كتاب العين - ج ٧

الخليل بن أحمد الفراهيدي

كتاب العين - ج ٧

المؤلف:

الخليل بن أحمد الفراهيدي


المحقق: الدكتور مهدي المخزومي والدكتور ابراهيم السامرّائي
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مؤسسة دار الهجرة
المطبعة: الصدر
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٨٥

والْسِلْاءُ الاسم. والسَّالِئَةُ : المرأة التي تَسْلَأُ السمن ، وتقول : هذا سمن سِلَاءٍ ، وسمن السِّلَاءِ.

وسَلَأَهُ مائةَ سَوْطٍ ]أي : ضربه[.

والسِّلَاءُ : شوك النخل ، الواحدة بالهاء.

سأل :

سَأَلَ يَسْأَلُ سُؤَالاً وَمَسْأَلَةً. والعرب قاطبة تحذف همزة سَلْ ، فإذا وصلت بفاء أو واو همزت ، كقولك : فَاسْأَلْ ، واسْأَلْ ... ]وجمع الْمَسْأَلَةِ : مَسَائِلُ ، فإذا حذفوا الهمزة ، قالوا : مَسَلَةٌ. والفقير يسمى : سَائِلاً[(٣٤٠)

أسل :

الْأَسَلُ : نبات له أغصان كثيرة دقاق ، لا ورق له ، ولا يكون أبدا إلا وفي أصله ماء راكد. يتخذ منه الغرابيل بالعراق. الواحدة : أَسَلَةٌ ، ويجمع الْأَسَلَ بغير الهاء.

ويسمى القَنَا أَسَلاً تشبيها بطوله واستوائه ، قال :

تعدو المنايا على أسامة في الخيس

عليه الطرفاء والْأَسَلُ (٣٤١)

وأَسَلَةُ اللسان : طرف شباته ، أي : مستدقه. وأَسَلَةُ الذراع : مستدق الساعد مما يلي الكف ، وكفٌ أَسِيلَةُ الأصابع : وهي اللينة السبطة. وخَدٌّ أَسِيلٌ : سهل لين ، وقد أَسُلَ أَسَالَةً ...

__________________

(٣٤٠) تكملة مما روي عن العين في التهذيب ١٣ / ٦٧.

(٣٤١) التهذيب ١٣ / ٧٤ ، واللسان (أسل) بدون عزو أيضا.

٣٠١

ومَأْسَلٌ : اسم جبل.

ألس :

الْأَلْسُ : الكذب.

والْمَأْلُوسُ : الضعيف البخيل ، شبه المخبل ، قال (٣٤٢) :

كأبي الزِّناد لئيمِ الأصل ذي أَبَنٍ

ولُبُّهُ ذاهبٌ والعقلُ مَأْلُوسٌ

باب السين والنون و (و أ ي ء) معهما

س ن و ، ن س و ، ن و س ، و س ن ، س ي ن ، ن س ي ،

ن س ء ، ء س ن ، ء ن س مستعملات

سنو :

الْسَّانِيَةُ : الناقة يسقى عليها للأرضين. سَنَتِ السَّانِيَةُ تَسْنُو سُنُوّاً وسِنَايَةً ، إذا استقت. وسَنَوْتُ الماءَ سُنُوّاً وسِنَاوَةً. والسَّانِيَةُ : اسم الغَرْبِ وأداتُهُ ، والجميع : السَّوَانِي.

والسحاب يَسْنُو المطر ، والقوم يَسْتَنُونَ ، إذا اسْتَنَوْا لأنفسهم ، قال رؤبة : (٣٤٣)

بأي غَرْبٍ إذْ غَرَفْنَا نَسْتَنِي

والْمُسَانَاةُ : الملايَنَة في المطالبة. ويقال : إن فلانا لَسَنِيُ الحسبِ ، وقد سَنَا يَسْنُو سُنُوّاً.

__________________

(٣٤٢) لم نهتد إلى القائل ، ولا إلى القول في غير الأصول.

(٣٤٣) ديوانه ص ١٦٠.

٣٠٢

وسَنَاءٌ : ممدود .. والسَّنَا مقصور : حد منتهى ضوء البدر والقمر.

والسَّنَا : نبات له حمل إذا يبس فحركته الريح سمعت له زجلا والواحدة : سَنَاةٌ ، قال حميد :

صوت السَّنَا هَبَّتْ بِهِ عُلْوِيَّةٌ

هَزَّتْ أَعَالِيَهُ بِسَهْبٍ مُقْفِرٍ

نسو :

النِّسْوَةُ والنِّسْوَانُ والنِّسُونُ كله : جملة النِّسَاءِ ، لا واحد له من لفظه.

نوس :

النَّوْسُ : تذبذب الشيء. نَاسَ يَنُوسُ نَوْساً.

وأصل النَّاسِ : أُنَاسٌ ، إلا أن الألف حذفت من الْأُنَاسُ فصارت : نَاساً.

وسمي ذو نُوَاسٍ ، لذؤابتين كانتا عليه تتحركان.

وسن :

الْوَسَنُ : ثَقْلَةُ النَّوْم .. وَسِنَ فلان : أخذه شبه النعاس ، وعلته سِنَةٌ ، ورجل وَسِنٌ وَسْنَانٌ ، وامرأة وَسْنَانَةٌ وَسْنَى ، أي : فاترة الطرف.

سين :

السِّينُ : حرف هجاء يذكر ويؤنث ، فمن أنث فعلى توهم الكلمة ، ومن ذكر فعلى توهم الحرف.

٣٠٣

وطورِ سِنَاءَ ]سَيْنَاءَ[ : جبل. وسِينِينَ : اسم جبل بالشام.

نسي :

نسي فلان شيئا كان يذكره ، وإنه لَنَسِيٌ ، أي : كثير النِّسْيَانِ ، من قوله جل وعز : (وَما كانَ رَبُّكَ) نَسِيًّا (٣٤٤).

والنَّسْيُ : الشيء الْمَنْسِيُ الذي لا يذكر. يقال : منه قوله تعالى : (وَكُنْتُ نَسْياً مَنْسِيًّا) (٣٤٥). ويقال : هو خرقة الحائض إذا رمت به.

ونَسِيتُ الحديث نِسْيَاناً. ويقال : أَنْسَيْتُ إِنْسَاءً ، ونَسِيتُ : أجود ، قال الله تعالى[ : (فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ)(٣٤٦) ، ولم يقل : أَنْسَيْتُ ، ومعنى أَنْسَيْتُ : أخرت.

وسمي الْإِنْسَانُ منَ النِّسْيَانِ. والْإِنْسَانُ في الأصل : إِنْسِيَانٌ ، لأن جماعته : أَنَاسِيُ وتصغيره أُنَيْسِيَانُ ، يرجع المد الذي حذف وهو الياء ، وكذلك إِنْسَانُ العين ، جمعه : أَنَاسِيٌ ، قال (٣٤٧) :

]إذا استوحشت آذانُها اسْتَأْنَسَتْ لَهَا[

أَنَاسِيُّ ملحودٌ لهَا فِي الْحَوَاجِبِ

وقال الله عزوجل : (وَأَناسِيَ كَثِيراً)(٣٤٨).

والْإِنْسَانُ : صخرة في رأس الجبل ، قال :

__________________

(٣٤٤) سورة (مريم) ٦٤.

(٣٤٥) سورة (مريم) ٢٣.

(٣٤٦) سورة (الكهف) ٦٣.

(٣٤٧) (ذو الرمة) ديوانه ١ / ٢١٥.

(٣٤٨) سورة الفرقان ٤٩.

٣٠٤

عَلَوْتُ عَلَى إِنْسَانِ نِيقٍ مُثَبَّتٍ

رَبِيئَةِ أقوامُ يَخَافُونَ مِن دُهْمٍ

والْإِنْسَانُ (٣٤٩) : الأنملة (٣٥٠) ، قال :

تَمْرِي بِإِنْسَانِهَا إِنْسَانَ مُقْلَتِهَا

إِنْسَانَةٍ ، فِي سَوَادِ اللَّيْلِ ، عُطْبُولُ (٣٥١)

والنَّسَا : عرق يأخذ من منشق ما بين الفخذين ، فيستمر في الرجلين. وهما : نَسَيَانِ اثنان ، وجمعه : أَنْسَاءُ.

وجمل أَنْسَى ، أي : أخذه داء في نَسَاهُ حتى يقطع.

نسأ :

نُسِئَتِ المرأةُ فهي نَسْءٌ ، إذا تأخر حيضها. ونَسَأْتُ الشيءَ : أخَّرته. ونَسَأْتُهُ : بعته بتأخير. والاسم : النَّسِيئَةُ.

والنَّسِيءُ : المذق في اللبن الحليب ، قال (٣٥٢) :

سَقَانِي أَبُو زِبَّانَ إِذْ عَتَمَ الْقُرَى

نَسِيئاً وما هذا بِحِينِ نَسِيءٍ

ونَسَأْتُ ناقَتِي : دفعتها في السير ، والْمِنْسَأَةُ : العَصَا تَنْسَأُ بِهَا.

والْمُنْتَسَأُ من الإبل : المباعَدُ لِجَرَبِهِ ، والِانْتِسَاءُ : التباعد. وما أجد عنه مُنْتَسَأً. ومُنْسَأً ، أي : متباعدا ، قال (٣٥٣) :

__________________

(٣٤٩) في الأصول : والإنسانة.

(٣٥٠) في الأصول : الأرملة ، وهو تحريف.

(٣٥١) البيت في اللسان (أنس) من غير عزو أيضا.

(٣٥٢) لم نهتد إليه.

(٣٥٣) القائل : هو (مالك بن رغبة الباهلي) ، كما في اللسان (نسأ) ، والرواية في اللسان : اذا انسؤوا ..

٣٠٥

إذا ما انْتَسَوْا فوت الرماح أتتهم

عوائز نبل كالجراد تطيرها

ونَسَأَ في الظمء : زاد فيه ، قال (٣٥٤) :

هما غزوتان جميعا معا

سَأَنْسَا شَبَا قُفْلِهَا الْمُبْهَمِ

والنَّسِيئَةُ : تأخير الشيء ودفعه عن وقته ، ومنه النَّسِيءُ ، وهو شهر كانت العرب تؤخره في الجاهلية ، من الأشهر الحرم ، قال (٣٥٥) :

ألسنا النَّاسِئِينَ على معد

شهور الحل نجعلها حراما

وذلك أن العرب إذا نفروا من الموسم قال بعضهم : أحللت شهر كذا ، وحرمت شهر كذا.

والنَّاسِئُ : الرجل المؤخِّر الأمور غير المقدم ، وكذلك : النِّسَاءُ.

وبعت الشيء بِنَسْأَةٍ ، كما تقول : بكلأة ، أي : بِنَسِيئَةٍ. وكان عبيد بن عميرة يقول في قوله عزوجل : (ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها) (٣٥٦) ، أي : نؤخرها ، ونُنْسِها ، أي: نتركها.

والْمِنْسَأَةُ : العصا ، لأن صاحبها يَنْسَأُ من نفسه وعن طريقه الأذى ، وبها سميت عصا سليمان عليه‌السلام : مِنْسَأَةً.

__________________

(٣٥٤) لم نهتد إليه.

(٣٥٥) هو (عمير بن قيس بن جذل الطعان) ، كما في التهذيب ١٣ / ٨٣.

(٣٥٦) سورة (البقرة) ـ ١٠٦.

٣٠٦

أسن :

أَسَنَ الماءُ يَأْسِنُ أَسْناً وأُسُوناً فهو آسِنٌ ، أي : متغير الطعم.

وأَسِنَ الرجلُ أَسَناً فهو أَسِنٌ ، إذا دخل بئرا فأصابه ريح الماء الْآسِنُ فغشي عليه أو مات ، وأَسِنَ ، إذا دار رأسه من ريح تصيبه ، قال (٣٥٧) :

يغادر القرن مصفرا أنامله

يميد في الرمح ميد المائح الْأَسِنِ

وتَأَسَّنَ عهدُ فُلان ووُدُّهُ ، أي : تغير ، قال رؤبة : (٣٥٨)

راجعة عهدا من التَّأَسُّنِ

وتَأَسَّنَ عَلَيَ تَأَسُّناً ، أي : اعتل وأبطأ.

والْأُسُنُ : قديم الشحم ، ويقال : العسن ، والجميع : الْآسَانُ.

و ]يقال[ : هذا على آسَانِ ذاك ، أي : شبيهُهُ.

والْأَسِينَةُ : سير من سيور تُضْفَرُ جميعا ، فتجعل نسعا أو عنانا كأعنة البغال ، وكذلك كل قوة من قوى الوتر : أَسِينَةٌ ، والجميع : أَسَائِنُ.

__________________

(٣٥٧) (زهير) ديوانه ص ١٢١.

(٣٥٨) ديوانه ص ١٦١.

٣٠٧

أنس :

الْإِنْسُ : جماعة النَّاسِ ، وهم الْأَنَسُ ، ]تقول[ : رأيت بمكان كذا أَنَساً كثيرا ، أي : نَاساً.

وإِنْسِيُ القوس : ما أقبل عليك ، والوحشي : ما أدبر عنك.

وإِنْسِيُ الْإِنْسَانِ : شقه الأيسر ، ووحشيه : شقه الأيمن ، وكذلك في كل شيء.

والِاسْتِئْنَاسُ والْأُنْسُ والتَّأَنُّسُ واحد ، وقد أَنِسْتُ بفلان ، وقيل : إذا جاء الليل اسْتَأْنَسَ كل وحشي ، واستوحش كل إِنْسِيٍ.

والْآنِسَةُ : الجارية الطيبة النفس التي تحب قربها وحديثها.

وآنَسْتُ فزعا وأَنَّسْتُهُ ، إذا أحسست ذاك ووجدته في نفسك.

والبازي يَتَأَنَّسُ ، إذا جلى ونظر رافعا رأسه.

وآنَسْتُ شخصا من مكان كذا ، أي : رأيت.

وآنَسْتُ من فلان ضعفا ، أو حزما ، ]أي : علمته[.

وكلب أَنُوسٌ ، وهو نقيض العقور ، وكلاب أُنُسٌ.

باب السين والفاء و (و أ ي ء) معهما

س ف و ، س و ف ، ف س و ، و س ف ، س ف ي ،

س ي ف ، ء س ف ، ف س ء ، ف ء س مستعملات

سفو :

سَفْوَانُ : اسم موضع لبني تميم عند جبل يقال له : سَنام ببادية البصرة.

وبغلة سَفْوَاءُ : دريرة في اقتدار خلقها ، وتلزز مفاصلها ،

٣٠٨

والذَّكَرُ : أَسْفَى ، ولا توصف به الخيل ، لأن ذلك لا يكون إلا مع ألواح وطول قوائم ، وتوصف به الحمر ، قال (٣٥٩) :

ليس بأقنى ولا أَسْفَى ولا سَغِلٍ

يسقى دواء قَفِيِّ السَّكْنِ مَرْبُوبٍ

والسَّفَا في الفرس : خفة الناصية ، يقال : فرس أَسْفَى سَفْوَاءُ ، ولا يقال ذلك في خفة الناصية إلا للفرس .. والسَّفَا : شوك البُهْمَى .. أَسْفَتِ البُهْمَى ]نبات يشبه الشعير[ ، أي : شَوَّكَتْ.

سوف :

التَّسْوِيفُ : التأخير من قولك : سَوْفَ أفعل كذا. والسَّوْفُ : الشم.

والسَّافُ : من سَافَاتِ البناء ، ألفه واو في الأصل. والْمَسَافَةُ : بعد المفازة والطريق ، وجمعه : مَسَاوِفُ. وبلاد مَسَاوِيفُ : مجدبة.

والسَّوَافُ في الإبل : فناء يقع في مال العرب. يقال : قد أَسَافَ فلان ، أي : ذهب ماله ، وساءت حاله.

والْأَسْوَافُ : موضع بالبادية (٣٦٠)

فسو :

الْفَسْوُ : معروف ، الواحدة : فَسْوَةٌ ، والجميع : الْفُسَاءُ ، والفعل : فَسَا يَفْسُو فَسْواً.

والْفَسْوُ : اسم لزم حيا من العرب معروفين ، يقال لهم : الْفُسَاةُ ، وهم : عبد القيس ، وقيل لهم : بنو فَسْوَةَ.

__________________

(٣٥٩) (سلامة بن جندل) ديوانه ص ١٠٠.

(٣٦٠) فيما روي عن العين في التهذيب ١٣ / ٩٢ : موضع بالمدينة معروف.

٣٠٩

وسف :

الْوَسْفُ : تشقق يبدو في فخذ البعير وعجزه أول ما يبدو عند السمن والاكتناز ، ثم يعم جسده فَيَتَوَسَّفُ جلده ، أي : يتقشر ، وربما تَوَسَّفَ الجلد من داء أو قوباء ، ووَسَفَ وَسْفاً ، إذا أصابه ذلك.

سفي :

الرِّيحُ تَسْفِي التُّرَابَ والورق واليبيس ]سَفْياً[(٣٦١).

والسَّافِيَاءُ : ريح تحمل ترابا كثيرا عن وجه الأرض تهجمه على الناس.

والسَّفَى : ما سَفَتْ به الريح من كل ما ذكرت. وشعاع السنبل وكل ما على أطرافه شوك فهو سَفَى. الواحدة بالهاء. والسَّفَى : التراب ، والجميع : أَسْفِيَةٌ.

والسَّفَاءُ بالمد هو السفه والجهل والطيش ، قال (٣٦٢) :

كَمْ أَزَالَتْ رِمَاحُنَا مِنْ قَتِيلٍ

سَاقَ قَوْماً بِغِرَّةٍ وَسَفَاءٍ

والسَّفَى : السحابة القليلة العرض ، العظيمة القطر.

سيف :

السَّيْفُ : معروف ، وجمعه : سُيُوفٌ وأَسْيَافٌ.

وجارية سَيْفَانَةٌ ، أي : شطبة كأنها نصل سَيْفٌ ، ولا

__________________

(٣٦١) في الأصول سفوا ، والصواب ما أثبتناه مما روي عن العين في التهذيب ١٣ / ٩٣.

(٣٦٢) لم نهتد إلى القائل.

٣١٠

يوصف به الرجل. واسْتَافَ القومُ وتَسَايَفُوا ، ]أي : تضاربوا بِالسُّيُوفِ[.

وبُرْدٌ مُسَيَّفٌ : ]فيه كصُوَرِ السُّيُوفِ[. وقوم سَيَّافَةٌ : حُصُونُهُمْ سُيُوفُهُمْ.

والسَّائِفَةُ : اسم رملة. والسِّيفُ : ساحل البحر. والسِّيفُ : ما كان ملتزقا بأصول السعف من خلال الليف ، وهو أردؤه وأخشنه ، قال :

والسِّيفُ واللِّيفُ على هُدَّابِهَا (٣٦٣)

والسَّائِفَةُ : مسترق الرمل ، والجميع : السَّوَائِفُ.

والسِّيفُ : موضع ، قال لبيد : (٣٦٤)

ولقد يعلم صَحْبِي كُلُّهُمْ

بِعَدَانِ السَّيْفِ صَبْرِي ونَقَل

أسف :

الْأَسَفُ : الحزن في حال.

والغضب في حال ، فإذا جاءك أمر ممن هو دونك فأنت أَسِفٌ ، أي : غضبان ، وإذا جاءك ممن فوقك ، أو من مثلك فأنت أَسِفٌ ، أي : حزين. ]فقوله جل وعز[ : (فَلَمَّا آسَفُونا انْتَقَمْنا مِنْهُمْ)(٣٦٥) ، أي : أَغْضَبُونَا.

و ]قولهم[ : آسَفَنِي المَلِك ، أي : أحزنني. وأَسِفَ فلان يَأْسَفُ فهو أَسِفٌ مُتَأَسِّفٌ.

__________________

(٣٦٣) التهذيب ١٣ / ٩٦ ، واللسان (سيف) من غير نسبة أيضا.

(٣٦٤) ديوانه ١٨٦.

(٣٦٥) سورة الزخرف ٥٥.

٣١١

والْأَسِيفُ : السريع البكاء والحزن. والْأَسِيفُ : العبد ، لأنه مقهور محزون ، قال :

كثر الناس فما بينهم

من أَسِيفٍ يبتغي الخير وحر (٣٦٦)

والْأَسِيفَةُ والْأُسَافَةُ : الأرض القليلة النبات.

وإِسَافٌ : اسم صنم كان لقريش. ]ويقال : إن إِسَافاً ونَائِلَةَ كانا رجلا وامرأة دخلا البيت فوجدا خلوة ، فوثب إِسَافٌ على نائلةَ فمسخها الله حَجَرَيْنِ.[.

فسأ :

تَفَسَّأَتِ الملاءةُ ، أي : تفتتت وتشققت من غير مزق. قلما يتكلم به.

فأس :

الْفَأْسُ : الذي يفلق به الحطب ، يقال : فَأَسَهُ يَفْأَسُهُ ، أي : يفلقه. وفَأْسُ القفا هو مؤخر القَمَحْدُوَةُ.

وفَأْسُ اللجام : الذي في وسط الشكيمة بين المسحلين.

باب السين والباء و (و أ ي ء) معهما

وس ب ، س ب ي ، س ي ب ، ب ي س ، ي ب س ، س بء ،

سء ب ، ب سء ، ء س ب ، بء س ، ء ب س مستعملات

وسب :

الْوَسْبُ من الغنم : ما كثر صوفه ، ومن الأرض : ما كثر عشبه ، أو يبيسه ، وقد أَوْسَبَتْ.

__________________

(٣٦٦) التاج (أسف) بدون عزو أيضا.

٣١٢

سبي :

السَّبْيُ : معروف. تَسَابَى القوم : سَبَى بعضهم بعضا. وهؤلاء سَبْيٌ كثير. وقد سَبَيْتُهُمْ سَبْياً وسِبَاءً.

وسَبَتِ الجارية قلب الفتى تَسْبِيهِ ، أي : ذهبت به.

والسَّابِيَاءُ : كالحولاء من الناقة ، فيها الولد.

وإذا كثر نسل الغنم سميت السَّابِيَاءُ. ويقع اسم السَّابِيَاءِ على المال الكثير ، والعدد الكثير ، ]وتقول[ : يروح وعليه سَابِيَاءُ من ماله ، قال :

ألم تر أن بني السَّابِيَاءِ

إذا قارعوا نهنهوا الجهلا (٣٦٧)

وأَسَابِي الدماء : طرائقها. الواحدة : إِسْبِيَّةٌ.

وبنو السَّابِيَاءِ : قوم في بني فزارة ، ويقال لهم : بنو العشراء.

سيب :

السَّيْبُ : المعروف والعطاء ، قال (٣٦٨) :

بسطتُ لَهُمْ سَيْبِي بكف مُشِيعَةٍ

تجود إذا ما خادع النفس جودها

السِّيبُ : مجرى الماء ، وجمعه : سُيُوبٌ ، وقد سَابَ الماءُ يَسِيبُ ، إذا جرى[(٣٦٩)

__________________

(٣٦٧) التهذيب ١٣ / ١٠٢ ، واللسان (سبي) من غير نسبة أيضا.

(٣٦٨) لم نهتد إلى القائل.

(٣٦٩) من التهذيب ١٣ / ٩٨ مما روي فيه عن العين.

٣١٣

والحيةُ تَسِيبُ وتَنْسَابُ ، إذا مرت مستمرة.

وسَيَّبْتُ الدابة أو الشيء : تركته يَسِيبُ حيث شاء.

والسَّائِبَةُ : العبد ، يعتق ثم يجعل سَائِبَةً لله لا يكون ولاؤه لمن يعتقه ، ويضع ماله حيث شاء بعد موته.

والسَّيُوبُ : الرِّكَاز. والسَّيَابُ والسُّيَّابُ ، يخفف ويشدد : البَلَح. وسَايَبْتُ النخلةَ ثمرتَهَا قبل أن تدرك ، أي : ألقتها.

والبعير إذا نتج سنتين ، وأدرك نتاج نتاجه يرعى حيث شاء ، لا يركب ولا يستعمل.

بيس

(٣٧٠) : بَيْسَانُ : موضع.

يبس :

الْيُبْسُ : نقيض الرطوبة واللين.

يَبِسَ يَيْبَسُ يُبْساً ، يقال ]هذا[ لكل شيء كانت له الندوة والرطوبة خلقة. ويقال لما كان ]ذلك[ فيه عرضا : جف.

وطريق يَبَسٌ : لا نُدوة فيه ، قال جل وعز : (فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً)(٣٧١).

والْيَبِيسُ : الكلأ الكثير الْيَابِسُ. وأَيْبَسَتِ الأرض والخضر : صارت يَبَساً ويَبِيساً.

__________________

(٣٧٠) سقطت الكلمة وترجمتها من الأصول ، فأثبتناها من مختصر العين ـ الورقة ٢١٤.

(٣٧١) سورة طه ٧٧.

٣١٤

وأرض مُوبِسَةٌ : أَيْبَسَهَا اللهُ.

والشعر الْيَابِسُ : أردؤه ، ولا يُرى فيه سَحْج ولا دُهْنٌ.

ويدٌ يَابِسَةٌ : جاسية من غير يُبْسٍ ، كنع عرض لها فيبسها.

ووجهٌ يَابِسٌ : قليل الخير.

وايْبَسْ ]يا رجُلُ[ ، أي : اسْكُتْ.

والْأَيَابِسُ : ما كان مثل عرقوب وساق. والْأَيْبَسَانِ : عظما الوظيفِ في اليد والرجل.

سبأ :

سَبَأٌ : اسم رجل يجمع عامة قبائل اليمن ، وهو اسم بلدة أيضا سكنتها ملكتهم بلقيس.

وسَبَأْتُ الخمرَ ، أي : اشتريتها واسمها : السَّبِيئَةُ ، ومصدرها : السِّبَاءُ ، قال لبيد:(٣٧٢)

أُغْلِي السِّبَاءَ بكلِّ أَدْكَنَ عاتِقٍ

أو جَوْنَةٍ قُدِحَتْ وفُضَّ خِتَامُهَا

والاشتراء : الِاسْتِبَاءُ لنفسك.

وسَبَأْتُهُ النَّارَ : مَحَشْتُهُ فأحرقَتْ شيئا من أعاليه. وسَبَأَتْهُ السياطُ : لذعته.

وسَبَأَ على يمين كاذبة ، أي : مر عليها غير مكترث.

__________________

(٣٧٢) ديوانه ص ٣١٤.

٣١٥

سأب :

السَّأْبُ : زِق أو وعاء من أدم للشراب ، وجمعه : سَوَائِبُ ، قال :

إذا ذقتَ فَاها قلتَ عِلْقٌ مِدَمَّسٌ

أُرِيدَ به قَيْلٌ فَغُودُرَ فِي سَأْبٍ (٣٧٣)

وسَأَبْتُهُ سَأْباً ، أي : خنقته شديدا.

بسأ :

بَسَأَ بهذا الأمر : مرن عليه واستمر فلم يكترث لقبحه ، وما قيل له فيه ، وكذلك إذا كان عملا أو أمرا وطن نفسه عليه فاستمر وصبر قيل : بَسَأَ به يَبْسَأُ بَسْأً. وَبَسَأً بِهِ يَبْسَأُ بَسْأً وبُسُوءاً ، وبَسِىَء يَبْسَأُ بَسَأَ ، إذا أنس به.

أسب :

الْإِسْبُ : شَعَر الفرج ، أصله : وِسْبٌ ، واشتقاقه من وِسْبِ العشب والنبات.

بأس :

الْبَأْسُ : الحرب. ورجل بَئِسٌ ، قد بَؤُسَ بَآسَةً ، أي : شجاع. والْبَأْسَاءُ : اسم للحرب ، والمشقة ، والضرر. والْبَائِسُ : الرجل النازل به بلية ، أو عدم يرحم لما به ، قد بَؤُسَ يَبْؤُسُ بُؤساً وبُؤسَى ، ومنه اشتقاق بِئْسَ ، وهو نقيض صلح ، يجري مجرى نعم في المصادر ، إلا أنهم إذا صرفوه قالوا بئسوا ونعموا ، وإذا جعلوه نعتا

__________________

(٣٧٣) لم نهتد إلى القائل ، والقول في التهذيب ١٣ / ١٠٤ من غير نسبة أيضا.

٣١٦

قالوا : نعيم وبَئِيسٌ ، كما يقرأ ]قوله تعالى[ : (بِعَذابٍ بَئِيسٍ) (٣٧٤) على فعيل ، ولغة لسفلى مضر : نعيم وبِئِيسٌ يكسرون الفاء في فعيل إذا كان الحرف الثاني منه من حروف الحلق الستة ، وبلغتهم كسر الضئين ورئيس ودهين ، وأما من كسر كثير ، وأشباه ذلك من غير حروف الحلق فإنهم ناس من أهل اليمن ، وأهل الشحر ، يكسرون كل فعيل وهو قبيح إلا في الحروف الستة ، وفيها أيضا يكسرون صدر كل فعل يجيء على بناء عمل ، نحو قولك : شِهِد وسِعِد ، ويقرءون : وَما شِهِدْنا إِلَّا بِما عَلِمْنا (٣٧٥).

والْمَبْأَسَةُ : اسم للفقر. وهي التي عنى عدي بن زيد حين قال : في غير مَبْأَسَةٍ (٣٧٦).

أبس :

الْأَبْسُ : يكون توبيخا ، ويكون ترويعا. أَبَسْتُهُ بما صنع آبِسُهُ أَبْساً ، قال (٣٧٧) :

ولا تَأْبَسَنْهُ بالذي ، كان ، فاعله

أي : لا تلمه ، واعف عنه. وقال العجاج : (٣٧٨)

لُيُوثُ هَيْجَاءَ لَمْ تُرَمْ بِأَبْسٍ

__________________

(٣٧٤) سورة الأعراف ١٦٥.

(٣٧٥) سورة يوسف ٨١.

(٣٧٦) لم نقف على البيت الذي فيه هذه العبارة ، لا في ديوانه ولا فيما بين أيدينا من مظان.

(٣٧٧) لم نهتد إلى القائل ، ولا تمام البيت.

(٣٧٨) ديوانه ص ٤٨٣.

٣١٧

أي : بزجر وترويع.

وأَبَّسْتُهُ تَأْبِيساً ]إذا قابلته بمكروه[. وأَبَسَهُ يَأْبِسُهُ أَبْساً ، أي : ذلله ، والْمُؤَابِسُ: المذلل.

والْأَبْسُ : السلحفاة.

باب السين والميم و (و أ ي ء) معهما

س م و ، س و م ، و س م ، و م س ، م س و ، م و س ، م س ي ،

م ي س ، س ء م ، م ء س ، ء س م ، ء م س ، مستعملات

سمو :

سَمَا ]الشيءُ[ يَسْمُو سُمُوّاً ، أي : ارتفع ، وسَمَا إليه بَصَرِي ، أي ارتفع بصرك إليه ، وإذا رفع لك شيء من بعيد فاستبنته قلت : سَمَا لي شيء ، قال (٣٧٩) :

سَمَا لي فرسان كأن وجوههم

وإذا خرج القوم للصيد في قفار الأرض وصحاريها قلت : سموا ، وهم السُّمَاةُ ، أي : الصَّيَّادون. وسَمَا الفحل إذا تطاول على شَوْلِهِ سُمُوّاً.

والاسم : أصل تأسيسه : السُّمُوُّ ، وألف الاسم زائدة ونقصانه الواو ، فإذا صغرت قلت : سُمَيٌ. وسَمَّيْتُ ، وأَسْمَيْتُ ، وتَسَمَّيْتُ بكذا ، قال (٣٨٠) :

بِاسْمِ الذِي فِي كُلِّ سُورَةٍ سِمُهْ

__________________

(٣٧٩) لم نهتد إلى القائل ، ولا إلى تمام البيت.

(٣٨٠) الرجز في الزاهر ١ / ١٤٨.

٣١٨

وسَمَاوَةُ الْهِلَالِ : شخصه إذا ارتفع عن الأفق شيئا ، قال (٣٨١) :

سَمَاوَةُ الهِلال حتى احْقَوْقَفَا

يَصِفُ النَّاقَةَ واعْوِجَاجَهَا تَشْبِيهاً بِالْهِلَالِ.

والسَّمَاوَةُ : ]مَاءٌ[(٣٨٢) بِالبَادِيَة ، وسُمِّيَتْ أُمُّ النعمان بذلك ، وكان اسمُهَا ماءَ السَّمَاوَةِ ، فسَمَّتْها الشعراء : مَاءَ السَّمَاءِ ، وتتصل هذه البادية بالشام وبالحزن حزن بني ]جعدة[(٣٨٣) ، وأم النعمان من بني ذهل بن شيبان.

والسَّمَاءُ : سقف كل شيء ، وكل بيت. والسَّمَاءُ : المطر الجائد ، ]يقال[ : أصابتهم سَمَاءٌ ، وثلاث أَسْمِيَةٍ ، والجميع : سُمِيٌ.

والسَّمَاوَاتُ السبعُ : أطباق الأرضين. والجميع : السَّمَاءُ والسَّمَاوَاتُ.

والسَّمَاوِيُ : نسبة إلى السَّمَاوَةِ.

سوم :

السَّوْمُ : سَوْمُكَ في البياعة ، ومنه الْمُسَاوَمَةُ والِاسْتِيَامُ. سَاوَمْتُهُ فَاسْتَامَ عَلَيَّ.

والسَّوْمُ : من سير الإبل وهبوب الريح إذا كانت مستمرة في سكون. سَامَتْ تَسُومُ سَوْماً ، قال لبيد (٣٨٤) :

__________________

(٣٨١) (العجاج) ديوانه ص ٤٩٦.

(٣٨٢) في الأصول : (فلاة) ، وما أثبتناه فمما روي عن العين في التهذيب ١٣ / ١١٦.

(٣٨٣) في الأصول : (جدعة) ، والتصحيح من معجم البلدان ٢ / ٢٥٤ (صادر).

(٣٨٤) ديوانه ص ٣٠٦.

٣١٩

]ورمى دَوَابِرَهَا السَّفَا وتَهَيَّجَتْ[

ريحُ الْمَصَايِفِ سَوْمَهَا وسِهَامَهَا

وقال (٣٨٥) :

يستوعب البُوعَيْنِ من جَرِيرِهِ

مالِدُ لَحْيَيْهِ إِلَى مَنْحُورِهِ

سَوْماً إذا ابتل نَدَى غُرُورِهِ

أي : استمرارا في عَنَقِهِ ونَجَائِهِ. والسَّوْمُ : أن تُجَشِّم إنسانا مشقة وخطة من الشر تَسُومُهُ سَوْماً كَسَوْمِ العالَّة ، والعالَّة بعد الناهلة ، فتحمل على شرب الماء ثانية بعد النَّهَلِ فيكره ويداوم عليه لكي يشرب.

والسَّوَامُ : النعم السَّائِمَةُ ، وأكثر ما يقال للإبل خاصة. والسَّائِمَةُ تَسُومُ الكلأ ، إذا داومت رعية. والرعاة يَسُومُونَهَا أي : يرعونها ، والْمُسِيمُ الراعي. وسَوَّمَ فلان فرسه تَسْوِيماً : أعلم عليه بحريرة ، أو شيء يعرف بها.

والسَّأْمُ : الهرم ، ويقال : الموت ، والسَّامَةُ إذا جمعت قلت : سِيمٌ ، وبعض يقول في تصغيرها : سُيَيْمَةُ ، وبعض يجعل ألفها واوا على قياس القامة والقيم .. والسَّامُ : عرق في جبل كأنه خط ممدود ، يفصل بين الحجارة وجبلة الجبل. فإذا كانت السامة ممدها من تلقاء

__________________

(٣٨٥) لم نهتد إلى الراجز ، ولم نقف على الرجز فيما بين أيدينا من مظان.

٣٢٠