كتاب العين - ج ٧

الخليل بن أحمد الفراهيدي

كتاب العين - ج ٧

المؤلف:

الخليل بن أحمد الفراهيدي


المحقق: الدكتور مهدي المخزومي والدكتور ابراهيم السامرّائي
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مؤسسة دار الهجرة
المطبعة: الصدر
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٨٥

بلنص :

البَلَنْصَاةُ : بقلة ، وتجمع البَلَنْصَى ، وقد تسمى بَلَنْصُوصَة ، ]ويقال : أنها طائر(٣١٤)[.

تربص :

]تَرْبَصْنَا الأرضَ إذا أرسلت فيها الماء ، فمخرتها لتجود[(٣١٥)

__________________

(٣١٤) ما بين القوسين زيادة من التهذيب مما أخذه الأزهري من العين.

وردت هذه الكلمة صرب مدرجة مع الرباعي وهي ثلاثية فآثرنا إيرادها في الحاشية وهي : الصربة من اللبن مثل الحلبة وشبهها ، فإذا جمع الصربة إلى الصربة حتى يجتمع لبن كثير قيل : مصطرب ، ثم استعمل في غير اللبن حتى قيل لكل من ادخر شيئا مصطرب قال (الكميت :)

بي التجارب نحوا فيه مصطرب

والمصطرب : المدخر من الصربة. والصربة : الحقنة تحقن في السقاء.

(٣١٥) سقطت هذه الكلمة وترجمتها من الأصول فأثبتناها من التهذيب ١٢ / ٢٧٣ عن العين.

١٨١

حرف السين

الثنائي الصحيح

باب السين والطاء

طس مستعمل فقط

طس :

الطَّسْتُ في الأصل طَسَّةٌ ، ولكنهم حذفوا تثقيل السين فخففوا وسكنت فظهرت التاء التي في موضع هاء التأنيث لسكون ما قبلها ، وكذلك تظهر في كل موضع سكن ما قبلها غير ألف الفتح ، والجمع الطِّسَاسُ.

والطِّسَاسَةُ : حرفة الطَّسَّاس.

ومن العرب من يتم الطَّسَّة فيثقل السين ويظهر الهاء ، فإن قيل : التاء أصلية فإنه ينتقض عليه قوله من وجهين : أحدهما أن الطاء مع التاء لا يدخلان في كلمة واحدة ، والوجه الآخر : أن جمعه طِسَاس ولا يصغرونه إلا طُسَيْسَة.

ومن قال في جمعه الطَّسَّات فهذه التاء مع التأنيث بمنزلة التاء التي تجيء في جماعة المؤنث المجرورة في موضع النصب (١) فمن جعل هاتين

__________________

(١) كذا في التهذيب من أصل العين ، وعبارة الأصول المخطوطة : فهذه التاء .... بمنزلة التاء التي تجيء في جماعات النساء.

١٨٢

التاءين اللتين في البنت والطَّسْتِ أصليتين فإنه ينصبهما لأنهما يصيران كالحروف الأصلية مثل أقوات وأصوات ونحوهما.

ومن نصب البنات فقال : هو على فعال ينتقض عليه مثل هنات وثبات (٢) وذوات فنقول : ليس له أصل في الكلام فتجعل التاء شبيهة بالأصلية.

باب السين والدال

س د ، د س يستعملان

سد :

السُّدُود : السلال تتخذ من قضبان لها أطباق ، وتجمع على السِّدَاد أيضا ، والواحد سَدٌّ (٣).

والسِّدَادُ : الشيء الذي تسد به كوة أو منفذ سدا ، ومنه قيل : في هذا سِدَادٌ من عوز ، أي يَسُدُّ من الحاجة سَدّاً.

والسَّدُّ : ردم الثلمة ، والشعب ونحوه.

والسَّدَادُ : إصابة القصد.

والسَّدَادُ (٤) : مصدر ، ومنه السَّدِيدُ ، قال :

أُعَلِّمُهُ الرمايةَ كل يوم

فلما اسْتَدَّ ساعدُهُ رماني (٥)

__________________

(٢) سقطت الكلمة في التهذيب ، وفي الأصول المخطوطة وردت بنات وهي غير واضحة ، وقد آثرنا ما أثبتناه.

(٣) كذا في الأصول المخطوطة وأما في التهذيب فقد ورد : سدة.

(٤) جاء في الأصول المخطوطة في لصق هذه الترجمة : في نسخة مطهر.

(٥) البيت في اللسان وهو (لمعن بن أوس) في ديوانه ٧٢.

١٨٣

أي لما تشدد لقصد الرمي ، ومن قال : اشتد يقول : قوي ساعده.

والفعل اللازم من سَدَّ انْسَدَّ.

والسُّدَّةُ والسُّدَادُ : داء يأخذ في الأنف ، يأخذ بالكظم ويمنع نسيم الريح.

والسُّدَّةُ : أمام باب الدار.

والسَّدَدُ (٦) ، مقصور ، من السَّدَاد ، قال كعب :

ما ذا عليها وما ذا كان ينقصها

يوم الترحل لو قالت لنا سَدَداً (٧)

أي قولا سَدَاداً أي سَدِيداً ، يعني صوابا.

وسَدَّدَكَ اللهُ : وفقك للقصد والرشاد.

والسُّدِّي : منسوب إلى قبيلة ]من اليمن[(٨).

والسُّدُّ من السحاب : هو الذي يسد الأفق ، قال :

__________________

(٦) كذا في الأصول المخطوطة ، وأما في التهذيب فقد ورد : السد (بضم السين).

(٧) لم نجد البيت في ديوان كعب بن زهير ولا ديوان كعب بن مالك ، غير أننا وجدناه منسوبا إلى (الأعشى) في اللسان.

(٨) ما بين القوسين زيادة من التهذيب مما أخذه الأزهري من (العين).

وقد ورد في الأصول المخطوطة قول للأصمعي في لصق هذه الترجمة ، وهي مادةسدس بضم السين وهي : السدوس النيلج سمي به لأنه خالف عمود الألوان : حمرة وصفرة وبياض وخضرة ، والسدوس فارق هذه الألوان لذلك سدسها لأن النيلج أخضر فيه كدرة ليس بصافي اللون ، قاله الأصمعي.

١٨٤

وقد كثر المخايل والسُّدُودُ (٩)

ورأيت سَدّاً من جراد ، أي قطعة سدت الأفق.

وسَدُوس (١٠) : قبيلة.

والسَّدُوسُ : الطيلسان (١١).

وأَسْدَسَ البعيرُ : صار سديسا.

والسِّدْسُ من الورد : فوق الخمس.

وتقول : سَدَسْتُهُمْ أي صرت سادسهم.

دس :

دَسَسْتُ شيئاً في التراب ، أو تحت شيء أي أخفيت ، قال الله ـ عزوجل ـ : (أَيُمْسِكُهُ عَلى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرابِ)(١٢) ، ]أي يدفنه[(١٣).

وانْدَسَ فلانٌ إلى فلانٍ : يأتيه بالنمائم.

__________________

(٩) عجز بيت تمامه في اللسان غير منسوب ، وهو :

قعدت له وشيعتي رجال

وقد كثر ...................

(١٠) نقول : وردت هذه الترجمة في هذا الموضع من (سدد) وكان حقها أن تأتي إلى آخرها في ترجمة الثلاثي (سدس) ، ويشار إليها في الترجمة اللاحقة (ستت) ولكننا أبقيناها وسنشير إليها حين تأتي ترجمة (سدس).

(١١) وزاد في اللسان كلمة الأخضر.

(١٢) سورة النحل ، الآية ٥٩.

(١٣) زيادة من التهذيب من أصل العين.

١٨٥

والدِّسِّيسَى : اسم من دَسَ يَدُسُ ، يمد ويقصر.

والدَّسِيسُ : من تدسه ليأتيك بالأخبار.

والدَّسَاسَةُ : حية بيضاء تحت التراب (١٤).

باب السين والتاء

س ت مستعمل فقط

ست :

سِتَّةٌ وسِتٌ في الأصل سدسة وسدس ، فأدغموا الدال في السين فالتقى عندها مخرج التاء فغلبت عليها كما غلبت الحاء على العين والهاء في سعد ، يقولون : كنت محهم أي معهم.

وبيانه أن تصغير سِتَّة سُدَيْسَة ، وجميع تصريفها على ذلك ، وكذلك الأَسْدَاس.

باب السين والراء

س ر ، ر س مستعملان

سر :

السِّرُّ : ما أَسْرَرْتَ. والسَّرِيرَةُ : عمل السر من خير أو شر ، ويقال : سَرِيرَتُهُ خير من علانيته.

وأَسْرَرْتُ الشيءَ : أظهرته ، وأَسْرَرْتُهُ : كتمته ، قال الشاعر :

__________________

(١٤) كذا في الأصول المخطوطة ، وأما في التهذيب فقد ورد : صماء.

١٨٦

فلما رأى الحجاج جرد سيفه

أَسَرَّ الحروري الذي كان أضمرا (١٥)

ومن الإظهار أيضا قوله ـ عزوجل ـ : (وَأَسَرُّوا النَّدامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ)(١٦).

والسِّرَارُ : يوم يَسْتَسِرُّ فيه الهلالُ آخر يوم من الشهر أو قبله ، وربما اسْتَسَرَّ ليلتين إذا تم الشهر.

والأَسِرَّةُ : طرائق في الرحم ، ويقال في المثل : داهية تُفَطِّرُ أَسِرَّة الأرحام الدَّمَ (١٧) ، قال (١٨) :

قتلوا ثمانية بظنة واحد

تلك المفطر من أَسِرَّتِهَا الدم

والسِّرُّ والسَّرَارُ بطن من الأرض تنبت فيه أحرار البقول ، ويكون في بحر الأودية وأسلاق القيعان ، قال :

إلى سَرَارِ الأرض أو قعوده (١٩)

والسَّرُّ والسِّرَارُ ، والجميع الأَسْرَار : خطوط راحة الكف ، وأَسَارِير جمع الجمع ، قال :

__________________

(١٥) البيت (للفرزدق) كما في اللسان ، ولم نجده في الديوان (ط. صادر) وفي اللسان والتهذيب : قال شمر : لم أجد هذا البيت للفرزدق.

(١٦) سورة يونس ، الآية ٥٤.

(١٧) لم نهتد إلى المثل في كتب الأمثال المطبوعة.

(١٨) كذا وجد البيت في الأصول ولم نجده في المظان التي بين أيدينا.

(١٩) لم نهتد إلى القائل.

١٨٧

بطعنة لم تخنها الكف والسِّرَرُ (٢٠)

وقال :

انظر إلى كف وأَسْرَارِهَا

هل أنت إن أوعدتني ضائري (٢١)

وجمع السِّرَارِ أَسْرَار وأَسِرَّة ، وكذلك الخطوط في كل شيء ، قال :

بزجاجة صفراء ذات أَسِرَّة

قرنت بأزهر في الشمال مفدم (٢٢)

والسُّرَّةُ : الوقبة في وسط البطن.

والسَّرَرُ : داء يأخذ في السرة ، وبعير أَسَرُّ وناقة سَرَّاءُ إذا بركت تجافت عن الأرض من السَّرَرِ ، قال :

إن جنبي عن الفراش لنابي

كتجافي الأَسَرِّ فوق الظراب (٢٣)

__________________

(٢٠) لم نهتد إلى القائل.

(٢١) البيت (للأعشى) كما في اللسان وانظر الديوان ص ١٤٥.

(٢٢) البيت في اللسان (لعنترة) وهو في ديوانه (ط المكتبة التجارية) ص ١٢٥ وجاء بعد هذا البيت في الأصول المخطوطة : قال الضرير : واحدتها إسرارة وأسرورة ، وأسارير الوجه محاسنه لأنك إذا رأيتها سررت (في الأصول المخطوطة : استررت) ، قال الخليل : جمعهاأسرار وأسرة وكذلك الخطوط في كل شيء ، قال : قال أبو عبد الله : يجوز أن تكون الأسرة في الشراب ، ويجوز أن تكون في الزجاجة.

(٢٣) البيت في التهذيب وهو غير منسوب. وهو أول أربعة أبيات في اللسان (لمعدي كرب) المعروف بغلفاء يرثي أخاه شرحبيل.

١٨٨

ويقال : المَسَرَّةُ أطراف الريحان.

والسُّرُورُ من النبات : أنصاف سوقها العلى ، قال :

كبردية الغيل وسط الغريف

إذا خالط الماء منها السُّرُورَا (٢٤)

وقيل : السُّرُورُ أجواف العيدان ، الواحدة سَرَر.

وسَرَرُ الصبي : ما تعلق من سرته حين يولد.

وعدد السَّرِير أَسِرَّة ، وجمعه سُرُر.

والسِّرَارُ : مصدر سَارَرْتُهُ من السِّرِّ ، وجمع السِّرِّ أَسْرَارٌ.

والسَّرِيرُ : مستقر العيش الذي اطمأن عليه خفضه ودعته.

وسَرِيرُ الرأس : مستقره على محرك عنقه ، قال :

ضربا يزيل الهام عن سَرِيرِهِ (٢٥)

ومن روى بيت الأعشى :

خالط الماء منها السَّرِيرَا

عنى به جميع أصلها الذي استقرت عليه أو غاية نعيمها ، وقال :

وفارق منها عيشة غيدقية

ولم يخش يوما أن يزول سَرِيرُهَا (٢٦)

قوله : سَرِيرُهَا يريد سَارَّهَا.

__________________

(٢٤) البيت في التهذيب واللسان (للأعشى) وفي الديوان ص ٩٣.

(٢٥) الرجز في التهذيب واللسان غير منسوب.

(٢٦) البيت في التهذيب غير منسوب.

١٨٩

والسِّرُّ : كناية عن الجماع ، قال :

ولا تقربن جارة إِنَ سِرَّهَا

عليك حرام فَانْكِحَنْ أو تأبدا (٢٧)

وسِرُّ القومِ : أوسط حسبهم.

والسَّرَارُ : مصدر السر في الحسب والمنبت من غير اشتقاق ، قال :

تخير من سَرَارَةِ أثل حجر

ولاءم بينها نحت القيون (٢٨)

وامرأة سَارَّةٌ سَرَّةٌ : تسرك.

والسُّرِّيَّةُ على فُعْلِيَّة : من تَسَرَّرْتَ ، وغلط من يقول : تسريت.

والسُّرُورُ : الفرح ، وسُرِرْتُ أنا ، وسَرَرْتُ فلاناً.

والسُّرْسُورُ (٢٩) : العالم الفطن الدخال في الأمور.

رس :

الرَّسُ : بئر لبقية من قوم ثمود.

والرَّسُ في قوافي الشعر : صرف الحرف الذي بعد الألف للتأسيس نحو حركة عين فاعل في القافية حيثما تحركت حركتها جازت وكانت رَسّاً للألف أي أصلا.

__________________

(٢٧) البيت (للأعشى) كما في الديوان ص ١٣٧.

(٢٨) لم نهتد إلى القائل.

١٩٠

والرَّسِيسُ : الشيء الثابت اللازم مكانه ، قال :

رَسِيسُ الهوى من طول ما يتذكر (٣٠)

ويقال : أجد رَسِيسَ الحمى ورَسَّهَا وذلك حين يبدو ، وقال :

إذا غير النأي المحبين لم أجد

رَسِيسَ الهوى من ذكر مية يبرح (٣١)

والرَّسُ : تزوير الحديث والكلام في نفسك وترويضه.

والرَّسُ : إحكام البناء مثل الرص ، وبنيان مَرْسُوس.

والرَّسُ والرَّسِيسُ : ماءان لبني سعد ، قال زهير :

عفا الرَّسُ منها فَالرَّسِيسُ فعاقله (٣٢)

والرَّسْرَسَة : مثل الرَّصْرَصَة ، وهو إثبات البعير ركبتيه على الأرض للنهوض (٣٣).

والرَّسُ : الحفر ، وكل شيء أدخلته فقد رَسَسْتَهُ.

__________________

(٢٩) كان الحق أن يدرج سرسور في الرباعي. وقد جاء في الأصول عقب ذلك : السريس : الكيس من الرجال الحافظ لما في يديه ، والسريس : العنين من الرجال ، والجمع سرساء.

نقول : وهذا كله في ترجمة سرس الثلاثي الصحيح.

(٣٠) الشطر في التهذيب واللسان غير منسوب.

(٣١) البيت (لذي الرمة) كما في التهذيب واللسان والديوان ص ٧٨.

(٣٢) عجز بيت للشاعر كما في شرح الديوان ص ١٢٦ وصدره :

لمن طلل كالوحي عاف منازلة

(٣٣) جاء بعد هذا في الأصول المخطوطة : قال حماس : يقال : رسرس ورسس واحد.

١٩١

باب السين واللام

س ل ، ل س يستعملان

سل :

السَّلُ : إخراجك الشعر من العجين ونحوه من الأشياء.

والِانْسِلَالُ : المضي والخروج من بين مضيق أو زحام.

وسَلَلْتُ السيفَ فَانْسَلَ من غمده.

والسُّلُ والسُّلَالُ : داء يأخذ الإنسان ويقتل ، وسُلَ الرجلُ وأَسَلَّهُ اللهُ إِسْلَالاً ]فهو مَسْلُولٌ[(٣٤).

والإِسْلَالُ : السرقة الخفية.

والسَّلُ والسَّلِيلُ والسُّلَّانُ : جماعة أودية بالبادية.

والسَّلِيلُ والسَّلِيلَةُ : المهر ]والمهرة[(٣٥).

السَّلِيلُ : دماغ الفرس[(٣٦).

والسَّلِيلُ : الولد ، ]سمي سَلِيلاً ، لأنه خلق من السُّلَالَة[(٣٧).

والسَّلِيلَة : عقبة أو عصبة أو لحمة إذا كانت شبه طرائق ينفصل بعضها عن بعض ، ]وأنشد :

__________________

(٣٤) زيادة من التهذيب من أصل العين.

(٣٥) زيادة من التهذيب مما أخذه الأزهري من العين.

وجاء بعد هذه الكلمة : وقال الأخفش في قوله تعالى : (سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ) : السلالة الوتد ، والسلالة النطفة وهو مما أقحم في النص إقحاما.

(٣٦) زيادة من التهذيب ١٢ / ٢٩٥ عن العين.

(٣٧) زيادة من اللسان (سلل) للبيان.

١٩٢

لاءم فيه السَّلِيلُ الفقار (٣٨)

قال : السَّلِيلُ لحمة المتنين[(٣٩).

وكذلك السَّلَائِلُ في الخيشوم ، وهي لحمات عراض بعضها ملتزقات ببعض.

والتَّسَلُّلُ : فعل جماعة القوم إذا انْسَلُّوا ، ]ويَتَسَلَّلُونَ ويَنْسَلُّونَ واحد[(٤٠).

وسَلَّةُ الفرس : دفعته في سباقه ، تقول : قد خرجت سَلَّةُ هذا الفرس على سائر الخيل ، قال :

أَلِزاً إذ خرجت سلته

وهِلاً تمسحه ما يستقر (٤١)

الأَلِزُ : الوَثَّاب ، والسَّلَّةُ : السبذة المطبقة كالجؤنة.

والمِسَلَّة : المِخْيَط ، وجمعه مَسَالُ.

والسَّلْسَلُ : الماء العذب الصافي يَتَسَلْسَلُ في الحلق ، وفي

__________________

(٣٨) عجز بيت ورد في التهذيب غير منسوب ، وهو في اللسان (للأعشى :) وتمامه في الديوان :

ودابا تلاحكن مثل الغوو

س لاءم ..............................

(٣٩) ما بين القوسين من أصل العين.

(٤٠) ما بين القوسين كذلك من العين.

(٤١) البيت في التهذيب (للمرار العدوي) ، وكذلك في اللسان.

١٩٣

صبب أو حدور إذا جرى. وهو السَّلْسَالُ ، وخمر سَلْسَلٌ قال الأخطل :

أدب إليها جدولا يَتَسَلْسَلُ (٤٢)

وقال :

بردى يصفق بالرحيق السَّلْسَلِ (٤٣)

والسَّلَّةُ : الفرجة بين نصائب الحوض ، ]وأنشد :

أَسَلَّةٌ في حوضها أم انفجر (٤٤)

وفي حديث أبي زرع بن أبي زرع : كَمَسَلِ شطبة.أراد بِالْمَسَلِ : ما سُلَّ من شطب الجريدة ، شبهه به لدقة خصره[(٤٥).

والسَّلَاسِلُ جمع السِّلْسِلَة.

وبرق ذو سَلَاسِلَ ، ورمل مثله ، وهو تسلسله الذي يرى في التوائه (٤٦).

وماء سُلَاسِلٌ : عذب.

__________________

(٤٢) البيت (للأخطل) كما في التهذيب وهو في الديوان ص ٥٠ وصدره :

اذا خاف من نجم عليها ظماءة

(٤٣) عجز بيت لحسان بن ثابت وصدره كما في الديوان (ط. السعادة ١٣٣١) ص ٢٤٨ وصدره :

يسقون من ورد البريص عليهم

(٤٤) الشطر في التهذيب واللسان غير منسوب.

(٤٥) ما بين القوسين زيادة من التهذيب مما أخذه الأزهري من العين.

(٤٦) كذا في اللسان وقد صحفت كلمة التوائه في الأصول المخطوطة فصارت : النواة.

١٩٤

قال زائدة : كل منتوج سَلِيلٌ لأنه يسل من بطن أمه لأنه يجبذ بالأيدي سلا.

وفي بني فلان مَسَلَّةٌ أي سرقة.

وفيهم سَلَّةٌ أي سيوف حداد.

والسَّلَّةُ حصى صغار مثل الجوز في بطون الأودية ، لأن الماء سلها من بين الجبال(٤٧).

والسَّلِيلُ : اسم منزل بالبادية.

وذات السَّلَاسِل : أرض من أرض الشام غزاها عمرو بن العاص على عهد النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ (٤٨).

والمُسَلْسَلُ والمُسَنْسَنُ : طريق يسلك يتخلل البلاد كأنه حية.

ودابة سَلِسَة (٤٩) أي منقادة.

والسَّلِسُ : السيف ، وجمعه سُلُوس.

والسَّلْسُ : الخيط ينظم فيه الخرز ، وجمعه سُلُوس ، قال :

__________________

(٤٧) كذا في س وأما في ص و ط فهي : الحلال.

(٤٨) جاء بعد عبارة الدعاء : قال الأصمعي : من أرض السلان واحدها سال وهو مسيل ضيق غامض في الأرض.

قال نصر : قضيب مسلسل يعني السيف الذي فيه وشي أو فرند.

(٤٩) جمعت الأصول في ترجمة سل الثنائي الرباعي سلسل ثم الثلاثي الصحيح (سلس) وكذلك فعل الأزهري في التهذيب وكان الحق أن يرد الرباعي إلى موضعه وكذلك الثلاثي.

١٩٥

وقلائد من حبلة وسُلُوس (٥٠)

لس :

اللَّسُ : تناول الدابة الحشيش بجحفلتها إذا نتفته ، قال زهير :

قد اخضر مِنْ لَسِ الغمير جحافله (٥١)

والمَلْسُوس : الذاهب العقل.

باب السين والنون

س ن ، ن س يستعملان

سن :

السِّنُ واحدة الأَسْنَان.

وكبرت سِنُ الرجل : يعنى به الهرم (٥٢) ، أخذ من السِّنِ التي نيبت (٥٣) وليس من السِّنِين ، ومنه يقال : حديثُ السِّنِ وسِنُّهُ حديثٌ (٥٤).

وأَسَنَ الرجلُ : ]كبر[.

وناقة مُسِنَّة والجمع مَسَانُ.

__________________

(٥٠) عجز ثاني بيتين وردا في اللسان (لعبد الله بن مسلم من بني ثعلبة) وصدره : وبزينها في النحر حلي واضح

(٥١) ديوانه ص ١٣١ وصدر البيت فيه :

ثلاث كاقواس السراء وناشط

(٥٢) جاء في الأصول المخطوطة : كبر سن الرجل. وهو مؤنث ليس غير.

(٥٣) كذا هو وفي الأصول المخطوطة : ينبت.

(٥٤) لعله ذكر كلمة حديث لأنه فعيل بمعنى مفعول.

١٩٦

وسِنٌ من ثوم أي حبة من رأسه.

وأَسْنَانُ المنجل ونحوه في كل شيء : أشره.

وسِنَانُ الرمح سِنَانٌ مَسْنُونٌ سَنِينٌ (٥٥).

والمِسَنُ : الحجر الذي يُسَنُ عليه السكين ، أي يحدد والسَّنُ : أن تَسُنَ الطين بيدك إذا طينت أو اتخذت منه فخارا.

ورجل مَسْنُون الوجه : كان قد سَنَ عن وجهه اللحمَ أي خَفَّفَ.

وحمأ مَسْنُونٌ ، قيل : هو المنتن.

والمَسْنُونُ في كلام العرب المُصَوَّر.

وما أحسن سُنَّةَ وجهه أي دوائره.

والسُّنَّةُ : ما لج الفرس في عدوه وإقباله وإدباره ، قال في وصف الشول :

إذا اشمعلت سُنَن رسابها (٥٦)

أي رفق بها.

والمَسْنُونُ أخذ من سُنَّةِ الوجه.

وأراد رجل ابتياع جمل ، فسأل صاحبه عن سِنِّهِ فكذبه ،

__________________

(٥٥) سنين : فعيل بمعنى مفعول.

(٥٦) لم نهتد إلى القائل.

١٩٧

وجاء آخر ببكر يبيعه فسأله عن سِنِّهِ فصدقه فقال : صدقني سِنَ بَكْرِهِ (٥٧) فذهبت مثلا.

والسَّنَّةُ : اسم الدبة أو الفهد.

والسَّنَاسِنُ : حروف فقار الظهر العليا التي يسبق بعضها بين شطي سنام البعير ، الواحد سِنْسِنٌ.

وسُنْسُن : اسم أعجمي يسمى به أهل السواد.

والمُسَنَّنُ : طريق يسلك ، والمُسَلْسَلُ مثله.

ويقال : السَّنَّةُ والمَنَّة ، فَالسَّنَّةُ الدبة ، والمَنَّةُ القردة.

ويقال : السَّنِينَة من الرمل الشقيقة المنقطعة ، وجمعها سَنَائِنُ.

والسَّنِينَة : الرمح ، وجمعها سَنَائِنُ ، قال مالك بن خالد الخناعي : (٥٨) :

فضول رجاع رقرقتها السَّنَائِن

والرجاع : الغدران.

والسَّنَنُ : أول القوم.

والسَّنَةُ : العام القحط.

__________________

(٥٧) انظر مجمع الأمثال ١ / ٣٩٢ ، يضرب مثلا في الصدق.

(٥٨) كذا في التهذيب وشرح أشعار الهذليين ١ / ٤٤٨ وهو في الأصول المخطوطة : (الجندعي).

والشاهد عجز بيت صدره ابينا الديان غير بيض كانها وقد صحف الديان وتعني المداينة فصارت الديات جمع دية في التهذيب.

١٩٨

نس :

النَسُ لزوم إمضاء في كل أمر ، وهو سرعة الذهاب لورود الماء خاصة (٥٩) ، قال العجاج :

وبلدة يمسي قطاها نُسَّسا (٦٠)

والتَّنْسَاس : التفعال منه ، قال الحطيئة :

طال بها حوزي وتَنْسَاسِي (٦١)

والنَّسُ : الحث السريع ، والنَّاسُ المصدر ، ونَسَّهُ يَنُسُّهُ نَسّاً وأَنْسَسْتُ بعيري : حثثته في السوق.

والنَّسِيسُ : جهد الإنسان ، قال أبو زبيد :

إذا علقت مخالبه بقرن

فقد أودى إذا بلغ النَّسِيس (٦٢)

أي بلغ مجهوده.

]وأنشد : باقي النَّسِيس مشرف كاللدن[(٦٣)

__________________

(٥٩) هذه عبارة التهذيب وهي ما نقله الأزهري من العين وأما عبارة الأصول المخطوطة فهي :

.... وهو الذهاب كورد الماء خاصة.

(٦٠) كذا في الديوان ص ١٢٧ وأما رواية التهذيب فهي :

وبند يمسي قطاه نسما

(٦١) من عجز بيت للشاعر وتمامه كما في التهذيب :

وقد نظرتكم ايناء صادرة

للورد طال .....................

وروايته في الديوان ص ٥٣ :

وقد نظرتكم ايناء صادرة

للخمس طال بها حبسى وتنساسس

(٦٢) البيت في اللسان وعجزه في التهذيب.

(٦٣) ما بين القوسين كله من التهذيب من أصل العين.

١٩٩

والنَّسْنَسَةُ : سرعة الطيران ، يقال : نَسْنَسَ ونصنص.

ويقال : طبخ اللحم حتى نَسَ ، والنَّاسُ : الذي ذهب طعمه وبلله من شدة الطبخ ، ونَسَ يَنِسُ نُسُوساً ، وأَنْسَسْتَ لحمَك يا فلان.

والنَّسِيسُ : البقية من الشيء ، وأصله بقية الروح ، يقال : ما بقي منه إلا نَسِيسُهُ ، أي بقية روحه ، قال الكميت :

ولكن مني بر النَّسِيس

أحوط الحريم وأحمي الذمارا (٦٤)

أي لا أزال بهم بارا ما بقي في النسيس أي قوة وحياة ومنه قوله :

فقد أودى إذا بلغ النَّسِيس (٦٥)

والنِّسْنَاسُ : خلق في صورة الناس ، أشبهوهم في شيء وخالفوهم في شيء ، وليسوا من بني آدم. ويقال فيهم : كانوا حيا من عاد عصوا رسلهم فمسخهم الله نِسْنَاساً ، لكل إنسان يد ورجل من جانب ، ينقزون نقز الظبي ، ويرعون رعي البهائم. ويقال : إنهم انقرضوا ، والذين هم على تلك الخلقة ليسوا من أصلهم ولا نسلهم ، ولكن خلق على حدة.

__________________

(٦٤) لم نهتد إلى البيت في شعر الكميت.

(٦٥) جاء بعد هذا العجز : قال الضرير : أنسس بمعنى أسوق ، ويقال : قدنس من العطش أي جف ، وهن نسس.

٢٠٠