كتاب العين - ج ٨

الخليل بن أحمد الفراهيدي

كتاب العين - ج ٨

المؤلف:

الخليل بن أحمد الفراهيدي


المحقق: الدكتور مهدي المخزومي والدكتور ابراهيم السامرّائي
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مؤسسة دار الهجرة
المطبعة: الصدر
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٥٦

باب الذال والفاء و (و ي ء) معهما

ذ ي ف ، ذء ف ، و ذ ف يستعملان فقط

ذيف ، ذءف :

الذِّيفَانُ والذِّئْفَانُ : السم الذي يَذْأَفُ ذَأْفاً.

والذَّأْفُ : سرعة الموت ، بهمزة ساكنة.

وذف :

التَّوَذُّفُ : التبختر ، وقيل : التَّوَذُّفُ الإسراع ، قال :

يعطي النجائب بالرحال كأنها

بقر الصرائم والجياد تَوَذَّف (٥٢)

باب الذال والباء و (و ي ء) معهما

ذ ء ب ، ذ و ب ، ب ذ ي ، ب ذ ء مستعملات

ذأب :

الذِّئْبُ : كلب البر ، والأنثى ذِئْبَةٌ.

والذِّئْبَةُ من القتب والإكاف ونحوه : ما تحت مقدم ملتقى الحنوين ، وهو الذي يعض على منسج الدابة.

والْمَذْؤُوبُ : هو الذي وقع الذئب في غنمه ، وكذلك إذا أفزعته الذِّئَابُ.

والصانع يَذْأَبُ القتب إذا أجاد صنعته.

ويقال للذي أفزعته الجن : تَذَأَّبَتْهُ وتذعنته ، وكذلك تَذَأَّبَتْهُ الريح أي تناولته من كل جانب.

__________________

(٥٢) البيت في اللسان (لبشر بن أبي خازم) ، وهو في الديوان ص ١٥٦.

٢٠١

والذُّؤَابَةُ ذؤابة مضفورة من شعر ، وكذلك موضعها من الرأس ، وكذلك ذُؤَابَةُ العز والشرف ، والجميع الذَّوَائِبُ ، والقياس الذَّآئِبُ مثل دعابة ودعائب ، ولكنه لما التقت همزتان لم تكن بينهما إلا ألف لينة لينوا الأولى منهما لأن العرب تستثقل التقاء همزتين في كلمة واحدة.

والذِّئْبُ يَتَذَأَّبُ الإنسان ، أي يختله ، والريح تَتَذَأَّبُهُ : تتصرف عليه ، قال ذو الرمة:

إذا ما استدرته الصبا وتَذَاءَبَتْ

يمانية تمري الذهاب المنائح (٥٣)

الذِّئْبَةُ : داء يأخذ الدابة ، يقال : برذون مَذْؤُوبٌ.

وأرض مَذْأَبَةٌ : كثيرة الذئاب.

ذوب :

الذَّوْبُ من العسل ما قد أخرج فخلص من شمعه ، والشمع الموم.

والذَّوَبَانُ مصدر ذَابَ يَذُوبُ ، وكل شيء أَذَبْتَهُ فما خرج منه من الدسم فهو ذُوَابَتُهُ ، وما أَذَبْتَ فهو الْمَذُوبُ.

ذيب :

والْأَذْيَبُ : الماء الكثير.

بذي :

بذء : بَذِيَ الرجل إذا ازدري به.

__________________

(٥٣) البيت في الديوان ص ٩٨.

٢٠٢

ورجل بَذِيٌ إذا نطق بهجز ، وامرأة بَذِيَّةٌ : بينة البذاءة ، وقد بَذُؤَ ، قال :

هذر الْبَذِيئَةِ ليلها لم تهجع (٥٤)

باب الذال والميم و (و ي ء) معهما

ذ ء م ، ذ م ء ، ذ م ي ، و ذ م ، م ء ذ ، م ذ ي مستعملات

ذأم :

ذَأَمْتُهُ ذَأْماً فهو مَذْؤُومٌ ، أي حقرته فهو محقور ، ويقال : ما يلزمك منه لوم ولا ذم ولا ذَأْمٌ ولا عيب.

ذمأ ، ذمي :

الذَّمَاءُ : حشاشة النفس ، ويقال : بل هي قوة قلبه ، قال :

فأبدهن حتوفهن فهارب

بِذَمَائِهِ أو بارك متجعجع (٥٥)

وذم :

الْوِذَامُ والْوَذَمَةُ : الحزة من الكرش المعلقة منها.

والْوَذَمُ والْوَذَمَةُ الواحدة : من السيور التي تشد بها عروة الدلو.

والْإِيذَامُ من قولك : أَوْذَمْتُ : وهو كلزوم الشيء وإيجابه عليك.

__________________

(٥٤) الشطر في التهذيب واللسان من أصل العين.

(٥٥) البيت في التهذيب واللسان (لأبي ذؤيب الهذلي) ، وانظر ديوان الهذليين ١ / ٩.

٢٠٣

وتقول : وَذَّمْتُ تَوْذِيماً ، أي شددت ثؤلول المبسور بشعرة أو عقبة ، وهي لحمات أيضا تكون في رحم الناقة تمنعها من الولد.

مأذ(٥٦) :

الْمِئْذُ : جيل من الهند بمنزلة الكرد يغزون المسلمين في البحر.

مذي :

الْمَذْيُ : أرق ما يكون من النطفة ، والفعل : أَمْذَيْتُ إِمْذَاءً.

وأَمْذَيْتُ الفرس ومَذَّيْتُهُ ، أي أرسلته يرعى.

والْمِذَاءُ : أن تجمع بين الرجال والنساء ، ثم تخليهم حتى يُمَاذِيَ بعضهم بعضا أي يلاعب.

والْمَاذِيُ من أسماء الدروع ، والْمَاذِيُ : الحديد كله الدرع والبيض والمغفر والسلاح أجمع مما كان من الحديد فهو الْمَاذِيُ.

ودرع ماذية ، وسيف ماذي ، قال :

من الْمَاذِيِ والحلق المذال (٥٧)

باب اللفيف من الذال

إذ ، إذا :

إِذْ لما مضى وقد يكون لما يستقبل ، وإِذَا لما يستقبل.

وإِذَا جواب توكيد الشرط ينون في [الاتصال] ويسكن في الوقف.

وإذا أضيفت إلى إذ كلمة جعلت غاية للوقت ، تنون وتجر ،

__________________

(٥٦) في التهذيب : (ميذ).

(٥٧) لم نهتد إلى القائل.

٢٠٤

كقولك : يومئذ وساعتئذ ، وكتابتها ملتزقة ، فإن وصلتها بكلام يكون صلة ولا يكون خبرا ، كقول الشاعر :

عشية إذ يقول بنو لؤي (٥٨)

كانت في الأصل حيث جعلت تقول صلة أخرجتها من حد الإضافة إلى قولك : إذ تقول جملة ، فإذا أفردتها نونتها لالتزاقها بالكلمة التي معها كأنها كلمة واحدة ، كقولك : عشيتئذ بنو فلان يقولون كذا ، لأن تقول هاهنا خبر ، وفي البيت صلة ، وإنما جاءت في سبع كلمات موقتات في حينئذ ويومئذ وليلتئذ وساعتئذ وغداتئذ وعامتئذ وعشيئذ ، ولم يقل : الآنئذ ، وإنما خصت هؤلاء الكلمات بها لأن أقرب ما يكون في الحال قولك : الآن ، فلما لم يتحول هذا الاسم عن وقت الحال ، ولم يتباعد عن ساعتك التي أنت فيها ، لم يتمكن ، ولذلك نصبت في كل وجه ، فلما أرادوا أن يتباعدوا بها ويحولوها من حال إلى حال ولم تنقد أن يقولوا :

الآنئذ عكسوا ليعرف بها وقت ما تباعد من الحال ، فقالوا : حينئذ ولكن قالوا : الآن لساعتك في التقريب ، وفي التبعيد : حينئذ ونزل بمنزلتها الساعة وساعتئذ ، وصار في حدهما اليوم ويومئذ والحروف التي وصفنا على ميزان ذلك مخصوصة بتوقيت لم يخص به سائر أسماء الأزمنة إلا ببيان وقت نحو : لقيته سنة خرج ورأيته شهر يقدم الحاج ، كقوله :

في شهر يصطاد الغلام الدخلا (٥٩)

__________________

(٥٨) لم نهتد إلى القائل ،.

(٥٩) الرجز في اللسان غير منسوب.

٢٠٥

فمن نصب الكلام فإنه يجعل الإضافة إلى هذا الكلام أجمع كما قالوا : زمن الحجاج أمير.

أذي :

الْأَذَى : كل ما تَأَذَّيْتَ به ، ورجل أَذِيٌ ، أي شديد التَّأَذِّي ، وأَذِيَ يَأْذَى أَذًى.

ذأي ، ذءو :

يقال : ذأى يَذْأَى ويَذْءُو ، ذَأْياً وذَأْواً ، وهو ضرب من عدو الإبل ، يوصف به حمار الوحش ، تقول : حمار مِذْأىً ، مقصور بهمزة (٦٠).

ذيأ :

ذَيَّأْتُ اللحم ، وقد تَذَيَّأَ إذا انفصل عن العظم بفساد أو طبخ.

وذأ :

وَذَأَتْهُ عيني تَذَؤُهُ وَذْءاً أي نبت تنبو.

وذأ : وتقول : وَذَأْتُهُ فَاتَّأَذَ ، أي زجرته فانزجر.

ذوي :

ذَوَى يَذْوِي ذَيّاً ، وهو أن لا يصيب النبات والحشيش ريه ، أو يضربه الحر فيذبل ويضعف ، ولغة أهل بيشة ذَأَى ، قال :

أقام به حتى ذَأَى العود والتوى (٦١)

__________________

(٦٠) جاء بعد هذا في الأصول المخطوطة : وفي نسخة مذياء.

(٦١) لم نهتد إلى القائل.

٢٠٦

ذو :

ذُو اسم ناقص تفسيره صاحب ، كقولك : ذُو مال ، أي صاحبه ، والتثنية ذَوَانِ ، والجمع ذَوُونَ.

وليس في كلام العرب شيء يكون إعرابه على حرفين غير سبع كلمات وهن : ذو ، وفو ، وأخو ، وحمو ، وامرء وابنم ....

فأما فو فمنهم من ينصب الفاء في كل ، ومنهم من يتبع الفاء الميم ، والأول أحسن.

والأنثى ذَات ، ويجمع ذَوَاتُ مال ، فإذا وقفت على ذات ، فمنهم من يرد التاء إلى هاء التأنيث ، وهو القياس ، ومنهم من يدع التاء على حالها ظاهرة في الوقف لكثرة ما جرت على اللسان.

وهن ذَوَاتُ مال ، وهما ذَوَاتَا مال ، وقد يجوز في الشعر ذَاتَا مال ، وإتمامها في التثنية أحسن ، قال :

وخرق قد قطعت بلا دليل

بعنسي رجلة ذَاتَيْ نقال (٦٢)

والذَّوُونَ : هم الأدنون الأولون ، قال الكميت :

وقد عرفت مواليها الذَّوِينَا (٦٣)

أي الأخصين ، وجاءت هذه النون لذهاب الإضافة.

__________________

(٦٢) لم نهتد إلى القائل.

(٦٣) الشطر في اللسان والتهذيب ، وفي طبقات ابن المعتز ص ١٩٧ جاء البيت كاملا برواية مختلفة :

فلا اعني بذاكم اسفليكم

ولكني اريد به الدوينا

٢٠٧

ولقيته ذَا صباح ، مثل ذَات صباح ، وذَات يوم أحسن ، لأن ذا وذات يراد بهما في هذا المعنى وقت مضاف إلى اليوم والصباح.

وتقول : قلت ذَات يده ، وذَا هاهنا اسم لما ملكت يداه ، كأنها تقع على الأموال ، وكذلك قولهم : عرفه من ذَات نفسه ، كأنه يعني به سريرته المضمرة.

وتقول في بعض الجواب : لا بِذِي تسلم ، كأنه قال [لا والله يسلمك ، ما كان كذا وكذا] ، فتقول : لا [وسلامتك ما كان كذا وكذا] ، كما يقال : لمن قال : ما ذا صنعت؟ خير وخيرا ، أي الذي صنعت هو خير ، والنصب على وجه الفعل ، ومنه قوله ـ عزوجل ـ : قُلِ الْعَفْوُ ، أي الذي تنفقون هو العفو من أموالكم ، فإياه فأنفقوا ، في قراءة من يرفع ، والنصب على وجه الفعل.

وتقول في اليمين : لا أفعل ، وإذا أقسم عليه قال : لا ها الله.

ذا :

لم يهمزوا ولا يريدون بها إذن ، ولكنها مثل :

تعلمتها لعمر الله ذَا قسما (٦٤)

والأنثى في الأصل : ذَاة ، ولكنها كثرت على ألسنتهم فصار أكثرهم يقول ذَات وهي ناقصة ، وإتمامها ذَوَاة مثل نواة ، فحذفوا منها الواو ، فإذا ثنوا أتموها فقالوا : ذَوَاتَانِ كقولك: نواتان ، وإذا ثلثوا رجعوا إلى ذَات فقالوا : ذَوَات ، ولو جمعوا على التمام لقالوا : ذَوَيَات كنويات.

وتصغرها ذُوَيَّةٌ ، وقد سمعنا في الشعر من يبني على حذف الواو كقوله : ذَاتَا فلزم القياس ، وقد وبناؤه على ذَات وذَاتَا.

__________________

(٦٤) لم نهتد إلى القائل.

٢٠٨

وأما ذه وذِي وذا في هذه وهذي وهذا فأسماء مكنيات وليس في البناء فيها غير الذال والألف التي بعدها زائدة. وبيان ذلك أن تصغيرها ذبا كأنه بوزن فعا كما ينبغي في القياس ، أو يكون بوزن فعيلى لو تم لأن ياء التصغير لا تعتمد إلا على ضمة ، ولم يردوا الحرف الذي في موضع العين فالتزقت ياء التصغير بالحرف الأول من الكلمة فاعتمدت على الفتحة ، وإذا صغروا ذه وذي ردوهما إلى بنائهما.

والَّذِي : تعريف ذا فلما قصرت قووا اللام بلام أخرى ، فمنهم من يقول : اللذ يسكن الذال ، ويحذف الياء التي بعدها وإنهم لما أدخلوا في الاسم لام المعرفة طرحوا الزيادة التي بعد الذال وسكنت الذال ، فلما ثنوا حذفوا النون فأدخلوا على الاثنين بحذف النون ، كما أدخلوا على الواحد بإسكان الذال ، وكذلك فعلوا في الجميع.

وإن قال قائل : ألا قالوا : اللذو والجميع بالواو ، فقل : إن الصواب ذلك في القياس ، ولكن العرب أجمعت على الذي بالياء في الجر والرفع والنصب. وقد بلغنا عن الحسن في مواعظه أنه قال : اللذون فعلوا وفعلوا ، وقال :

وإن الَّذِي حانت بفلج دماؤهم

هم القوم كل القوم يا أم خالد (٦٥)

وقال آخر :

أبني أمية إن عمي اللَّذَا

قتلا الملوك وفككا الأغلالا (٦٦)

__________________

(٦٥) البيت في اللسان غير منسوب.

(٦٦) البيت في اللسان (للأخطل) وروايته : أبني كليب وفي الديوان ١ / ١٠٨ بالرواية نفسها.

٢٠٩

وكذلك يقولون : اللتا والتي ، قال الشاعر :

هما اللتا أقصدني سهماهما

يا جارتي اليوم لا أنساهما (٦٧)

فإذا صغرت الذي رجعت إلى الأصل فقلت ، اللَّذَيَّا واللتيا ، وإذا جمعت اللذيا قلت : هم اللَّذَيُّونَ وهن اللتيات فعلوا ذلك ، لما جاءت الكلمة بالياء المشددة التي بعد الذال أجريت مجرى الأسماء التي تجمع بالواو والنون ، فكانت الذال في الذي مفردة في اللذ فلما قويت بالياء ثم جمعت بالواو والنون غلبت الياء الواو فثبتت وأزالت الواو عن موضعها.

باب الرباعي من الذال

ب ر ذ ن ، ذ ر م ل مستعملان فقط

برذن :

الْبَرْذَنَةُ سيرة البرذون والفرس ، والفرس يُبَرْذِنُ في مشيه ، أي يمشي مشي الْبِرْذَوْنِ.

ذرمل :

الذَّرْمَلَةُ : السلح (٦٨)

بهذا تم حرف الذال ولا خماسي له والحمد لله

__________________

(٦٧) الرجز في اللسان غير منسوب.

(٦٨) كذا في التهذيب ١٥ / ٥٥ ، وفي اللسان والتاج (ذرمل) وقد صحفت الكلمة في الأصول إلى (الشيخ).

٢١٠

باب الثاء

الثنائي الصحيح

باب الثاء والراء

ث ر ، ر ث يستعملان

ثر :

عين ثَرَّةٌ أي غزيرة الماء ، وقد ثَرَّتْ تَثُرُّ و [تَثِرُّ] ثَرّاً وثَرَارَةً ، وعين السحاب مثله وطعنة ثَرَّةٌ : واسعة.

وكل نعت في حد المدغم إذا كان على تقدير فعل فأكثره على تقدير يفعل نحو : طب يطب وثر يثر ، وقد يختلف في نحو : خب يخب فهو خب.

وكل شيء في باب التضعيف فعله من يفعل مفتوح العين فهو في فعيل مكسور في كل شيء [نحو : شح يشح وضن ، يضن فهو شحيح وضنين](١).

[ومن العرب من يقول : شح يشح وضن يضن](٢).

وما كان من نعت على مثال أفعل فعلاء (٣) في باب التضعيف فالفعل منهما على فع يفع (٤) والأصل فعل يفعل.

__________________

(١) ما بين القوسين من التهذيب من أصل العين.

(٢) زيادة أخرى من أصل العين.

(٣) كذا هو الوجه ، وفي الأصول المخطوطة : فعلان.

(٤) أراد بذلك ما كان من أصم وصماء وأشم وشماء ، والفعل : صممت يا رجل تصم .... كما جاء في التهذيب وهو قول الفراء.

٢١١

وكذلك ما كان من نعت على بناء فعل فأكثره يفعل ، وناقة ثَرَّةٌ وثَرُورٌ ، أي كثيرة اللبن.

والثَّرْثَرَةُ في الكلام : الكثرة ، وفي الأكل الإكثار والتخليط ، ورجل ثَرْثَارٌ وامرأة ثَرْثَارَةٌ وقوم ثَرْثَارُون.

وثَرْثَارٌ : نهر بالجزيرة.

رث :

الرَّثُ : الثوب البالي ، وحبل رَثٌ وثوب رَثٌ ، ورجل رَثُ الهيئة في لبسه. والفعل : رَثَ يَرِثُ ويَرُثُ رَثَاثَةً ورُثُوثَةً.

والرِّثَّةُ : أسقاط البيت من الخلقان ونحوه ، والجميع رِثَثٌ (٥).

وإذا ضرب الرجل في الحرب فأثخن فحمل من موضعه حيا ، ثم يموت من بعد ذلك قيل : ارْتُثَ فلان.

والْمُرِثُ الذي قد رث حبله أو ثيابه (٦).

__________________

(٥) جاء بعد هذا في الأصول المخطوطة : قال الضرير : هذا خطأ ، والجميع رثاث.

(٦) جاءت بعد هذا في الأصول المخطوطة مادة ر ث ي : والرثية وجع يأخذ في الركبتين ، قال :

قلت بدي رثينة امر

اذا قيد مستكبرا اصحبا

نقول : وليس هذا موضعه فهو من المعتل.

٢١٢

باب الثاء واللام

ل ث ، ث ل يستعملان

لث :

الْتَثَ السحاب الْتِثَاثاً : دام بالمكان لا يبرح ، قال :

أَلَثَ بها عارض ممطر (٧)

ولَثْلَثَ السحاب : تردد في مكان كلما ظننت أنه ذهب عاد ، قال :

لثلاثة مدجوجن مُلَثْلِثٌ (٨)

ورجل لَثْلَاثٌ : بطيء في كل أمر ، كلما ظننت أنه أجابك إلى القيام في حاجتك تقاعس (٩) ، [وأنشد لرؤبة :

لا خير في و د امرىء مُلَثْلِثٍ](١٠)

ولم يُلِثَ أن صنع كذا ، أي لم يلبث.

ولَثْلَثَ البعير رحله إذا أَنْتَقَهُ أي زعزعه ، قال :

قد طال ما لَثْلَثَتْ رحلي مطيته

في دمنة وسرت صفوا بأكدار (١١)

__________________

(٧) لم نهتد إلى القائل.

(٨) لم نهتد إلى القائل.

(٩) جاء بعد هذا في الأصول المخطوطة : وألاث فلان أي أبطأ.

نقول : وليس هذا موضعه بل هو من باب المعتل.

(١٠) زيادة من التهذيب من أصل العين والرجز في الديوان ص ١٧٠.

(١١) البيت (للكميت) كما في التهذيب واللسان والرواية فيهما : لطالما الثلث ...

٢١٣

ثلث (١٢) :

الثَّلَاثَةُ : من العدد.

وثَلَثْتُ القوم أَثْلِثُهُمْ ثَلْثاً ، [إذا أخذت ثلث أموالهم](١٣).

وقد يقال : ثَلَثْتُ الرجلين أي كانا اثنين فصرت لهما ثَالِثاً.

وثُلَاثُ ومَثْلَثُ لا تدخل عليهما اللام ولا يصرفان.

والْمُثَلَّثُ من الأشياء : ما كان على ثلاثة أثناء.

والْمَثْلُوثُ من الحبل : ما كان على ثلاث قوى ، وكذلك ما ينسج ويضفر ، والمضفور والمفتول

والْمَثْلُوثُ : ما أخذ ثلثه.

والثَّلَاثَاءُ : لما جعل اسما جعلت الهاء التي كانت في العدد مدة ، فرقا بين الحالين ، وكذلك الأربعاء من الأربعة ، فهذه الأسماء جعلت بالمد توكيدا للاسم ، كما قالوا : حسنة وحسناء ، وقصبة وقصباء ، حيث ألزموا النعت إلزام الاسم ، وكذلك الشجراء والطرفاء ، وكان في الأصل نعتا فجعل اسما ، لأن حسنة نعت ، وحسناء اسم من الحسن موضوع ، والواحد من كل ذلك بوزن فعلة.

__________________

(١٢) جعل صاحب العين مادة ثلث مع الثنائي المضاعف ثلل وكذلك فعل الأزهري في التهذيب وكان الصواب أن يكون ثلث مع الثلاثي الصحيح. وقد اختلطت المادتان ثلث وثلل في الأصول المخطوطة وقد آثرنا إبقاء ثلث لطولها في هذا الموضع وفصل ثلل عنها وستأتي بعدها.

(١٣) زيادة من التهذيب من أصل العين.

٢١٤

وإذا أرسلت الخيل في الرهان ، فالأول السابق ، والثاني المصلي لأنه يتلو أصلا الذي قبله ، ثم يقال بعد ذلك : ثلث وربع وخمس ، قال :

سبق عباد وصلت لحيته

وثَلَّثَتْ بعدهما مرزبته (١٤)

والثَّلِيثُ في وجه واحد الثلث ، ولكن أحسن ما تكلمت به العرب أن يقال : عشر وثُلَث وكذلك الْمَثْلَاثُ والْمَثْلَثُ كقولك : جاءوا مثلث مثلث وموحد موحد ومثنى مثنى ، لا يجر ، وكذلك ثُلَاث ، ثُلَاث ، ورباع رباع ، أي ثلاثة ثلاثة وأربعة أربعة لا يجر (١٥).

والثُّلَاثِيُ : ما نسب إلى ثلاثة أشياء ، أو كان طوله ثلاثة أذرع ثوب ثُلَاثِيٌ ورباعي.

وغلام ثُلَاثِيٌ ورباعي وخماسي ، ولا يقال سداسي ، لأنه إذا تمت له ستة أشبار صار رجلا (١٦).

والثِّلْثُ في الإبل : ظمء يومين بعد شربين ، ولكن لم يستعمل إنما يخرج في القياس على الأظماء.

__________________

(١٤) لم نهتد إلى القائل.

(١٥) جاء بعد هذا : والمثلث مجاوزة فعل أي صيرته ثلاثة ولم نهتد إلى تقويمها.

(١٦) جاء بعد هذا في الأصول المخطوطة : الليث بلاد باليمن.

ولاث عمامته ، واللوث السمن.

نقول : وليس هذا موضعه فهو من باب المعتل.

٢١٥

ثل :

وثُلَ عرشه أي زال قوام أمره ، وأَثَلَّهُ الله.

ويقال : لعرش الكرم ، وعرش العريش الذي تتخذ منه ظللة ونحوه من الأشياء إذا انهدم : قد ثُلَ.

والثُّلَّةُ : قطيع من الغنم غير كثير ، قال :

آليت بالله ربي لا أسالمهم

حتى يسالم رب الثُّلَّةِ الذيب (١٧)

وقول لبيد :

وصداء ألحقتهم بِالثِّلَلِ (١٨)

أي بِالثِّلَالِ ، يعني أغناما أي يرعونها فقصر.

والثُّلَّةُ : جماعة من الناس كثيرة.

والثُّلَّةُ : تراب البئر.

والثَّلَّةُ : الهلاك ، وكذلك الثَّلَلُ والثِّلَالُ ، قال الكميت (١٩) :

تناوم أيقاظ وإغضاء أعين

على مخزيات أن يهيج ثِلَالُهَا

باب الثاء والنون

ن ث ، ث ن يستعملان

نث :

النَّثُ : نشر الحديث الذي كتمانه أحق ، ونَثَ يَنِثُ نَثّاً ، ونَثَّثَ يُنَثِّثُ تَنْثِيثاً إذا عرق من سمنه.

__________________

(١٧) لم نهتد إلى القائل.

(١٨) تمام البيت في اللسان والديوان ص ١٩٣ وهو :

فصلقنا في مراد صلقه

 ...................

(١٩) لم نجده في شعر (الكميت).

٢١٦

ثن :

الثُّنَّةُ : شعرات مشرفات على رسغ الدابة من خلف.

والثُّنَّةُ : ما دون السرة من أسفل البطن فوق العانة من الإنسان ومن كل شيء.

باب الثاء والفاء

ف ث يستعمل فقط

فث :

الْفَثُ : نبت يؤكل في الجذب.

باب الثاء والباء

ب ث يستعمل فقط

بث :

بَثُ الشيء : تفريقه.

وبَثَثْتُ الشيء والخبر : نشرته ، وابْتَثَثْتُهُ أيضا.

يقال : بَثَ الخيل في الغارة ، وبَثَ الكلاب كلابه على الصيد.

باب الثاء والميم

م ث ، ث م يستعملان

مث :

الْمَثُ : مسحك أصابعك بمنديل أو حشيش أو نحوه من دسم ، قال :

نَمُثُ بأطراف الجياد أكفنا (٢٠)

ونمش مثله.

__________________

(٢٠) صدر بيت (لامرىء القيس) كما في الديوان في مختلف طبعاته وكذلك في اللسان وعجزه :

اذا نحن قمنا عن شواء مضهب وقد روي في اللسان (مشش).

٢١٧

وتقول للرجل الأكول الضخم البطن : إنه لَيَمُثُ كأنه زق ، وكأنه يخرج منه الدسم من سمنه.

ثم :

ثَمَ معناه هناك للتبعيد ، وهنالك للتقريب.

وثُمَ : حرف من حروف النسق لا تشرك ما قبلها بما بعدها ، إلا أنها تبين الآخر من الأول ، ومنهم من يلزمها هاء التأنيث فيقول : ثُمَّتَ كان كذا وكذا قال :

ثُمَّتَ جئت حية أصما

أرقم يسقي من يعادي السما (٢١)

والثُّمَّةُ : قبضة من حشيش ، أو أطراف شجر بورقه يغسل به شيء ، يقال : امسحها بثمة أو تربة.

والثُّمَامُ : ما كسر من أغصان الشجر فوضع نضدا للثياب ونحوه ، وإذا يبس فهو الثُّمَامُ.

وقيل : بل هو شجر اسمه الثُّمَامُ ، الواحدة ثُمَامَةٌ.

وثَمَمْتُ الشيء أَثُمُّهُ ثَمّاً : أصلحته وأحكمته ، قال هميان (٢٢) :

وملأت حلابها الخلانجا

منها وثَمُّوا الأوطب النواشجا (٢٣)

__________________

(٢١) الراجز هو (رؤبة). ديوانه ص ١٨٣ ، ورواية الثاني في الديوان :

ضخما يحب الخلق الا ضخما

(٢٢) هو (هميان بن قحافة) كما في اللسان يصف الإبل وألبانها.

(٢٣) وجاء في اللسان قبلهما :

حتى اذا ما قضت الحوائجا

وملأت حلابها ....

٢١٨

باب الثلاثي الصحيح من الثاء

باب الثاء والراء والنون معهما

ن ث ر يستعمل فقط

نثر :

النَّثْرُ : رميك الشيء بيدك متفرقا ، ويقال : أخذ درعا فَنَثَرَهَا على نفسه ، ويسمى الدرع النَّثْرَة إذا كانت سلسلة الملبس.

والنَّثْرَةُ : الفرجة التي بين الشاربين حيال وترة الأنف ، وكذلك هي من الأسد.

والنَّثْرَةُ : كوكب في السماء كأنه لطخ سحاب حيال كوكبين صغيرين تسميه العرب نَثْرَة الأسد ، وهو من منازل الشمس والقمر. وهو في علم النجوم من بروج السرطان.

والنُّثَارَةُ : فتات ما يَتَنَاثَرُ من الخوان ونحوه.

والنَّثْرَةُ للدواب : شبه العطس للناس ، إلا أنه ليس بغالب ، ولكنه شيء يفعله بأنفه ، تقول : نَثَرَ الحمار يَنْثُرُ نَثِيراً.

والإنسان يَسْتَنْثِرُ إذا استنشق ، ثم استخرجه بنفس الأنف.

وامرأة نَثُورٌ : كثيرة الولد ، يقال : نَثَرَتْ بطنها.

ويقال للرجل يجأ بطن الآخر بالسكين : قد نَثَرَ أمعاءه.

٢١٩

والنَّثْرُ : اسم للجوز والسكر وما يُنْثَرُ من الأشياء ، والنِّثَارُ الفعل ، يقال : أما شهدت نِثَارَ فلان ، وما أصبت من نَثْرِ فلان ، أي ما نَثَرَ.

ويقال : رضوا فَتَنَاثَرُوا موتى (٢٤).

باب الثاء والراء والفاء معهما

ر ف ث ، ف ر ث ، ث ف ر مستعملات

رفث :

الرَّفَثُ : الجماع ، رَفَثَ إليها وتَرَفَّثَ ، وهذه كناية.

وفلان يَرْفُثُ ، أي يقول : الفحش ، وقال ابن عباس : الرَّفَثُ ما قيل عند النساء.

وقوله ـ عزوجل ـ : (فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ)(٢٥) ، إنما نهى عن قول الفحش.

فرث :

الْفَرْثُ : السرقين ما دام في الكرش.

يقال : ضربته حتى فَرَثْتُ كبده في جوفه أي فتتتها.

وأَفْرَثْتُ الكرش والجلة : نثرت فَرْثَهَا وتمرها.

وأَفْرَثَ أصحابه : سعى بهم فألقاهم في بلية ونحوها.

ثفر :

ثَفْرُ الدابة وغيرها من السباع بمنزلة الحياء من الناس ، وهو القبل.

__________________

(٢٤) جاء بعد هذا في الأصول المخطوطة : قال الضرير : النثر هو الفعل ، والنثار لكل ما ينثر.

(٢٥) سورة البقرة ، الآية ١٩٧.

٢٢٠