه ، وأدخلت الميم في حروف الفعل.
وتقول في يفعل وذواتها من رأيت : يَرَى وهو في الأصل : يَرْأَى ولكنهم يحذفون الهمزة في كل كلمة تشتق من (رأيت) إذا كانت الراء ساكنة. تقول : رأيت كذا ، فحذفت همزة أرأيته ، وأنا مُرٍ وهو مُرًى ، بحذف الهمزة ، إلا أنهم يثبتون في موضعين ، قالوا : رأيته فهو مَرْئِيٌ ، وأَرْأَتِ الناقة إذا أرأى ضرعها أنها أقربت وأنزلت وهي مُرْأَى ، بهمزة ، والحذف فيها صواب. وقد يقولون : اسْتَرَيْتُ واسْتَرْأَيْتُ ، أي : [طلبت الرؤية].
وتقول في الظن : رِيتُ أن فلانا أخوك ، ومنهم من يثبت الهمزة فيقول : رُئِيتُ ، فإذا قلت (أرى) وذواتها حذفت ، ومن قلب الهمزة من رأى قال : رَاءَكَ ، كقولك : نأى وناء.
والتَّرِّيَّة ، مشددة الراء ، إن شئت همزت وإن شئت لينت وثقلت الياء ، وإن شئت طرحت الهمزة وخففت الياء فقلت : تَرْيَة. والتَّرِيَّة ،
__________________
(١٢١) سورة الشعراء ٦١.
(١٢٢) الحديث في اللسان (رأي).
مكسورة الراء خفيفة ، كل هذا لغات ، وهو ما تراه المرأة من [بقية] محيضها من صفرة أو بياض ، قبل أو بعد.
وأما البصر بالعين فهو رُؤْيَة ، إلا أن تقول : نظرت إليه رأي العين وتذكر العين فيه.
وما رأيته إلا رَأْيَة واحدة ، قال ذو الرمة (١٢٣) :
إذا ما رَآهَا رَأْيَة هيض قلبه |
|
بها كانهياض المتعب المتتمم |
والعرب تحذف الهمزة فيما غير من الفعل في قولك : ترى ويرى ونرى وأرى ونحوه ، وفيما زاد من الفعل في أفعل ، واستفعل ، وتهمز فيما سوى ذلك إلا أنهم يقولون : أَرْأَتِ الناقة والشاة أي : استبان حملها. وتقول للذي يُرِيكَ شيئا فهو مُرْءٍ والناقة مُرْئِيَة ، وإن شئت خففت ولينت الهمزة ، والشاعر إذا احتاج إلى تثقيلة ثقل ، كما قال :
وأبدت البيض الحسان أسوقا |
|
غير مَرِيَّات ولكن فرقا (١٢٤) |
وتقول رَأَّيْتُ فلانا تَرْئِيَة إذا رأيته المرآة لينظر فيها.
واعلم أن ناسا من العرب لا يرون أن يهمزوا الهمزة الأولى من الرئاء كراهية تعليق ألف بين همزتين ، ولذلك قالوا : ذؤابة فهمزوا ، ثم جمعوا الذوائب بلا همز كراهية (الذآئب) ، وأما من همز الرئاء فمن أجل المدة التي بعد الألف ليس من بعدها شيء يعتمد عليه فقد يسقط في الوقوف ، وفي اضطرار الشعر فيما يقصرون من الممدود ، ولذلك جاز الهمز فيها ولم يجز في الذوائب.
__________________
(١٢٣) ديوانه ٢ / ١١٧٣ برواية : اذا نال منها نظرة ....
(١٢٤) لم نهتد إلى القائل ، ولا إلى القول فيما تيسر من مظان.
والرِّيُ : ما أريت القوم من حسن الشارة والهيئة ، قال جرير :
وكل قوم لهم رِيٌ ومختبر |
|
وليس في تغلب رِيٌ ولا خبر |
وتقول : أَرِنِي يا فلان ثوبك لِأَرَاه ، فإذا استعطيته شيئا ليعطيكه لم يقولوا إلا أَرْنَا بسكون الراء ، يجعلونه سواء في الجمع والواحد والذكر والأنثى كأنها عندهم كلمة وضعت للمعاطاة خاصة ، ومنهم من يجريها على التصريف فيقول : أَرْنِي وللمرأة أَرِينِي ، ويفرق بين حالاتهما ، وقد يقرأ : أَرْنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانا (١٢٥) على هذا المعنى بالتخفيف والتثقيل ، ومن أراد معنى الرؤية قرأها بكسر الراء ، فأما أَرِنَا (اللهَ جَهْرَةً)(١٢٦) و (أَرِنا مَناسِكَنا)(١٢٧) فلا يقرأ إلا بكسر الراء.
واعلم أن ناسا من العرب لما رأوا همزة (يرى) محذوفة في كل حالاتها حذفوها أيضا من (رأى) في الماضي وهم الذين يقولون : ريت.
[وفلان يَتَرَاءَى برأي فلان إذا كان يرى رأيه ويميل إليه ويقتدي به](١٢٨).
فأما التَّرَائِي في الظن فإنه فعل قد تعدى إليك من غيرك ، فإذا جعلت ذلك في الماضي وأنت تريد به معنى ظننت قلت : رُئِيتُ. ومنهم من يحذف الهمزة منها أيضا فيكسر الراء ، ويسكن الياء. فيقول :
__________________
(١٢٥) سورة فصلت ٢٩.
(١٢٦) سورة النساء ١٥٣.
(١٢٧) سورة البقرة ١٢٨.
(١٢٨) مما أخذه الأزهري من العين في التهذيب ١٥ / ٣٢٥.
رِيتُ ، وهي أقبحها ، ومنهم من يقول في الماضي : رَأَيْتُ في معنى ظننت ، وهو خلف في القياس ، كيف يكون في الماضي معروفا وفي الغابر مجهولا من فعل واحد في معنى واحد.
روي :
الرُّوَاءُ : حسن المنظر في البهاء والجمال ، [يقال] : امرأة لها رواء وشارة حسنة.
والرِّوَاء : حبل الخباء ، أعظمه وأمتنه ، وذلك لشدة ارْتِوَائِهِ في غلظ فتله. وكل شجرة أو عضو امتلأ قيل : قد ارْتَوَى ، وإنما قالوا : رَوِيَ إذا أرادوا الرِّيَ من الماء والأعضاء والعروق من الدم ، ولا تَرْتَوِي العروق لأنها لا تغلظ ، وليس معنى ارتوائها كارتواء القوم إذا حملوا ريهم من الماء ، كل هذا من رَوِيَ يَرْوَى رَيّاً. والرَّاوِي : الذي يقوم على الدواب ، وهم : الرُّوَاة ، ولم أسمعهم يقولون : رويت الخيل. وأكثر ما يقال ذلك في الرياضة والسياسة.
فأما الرجل الرَّاوِيَة فالذي قد تمت روايته واستحق هذا النعت استحقاق الاسم ، وفي هذا المعنى يدخلون الهاء في نعت المذكر ، فإذا أردت وجه الفعل من غير مبالغة قلت : هو رَاوِي هذا الشيء.
وارْتَوَتْ مفاصل الدابة إذا اعتدلت وغلظت. وفرس رَيَّان الظهر إذا سمن متناه.
وارْتَوَتِ النخلة إذا غرست في قفر ، ثم سقيت في أصلها.
وارْتَوَى الحبل إذا كثر قواه وغلظ في شدة فتل.
والتَّرْوِيَة : أن تروي شيئا فيكثر عليك حتى يشتد ريه ، كما تقول : رَوَّيْتُ السويق من الماء وغيره ، فإذا أردت وجه الفعل من غير مبالغة قيل : أَرْوَيْتُهُ.
والتَّرْوِيَة : يوم قبل عرفة ، سمي به لأن القوم يتروون من مكة ويتزودون ريا من الماء.
والرَّيُ : مصدر رَوِيَ يروى وهو رَيَّان والمرأة : رَيَّا والجميع : رِوَاء للذكر والأنثى فيه.
والرَّوَاء من الماء : الذي يكون للوارد فيه ري ، قال جرير : (١٢٩)
بئر رَوَاء عذبة الشروب
وقال ابن أحمر يذكر قطاة وفرخها :
تَرْوِي لقي ألقي في صفصف |
|
تصهره الشمس فما ينصهر (١٣٠) |
تَرْوِي معناه : تستقي ، يقال : قد رَوَى ، معناه : قد استقى على الراوية. والرَّاوِيَة : أعظم من المزادة ، ويجمع : الرَّوَايَا ، ويجعل الشاعر القطا روايا لأفراخها.
والرَّيَّا : ريح طيبة من نفحة ريان ، قال (١٣١) :
[إذا قامتا تضوع المسك منهما |
|
نسيم الصبا جاءت] بِرَيَّا القرنفل |
__________________
(١٢٩) ليس في ديوانه.
(١٣٠) التهذيب ١٥ / ٣١٤ ، واللسان (روي).
(١٣١) (امرؤ القيس) ـ مطولته.
وقال آخر :
فلو أن محموما بخيبر مدنفا |
|
تنشق رَيَّاهَا لأقلع صالبه (١٣٢) |
ولا يشتق منها فعل ، ولا تجمع.
والرِّوَايَة : [رواية] الشعر والحديث. ورجل رَاوِيَة : كثير الرواية. والجميع : رُوَاة.
والْمَرْوَى : اسم موضع بالبادية.
والرَّوِيُ : حروف قوافي الشعر اللازمات ، تقول : [هاتان] قصيدتان على روي واحد.
ريا :
الرَّايَةُ : من رايات الأعلام ، وإن جعلت الرَّايَ جميعا بغير الهاء استقام ، وكذلك الرَّايَة التي تجعل في عنق الغلام ، وهما من تأليف راء وياءين. وتصغير الراية : رُيَيَّة. والفعل : رَيَيْتُ رَيّاً ، ورَيَّيْتُ تَرِيَّة ، والأمر : ارْيَهْ ورَيِّهْ والتشديد أحسن.
وعلم مَرِيٌ بالتخفيف ، وإن شئت بينت الياءات فقلت : علم مَرْيِيٌ بلا تشديد ولا همز ولكن ببيان الياءات.
روأ :
الرَّاء ، ممدود ، والواحدة : رَاءَة : شجر له ثمرة بيضاء ، الهمزة فيها أصلية وتصغيرها : رُوَيْئَة.
__________________
(١٣٢) نسب في التهذيب ١٥ / ٣١٥. والأساس (نشق) واللسان (روي) إلى المتلمس. وهو في ديوانه (الصيرفي) ص ٢٧٤.
ورَوَّأْتُ في الأمر إذا أثبت النظر فيه ، والاسم : الرَّوِيئَة و [الرَّوِيَّة] ، قال :
لا خير في رأي بغير رَوِيَّة |
|
ولا خير في جهل تعاب به غدا (١٣٣) |
باب الرباعي من الراء
الراء واللام
ف ر ف ل ، رء ب ل ، ب رء ل مستعملات
فرفل :
الْفَرَافِل : سويق ينبوت عمان.
رأبل (١٣٤) :
الرِّئْبَال : من أسماء الأسد والذئب.
برأل (١٣٥) :
الْبُرَائِل : ما استدار من ريش الطائر حول عنقه ، والجميع : الْبَرَائِل ، وقد بَرْأَلَ الديك وتَبَرْأَلَ.
الراء والنون
ر فء ن ، ف ر ن ب مستعملان
رفأن (١٣٦) :
ارْفَأَنَ الناس : سكنوا.
فرنب (١٣٧) :
الْفِرْنِب : الفأرة.
تم الرباعي ، وبه تم حرف الراء ، ولا خماسي له
__________________
(١٣٣) لم نهتد إلى القائل ، ولا إلى القول فيما توفرنا عليه من مظان.
(١٣٤) الكلمة وترجمتها من مختصر (العين) ـ الورقة ٢٥٣ ـ
(١٣٥) من مختصر العين ـ الورقة ٢٥٣.
(١٣٦) من مختصر العين ـ الورقة ٢٥٣.
(١٣٧) من مختصر العين ـ الورقة ٢٥٣.
باب اللام
باب الثنائي من اللام
باب اللام والفاء
ل ف ، ف ل مستعملان
لف :
اللَّفَفُ : كثرة لحم الفخذين ، وهو في النساء نعت ، وفي الرجال عيب ، تقول : رجل أَلَفٌ ، أي : ثقيل ، قال نصر بن سيار :
ولو كنت القتيل وكان حيا |
|
لشمر لا أَلَفّ ولا سؤوم |
واللَّفِيفُ : ما اجتمع من الناس من قبائل شتى ، ليس أصلهم واحدا ، يقال : جاء القوم بِلَفِّهِمْ ولفيفهم.
واللَّفَفُ : ما لففوا من هاهنا وهاهنا ، كما يلفف الرجل شهود زور.
واللَّفُ في المطعم : الإكثار منه مع التخليط.
وحديقة لَفَّةٌ ، ويقال : لَفٌ ، والجميع الْأَلْفَاف ، وهي الْمُلْتَفَّة الشجر.
وأَلَفَ الرجل رأسه ، إذا جعله تحت ثوبه. وأَلَفَ الطائر رأسه إذا جعله تحت جناحه ، قال أمية (١) :
ومنهم مُلِفٌ رأسه في جناحه |
|
يكاد لذكرى ربه يتفصد |
__________________
(١) (أمية بن أبي الصلت) ديوانه ص ١٧٧.
فل :
الْفَلُ : المنهزم (٢) ، والجميع : الْفُلُول والْفُلَّال.
والتَّفْلِيلُ : تَفَلُّلٌ في حد السيف ، وفي غروب الأسنان ، ونحو ذلك ، قال النابغة(٣):
ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم |
|
بهن فُلُولٌ من قراع الكتائب |
ويقال : الْفُلُولُ الجماعة ، والواحد : فَلٌ ، ويقال : الْفُلُولُ : مصدر.
والِاسْتِفْلَالُ : أن تصيب من الموضع العسر شيئا قليلا من موضع طلب حق أو فلا يَسْتَفِلّ إلا شيئا صغيرا أو يسيرا.
والْفَلِيل : ناب البعير إذا انكسر منه شيء.
والْفُلْفُل : معروف يحمل من الهند .... والْمُفَلْفَلُ : ضرب من الثياب عليه صعارير من الوشي كالفلفل.
والْفَلِيل : السيف. والْفَلِيل : الشعر ، هذلية.
باب اللام والباء
ل ب ، ب ل مستعملان
لب :
لُبُ كل شيء من الثمار : داخله الذي يطرح خارجه ، نحو اللوز وما إليه.
__________________
(٢) في العين رواية الأزهري في التهذيب ١٥ / ٢٣٥ : المنهزمون.
(٣) ديوانه ص ٦٠.
ولُبُ الرجل ما جعل في قلبه من العقل وجمع اللُّبِ : أَلْبَاب. واللُّبَاب جامع في كل ما خلا الإنسان ، لا يقال في موضع اللب من الإنسان : لباب. ولُبَابُ القمح ، يعني الحنطة ، ولُبَابُ الفستق.
واللُّبَاب من الإبل : خيارها وأفضلها. ولُبَابُ الحسب : محضه.
واللُّبَابُ : الخالص من كل شيء ، قال :
وأهل العز والحسب اللُّبَاب (٤)
وقال (٥) :
سبحلا أبا شرخين أحيا بناته |
|
مقاليتها فهي اللُّبَابُ الحبائس |
يصف الإبل.
وقال الحسن في وصف الفالوذج : لُبَابُ القمح بلعاب النحل.
واللَّبَابَة : مصدر اللَّبِيب ، والفعل منه : لَبِبَ (٦) يَلَبُ.
ورجل مَلْبُوبٌ ، أي : موصوف باللب.
ولُبَابَةُ : من أسماء النساء ، قال حسان :
وجارية مَلْبُوبَة ومنجس |
|
وطارقة في طرقها لم تشدد (٧) |
واللُّبُ : موضع اللبب من الصدر. واللَّبَبُ : البال ، يقال : ذاك الأمر منه في بال رخي ، وفي لبب رخي. واللَّبَبُ من
__________________
(٤) لم نهتد إلى القائل ، ولا إلى تمام البيت.
(٥) (ذو الرمة) ديوانه ٢ / ١١٣٦.
(٦) حكى الأزهري عن العين بعد أن أورد النص : وقد لببت ، التهذيب ١٥ / ٣٣٨.
(٧) التهذيب ١٥ / ٣٣٨ ، ، واللسان (لبب) منسوب أيضا.
الرمل : شبه حقف ، قال ذو الرمة (٨) :
براقة الجيد واللبات واضحة |
|
كأنها ظبية أفضى بها لَبَبٌ |
وأما قول أبي ذؤيب (٩) :
ونميمة من قانص مُتَلَبِّبٍ |
|
في كفه جشء أجش وأقطع |
فإنه كل من جمع ثيابه وتحزم فقد تَلَبَّبَ ، وهو هاهنا المتسلح ، شبهه بمن جمع ثيابه.
واللَّبَّة من الصدر : موضع القلادة ، وهي واسطة حواليها اللؤلؤ وخرز قليل وسائرها خيط.
والتَّلْبِيب : مجمع ما في موضع اللبب من ثياب الرجل ، يقال : أخذ فلان بتلبيب فلان.
ولَبَّبْتُهُ ، إذا جعلت في عنقه ثوبا أو حبلا ، وقبضت على موضع تَلْبِيبِهِ ، [وأنت](١٠) تعتله.
والصريخ يصرخ إلى القوم ويُلَبِّبُ ، لأنه يجعل كنانته أو قوسه في عنقه ثم يقبض على تلبيب نفسه ويصرخ.
قال :
إنا إذا الراعي اعترى ولَبَّبَا
ويقال : هو في هذا الموضع : التردد.
واللَّبْلَبَةُ : فعل الشاة بولدها إذا لحسته بشفتها.
__________________
(٨) ديوانه ١ / ٢٦.
(٩) ديوان الهذليين ١ / ٧.
(١٠) في الأصول : وهو.
واللَّبْلَاب : حشيشة يتداوى بها.
بل :
الْبَلَلُ اسم من (بل). والْبِلَّة والْبَلَلُ : الدون.
وبِلَّة اللسان : وقوعه على مواضع الحروف ، واستمراره على المنطق ، يقال : ما أحسن بِلَّة لسانه ، أو ما يقع لسانه إلا على بِلَّتِهِ. والْبِلَال : البلل وهو الاسم ، والواحد مثله ، ويقال : هو جمع بلّة ، قال الساجع : اضربوا أميالا تجدوا بِلَالا. ويقال : بِلَال هاهنا اسم رجل.
والبَلِيلُ : الريح الباردة.
ويقال : بَلَ فلان من مرضه وأَبَلَ واسْتَبَلَ ، أي : برأ ، والاسم منه : الْبِلُ. وفي الحديث : وَهِيَ لِشَارِبٍ حِلٌّ وَبِلٌ. الْبِلُ : المباح بلغة حمير ، وقال :
إذا بَلَ من داء به ظن أنه |
|
نجا وبه الداء الذي هو قاتله (١١) |
وبَلَ فلان بفلان ، أي : وقع في يديه ، قال :
بَلَّتْ به غير طياش ولا رعش (١٢)
وقال طرفة (١٣) :
[إذا ابتدر القوم السلاح وجدتني] |
|
منيعا إذا بَلَّتْ بقائمه يدي |
__________________
(١١) اللسان والتاج (بلل) ، بدون نسبة أيضا.
(١٢) لم نهتد إلى القائل ، ولا إلى تمام البيت.
(١٣) مطولته.
والبَلّ : مصدر الْأَبَلّ من الرجال ، وهو الذي لا يستحي ولا يبالي ما قال ، قال :
ألا تتقون الله يا آل عامر |
|
وهل يتقي الله الْأَبَلُ المصمم (١٤) |
ويقال للإنسان إذا حسنت حاله بعد الهزال : قد ابْتَلَ وتَبَلَّلَ.
والْبُلْبُل : طائر يكون في أرض الحرم ، حسن الصوت ، يألف الحرم.
والْبُلْبُلَة : ضرب من الكيزان في جنبه بلبل ينصب منه الماء.
والْبَلْبَلَة : وسواس الهموم في الصدر ، وهو الْبَلْبَال ، والجميع : الْبَلَابلِ.
والْبَلْبَلَة : بلبلة الألسن المختلفة ، يقال والله أعلم : إن الله عزوجل لما أراد أن يخالف بين ألسنة بني آدم بعث ريحا فحشرتهم من كل أفق إلى بَابِل فَبَلْبَلَ الله بها ألسنتهم ، ثم فرقتهم تلك الريح في البلاد.
وفي الحديث : كَانَ النَّاسُ بِذِي بِلَّى (١٥) ويروى : بِذِي بِلِّيَان. مكسورة الباء ، مشددة اللام ، يقال : أراد بذلك ، والله أعلم ، تفرق الناس وتشتت أمورهم. قال :
ينام ويذهب الأقوام حتى |
|
يقال : أتوا على ذي بِلِّيَان (١٦) |
__________________
(١٤) اللسان (بلل) بلا نسبة أيضا.
(١٥) الحديث في اللسان (بلل).
(١٦) اللسان (بلل) بلا نسبة أيضا.