كتاب العين - ج ٨

الخليل بن أحمد الفراهيدي

كتاب العين - ج ٨

المؤلف:

الخليل بن أحمد الفراهيدي


المحقق: الدكتور مهدي المخزومي والدكتور ابراهيم السامرّائي
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مؤسسة دار الهجرة
المطبعة: الصدر
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٥٦

باب الذال والراء والفاء معهما

ذ ر ف ، ذ ف ر يستعملان فقط

ذرف :

ذَرَفَتْ عينه دمعها ذَرْفاً وذَرَفَاناً ، وذَرَفَ الدمع نفسه يَذْرُفُ ذُرُوفاً ، وذَرَّفْتُهَا تَذْرِيفاً وتَذْرَافاً وتَذْرِفَهً ، قال :

ما بال عيني دمعها ذَرُوفٌ (٦)

ومَذَارِفُ العين : مدامعها.

ذفر :

الذَّفَرُ مصدر الْأَذْفَر ، وهو سوء ريح الإبط ، والاسم الذَّفَرَةُ.

ومسك أَذْفَر أي ذكي جيد.

والذِّفْرَى من القفا : الموضع الذي يعرق من البعير وكل شيء ، وهما ذِفْرَيَانِ عن يمين النفزة من الإنسان وشمالها ، قال :

والقرط في حرة الذِّفْرَى معلقة (٧)

ومنهم من يصرف ذفرى البعير فينون ، كأنهم يجعلون الألف أصلية ، وكذلك يجمعون على الذَّفَارَى.

والذَّفْرَةُ : النجيبة الغليظة الرقبة.

والذَّفْرُ : القوي الشديد.

__________________

(٦) القائل : رؤبة ـ ملحق الديوان ص ١٧٨.

(٧) لم نهتد إلى القائل.

١٨١

باب الذال والراء والباء معهما

ذ ب ر ، ب ذ ر ، ر ب ذ ، ذ ر ب مستعملات

ذبر :

الذَّبْرُ ، بلغة هذيل خفية يَذْبُرُهَا ذَبْراً.

وبعضهم يقول : ذَبَرَ الكتاب (٨) أي كتب ، وبعض يقول : الذَّبُورُ الفقه بالشيء والعلم به ، وقيل : ذَبَرَهُ أي فهمه وقتله علما.

بذر :

بَذَرْتُ الشيء والحب بَذْراً ، بمعنى نثرت ، ويقال للنسل : الْبَذْرُ ، يقال : هؤلاء بَذْرُ سوء.

والْبَذْرُ اسم جامع لما بذرت من الحب.

والْبَذِيرُ : من لا يستطيع أن يمسك سر [نفسه](٩).

ورجل بَذِيرٌ وبَذُورٌ : مذياع ، وقوم بُذُرٌ : مذاييع ، والفعل والمصدر في القياس بَذُرَ بَذَارَةً.

[وفي الحديث : لَيْسُوا بِالْمَسَايِيحِ الْبُذُرِ.](١٠) ، ويقال : بَذَرَ بَذْراً.

والتَّبْذِيرُ : إفساد المال وإنفاقه في السرف ، [قال الله ـ جل وعز : (وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً])(١١).

__________________

(٨) في التهذيب ١٤ / ٤٢٥ عن العين : وبعض يقول : زبر : كتب ، بالزاي.

(٩) سقطت من الأصول المخطوطة وأثبتناها من التهذيب واللسان.

(١٠) زيادة من التهذيب من أصل العين.

(١١) سورة الإسراء ، الآية ٢٩.

١٨٢

[وقيل : التَّبْذِيرُ إنفاق المال في المعاصي ، وقيل : هو أن يبسط يده في إنفاقه حتى لا يبقى منه ما يقتاته ، واعتباره بقوله ـ عزوجل ـ : (وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً)](١٢).

[ويقال : طعام كثير الْبُذَارَةِ أي كثير النزل ، وهو طعام بَذِرٌ أي نزل ، وقال :

ومن العطية ما ترى

جذماء ليس لها بُذَارَه]

ربذ :

الرَّبَذَةُ : موضع.

والرَّبَذُ : خفة القوائم في المشي ، وخفة الأصابع في العمل ، وإنه لَرَبِذٌ ، قال جرير :

خزر لهم رَبَذٌ إذا ما استأمنوا

وإذا تتابع في الزمان الأمرع (١٣)

والرَّبَذَةُ : صوفة يؤخذ بها القطران فيهنأ بها البعير ، وشبهت الخرقة التي تلقيها الحائض بها فسميت الربذة.

والرَّبَذَةُ تميمية ، والثَّمَلَةُ حجازية وهما صوفة الهناء.

وشيء رَبِيذٌ أي بعضه على بعض.

ذرب :

الذَّرِبُ : الحاد من كل شيء ، لسان ذرب ، وسيف ذرب أي حاد.

__________________

(١٢) سورة الإسراء ، الآية ٢٩ ، وما بين القوسين من أصل العين.

(١٣) البيت في الديوان ص ٣٤٩ وروايته :

خور لهم زبد اذا ما اسقامنوا

 ...................

١٨٣

وسم ذرب ومَذْرُوبٌ ، وقد ذَرِبَ ذَرْباً وذَرَابَةً.

والذَّرِبَةُ و [الذِّرْبَةُ](١٤) : السليطة من النساء ، قال :

إني لقيت ذِرْبَةً من الذِّرَبِ (١٥)

وفلان ذَرِبٌ : منكر.

وتَذْرِيبُ السيف : أن ينقع في السم فإذا أنعم سقيه أخرج فشحذ.

وذَرِبَ الجرح إذا ازداد اتساعا ولا يقبل البرء ، قال الكميت :

أنت الطبيب بأدواء القلوب إذا

خيف المطاول من أسقامها الذَّرِبُ (١٦)

والذَّرَبُ من الأمراض مأخوذ من الجرح ، وهو الذي لا يبرأ ، واستعير من الجرح للمرض ، قال الغنوي :

إذا أساها طبيب زادها مرضا (١٧)

باب الذال والراء والميم معهما

ر ذ م ، ذ م ر ، م ذ ر مستعملات

رذم :

قصعة رَذُومٌ ، رَذِمَتْ أي امتلأت حتى أن جوانبها لتصبب.

__________________

(١٤) هي الذربة مثل كسرة ، وقال الأزهري والأصل ذربة مثل كلمة.

(١٥) الرجز (لأعشى بني مازن) كما في اللسان.

(١٦) لم نجده في شعر (الكميت).

(١٧) لم نهتد إلى تخريجه.

١٨٤

ورَذَمْتُهُ أَرْذُمُهُ ، وقل ما يستعمل إلا بفعل مجاوز ، قال :

لا تملأ الدلو صبابات الوذم

إلا سجال رَذَمٌ على رَذَمٍ (١٨)

الرَّذَمُ هاهنا : الامتلاء ، والرَّذَمُ الاسم ، والرَّذْمُ المصدر.

ذمر :

الذَّمْرُ : اللوم والحض معا ، والقائد يَذْمُرُ أصحابه أي يلومهم ويسمعهم ما يكرهون ليكون أجد لهم في القتال.

والتَّذَمُّرُ : اشتق منه ، وهو أن يقصر الرجل في أمر فيلوم نفسه ويعاتبها كي يجد في الأمر.

والقوم يَتَذَامَرُونَ في الحرب.

وذِمَارُ الرجل : كل شيء يلزمه الدفع عنه ، وإن ضيعه لزمه الذَّمْرُ أي اللوم.

والْمُذَمِّرُ للناقة كالقابلة للنساء ، وذلك أنه يُذَمِّرُ أي يلمس إذا خرج ، وهو القبض على علباويه ، فإن كان ذكرا أو أنثى عرفه بذلك ، قال الكميت :

وقال الْمُذَمِّرُ للناتجين

متى ذُمِّرَتْ قبلي الأرجل (١٩)

وذَامَرَ فلان فلانا فَذَمَرَهُ أي غلبه في الْمُذَامَرَةِ.

والْمُذَمَّرُ : الكاهل والعنق وما حوله إلى الذفرى من أصل الأذن.

__________________

(١٨) الرجز في اللسان غير منسوب.

(١٩) البيت في اللسان والتهذيب.

١٨٥

مذر :

مَذَرَتِ البيضة إذا غرقلت وفسدت ، وقد أَمْذَرَتْهَا الدجاجة.

والتَّمَذُّرُ : خبث النفس.

والْمِذْرَوَانِ : فرعا الأليتين ، قال :

أحولي تنفض استك مِذْرَوَيْهَا

لتقتلني فها أنا ذا عمارا (٢٠)

باب الذال واللام والنون معهما

ن ذ ل يستعمل فقط

نذل :

النَّذْلُ والنَّذِيلُ من تزدريه في خلقته وعقله ، ونَذُلَ نَذَالَةً وهم الْأَنْذَالُ.

باب الذال واللام والفاء معهما

ف ل ذ ، ذ ل ف يستعملان فقط

فلذ :

الْفَلْذُ : كسرك قطعة من كبد أو فضة أو ذهب ، وافْتَلَذْتُ فِلْذَةً من كبد ، أي قطعت قطعة.

وفَلَذْتُ له من مالي فِلْذَةً : أعطيته منه شيئا ، والْفِلْذُ الاسم ، والْفَلْذُ مصدر.

__________________

(٢٠) البيت (لعنترة) كما في اللسان يهجو عمارة بن زياد العبسي ، وانظر الديوان ص ٦٤.

١٨٦

والْفِلْذَةُ قطعة من كبد ، وفي الحديث : تَرْمِي بِأَفْلَاذِ كَبِدِهَا ،. يعني ما فيها من الكنوز والأموال.

ذلف :

الذَّلَفُ : غلظ واستواء في طرف الأنف وليس بجد غليظ تعتري منه الملاحة.

باب الذال واللام والباء معهما

ذ ب ل ، ب ذ ل يستعملان فقط

ذبل :

الذَّبْلُ : جلد السلحفاة البحرية.

والذَّبْلُ : أسورة العاج والقرون.

والذُّبُولُ : مصدر الذَّابِلِ ، وهو دقة كل شيء كان ريان من الناس والنبات ثم ذَبَل.

والتَّذَبُّلُ : مشية للنساء إذا مشين مشية الرجال إذا كانت مع ذلك دقيقة.

والذُّبَالَةُ : الفتيلة.

والذَّبْلَةُ : البعرة ، والذَّبْلَةُ : الريح الهيف ، والجمع : الذَّبَلَاتُ.

بذل :

الْبَذْلُ نقيض المنع ، وكل من طابت نفسه لشيء فهو بَاذِلٌ.

والْبِذْلَةُ من الثياب : ما يلبس ولا يصان.

ورجل مُتَبَذِّلٌ : يلي الأعمال بنفسه.

١٨٧

باب الذال واللام والميم معهما

ل ذ م ، ذ م ل ، م ذ ل ، م ل ذ مستعملات

لذم :

لَذِمَ بالشيء أي لهج وأولع به ، قال :

ثبت اللقاء في الحروب مِلْذَما (٢١)

ذمل :

الذَّمِيلُ : ضرب من العدو ، وهو الذَّمَلَانُ ، وذَمَلَ يَذْمُلُ.

مذل :

الِامْذِلَالُ : الاسترخاء والفترة ، قال :

ويجري في العظام امْذِلَالُهَا (٢٢)

والْمَذِيلُ : المريض ، وهو الذي لا يتقار وهو في ذلك ضعيف ، وقد مَذَلَ مَذَلاً ومَذُلَ مَذَالَةً.

ورجل مَذِلٌ به : طيب النفس ، ومَذِلَتْ به نفسي.

والْمَذَلُ : القلق ، تقول : مَذِلَ بسره ويَمْذُلُ أي أخذه القلق حتى أفشاه وأظهره ، قال :

فلا تَمْذُلْ بسرك ، كل سر

إذا ما جاوز الاثنين فاشي (٢٣)

والاسم الْمِذَالُ.

__________________

(٢١) الرجز في التهذيب واللسان غير منسوب ، وهو مما في أصل العين.

(٢٢) لم نهتد إلى القائل.

(٢٣) البيت (لقيس بن الخطيم) كما في التهذيب واللسان. وانظر الديوان ص ٧٩.

١٨٨

ملذ :

مَلَذَ يَمْلُذُ مَلْذاً ، وهو أن ترضي صاحبك بكلام لطيف وتسمعه ما يسره ، وليس معه فعل ، ورجل مَلَّاذٌ مَلَذَانِيٌ ، قال :

تسليم مَلَّاذٍ على مَلَّاذ (٢٤)

باب الذال والنون والفاء معهما

ن ف ذ يستعمل فقط

نفذ :

النَّفَاذُ : الجواز والخلوص من الشيء ، ونَفَذْتُ أي جزت ، وطريق نَافِذٌ : يجوزه كل أحد ليس بين قوم خاص دون العامة ، [ويقال : هذا الطريق يَنْفُذُ إلى مكان كذا وكذا ، وفيه مَنْفَذٌ (٢٥) للقوم أي مجاز].

ونَفَذَ السهم وأَنْفَذْتُهُ ، والنَّفَذُ يستعمل في إِنْفَاذِ الأمر ، تقول : قام المسلمون بِنَفَذِ الكتاب ، أي بِإِنْفَاذِ ما فيه (٢٦).

[وقال قيس بن الخطيم :

طعنت ابن عبد القيس طعنة ثائر

لها نَفَذٌ لو لا الشعاع أضاءها (٢٧)

أراد بالنفذ الْمَنْفَذِ.

__________________

(٢٤) الرجز في التهذيب غير منسوب.

(٢٥) زيادة من التهذيب من أصل العين.

(٢٦) جاء بعد هذا في الأصول المخطوطة : الفانيذ فارسية ، نقول وليس هذا موضعها.

(٢٧) البيت في التهذيب واللسان والديوان ص ٢٢.

١٨٩

يقول : نَفَذَتِ الطعنة : أي جاوزت الجانب الآخر حتى يضيء نَفَذُهَا خرقها ، ولو لا انتشار الدم الفائر لأبصر طاعنها ما وراءها ، أراد أن لها نفذا أضاءها لو لا شعاع دمها ، ونَفَذُهَا نُفُوذُهَا إلى الجانب الآخر](٢٨).

باب الذال والنون والباء معهما

ذ ن ب ، ن ب ذ يستعملان فقط

ذنب :

الْأَذْنَابُ جمع الذَّنَبِ.

والذَّنْبُ : الإثم والمعصية ، والجمع الذُّنُوبُ.

والْمِذْنَبُ : مسيل الماء بحضيض الأرض وليس بجد واسع ، وإن كان في سفح أو سند فهو التَّلْعَةُ.

ويقال لمسيل ما بين التلعتين : ذَنَبُ التلعة.

والذَّانِبُ : التابع للشيء على أثره.

والْمُسْتَذْنِبُ الذي يتلو الذنب لا يفارق أثره ، قال :

مثل الأجير اسْتَذْنَبَ الرواحلا (٢٩)

والذَّنُوبُ : الفرس الواسع هلب الذنب.

والذَّنُوبُ : ملء دلو من ماء ، ويكون النصيب من كل شيء كذلك ، قال :

لنا ذَنُوبٌ ولكم ذَنُوبٌ

__________________

(٢٨) ما بين القوسين من التهذيب من أصل العين.

(٢٩) الرجز في التهذيب واللسان غير منسوب. وهو (لرؤبة) ديوانه ص ١٢٦.

١٩٠

والذِّنَابُ آخر كل شيء ، قال :

ونأخذ بعده بِذِنَابِ عيش

أجب الظهر ليس له سنام (٣٠)

الذِّنَابُ أيضا من مَذَانِبِ المسايل ، وهو شبيه أن يكون جماع الذنب ، وقد يجمعون على الذَّنَائِبِ.

والذُّنَابَى : موضع منبت الذنب (٣١).

والتَّذْنُوبُ ، الواحدة تَذْنُوبَةٌ هي البسرة الْمُذَنَّبَةُ التي قد أرطب طرفها من قبل ذنبها.

وذَنَّبَ الجراد : سمن وسمنه في أذنابه.

والتَّذْنِيبُ : التعاظل للضباب والفراش والجراد ونحوها ، والتَّذْنِيبُ : إخراجها أذنابها من جحرتها وضربها على أفواه جحرتها (٣٢).

نبذ :

النَّبْذُ : طرحك الشيء من يدك أمامك أو خلفك.

والْمُنَابَذَةُ : انْتِبَاذُ الفريقين للحرب ، ونَبَذْنَا عليهم على سواء أي نَابَذْنَاهُم الحرب إذا أنذرهم وأنذروه.

والْمَنْبُوذُ : ولد الزنى المطروح.

والنَّبَائِذُ : واحدها نَبِيذَةٌ ، وهم الْمَنْبُوذُونَ ، منه الْمَنَابِذَةُ والْمَنْبُوذَةُ : المهزولة التي لا تؤكل.

__________________

(٣٠) البيت في التهذيب واللسان غير منسوب. وهو (للنابغة) ديوانه ص ٢٣٢.

ومن شواهد الكتاب.

(٣١) جاء بعد هذا في الأصول المخطوطة : قال الضرير : هو الذنب نفسه.

والذنبان نبات ، الواحدة بالهاء ، وبعض يسميه ذنب الثعلب.

(٣٢) اللسان ذنب.

١٩١

باب الذال والنون والميم معهما

م ن ذ يستعمل فقط

منذ :

النون والذال فيها أصليتان ، وقد تحذف النون في لغة.

وقيل : إن بناء منذ مأخوذ من قولك : من إذ ، وكذلك معناها من الزمان إذا قلت : مُنْذُ كان ، كان معناه : من إذ كان ذلك ، فلما كثر في الكلام طرحت همزتها (٣٣) ، وجعلتا كلمة واحدة ورفعت على توهم الغاية (٣٤).

باب الذال والباء والميم معهما

ب ذ م يستعمل فقط

بذم :

الْبَذْمُ مصدر الْبَذِيمُ ، وهو العاقل الغضب من الرجال ، يعلم ما يغضب له ، وبَذُمَ بَذَامَةً ، قال :

كريم عروق النبعتين مطهر

ويغضب مما فيه والْبَذْمُ يغضب (٣٥)

وبَذِيمَةٌ : اسم رجل.

__________________

(٣٣) من (ط) وقد سقطت من (ص) و (س).

(٣٤) الكلام على منذ هذا في التهذيب من أصل العين ، وهو نفسه في الأصول المخطوطة إلا أن فيها زيادة تأتي بعد قوله أصليتان غير واضحة هي : وتعقب الذال سكون النون ولذلك ترفع إذا ألقيت ألف الوصل لأنها ترد إلى الأصل ، وكان أصلها الرفع. وهذه الزيادة لم ترد في التهذيب وقد عبر عنها بما أثبتناه من الأصول المخطوطة الذي ورد هو نفسه في التهذيب.

١٩٢

باب الثلاثي المعتلمن الذال

باب الذال والراء و (و ي ء) معهما

ذ ر ء ، ذ ر و ، و ذ ر ، ر ذ ي ، ذ ء ر مستعملات

ذرأ :

الذُّرْأَةُ : شيب يبدو في فودي الرأس قبل سائره ، قال :

فقد علتني ذُرْأَةٌ بادي بدي

وذَرِىءَ فلان فهو أَذْرَأُ ، والمرأة ذَرْآءُ.

ذَرَأَ الله الخلق يَذْرَؤُهُمْ ذَرْءاً أي خلقهم](٣٦).

والذَّرْءُ من قولك : ذَرَأْنَا الأرض أي بذرناها ، وزرع ذَرِيءٌ بوزن فعيل.

ويقال : ذَرَأْتُ الوضين : بسطته على وجه الأرض](٣٧).

والذَّرِئَةُ في حديث عمر : النساء.

ذرو :

الذَّرْوُ : ذرو الريح التراب تحمله ثم تثيبه.

والْمِذْرَاةُ : الخشبة التي تُذَرَّى بها الحبوب تَذْرِيَةً ، وذَرَّيْتُ الحب تَذْرِيَةً.

__________________

(٣٥) البيت في التهذيب واللسان غير منسوب ، وهو من شواهد العين.

(٣٦) هذه من س وسقطت في ص وط.

(٣٧) وجاء بعد هذا في س ، وفي موضع آخر في ص و ط قال (الضرير) : سمعت (ابن الأعرابي) يقول : درأت بالدال ، وأنشد :

تقول اذا درات لهما وضيئي

اهذا دينه ابدا وديني

١٩٣

وذَرَوْتُهُ : والذَّرْوُ اسم لما ذروته بمنزلة النفض اسم ما تنفضه الشجر من الثمر المتساقط ، قال الراجز :

كالطحن أو أَذْرَتْ ذرا لم يطحن (٣٨)

يعني ذرو الريح دقاق التراب.

والذَّرَى : ما كنك من الريح البارد من حائط أو غيره.

وتَذَرَّيْتُ من برد الشمال بحائط وبفلان (٣٩) ونحوه.

والإبل الشول إذا أحست بالبرد تَذَرَّتْ أي استترت بعضها ببعض ، وبالعضاه من برد الريح.

والذَّرَى : ما أَذْرَتِ العين من الدمع ، أي صبت تُذْرِي إِذْرَاءً.

والْإِذْرَاءُ : ضربك الشيء ترمي به أو تصرعه.

وضربته بالسيف فَأَذْرَيْتُ رأسه ، وطعنته فَأَذْرَيْتُهُ عن فرسه أي صرعته.

والسيف يُذْرِي ضريبته ، أي يرمي بها ، وقد يوصف به الرمي من غير قطع ، كقوله في الحرب :

شهباء تُذْرِي لهبا وجمرا (٤٠)

والذُّرَةُ : حب ، الواحدة ذُرَةٌ أي أرزن.

والذِّرْوَةُ : أعلى السنام وكل شيء.

__________________

(٣٨) الرجز (لرؤبة) كما في التهذيب والديوان ص ١٦٢.

(٣٩) لا توجد كلمة فلان في النص نفسه في اللسان.

(٤٠) لم نهتد إلى القائل.

١٩٤

والذُّرْوَةُ : أرض بالبادية ، وجمع الذروة ذُرَى وذُرُوَاتٌ.

والذَّرْوُ من الكلام كأنه طرف من الخبر ، قال صخر بن حبناء :

أتاني عن صغيرة ذَرْوُ قول

وعن عيسى فقلت له كذاكا (٤١)

أي دع هذا. وقال جرير :

يقلن ولو تلاحقت المطايا

كذاك القول إن عليك عينا (٤٢)

أي كف عن هذا القول ودعه.

وذَرَوْتُ له من الخبر ذَرْواً.

وتقول : مر بجيفة فكادت تُذَرِّيهِ أي تصرعه.

وجمع الذِّرْوَةِ ذُرَى ، ولو لا الواو كان ينبغي أن تكون جماعة فعلة فعل نحو : خرقة وخرق ، ولكن الواو خلقت من الضمة فضمت الكلمة عليها كراهية أن تلتبس بنات الواو من هذا الحد ببنات الياء نحو : فرية وفرى ، فأما رشوة من بنات الواو ونحوها فتضم إذا جمعت.

والذَّرْيُ والذَّرْوُ : عدد الذرية ، يقال : أنمى الله ذَرْوَكَ ، أي ذريتك.

__________________

(٤١) لم نهتد إلى تخريج البيت.

(٤٢) لم نجده في الديوان.

١٩٥

وذر :

عضد وَذِرَةٌ. والْوَذْرَةُ : قطعة عظم لا لحم فيها.

ويقال في الشتم : يا ابن شامة الْوَذْرِ ، كأنه شبه القذف.

والعرب قد أماتت المصدر من يذر والفعل الماضي ، واستعملته في [الحاضر] والأمر ، فإذا أرادوا المصدر قالوا : ذَرْهُ تركا ، أي اتركه.

رذي :

الرَّذِيُ : المهزول (٤٣) الذي لا يستطيع براحا ، والأنثى رَذِيَّةٌ ، وقد رَذِيَ يَرْذَى رَذَاوَةً ورَذًى ، ويجمع على أَرْذِيَاء على وزن أشقياء ، وقد أَرْذَيْتُهُ.

وفي حديث يونس ـ عليه‌السلام : فَقَاءَتِ الْحُوتُ رَذِيّاً.

ذأر :

وذُئِرَ فلان فهو ذَئِرٌ أي مغتاظ ، ومثله : السبع ذَئِرٌ على عدوه ، إذا اغتاظ واستعد له إن رآه واثبه.

وأَذْأَرْتُهُ أنا ، قال :

لما أتانا عن تميم أنهم

ذَئِرُوا بقتلى عامر وتغضبوا (٤٤)

والذَّأَرُ المصدر.

__________________

(٤٣) كذا في الأصول المخطوطة ، وأما في التهذيب ففيه المتروك.

(٤٤) البيت (لعبيد بن الأبرص) كما في اللسان وروايته : لما أتاني ..... وانظر الديوان ص ٦.

١٩٦

والسرقنن المختلط بالتراب يسمى ذَئِرَةٌ ، فإذا طلي على أطباء الناقة لئلا يرضعها الفصيل فهو الذِّئَارُ ، والفعل ذَئِرَتْ ، ويسمى ذلك قبل الخلطة خثة.

وأَذْأَرْتُهُ بالشيء : أولعته وحرشته ، وأَذْأَرْتُهُ : ألجأته.

باب الذال واللام و (و ي ء) معهما

ذ ي ل ، ذء ل ، و ذ ل ، ل و ذ ، ذ و ل مستعملات

ذيل :

ما أسبل فأصاب الأرض من الرداء والإزار ، وذَيْلُ المرأة لكل ثوب تلبسه إذا جرته على الأرض من خلفها.

وذَيْلُ الريح : ما جرته على الأرض من التراب والقتام (٤٥) ، وجمعه ذُيُولٌ وربما قالوا : أَذْيَال ، لأن الياء إذا تحركت تحولت ألفا نحو : القال من القول ، والقاب من القوب ، وهما في الوزن سواء لخفتهما ، فأجروا الواو الظاهرة مجرى الألف لسكونها فحملوا ذلك على ميزان ما جاء من نحو الجدث والجمل وغيرهما ، وأجمال للعدد ، ودخلت ألف القطع فرقا بين العدد وبين الجماع ، ودخلت الألف بعد الميم مدة ومدت من فتح الميم ، ليختلف لفظ الجمع من لفظ الواحد ، لأنه لو قال : أجمل لاشتبه بالنعت نحو أحمر وأصفر.

وما كان ثانية من الحروف الصحاح ساكنا نحو : سرج وبعل ، فإنهم زادوا الألف أيضا في أوله للعدد ، ولو لم تكن العين والراء

__________________

(٤٥) كذا في التهذيب واللسان وأما في الأصول المخطوطة فقد جاء : القمام.

١٩٧

للنزع منها مدة ، وقد سكن الحرف الذي قبلها لمجيء ألف القطع ، فلما سكن الحرفان حركوا الآخر منهما ، فلم يكن له وجه إلا الضمة ، لأنه لو فتح لاشتبه بالنعت ، ولو كسر لاشتبه بالأمر.

ويقال لذنب الفرس إذا طال : ذَيْلٌ ، وفرس ذَيَّالٌ إذا تَذَيَّلَ في مشيه واستنانه.

وقد أُذِيلَ الفرس إذا أسيء القيام عليه حتى يهزل.

وأَذَلْتُهُ : أهنته.

ويقال للحلقة اللطيفة من حلق الدروع وغيرها : مُذَالَةٌ ، قال :

من الماذي والحلق الْمُذَالِ (٤٦)

ذأل :

ذُؤَالَةُ اسم معرفة للذئب لا ينصرف ، وسمت العرب عامة السباع بأسماء معارف ، يجرونها مجرى الرجال والنساء ، ويذكرون ذؤالة ولا يجعلون فيه ألفا ولاما.

والذَّأْلَانُ : ابن آوى. واختلفوا فقال بعضهم : ذِئْلَان ، وقال بعضهم : ذُؤْلَان لجماعة ذؤالة.

والذَّأَلَانُ ، مفتوحة الهمزة : مشية في سرعة وميس ، فإذا كانت المشية في انخزال وضعف قيل : تَذْأَلُ ، وقيل بالدال أيضا ، قال :

مرت بأعلى سحرين تَذْأَلُ (٤٧)

__________________

(٤٦) لم نهتد إلى القائل.

(٤٧) لم نهتد إلى الراجز.

١٩٨

وذل :

الْوَذِيلَةُ : قطعة من شحم السنام والألية.

ويقال للقطعة من الفضة : وَذِيلَةٌ وتجمع وَذَائِلُ.

لوذ :

اللَّوْذُ : مصدر لَاذَ يَلُوذُ لَوْذاً ، واللِّيَاذُ مصدر الْمُلَاوَذَةُ ، وهو أن يستتر بشيء مخافة أن تراه وتأخذه (٤٨).

واللَّاذَةُ واللَّاذُ : ثياب من حرير ينسج بالصين تسميه العرب والعجم اللاذ.

والْمَلَاذُ : الملجأ ، ويجمع الْمَلَاوِذُ.

وأَلْوَاذُ المكان : نواحيه ، والواحد لَوْذٌ.

ذول :

الذَّالُ : تصغيرها ذُوَيْلَةٌ ، وكل حرف من حروف الهجاء يتبعه ألف بعد حرف صحيح فإنها ترجع إلى الواو وإن كانت بعد الألف مدة مثل الحاء والباء فإنها ترجع إلى الياء ، تقول في طاء : طيية وفي حاء : حيية.

باب الذال والنون و (و ا ي ء) معهما

ء ذ ن يستعمل فقط

أذن :

يقال للرجل : هو أُذُنٌ ، وللمرأة : هي أُذُنٌ ، وللقوم كذلك ، أي يسمع من كل أحد.

__________________

(٤٨) بعد هذا جاء في الأصول المخطوطة ، قال الضرير : اللواذ لا غير.

١٩٩

والْأُذُنُ العروة أي عروة الكوز ونحوه ، والْأَكْوَابُ : كيزان لا أذن لها.

والْأَذَنُ : الاستماع للشيء ، قال :

في سماع يَأْذَنُ الشيخ له

وحديث مثل ما ذي مشار (٤٩)

ورجل أَذَنَةٌ : يستمع لكل شيء ، وأمنة يأمن بكل إنسان.

وأَذِنْتُ بهذا الشيء أي علمت ، وآذَنَنِي : أعلمني ، وفعله بِإِذْنِي ، أي بعلمي ، وهو في معنى بأمري ، وكذلك الذي يَأْذَنُ بالدخول على الوالي وغيره.

والْأَذَانُ اسم لِلتَّأْذِينِ ، كما أن العذاب اسم للتعذيب ، قال :

حتى إذا نودي بِالْأَذِينِ (٥٠)

حوله إلى فعيل.

والتَّأَذُّنُ من قولك : تَأَذَّنْتُ لأفعلن كذا ، يراد به إيجاب الفعل في ذلك ، أي سأفعل لا محالة.

ويقال : هل سمعت الأذان من الْمِئْذَنَةِ.

وتَأَذَّنْتُ : تقدمت كالأمير يَتَأَذَّنُ قبل العقوبة ، ومنه : (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ)(٥١).

__________________

(٤٩) البيت في اللسان (لعدي بن زيد) ، ولم نجده في الديوان.

(٥٠) الرجز في اللسان غير منسوب.

(٥١) سورة الأعراف ، الآية ١٦٦.

٢٠٠