كتاب العين - ج ٧

الخليل بن أحمد الفراهيدي

كتاب العين - ج ٧

المؤلف:

الخليل بن أحمد الفراهيدي


المحقق: الدكتور مهدي المخزومي والدكتور ابراهيم السامرّائي
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مؤسسة دار الهجرة
المطبعة: الصدر
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٨٥

المشرق إلى المغرب لم تخلف أبدا أن يكون فيها معدن فضة قلت أو كثرت.

والَسِّيمَا : ياؤها في الأصل واو ، وهي العلامة التي يعرف بها الخير والشر ، في الإنسان. قال الله جل وعز : (يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيماهُمْ) (٣٨٦) يعني : الخشوع.

وسم :

الْوَسْمُ ، والْوَسْمَةُ الواحدة : شجرة ورقها خضاب.

والْوَسْمُ : أثر كَيٍّ. وبعيرٌ مَوْسُومٌ : وُسِمَ بِسِمَةٍ يعرف بها ، من قَطْعِ أُذُنٍ أو كَيٍّ.

والْمِيسَمُ : المِكْوَاة ، أو الشيء الذي يوسم به سِمَاتُ الدواب ، والجميع : الْمَوَاسِمُ ، قال الفرزدق : (٣٨٧)

لقد قلدت جلف بني كليب

قلائد في السوالف ثابتات

قلائد ليس من ذهب ولكن

مَوَاسِمُ من جهنم منضجات

وفلان مَوْسُومٌ بالخير والشر ، أي : عليه علامته.

وتَوَسَّمْتُ فيه الخيرَ والشرَّ ، أي : رأيت فيه أثرا. قال : (٣٨٨)

__________________

(٣٨٦) سورة الأعراف ٤٨.

(٣٨٧) نقائض (جرير) و (الفرزدق) ٢ / ٧٦٩ ، ديوانه ١ / ١٠٨ (صادر).

(٣٨٨) لم نهتد إلى القائل.

٣٢١

تَوَسَّمْتُهُ لما رأيت مهابة

عليه ، وقلت : المرء من آل هاشم

وفلانة ذات مِيسَمٍ وجمالٍ ، ومِيسَمُهَا أثر الجمال فيها ، وهي وَسِيمَةٌ قسيمة ، وقد وَسُمَتْ وَسَامَةً ، بينة الْوَسَامِ والقَسَامِ ، قال (٣٨٩) :

]ظعائن من بني جُشَم بن بَكر[

خَلَطْن بِمِيسَمٍ حسباً ودِينا

والْوَسْمَى : أول مطر السنة ، يَسِمُ الأرض بالنبات ، فيصير فيها أثرا من المطر في أول السنة.

وأرض مَوْسُومَةٌ : أصابها الْوَسْمِيُ وهو مطر يكون بعد الخَرْفِيِ (٣٩٠) في البرد ، ثم يتبعه الْوَلْيُ في آخر صَمِيم الشِّتَاء ، ثم يتبعه الرِّبْعِيُّ.

ومَوْسِمُ الحج مَوْسِماً ، لأنه معلم يجتمع فيه ، وكذلك مَوَاسِمُ أسواق العرب في الجاهلية.

ومس :

الْمُومُسَاتُ : الفواجر مجاهرة.

مسو :

الْمَسْوُ ، لغة في الْمَسْيِ ، وهو إدخال الناتج يده في رحم الناقة أو الرَمَكَةِ فيَمْسُطُ ماء الفحل من رحمها استِلْآماً للفحل كراهية أن تحمل له.

__________________

(٣٨٩) (عمرو بن كلثوم) ـ معلقته.

(٣٩٠) في الأصول : (بعد الحر في البرد) ، والتصويب من اللسان (وسم).

٣٢٢

موس :

الْمَوْسُ : تأسيس اسم الْمُوسَى ، وبعضهم ينون مُوسىً لما يحلق به.

ومُوسَى عليه‌السلام ، يقال : اشتقاق اسمه من الماء والشجر ، فالمُو : ماء ، والسَّا : شجر لحال التابوت في الماء.

مسي :

الْمَسيُ : من الْمَسَاءِ ، كالصبح من الصباح. والْمُمْسَى كالمُصْبَحِ. والْمَسَاءُ : بعد الظهر إلى صلاة المغرب. وقال بعض : إلى نصف الليل. ]وقول الناس[ : كيف أَمْسَيْتَ؟ أي : كيف كنت في وقت الْمَسَاءِ ، وكيف أصبحتَ؟ أي : كيف صرت في وقت الصبح؟ ومَسَّيْتُ فلانا : قلت له : كيف أَمْسَيْتُ وأَمْسَيْنَا نحن : صرنا (٣٩١) في وقت الْمَسَاءِ.

ميس :

الْمَيْسُ : شجر من أجود الشجر ]خشبا[ ، وأصلبه ، وأصلحه لصنعة الرحال ، ومنه تتخذ رحال الشام ، فلما كثر قالت العرب : الْمَيْسُ : الرحل.

والْمَيْسُ : ضرب من الْمَيَسَانِ ، أي : ضرب من المشي في تبختر وتهاد ، كما تَمِيسُ الجارية العروس.

__________________

(٣٩١) في الأصول : (سرنا) بالسين المهملة ، والتصويب مما روي عن العين في التهذيب ١٣ / ١٢٢.

٣٢٣

والجمل ربما مَاسَ بهودجه في مشيه فهو يَمِيسُ مَيَسَاناً ، قال (٣٩٢) :

لا : بل تَمِيسُ إنها عَرُوس

ومَيْسَانُ : اسم كورة من كور دجلة ، والنسبة إليها : مَيْسَانِيٌ ومَيْسَنَانِيٌ ، قال العجاج (٣٩٣) :

ومَيْسَنَانِيّاً لها مُمَيَّساً

يصف الثوب ، وقوله : مُمَيَّساً ، أي : مذيلا مطولا.

سأم(٣٩٤) :

سَئِمْتُ الشيءَ سَآمَةً : مَلِلْتُهُ.

مأس :

مَأَسْتُ بينهم إذا أَرِّشْتُ. ورجل مَأْسٌ : لا يلتفت إلى موعظة.

والْمَأْسُ : الحد قال (٣٩٥) :

أما ترى رأسِيَ أَزْرَى به

مَأْسَ زمان انْتِكَاثٍ مَؤُوسٍ

والْمَاسُ : الجَوْهَر يقطع به الصخرَةُ.

أسم :

أُسَامَةُ : من أسماء الأسد. يقال : أشجع من أُسَامَةَ.

__________________

(٣٩٢) لم نهتد إلى الراجز.

(٣٩٣) ديوانه ص ١٢٦.

(٣٩٤) الكلمة وترجمتها من مختصر العين ـ الورقة ٢١٤.

(٣٩٥) لم نهتد إلى القائل ولا إلى القول في غير الأصول مما بين أيدينا من مظان.

٣٢٤

أمس (٣٩٦) :

أَمْسِ : ظرف مبني على الكسر ، وينسب إليه : إِمْسِيٌ.

باب اللفيف من السين

س ي ء ، س ي ي ، س و ي ، س و ء ، س ء و ، ء و س ،

ء ي س ، آ س ، و ي س ، س و ي ، ء س ي ،

ء س و ، س ي ه ، أ س ، و س و س ،

س ا س ، س ء س ء مستعملات

سيأ :

السَّيْءُ بوزن الشَّيْءِ : اللبن القليل قبل نزول الدرة ، من تأليف سين وياء وهمزة فهي ثلاثة أحرف مؤلفة ، قال (٣٩٧) :

كما استغاث بِسَيْءٍ فَزُّ غَيْطَلَةٍ

]خافَ العُيُونَ فلم يُنْظَرْ به الحَشَكُ[

سيي :

السِّيُ : المكان المستوي. وهما سِيَّانِ ، أي : مثلان ، أراد بهما : سواءان ، غير أن العرب تقول : هما سواء ، وكذلك في الجميع والواحد. وإذا جمعوا سِيَّانِ قالوا : سَوَاسِيَةً ولم يقولوا : سَوَاسِينَ كذا وكذا ، وهم سَوَاءٌ ، هذا ]هو[ العالي من كلام العرب ، قال :

سِيَّانِ أَفْلَحَ مَنْ يُعْطِي ومَن يَعِدُ

سوي :

سَوَّيْتُ الشيءَ فَاسْتَوَى. وقوله في البيع : لا يَسْوَى ولا يُسَاوِي ، أي : لا يكون هذا مع هذا سِيَّيْنِ من السَّوَاءِ.

__________________

(٣٩٦) الكلمة وترجمتها من مختصر العين ـ الورقة ٢١٤.

(٣٩٧) (زهير) ديوانه ١٧٧.

٣٢٥

وسَاوَيْتُ هذا بهذا ، أي : رفعته حتى بلغ قدره ومبلغه ، كما قال الله عزوجل : (حَتَّى إِذا ساوى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ)(٣٩٨) ، أي : الجبلين ، أي : ردم طريقي يأجوج ومأجوج بالقطر ، أي : سَوَّى أحدهما بالآخر ، أي : رفعه حتى بلغ طوله طولهما.

والْمُسَاوَاةُ والِاسْتِوَاءُ واحد ، فأما يَسْوَى فإنها نادرة ، لا يقال منه سَوِيَ ولا سَوَى ، وكما أن (نَكَرَ) جاءت نادرة ، ولا يقال منه (يُنْكِرُ) ، وإذا رجعوا إلى الفعل قالوا : يُنْكِرُ ، كذلك إذا رجعوا إلى الفعل من يَسْوَى قالوا : سَاوَى ، وقال بعضهم : يُسَاوِي ويَسْوَى واحد ، إلا أن يَسْوَى مُوَلَّد ، ولا يقال منه فعل ولا يفعل ، ولا يصرف. ويجمع السِّيُ: أَسْوَاءً ، كما قال :

النَّاسُ أَسْوَاءٌ وشَتَّى في الشِّيَمِ (٣٩٩)

وكلهم يجمعهم بيت الأدم

أي : على اختلاف أخلاقهم ، أي : هم كبيت فيه الأَدَم فمنه الجيد والوسط والرديء.

والسَّوَاءُ ، ممدود : وسط كل شيء.

وسِوَى ، مقصور ، إذا كان في موضع (غير) ففيها لغتان بكسر السين ، مقصور ، وبفتحها ممدود.

ويقال : هما على سَوِيَّةٍ من الأَمْرِ ، أي : على سَوَاءٍ وتَسْوِيَةٍ واسْتِوَاءٍ.

__________________

(٣٩٨) سورة الكهف ٩٦.

(٣٩٩) اللسان (سوا) غير منسوب أيضا.

٣٢٦

والسِّيُ : موضع بالبادية أملس.

والسَّوْيَّةُ : قتب أعجمي للبعير ، والجميع : السَّوَايَا.

والسَّوِيُ : الذي سَوَّى اللهُ خَلْقَهُ ، لا دَمَامة فيه ولا داء.

وقوله جل وعز : (مَكاناً سُوىً) ، أي : معلما قد علم القوم به ، وقال الضرير في قوله تعالى : (مَكاناً سُوىً): سُوَى وسِوَى واحد ، أي : مُسْتَوِياً تدركه الأبصار.

وتصغير سَوَاءٍ وسِوَى : سُوَيٌ ، ويجمع على سَوَاسِيَةٍ وأَسْوَاءٍ.

سوء :

والسُّوءُ نعت لكل شيء رديء. سَاءَ يَسُوءُ ، لازم ومجاوز .. وسَاءَ الشيءُ : قبح فهو سَيِّىءٌ. والسُّوءُ : اسم جامع للآفات والداء. وسُؤتُ وجه فلان وأنا أَسُوءُهُ ، مَسَاءَةً ومَسَايَةً لغة ، تقول : أردتُ مَسَاءَتَكَ ومَسَايَتَكَ ، وأَسَأْتُ إليه في الصنع.

واسْتَاءَ من السَّوْءِ بمنزلة اهتم من الهم.

وأَسَاءَ فلان خياطة هذا الثوب ، وسُؤْتُ فلانا ، وسُؤْتُ له وجهَهُ ، وتقول : ]سَاءَ ما فعل فلان صنيعا يَسُوءُ ، أي : قبح صنيعه صنيعا[(٤٠٠) والسَّيِّئُ والسَّيِّئَةُ : عملان قبيحان ، يصير السَّيِّئُ نعتا للذكر من الأعمال ، والسَّيِّئَةُ للأنثى ، قال :

والله يعفو عن السَّيِّئَاتِ والزلل (٤٠١)

__________________

(٤٠٠) ما بين المعقوفين مما روي عن العين في التهذيب ١٣ / ١٣١.

لأن ما يقابله في الأصول قاصر الدلالة.

(٤٠١) لم نهتد إلى تمام البيت في المظان ، ولا إلى قائله.

٣٢٧

والسَّيِّئَةُ : اسم كالخطيئة.

والسُّوءَى ، بوزن فُعْلى : اسم للفعلة السَّيِّئَةُ ، بمنزلة الحسنى للحسنة ، محمولة على جهة النعت في حد أفعل وفعلى كَالْأَسْوَإِ والسُّوءَى ، رجل أَسْوَأُ ، وامرأة سُوءَى ، أي : قبيحة.

سَوْأَةُ : اسم أبي حي من قيس بن عامر. والسَّوْأَةُ : فرج الرجل والمرأة ، قال الله عزوجل : (فَبَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما) (٤٠٢) ، والعرب إذا أرادوا شيئين من شيئين هما من خلقة في نفس الشيء ، نحو القلب واليد ، قالوا : قلوبهما وأيديهما ونحو ذلك.

والسَّوْأَةُ : كل عمل وأمر شائن .. ويقال : سَوْأَةً لفلان ، نصب ، لأنه ليس بخبر إنما هو شتم ودعاء.

والسَّوْأَةُ السَّوْءَاءُ : المرأة المخالفة.

وتقول في النكرة : رجل سُوءٌ ، وإذا عرفت ، قلت : هذا الرجل السُّوءُ ، ولم تضف .. وتقول : هذا عَمَلُ سَوْءٍ ، ولم تقل ]العملُ[(٤٠٣) السُّوءُ ، لِأَنَ السُّوءَ يكون نعتا للرجل ، ولا يكون السُّوءُ نعتا للعمل لأن الفعل من الرجل وليس الفعل من السَّوْءِ ، كما تقول : ]قولُ صدقٍ ، والقولُ الصِّدقُ ، ورجلُ صِدقٍ ، ولا تقول[(٤٠٤) : الرجلُ الصِّدقُ لأن الرجل ليس من الصدق.

__________________

(٤٠٢) سورة طه ١٢١.

(٤٠٣) مما روي عن العين في التهذيب ١٣ / ١٣٢.

في الأصل : عمل.

(٤٠٤) سقط ما بين المعقوفين من الأصول ، وما أثبتناه مما روي عن العين في التهذيب ١٣ / ١٣٢ وفي اللسان (سوا).

٣٢٨

وأما السُّوءُ فكل ما ذُكِر بِسَيِّئٍ (٤٠٥) فهو السُّوءُ. ويكنى بِالسُّوءِ عن البرص ، قال ]جل وعز[ : (تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ) (٤٠٦) ، أي : برص. ويقال : لا خير في قول السُّوءِ ، فإذا فتحت السين فهو على ما وصفنا. وإذا ضممت السين فمعناه : لا تقل سَوْءاً.

وتقول : اسْتَاءَ فلان من السُّوءِ ، ]وهو[ بمنزلة اهتم من الهم ، وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه و ]على[ آله وسلم : أن رجلا قص عليه رؤيا فَاسْتَاءَ لها (٤٠٧)أي : الرؤيا سَاءَتْهُ فَاسْتَاءَ لها إنما هو افتعل منه.

سأو :

السَّأْوُ : بعد الهمة والنزاع. تقول إنك لذو سَأْوٍ بعيد الهمة قال ذو الرمة :

كأنني من هوى خرقاء مطرف

دامي الأظل بعيد السَّأْوِ مهيوم (٤٠٨)

يعني : همه الذي تنازعه إليه نفسه.

واسْتَاءَ من السُّوءِ بمنزلة اهتم من الهم.

أوس :

أَوْسٌ : قبيلة من اليمن ، واشتقاقه من آسَ يَؤُوسُ أَوْساً ، والاسم : الْإِيَاسُ ، وهو من العوض. أُسْتُه أَؤُوسُهُ أَوْساً : عُضْتُهُ أَعُوضُهُ

__________________

(٤٠٥) في الأصول : لشيء ، وهو تصحيف ظاهر.

(٤٠٦) سورة طه ٢٢.

(٤٠٧) اللسان (سوا).

(٤٠٨) ديوانه ١ / ٣٨٢ ، والرواية فيه : الشأو بالمعجمة.

٣٢٩

عَوَضاً .. واسْتَآسَنِي فَأُسْتُهُ ، أي : استعوضني فعوضته قال ]الجعدي[(٤٠٩) :

ثلاثة أهلين أفنيتهم

وكان الإله هو الْمُسْتَآساً

وتقول : إذا التوى عليك أخ بأخوته فَاسْتَأْيِسِ الله من إخوتك خيرا منه.

ويقال للذئب : أَوْسٌ وأُوَيْسٌ ، قال (٤١٠) :

مَا فَعَلَ الْيَوْمَ أُوَيْسٌ بِالْغَنَمْ

أَوْسٌ : زجر العرب للمعز والبقر ، تقول : أَوْسَ أَوْسَ[(٤١١)

أيس :

أَيْسَ : كلمة قد أُمِيَتْت ، وذكر الخليل أن العرب تقول : ائتني به من حيث أَيْسٍ ولَيْسٍ ، ولم يستعمل أَيْسٌ إلا في هذا ، وإنما معناها كمعنى من حيث هو في حال الكينونة والوجد والجدة ، وقال : إن (ليس) معناها : لا أَيْسَ ، أي : لا وُجْدَ.

والتَّأْيِيسُ : الاستقلال ، يقال : ما أَيَّسْنَا فلانا خيرا ، أي : استقللنا منه خيرا ، أي: أردته ، لأستخرج منه شيئا فما قدرت عليه ، وقد أَيَّسَ يُؤَيِّسُ تَأْيِيساً ، قال كعب بن زهير (٤١٢) :

__________________

(٤٠٩) التهذيب ١٣ / ١٣٧ واللسان (أوس).

في الأصول : قال (لبيد) ، وليس في ديوانه.

(٤١٠) في اللسان (أوس) : قال (الهذلي) ، وفي ديوان الهذليين ٣ / ٩٦ : قال رجل من هذيل.

(٤١١) مما روي عن العين في التهذيب ١٣ / ١٣٧.

(٤١٢) ديوانه ص ١٠.

٣٣٠

وجِلْدُها من أَطُومٍ مَا يُؤَيِّسُهُ

طِلْحٌ بِضَاحِيَةِ المتنَيْنِ مَهْزُول

والْإِيَاسُ : انقطاع المطمع ، واليأس : نقيض الرجاء. يَئِسْتُ مِنْهُ يَأْساً ، وآيَسْتُ فلاناً إِيَاساً ، فأما أَيَسْتُهُ فهو خطأ إلا أن يجيء في لغة على التحويل ، وهو قبيح جدا.

وتقول : أَيْأَسْتُهُ فَاسْتَيْأَسَ ، والمصدر منه إِيَاسٌ. فأما العامة فيحذفون الهمزة الأخيرة ، ويفتحون الياء عليها ، فيقولون : أَيَسْتُهُ إِيَاساً. وتقول في معنى منه : قد يَئِسْتُ أنك رجلُ صِدْقٍ ، أي : علمت. قال جل وعز : (أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا)(٤١٣) ، وقال الشاعر(٤١٤) :

ألم يَيْأَسْ الأقوام أني أنا ابنه

وإن كنت عن عرض العشيرة نائيا

آس :

الْآسُ : شجر ورقه العطر ، الواحدة بالهاء .. والْآسُ : شيء من العسل ، تقول : أصبنا آساً من العسل ، كما تقول : كعبا من السمن ، قال مالك بن خالد الخناعي ]الهذلي[: (٤١٥)

والخنس لن يعجز الأيام ذو حيد

بمشمخر به الظيان والآسُ

الآسُ : القبر. والآسُ : الصاحب[(٤١٦)

__________________

(٤١٣) سورة الرعد ٣١.

(٤١٤) لم نهتد إلى القائل.

(٤١٥) ديوان الهذليين ٣ / ٢.

في الأصول : قال (لبيد).

(٤١٦) تكملة مما روي عن العين في التهذيب ١٣ / ١٣٨.

٣٣١

ويس :

وَيْسَ : كلمة في موضع رأفة واستملاح ، كقولك للصبي : وَيْسَهُ ما أملحَهُ.

أسي :

الْأَسَى ، مقصور : الحزن على الشيء .. أَسَى يَأْسَى أَسىً فهو أَسْيَانُ ، والمرأة : أَسْيَى والجميع : أَسَايَا ، وأَسْيَانُونَ ، وأَسْيَيَاتٌ .. ويجوز في الوحدان : أَسْيَانُ وأَسْوَانُ ، قال (٤١٧) :

ما ذا هنالك من أَسْوَانَ مكتَئِبٌ

وساهف ثمل في صعدة قصم

أي : كسر.

وأَسَّيْتُهُ أُؤَسِّيهِ تَأْسِيَةً ، أي : عَزَّيْتُهُ ، وتَأَسَّى مثل تعزى. وآسِيَةُ : اسم امرأة فرعون.

والْآسِيَةُ ، بوزن فاعلة : ما أسس على بنيان فأحكم ، ثم أسس ثم رفع فوقه بناء غير ذلك من سارية أو نحوها. وإن منزلة فلان عند الملك آسِيَّةٌ ، على وزن فاعولة ، لا تزول.

__________________

(٤١٧) نسب في اللسان إلى رجل من الهذليين ، وليس في ديوان الهذليين.

٣٣٢

أسو :

والْأَسْوُ : علاج الطبيب الجراحات بالأدوية والخياطة ، أَسَا يَأْسُو أَسْواً ، قال (٤١٨) :

أَرْفَقُ مِنْ أَسْوِ الطَّبِيبِ الْآسِي

وقيل : الْآسِيَةُ : المعالجة والمداوية ، والجمع : آسِيَاتٌ وأَوَاسٍ. وأما أَوَاسِي المسجد فواحدتها : آسِيَةٌ ، وهي السارية.

وجعل الأعشى (٤١٩) الْأُسَى مصدر الْأُسْوَةِ ، وإنما الْأُسَى جماعة الْأُسْوَةِ من الْمُوَاسَاةِ والتَّأَسِّي.

تقول : هؤلاء القوم أُسْوَةٌ في هذا الأمر ، أي : حالهم فيه واحدة. وفلان يَأْتَسِي بفلان ، أي : يرى أن له فيه أُسْوَةً إذا اقتدى به وكان في مثل حاله ، والجمع : الْأُسَى ، ويقال : إِسْوَةٌ وإِسىً ، وفلان يَأْتَسِي لفلان ، أي : يرصى لنفسه ما رضيه ، قال (٤٢٠) :

هَلَّا ذَكَرْتَ أُسىً في مِثْلِها عِبَرٌ

بل وَافَقَ الشَّوْقُ من مُعْتَادِهِ وِفْقاً

أي : وقع موافقا ، يقول : لم تذكر ذاك وذكرت غيره ، ويقول : الشَّوْق غلب الْأَسَى.

سيه :

وسِيَةُ الْقَوْسِ : رأس قابها.

__________________

(٤١٨) لم نهتد إلى الراجز.

(٤١٩) إشارة إلى قوله :

عنده الحزم والنقي راسي الصر

ع وتحمل لمضلع الاثقال

(٤٢٠) لم نهتد إلى القائل ، ولم نقف على البيت فيما بين أيدينا من مظان.

٣٣٣

أس :

الرَّاقُونَ إذا رَقَوُا الحية ليأخذوها ففرغ أحدهم من رُقْيَتِهِ قال لها : أُسْ فتخضع وتلين.

والْأُسُ : أصل تَأْسِيسِ البناء ، والجميع : الْإِسَاسُ ، وفي لغة : الْأَسَسُ ، والجميع : الْآسَاسُ ، ممدود. وأُسُ الرَّمَاد : ما بقي في المُوقَدِ ، قال :

فلم يبق إلا آل خَيْمٍ مُنَصَّب

وسفع على أُسٍ ونُؤْيٌ مُعَثْلَبٌ (٤٢١)

وأَسَّسْتُ داراً : بنيت حدودها ، ورفعت من قواعدها ، ويقال : هذا تَأْسِيسٌ حسن.

والتَّأْسِيسُ في الشعر ألف تلزم القافية وبينها وبين أحرف الروي حرف يجوز رفعه وكسره ونصبه ، نحو : مفاعلن ، فلو جاء مثل (محمد) في قافية لم يكن فيه تَأْسِيسٌ ، حتى يكون نحو : مجاهد ، فالألف تَأْسِيسُهُ ، وإن جاء شيء من غير تَأْسِيسٍ فهو الْمُؤَسَّسُ ، وهو عيب في الشعر ، غير أنه ربما اضطر إليه ، وأحسن ما يكون ذلك إذا كان الحرف الذي بعد الألف مفتوحا ، لأن فتحته تغلب على فتحة الألف ، كأنها تزال من الوهم ، كما قال العجاج (٤٢٢) :

مبارَكٌ للأنبياءِ خاتَمٌ

معلِّمٌ آيَ الهُدَى مُعَلَّمٌ

__________________

(٤٢١) (النابغة) ديوانه ص ٧٤.

(٤٢٢) التهذيب ١٣ / ١٤٢.

٣٣٤

فلو قال خاتم بكسر التاء لم يحسن.

وسوس :

الْوَسْوَسَةُ : حديث النفس. والْوَسْوَاسُ : الصوت الخفي من ريح تهز قصبا ونحوه ، وبه يشبه صوت الحلي ، قال الأعشى (٤٢٣) :

تسمع للحلي وَسْوَاساً إذا انصرفت

كما استعان بريح عِشْرِقٍ زَجِلٌ

وتقول : وَسْوَسَ إليَّ ، ووَسْوَسَ في صدْرِي ، وفلان مُوَسْوَسٌ ، أي : غلبت عليه الوَسْوَسَةُ.

والْوَسْوَاسُ : اسم الشيطان ، في قوله ]تعالى[ : (مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ) (٤٢٤).

والْوَسْوَاسُ في بيت ذي الرمة (٤٢٥) :

فبات يُشْئِزُهُ ثَأْدٌ ويُسْهِرُهُ

تَذَاؤُبُ الرِّيحِ والوَسْوَاسُ والْهَضَبُ :

]همس الصائد وكلامه[(٤٢٦)

ساس :

السُّوسُ والسَّاسُ. العُثّة التي تقع في الثياب والطعام. تقول : سِيسَ الطَّعَامُ فهو مَسُوسٌ.

__________________

(٤٢٣) ديوانه ص ٥٥.

(٤٢٤) سورة الناس.

(٤٢٥) ديوانه ١ / ٩٠.

(٤٢٦) مما روي عن العين في التهذيب ١٣ / ١٣٦.

٣٣٥

والسُّوسُ (٤٢٧) : حشيشة تشبه القَتَّ.

والسِّيَاسَةُ : فعل السَّائِسِ الذي يَسُوسُ الدوابَ سِيَاسَةً ، يقوم عليها ويروضها. والوالي يَسُوسُ الرعية وأمرهم.

والسُّوسُ : داء يكون بعجز الدابة بين الفخذ والورك ، يورثه ضعف الرجل. والنعت: أَسُوسُ. والسَّوَاسُ : شجر ، الواحدة بالهاء ، من أفضل ما يتخذ منه زند ، لأنه قلما يصلد ، قال الطرماح : (٤٢٨)

وأخرج ، أُمُّهُ ، لِسَوَاسِ سلمَى

لَمَعْفُور الضَّرَاضَرِمِ الجنينِ

أبو سَاسَانَ : كنية كسرى ، والحصين بن المنذر ... ومن جعل : سَاسَانَ : فعلان ، فتصغيره : سُوَيْسَانُ.

والسِّيسَاءُ : منسج الحمار والبغل ، وجعله الراجز مجتمع دايات البعير ، قال (٤٢٩) :

قُفّاً كَسِيْسَاءِ الْبَعِيرِ قَافِلاً

سأسأ :

السَّأْسَأَةُ : من قولك : سَأْسَأْتُ بالحمار ، أي : قلت له : سَأْسَأْ ليحبس.

__________________

(٤٢٧) من التهذيب ١٣ / ١٣٤ مما روي فيه عن العين ، ومن اللسان : (سوس). في الأصول : السويس.

(٤٢٨) ديوانه ص ٥٢٢. في (ص) و (ط) : لمعفور الضنى. في (س) لمغفور الجنى.

(٤٢٩) (رؤبة) ديوانه ص ١٢٥ ، والرواية فيه : كسيساء المعنى ...

٣٣٦

باب الرباعي من السين

السين والطاء

س ر م ط ، س ر ط م ، ط م ر س ، ط ر م س ، ط ل م س ،

س ل ط م ، ف ن ط س ، ف ر ط س ، ر س ط ن ،

ن س ط ر ، س ف ن ط ، س ب ط ر ،

ط ر ف س ، ف ل س ط مستعملات

سرمط :

السَّرَوْمَطُ : الطويل من الإبل ، قال :

بكل سَامٍ سَرْمَطٍ سَرَوْمَطٍ (٤٣٠)

سرطم :

السَّرْطَمُ : البين من القول ومن الرجال. والسَّرْطَمُ : الواسع الحلق ، السريع البلع مع جسم وخلق.

طمرس :

الطِّمْرِسُ : اللئيم الدنيء. والطُّمْرُوسُ : الخروف.

طرمس :

الطَّرْمَسَةُ : الانقباض والنكوص. والطِّرْمِسَاءُ : الظلمة الشديدة.

طلمس :

الطِّلْمِسَاءُ : الظلمة أيضا.

سلطم :

السُّلَاطِمُ : الطُّوَالُ.

__________________

(٤٣٠) التهذيب ١٣ / ١٤٥ واللسان (سرمط) غير منسوب أيضا.

٣٣٧

فنطس :

فرطس :

فِنْطِيسَةُ الخنزير : خَطْمُهُ ، وهي الفِرْطِيسة ، والفَرطسة : فعله إذا مد خرطومه.

رسطن :

الرَّسَاطُونُ : شراب لأهل الشام من الخمر والعسل.

نسطر :

النِّسطُورِيَّةُ : أمة من النصارى يخالفون بقيتهم. بالرومية : نِسْطُورِسُ.

سفنط :

الْإِسْفَنْطُ : ضرب من الخمر.

سبطر :

السِّبَطْرُ : الماضي ، قال :

كمشية خادر ليث سِبَطْرٍ (٤٣١)

واسْبَطَرَّ الشيءُ ، أي : امتد وتوسع ، قال (٤٣٢) :

ولما رأيت الخيل تجري كأنها

جداول شتى أَرْسَلَتْ فَاسْبَطَرَّتِ

طرفس (٤٣٣) :

طَرْفَسَ الرجلُ ، إذا حدد النظر.

__________________

(٤٣١) التهذيب ١٣ / ١٤٦ واللسان (سبطر) غير منسوب أيضا.

(٤٣٢) لم نهتد إلى القائل ، ولم نقف على القول فيما لدينا من مظان.

(٤٣٣) سقطت الكلمة وترجمتها من الأصول ، فأثبتناها مما روي عن العين في التهذيب ١٣ / ١٤٨.

٣٣٨

فلسط :

فِلَسْطِينُ : كورة بالشام ، نونها زائدة ، يقال : مَرَرْنَا بِفِلَسْطِينَ ، وهذه فِلَسْطُونُ.

السين والدال

د ف ن س ، د ر ف س ، ف ر د س ، د ر و س ، د ر ي س ،

س ن د ر ، س ر ن د ، س ب ن د ، س ن د س ، س ر م د ،

س م د ر مستعملات

دفنس :

الدِّفْنَسُ : المرأة الحمقاء. ]والدِّفْنِسُ[ والدِّفْنَاسُ : الأحمق

درفس :

الدِّرَفْسُ : الضخم من الإبل ، الواحدة بالهاء. والدِّرَفْسُ : خرقة الدابة ، والدِّرَفْسُ : الحريرُ.

فردس :

الْفِرْدَوْسُ : جنة ذات كرم. وكرم مُفَرْدَسٌ ، أي : معرش ، قال (٤٣٤) :

وكَلَاكِلاً ومَنْكِباً مُفَرْدَساً

والْفَرْدَسَةُ : الصرع القبيح ، ]يقال[ : أخذه فَفَرْدَسَهُ. أي : ضرب به الأرض.

__________________

(٤٣٤) (العجاج) ديوانه ص ١٣٥.

٣٣٩

دروس :

دريس :

الدِّرْوَاسُ والدِّرْياس : الضخم الرأس ، الغليظ الرقبة ، قال رؤبة : (٤٣٥)

كأنه ليث عرين دِرْوَاسٌ

سندر :

السَّنْدَرِيُ : ضرب من السِّهام والنِّصال محكم الصنعة. والسَّنْدَرَةُ : ضرب من الكيل جُزَاف ، ويقال : السَّنْدَرَةُ : الكيل الوافي.

دربس :

الدُّرَابِسُ : الضخم قال :

لو كنت أمسيت طليحا ناعسا

لم تُلْفِ ذا راوية دُرَابِساً

سرند :

السَّرَنْدَى : الجريء من الرجال الذي لا يهوله شيء ، قال :

أَطَفَّ لها عَبَاقِيَةٌ سَرَنْدَى

جَرِيءُ الصدرِ مُنْبَسِطُ اليمينِ (٤٣٦)

واسْرَنْدَيْتُهُ ، إذا أتيته في جرأة. وجعل النعاس يَسْرَنْدِيهِ ويَغْرَنْدِيهِ ، إذا غلب عليه ، قال :

__________________

(٤٣٥) ديوانه ص ٦٧.

(٤٣٦) اللسان (عبق) غير منسوب أيضا.

٣٤٠