كتاب العين - ج ٨

الخليل بن أحمد الفراهيدي

كتاب العين - ج ٨

المؤلف:

الخليل بن أحمد الفراهيدي


المحقق: الدكتور مهدي المخزومي والدكتور ابراهيم السامرّائي
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مؤسسة دار الهجرة
المطبعة: الصدر
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٥٦

والْفَرِيُ : الأمر العظيم في قوله : جل وعز : (لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيًّا) (٥٥).

الْفَرِيَّةُ : المزادة] وفَرِيَّة وفراء : واسعة ، فإذا قلت : مَفْرِيَّة فهي مشقوقة ، والتَّفَرِّي : التشقق ، ويقال : تبجست الأرض بالعيون وتَفَرَّتْ ، قال زهير (٥٦) :

[رعوا ما رعوا من ظمئهم ثم أوردوا]

غمارا تَفَرَّى بالسلاح وبالدم

رفأ :

رجل رَفَّاء بين الرِّفَاءَة والرِّفَايَة. والثوب مَرْفُوٌّ ، [أي : ملؤوم خرقه].

والرِّفَاءُ : يكون الاتفاق ، وحسن الاجتماع ، ويكون من الهدوء والسكون ، وفي الحديث : بِالرِّفَاءِ وَالْبَنِينَ (٥٧). والْمُرَافَأَة : المحاباة في البيع .. رَافَأْتُهُ في البيع مُرَافَأَة ، قال :

ولما أن رأيت أبا رديم يُرَافِئُنِي ويكره أن يلاما (٥٨)

وأما بيت أبي خراش :

رَفَوْنِي وقالوا : يا خويلد لا ترع

فقلت ، وأنكرت الوجوه : هم هم

__________________

(٥٥) سورة مريم ٢٧.

(٥٦) معلقته ديوانه ص ٢٥.

(٥٧) الحديث في التهذيب ١٥ / ٢٤٣.

(٥٨) البيت في التهذيب ١٥ / ٢٤٣ غير منسوب أيضا.

٢٨١

فإنه من الهدوء والسكون.

وأَرْفَأْتُ السفينة : قربتها إلى الشط. إِرْفَاءً.

والْيَرْفَئِيُ : راعي الغنم.

رأف :

الرَّأْفَةُ : الرحمة ، وقد رَؤُفَ يَرْؤُفُ رَأْفَةً ، ويقال : رَأَفَ يَرْأَفُ ، فهو رَأْفٌ ورَؤُوفٌ.

فرأ :

الْفَرَأُ ، مقصور : الفتي من حمر الوحش ، ومن ترك الهمز قال : فَرَا.

فأر :

الْفَأْرُ ، مهموز ، والواحدة : فَأْرَة ، والجميع : الْفِئْرَان. وأرض مَفْأَرَة ، ويقال : فَئِرَة.

وفَأْرَةُ المسك : نافجته.

أفر :

أَفَرَتِ القدر تَأْفِرُ أَفْراً ، إذا جاشت واشتد غليانها ، كأنما تنزو نزوا ، قال :

باخوا وقدر الحرب تغلي أَفْراً (٥٩)

والْمِئْفَرُ من الرجال : الذي يسعى بين يدي الرجل يعينه ويخدمه ، ويقال : إنه لَيَأْفِرُ بين يديه ، وقد اتخذ مئفرا ، قال :

لم ينجهم منك النجاء الْمِئْفَرُ (٦٠)

__________________

(٥٩) الرجز في التهذيب ١٥ / ٢٤٦ ، واللسان (أفر) بدون عزو أيضا.

(٦٠) لم نهتد إلى تمام البيت ولا إلى قائله.

٢٨٢

والإنسان يَأْفِرُ أَفْراً ، إذا وثب ومشى عدوا.

أرف :

الْأُرْفِيُ : اللبن المحض الطيب ، ويقال أيضا للبن الظباء.

أَرَّفْتُ الدار تَأْرِيفاً ، أي : قسمتها وحددتها.

وبنيت أُرْفَ الدار ، وهي : المعالم. الواحدة : أُرْفَة ، ورُفَةٌ خفيفة.

باب الراء والباء و (و ا ي ء) معهما

ر ب و ، ر و ب ، ب ر و ، و ر ب ، ب و ر ، و ب ر ، ب ر ي ،

ر ي ب ، ر ء ب ، ر ب ء ، ب ر ء ، ء ر ب ، ب ء ر ،

ء ب ر ، مستعملات

ربو :

رَبَا الجرح والأرض والمال وكل شيء يَرْبُو رَبْواً ، إذا زاد.

ورَبَا فلان ، أي : أصابه نفس في جوفه.

ودابة بها رَبْوٌ. والرَّابِيَةُ : ما ارتفع من الأرض.

والرَّبْوَةُ والرُّبْوَةُ والرِّبْوَةُ : لغات : أرض مرتفعة ، والجميع : الرُّبَى. ويقال [إن] الرَّبْوَة في قوله تعالى : (إِلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ)(٦١) هي أرض فلسطين ، وبها مقابر الأنبياء ، ويقال : بل هي دمشق ، وبعض يقول : بيت المقدس ، والله أعلم.

وتقول : رَبَّيْتُهُ وتَرَبَّيْتُهُ ، [أي : غذوته](٦٢).

ورَبَا المال يَرْبُو في الرِّبَا ، أي : يزداد وصاحبه : مُرْبٍ. والرِّبَا في كتاب الله عزوجل : حرام.

__________________

(٦١) سورة المؤمنون ٥٠.

(٦٢) زيادة مفيدة من الصحاح (ربا).

٢٨٣

والرُّبْيَة هي الربا خاصة ، وفي حديث يُرْفَعُ عَنْهُمُ الرُّبْيَةُ (٦٣). يعني : ما كان عليهم في الجاهلية من ربا ودماء.

روب :

الرَّائِبُ : اللبن كثفت دوايته ، وتكبد لبنه وأتى محضه. وقال أهل البصرة وبعض أهل الكوفة : هذا هو المروب ، فأما الرَّائِبُ فالذي أخذ زبده.

والْمِرْوَبُ : وعاء أو إناء يُرَوَّبُ فيه اللبن. والرَّوْبَةُ : بقية من لبن رَائِب تترك في الْمِرْوَبِ كي (٦٤) يكون إذا صب عليه اللبن أسرع لِرَوْبِهِ ..

الرُّوبَةُ الطائفة من الليل](٦٥) ، وسمي رؤبة بن العجاج ، لأنه ولد في نصف الليل.

والرَّوْبُ أيضا : أن يَرُوبَ الإنسان من كثرة النوم حتى يرى ذلك في وجهه وثقله ، ورجل رَوْبَان ، وجمعه : رَوْبَى ، ويقال : الواحد : رَائِب ، قال بشر (٦٦) :

فأما تميم. تميم بن مر

فألفاهم القوم رَوْبَى نياما

__________________

(٦٣) الحديث في التهذيب ١٥ / ٢٧٤ مع اختلاف في الرواية.

(٦٤) في (ص) و (ط) من الأصول ، كي.

وفي (س) منها : ليكون ، وفيما نقل عن العين في التهذيب ١٥ / ٢٥٠ : كي ، وفي اللسان (رئب) حتى.

والعبارة في الأصول : كي إذا صب عليه اللبن يكون أسرع لروبه وكل ما فعلنا هو أن قدمنا (يكون).

(٦٥) زيادة من التهذيب ١٥ / ٢٥٣ واللسان (روب) اقتضاها السياق.

(٦٦) (بشر بن أبي خازم الأسدي) ديوانه ص ١٩٠.

٢٨٤

برو :

تقول : هذه بُرَةٌ مَبْرُوَّة ، أي : معمولة ، وهي : الحلقة. [يقال] : ناقة مُبْرَاة : في أنفها برة. [والْبُرَة] كذلك : الحلقة من الذهب والفضة ونحوهما إذا كانت دقيقة معطوفة الطرفين ، ويجمع على : الْبُرَى والْبُرِينَ.

ورب :

الْوِرْبُ : العضو ، يقال : عضو مُوَرَّب ، أي : موفر ، قال الكميت :

وكان لعبد القيس عضو مُوَرَّب

أي : صار لهم نصيب وافر.

والْمُوَارَبَة : مداهاة الرجل ومخاتلته ، وفي الحديث : مُوَارَبَةُ الْأَرِيبِ جَهْلٌ وَعَنَاءٌ (٦٧)،. لأن الأريب لا يخدع عن عقله.

بور :

الْبَوَارُ : الهلاك.

يقال : هو بُورٌ وهي بُورٌ ، وهما بُورٌ [وهم بور ، وهن بور] ، هذا في لغة ، وأما في اللغة الفضلى فهو بَائِرٌ ، وهما بَائِرَانِ ، وهم بُورٌ ، أي : ضالون هلكى ، ومنه قول الله عزوجل: (وَكُنْتُمْ قَوْماً بُوراً) (٦٨) وسوق بَائِرَةٌ ، أي : كاسدة ، وبَارَتِ البياعات ، أي : كسدت.

والْبَوْرُ : التجربة. بُرْتُ فلانا وبُرْتُ ما عنده : جربته ،

__________________

(٦٧) الحديث في اللسان (أرب).

(٦٨) سورة الفتح ١٢.

٢٨٥

ويقال : بُرْتُ الناقة أَبُورُهَا ، أي من الفحل ، لأنظر أحامل هي أم لا ، وذلك الفحل : مِبْوَرٌ إذا كان عارفا بالحالين ، قال (٦٩) :

[بضرب كآذان الفراء فضوله]

وطعن كإيزاغ المخاض تَبُورُهَا

والْبُورِيَّةُ : الْبَارِيَّة (٧٠).

وبر :

الْوَبَرُ : صوف الإبل والأرنب وما أشبههما.

والْوَبْرُ ، والأنثى وَبْرَة : دويبة غبراء على قدر السنور ، حسنة العينين ، شديدة الحياء ، تكون بالغور.

ووَبَارِ : أرض كانت محلة عاد ، وهي بين اليمن ورمال يبرين ، لما أهلك الله عادا ورث الله محلهم الجن فلا يتقاربها أحد من الإنس ، وهي التي ذكر الله في قوله : (أَمَدَّكُمْ بِأَنْعامٍ وَبَنِينَ)(٧١) ، وقال :

مثلما كان بدء أهل وَبَارِ (٧٢)

وبنات أَوْبَر : شبه الكمأة ، صغار ، في نفض واحد شيء كثير ، الواحد : بنت أوبر ، وابن أوبر.

بري :

بَرَيْتُ العود أَبْرِيهِ بَرْياً ، وكذلك القلم .. وناس يقولون : بروت ، وهم الذين يقولون : قلوت البر أقلوه ، والياء أصوب.

__________________

(٦٩) القائل : (مالك بن زغبة) اللسان (بور).

(٧٠) البارية والبورية : الحصير المنسوج.

(٧١) سورة الشعراء ١٣٣.

(٧٢) في التهذيب ١٥ / ٢٦٥ ، واللسان (وبر) ، غير منسوب أيضا.

٢٨٦

والْمُبَارَاةُ : أن يُبَارِيَ الرجل الرجل ، فيصنع كما يصنع ، يغالب أحدهما الآخر ، [وهما يَتَبَارَيَانِ].

وبَرَى فلان لفلان إذا عرض له ، وهو يَبْرِي له بَرْياً ، ويَنْبَرِي له انْبِرَاء .. قال ذو الرمة :

تَبْرِي له صعلة خرجاء خاضعة

فالخرق دون بنات البيض منتهب

والْبَرِيُ : السهم الذي قد أتم بَرْيه ، ولم يرش ولم ينصل.

والقدح أول ما يقطع ، ويقتضب يسمى : قطعا ، والجميع : قطوع ، ثم يُبْرَى فيسمى : بريا ، وذلك قبل أن يقوم ، فإذا قوم ، وأنى له أن يراش وينصل فهو : الْقِدْحُ ، فإذا ريش وركب نصله صار سَهْماً.

ريب :

الرَّيْبُ : الشك. والرَّيْبُ : صرف الدهر وعرضه وحدثه. والرَّيْبُ : ما رَابَكَ من أمر تخوفت عاقبته ، قال أبوذؤيب : (٧٣)

[فشربن ثم سمعن حسا دونه

شرف الحجاب] ورَيْبَ قرع يقرع

أي : سمعن قرع سهم بقوس.

__________________

(٧٣) ديوان الهذليين ١ / ٧.

٢٨٧

ورَابَنِي هذا الأمر يَرِيبُنِي ، أي : أدخل علي شكا وخوفا ، وفي لغة رديئة : أَرَابَنِي.

وأَرَابَ الأمر ، أي : صار ذا ريب. وأَرَابَ الرجل : صار مُرِيباً ذا رَيْبَةٍ.

وارْتَبْتُ به ، أي : ظننت به.

رأب :

رَأَبَ الشعاب الصدع يَرْأَبُهُ إذا شعبه. والرُّؤْبَةُ : الخشبة أو الشيء يوصل به الشيء المكسور فَيُرْأَبُ به.

والْمِرْأَبُ : المشعب.

رَبَأَ القوم على الشيء يَرْبَؤُونَ إذا أشرفوا عليه.

والرَّبِيئَةُ : عين القوم الذي يَرْبَأُ لهم على مَرْبَإٍ من الأرض ، ويَرْتَبِىءُ ، أي : يقوم هناك.

ومَرْبَأَة البازي : منارة يربأ عليها ، قال :

بات على مَرْبَاتِهِ مقيدا (٧٤)

ويقال : أرض لا رِبَاء فيها ولا وطاء ، ممدودان.

ورَابَأْتُ فلانا : حارسته وحارسني ، قال ابن هرمة :

باتت سليمى وبت أرمقها

كصاحب الحرب بات يَرْبَؤُهَا

__________________

(٧٤) الرجز في التهذيب ١٥ / ٢٧٥ ، واللسان (ربأ) بدون نسبة أيضا.

٢٨٨

برأ :

الْبَرْءُ ، مهموز : الخلق. بَرَأَ الله الخلق يَبْرَؤُهُمْ بَرْءاً ، فهو بَارِىءٌ.

والْبُرْءُ : السلامة من السقم ، تقول : بَرَأَ يَبْرَأُ ويَبْرُؤُ بَرْءاً وبُرُوءاً. وبَرِىءَ يَبْرَأُ بمعناه.

والْبَرَاءَةُ من العيب والمكروه ، ولا يقال إلا : بَرِىءَ يَبْرَأُ ، وفاعله : بَرِيءٌ كما ترى ، وبَرَاءٌ ، وامرأة بَرَاءٌ ، ونسوة براء ، في كل ذلك سواء. وبُرَآء على قياس فعلاء : جمع الْبَرِيء ، ومن ترك الهمز قال : بُرَاء.

ويقال : بَارَأْتُ الرجل ، أي : بَرِىءَ إلي وبَرِئْتُ إليه ، مثل بَارَأْتُ المرأة ، أي : صالحتها على المفارقة.

وتقول : أَبْرَأْتُ الرجل من الدين والضمان ، وبَرَّأْتُهُ.

والِاسْتِبْرَاء : أن يشتري الرجل الجارية فلا يطؤها حتى تحيض.

والِاسْتِبْرَاء : إنقاء الذكر بعد البول.

أرب :

قطعت اللحم آرَاباً ، والواحد : إِرْبٌ ، أي : قطعا ، ويقال في الدعاء : أَرِبَتْ يده ، أي : قطعت يده. وأَرِبْتَ من يديك ، أي : سقطت آرابك.

والْإِرْبُ : الحاجة المهمة ، يقال : ما إِرْبُكَ إلى هذا الأمر ، أي : [ما] حاجتك إليه. والْإِرْبَةُ والْأَرَبُ والْمَأْرَبَةُ أيضا.

٢٨٩

والْأَرْبُ : مصدر الْأَرِيب العاقل. وأَرُبَ الرجل يَأْرُبُ إِرَباً.

والْمُؤَارَبَةُ : مداهاة الرجل ومخاتلته ، وفي الحديث : مُؤَارَبَةُ الْأَرِيبِ جَهْلٌ وعَنَاءٌ.

لأن الأريب لا يخدع عن عقله ، قال :

على ذي الْإِرْبَةِ اللبق الرفيق (٧٥)

والتَّأْرِيبُ : التحريش. وتَأَرَّبَ فلان علينا ، أي : تعسر وخالف والتوى.

والْمُسْتَأْرِبُ من الأوتار : الجيد الشديد ، قال :

... من نزع أحصد مُسْتَأْرِبٍ (٧٦)

بأر :

بَأَرْتُ الشيء وابْتَأَرْتُهُ وائْتَبَرْتُهُ ، لغات ، أي : خبأته. وفي الحديث : إِنَّ عَبْداً لَقِيَ اللهَ وَلَمْ يَبْتَئِرْ خَيْراً.

وبَأَرْتُ بُؤْرَةً ، أي : حفيرة فأنا أَبْأَرُهَا بَأْراً ، وهي حفيرة صغيرة للنار توقد فيها.

والْبَئَّار أيضا : حافر الْبِئْر.

أبر :

الْأَبْرُ : ضرب العقرب بِإِبْرَتِهَا ، وهي تَأْبُرُ.

والْأَبْرُ : تلقيح النخل ، ومثله : التَّأْبِيرُ ، يَأْبُرُهَا ويُؤَبِّرُهَا.

والْأَبْرُ : علاج الزرع بما يصلحه من السقي والتعاهد ،

__________________

(٧٥) لم نهتد إلى تمام البيت ، ولا إلى قائله.

(٧٦) من بيت (للنابغة الجعدي) ، كما في اللسان (أرب).

٢٩٠

قال طرفة : (٧٧)

ولي الأصل الذي في مثله

يصلح الْآبِرُ زرع الْمُؤْتَبِر

أي : صاحبه.

والْأَبَّارُ : صانع الأبر ، وصنعته : الْإِبَارَة.

وأَبَرَّ فلان عليه ، أي : غلبه.

والْإِبْرَةُ : عظيم مستو مع طرف الزند مما يلي الذراع إلى طرف الإصبع ، قال :

حيث تلاقي الْإِبْرَةُ القبيحا (٧٨)

الْقَبِيح : طرف الزند نفسه.

وفي الحديث : خَيْرُ الْمَالِ مُهْرَةٌ مَأْمُورَةٌ ، وسِكَّةٌ مَأْبُورَةٌ. يريد ، [بمأبورة] : طريقة مستقيمة.

والْأَبَّارُ : صانع الْإِبْرَةِ ، وصنعته : الإبارة. والْأَبَّارُ : حافر البئر كالبئار.

باب الراء والميم و (و ا ي ء) معهما

ر و م ، و ر م ، م و ر ، ر م ي ، ر ي م ، م ر ي ، م ي ر ،

ي م ر ، ر ء م ، أ ر م ، م ء ر ، ء م ر ، م ر ء مستعملات

روم :

الرَّوْمُ : طلب الشيء. والْمَرَامُ : المطلب. رَامَ يَرُومُ رَوْماً ومَرَاماً : طلب.

__________________

(٧٧) ديوانه ص ٥٧.

(٧٨) الرجز في التهذيب ١٥ / ٢٦٢ ، واللسان (أبد) بدون نسبة.

٢٩١

ورم :

الْوَرَمُ : معروف ، وقد وَرِمَ يَرِمُ وَرَماً فهو وَارِمٌ.

ومَوْرِمُ الأضراس : أصول منابتها.

مور :

الْمَوْرُ : الموج. والْمَوْرُ : مصدر مَارَ يَمُورُ ، وهو الشيء يتردد في عرض كالداغصة في الركبة.

والبعير يَمُورُ عضداه ، إذا ترددا في عرض جنبيه.

والطعنة تَمُورُ ، إذا مالت يمينا أو شمالا.

والدماء تَمُورُ في وجه الأرض ، إذا أنصبت فترددت.

وانْمَارَتْ لبدة الفحل ، وعقيقة الجحش ، إذا سقطت عنه أيام الربيع.

وكل طائفة منه : مُوَارَة ، قال (٧٩) :

فَانْمَارَ عنهن مُوَارَات المزق

والْمَوْرُ : تراب وجولان تمور به الريح.

وفي القرآن : (يَوْمَ تَمُورُ السَّماءُ مَوْراً) (٨٠).

وناقة مَوَّارَةٌ : سريعة في سيرها ، والفرس يكون مَوَّار الظهر ، قال :

على ظهر مَوَّارِ الملاط حصان (٨١)

__________________

(٧٩) (رؤبة) ص ١٠٥.

(٨٠) سورة الطور ٩.

(٨١) الشطر في اللسان (مور) غير تام ، وغير منسوب.

٢٩٢

رمي :

رَمَى يَرْمِي رَمْياً فهو رَامٍ ، قال تعالى : (وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللهَ رَمى) (٨٢).

والرَّمِيُ : قطع صغار من السحاب رقاق ، قدر الكف ، أو أكبر شيئا ، والجميع : الْأَرْمَاء.

وأَرْمَى فلان في هذا الشيء ، أي : زاد فيه ، قال (٨٣) :

وأسمر ـ خطيا كأن كعوبه

نوى القسب قد أَرْمَى ذراعا على العشر

والرِّمَاء : الربا ، والِارْتِمَاء : أن يَتَرَامَى الشيء بين الشيئين.

والْمِرْمَاة : السهم الذي يتعلم به الرمي وفي الحديث : لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ دُعِيَ إِلَى مِرْمَاتَيْنِ لَأَجَابَ.

[وقد] يفسر بأنهما : ما بين ظلفي الشاة ، وليس بمعروف.

والرَّمِيَّةُ : الصيد الذي ترميه فتصرعه ذكرا كان أو أنثى ، قال امرؤ القيس (٨٤) :

فهو لا تنمي رَمِيَّتُهُ

ما له لا عد من نفره

ريم :

الرَّيْمُ : البراح ، والفعل : رَامَ يَرِيمُ ، وتقول : ما يَرِيمُ يفعل كذا ، أي : ما يبرح.

والرَّيْمُ : اسم لما يروم من الأشياء كلها.

__________________

(٨٢) سورة الأنفال ١٧.

(٨٣) القائل : (حاتم طيىء) اللسان (رمي).

(٨٤) ديوانه ص ١٢٥.

٢٩٣

والرَّيْمُ : أن يقسم الجزور على أجزاء يسوى بينها ، فما فضل في يد الجزار من قطعة لحم ، أو عظم فتلك الفضلة : الرَّيْمُ ، قال (٨٥) :

وكنتم كعظم الرَّيْمِ لم يدر جازر

على أي بدأي مقسم اللحم يجعل

وقال العجاج (٨٦) :

بِالرَّيْمِ والرَّيْمُ على المزجور

أي : من زجر فعليه الفضل ، وكانوا في زمن الحجاج يستقرضون على أعطياتهم فإذا كان على الرجل في عطائه فضل قيل له : عليك رَيْمٌ ، أي : دينك أكثر من عطائك ، قال المخبل :

فأقع كما أقعى أبوك على استه

يرى أن رَيْماً فوقه لا يعادله (٨٧)

مري :

الْمَرِيُ ، بلا همز : الناقة الكثيرة اللبن ، قال :

إذا ما مَرِيُ الحرب قل غزارها (٨٨)

والْمَرْيُ ، بالتخفيف : مسحك ضرع الناقة تَمْرِيهَا بيدك كي تسكن للحلب.

والريح تَمْرِي السحاب مَرْياً. والْمُرِيُ : معروف.

__________________

(٨٥) القائل : شاعر من حضرموت ، كما في اللسان (ريم).

(٨٦) ديوانه ص ٢٢٣.

(٨٧) البيت في التهذيب ١٥ / ٢٨١ ، واللسان (ريم) غير منسوب فيهما.

(٨٨) لم نهتد إليه.

٢٩٤

والْمِرْيَةُ : الشك في الأمر ، ومنه : الِامْتِرَاء والتَّمَارِي في القرآن ، [يقال : تَمَارَى يَتَمَارَى تَمَارِياً وامْتَرَى امْتِرَاء ، إذا شك](٨٩).

مير :

الْمِيرَةُ بلا همز : جلب القوم الطعام للبيع ، وهم يَمْتَارُونَ لأنفسهم ، ويَمِيرُونَ غيرهم مَيْراً.

يمر :

الْيَامُورُ من دواب البحر (٩٠) ، يجري عليه الحكم إذا صيد في الحرم.

رأم :

الرَّأْمُ ، مهموز : هو البو ، قال :

كأمهات الرَّأْم أو مطافلا (٩١)

وقد رَئِمَتْهُ رَأْماً ورَأَمَاناً فهي رَائِمٌ ورَؤُومٌ.

وأَرْأَمْنَاهَا ، أي : عطفناها على رأم ، والناقة رَؤُومٌ رَائِمَةٌ.

والْآرَامُ : الظباء البيض ، واحدها : رِئْمٌ.

والرَّوَائِم في وصف الديار : الأثافي ، [لأنها] قد رَئِمَت الرماد.

ورَئِمَ الجرح رِئْمَاناً ، إذا انضم فوه للبرء.

وكل من أحب شيئا وألفه فقد رَئِمَهُ.

__________________

(٨٩) من التهذيب ١٥ / ٢٨٥ مما نقل فيه من العين.

(٩٠) كذا في الأصول المخطوطة. في التهذيب ١٥ / ٢٩٩ فيما روي فيه عن العين : (دواب البر).

(٩١) في التهذيب ١٥ / ٢٨٢ ، واللسان (رأم) بدون نسبة.

٢٩٥

أرم :

الْأَرَامُ : ملتقى قبائل الرأس ، وبذلك سمي الرأس الضخم مُؤَرَّماً ... وبيضة مُؤَرَّمَةٌ : واسعة الأعلى.

والْأَرَمِيُ : من أعلام قوم عاد ، كانوا يبنونه كهيئة المنارة ، وكهيئة القبور ، قال أبو الدقيش : الْأُرُومُ : قبور عاد ، وكذلك الْإِرَم ، قال (٩٢) :

بها أُرُومٌ كهوادي البخت

[ويقال] : ما بها إِرَمٌ ، أي : ما بها أحد.

وإِرَم كان أبا عاد الأولى.

والْأَرُومَةُ : أصل كل شجرة.

وأصل الحسب : أَرُومَتُهُ ، والجميع : أَرُومٌ وأَرُومَاتٌ. وأَرُومُ الأضراس : أصول منابتها.

والْأُرُومَةُ ، بضم الألف : غلط ، لأنها اسم واحد ، ولا يجيء اسم واحد على فعولة إلا في المصادر.

والْأُرَّمُ : الحجارة هكذا جمع. قال :

يلوك من حرد على الْأُرَّمَا

ويقال : بل الْأُرَّمُ : الأضراس ، يقال : إنه ليحرق عليه الْأُرَّم ، قال :

أخبرت أحماء سليمى إنما

باتوا غضابا يحرقون الْأُرَّمَا (٩٣)

__________________

(٩٢) (رؤبة) ديوانه ص ٢٤ برواية : لها نعاف ...

(٩٣) اللسان (أرم) بدون عزو.

٢٩٦

مأر :

الْمِئْرَةُ : العداوة ، وجمعها : الْمِئَر. مَاءَرْتُ بين القوم مُمَاءَرَة ، أي : عاديت.

وامْتَأَرَ فلان على فلان ، أي : احتقد.

أمر :

الْأَمْرُ : نقيض النهي ، والْأَمْرُ واحد من أُمُور الناس. وإذا أَمَرْتَ من الأمر قلت : اؤْمُرْ يا هذا ، فيمن قرأ : (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ)(٩٤).

لا يقال اؤْمُرْ ولا اؤخذ منه شيئا ، ولا اؤكل ، إنما يقال :: مُرْ وخذ وكل في الابتداء بالأمر ، استثقالا للضمتين ، فإذا تقدم قبل الكلام واو أو فاء قلت : وأْمُرْ ، فَأْمُرْ ، كما قال عزوجل ـ : (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ) ، فأما كل من أكل يأكل فلا يكاد يدخلون فيه الهمزة مع الفاء والواو ، ويقولون : وكلا وخذا ، وارفعاه فكلاه ، ولا يقولون فأكلاه. وهذه أحرف ، جاءت عن العرب نوادر ، وذلك أن أكثر كلامها في كل فعل أوله همزة مثل : أبل يأبل ، وأسر يأسر أن يكسروا يفعل منه وكذلك أبق يأبق ، فإذا كان الفعل الذي أوله همزة ويفعل منه مكسورا مردودا إلى الأمر قيل : ايسر يا فلان ، ايبق يا غلام ، وكأن أصله ائسر بهمزتين فكرهوا جمعا بين همزتين ، فحولوا إحداهما ياء إذ كان ما قبلها مكسورا ، وكان حق الأمر من أَمَرَ يَأْمُرُ أن يقال اؤْمُرْ اؤخذ ،

__________________

(٩٤) سورة طه ـ ١٣٢.

٢٩٧

اؤكل بهمزتين فتركت الهمزة الثانية وحولت واوا للضمة فاجتمع في الحرف ضمتان بينهما واو والضمة من جنس الواو ، فاستثقلت العرب جمعا بين ضمتين وواو فطرحوا همزة الواو ، لأنه بقي بعد طرحها حرفان فقالوا : مُرْ فلانا بكذا وكذا ، وخذ من فلان وكل ، ولم يقولوا : أكل ولا أمر ولا أخذ ، إلا أنهم قالوا في أمر يأمر إذا تقدم قبل ألف أمره واو أو فاء أو كلام يتصل به الأمر من أمر يأمر ، فقالوا : الق فلانا وأمره فردوه إلى أصله. وإنما فعلوا ذلك لأن ألف الأمر إذا اتصلت بكلام قبلها سقطت الألف في اللفظ ، ولم يفعلوا ذلك في كل وخذ إذا اتصل الأمر بهما بكلام قبله ، فقالوا : الق فلانا وخذ منه كذا ، ولم نسمع وأخذ كما سمعنا وأمر. قال الله تعالى : (وَكُلا مِنْها رَغَداً)(٩٥) ولم يقل : وأكلا. فإن قيل : لم ردوا مر إلى أصلها ولم يردوا وكلا ، ولا [وخذ] قيل : لسعة كلام العرب ، ربما ردوا الشيء إلى أصله ، وربما بنوه على ما سبق ، وربما كتبوا الحرف مهموزا ، وربما تركوه على ترك الهمزة ، وربما كتبوه على الإدغام وكل ذلك جائز واسع.

والْأَمِرَةُ : البركة. وامرأة أَمِرَةٌ ، أي : مباركة على زوجها. وأَمِرَ الشيء ، أي : كثر.

والْإِمَّرَة : الأنثى من الحملان. والْإِمَّرُ الضعيف من الرجال ، قال امرؤ القيس (٩٦) :

__________________

(٩٥) سورة البقرة ٣٥.

(٩٦) ديوانه ص ١٢٩.

٢٩٨

ولست بذي رثية إِمَّرٍ

إذا قيد مستكرها أصحبا

والْإِمْرَةُ الْإِمَارَةُ ، وهو أَمِير مُؤَمَّرٌ.

والْأَمَارُ : الموعد ، قال (٩٧) :

إلى أَمَارٍ وأَمَارٌ مدتي

وأَمِرَ ولدها ، أي : كثر ما في بطنها. وأَمِرَ بنو فلان أَمَارَة ، أي : كثروا وكثرت نعمهم.

مرأ :

الْمَرِيءُ : رأس المعدة والكرش اللازق بالحلقوم. [وهو مجرى الشراب] والطعام ، وهو أحمر مستطيل جوفه أبيض. ومَرِيءُ الطعام أضيق من الحلقوم.

والْمُرُوءَةُ : كمال الرجولية ، وقد مَرُؤَ الرجل ، وتَمَرَّأَ إذا تكلف المروءة ، [وهو] مَرِيءٌ بين المروءة. ومَرُؤَ الطعام ، وهو مَرِيءٌ بين الْمَرَاءَة.

ويقال : ما كان [الطعام] مَرِيئاً ، وقد مَرُؤَ مَرَاءَة ، واسْتَمْرَأَ ، وهذا الشيء يُمْرِئُنِي الطعام.

والْمَرْأَةُ : تأنيث الْمَرْءِ ، ويقال : مَرَة بلا ألف.

باب اللفيف من الراء

و ر ء ، و ر ي ، و ء ر ، ء ر ي ، ء ي ر ، ء

ر ر ، ي ر ر ، و ر ا ، ء و ر ، ر ي ر ، ر ء ر ء ،

ر ء ي ، ر و ي ، ر ي ا ، ر و ء مستعملات

ورأ :

الْوَرَاء ، ممدود : ولد الولد ، لقول الله عزوجل : (وَمِنْ وَراءِ

__________________

(٩٧) (العجاج) ديوانه ص ٢٧٣.

٢٩٩

إِسْحاقَ يَعْقُوبَ)(٩٨). وسأل الشعبي [رجلا رأى معه صبيا](٩٩) : هذا ابنك؟ قال : نعم: من وَرَاء. ووَرَاء ممدود : خلاف قدام.

وتصغير وراء : وُرَيَّة. تقول رأيته ورية ذلك الموضع وقديدمه.

وري :

الرِّئَةُ ، محذوفة من وَرَى ، والْوَارِيَة : سائطة داء يأخذ في الرئة ، وربما أخذ منه السعال ، فيقتل صاحبه ، [يقال] : وُرِيَ الرجل فهو مَوْرُوٌّ فيمن قال بالتخفيف ، ومن قلب الهمزة ياء قال : مَوْرِيٌ ، قال هشام بن المغيرة :

[هلم إلى أمية] إن فيها

شفاء الْوَارِيَاتِ من السقام (١٠٠)

والثور يَرِي الكلب إذا طعنه في رِئَتِهِ ، قال المرار بن منقذ في وصف رجل :

كم ترى من شانىء يحسدني

قد وَرَاهُ الغيظ ، ذو صدر وغر

وفي الحديث : لَأَنْ يَمْلَأَ الْإِنْسَانُ جَوْفَهُ قَيْحاً حَتَّى يَرِيَهُ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمْلَأَهُ شِعْراً(١٠١). قوله : حتى يَرِيَهُ ، هو من الْوَرْي على مثال الرمي ، ومنه يقال : رجل مَوْرِيٌ ، غير مهموز ، وهو أن يدوى جوفه ، قال الراجز :

قالت له وَرْياً إذا تنحنحا (١٠٢)

__________________

(٩٨) سورة هود ٧١.

(٩٩) من اللسان (وري) لتوضيح حديث الشعبي.

(١٠٠) البيت تاما في اللسان (وري) ، برواية : من الغلل وهو فه من انشاد ابن الاعرابي ، غير منسوب.

(١٠١) الحديث في اللسان (وري) باختلاف طفيف في اللفظ.

(١٠٢) الرجز في التهذيب ١٥ / ٣٠٣ واللسان (وري) بلا نسبة أيضا.

٣٠٠