كتاب العين - ج ٦

الخليل بن أحمد الفراهيدي

كتاب العين - ج ٦

المؤلف:

الخليل بن أحمد الفراهيدي


المحقق: الدكتور مهدي المخزومي والدكتور ابراهيم السامرّائي
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مؤسسة دار الهجرة
المطبعة: الصدر
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣١٥

والمارِج من النار : الشعلة الساطعة ، ذات لهب شديد ، ومنه قوله تعالى :

(وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مارِجٍ مِنْ نارٍ)(١).

وأمر مَرِيج أي ملتبس قد مَرِجَ مَرَجا (٢) وغصن مَرِيج : قد التبست شناغيبه ، قال :

فجالت فالتمست به حشاها

فَخَرَّ كأنه خوط مَرِيج (٣)

وفي الحديث : قد مَرِجَت عهودهم وأَمْرَجُوها. أي لم يفوا بها وخلطوها.

رمج :

الرامِج : المِلْواح الذي تصاد به الصقورة ونحوها من جوارح الطير.

والتَّرْمِيج : إفساد السطور بعد كتابتها ، وكذلك تقول : رَمَّجَه بالتراب حتى يفسده.

جمر :

الجَمْر : المتقد ، فإذا برد فهو فَحْم.

والمِجْمَر قد تؤنث ، وهي التي تدخن بها الثياب.

وثوب مُجَمَّر إذا دخن عليه.

__________________

(١) سورة الرحمن ، الآية ١٥.

(٢) من قوله تعالى : (فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ) سورة ق ، الآية ٥.

(٣) البيت في التهذيب وفيه قال الهذلي ، وهو عمرو بن الداخل الهذلي كما في ديوان الهذليين ٣ / ١٠٣.

١٢١

ورجل جامِر أي يلي ذلك ، من غير أن يقال : جَمَرَ ، قال :

وريح يَلَنْجُوج يذكيه جامِرُه (١)

والتَّجْمِير : ترك الجند في نحر العدو فلا يقفلون ، وقد نهي أن يُجَمِّر غزاة المسلمين في ثغور المشركين.

والجَمْرَة : كل قوم يصيرون إلى قتال من قاتلهم لا يخالفون أحدا ولا ينضمون إلى أحد ، وتكون القبيلة نفسها جَمْرة تصبر لمقارعة القبائل ، كما صبرت عبس لقيس كلها.

وبلغنا أن عمر بن الخطاب سأل الحطيئة عن ذاك ، فقال : يا أمير المؤمنين كنا أَلْف فارس كأننا ذهبة حمراء لا تَسْتَجْمِر ولا تحالف.

وبعض الناس يقول : كانت القبيلة إذا اجتمع فيها ثلاثمائة فارس صارت جَمْرَة.

والجَمْرة : المرماة الواحدة من جِمَار المناسك ، وهي ثلاث جَمَرات ، وكل جَمْرة ترمى بسبع حصيات ، مع كل حصاة تكبيرة.

وحافر مُجْمَر ، ومنسم مُجْمَر ، وهو الذي نكبته الحجارة وصلب.

وأَجْمَرَ البعير إِجْمَارا أي أسرع ، قال لبيد :

وإذا حركت غرزي أَجْمَرَت

أو قرابي عدو جون قد أبل (٢)

__________________

(١) عجز بيت في التهذيب واللسان من غير نسبة.

(٢) البيت في التهذيب واللسان والديوان.

١٢٢

والجُمَّار : شحم النخل الذي في قمة رأسه ، تقطع قمته ثم يكشط عن جُمَّارة في جوفها بيضاء كأنها قطعة سنام ضخمة ، رخصة تتفتت بالفم ، تؤكل بالعسل.

والكافور يخرج من جوف الجُمَّار بين مشق السعفتين ، وهو الكُفَرَّى.

والاستِجْمَار : استنجاء بالحجارة.

وشَعْر مُجَمَّر أي ملبد.

وابن جَمِير : الليلة التي لا يطلع فيها القمر.

مجر :

المَجْر : الدهم ، وهم قوم في حرب عليهم السلاح ، قال :

جئنا بدهم يدحر الدهوما

مَجْرٍ كأن فوقه النجوما (١)

وقيل للجيش الضخم : مَجْرٌ.

وشاة مَجارٌ إذا حملت فقل ما تسلم أن يعظم بطنها فتهزل فترمي به.

وأَمْجَرَت فهي مُمْجِر.

والمَجْر : بيع المضامين والملاقيح ، والفعل منه المُمَاجَرَة.

والمِجَار : العقال.

ويقال : أَمْجَرْت في البيع إِمْجَارا ، والملاقيح : الحوامل ، والمضامين : ما في الأصلاب ، والواحد ملقوح ومضمون.

__________________

(١) لم نهتد إلى الراجز.

١٢٣

باب الجيم واللام والنون معهما

ج ل ن ، ل ج ن ، ن ج ل ، ل ن ج مستعملات

جلن :

جَلَن : حكاية صوت باب ذي مصراعين فيرد أحدهما فيقول : جَلَن ، ويرد الآخر فيقول : بَلَق ، قال :

وتسمع في الحالين منه جَلَنْ بَلَقْ (١)

لجن :

اللَّجْن : الخَبَط الملجون بخبط الورق من الشجر ، ثم يخلط بالدقيق أو الشعير فيعلف للإبل ، وكل ورق أو نحوه لَجِين مَلْجُون حتى آسُ الغِسْلة.

وناقة لَجُون : بيّنة اللِّجَان ، وهي كالحرون من الدواب.

واللُّجَيْن : الفضة.

نجل :

النَّجْل : النسل ، وإنما ينسب إلى الفحل ، والنسل ينسب إلى كل.

وفَحْل ناجِل : كريم النَّجْل كثيرُهُ ، (وأنشد :

فزوجوه ماجدا أعراقها وانتَجَلُوا

من خير فحل يُنْتَجَل) (٢)

والنَّجْل : رَمْيُك بالشيء ، والناقة تَنْجُلُ الحصى بمناسمها أي ترمي به.

__________________

(١) الشطر في التهذيب واللسان من غير نسبة.

(٢) ما بين القوسين زيادة من التهذيب من أصل كتاب العين.

١٢٤

والمِنْجَل : ما يقضب به العود من الشجر ، فيُنْجَلُ به أي يُرمَى

والنَّجِيل : ضرب من ورق الشجر ، من الحمض ، والجميع النُّجُل.

وطعنة نَجْلَاء : واسعة.

ويقال للأرض ينز منها الماء : اسْتَنْجَلَتْ.

وفي الأرض أَنْجَال أي عيون يخرج منها الماء.

والنَّجْل : الدلو.

والأسد أَنْجَلُ.

النَّجَل : سعة العين مع حسن ، يقال : رجل أَنْجَلُ وعين نَجْلَاء وسنان مِنْجَل ، إذا كان يوسع خرق الطعنة ، وقال أبو النجم :

سنانها مثل القدامى مِنْجَل (١)

لنج :

الأَلَنْجُوج واليَلَنْجُوج : عود جيّد ، قال :

ريح يَلَنْجُوجٌ وأهضام (٢)

__________________

(١) ما بين القوسين من التهذيب وهو من أصل كتاب العين.

(٢) لم نهتد إلى القائل.

١٢٥

باب الجيم واللام والفاء معهما

ل ف ج ، ج ل ف ، ل ج ف ، ف ل ج ، ف ج ل ، ج ف ل

مستعملات

لفج :

المُلْفَج : المُعْدِم ، قال رؤبة :

أحسابهم في العسر والإِلْفاج

شيبت بعذب طيب المزاج (١)

جلف :

الجَلْف أخفى من الجَرْف وأشد استئصالا ، تقول : جَلَفْتُ ظفرَه عن إصبعه.

ورجل جِلْفٌ جافٍ في خلقته وأخلاقه.

ورجل مُجَلَّف : قد جَلَّفَه الدهر إذا أتى على ماله ، ومُجَرَّف أيضا.

والجَلَائِف : السنون القحطة ، واحدتها جَلِيفة.

والجِلْف [من النخل] : الذكر الذي يُلقَح بطَلْعه ويقال له : الفُحَّال.

والجِلْف : كل ظرف ووعاء.

لجف :

اللَّجْف : الحفر في جنب الكناس ونحوه ، والاسم : اللَّجَف.

__________________

(١) الرجز في اللسان من غير عزو.

١٢٦

واللِّجَاف : ما أشرف على الغار من صخرة أو غيره ناتىء من الجبل ، وربما جعل ذلك فوق الباب.

واللَّجَف أيضا : ملجأ السيل وهو محبسه.

فلج :

الفَلَج : الماء الجاري من العين ونحوه ، وعين فَلَج ، وماء فَلَج ، قال العجاج :

تذكرا عينا رواء فَلَجا (١)

والفَلَج في الأسنان : تباعد ما بين الثنايا والرباعيات ، وصاحبه أَفْلَج ، فإن تُكُلف فهو التَّفْلِيج.

وأما الفَرَق فسعة ما بين الثنيتين خاصة.

والفَلَج في الرجلين : تباعد ما بين القدمين آخرا.

وفَلَالِيج السواد : قُراها ، الواحدة فَلُّوجَة.

والفالِج : الجمل ذو السنامين الضخم ، من المَكرانيّة.

والفالِج : مكيال ضخم.

وفَلَجْت الشيء : قسمته.

والفالِج في القمار : القامِر.

والفالِج : ريح تأخذ الإنسان ، يرتعش منها ، وصاحبه مَفْلُوج.

__________________

(١) الرجز في التهذيب واللسان والديوان ٢ / ١٠.

١٢٧

والفُلْج : الظفر بمن تُخَاصِمه.

وفَلَجَتْ حُجَّتُك ، وفَلَجْتَ على صاحبك بحقك.

وأمر مُفَلَّج : ليس بمستقيم.

والأَفْلَج : الذي في يديه اعوجاج ، والأَفْحَج : الذي في رجليه اعوجاج.

والفَلِيجة : الشقة من بيوت الأعراب ، قال :

تشتى غير مشتمل بثوب

سوى خل الفَلِيجة بالخلال (١)

وفَلَجْت الجزية على القوم : فرضتها عليهم.

والفَلُّوج : الكاتب القارىء ، يفلُجُ الكتب أي يكتبها ، قال ابن مقبل (٢) :

توضحن في علياء قفر كأنها

صحائف فَلُّوج تعرضن تاليا (٣)

فجل :

الفُجْل : أرومة نبات يكون لآكله جشاء خبيث ، (وإياه عنى بقوله) (٤) : وهو مجهز السفينة (يهجو رجلا) (٥) :

__________________

(١) البيت في التهذيب واللسان لعمر بن لجأ ، والرواية فيهما تمشي غير مشتبل بثوب.

(٢) كذا في الأصول المخطوطة ، وأما في التهذيب فهو : ابن طفيل.

(٣) البيت في التهذيب واللسان والرواية فيهما :

توضحن في علياه نفر كأنها

مهاريق فاوج يعارضن نالا)

(٤) زيادة من التهذيب.

(٥) زيادة من التهذيب.

١٢٨

أشبه شيء بجُشاء الفُجْل

ثقلا على ثقل وأي ثقل (١)

جفل :

جَفَلْتُ اللحم عن العظم ، والشحم عن الجلد ، والطين عن الأرض.

والريح تَجْفِل السحاب الخفيف من الجهام ، أي تستخفه فتمضي به ، واسم ذلك السحاب الجَفْل.

وقال قائل : إني لآتي البحر فأجده قد جَفَلَ سمكا كثيرا ، أي ألقاه على الساحل.

والجُفَال من السحاب ومن الكلاء : ما جف وانطرد للريح.

والجُفَال والجُفُول : سرعة عدو ، وجَفَل الظليم ، وأَجْفَلَ أجود ، قال :

إذا الحر جَفَّلَ صيرانها (٢)

وانجَفَلَ الليل والظل : ذهب ، (وانجَفَلَ القوم انجِفَالا ، إذا هربوا بسرعة ، وانْجَفَلَت الشجرة إذا هبت بها ريح شديدة فقعرتها) (٣)

والجُفَالة من الناس : جماعة جاءوا أو ذهبوا.

والجُفَال : الشعر الكثير ، قال ذو الرمة :

__________________

(١) البيت في التهذيب واللسان غير منسوب.

(٢) شطر غير منسوب ، وقد ورد مدرجا في التهذيب على أنه من الكلام المنثور ، فلم يلتفت المحقق إلى أنه شعر.

(٣) ما بين القوسين زيادة من التهذيب من أصل العين الذي أخلت به الأصول المخطوطة.

١٢٩

على المتنين منسدلا جُفَالا (١)

والجُفَال من الصوف : ما طال وحسن ودق.

يقال : عليه جُفَالة من الصوف.

والإِجْفِيل : الجَبان.

جَفَّلَ الفزع الإبلَ تَجْفِيلا ، فَجَفَلَت جُفُولا ، إذا شردت نادَّة ، وجَفَلَت النعامة) (٢)

باب الجيم واللام والباء معهما

ج ل ب ، ب ج ل ، ج ب ل ، ب ل ج ، ل ب ج ، ل ج ب

مستعملات

جلب :

الجَلَب : ما يُجْلَب من السبي أو الغنم ، والجمع أَجْلَاب ، والفعل يَجْلِبُون.

وعبد جَلِيب ، وعبيد (٣) جُلَبَاء ، إذا كانوا جُلِبُوا من أيامهم وسنتهم.

والجَلَب والجَلَبَة في جماعات الناس ، والفعل : أَجْلَبُوا من الصياح ونحوه.

والجَلُوبة : ما يُجْلَب للبيع نحو الناب والفحل والقَلُوص ، وأما كرام الإناث والفحولة التي تنتسل فليست من الجَلُوبة.

__________________

(١) عجز بيت لذي الرمة ، وصدره كما في التهذيب واللسان والديوان ص ٤٣٥ : واسود كالاساود مسبكرا.

(٢) ما بين القوسين زيادة من التهذيب من أصل العين.

(٣) الحديث في التهذيب : لا جلب ولا جنب وانظر النهاية لابن الأثير ١ / ١٦٩.

١٣٠

ويقال لصاحب الإبل : هل في إبلك جَلُوبة؟ أي شيء جَلَبْتَه للبيع.

وفي الحديث : لا جَلَبَ في الإسلام.

اختلفوا فيه فقيل : لا جَلَبَ في جري الخيل ، وقيل : لا يستقبل الجَلَبُ في الشراء ، وقيل : هو أن يَجْلِب المصدِّق غنم القوم أي يجمعها عنده ، وإنما ينبغي أن يأتي أفنيتهم فيصدقها هناك.

والجُلْبَة : القرفة التي تنتشر على اليد عند همومها بالبرء.

وأَجْلَبَت القَرْحة ، فهي مُجْلِبَة وجالِبة.

وقروح جَوَالِب ، قال :

جأب ترى بليته كدوحا

مُجْلِبة في الجلد أو جُرُوحا (١)

وقروح جُلَّب مثله ، قال :

عافاك ربي مل قروح الجُلَّب (٢)

والجُلْبَة : أن يُجْلِب جلد الإنسان على عظمه في السنة الشديدة.

وجُلِبَ الرحل : نقش خشب الرحل وأحناؤه ، وما يؤسر به ، ويشد سوى صنقه وأنساعه ، قال :

كأن جُلْبَ الرحل والقرطاط (٣)

__________________

(١) لم نهتد إلى القائل.

(٢) الرجز في التهذيب واللسان غير منسوب.

(٣) لم نهتد إلى القائل.

١٣١

والجُلْبان : الملك ، الواحدة بالهاء ، وهو حب أغبر أكدر على لون الماش ، (إلا أنه أشد كدرة منه وأعظم جرما ، يطبخ) (١).

والجالِبة والجَوَالِب من شدائد الدهر : حالات تجيء بآفات وتَجْلِبُها.

والجِلْبَاب : ثوب أوسع من الخمار دون الرداء ، تغطي به المرأة رأسها وصدرها ، قال :

والعيش داج كنفا جِلْبَابه (٢)

وقال الآخر :

مُجَلْبَب من سواد الليل جِلْبابا (٣)

والجِلْب والجَلْب من السحاب تراه كأنه جبل.

الجُلْبَة : العوذة التي يخرز عليها الجلد ، وجمعها : الجُلَب.

وقال علقمة يصف فرسا :

بغوج لبانه يتم بريمه

على نفث راق خشية العين مُجْلِب

الغَوْج : الواسع جلد الصدر. والبريم خيط يعقد عليه عوذة ، ويتم بريمه أي يطال إطالة لسعة صدره.

والمُجْلِب : الذي يجعل العوذة في جِلْب ثم يخاط على الفرس عن أبي عمرو.

والجُلْبَة : الحديدة يرقع بها القَدَح ، وهي حديدة صغيرة.

__________________

(١) ما بين القوسين زيادة من التهذيب من أصل العين مما رواه الليث.

(٢) الرجز في التهذيب واللسان غير منسوب.

(٣) الشطر في التهذيب واللسان غير منسوب.

١٣٢

والجُلْبة في الجبل ، إذا تراكم بعض الصخر على بعض ، فلم يكن فيه طريق تأخذ فيه الدواب) (٤)

لجب :

عسكر لَجِبٌ ، واللَّجَب صوته.

وسحاب لَجِبٌ بالرعد ، والأمواج كذلك ، وبه لَجَبٌ.

وشاة لَجَبَة : قد وَلَّى لبنُها ، وقد لَجُبَت لُجُوبة ، وهن لِجَاب.

وشِياه لَجْبَات ، وبعضهم يثقل لأنها نعت لا يذكر جعلوه كالاسم المفرد.

بلج :

البَلَج والبُلْجَة مصدر الأَبْلَج.

والبُلْجَة : اسم من الأَبْلَج ، وهو البادي البلدة.

ورجل أَبْلَج طليق الوجه بالمعروف ، ورجل أَبْلَج أي طلق.

وأَبْلَجَت الشمس إِبْلَاجا ، أنارت وأضاءت.

وأَبْلَجَ الحقُّ فهو مُبْلِجٌ أَبْلَجُ ، (ويقال : انْبَلَجَ الصبح إذا أضاء) (٢).

لبج :

اللَّبَجَة : حديدة ذات شعب ، كأنها كف بأصابعها ، تنفرج فتوضع في

__________________

(١) الكلام الطويل بين القوسين كله من التهذيب وقد أخلت به الأصول المخطوطة.

(٢) زيادة من التهذيب.

١٣٣

وسطها لحمة ، ثم تشد إلى وتد ، فإذا قبض عليها الذئب الْتَبَجَت في خطمه فقبضت عليه وصَرَعَتْه ، والجميع : اللَّبَج.

ولَبَجَ به الأرض أي ضرب به.

بجل :

بَجَلْ أي حَسْب ، قال :

ردوا علينا شيخنا ثم بَجَلْ (١)

وقال لبيد :

بَجَلِي الآن من العيش بَجَلْ (٢)

وهو مجزوم لاعتماده على حركة الجيم ، ولأنه لا يتمكن في التصريف.

ورجل بَجَال : ذو بَجَالة وبَجْلة ، وهو الكهل الذي تُرَى به هيبة وتَبْجِيل وسن ، (وأنشد :

قامت ولا تنهز حظا واشلا

قيس تعد السادة البَجَابِلا) (٣)

فيَبْجُلُ بذلك.

ولا يقال : امرأة بَجَالَة ، ورجل باجِل ، وقد بَجَلَ يَبْجُلُ بُجُولا ، وهو

__________________

(١) رجز لأحدهم قاله يوم الجمل كما في اللسان ، وقبله نحن بنو ضبة اصحاب الجمل.

(٢) البيت في التهذيب وهو في ديوانه (ط. مصر) ٢ / ١٧ ، وصدره :

ومتى أهلك فلا أحفله

(٣) البيت في التهذيب واللسان من غير نسبة.

١٣٤

الحسن الجسم ، (الخصيب في جسمه) (١) ، وقال :

النقد دين ، والطعان عاجل

وأنت بالباب سمين باجِل (٢)

والبُجُل : البهتان العظيم ، (يقال : رميته ببُجْل) (٣).

(وقال أبو دواد الأيادي :

امرؤ القيس بن أروى موليا

إن رآني لأبوءن بسبد

قلت بُجْلا قلت قولا كاذبا

إنما يمنعني سيفي ويد (٤)

وأمر بَجْلٌ أي عَجَب.

وهذا أمر مُبْجِل أي كاف ، قال الكميت :

لها الرِّيُّ والصَّدَر المُبْجِل (٥)

والأَبْجَلَانِ في اليدين : عرقا الأكحلين من لدن المنكب إلى الكف ، (وأنشد :

__________________

(١) زيادة من التهذيب.

(٢) الرجز في التهذيب غير منسوب.

(٣) زيادة من التهذيب.

وقد علق الأزهري فقال : قلت : وغير الليث يقول : رميته ببجر ، بالراء ، وقد مر في باب الراء والجيم ، ولم أسمعه باللام لغير الليث ، وأرجو أن تكون اللام لغة.

(٤) البيتان في التهذيب واللسان والرواية في اللسان امرا القيس ....

(٥) عجز بيت ، وصدره كما في اللسان (بجل) وروايته :

اليه موارد أهل الخصاص

ومن عنده الصدر المبجل

١٣٥

عاري الأشاجع لم يُبْجَل

أي لم يفصد أَبْجَلُه) (١) ويقال : الأكحل ما بدا منه في الذراع في المفصد.

ويقال : هما الأَبْجَلَان من الدواب ، والأَكْحَلَان من الناس.

ويقال : جئت بأمر بَجِيل أي عظيم منكَر.

وبَجِيلةُ : قبيلة القسريّ.

جبل :

الجَبَل : اسم لكل وتد من أوتاد) (٢) الأرض إذا عظم وطال من الأعلام والأطوار والشناخيب والأنضاد. فإذا صغر فهو من الآكام والقيران.

وجِبْلَة الجَبَل : تأسيس خلقته التي جُبِلَ عليها.

وجِبْلَة الأرض : صلابها.

وجِبْلَة كل مخلوق : توسه الذي طبع عليه.

ويقال للثوب الجيد النسج والغزل والفتل : إنه لجيد الجِبْلة.

وجِبْلة الوجه : بَشَرَته.

ورجل جَبْل الوجه أي غليظ بشرة الوجه.

ورجل جَبْل الرأس : غليظ جلد الرأس والعظام ، قال الراجز :

__________________

(١) الشطر في التهذيب واللسان غير منسوب ، ولم يرد في الأصول المخطوطة.

(٢) زيادة من التهذيب من أصل العين منسوبا إلى الليث.

١٣٦

إذا رمينا جَبْلَة الأشد

بمقذف باق على المرد (١)

والجِبِلُ : الخلق ، جَبَلَهم الله ، فهم مَجْبُولون ، (وأنشد :

بحيث شد الجابِلُ المَجَابِلَا (٢)

أي حيث شَدَّ أَسْرَ خَلْقِهم.

والخلق : الجِبْلَة ، وكل أمة مضت فهي جِبْلَة على حدة ، وقال تعالى : (وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ)(٣).

وأما الجِبِلُ ، فمن خفف اللام جعله مثل قبيل وقبل.

وجَبِيل وجُبُل ، وهو الخلق أيضا.

ومن قرأ : جُبْلاً (٤) فهو على ثقل الجِبْلة ومعناها واحد.

وجُبِلَ الإنسان على هذا الأمر ، أي طُبِع عليه.

وأَجْبَلَ القوم ، أي صاروا في الجِبَال ، وتَجَبَّلُوا أي دخلوها.

ويقال : والجُبْل : الشجر اليابس.

__________________

(١) الرجز في التهذيب واللسان غير منسوب.

(٢) الرجز في التهذيب واللسان غير منسوب.

(٣) سورة الشعراء ، الآية ١٨٤.

(٤) من الآية ٦٢ من سورة يس وهي : (وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيراً).

١٣٧

باب الجيم واللام والميم معهما

ج ل م ، ج م ل ، م ج ل ، م ل ج ، ل م ج ، ل ج م كلهن مستعملات

جلم :

الجَلَم : اسم يقع على الجَلَمَيْنِ ، كالمِقراض والمِقراضَيْن ، والقَلَم والقَلَمَيْن.

وجَلَمْت الصوفَ والشعر بالجَلَم ، وقَلَمْت الظفرَ بالقلم ، قال :

قيس القُلامة مما جز بالقلم (١)

وجَلْمَة الشاة والجزور بمنزلة المسلوخة إذا ذهب عنها أكارعها وفضولها (٢).

لجم :

اللِّجَام لِجَام الدابة.

واللِّجَام : ضرب من سمات الإبل ، في الخدين إلى صفقتي العنق.

والجميع منهما اللُّجُم ، والعدد : أَلْجِمَة.

__________________

(١) عجز بيت تمامه في التهذيب واللسان غير منسوب ، وروايته :

لما اتيتم فلم تنجوا بمظلمة

قيس الغلامة مما جزه الجلم

 وجاء : والقلم ، كل يروى.

(٢) وقد علق الأزهري فقال : قلت : وهذا غير ما رويناه عن العلماء ، والصحيح ما قال أبو زيد وأبو مالك.

وقال أبو زيد : أخذ الشيء بجلمته إذا أخذه كله.

وقال أبو مالك : جلمة مثل حلقة ، وهو أن يجتلم ما على الظهر من الشحم واللحم.

١٣٨

ويقال : أَلْجَمْت الدابة ، والقياس في السمة (١) مَلْجُوم ، ولم أسمع به ، وأحسن منه أن تقول به سمة لِجَامٍ.

واللُّجَم : دابة أصغر من العظاية ، وأنشد لعدي بن زيد يصف فرسا :

له سبة مثل جُحْر اللَّجَم (٢)

وقال رؤبة :

يصطحب الحيتان فيه واللُّجَم (٣)

واللُّجْمَة لُجْمَة الوادي ، وهي منفرجها ، (وهي ناحية منه).

والأَلْجَام : ما بين السهل والجدد ، وقال الأخطل :

ومرت على الأَلْجام أَلْجام حامر

يثرن قطا لو لا سراهن هجدا (٤)

(وقال رؤبة :

إذا ارتمت أصحانه ولُجَمُه (٥)

__________________

(١) كذا في الأصول المخطوطة ، وأما في التهذيب ففيه : الآخر. ولا معنى له.

(٢) عجز بيت في التهذيب واللسان وروايته في اللسان : له منخر وفي الحاشية عن التكملة : عن التكملة.

له ذئب مثل ذيل العروس

الى سبة مثل جحر اللجم

 (٣) لم أجده في ديوان رؤبة ولا في ديوان العجاج.

(٤) البيت في التهذيب واللسان والديوان ص ٩١ والرواية فيه :

عوامد للألجام الجام حامر ........

(٥) ما بين القوسين زيادة من التهذيب والبيت في الديوان.

١٣٩

ملج :

المَلْج : تناول الضرع والثدي بأدنى الفم.

وفي الحديث : لا بأس بالإِمْلَاجة والإِمْلَاجَتَيْنِ (١).

وهو أن يتناول الصبي من ثدي أمه مَلْجَة أو مَلْجَتَيْنِ ، شربا يسيرا ، ثم تقطع ذلك عنه ، فلا يحرم به النكاح ، وفيه اختلاف.

قال زائدة : اللَّمْجة واللَّمْجَتين ولم تُعرف الإِمْلَاجة

لمج :

اللَّمْج : تناول الحشيش بأدنى الفم ، قال لبيد :

يَلْمُجُ البارِضَ لَمْجا في الندى

من مرابيع رياض ورجل (٢)

وتقول : هل عندك شماج أو لِمَاج آكله.

وإنه لشَمْج لَمْج ، ولا يفرد.

مجل :

مَجِلَت يده فهي مَجِلَة ، وأَمْجَلَها العمل إذا مرنت وصلبت.

وكذلك الرهصة تصيب الدابة في حافرها فيشتد ويصلب (٣) ، قال رؤبة :

__________________

(١) ورد الحديث في التهذيب : لا تحرم الإملاجة ولا الإملاجتان انظر النهاية لابن الأثير ٤ / ١٠٥.

(٢) البيت في الديوان ص ١٨٩.

(٣) علق الأزهري فقال : قلت : والقول في مجلت يده ما قال أبو زيد ونحو ذلك.

قال أبو زيد : مجلت يده ومجلت لغتان إذا كان بين الجلد واللحم ماء.

١٤٠