كتاب العين - ج ٧

الخليل بن أحمد الفراهيدي

كتاب العين - ج ٧

المؤلف:

الخليل بن أحمد الفراهيدي


المحقق: الدكتور مهدي المخزومي والدكتور ابراهيم السامرّائي
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مؤسسة دار الهجرة
المطبعة: الصدر
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٨٥

سود :

السَّوْدُ : سفح مستو بالأرض ، كثير الحجارة ، خشنها ، والغالب عليها لون السَّوَادِ.

والقطعة منها : سَوْدَةٌ ، وقلما يكون إلا عند جبل فيه معدن ، والجميع : الْأَسْوَادُ.

والسَّوَادُ : نقيض البياض. والسَّوَادُ : لطخ الشفتين من أكل شيء ، وما يصيب الثوب من زرع مأروق ، ونحوه. والسَّوَادُ : الشخص.

والسِّوَادُ : ]إِدْنَاءُ[ السَّواد من السَّواد ، أي : سَوَادِ الإنسان يعني : شخصه ، قال (٢٩٦) :

فَأَدْنِ إذن سَوَادَكَ من سَوَادِي

وسئلت ابنةُ الخُسِّ من أين يكون ]لك[ الولد ، فقالت : قرب الوِسَاد وطول السِّوَادِ.

والسِّوَادُ : ]السِّرَار[. سَاوَدْتُهُ مُسَاوَدَةً وسِوَاداً ، أي : ساررته.

والسُّودَدُ : معروف. والْمُسَوَّدُ : الذي سَادَهُ غيرُه ، والسُّؤْدُدُ ، لغة طيىء.

وأَسْوَدَ فلانٌ : وُلِد له وَلَد أَسْوَدَ. وفلان أَسْوَدَ من فلان ، في السُّودَدِ.

__________________

(٢٩٦) من (س) .. في (ص) و (ط) : كقول (عمر) ، وليس في ديوانه ، ولم نقف على البيت فيما بين أيدينا من مظان.

٢٨١

وسَوَّدْتُ الشيءَ : غيرت بياضه سَوَاداً ، وسُدْتُهُ لغة ، وسَوِدْتُهُ ، قال (٢٩٧) :

سَوِدْتُ فلم أملك سَوَادِي وتحته

قميص من القُوهِي بِيضٌ بَنَائِقُه

والسُّودَانِيَّةُ : طائر يأكل العنب والتمر ، ويسمى : سُوَادِيَّةً. والسُّودَانُ : جمع الْأَسْوَدِ.

والْأَسْوَدَانِ : التمر واللبن. ويقال : التمر والماء. وأَسْوَدَةُ : بئر بجنب جبل أَسْوَدَ.

والْأَسَاوِدُ : حيات سُودٌ ، واحدها : أَسْوَدُ ، ]ويقال[ : أَسْوَدُ سالخ.

والسُّوَيْدَاءُ : حبةُ الشُّونِيزِ (٢٩٨)سَوَادُ القلب وسَوَادِيُّهُ وأَسْوَدُهُ وسَوْدَاؤُهُ : حبته[.

يقال : رميته فأصبت سَوَادَ قلبه ، فإذا صغروه ردوه إلى سُوَيْدَاءَ ، ولا يقولون : سُوَيْدَ (٢٩٩) قَلْبِهِ ، كما يقولون : حَلَّقَ الطائر في كبد السماء وكُبَيْداء السماء ولا يقولون : في كُبَيْدِ (٣٠٠) السماء.

والسَّوَادُ : ما حوالي الكوفة من القرى والرساتيق ، وقد يقال :

__________________

(٢٩٧) القائل : (نُضَيب بن رباح) اللسان (سود).

وشعر (نصيب) ص ١١٠.

(٢٩٨) حبة الشونيز : هي الحبة الخضراء.

(٢٩٩) من (س) .. في (ص) و (ط) : سوداء ، وكذا في التهذيب ١٣ / ٣٣ ، واللسان (سود) ولكن ما بعده يؤيد ما أثبتناه من (س).

(٣٠٠) في (ص) و (ط) : كبيدات ، وليس بالصواب.

٢٨٢

كورة كذا ، وسَوَادُهَا لما حوالي مدينتها وقصبتها وفسطاطها من رساتيقها وقراها.

والسَّوَادُ : جماعة من الناس تراهم ، ويقال : كثرت القوم بِسَوَادِي ونحوه.

دسو :

دَسَا يَدْسُو دُسُوّاً ، ودَسْوَةً ، وهو نقيض زكا يزكو زكاء وزكاة ، وهو دَاسٍ لا زاكٍ.

ودَسَى نَفْسَهُ .. ودَسَى يَدْسَى لغة. ويَدْسُو أَصْوَبُ. ودَسَا كقولك : غوى.

دوس :

الدَّوْسُ : قبيلة ، وأبو هريرة منهم.

والدَّوْسُ : الدِّيَاسُ ، والبقر التي تَدُوسُ الكُدسَ هي : الدَّوَائِسُ. يقال : ألقوا الدَّوَائِسَ في بيدرهم .. والْمِدْوَسُ : الذي يُدَاسُ به الكدس يجر عليه جرا. والجميع : مَدَاوِسُ.

والْمِدْوَسُ : خشبة يشد عليها مِسَنٌ يَدُوسُ بها الصيقل السيف حتى يجلوه ، وجمعه: مَدَاوِسُ ، قال :

وَأبيضَ كَالصَّقِيعِ ثَوَى عليه

قُيُون بِالْمَدَاوِسِ نصفَ شهر (٣٠١)

والدَّوْسُ : شدة الوطء بالأقدام حتى يتفتت ما وطىء

__________________

(٣٠١) اللسان (دوس) ، غير منسوب أيضا .. في الأصول : (فلان) في موضع (قيون).

٢٨٣

بالأقدام والقوائم ]كما يتفتت قصب السنابل ، فيصير تبنا ومن هذا يقال[ : طريقٌ مَدُوسٌ. والخيل تَدُوسُ القتلى بالحوافر.

والْمَدَاسُ : المكان الذي يُدَاسُ فيه الطعام ، والجميع : مَدَاوِسُ.

وسد :

وَسَّدَ فلان فلانا ، وتَوَسَّدَ ، أي : وضع رأسه على وِسَادَةٍ ، والْإِسَادَةُ لغة .. وهو اسم وقع على وَسَائِدَ ، وهي لغة بني تميم ، وكذلك لغتهم في كل واو مكسورة في الأدوات على فِعال وفِعالة ، والجميع : وَسَائِدُ .. أما الْوِسَادُ بغير الهاء فكل شيء يوضع تحت الرأس ، وإن كان من التراب أو الحجارة ، وجمع الْوِسَادِ : وُسُدٌ.

ودس :

الْوَادِسُ من النبات : ما غطى وجه الأرض ، ولما يتشعب شعبه بعد ، إلا أنه كثير ملتف. وأَوْدَسَتِ الأرضُ ووَدَّسَتْ .. والتَّوْدِيسُ : رعي الْوَادِسِ من النبات.

ويقال : ما أدري أين وَدَسَ فلان ، أي : أين ذهب.

سيد :

السِّيدُ : الذئب ، وربما سمي به الأسد ، قال :

كَالسِّيدِ ذي اللبدة المستأسد الضاري (٣٠٢)

والسِّيدَانَةُ : الذئبة. وامرأة سِيدَانَةٌ : جريئة (٣٠٣).

__________________

(٣٠٢) الشطر في اللسان (سيد) بغير نسبة أيضا.

(٣٠٣) في التهذيب والصحاح واللسان : الأنثى : سيدة.

٢٨٤

سدي :

سَدِيَتْ ليلتُنَا ، أي : كثر نداها ، قال :

يَمْسُدُها القفرُ ولَيْلٌ سَدِي (٣٠٤)

والسَّدَى : الندى القائم ، وقلما يقال : يوم سَدٍ ، إنما يوصف به الليل.

والسَّدَى والسَّدَاءُ : المعروف ، يمد ويقصر ، يقال : أَسْدَى فلان إلى فلان معروفا.

وسَدَّى عَلْيِه يُسَدِّي ، قال :

وما رأينا أحدا من أحد

سَدَّى من المعروف ما تُسَدَّي (٣٠٥)

والسَّدَى : خلاف اللحمة ، الواحدة بالهاء.

وإذا نسج الإنسان كلاما أو أمرا بين قوم قيل : سَدَّى بينهم. والحائك يُسَدِّي الثوبَ ، ويَتَسَدَّاهُ لنفسه ، وأما التَّسْدِيَةُ فله ولغيره ، وكذلك ما أشبه هذا ، وقوله ]جل وعز[ : (أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً) (٣٠٦) ، أي : هملا ، وأَسْدَيْتُ الأمر إِسْدَاءً ، أي : أهملته وقيل : السَّدَى : البلح الأخضر بشماريخه ، قال :

فَعْمٌ مُخَلخَلُها وَعْثٌ مُؤَزَّرُها

عَذْبٌ مُقَبَّلُها طَعْمُ السَّدَي فُوهَا (٣٠٧)

__________________

(٣٠٤) التهذيب ١٣ / ٣٩ واللسان (سدا) غير منسوب.

(٣٠٥) لم نقف عليه في غير الأصول.

(٣٠٦) سورة (القيامة) ٣٦.

(٣٠٧) لم نهتد إلى القائل.

٢٨٥

الواحدة : سَدَاةٌ.

والْمُسَدِّي : الديك ، قال :

غِنَاءُ الْمُسَدِّي بِأَبْشَارِهَا (٣٠٨)

يعني : يُبَشِّرُ بِالصُّبْحِ.

سأد :

السَّأْدُ : دأبُ السَّيْر في الليل .. أَسْأَدَ ليله ، أي : أدأب السير فيه ، قال لبيد : (٣٠٩)

يُسْئِدُ السير عليها راكب

رابط الجَأْشِ على كل وَجَلْ

أسد :

الْأَسَدُ : معروف ، وجمعه : أُسُدٌ وأَسَاوِدُ ، والْمَأْسَدَةُ له معنيان ، يقال لموضع الْأَسَدِ : مَأْسَدَةٌ ، ويقال لِلْأَسَدِ : مَأْسَدَةٌ ، كما يقال : مَسْيَفَةٌ للسُّيوف ، ومَجَنَّةٌ للجن ، ومَضَبَّةٌ للضِّبَاب ، ويقال : آسَدْتُ بين الكلاب والقوم ، أي : هارشت وأغريت. والْمُؤْسِدُ : الكَلَّابُ الذِي يُوْسِدُ كلبَهُ لِلصَّيد ، يدعوه ويغريه.

واسْتَأْسَدَ فلان : صار في جرأته كَالْأَسَدِ ، قال أبو النجم : (٣١٠)

مُسْتَأْسِدٌ ذُبَّانَهُ فِي غَيْطَلٍ

يَقُولُ لِلرَّائِدِأَعْشَبْتَ انْزِلِ

واسْتَأْسَدَ النباتُ : طال ، وذهب كل مذهب.

__________________

(٣٠٨) لم نهتد إلى الشطر ولا إلى قائله.

(٣٠٩) ديوانه ص ١٧٦.

(٣١٠) التهذيب ١٣ / ٤٣ واللسان (أسد).

٢٨٦

باب السين والتاء و (و أ ي ء) معهما

ت و س ، ت ي س ، س ء ت مستعملات

توس :

يقال : فلانٌ مِنْ تُوسِهِ كذا وكذا ، أي : من أصل خلقته. وفي الحديث (٣١١) : من سُوسِي. لغة في تُوسِي.

تيس :

التَّيْسُ : الذكر من المعزى.

وعَنْز تَيْسَاءُ ، أي : طويلة القرنين ، كقَرْنَيِ التَّيْسِ ، وهي بينة التَّيْسِ.

واسْتَتْيَسَتْ عنزُك ، أي : أَشْبَهَتِ التَّيْسَ.

وتقول العرب إذا استكْذَبَتِ الرَّجُلَ : تَيْسِي ، أي : كَذَبَتْ ، ولم يعرف أصل هذه الكلمة.

والتَّيْسُ : جبل باليمن ، وفلان يتكلم بِالتَّيْسِيَّةِ ، أي : بكلام أهل ذلك الجبل.

سأت :

السَّأْتُ : شدة الخنق .. سَأَتَهُ سَأْتاً .. سَأَتَهُ وزَرَدَهُ وذَعَتَهُ كلُّه بمعنى : خَنَقَهُ.

__________________

(٣١١) حديث جابر ، وهو في اللسان (توس) : كان من توسي الحياء.

٢٨٧

باب السين والراء و (و أ ي ء) معهما

س ر و ، س و ر ، ر س و ، و ر س ، س ر ي ، س ي ر ،

ي س ر ، س ر ء ، س ء ر ، ء س ر ، ر ء س ،

ء ر س مستعملات

سرو :

السَّرْوُ : سخاء في مروءة. سرو يَسْرُو ، وسَرَا يَسْرُو ، وسَرِيَ يَسْرَى ، فهو : سَرِيٌ من قوم سَرَاةٍ ، ولم يجئ على فَعَلَة غيرها.

والسَّرِيُ : النهر فوق الجدول ، ودون الجعفر. والسَّرِيَّةُ : خيل تبلغ أربع مائة أو نحوه.

والسُّرْوَةُ : سهم صغير قصير ، وجمعه : سِرَاءٌ قال أبو الدُّقَيْشِ : بل هو السهم ذو القُطْبة والقُطْبة : حديدة في رأس السهم يرمى به الهدف ، قال :

وقد رمى بِسُرَاهُ اليوم معتمدا

في المنكبين وفي الساقين والرقبة (٣١٢)

وقيل : السُّرْوَةُ : النصل الدقيق الأجرد المدمج مثل المسلة ، وجمعه : سَرَوَاتٌ.

وسَرْوُ حمير : محلة حمير. وسَرَاةُ كل شيء : ظهره ، والجميع : سَرَوَاتٌ.

وسَرَاةُ النهار : ارتفاعه. وسَرْوُ الأرضِ : ما انحدر من حزونة الجبل.

__________________

(٣١٢) نسب في اللسان (سرا) إلى (النمر).

٢٨٨

وسَرَوْتُ عنه الثوبَ : أي : كشفت ، وسَرَّى عنه هَمَّهُ ، بالتشديد : أي : ألقاه.

سور :

السَّوْرَةُ في الرأس : تناول الشراب ، والرأس يَسُورُ سَوْراً وسُؤُوراً وسُؤْراً.

وسَاوَرْتُ فلانا : تناولت رأسه. والْمِسْوَرَةُ : متكأ من أدم ، وجمعها : الْمَسَاوِرُ.

وفلان ذو سَوْرَةٍ في الحرب ، أي : ذو بطش شديد.

والسُّورُ : حائط المدينة ، ونحوه. وتَسَوَّرْتُ الحائط ، وسُرْتُهُ سَوْراً ، قال العجاج:(٣١٣)

سُرْتُ إليه في أعالي السُّورِ

والسَّوَّارُ من الكلاب : الذي يأخذ بالرأس. والسَّوَّارُ : الرجل الذي يَسُورُ في رأسه الشراب ، قال الأخطل : (٣١٤)

وشارب مربح ، بالكأس نادمني

لا بالحصور ولا فيها بِسَوَّارٍ

أي : بذي عربدة وخفة.

والسُّوَرُ : جمع السُّورَةِ.

والْسِّوَارُ الْقُلْبُ : سِوَارُ المرأة والجميع : أَسْوِرَةٌ وأَسَاوِرُ ، والكثير : سُورٌ.

__________________

(٣١٣) ديوانه ، ص ٢٤٤.

(٣١٤) ديوانه ١ / ١٦٨.

٢٨٩

والْأَسْوَارُ : مِنْ أَسَاوِرَةِ كِسرى ، أي : قُوَّادِهِ.

رسو :

رَسَوْتُ لفلان من هذا الأمر أو الحديث ، أي : ذكرت له طرفا منه. ورَسَوْتُ الحديثَ : أحكمته فيما بينك وبين نفسك. ورَسَا الجَبَلُ يَرْسُو ، إذا ثبت أصله في الأرض.

ورَسَتِ السفينةُ : انتهت إلى قرار الماء ، فبقيت لا تسير.

والْمِرْسَاةُ : أنجر يشد بالحبال فيرسل في البحر فيمسك بالسفينة ويرسيها فلا تسير.

وألقت السحابة مَرَاسِيَهَا : ثبتت في موضع وجادت بالمطر ، قال سليمان :

إذا قلت أكدى البرق ألقى الْمَرَاسِيَا (٣١٥)

والفحل من الإبل إذا تفرق عنه شوله فهدر بها وراغت إليه وسكنت ، قيل : رَسَا بها. قال رؤبة : (٣١٦)

إذا اشمعلت سننا رَسَا بها

والْمَرْسَى : مصدر من أَرْسَيْتُ السفينة. ورَسَتْ قدماه في الموقف والحرب ، أي : ثبتت. وقدر رَاسِيَةٌ : لا تبرح مكانها ، ولا يستطاع تحويلها.

__________________

(٣١٥) لم نهتد إليه ، ولا إلى تمامه.

(٣١٦) التهذيب ١٣ / ٥٦ ، واللسان (رسا) ، في ديوانه ص ١٧٠.

٢٩٠

ورس :

الْوَرْسُ : صبغ ، وفعله : التَّوْرِيسُ. والْوَارِسُ : نبت أصفر كأنه لطخ يخرج على الرمث بين آخر الشتاء ، إذ أصاب الثوب لونه ، وقد أَوْرَسَ الرمث فهو مُورِسٌ. والْوَرْسِيُ من الأقداح النُضَّار : من أجودها.

سير :

السَّيْرُ : معروف .. سَارَ يَسِيرُ سَيْراً ومَسِيراً.

وسَيَّرْتُ الثوب والسهم : جعلت فيهما خطوطا.

والسِّيَرَاءُ : بُرُود يُخَالطها حرير.

والسَّيْرُ : الشِّراك ، والجمع : سُيُورٌ.

سري :

السُّرَى : سَيْرُ الليل ، وكل شيء طرق ليلا فهو سَارٍ. سَرَى يَسْرِي سُرًى وسَرْياً.

والسَّارِيَةُ من السحاب : التي تجيء بين الغادية والرائحة ليلا ، والعرب تؤنث السُّرَى ، قال :

هن الغياث إذا تهولت السُّرَى (٣١٧)

وسَرَى وأَسْرَى ، لغتان ، وقرئ سَرَى بعبده ليلا (٣١٨) وسَرَى بِهِ وأَسْرَى بِهِ سواءٌ.

__________________

(٣١٧) لم نهتد إليه ، ولا إلى تمامه.

(٣١٨) القراءة : (سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً) ـ أول سورة (الْإِسْرَاءِ).

٢٩١

والسَّارِيَةُ : أسطوانة من حجارة أو آجر.

وسَرَى عن فلان ، أي : تجلى عنه الغضب ، أو غشية عرضت له.

وسَرَى عرقُ الشجرةِ يَسْرِي في الأرض سَرْياً : دب دبيبا فيها ليلا ونهارا.

سرأ :

سَرَأَتِ الجرادةُ ، أي : ألقت بيضها. وسِرْؤُهَا : بيضها ، وكذلك سِرْءُ السمكة. وما أشبهه من البيض فهي سَرُوءٌ ، والواحدة سَرَاءَةٌ.

وربما قيل : سَرَأَتِ المرأةُ إذا كثر ولادها وولدها ، وفي الشعر أحسن.

والسَّرَاءُ : شجر تتخذ منه القسي العربية ، الواحدة : سَرَاءَةٌ ، قال زهير : (٣١٩)

ثلاث كأقواس السَّرَاءِ وناشط

قد اخضر من لس الغمير جحافله

سأر :

السَّأْرُ من الْسُّؤْرِ ، ]تقول[ : أَسْأَرَ فلان طعامه وشرابه ، أي : أبقى منه بقية ، وبقية كل شيء : سُؤْرُهُ ، كقول طرفة : (٣٢٠)

__________________

(٣١٩) ديوانه ص ١٣١.

(٣٢٠) ديوانه (صنعة ثعلب) ص ١٣١.

٢٩٢

ورَأَتْنِي سُؤْرُ السيوفِ يُقَبِّضُن

يمينا ومفرقا وشمالا

وأَسْأَرَ الحاسب ، أي : حسب فأفضل من حسابه شيئا ، وفي الشعر أجود لقلة استعماله ، قال (٣٢١) :

في هجمة يَسْأَرُ منها الفائض

أي : يفضل الفائض من حساب المائة ، لأنه إذا بلغ إلى تسعة وتسعين لم يقدر على قبض الفضل لتمام المائة.

وأَسْأَرُوا في الحوض : ]تركوا فيه[ بقية ، قال (٣٢٢) :

جرع الخصي سُؤْرَةَ الثَّمَائِلِ

ويقال للمرأة إذا جاوزت الشباب ولم يعدمها الكبر : إن فيها لَسُؤْراً ، أي : بقية ، قال (٣٢٣) :

]إزاء معاش لا يزال نطاقها[

من الكيس فيها سُؤْرَةٌ وهي قاعد

أسر :

أَسَرَ فلانٌ فلاناً : شَدَّهُ وَثَاقا ، وهو مَأْسُورٌ. وأُسِرَ بِالْإِسَارِ ، أي : بالرباط ، والْإِسَارُ : مصدرٌ كَالْأَسْرِ.

ودابَّةٌ مَأْسُورُ المفاصل ، أي : شديد لامُهَا ، والْأَسْرُ : قوة المفاصل والأوصال.

وشدَّ الله أَسْرَ فلان ، أي : قوة خلقه ، قال الله عز

__________________

(٣٢١) لم نهتد إلى الراجز.

(٣٢٢) لم نهتد إلى الراجز.

(٣٢٣) (حميد بن ثور الهلالي) ديوانه ص ٦٦ ، والرواية فيه : (سورة).

٢٩٣

وجل : (وَشَدَدْنا أَسْرَهُمْ) (٣٢٤) ، وكل شيئين مما يبين طرفاهما فشددت أحدهما بالآخر برباط واحد فقد أَسَرْتُهُمَا كما يُؤْسَرُ طَرَفَا عَرْقُوَتِي القَتَبِ ونحوه ، قال الأعشى : (٣٢٥)

وقيدني الشعر في بيته

كما قيد الْآسِرَاتُ الْحِمَارَا

وأَسَرْتُ السرج والرحل : ضممت بعضه إلى بعض بسيور ، والسُّيُورُ تسمَّى : تَآسِيرَ.

رأس :

رَأْسُ كل شيء : أعلاه ، ثلاثة أَرْؤُسٌ ، والجميع : الرُّؤُوسُ.

وفحل أَرْأَسُ : وهو الضخم الرَّأْسُ ، وأنا رَأْسُهُمْ ورَئِيسُهُمْ ، وتَرَأَّسَتْ عليهم ورَأَّسُونِي على أنفسهم. والرُّؤَاسُ : عِظَمَ الرَّأْسِ فوق قدره ، وصاحبه : رُؤَاسِيٌ.

وكلب رَؤُوسٌ : يساور رَأْسُ الصيد. ورجل رَئِيسٌ مَرْؤُوسٌ ، رَأَسَهُ السرسام فأخذ بِرَأْسِهِ.

وسحابة رَائِسَةٌ : ]التي[ تتقدم السحاب.

وبعض يقول : إن السيل يَرْأَسُ الغثاء والقمام رَأْساً ، وهو جمعه إياه ثم يحتمله ، ويقال : أعطني رَأْساً من ثوم.

والضب ربما رَأْسُ الأفعى ، وربما ذنبها ، وذلك أن الأفعى تأتي جحر الضب فتحرشه فيخرج أحيانا مستقبلها بِرَأْسِهِ ،

__________________

(٣٢٤) سورة الإنسان ٢٨.

(٣٢٥) ديوانه ص ٥٣.

٢٩٤

فيقال : خرج مُرَئِّساً ، وربما احترشه الرجل ، فيجعل عودا في فم جحره فيحسبه أفعى ، فيخرج مُرَئِّساً أو مُذَنِّباً.

وفلان يَرْأَسُ الضِّبَابَ ، أي : يأخذ رُؤُوسَهَا.

ورَأَسَ فلان فلانا : أصابه بضربة على رَأْسِهِ.

ويقال للقوم ، إذا كثروا وعزوا : هم رَأْسٌ ، قال عمرو بن كلثوم : (٣٢٦)

برأس من بني جشم بن بكر

ندق به السهولة والحزونا

أرس :

(٣٢٧) أَرَسَةُ بنُ مُرٍّ : اسم جبل.

يسر :

يقال : إنه لَيَسْرٌ ، خفيف ، ويَسَرٌ : أي : لين الانقياد ، سريع المتابعة ، يوصف به الإنسان والفرس ، قال :

إني على تحفظي ونزري

أعسر إن مارستني بعسر

ويَسَرٌ لمن أراد يَسْرِي (٣٢٨)

ويقال : إن قوائم هذا الفرس لَيَسَرَاتٌ خِفَافٌ ، إذا كن طوعه. الواحدة : يَسَرَةٌ.

__________________

(٣٢٦) البيت من معلقته شرح القصائد السبع الطوال الجاهليات ص ٤٠١.

(٣٢٧) سقطت الكلمة وترجمتها من الأصول ، فأثبتناها من مختصر العين ـ الورقة ٢١٣.

(٣٢٨) التهذيب ١٣ / ٥٧ ، واللسان (يسر) من غير نسبة.

٢٩٥

ورجل أعسر يَسَرٌ ، وامرأة عسراء يَسَرَةٌ ، أي : تعمل بيديها معا.

والْيَسَرَةُ : فُرْجَةُ ما بين الأَسِرَّةِ من أسرار الراحة ، يتيمن بها ، وهي من علامات السخاء.

والْيَسَارُ : اليد الْيُسْرَى. والْيَاسِرُ كاليامن ، والْمَيْسَرَةُ كالميمنة ، مجراها في التصريف واحد.

والْأَيْسَارُ : الذين يجتمعون على الجزور في الْمَيْسِرِ ، الواحد : يَسَرٌ.

والْيَسَرُ أيضا : ضريب القِداح.

والْيُسْرُ : الْيَسَارُ ، أي : الغنى والسعة.

وقد يَسَّرَ فرسه فهو مُيَسِّرٌ ، أي : مصنوع سمين. وفرس حسن التَّيْسُورِ ، أي : حسن السمن ، قال المَرَّار : (٣٢٩)

قد بلوناه على علَّاتِهِ

وعلى التَّيْسُورِ منه والضُّمُرِ

ويقال : خذ ما تَيَسَّرَ واسْتَيْسَرَ.

وإذا سهلت ولادة المرأة قيل : أَيْسَرَتْ ، وأَذْكَرَتْ.

__________________

(٣٢٩) (المرار بن منقذ) المفضليات ص ٨٤ ، والرواية فيها : وعلى التيسير ....

٢٩٦

باب السين واللام و (و أ ي ء) معهما

س ل و ، س و ل ، و س ل ، و ل س ، ل و س ، س ل ي ، س ي ل ، ل ي س ، س ل ء ، س ء ل ، ء س ل ،

ء ل س مستعملات

سلو :

سَلَا فلان عن فلان يَسْلُو سَلْواً ، وفلان في سَلْوَةٍ من عيشه ، أي : في رغد يَسْلِيهِ الهمَّ.

والسُّلْوَانُ : ماء من شربه ذهب همه ، فيما يقال ، قال (٣٣٠) :

لَوْ أَشْرَبُ السُّلْوَانَ ما سَلِيتُ

ما بي غنًى عنك وإن غَنِيتُ

ويقال : السُّلْوَانُ : تراب القبر ينقع في ماء يشربه العاشق ، فَيَتَسَلَّى به ، قال أبو الدقيش :

السُّلْوَةُ : خرزة تدلك على صخرة فيخرج من بين ذلك ماء فيسقى المهموم أو العاشق من ذلك الماء ، فَيَسْلُو ويَنْسَى ، قال (٣٣١) :

فقلت له يَا عَمُّ حَكُّكَ وَاجِبٌ

إن أنت شَفَيْتَ اليومَ يَا عَمُّ مَا بِيَا

فَخَاضَ شَرَاباً بَارِداً فِي زُجَاجَةٍ

فَخَلَّط فِيهِ سَلْوَةً وَدَنَا لِيَا

وتَسَلَّى : فلان : تشبَّه بِالسَّالِينَ الذين قد سَلَوْا عن الشيء.

__________________

(٣٣٠) (رؤبة) ديوانه ص ٢٥.

(٣٣١) لم نهتد إلى القائل.

٢٩٧

والسَّلْوَى : طير أمثال السمانى ، الواحدة : سَلْوَاةٌ ، قال (٣٣٢) :

وإِنِّي لتَعْرُونِي لِذِكْراكِ هِزَّةٌ

كما انتفض السَّلْوَاةُ بَلَّلَهُ القَطْرُ

ويروى : ... العصفور.

والسَّلْوَى : العسل ، قال (٣٣٣) :

]وقَاسَمَهَا بِاللهِ جَهْداً لَأَنْتُمُ[

أَلَذُّ مِنَ السَّلْوَى إذا ما نَشُورُهَا

وبنو مُسْلِيَةٍ : حي من اليمن. ورجل مُسْلِيٌ : منسوب إليهم.

سول :

سَوَّلَتْ لفلانٍ نَفْسُهُ أمراً ، وسَوَّلَ له الشيطانُ ، أي : زين وأراه إياه.

والْأَسُولُ من النبات : الذي في أسفله استرخاء ، وقد سَوِلَ يَسْوَلُ سَوَلاً.

وسل :

وَسَّلْتُ إلى ربي وَسِيلَةً ، أي : عملت عملا أتقرب به إليه. وتَوَسَّلْتُ إلى فلان بكتاب أو قرابة ، أي : تقربت به إليه ، قال لبيد : (٣٣٤)

]أرى الناس لا يدرون ما قدر أمرهم[

بلى ، كل ذي لب إلى الله وَاسِلٌ

__________________

(٣٣٢) (أبو صخر الهذلي) الأمالي ١ / ١٤٨.

(٣٣٣) (خالد بن زهير) ، كما في اللسان (سلا).

(٣٣٤) ديوانه ص ٢٥٦.

٢٩٨

لوس :

اللَّوْسُ : أن يتتبع الإنسان الحلاوات وغيرها فيأكلها. لَاسَ يَلُوسُ لَوْساً ، وهو أَلْوَسُ.

ولس :

الْوَلُوسُ : الناقة التي تَلِسُ في سيرها وَلَسَاناً.

والإبل يُوَالِسُ بعضها بعضا ، وهو ضرب من العنق.

والْمُوَالَسَةُ : شبه المداهنة في الأمر.

سلي :

السَّلَى : ]الجلدة الرقيقة[(٣٣٥) التي يكون فيها الولد ، وهما : سَلَيَانِ ، وجمعه : أَسْلَاءٌ.

وسَلِيَ فلان عن فلان : ذهل عنه ، وتناساه. سَلَيْتُهُ وسَلَوْتُ عنه. وهذا الشيء يُسَلِّي هَمِّي تَسْلِيَةً ، قال :

عجبت لصاحبي يَحْيِي

يُسَلِّينِي لِأَسْلَاهَا (٣٣٦)

سيل :

السَّيْلُ : معروف ، وجمعه : سُيُولٌ. ومَسِيلُ الماء ، وجمعه أَمْسِلَةٌ (٣٣٧) : وهي مياه الأمطار إذا سَالَتْ.

__________________

(٣٣٥) زيادة من اللسان (سلى) للتوضيح.

(٣٣٦) لم نهتد إلى البيت ، غير الأصول ، ولا إلى قائله.

(٣٣٧) جمع مسيل على أمسلة ، على توهم أن الميم فيه أصلية ، كما جمعوا المكان على الأمكنة.

٢٩٩

والسَّيَّالُ : شجر سبط الأغصان عليه شوك أبيض ، أصوله أمثال ثنايا الجواري.

قال الأعشى : (٣٣٨)

بَاكَرَتْهَا الْأَغْرَابُ في سِنَةِ النَّوْمِ

فَتَجْرِي خِلَالَ شَوْكِ السِّيَالِ

والسِّيلَانُ : سنخ قائم السيف والسكين ونحوهما.

ليس :

لَيْسَ : كلمة جحود ، قال الخليل : معناه : لا أيس ، فطرحت الهمزة وألزقت اللام بالياء ، ودليله : قول العرب : ائتني به من حيث أيس ولَيْسٍ ، ومعناه : من حيث هو ولا هو.

واللَّيْسُ : مصدر الْأَلْيَسِ ، وهو الشجاع الذي لا يروعه الحرب ، قال (٣٣٩) :

أَلْيَسُ عن حَوْبَائِهِ سخي

وقد لَيِسَ يَلْيَسُ.

والْأَلْيَسُ : الرجل الثقيل الذي لا يبرح مكانه ، وجمعه : لِيسٌ. والْأَلْيَسُ : الضعيف الرأي.

سلأ :

سَلَأْتُ السمنَ أَسْلَؤُهُ سَلْأً ، وهو إذابة الزبد ،

__________________

(٣٣٨) ديوانه ص ٥.

(٣٣٩) (العجاج) ديوانه ص ٣٣٢.

٣٠٠