كتاب العين - ج ٦

الخليل بن أحمد الفراهيدي

كتاب العين - ج ٦

المؤلف:

الخليل بن أحمد الفراهيدي


المحقق: الدكتور مهدي المخزومي والدكتور ابراهيم السامرّائي
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مؤسسة دار الهجرة
المطبعة: الصدر
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣١٥

باب الجيم والراء واللام معهما

ج ر ل ، ر ج ل يستعملان فقط

جرل :

مكان جَرِل : صلب غليظ خشن ، قال :

فلو علوه جَرِلاً هراسا

لتركوه دمثا دهاسا (١)

والجَرْوَل من الجبال مواضع تكون فيها الحجارة ، قدر ما يقل الرجل ، كبيرة خشنة ، يقال : جبل كثير الجَرَاوِل.

والجَرْوَل : اسم لبعض السباع.

وجَرْوَل بن مجاشع الذي يقول : مكره أخوك لا بَطَل.

والجِرْيَال : اللون الأحمر.

رجل :

هذا رَجُلٌ أي ليس بأنثى ، وهذا رَجُل أي كامل ، ولغة طيء : هذه رَجُلَة وهذا رَجُل ، وهذا رَجُل أي راجِل ، وهي رَجُلَة أي راجِلة ، وقال في الرَّجُلة التي هي المرأة :

خرقوا جيب فتاتهم

لم يبالوا سوءة الرَّجُلَة (٢)

__________________

(١) البيت في التهذيب غير منسوب ، وروايته : لو هبطوه جرلا شراساه. وفي اللسان هم هبطوه جرلا سراسا.

(٢) ثاني بيتين وردا في اللسان غير منسوبين وهما :

كل جار ظل مختبطا

غير جيران بني جبلة

خردرا جيب فتاتهم

لم يبالوا حرمة الرجلة

١٠١

وقال في الراجِلة :

فإن يك قولهم صادقا

كانت إليكم نسائي رِجَالا (١)

أي رَوَاجِلا.

وهذا أَرْجَلُ الرَّجُلَيْنِ أي فيه رُجُولِيَّة ليست في الآخر.

والرَّجْل : جماعة الرَّاجِل كالرَّكْب الراكِب.

وهم الرَّجَّالَة والرُّجَّال ، قال :

وظهر تنوفة حدباء يمشي

بها الرُّجَّال خائفة سراعا (٢)

وقد جاء في الشعر الرَّجْلَة يريد به الرَّجَّالة

والرِّجْلة : منبت (٣) العرفج الكثير في روضة واحدة.

والتَّرَاجِيل : الكرفس بلغة العجم ، وهو اسم سوادي من بقول البساتين.

ورِجْل القوس سِيَتُها السفلى ، ويدها سيتها العليا.

وفلان قائم على رِجْلٍ إذا جد في أمر حَزَبَه.

والرِّجْل : القطيع من الجراد ونحوه من الخلق.

والرُّجْلَة : نجابة الرَّجِيل (٤) من الدواب والإبل ، وهو الصبور على طول

__________________

(١) البيت في التهذيب واللسان غير منسوب ، وروايته : ..... فسبقت نسائي اليكم رجالا.

(٢) البيت في التهذيب واللسان غير منسوب.

(٣) كذا في الأصول المخطوطة ، وأما في التهذيب فقد ورد : أخذ.

(٤) كذا في التهذيب واللسان وأما في الأصول المخطوطة فقد ورد : الرجل.

١٠٢

السير ، ولم أسمع منه فِعْلا إلا في النعوت خاصة ، ناقة رَجِيلة ، وحمار رَجِيل ، ورَجُلٌ رَجِيل أي مشاء.

وارْتَجَلَ الرجُلُ : ركب رِجْلَيْه في صاحبه ومضى ، ويقال : ارْتَجِلْ ما ارْتَجَلْتَ أي اركب ما ركبت من الأمر.

وارْتَجَلَ الرَّجُلُ زنده إذا أخذها تحت رِجْلِهِ.

وتَرَجَّلَ القومُ : نزلوا عن دوابهم في الحرب للقتال.

ويقال : حملك الله عن الرُّجْلَة ومن الرُّجْلَة. والرُّجْلَة هاهنا فعل الرَّجُل الذي لا دابة له.

والرُّجْلَة أيضا مصدر الأَرْجَل من الدواب بإحدى رِجْلَيْه بياض ، ويقال به رُجْلَة وتَرْجِيل ، يتشاءم به إلا أن يكون فيه بياض في موضع غير ذلك فيقال : مطلق.

وتصغير رَجُل : رُجَيْل ، والعامة تقول : رُوَيْجِل صدق ورُوَيْجِل سوء ، يرجعون إلى الراجِل لأن اشتقاقه منه كما أن العجل من العاجل والحذر من الحاذِر.

وارْتَجَلَ الكلامَ.

وتَرَجَّلَ النهارُ : ارتفع.

ورَجُلٌ رَجِلٌ بيّن الرَّجَل أي شعره رَجِل.

وحَرَّة رَجْلَاء أي مستوية بالأرض ، كثيرة الحجارة.

١٠٣

والأَرْجَل [من الرِّجَال](١) : العظيم الرِّجْل.

وتَرَجَّلْتُ البئر أي نزلتها من غير تَدَلٍّ.

والرِّجْل جُبار وهو أن تنفحه الدابة ليس على راكبها غرم ، وهو هدر.

وأَرْجَلْتُهُ : أخذت دابته فجعلته راجِلا ، كما قال :

فقالت لك الويلات إنك مُرْجلي (٢)

باب الجيم والراء والنون معهما

ج ر ن ، ر ج ن ، ن ر ج ، ن ج ر مستعملات

جرن :

الجِران : مقدم العنق من مذبح البعير أي منحره فإذا مد عنقه ، قيل : ألقى جِرَانَه بالأرض ، قال طرفة :

وأَجْرِنة لزت بدأي منضد (٣)

جمعه لسعته.

والجَرِين : موضع البيدر بلغة اليمن ، وعامتهم بكسر الجيم ، وناس يسمون الموضع الذي يجمعون فيه التمر جَرِينا ، والجمع الجُرُن.

والجارِن : ولد الحية وما لان من أولاد الأفاعي.

__________________

(١) زيادة من التهذيب وهو قول الأصمعي.

(٢) عجز بيت شهير في معلقة (امرىء القيس) وصدره : يوم دخلت الخدر خدر عنيرة

(٣) عجز بيت للشاعر وصدره كما في الديوان ص ١٤ : طي محال كالحني خلوفه.

وقد ورد في الأصول المخطوطة : معضد.

١٠٤

وأديم جارِن : غليظ مدبوغ بالسلم في قول لبيد :

...... جارِنٌ مسلوم (١)

وثوب جارِن (٢)

رجن :

الراجِن : الآلف من الطير ونحوه ، قال رؤبة :

لو لم أكن عاملها لم أسكن

بها ولم أَرْجُنْ بها في الرُّجَّن (٣)

ورَجَنَ فلان دابته رَجْنا فهي (راجِن و) (٤) مَرْجُونة إذا أساء علفها حتى هزلت مع الحبس.

وارْتَجَنَتِ الزُّبْدة : تفرقت في الممخض وفسدت.

وارْتَجَنَ عليه الأمر : اشتد.

نرج :

النَّوْرَج والنَّيْرَج : الذي يداس به الطعام من حديد أو خشب.

قال زائدة : النَّيْرَج السنة التي يحرث بها.

__________________

(١) البيت في التهذيب واللسان والديوان (ط الكويت) ص ١٢٣.

(٢) كانت هذه العبارة مع العبارة السابقة في الأصول المخطوطة وهي : وأديم جارن وثوب غليظ مدبوغ ..... وقد آثرنا فصلها لأن الأديم يدبغ ، والثوب لا يدبغ. ومعنى ثوب جارن أي جرن أي أخلق ولان كما في التهذيب.

(٣) لم نهتد إلى القائل.

(٤) زيادة من التهذيب.

١٠٥

ويقال : وأقبلت الوحش ، والدواب نَيْرَجاً ، وهو سرعة في تردد ، قال العجاج :

ظل يباريها وظلت نَيْرَجا (١)

والنَّيْرَج أُخْذة كالسحر وليست بسحر ، إنما هو تشبيه وتلبيس.

نجر :

والنَّجْر : عمل النَّجَّار ونَحْتُه. والنَّجْرَان : خشبة تدور عليها رجل الباب ، (قال :

صببت الباب في النَّجْرَان حتى

تركت الباب ليس لها صرير) (٢)

والنَّجِيرة : سقيفة من خشب لا يخالطها قصب ولا غيره.

ونَجَرْتُ فلانا بيدي ، وهو أن تضم كفك ، ثم تخرج برجمة الإصبع الوسطى تضرب رأسه بها ، فضربكه النَّجْر.

وشهرُ ناجِرٍ رجبٌ ، ويقال : كل شهر في صميم الحر ناجِر لأن الإبل تَنْجُرُ في ذلك الشهر ، أي يشتد عطشها حتى تيبس جلودها ، ونَجَرَت الإبل فهي نَجْرَى ونَجَارَى.

والنَّجِيرة : طبيخة من لبن ودقيق تحسى.

والأَنْجَرُ : مرساة السفينة ، وهو اسم عراقي ، ومن أمثالهم : فلان أثقل من أَنْجَرٍ ، وهو أن تؤخذ خشبات فيخالف بين رءوسها ، وتشد أوساطها في

__________________

(١) الرجز في التهذيب واللسان والديوان (مجموع أشعار العرب) ص ١٠.

(٢) ما بين القوسين مما ذكره الأزهري من أصل العين ، والبيت غير منسوب.

١٠٦

موضع واحد ، ثم يفرغ بينها الرصاص المذاب فتصير كأنها صخرة ، ورءوس الخشب ناتئة (١) تشد بها الحبال ثم ترسل في الماء ، فإذا رست ، أرست ، السفينة فأقامت.

والإِنْجَارُ لغة (يمانية) (٢) في الإِجَّار ، وهو السطح ، وقد يجيء في كلامهم : أنه الحجرة التي على السطح.

والنَّجْر : النِّجَار وهو أصل الحَسَب ، والمنبت من كل كريم أو لئيم ، قال :

كريم النَّجْر من سلفي نزار (٣)

وتقول العرب : إن نِجَارَها لواحد أي جنسها وأصلها.

ورجل مِنْجَر : شديد السوق ، وهو يَنْجُرُ إبلها أي يسوقها سوقا شديدا.

قال زائدة : رجل مِنْجَر الساعد إذا ضرب ولَكَمَ ، ونَجَرْتُهُ بيدي أي ضربته ، والنَّجْرَة : الجُنُون.

وقال : النَّجِيرة : العَصِيدة الرخوة التي تعمل بلبن حامض مكان الماء.

والنَّجْر : الكي ، ونَجَرْتُهُ بالمِكْوَى.

والنَّجْر : الضرب والحبس.

__________________

(١) كذا في الأصول المخطوطة وأما في التهذيب ففيه : تائية.

(٢) زيادة من التهذيب.

(٣) لم نهتد إلى القائل.

١٠٧

باب الجيم والراء والفاء معهما

ج ر ف ، ر ج ف ، ف ر ج ، ف ج ر ، ج ف ر مستعملات

جرف :

الجَرْف : اجْتِرَافُكَ الشيء عن وجه الأرض ، حتى يقال : كانت (المرأة) (١) ذات لثة فاجْتَرَفَها الطبيبُ أي استحاها عن الأسنان وقطعها.

والطاعون الجارِف نزل بأهل العراق وجَرَّفَهم تَجْرِيفا (٢) فسمي جارِفا.

والجارِف : شؤم أو بلية تَجْتَرِفُ مالَ القوم.

ورجل مُجَرَّفٌ : جَرَّفَه الدهرُ أي اجتاح مالَه فأفقره ، قال :

..... ممن جَرَّفَ الدهر مختل (٣)

ورجل جُرَاف : أكول جدا.

ورجل جُرَاف أيضا أي كثير المجامعة ، نشيط لذلك ، قال :

والمنقري جُرَاف غير عِنّين (٤)

وجُرْف الوادي ونحوه من أسناد المسايل إذا دخل في أصله فاجْتَرَفَه فصار كالدجل وأشرف أعلاه ، فإذا انصدع أعلاه فهو هارٍ ، وقد جَرَّفَ السيل أسناده أي أقباله ، وهو ما قابلك من الأرض.

__________________

(١) سقطت من الأصول المخطوطة.

(٢) كذا في الأصول المخطوطة ، وأما في التهذيب فقد ورد : ... نزل بأهل العراق ذريعا.

(٣) لم نهتد إلى القائل ولم نعرف سائر البيت لنتمكن من ضبط مختل!.

(٤) الجراف بضم الجيم مع التخفيف مثل طوال وعظام للمبالغة وليس جرافا وزان جبار كما توهم محقق التهذيب.

١٠٨

رجف :

رَجَفَ الشيءُ يَرْجُفُ رَجْفا ورَجَفَاناً كرَجَفَان البعير تحت الرَّحْل ، وكما تَرْجُفُ الشجرة إذا رَجَّفَتْها الريحُ ، وكما تَرْجُفُ الأسنان إذا نُفِضَت أصولُها ، ونحوه رَجَفَت الأرض تزلزلت.

ورَجَفَ القوم : تهيأوا للحرب.

وأَرْجَفُوا : خاضوا في الأخبار السيئة من الفتنة ونحوها.

والرَّجْفة : كل عذاب أنزل فأخذ قوما فهو رَجْفَة وصيحة وصاعقة.

والرعد يَرْجُفُ رَجْفاً ورَجِيفا ، وهو تردد هَدَّتِهِ في السماء.

فرج :

المُفْرَج : القتيل لا يُرى مَن قَتَلَه (١).

والفَرَج : ذهاب الغم ، وفَرَّجَه اللهُ تَفْرِيجا فانْفَرَجَ ، قال :

يا فارِجَ الكرب مسدولا عساكره

كما يُفَرِّجُ غمَّ الظلمة الفَلَق (٢)

والفَرْج : اسم يجمع سوءات الرجال والنساء والقُبْلان وما حواليهما ، كله فَرْج ، وكذلك من الدواب ونحوها من الخلق.

وكل فَرْجَة بين شيئين فهو فَرْج ، قال :

__________________

(١) المفرج ينصرف إلى معان أخرى ، فهو الذي لا عشيرة له ، وهو الذي أثقله الدين .......

(٢) لم نهتد إلى القائل.

١٠٩

إلا كميتا كالقناة وضابئا

بالفَرْج بين لبانه ويديه (١)

جعل ما بين يديه فَرْجا.

وكذلك فُرُوج الجبال والثغور.

وفَرُّوجَة الدجاج ، وجمعها فَرَارِيج.

والفَرِيج : البارد ، هذلية.

والفَرُّوج : قباء مشقوق من خلف (٢).

ورجل أَفْرَجُ ، وامرأة فَرْجَاء أي عظيم الأليتين.

جفر :

الجَفْر والجَفْرة من أولاد الشاء ما قد اسْتَجْفَرَ أي صار (٣) له بطن وسعة جوف وأقبل على الأكل.

وهو المتكرش من الناس ، واسْتَجْفَرَ الصبيُّ : عظم بطنه وأكل.

وأَجْفَرَ جنبه فهو مُجْفَرُ الجنبين من كل شيء.

وجُفْرَة الجنب : باطن المجرئش (٤).

__________________

(١) البيت في التهذيب واللسان من غير نسبة ، والرواية فيهما : بالفرح بين لبانه ويده.

(٢) ذكره ابن الأثير في النهاية ٣ / ١٨٩.

(٣) هذا هو الوجه وأما في الأصول المخطوطة ففيها : صارت.

(٤) جاء بعد هذا في الأصول المخطوطة : وقال غيره المجرئش ضخم الجنبين ، وأقول : هذا مجرئش الجنبين.

وقد توهم محقق التهذيب فحسب أن عبارة : جفرة البطن باطن المجرئش شطر من الشعر ، وهو من كلام الخليل حكاه شمر كما في التهذيب.

١١٠

والجُفْرَة : حفرة واسعة مستديرة في الأرض.

والجَفِير : شبه الكنانة إلا أنه أوسع ، يجعل فيه نشاب كثير.

وجُفُور الفحل : فُتُوره وانقطاع مائه من كثرة الضراب ، وكل فحل يَجْفُرُ ماؤه أي ينقطع.

ورجل مُجْفِر ، قد أَجْفَرَ أي تغيرت ريح جسده.

قال زائدة : أَجْفَرَ الرجل إذا كان ببلد ثم فقد فلا يحس به ، وأَجْفَرَنَا فلان أي جفانا وحبس عنا.

فجر :

الفَجْر : ضوء الصباح ، والفَجْر : الصبح.

والفَجْر : المعروف ، وما أكثر فَجْرَه أي معروفه.

والفَجْر : تَفْجِيرُك الماءَ.

والمَفْجَر : الموضع الذي يَنْفَجِرُ منه الماء.

وانْفَجَرَ عليهم القوم ، وانْفَجَرَت عليهم الدواهي إذا جاءهم الكثير منها بغتة.

والفُجُور : الريبة ، والكذب من الفُجُور.

وقد ركب فلان فَجْرَةً وفَجَارِ ، وفَجَارِ اسم للفَجْرَة (ولا يجريان إذا فَجَرَ وكذب)(١) ، وقال :

__________________

(١) زيادة من التهذيب.

١١١

فحملتَ برةَ واحتملتَ فَجَارِ (١)

والفِجَارُ من وَقَعات العرب بعكاظ تفاخروا فيها (فاحتربوا) واستحلوا كل حرمة.

باب الجيم والراء والباء معهما

ج ب ر ، ج ر ب ، ر ج ب ، ب ر ج ، ب ج ر مستعملات

جرب :

الجَرَب معروف. والجَرْبَاء من السماء : الناحية التي لا يدور فيها فلك الشمس والقمر.

وأرض جَرْبَاء : مقحوطة لا شيء فيها.

وجَرِبَ البعير يَجْرَب جَرَبا ، فهو جَرِب وأَجْرَبُ.

والجِرْبِيَاء : شمال باردة.

قال أبو الدقيش : إنما جِرْبِيَاؤُها بردها ، فهمز.

والجَرِيب من الأرض نصف الفَجّان (٢) ، والجمع أَجْرِبَة.

والجَرِيب : الوادي ، والجَرِيب مكيال ، وهو أربعة أقفزة.

والمُجَرَّب : الذي بُلِي في الحروب والشدائد.

__________________

(١) عجز بيت للنابغة كما في التهذيب والديوان (رواية ابن السكيت ط دمشق) ، وقد ورد في التهذيب برواية:

أنا اقتسمنا خطنينا بيننا

فرخذلت برة والتحلت فجار

(٢) كذا في الأصول المخطوطة ، وأما في التهذيب فقد ورد : الفنجان (كذا) تقول : لا بد أن يكون الفجان لغة في الفدان وهو مروف في مساحة الأرض.

١١٢

والمُجَرَّب : الذي جَرَّبَ الأمورَ وعَرَفَها ، والمصدر : التَّجْرِيب والتَّجْرِبَة.

والجَوْرَب : لفافة الرِّجْل.

والجِرَاب : وعاء يوعى فيه (١) ، وهو من إهاب الشاء ، والجميع جُرُب جِرَاب البئر : جوفها من أولها إلى آخرها) (٢).

رجب :

(رَجَبٌ شهر) (٣) ، وهذا رَجَبٌ ، فإذا ضموا إليه شعبان فهما الرَّجَبَان.

وكانت العرب تُرَجِّب ، وكان ذلك لهم نسكا وذبائح في رَجَبٍ.

والرَّجَب والرَّجَبَة ، والجميع الرِّجَاب ، وهو شيء من وصف الأدوية ، وفي نسخة: الأردية.

والرَّاجِبَة : ما بين البرجمتين من كل إصبع ، ومن السلامى : ما بين المفصلين.

وراجِبَة (٤) الطائر : الإصبع التي تلي الدائرة من الجانبين الوحشيين من الرِّجْلين.

والرَّجَب : الحياء والعفو ، قال :

__________________

(١) ورد في التهذيب مما نسب إلى الليث من أصل العين : .....

لا يوعى فيه إلا يابس.

(٢) زيادة من التهذيب من أصل العين.

(٣) زيادة من التهذيب من أصل العين.

(٤) كذا في الأصول المخطوطة ، واللسان وأما في التهذيب فقد ورد : وبرجمة.

.

.

.

١١٣

فغيرك يستحيي وغيرك يَرْجَب (١)

وتقول : رَجِبْتُهُ أي هِبْته مَرْجَبا ومَهَابا.

وتَرْجِيب النخلة : أن توضع أعذاقها على سعفها ، ثم تضم بالخوص كي لا تنفضها الريح ، وقد يقال أيضا : هو أن يوضع الشوك حول العذوق لئلا يدنو منها آكل.

ويقال : أصل التَّرْجِيب أن تميل النخلة فتدعم بالحجارة ونحوها.

وأما قوله :

كأن أعناقها أنصاب تَرْجِيب (٢)

فإنه شبه أعناق الخيل بحجارة تنصب فيهراق عندها دماء النسائك في رَجَب.

وبعض يقول : شبهها بالنخيل المُرَجَّبَة ، والأول أعرف.

والأَرْجَاب : الأمعاء.

ويقال : المِرْجَبَة المقلاع بالعبرانية.

برج :

البُرْج واحد من بُرُوج الفلك ، وهو اثنا عشر بُرْجا.

وبُرْجُ سورِ المدينة

__________________

(١) لم نهتد إلى القائل.

(٢) البيت في التهذيب كاملا وصدره والعاديات أسابي الذماء بهاء وقد علق المحقق فقال :

هو (لسلامة بن جندل) كما في المفضليات ص ١٢١.

نقول : وفي الديوان ص ٩٨.

١١٤

والحصن : بيوت تبنى على السور ، وتسمى البيوت تبنى على أركان القصر بُرْجا.

وثوب مُبَرَّج : صُوِّرَت فيه تصاوير كبروج السور ، قال العجاج :

فقد لبسنا وشيه المُبَرَّجا (١)

والبَرَج : سعة بياض العين مع حسن الحَدَقة.

وإذا أبدت المرأة محاسن جيدها ووجهها ، قيل : قد تَبَرَّجَت ، ومع ذلك تُرِي من عينيها حسن نظر.

وحساب البُرْجان ، (وهو قولك) (٢) : ما جداء كذا في كذا ، وما جذر كذا وكذا ، فجداؤه : مبلغه ، وجذره أصله الذي يضرب بعضه في بعض ، وجملته البُرْجان.

يقال : ما جذر مائة؟

فيقال : عشرة.

ويقال : ما جداء عشرة في عشرة؟

فيقال : مائة.

والبَارِجة : سفينة من سفن البحر تتخذ للقتال.

جبر :

الجَبْر : الاسم ، وهو أن تَجْبُر إنسانا على ما لا يريد وتُكْرِهه جَبَرِيَّةً على كذا.

__________________

(١) الرجز في التهذيب واللسان والديوان ص ٩.

(٢) زيادة من التهذيب.

١١٥

وأَجْبَرَ القاضي على تسليم ما قضى عليه.

والجَبْر : أن تَجْبُر كسرا ، وتقول : جَبَرْتُهُ فجَبَرَ ، قال :

قد جَبَرَ الدينَ الإلهُ فجَبَر (١)

وجَبَرْتُ فلانا فاجْتَبَرَ أي نزلت به فاقة فأحسنتُ إليه.

واسْتَجْبَرْتَهُ إذا كان ذلك منك بتعاهد حتى تبلغ غاية الجَبْر ، كقولك : لأستنصرنك ثم لأَجْبُرَنَّكَ أي لأُدْينَنَّك (٢) ثم لأَجْبُرَنَّك ، كقوله :

من عال منا بعدها فلا اجتَبَرَ (٣)

وتقول : أصابت فلانا مصيبة لا يَجْتَبِرُها ، أي لا مَجْبَرَ لها.

والجِبَارة : الخشبة توضع على الكسر حتى يَنْجَبِرَ العظمُ ، والجميع الجَبَائِر.

والجِبَارة : دستيقة المرأة من الحلي ، قال :

فتناولت كفها

واتقته بالجَبَائِر (٤)

والجُبَار : اسم يوم الثلاثاء في الجاهلية الجهلاء.

والجُبَار من الأرش : ما لا يهدر ، والأرش : الدية وفي الحديث :

__________________

(١) مطلع أرجوزة (للعجاج) يمدح فيها عمر بن عبد الله بن معمر ، الديوان (مجموع أشعار العرب) ص ١٥.

(٢) كذا هو الوجه ، وفي الأصول المخطوطة : لأذيبنك.

(٣) صدر بيت (لعمرو بن كلثوم) كما في اللسان وعجزه : ولا سقى الماء ولا راة الشجر.

(٤) لم نهتد إلى القائل. ولم يستقم وزنه.

١١٦

العجماء جُبَار (١). أي ما أصاب الدابة فهو هدر.

والله ـ تبارك وتعالى ـ : الجَبَّار العزيز أي قَهَرَ خلقه ، فلا يملكون منه أمرا ، وله التَّجَبُّر وهو التعظم.

ولله الجَبَرِيَّة والجَبَرُوت. والجَبَرُوَّة لغة في الجَبَرُوت.

وفي الحديث : ما كانت نبوة إلا تناسخها ملك جَبَرِيَّة ،. أي إلا تَجَبَّرَت الملوك.

والجَبَّار : العاتي على ربه ، القتال لرعيته.

والجَبَّار من الناس : العظيم في نفسه الذي لا يقبل موعظةَ أحد.

وقد كانوا يعابثون امرأة سائلة فكانت تأبى إلا أن تستعصي عليهم ، وتجيبهم بغير ما يريدون ، فقال النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : دعوها فإنها جَبَّارة. وقلب الجَبَّار الذي قد دخله الكبر لا يقبل موعظة.

والجَبَّار من النخل : الذي قد بلغ غاية الطول في الفناء ، وحمل عليه كُلُّه ، وهو دون السَّحُوق من طول النخلة ، قال :

نسيل دنا جَبَّارُها من مُحَلَّم (٢)

بجر :

البُجْرَة : السرة الناتئة ، وصاحبها أَبْجَرُ ، وقد بَجِرَ بَجَراً وبُجْرَة.

__________________

(١) ورد الحديث في التهذيب : العجماء جرمها جبار وكذا في النهاية لابن الأثير ١ / ١٤٢.

(٢) لم نهتد إلى القائل.

١١٧

وقد تسمى سرة البعير بُجْرَة عظمت أم لم تعظم.

والبُجْر : الأمر العظيم ، [ويقال] : جئت بأمر بُجْر وداهية نُكْر ، وقال :

عجبت من امرأة حَصان رأيتها

لها ولد من زوجها وهي عاقر

فقلت لها : بُجْراً ، فقالت : مُجيبَتي

أتعجب من هذا ولي زوج آخر (١)

يعني : زوجا من الحَمام.

والبُجَرِيّ ، والبَجَارِيّ جميعها من دواهي الدهر

باب الجيم والراء والميم معهما

ج ر م ، ر ج م ، م ر ج ، ر م ج ، ج م ر ، م ج ر ، مستعملات

جرم :

أرض جَرْم ، وأرض صرد دخيلان مستعملان في الحر والبرد.

والجِرْم ، ألواح الجسد وجُثمانه.

ورجل جَرِيم وامرأة جَرِيمة أي ذات جِرْم أي جِسْم.

وجِرْم الصوت : جَهارته ، تقول : ما عرفته إلا بجِرْمِ صوته.

وفلان له جَرِيمة أي جُرْم ، وهو مصدر الجارِم الذي يَجْرِم على نفسه وقومه شرّا ، وهو الجارِم ، قال الشاعر :

وإن جار لهم جَرِمَتْ يداه

وحوله البلاء عن النعيم (٢)

__________________

(١) لم نهتد إلى القائل.

(٢) لم نهتد إلى القائل.

١١٨

والجُرْم : الذَّنْب ، وفعله الإِجْرَام ، والمُجْرِم : المُذْنِب ، والجارِم : الجانِي ، قال :

ولا الجارِم الجاني عليهم بمسلم (١)

ولا جَرَمَ يجري مجرى لا بُدَّ ، ويفسر حقا.

وجَرْمٌ : قبيلة من اليمن.

وأقمت عنده حولا مُجَرَّما ، أي حولا تاما حتى انقضى ، وقال أبو طالب :

شهورا وأياما علينا مُجَرَّما (٢)

وجَرَّمْنا هذه السَّنَة أي خرجنا منها ، وتَجَرَّمَت السنةُ والشتاء والصيف ، قال الشاعر :

دمن تَجَرَّمَ بعد عهد أنيسها

حجج خلون حلالها وحرامها (٣)

رجم :

الرَّجْم في القرآن القتل في شأن نوح ـ عليه‌السلام ـ.

والرَّجْم : اسم لما يُرْجَم به الشيء ، والجميع الرُّجُوم ، وهي الحجارة.

والرُّجُوم : التي ترمى بها الشياطين ، والشيطان رَجِيم مَرْجُوم ملعون.

والرَّجْم : الرمي بالحجارة ، والرَّجْم : القذف بالغيب وبالظن ، ومنه قوله تعالى :

__________________

(١) عجز بيت في التهذيب واللسان غير منسوب.

(٢) لم نهتد إلى البيت.

(٣) البيت في التهذيب واللسان وقائله (لبيد) ، وهو من أبيات معلقته انظر شرح المعلقات للتبريزي ص ١٢٥ وانظر الديوان.

١١٩

لَأَرْجُمَنَّكَ (وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا)(١) أي لأقولن فيك ما تَكْرَه.

والرَّجَم : القبر ويجمع على أَرْجَام.

والرُّجْمَة : حجارة مجموعة كأنها قبور عاد ، وتجمع رِجَاما ، ورَجَمْتُ القبر : جعلت فوقه رُجْمَةً.

والرِّجَامان : خشبتان تنصبان على رأس البئر ينصب القعر ونحوه من المساقي ، وقول زهير :

وما هو عنها بالحديث المُرَجَّم (٢)

أي قوله بالغيب والظن.

ورجل مِرْجَم : مدافع عن حسبه ونسبه في الحرب. وبعير مِرْجَم : يَرْجُمُ الأرض بأخفافه رَجْما ، وهو الثقيل المشي من غير بطء.

مرج :

المَرْج : أرض واسعة فيها نبت كثير تُمْرَجُ فيها الدواب ، قال العجاج :

رعى بها مَرْجَ ربيع مُمْرَجَا (٣)

وقوله تعالى : (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ)(٤) أي لاقى بين البحر العذب والملح قد مَرَجَا فالتقيا ، لا يختلط أحدهما بالآخر.

__________________

(١) سورة مريم ، الآية ٤٦.

(٢) عجز بيت للشاعر صدره : وما الحرب الا ما علمتم وذقتم انظر شرح الديوان ص ١٨.

(٣) الرجز في التهذيب واللسان والديوان (مجموع أشعار العرب) ص ٩.

(٤) سورة الرحمن ، الآية ١٩.

١٢٠