كتاب العين - ج ٨

الخليل بن أحمد الفراهيدي

كتاب العين - ج ٨

المؤلف:

الخليل بن أحمد الفراهيدي


المحقق: الدكتور مهدي المخزومي والدكتور ابراهيم السامرّائي
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مؤسسة دار الهجرة
المطبعة: الصدر
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٥٦

ثأل :

الثُّؤْلُولُ : خراج](٧١) ، ويقال من الثُّؤْلُولِ : ثُؤْلِلَ الرجل ، وقد تَثَأْلَلَ جسده بِالثَّآلِيلِ.

أثل :

الْأَثْلُ : شجر يشبه الطرفاء ، إلا أنه أعظم منها وأجود منها عودا ، تصنع منه الأقداح الصفر الجياد.

وتقول : أَثَّلَ الله ماله ، أي : كثرة ، وقد أُثِّلَ فلان تَأْثِيلاً ، إذا كثر ماله .. وتَأَثَّلَ ملكه وأمواله .. وتَأَثَّلَ فلان : في معنى أثل ... قال (٧٢) :

أَثَّلَ ملكا خندفا فدعما

وقد أَثَلَ يَأْثِلُ أُثُولاً ، وهو آثِلٌ ، قال رؤبة (٧٣) :

ربابة ربت وملكا آثِلاً

باب الثاء والنون و (و ا ي ء) معهما

ن ث و ، و ث ن ، ث ن ي

نثو :

النَّثَا ، مقصور : ما أخبرت عن رجل من سوء أو صالح ، لا يشتق منه فعل. تقول : حسن النَّثَا ، وقبيح النثا ، وقد يقال : نَثَاهُ يَنْثُوهُ.

__________________

(٧١) مما روي عن العين في التهذيب ١٥ / ١٢٦.

(٧٢) (رؤبة) اللسان (أثل).

(٧٣) ديوانه ص ١٢٢.

٢٤١

وثن :

الْوَثَنُ : صنم يعبد ، وجمعه : الْأَوْثَان والْوُثُنُ.

والْوَاتِنُ والْوَاثِنُ بالتاء والثاء : الشيء المقيم الراكد في مكانه ، قال رؤبة (٧٤) :

على أخلاء الصفاء الْوُثَّن

ومن روى : الوتن فإنه يرد إلى تلك اللغة ، واشتقاقه من الوتين ، ويقال : الْمُوَاتَنَة : الملازمة والمقاربة ، وفي قلة التفرق ، كما أن الْوَتِين أقرب الحشا إلى القلب.

ثني :

الثِّنْيُ من كل شيء : ما يُثْنَى بعضه على بعض أطباقا ، كل واحد ثِنْيٌ ، حتى قيل : أَثْنَاءُ الحية مطاويها إذا انطوت ، فإذا أردت أثناء الشيء بعضه على بعض ، قلت : ثَنَيْتُهُ ثَنْياً ، حتى إن الرجل يريد وجها فَيَثْنِيهِ عوده على بدئه ، وذهابه على مجيئه .. ويقال : لا يُثْنَى فلان عن قرنه ولا عن وجهه.

وثَنَّيْتُ الشيء تَثْنِيَةً : جعلته اثنين.

وثَنَى رجله عن دابته : ضم ساقه إلى فخذه فنزل عن دابته.

وثَنَيْتُ الرجل فأنا ثَانِيهِ ، وأنت أحد الرجلين ، لا يتكلم به إلا كذلك .. لا يقال : ثَنَيْتُ فلانا ، أي : صرت ثانيه ، كراهية الالتباس ، وتقول : صرت له ثَانِياً ، أو معه ثانيا.

__________________

(٧٤) ديوانه ص ١٦٣.

٢٤٢

واثْنَانِ : اسمان قرينان لا يفردان ، كما أن الثَّلَاثَة : أسماء مقترنة لا تفرق. واثْنَتَانِ : على تقدير : اثنة إلى اثنة لا تفردان. والألف في اثنين ألف وصل .. وربما قالوا : ثِنْتَانِ ، كما قالوا : هي ابنة فلان ، وهي : بنته.

والتَّثَنِّي : التلوي في المشية .. والثَّنِيَّةُ : أعلى ميل في رأس جبل يرى من بعيد فيعرف .. والثَّنِيَّةُ : أحب الأولاد إلى الأم ، قال المهلهل :

ثكلتني على الثَّنِيَّةِ أمي

يوم فارقته دوين الصعيد

والثَّنِيُ من غير الناس : ما سقطت ثَنِيَّتَاه الراضعتان ، ونبتت له ثنيتان أخريان ، فيقال : قد أَثْنَى .. والظبي لا يزداد على الْإِثْنَاءِ ، ولا يسدس إلا البعير.

وجاءوا مَثْنَى ، لا يصرف ، وثُنَى ثُنَى [أيضا].

والْمُثَنَّى : الثاني من أوتار العود.

والْمَثَانِي : آيَاتُ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ ، وفي حديث آخر : الْمَثَانِي : سُوَرٌ أَوَّلُهَا : الْبَقَرَةُ ، وَآخِرُهَا : بَرَاءَةُ. وفي ثالث : الْمَثَانِي : القرآن كله ، لأن القصص والأنباء تثني فيه.

والثَّنْيُ : ضم واحد إلى واحد ، والثِّنْيُ : الاسم ، يقال : ثني هذا الثوب.

والثِّنْيُ : بعد البكر ، قال :

أبا دوابها الحيين كعبا ومذحجا

وبالبيض فتكا غير ثِنْيٍ ولا بكر (٧٥)

__________________

(٧٥) لم نهتد إليه في غير الأصول مما بين أيدينا من مظان.

٢٤٣

أي : ليست تلك من فعلاتهم ببكر ولا ثِنْيٍ.

والثَّنَاءُ : تعمدك لشيء تُثْنِي عليه بحسن أو قبيح.

والثِّنَاءُ : ثني عقال البعير ونحوه إذا عقلته بحبل مَثْنِيٍ ، وكل واحد من ثِنْيَيْهِ فهو ثِنَاءٌ.

وعقلت البعير بِثِنَايَيْنِ ، يظهرون الياء بعد الألف ، وهي المدة التي كانت فيها ، ولو مد مدا لكان صوابا ، كقولك : كساء وكساوان وكساءان وسماء وسماوان وسماءان.

والثِّنَى من الرجال ، مقصور : الذي بعد السيد ، [وهو الثُّنْيَان](٧٦) ، قال (٧٧) :

ترى ثِنَانَا إذا ما جاء ، بدأهم

وبدؤهم إن أتانا كان ثُنْيَانَا

أنث :

الْأُنْثَى : خلاف الذكر من كل شيء .. والْأُنْثَيَانِ : الخصيتان ، والْأُنْثَيَانِ : الأذنان ، قال :

[وكنا إذا القيسي نب عتوده]

ضربناه تحت الْأُنْثَيَيْنِ على الكرد (٧٨)

والْمُؤَنَّثُ ذكر في خلق أنثى .. والْإِنَاثُ : جماعة الْأُنْثَى ، ويجيء في الشعر : أَنَاثَى.

فإذا قلت للشيء تُؤَنِّثُهُ ، فالنعت بالهاء ، مثل : المرأة ، فإذا قلت : يُؤَنَّثُ فالنعت مثل الرجل ، بغير هاء ، كقولك : مُؤَنَّثَة ومُؤَنَّث.

__________________

(٧٦) زيادة من اللسان (ثني) للتوضيح.

(٧٧) القائل هو : (أوس بن مغراء) اللسان (ثني).

(٧٨) البيت في التهذيب ١٥ / ١٤٦ ، واللسان (أنث) منسوب إلى (ذي الرمة).

٢٤٤

باب الثاء والفاء و (و ا ي ء) معهما

ث ف ي ، ث ف ء ، ف ث ء ، ء ث ف مستعملات

ثفي :

الْأُثْفِيَّةُ : أفعولة من ثَفَّيْتُ : حجارة تنصب عليها القدور ، ويقال : فعلوية من أثفت. يقال : قدر مؤثفة ومثفاة أعرف وأعم .. ويقال : قدر مؤثفاة بوزن مفعلاة ، وإنما هي مؤفعلة ، لأن أثفى يثفي : أفعل يفعل ، ولكنهم ربما تركوا ألف أفعل ثابتة في يؤفعل ، لأن أفعل أخرجت من حد فعل الثلاثي فجعلت بوزن الرباعي ، وكذلك : فعل وفاعل كأنها صارت عندهم بوزن فوعل وفعيل وأشباه ذلك فأتموها في يفعل بتمام ما كان فيها من الفعل الماضي. وفي بعض الأشعار :

كرات غلام من كساء مؤرنب (٧٩)

أثبتوا الألف التي كانت في أرنب وهي أفعل فتركوها في مؤفعل.

ويقال : رجل مُؤَنْمَلٌ ، أي : غليظ الأنامل ، وقال : (٨٠)

وصاليات ككما يؤثفين

أي : كما يدعين أثافي. ويقال : أنت ككزيد ، أي كرجل مثل زيد ، ولكن العرب لما حذفوا همزة يؤفعل كان في ضمه بيان ، وفصل بين غابر (فعل) و (أفعل) بضمة الياء وفتحها فأمنوا اللبس ، واستخفوا ذلك فتركوا الهمزة.

__________________

(٧٩) التهذيب ١٥ / ١٤٩ ، واللسان (ثفا) ، غير منسوب أيضا.

(٨٠) القائل : (خطام المجاشعي) التهذيب ١٥ / ١٤٩ ، واللسان (ثفا).

٢٤٥

ويقال : رجل مُثَفٍ وامرأة مُثَفِّيَةٌ ، أي : مات لها ثلاثة أزواج ، وقيل : رجل مُثَفَّى وامرأة مُثَفَّاةٌ.

ثفأ :

الثُّفَاء : الخردل ، بلغة أهل الغور ، والواحدة بالهاء. وقيل : بل الخردل المعالج بالصباغ ، والمدة فيها أصلية. وقيل : الثُّفَاءُ : الحرف.

فثأ :

فَثَأْتُ الشمس الماء : كسرت من برده. وفَثَأْتُ عنك فلانا : كسرته عنك [بقول وغيره](٨١).

أثف :

أَثَفْتُهُ آثِفُهُ أَثْفاً : تبعته ، والْآثِفُ : التابع.

وتَأَثَّفْنَاه : صرنا حواليه كالأثافي.

والْأُثْفِيَّةُ : معروفة وهي : فعلية في قول من قال : أَثَّفْتُ. وهي : أفعولة فيمن قال: ثفيت.

باب الثاء والباء و (و ا ي ء) معهما

ث و ب ، و ث ب ، ث ب ي ، ث ي ب ، ث ء ب مستعملات

ثوب :

ثَابَ يَثُوبُ ثُؤُوباً ، أي : رجع بعد ذهابه .. وثَابَ البئر إلى مَثَابِهِ ، أي : استفرغ الناس ماءه إلى موضع وسطه.

والْمَثَابَةُ : الذي يثوب إليه الناس ، كالبيت جعله الله للناس مَثَابَةً ، أي : مجتمعا بعد التفريق ، وإن لم يكونوا تفرقوا من

__________________

(٨١) تكملة من التهذيب ١٥ / ١٥١.

٢٤٦

هنالك ، فقد كانوا متفرقين ... والْمَثُوبَةُ : الثواب. وثَوَّبَ المؤذن إذا تنحنح للإقامة ليأتيه الناس.

والثَّوْبُ : واحد الثِّيَاب ، والعدد : أَثْوَاب ، وثلاثة أَثْوُبٍ بغير همز ، وأما الأسؤق والأدؤر فمهموزان ، لأن (أدؤن على دار) ، و (أسؤق) على ساق.

والأثوب حمل الصرف فيها على الواو التي في الثوب نفسها ، والواو تحتمل الصرف من غير انهماز .. ولو طرح الهمز من (أدؤر) و (أسؤق) لجاز على أن ترد تلك الألف إلى أصلها ، وكان أصلها الواو ، كما قالوا في جماعة (الناب) من الإنسان : أنيب ، بلا همز برد الألف إلى أصله ، وأصله الياء. وإنما يتبين الأصل في اشتقاق الفعل نحو ناب ، وتصغيره: نييب وجمعه : أنياب. ومن الباب : بويب ، وجمعه : أبواب ، وإنما يجوز في جمع الثوب : أثوب لقول الشاعر (٨٢) :

لكل حال قد لبست أَثْوُبا

وثب :

يقال : وَثَبَ وَثْباً ووُثُوباً ووِثَاباً ووَثِيباً ، والمرة الواحدة : وَثْبَة.

وفي لغة حمير : ثِبْ معناه : اقعد. والْوِثَاب : الفراش بلغتهم.

والْمَوْثِبُ : المكان الذي تثب منه. والثِّبَة : اسم موضوع من الوثب.

__________________

(٨٢) القائل : (معروف بن عبد الرحمن) اللسان (ثوب) مع اختلاف في الرواية.

٢٤٧

وتقول : اتَّثَبَ الرجلان إذا وثب كل واحد منهما على صاحبه .. وتقول : أَوْثَبْتُهُ.

والْمِيثَبُ : السهل من الرمل ، قال :

قريرة عين حين فضت بخطمها

خراشي قيض بين قوز ومِيثَب (٨٣)

ثبي :

الثُّبَةُ : العصبة من الفرسان ، ويجمع : ثُبَاتٍ وثُبِينَ ، قال عمرو بن كلثوم (٨٤) :

فأما يوم لا نخشى عليهم

فنصبح في مجالسنا ثُبِينا

والثُّبَى أيضا مثل : الثبات ، وما كان من المنقوص مضموما أو مكسورا فإنه لا يجمع بالتمام.

والثُّبَةُ : وسط الحوض يثوب إليه بقية الماء ، ومن العرب من يصغرها : ثُوَيْبَة ، يقول : هو من ثاب يثوب ، والعامة يصغرونها على ثُبَيَّة ، يتبعون اللفظ. والثُّبَة من الخيل لا يختلفون في تصغيرها على ثُبَيَّة ، والذين يقولون : ثويبة في تصغير ثبة الحوض لزموا القياس فردوا إليها النقصان في موضعها ، كما قالوا في تصغير (رئة) روية ، والذين يلزمون اللفظ يقولون : ريية ، على قياس قوة وقوية ، وإنما تكتب الهمزة على التليين ، لأنها لا حظ لها في الهجاء والكتابة إنما ترد في ذلك إلى الياء والواو والألف اللينة ، فإذا جاءت في كلمة

__________________

(٨٣) التهذيب ١٥ / ١٥٨ ، واللسان (وثب) غير منسوب أيضا.

(٨٤) قصيدته المعروفة.

٢٤٨

فلينها ، فإن صارت ياء فاكتبها ياء نحو : الريات وإن صارت واوا في التليين فأسقطها من الكتابة نحو : المسالة ، ويجرون ، أي : يجأرون ، ولذلك لا نكتب في الجزء واوا لسكون ما قبلها. وتقول بغير الهمزة : جزو ، ومن كتب الواو في جزو فإنما ذلك تحويل ، وليس تليينا .. والبصراء من الكتبة يحذفون الواو من جزو ، لأنهم يكتبونها على التليين ، فإذا قلت : جزء حولت صرفها على الزاي ، وسقطت الهمزة ، وإذا قلت : جزو حولت الهمزة واوا.

ثيب :

الثَّيِّبُ : التي قد تزوجت وبانت بأي وجه كان بعد أن مسها ، ولا يوصف به الرجل ، إلا أن يقال : ولد الثَّيِّبَيْنِ ، وولد البكرين.

ثأب :

الثَّأَبُ : أن يأكل الإنسان شيئا. أو يشرب شيئا تغشاه له فترة كثقلة النعاس من غير غشي عليه ، يقال : ثُئِبَ فلان ثَأَباً وهي من الثُّؤْبَاء.

والثُّؤْبَاء : ما اشتق منه التَّثَاؤُبُ بالهمز.

والْأَثْأَبُ : شجر ينبت في بطون الأودية بالبادية ، وهو شبيه بالذي تسميه العجم : النشك الواحدة : أَثْأَبَة.

باب الثاء والميم و (و ا ي ء) معهما

ث و م ، و ث م ، م ي ث ، ث م ء ، ء ث م مستعملات

ثوم :

الثُّومُ : معروف .. والثُّومَةُ : قبيعة السيف التي على مقبضه .. وثُومَةُ : اسم رجل من بني كلاب.

٢٤٩

وثم :

الْوَثِيمُ : المكتنز لحما. وقد وَثُمَ يَوْثُمُ وَثَامَةً.

ووَثَمَ الفرس الحجارة بحافره يَثِمُهَا وَثْماً ، إذا كسرها.

والْمُوَاثَمَةُ في العدو : المضابرة كأنه يرمي بنفسه ، قال :

وفي الدهاس مضبر مُوَاثِم (٨٥)

والْوَثِيمَة : الحجر .. والْمِيثَمُ : الذي يكسر كل ما مر به.

ميث :

مَاثَ يَمِيثُ مَيْثاً. إذا ذاب الملح والطين في الماء ، حتى امَّاثَ امِّيَاثاً .. وأَمَثْتُهُ فهو مُمَاثٌ مَيَّثْتُهُ] ، فهو مُمَيَّثٌ. ومَيَّثْتُ الرجل : لينته.

والْمَيْثَاءُ : الرملة اللينة ، وجمعها : مِيثٌ.

ثمأ :

الثَّمْءُ : طرحك الكمأة في السمن ونحوه ، [تقول] : ثَمَأْتُ الكمأة أَثْمَؤُهَا ثَمْأً.

أثم :

أَثِمَ فلان يَأْثَمُ إِثْماً ، أي : وقع في الْإِثْمِ ، كقولك : حرج إذا وقع في الحرج.

وتَأَثَّمَ ، أي : تحرج من الإثم وكف عنه.

والْأَثَامُ في جملة التفسير : عقوبة الإثم.

والْأَثِيمُ والْأَثَّامُ والْأَثِيمَةُ : في كثرة ركوب الإثم. والْآثِم : الفاعل.

__________________

(٨٥) الرجز في التهذيب ١٥ / ١٦٢ ، واللسان (وثم) غير منسوب أيضا.

٢٥٠

باب اللفيف من الثاء

ث ء ي ، ث ء و ، ث و ي

ثأي :

الثَّأَى : أثر الجرح ، وإذا وقع بين القوم جراحات قيل : قد عظم الثأى بينهم.

والثَّأَى : خرم الخرز. وأَثْأَيْتُ خرز الأديم. أي : باعدت أو قاربت فلا يكتم الماء ، قال (٨٦) :

وفراء غرفية أَثْأَى خوارزها

[مشلشل ضيعته بينها الكتب]

ويجوز للشاعر أن يؤخر الهمزة حتى تصير بعد الألف فتصير : ثاء على القلب ، ومثله : رأى وراء ، ونأى وناء ، وقال :

نعم أخو الهيجاء في اليوم اليمي (٨٧)

أراد : في اليوم اليوم ، بوزن فعل فقلب. وقال زهير (٨٨) :

[فصرم حبلها إذ صرمته]

وعادك أن تلاقيها العداء

معناه : وعداك.

ثأو :

الثَّأْوَةُ : بقية قليل من كثير. والثَّأْوَةُ : المهزولة من الغنم.

__________________

(٨٦) (ذو الرمة) ديوانه ١ / ١١.

(٨٧) الرجز في التهذيب ١٥ / ١٦٤ بدون عزو أيضا.

(٨٨) ديوانه ص ٦٢.

٢٥١

ثوي :

الثَّوَاءُ : طول المقام ، وقد ثَوَى يَثْوِي ثَوَاء. ويقال للمقتول : قد ثَوَى. ويقال للغريب المقيم ببلدة : هو ثَاوِيها. والْمَثْوَى : الموضع.

وأَثْوَيْتُهُ : حبسته عندي.

والثَّوِيُ : بيت في جوف بيت ، وقيل : هو البيت المهيأ للضيف. والثَّوِيُ : الضيف نفسه.

والثُّوَّة : خرق كهيئة الكبة على الوتد يمخض عليها السقاء.

ورب البيت : أبو مَثْوَاي ، وربة البيت : أم مَثْوَاي.

ثأثأ :

ثَأْثَأْتُ الإبل ، أي : سقيتها حتى ذهب عطشها ، ولم أروها.

وثأ :

إذا أصاب العظم وصم لا يبلغ الكسر قيل : أصابه وَثْءٌ ووَثْأَةٌ. وقد وُثِئَتْ رجله.

أثي :

أَثَى يَأْثِي فلان أَثْياً وأَثْواً وإِثَاوَةً وإِثَايَةً ، أي : نم عليه وسعى به إلى السلطان ، وأصله الواو في أثى يأثي ، ولكن حملوه على يفعل كما قالوا : خدى يخدي ، ثم رجعوا في المصدر إلى الواو ، فقالوا : خدوة وإثاوة.

٢٥٢

وتَأَثَّيْنَا : نم بعضنا على بعض. وأَثَوْتُ مثل أَثَيْتُ ، إذا سعيت به.

أث :

أَثَ النبات والشعر يَئِثُ أَثَاثَةً فهو أَثِيثٌ ، ويوصف به الشعر الكثير والنبات الملتف ، قال (٨٩) :

وفرع يغشي المتن أسود فاحم

أَثِيثٍ كقنو النخلة المتعثكل

الْأَثَاثُ : أنواع المتاع ، من متاع البيت ونحوه](٩٠).

باب الرباعي من الثاء

باب الثاء والراء

ث ر م ل ، ب ر ث ن

ثرمل :

ثَرْمَلَ القوم من الطعام والشراب ما شاءوا ، أي : أكلوا.

والثُّرْمُلَة : من أسماء الثعالب.

برثن :

الْبَرَاثِن ، وواحدها : الْبُرْثُن : مخالب الأسد. وقالوا : كأن بَرَاثِنَهُ الأشافي.

تم الرباعي وبه تم حرف الثاء ولا خماسي له

والحمد لله

__________________

(٨٩) (امرؤ القيس) ـ معلقته ...

(٩٠) تكملة مما نقل من العين في التهذيب ١٥ / ١٦٦.

٢٥٣

باب الراء

باب الثنائي من الراء

باب الراء والنون

ر ن مستعمل فقط

رن :

الرَّنَّة : الصيحة الحزينة ، يقال : عود ذو رنة.

والرَّنِينُ : الصياح عند البكاء.

والْإِرْنَانُ : الصوت الشديد ، يقال : أَرَنَ الحمار في نهيقه ، وأَرَنَّتِ القوس في إنباضها ، وأَرَنَّتِ النساء في مناحتهن ، والشاء في نتاجها ، وسحابة مِرْنَان ، أي : مصوتة ، قال العجاج يصف قوسا :

تُرِنُ إِرْنَاناً إذا ما أنضبا

إِرْنَانَ محزون إذا تحوبا

أراد : أنبض فقلب.

باب الراء والفاء

ر ف ، ف ر مستعملان

رف :

الرَّفُ : رف البيت ، والجميع : الرُّفُوفُ.

والرَّفُ : شبه المص والتشفف. رَفَفْتُ أَرُفُ رَفّاً.

٢٥٤

والرَّفُ : أكل الرَّفِيفِ ، وهو الحنظل وشبهه ، سمي رفيفا لأنه يؤكل بالمشافر.

والرَّفْرَفَةُ : تحريك الطائر جناحه في الهواء وهو لا يبرح مكانه.

والرَّفِيفُ والْوَرِيف : النبات الذي يهتز خضرة وتلألؤا ، وقد رَفَ يَرِفُ رَفِيفاً ، وورف يرف وريفا ، قال الأعشى :

ومها تَرِفُ غروبه

يشفي المتيم ذا الحرارة (١)

يذكر ثغر امرأة.

والرَّفْرَافُ : الظليم يُرَفْرِفُ بجناحيه ، ثم يعدو.

والرَّفْرَفُ : كسر الخباء ونحوه ، وهو أيضا خرقة تخاط في أسفل السرادق والفسطاط ونحوه.

والرَّفْرَفُ : ضرب من الثياب خضر تبسط ، الواحدة : رَفْرَفَة.

وضرب من السمك [يقال] له : رَفْرَفٌ. والرُّفَّةُ (٢) : عناق الأرض ، تصيد كما يصيد الفهد.

فر :

الْفِرَار والْمَفَرُّ لغتان ، وقيل : بل الْمَفَرُّ : المهرب ، وهو الموضع الذي يهرب إليه.

ورجل فَرُورٌ وفَرُورَةٌ من الْفِرَارِ. ورجل فَرٌّ ورجلان فَرٌّ ورجال فَرٌّ لا يثنى ولا يجمع.

__________________

(١) ديوان الأعشى ، ص ١٥٣.

(٢) نقلنا هذه الكلمة من باب معتل الراء ، لأنها من هذا الباب.

٢٥٥

والْفَرُّ : مصدر فَرَرْتُ عن أسنان الدابة ، أي : كشفت عنها.

وافْتَرَّ عن ثغره إذا تبسم.

وفَرَّ فلان عما في نفسه ، وفُرَّ عن هذا الأمر ، أي : فتشه.

والْفَرْفَرَةُ : الطيش والخفة ، ورجل فَرْفَارٌ ، وامرأة فَرْفَارَةٌ.

وما زال فلان في أُفُرَّة شر من فلان ، [أي : في أول].

والْفَرُّ : الرجل الفار ، وأَفْرَرْتُهُ : ألجأته إلى الفرار.

والْفُرْفُورُ : الحمل السمين ، والْفُرَارُ : ولد النعجة.

باب الراء والباء

ر ب ، ب ر مستعملان

رب :

الرِّبِّيُّونَ : الذين صبروا مع الأنبياء ، نسبوا إلى العبادة والتأله في معرفة الربوبية لله ، الواحد : رِبِّيٌ.

ومن ملك شيئا فهو رَبُّهُ ، لا يقال بغير الإضافة إلا لله عزوجل.

ورجل رِبَابِيٌ نسب إلى الرِّبَابِ ، حي من ضبة.

والرَّبَاب : السحاب الذي فيه ماء ، الواحدة : رَبَابَة ، وأَرَبَّتِ السحابة بهذه البلدة: أدامت بها المطر ، قال :

أَرَبَ بها عارض ممطر (٣)

__________________

(٣) لم نهتد إلى القائل.

٢٥٦

وأرض مِرْبَابٌ : أرب بها المطر ، ومَرَبٌ أيضا ، لا يزال بها مطر ، وكذلك مَصَلٌ ، فيها صلال من مطر ، أي : أمطار متفرقة ، شيء بعد شيء ، قال (٤) :

[بأول ما هاجت لك الشوق دمنة]

بأجرع مقفار مَرَبٍ محلل

ورَبَبْتُ قرابة فلان رَبّاً ، أي : زدت فيها لئلا يعفوا أثرها.

ورَبَبْتُ الصبي والمهر ، يخفف ويثقل ، قال الراجز :

كان لنا وهو فلو نِرْبَبُهُ (٥)

والرَّبِيبَةُ : الحاضنة. ورَبَبْتُهُ ورَبَّبْتُهُ : حضنته.

ورَبِيبَةُ الرجل : ولد امرأته من غيره ، والرَّبِيبُ : يقال لزوج الأم لها ولد من غيره ، ويقال لامرأة الرجل إذا كان له ولد من غيرها : رَبِيبَة وهو الرَّابُ ، وهي : الرَّابَّة ، والجميع : الرَّوَابُ.

والرُّبَّى : الشاة من حين تلد إلى عشرين يوما ، ويقال : الشاة في رِبَابِهَا إلى ذلك الوقت ، قال :

حنين أم البو في رِبَابِهَا (٦)

والسقاء يُرَبَّبُ : [أي : يجعل فيه الرُّبُ].

والشيء يُرَبَّبُ بخل أو عسل.

__________________

(٤) (ذو الرمة) ديوانه ٣ / ١٤٥٣ برواية : باجرع مر باع ....

(٥) اللسان (ربب) غير منسوب أيضا.

(٦) اللسان (ربب) وقد نسب فيه إلى (منتجع بن نبهان).

٢٥٧

والجرة تُرَبَّبُ فتضرى تَرْبِيباً. ودهن مُرَبَّبٌ : مطبوخ بالطيب ، قال في وصف الزق(٧) :

لنا خباء وراووق ومسمعة

لدى حضاج ، بجون القار ، مَرْبُوب

ويروى :لدى حضجر ...، وهو الزق العظيم.

والرَّبْرَبُ : القطيع من بقر الوحش.

والرِّبَّةُ : نبات في الصيف ، والجميع : الرِّبَبُ.

والرُّبُ : السلاف الخاثر من كل شيء من الثمار.

والْإِرْبَابُ : الدنو من كل شيء ، قال ذو الرمة في وصف الشول (٨) :

فيقبلن إِرْبَاباً ويعرضن رهبة

صدود العذارى واجهتها المجالس

ورُبَ : كلمة تفرد واحدا من جميع يقع على واحد يعنى به الجميع ، كقولك : رب خير لقيته ، ويقال : رُبَّمَا كان ذلك ، وكل يخفف الباء ، كقوله (٩) :

ألا رُبَ ناصر لك من لوي

كريم لو تناديه أجابا

__________________

(٧) (سلامة بن جندل) اللسان (حضج). برواية (النار) ، وديوانه ص. ٢٣٤.

(٨) ديوانه ٢ / ١١٤٠.

(٩) لم نهتد إلى القائل.

٢٥٨

والرِّبَابَةُ : خرقة تجعل فيها القداح ، هذلية ، واشتقاقه من رَبَبْتُ الشيء ، أي : جمعته ، قال (١٠) :

[بأول ما هاجت لك الشوق دمنة

بأجرع مقفار] مَرَبٍ محلل

بر :

الْبَرُّ : خلاف البحر ، ونقيض الكن ، تقول : خرجت بَرّاً وجلست بَرّاً ، على النكرة تستعمله العرب.

والْبَرِّيَّةُ : الصحراء.

والْبَرُّ : البار بذوي قرابته. وقوم بَرَرَةٌ وأَبْرَارٌ. وتقول : ليس ببر وهو بَارٌّ غدا. والمصدر والاسم : الْبِرُّ ، مستويان.

وبَرَّتْ يمينه ، أي : صدقت ، وأَبَرَّهَا الله ، أي : أمضاها على الصدق ، وأَبْرَرْتُ يميني إِبْرَاراً. وبَرَّ الله حجك فهو مَبْرُورٌ .. وفلان يَبَرُّكَ ، [أي] : يطيعك ، قال :

يَبَرُّكَ ، الناس ويفجرونكا (١١)

والْبَرِير : حمل الأراك.

وقد أَبَرَّ عليهم ، أي : غلبهم.

وابْتَرَّ فلان ، أي : انتصب منفردا من أصحابه.

والْبَرْبَرَةُ : كثرة الكلام ، والجلبة باللسان ، قال :

__________________

(١٠) ذكر قبل قليل.

(١١) الرجز في التهذيب ١٥ / ١٩٠ ، واللسان (برر) غير منسوب أيضا.

٢٥٩

(.....) كل غدور بَرْبَار (١٢)

وبَرْبَر : جيل من الناس سيىء الخلق ، ويقال إنهم من ولد بر بن قيس بن عيلان.

والْبُرُّ : الحنطة.

والْبُرْبُورُ : الجشيش من البر.

باب الراء والميم

ر م ، م ر مستعملان

رم :

الرَّمُ : إصلاح الشيء الذي فسد بعضه ، من نحو حبل بلي فَتَرُمُّهُ ، أو دار تَرُمُ شأنها مَرَمَّةً. ورَمُ الأمر : إصلاحه بعد انتشاره ، قال :

 ..... ورَمَ به

أمور أمته والأمر منتشر (١٣)

ورَمَ العظم : صار رَمِيماً ، أي : متفتتا. ورَمَ الحبل : انقطع.

والرِّمَّةالرُّمَّة] : القطعة من الحبل ، وبها سمي ذو الرمة. ودفعت الدابة إليك بِرُمَّتِهِ ، أي : ببقية حبل على عنقه. والرِّمَّة : العظام البالية.

والشاة تَرُمُ الحشيش بِمِرَمَّتَيْهَا ، أي : بشفتيها.

وأَرَمَ القوم : سكتوا على أمر في أنفسهم.

__________________

(١٢) لم نهتد إليه فيما بين أيدينا من مظان.

وفي الأصول في مكان النقاط كلمة لم نتبين معناها ، هي في (س): (بالنصر من) ، وفي (ص) و (ط): (بالعصر).

(١٣) لم نهتد إلى قائل البيت ، ولا إلى تمامه.

٢٦٠