كتاب العين - ج ٨

الخليل بن أحمد الفراهيدي

كتاب العين - ج ٨

المؤلف:

الخليل بن أحمد الفراهيدي


المحقق: الدكتور مهدي المخزومي والدكتور ابراهيم السامرّائي
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مؤسسة دار الهجرة
المطبعة: الصدر
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٥٦

والثَّفْرُ : السير في مؤخر السرج ، يلي الذنب ، وجمعه أَثْفَار.

والْمِثْفَارُ من الدواب التي ترمي بسرجها إلى مؤخرها.

والِاسْتِثْفَارُ : إدخال الكلب ذنبه بين فخذيه حتى يلزقه ببطنه ، قال :

تعدو الذئاب على من لا كلاب له

وتتقي مربض الْمُسْتَثْفِرُ الحامي (٢٦)

والرجل يَسْتَثْفِرُ بإزاره عند الصراع ، إذا لواه على فخذيه ، ثم أخرجه من بين فخذيه فشد طرفه في حجزته.

فثر :

الْفَاثُورُ عند العامة الطست خان ، وأهل الشام يتخذون خوانا من رخام يسمونها الْفَاثُور ، قال :

والأكل في الْفَاثُورِ بالظهائر (٢٧)

وقوله : في الفاثور ، أي على الفاثور ، كما قال تعالى : (وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ)(٢٨) ، أي على جذوع النخل.

وفي بعض كلام أهل الشام والجزيرة : على الْفَاثُورِ الواحد ، يعني على البساط الواحد.

والْفَوَاثِيرُ : الجواسيس ، الواحد فَاثُور في كلام أرمينية.

__________________

(٢٦) البيت (للنابغة) كما في اللسان والديوان (ط بيروت).

(٢٧) لم نهتد إلى القائل.

(٢٨) سورة الأعراف ، الآية ١٢٤.

٢٢١

باب الثاء والراء والباء معهما

ث ر ب ، ث ب ر ، ب ث ر ، ب ر ث ، ر ب ث مستعملات

ثرب :

الثَّرْبُ : شحم رقيق يغشى الكرش والأمعاء ، والجمع ثُرُوبٌ.

وقوله ـ عزوجل ـ : (لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ)(٢٩) ، أي لا لوم عليكم ، والتَّثْرِيبُ: الإفساد ، والتَّثْرِيبُ بالذنب ، لا أُثَرِّبُ عليك.

ثبر :

الثَّبْرُ : أرض حجارتها كحجارة الحرة إلا أنها بيض ، تقول : انتهينا إلى ثَبْرَةِ كذا ، أي حرة كذا.

وثَبِير : اسم جبل.

والثُّبُورُ : الهلاك.

والْمُثَابِرُ : الملح المداوم على الشيء ، قال :

فَثَابَرَ بالرمح حتى نحاه

في كفل كسراة المجن (٣٠)

والْمَثْبِرُ : مسقط الولد بالأرض إذا ولد للناقة والمرأة أيضا.

وثَبَرَ البحر إذا جزر بعد ما مد ، يَثْبُرُ ثَبْراً.

بثر :

الْبَثْرُ : خراج صغار ، الواحدة بَثْرَةُ ، وقد بَثَرَ (٣١) جلده يَبْثُرُ بَثْراً وبُثُوراً.

__________________

(٢٩) سورة الإسراء ، الآية ١٠٢.

(٣٠) لم نهتد إلى القائل.

(٣١) وفي اللسان بثر يبثر بثرا مثل فرح.

٢٢٢

وصار الغدير بَثْراً : ذهب ماؤه وبقي شيء قليل ، ثم نشر على وجه الأرض منه شبه عرمض.

برث :

الْبَرْثُ : شبه جبل من رمل إلا أن بَرْثَهُ صلب أي تربه.

ويقال : بل الْبَرْثُ أسهل الأرض وألينها ، وجمعه الْبُرُوثُ.

ربث :

الرَّبْثُ : حبسك إنسانا عن أمر ، يقال : رَبَثْتُهُ عن حاجته رَبْثاً ، والاسم : الرَّبِيثَةُ.

ويبعث إبليس يوم الجمعة شياطينه إلى الناس فيأخذون عليهم بِالرَّبَائِثِ ، أي يذكرونهم بالحوائج لِيَرْبُثُوهُمْ بها عن الجمعة ، قال :

جري كريث أمرها رَبِيثٌ (٣٢)

وكريث أي مكروث ، ورَبِيث أي مَرْبُوثٌ.

والرِّبِّيثَي (٣٣) : اسم مشتق من هذا.

باب الثاء والراء والميم معهما

ث م ر ، ث ر م ، ر ث م ، م ر ث ، ر م ث مستعملات

ثمر :

الثَّمَرُ : حمل الشجر.

__________________

(٣٢) الشاهد في اللسان غير منسوب.

(٣٣) كذا في اللسان وأما في الأصول المخطوطة فقد ورد : الربيثاء.

٢٢٣

والثَّمَرُ : أنواع المال ، والولد ثَمَرَةُ القلب.

وأَثْمَرَتِ الشجرة.

والعقل الْمُثْمِرُ عقل المسلم ، والعقل العقيم عقل الكافر.

وثَمَرُ الله : مالك.

والثَّامِرُ : نور بقلة تسمى الحماض ، وهو أحمر شديد الحمرة ، قال :

من علق كَثَامِرِ الحماض (٣٤)

وقد أَثْمَرَ السقاء إذا آن أن يحمض ، وسقاء مُثْمِرٌ.

يقال : الثَّامِرُ اسم لِلثَّمَرَةِ ، ومن أنشد : كَثَمَرِ الحماض عنى به الحمل.

وثَمَرْتُ للغنم أي خبطت الشجر لها لينتثر الورق.

ثرم :

وثَرَمْتُ الرجل فَثَرِمَ (٣٥) ، وثَرَمْتُ ثنيته فَانْثَرَمَتْ ، والنعت أَثْرَمُ.

رثم :

ورَثَمْتُ أنفه ، أي دققته.

__________________

(٣٤) الرجز في التهذيب واللسان غير منسوب.

(٣٥) جاء في الأصول المخطوطة : وفي نسخة : أثرم.

٢٢٤

والرَّثَمُ : بياض على أنف الفرس (٣٦) ، ورَثَمَ فهو أَرْثَمُ.

والرَّثْمُ : تخديش وشق من طرف الأنف حتى يخرج الدم فيقطر ، وهو كسر من طرف منسم البعير ، يقال : رَثَمَ منسمه فسال منه الدم ، قال ذو الرمة :

تثني النقاب على عرنين أرنبة

شماء مارنها بالمسك مَرْثُومٌ (٣٧)

جعل لطخ المسك بالمارن تشبيها بالدم.

مرث :

الْمَرْثُ : مرثك الشيء تَمْرُثُهُ في ماء شبه دواء وغيره حتى يتفرق فيه.

والصبي يَمْرُثُ أمه ، أي يرضعها.

ويَمْرُثُ الكسرة : يمصها ويكدمها.

والْمُرَاثَةُ : ما بقي في فيه.

رمث :

الرِّمْثُ : ضرب من الحطب ، وهو من المراعي ، وهي ضروب كلها تسمى رِمْثاً ، والواحدة رِمْثَةٌ.

والغالب عليها عند العامة أنها شجرة تشبه الغضى ، ولكنها ينبسط ورقها ، شبيه بالأشنان.

__________________

(٣٦) كذا في التهذيب واللسان وغيرهما من المعجمات وأما في الأصول المخطوطة فقد ورد : بياض على القلب (كذا).

(٣٧) البيت في الديوان ص ٥٧٢.

٢٢٥

والرَّمَاثَةُ : الرمازة.

والرَّمَثُ : الطوف (٣٨) في الماء وجمعه أَرْمَاثٌ.

ويقال : الْأَرْمَاثُ خشب يضم بعضه إلى بعض ، ثم يركب في البحر ، الواحد رَمَثٌ ، قال جميل :

تمنيت من حبي علية أننا

على رَمَثٍ في الشرم ليس لنا وفر (٣٩)

باب الثاء واللام والنون معهما

ن ث ل يستعمل فقط

نثل :

يقال : أخذ درعه فَنَثَلَهَا عليه.

والنَّثْلُ : نثرك الشيء كله بمرة. ونَثَلَ الرجل : سلح.

باب الثاء واللام والفاء معهما

ث ف ل يستعمل فقط

ثفل :

الثُّفْلُ (٤٠) : نثرك الشيء بمرة.

والثُّفْلُ : ما رسب خثارته وعلا صفوه من كل شيء.

وثُفْلُ القدر والدواء ونحوه.

__________________

(٣٨) كذا هو الوجه وأما في الأصول المخطوطة فقد ورد : الطرف ، الظرف.

(٣٩) الشاهد في التهذيب واللسان (لأبي صخر الهذلي) ، وهو (لجميل) كما في العين في ديوانه (نشر حسين نصار) ص ٩٣.

(٤٠) جاء في الأصول المخطوطة : الثفل في نسخة الحاتمي ومطهر : نثرك ... والنثل لم يكن إلا في نسخة الزوزني.

٢٢٦

والثَّفَالُ : البعير الثقيل البطيء.

والثِّفَالُ : أديم ونحوه يبسط تحت الرحى ، يقع عليه الطحن ، أي الدقيق.

باب الثاء واللام والباء معهما

ل ب ث ، ث ل ب ، ب ل ث مستعملات

لبث :

اللَّبْثُ : المكث ، ولَبِثَ لَبْثاً.

واللَّبِثُ : البطيء.

ثلب :

الثِّلْبُ : البعير الهرم.

والثِّلْبُ : الشيخ ، هذلية.

والْأَثْلَبُ (٤١) : التراب ، وفي لغة : فتات الحجارة.

وفي الحديث : وَلِلْعَاهِرِ الْأَثْلَبُ.

والثَّلْبُ : شدة اللوم ، والأخذ باللسان.

وهو الْمِثْلَبُ يجري في العقوبات.

بلث :

الْبَلْثُ : الحرك (٤٢) ، الواحدة بَلْثَةٌ.

__________________

(٤١) هو الأثلب (بكسر الهمزة وفتحها).

(٤٢) كذا وجدنا في الأصول المخطوطة ولم نجده في أي معجم آخر ، والذي وجدناه من أصل المادة هو البليث كما جاء في اللسان وهو نبث.

٢٢٧

باب الثاء واللام والميم معهما

م ث ل ، ث م ل ، ل ث م ، ث ل م مستعملات

مثل :

الْمَثَلُ : الشيء يضرب للشيء فيجعل مِثْلَهُ.

والْمَثَلُ : الحديث نفسه.

وأكثر ما جاء في القرآن نحو قوله ـ جل وعز ـ : مَثَلُ (الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ(٤٣) فِيها أَنْهارٌ، فَمَثَلُهَا) هو الخبر عنها.

وكذلك قوله تعالى : (ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ)(٤٤) ، ثم أخبر : (إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ) ، فصار خبره عن ذلك مَثَلاً ، ولم تكن هذه الكلمات ونحوها مثلا ضرب لشيء آخر كقوله تعالى : (كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ ،)(٤٥) و (كَمَثَلِ الْكَلْبِ)(٤٦).

والْمِثْلُ : شبه الشيء في الْمِثَالِ والقدر ونحوه حتى في المعنى.

ويقال : ما لهذا مَثِيلٌ.

والْمِثَالُ : ما جعل مقدارا لغيره ، وجمعه مُثُلٌ ، وثلاثة أَمْثِلَةٍ.

__________________

(٤٣) سورة الرعد ، الآية ٣٧.

(٤٤) من الآية ٧٣ من سورة الحج ، والآية : (يا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ).

(٤٥) من الآية ٥ من سورة الجمعة ، والآية : (مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْراةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوها كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً).

(٤٦) من الآية ١٧٦ من سورة الأعراف والآية : (فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ).

٢٢٨

والْمُثُولُ : الانتصاب قائما ، والفعل : مَثَلَ يَمْثُلُ ، قال لبيد :

ثم أصدرناهما في وارد

صادر وهم صواه قد مَثَل (٤٧)

والتَّمْثِيلُ : تصوير الشيء كأنه تنظر إليه.

والتِّمْثَالُ : اسم للشيء الْمُمَثَّلِ المصور على خلقة غيره ، كسرت التاء حيث جعلت اسما بمنزلة التجفاف وشبهه ، ولو أردت مصدرا لفتحت ، وجاءت تفعال في حروف قليلة نحو تمراد وتلقاء ، وإنما صار تلقاء اسما لأنه صار في حال لدن ، وفي حال حيال ، وما كان مصدرا فالتاء مفتوحة يجرى مجرى المصدر في كلام العرب ، لا يجمع ولا يصغر ، وهذا أَمْثَلُ من ذلك ، أي أفضل.

ثمل :

الثَّمِيلَةُ : الماء القليل الباقي في الحوض والسقاء.

والثَّمَلَةُ : خرقة الهناء ، وتكون أيضا من الصوف ونحوه.

والثَّمَلُ : الظل.

والثَّمَلُ : السكر.

والْمُثَمَّلُ : السم لأنه يثمل من يلجأ إليه.

__________________

(٤٧) البيت في التهذيب وروايته : صواء كالمثل. وانظر الديوان ص ١١٥.

٢٢٩

لثم :

اللَّثْمُ : وضعك فاك على في آخر ، ومنه اللِّثَامُ ، أي شدك الفم بالمقنعة.

ثلم :

الثَّلْمَةُ معروفة ، ثلمة الحائط ونحوه.

ملث :

مَلْثُ الظلام ونحوه أي اختلاط السواد.

باب الثاء والنون والفاء معهما

ن ف ث يستعمل فقط

نفث :

النَّفْثُ : نفثك في العقد ونحوها ، يقال : نَفَثَ يَنْفُثُ نَفْثاً ، ومن ذلك قوله تعالى : (وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ)(٤٨) يعني السواحر.

باب الثاء والنون والباء معهما

ن ب ث ، ب ث ن ، ث ب ن مستعملات

نبث :

النَّبِيثَةُ : التراب الذي يُنْبَثُ من البئر والنهر ، أي يخرج ، والجمع النَّبَائِثُ.

وكان أبو دلامة عند أبي ليلى ، وهو على القضاء ، وكانت عنده شهادة لرجل ، فقال ابن أبي ليلى : لا تقبل شهادته ، فأبى إلا أن

__________________

(٤٨) سورة الفلق ، الآية ٤.

٢٣٠

يشهد. وكان ابن أبي ليلى يغمز في نسبه ، فلما جلس للشهادة أنشد :

إن الناس غطوني تغطيت عنهم

وإن بحثوا عني ففيهم مباحث

وإن حفروا بئري حفرت بئارهم

فسوف يرى آثارهم والنَّبَائِثُ (٤٩)

فأجاز شهادته.

بثن :

الْبَثْنَةُ اسم رملة لينة ، ويصغر بُثَيْنَةٌ ، وبها سميت المرأة بُثَيْنَةً للينها.

والْبَثْنِيَّةُ بلاد بالشام.

ثبن :

ثَبَنْتَ ثِبَاناً ، وتَثَبَّنْتَ إذا جعلت شيئا في الوعاء ثم حملته بين يديك.

والثِّبَانُ : طرف الرداء ، ثَبَنَهُ ثَبْناً وثِبَاناً (٥٠).

وثَبِنَةُ : موضع.

والثَّبْنِيَّةُ : جنس من الحنطة.

__________________

(٤٩) البيتان في اللسان ، وروايتهما.

 ...................

وان بحثوني كان فيهم مباحث

وان نبثوا بثوي نبثته بثارهم

فسوف ترى ماذا تردد النبائث

 (٥٠) جاء بعد هذا في الأصول المخطوطة : وهو الكبان والخبان.

نقول : ولم نهتد إلى معناها وعلاقتها بالمادة بثن من قريب أو بعيد.

٢٣١

باب الثلاثي المعتل من الثاء

باب الثاء والراء و (و ا ي ء) معهما

ث ر ي ، ث ا ر ، و ث ر ، ر و ث ، و ر ث ، ر ث ي ، ر ي ث ، ث ء ر ،

ر ث ء ، ء ث ر مستعملات

ثرو :

تقول : إنه لذو ثَرْوَةٍ من المال وعدد من الرجال .. والثَّرْوَةُ : كثرة العدد .. وثَرَاهُم الله : كثرهم.

والثَّرَاءُ ، ممدود : عدد المال نفسه .. والْمُثْرِي : الكثير الثراء.

والثَّرَى ، مقصور : التراب ، وكل طين لا يكون لازبا إذا بل ، قال العجاج (٥١) :

كالدعص أعلى تربه مَثْرِيٌ

الْمَثْرِيُ : هو المفعول من الثَّرْي.

وتَثَرَّى الفرس بالعرق تَثَرِيّاً ، وثَرِيَ أيضا ثَرىً شديدا ، [إذا ندي بعرقه].

ثار :

الثَّوْرُ : الذكر من البقر ، والقطعة من الأقط ، وبرج من بروج السماء ، وبه سمي السيد ، وبه كني عمرو بن معديكرب : أبا ثَوْرٍ ، ومنهم من يقول بالتاء ، وبالثاء أعرف وأحسن ، والمنزل

__________________

(٥١) ديوانه ص ٣١٥.

٢٣٢

الذي ذكره ذو الرمة ببرقة الثَّوْرِ (٥٢). والثَّوْرُ : الفراش ، قال النجاشي :

ولست إذا شب الحروب غزاتها

من الطيش ثَوْراً شاط في جاحم اللظى (٥٣)

وثَوْر : جبل : جبل بمكة.

والثَّوْرُ : العرمض على وجه الماء وغه من قول الشاعر (٥٤) :

إني وعقلي سليكا بعد مقتله

كَالثَّوْرِ يضرب لما عافت البقر

إذا عافت البقر الماء من العرمض ضرب بعصا حتى يتفرق عن وجه الماء ، وقيل : بل يضرب الثور من البقر فيقحمه الماء ، فإذا رأته البقر واردا وردت.

وثَوْر : حي ، وهم إخوة ضبة.

والثَّوْرُ : مصدر ثَارَ يَثُورُ الغبار والقطا إذا نهضت من موضعها.

وثَارَ الدم في وجهه : تفشى فيه ، وظهر .. والمغرب ما لم يسقط ثَوْرُ الشمس ، والثَّوْرُ : الحمرة التي بعد سقوط الشمس لأنها تَثُورُ ، [أي : تنتشر].

وثَوَّرْتُ كدورة الماء ، فَثَارَ ، وكذلك : ثَوَّرْتُ الأمر.

__________________

(٥٢) يشير إلى قول (ذي الرمة :) ١ / ١٨٧.

بصلب المعنى او برقة الثور لم يدع لها جدة جول الصبا والجنائب.

(٥٣) لم نهتد إلى البيت فيما تيسر لنا من مظان.

(٥٤) الشاعر هو : (أنس بن مدرك الخثعمي) اللسان (ثور).

٢٣٣

واسْتَثَرْتُ الصيد إذا أَثَرْتَهُ ، قال (٥٥) :

أَثَارَ الليث في عريس غيل

له الويلات مما يستثير

أَثَارَهُ ، أي : هيجه.

وثر :

الْوَثِيرُ : الفراش الوطيء ، وكل وطيء وَثِيرٌ ، ومنه : امرأة وَثِيرَةٌ ، أي : سمينة عجزها.

روث :

الرَّوْثَةُ : طرف الأرنبة حيث يقطر الرعاف.

والرَّوْثُ : رَوْثُ ذات الحافر.

ورث :

الْإِيرَاثُ : الإبقاء للشيء .. يُورِثُ ، أي : يبقي مِيرَاثاً. وتقول : أَوْرَثَهُ العشق هما ، وأَوْرَثَتْهُ الحمى ضعفا فَوَرِثَ يَرِثُ.

والتُّرَاثُ : تاؤه واو ، ولا يجمع كما يجمع الْمِيرَاثُ.

والْإِرْثُ : ألفه واو ، لكنها لما كسرت همزت بلغة من يهمز الوساد والوعاء ، وشبهه كالوكاف والوشاح .. وفلان في إِرْث مجد. وتقول : إنما هو مالي من كسبي وإِرْث آبائي.

رثي :

رَثَى فلان فلانا يَرْثِيهِ رَثْياً ومَرْثِيَةً ، أي : يبكيه ويمدحه ، والاسم : الْمَرْثِيَةُ.

__________________

(٥٥) لم نهتد إلى القائل.

٢٣٤

ولا يَرْثِي فلان لفلان ، أي : لا يتوجع إذا وقع في مكروه ، وإنه لَيَرْثِي لفلان مَرْثِيَةً ورَثْياً.

والْمُتَرَثِّي : المتوجع المفجوع ، قال الراجز (٥٦) :

بكاء ثكلى فقدت حميما

فهي تُرَثِّي بأبا وابنيما

معناه : وابني على الندبة ، و (ما) هاهنا وجوب وتوكيد. كما قيل : أحبب حبيبك هونا ما كي ما يكون بغيضك يوما ما .. أي : لا تحب حبيبك حبا شديدا ، ولكن أحببه هونا فعسى أن يكون بغيضك يوما ، ويفسر (ما) هاهنا هكذا.

ريث :

الرَّيْثُ : الإبطاء ، يقال : رَاثَ علينا فلان يَرِيثُ رَيْثاً ، ورَاثَ علينا خبره .. واسْتَرَثْتُهُ واستبطأته. وإنه لَرَيِّثٌ ، وقول الأعشى (٥٧) :

[كأن مشيتها من بيت جارتها]

مر السحابة ، لا رَيْث ولا عجل

من رواه بكسر الجيم جعل الريث نعتا مخففا مثل الهين (٥٨) واللين وأشباههما.

__________________

(٥٦) الراجز : (رؤبة) ديوانه ص ١٨٥.

(٥٧) ديوانه ص ٥٥.

(٥٨) في الأصول : العين.

٢٣٥

وما قعد فلان إلا رَيْث ما قال ، وما يسمع موعظتي إلا رَيْث أتكلم ، قال يصف امرأة :

لا ترعوي الدهر إلا رَيْث أنكرها

أنثو بذاك عليها لا أحاشيها (٥٩)

أي : إلا بقدر ما أنكرها ثم تعاود.

ثأر :

الثَّأْرُ : الطلب بالدم .. ثَأَرَ فلان لقتيله ، أي : قتل قاتله ، يَثْأَرُ ، والاسم : الثُّؤْرَةُ ، قال : (٦٠)

حللت به وتري وأدركت ثُؤْرَتِي

إذا ما تناسى ذحله كل عيهب

العيهب : الجاهل ، [والضعيف عن طلب وتره] ، وعهبت الأمر ، أي : جهلته.

وأَثْأَرَ فلان من فلان ، أي : أدرك ثَأْرَهُ منه.

رثأ :

الرَّثِيئَةُ ، مهموز اللبن [الحامض](٦١) يحلب عليه فيخثر .. رَثَأْتُ اللبن أَرْثَؤُهُ رَثْأً.

أثر :

الْأَثَرُ : بقية ما ترى من كل شيء وما لا يرى بعد ما يبقى علقة.

__________________

(٥٩) البيت في التهذيب ١٥ / ١٢٥ ، واللسان (ريث) ، غير منسوب أيضا.

(٦٠) (الشويعر) ، وهو (محمد بن حمران بن أبي حمران الجعفي) ، كما في اللسان والتاج (عهب).

(٦١) في الأصول : الخالص.

٢٣٦

والْإِثْرُ : خلاص السمن.

وأُثْرُ السيف : ضربته.

وذهبت في إِثْرِ فلان ، أي : استقفيته ، لا يشتق منه فعل هاهنا ، قال (٦٢) :

بانت سعاد فقلبي اليوم متبول

متيم إِثْرَ من لم يجز ، مكبول

فألقى الصفة.

وأَثْرُ الحديث : أن يَأْثِرَهُ قوم عن قوم ، أي : يحدث به في آثَارِهِمْ ، أي : بعدهم ، والمصدر : الْأَثَارَةُ.

والْمَأْثُرَةُ : المكرمة ، وإنما أخذت من هذا ، لأنها يأثرها قرن عن قرن ، يتحدثون بها.

ومَآثِرُ كل قوم : مساعي آبائهم.

والْأَثِيرُ الكريم ، تُؤْثِرُهُ بفضلك على غيره ، والمصدر : الْإِثْرَةُ. [تقول] : له عندنا إثرة.

واسْتَأْثَرَ الله بفلان ، إذا مات ، وهو ممن يرجى له الجنة.

واسْتَأْثَرْتُ على فلان بكذا وكذا ، أي : آثَرْتُ به نفسي عليه دونه.

وأُثْرُ السيف : وشيه الذي يقال له : الفرند ، و [قولهم] : سيف مَأْثُورٌ من ذلك ، ويقال : هو أَثِيرُ السيف مثل ذميل [فعيل] ،

__________________

(٦٢) (كعب بن زهير) ـ مطلع قصيدته المعروفة به ، والرواية في ديوانه ص ٦ : مثيم اثرها لم يجز ........

٢٣٧

وأُثْرُ السيف [فعل] مخفف ، قال :

كأنهم أسيف بيض يمانية

عضب مضاربها باق بها الْأُثُرُ (٦٣)

[فثقل] بضمتين. وقال :

كأن بقايا الْأُثْر فوق متونه

مدب الدبى فوق النقا وهو سارح (٦٤)

والْمِئْثَرَةُ ، مهموز : سكين يؤثر بها باطن خف البعير فحيثما ذهب عرف به أثره.

والْمِيثَرَةُ ، خفيفة : شبه مرفقة تتخذ للسرج كالصفة ، تلقى على السرج ، ويلقى عليها السرج.

وقد أَثِرْتُ أن أفعل كذا وكذا ، وهو هم في عزم .. وتقول : افعل يا فلان هذا آثِراً ما ، أي إن أخرت ذلك الفعل فافعل هذا إما لا. والآثر : بوزن فاعل. وتفسير (إما لا) : أن (لا) و (ما) صلة فجعلت كلمة واحدة فأميلت.

والْآثِرُ والْوَاثِرُ : لغتان هو الذي يؤثر تحت خف البعير المعروف الرقيق بذلك.

باب الثاء واللام و (و ا ي ء) معهما

ث و ل ، و ث ل ، ل و ث

ثول :

الثَّوْلُ : الذكر من النخل ، ويقال : الثَّوْلُ : جماعة النحل ، لا واحد له.

__________________

(٦٣) التهذيب ١٥ / ١٢١ واللسان (أثر) غير منسوب أيضا.

(٦٤) لم نهتد إلى القائل.

٢٣٨

والثَّوَلُ : شبه جنون في الشاء ، [يقال : شاة ثَوْلَاء ، وقد ثَوِلَتْ تَثْوَلُ ثَوَلاً ، والذكر : أَثْوَلُ.

وثل :

وَاثِلَةُ كل شيء : أصله .. و [وَاثِلَةُ : اسم رجل](٦٥).

لوث :

اللَّوْثُ : إدارة الإزار والعمامة ونحوهما مرتين ، والكور في العمامة أحسن.

واللَّوْثُ : في ثقل الجسم لكثرة اللحم .. ناقة ذات لوث ولا يمنعها ذلك من السرعة ، قال : (٦٦)

بذات لوث عفرناة [إذا عثرت

فالتعس أدنى لها من أن أقول : لعا]

وأصابتنا ديمة لَوْثَاء ، أي : تُلَوِّثُ النبات بعضه على بعض كَتَلْوِيثِكَ التبن بالقت ، وفي كل شيء ، وكذلك التَّلَوُّث في الأمر. واللَّائِثُ من الشجر والنبات : ما التبس بعضه على بعض. تقول العرب : لَائِثٌ ، ولَاثٌ ، على القلب ، قال العجاج (٦٧) :

لَاثٌ بها الأشاء والعبري

ولث :

الْوَلْثُ : عقد العهد بين القوم ، يقال : كان بينهم وَلْثٌ من العهد.

__________________

(٦٥) من مختصر العين ـ الورقة ٢٤٨.

(٦٦) (الأعشى) ديوانه ص ١٠٣.

(٦٧) ديوانه ص ٣١٤.

٢٣٩

لثي :

اللَّثَى : ما سال من ساق الشجر خاثرا.

واللَّثَا : وطء الأخفاف ، إذا كان معه ندى من ماء أو دم.

ولَثِيَتِ الشجرة لَثىً إذا وقع فيها اللثى ، وأَلْثَتْ [ما حولها] فهي مُلْثِيَةٌ [إذا لطخته به](٦٨).

ثيل :

الثَّيْلُ : جراب قنب البعير ، وقيل : بل هو قضيبه ، لا يقال القنب إلا للفرس.

جمل أَثْيَلُ : عظيم الثَّيْل ، وجمال ثِيلٌ.

والثِّيلُ : نبات يشتبك في الأرض.

والثَّيِّلُ : حشيش.

ليث :

تَلَيَّثَ الرجل ، إذا صار لَيْثِيَ الهوى ، يعني : بني لَيْث ، ولَيِّث مثله ، قال رؤبة : (٦٩)

دونك مدحا من أخ مُلَيَّث

ولَايَثْتُ فلانا ، إذا زاولته مزاولة اللَّيْث من الشدة والممارسة ، قال العجاج (٧٠) :

شكس إذا لَايَثْتُهُ ، لَيْثِيٌ

__________________

(٦٨) التكملة من التهذيب ١٥ / ١٣٢.

(٦٩) ديوانه ص ١٧١.

(٧٠) ديوانه ص ٣٣٢.

٢٤٠