شرح دعاء كميل

آية الله السيّد عبد الأعلى السبزواري

شرح دعاء كميل

المؤلف:

آية الله السيّد عبد الأعلى السبزواري


الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الناشر: مؤسسة عاشوراء للتحقيقات والبحوث الإسلامية
المطبعة: مطبعة الكوثر
الطبعة: ١
ISBN: 964-7263-74-0
الصفحات: ٢٠٦
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة
 &

در شب دنيا كه محجوبست شيد

ناظر حق بود وز آن بودش اميد

چشم من ده برد شب خود را شناخت

جمله شب با روی ماهش عشق باخت

ثمّ إذا صعد الأمر في قوس الصعود إلىٰ الله تعالىٰ ، كما قال : ( إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ) (١) ، وقال : ( كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ ) (٢) ، فحين الوصول إلىٰ كل عالم من العوامل المذكورة ، كان ذلك العالم يوماً بالنسبة إلىٰ ما دونه ، إذ النور فيه أبهر وأقهر ، إلىٰ أن يصل إلیٰ يوم القيامة ـ ووقف عند الله تعالىٰ ـ وهو يوم الواحدية ، كما تيسر هذا الوصول التام والبلوغ التمام لسيدنا وسيد الكونين : محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وأوصيائه عليهم‌السلام ، وذلك مقام ( قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ ) (٣).

وقيل في وصفه صلى‌الله‌عليه‌وآله :

دو سر خط حلقهٔ هستي

در حقيقت بر هم تو پيوستي

فعلىٰ ما عرفت من تأويل اليوم والليل ، فكأنّ السائل أراد بقوله : ( في هذه الليلة ) هذا العالم ، يعني : اغفر لي ذنوبي وخطيئاتي في الدنيا ، حتىٰ اُجرّد منها ومن معاقبتك عليها يوم القيامة.

والمراد بالساعة في قوله : ( وفي هذه الساعة ) مجموع سلسلة الزمان ، كما قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : ( الدنيا ساعة ، فاجعلها طاعة ) (٤).

وقيل :

كشش سلسلة دهر بود آنى چند

( كُلَّ جُرْمٍ أجْرَمْتُهُ )

_____________________________

(١) « فاطر » الآية : ١٠.

(٢) « الأعراف » الآية : ٢٩.

(٣) « النجم » الآية : ٩.

(٤) « بحار الأنوار » ج ٦٧ ، ص ٦٨.

١٨١
 &

أي كلّ ذنب أذنبته.

( وَكُلَّ ذَنْبٍ أذْنَبْتُهُ )

تفنن في العبارة ، استقصاء لجميع الألفاظ التي استُعملت في الذنوب ، ولعاً لغفرانه تعالىٰ جميعها.

( وَكُلَّ قَبِيحٍ أسْرَرْتُهُ )

أي أخفيته ، وعملته في الخفاء عن أعين الناس.

( وَكُلَّ جَهْلٍ عَمِلْتُهُ )

أي كل جهل مركّب أو بسيط عملت بهما ، وما اجتهدت في تعلّمه ؛ غفلةً وغروراً.

( كَتَمْتُهُ )

من عيون الناس في عمله.

( أوْ أعْلَنْتُهُ )

أي عملته علىٰ رؤوس الأشهاد ، وما استحييت منك ومنهم ، كما قيل :

در مقاميكه كنى قصد گناه

گر کند کودکی از دور نگاه

شرم داری ز گنه در گذری

پردهٔ عصمت خود را ندری

شرم بادت ز خداوند جهان

که بود واقف أسرار نهان

بر تو باشد نظرش بيگه وگاه

تو کنی در نظرش قصد گناه

١٨٢
 &

( أخْفَيْتُهُ أوْ أظْهَرْتُهُ )

أي بعدما عملت المعصية أخفيتها في نفسي ، أو أظهرت عند عبادك فعلها ، فلذلك سهل عليهم فعل المعاصي ، وتجرأوا فيها ، فصدر عنهم المعصية أيضاً.

( وَكُلَّ سَيِّئَةٍ أمَرْتَ بِإثباتِها الكِرامَ الكاتِبِينَ )

الضمير راجع إلىٰ السيّئة.

الكرام : جمع كريم ، و ( الكرام الكاتبين ) هم الملائكة الذين كتبوا ما صدر عن الناس في الألواح العالية من صحائف الدهور الأربعة ، وهم من جنود إسرافيل الذي هو أحد حوامل العرش ، فيصورون الأفعال الحسنة علىٰ الصور المناسبة لها ، ويضاعفون لها في التصويرات ، ويصوّرون الأفعال السيئة علىٰ الصور المناسبة لها ، ويقلّلون في التصويرات ؛ ولهذا سُمّوا ( الكرام الكاتبين ).

ماهية الملائكة وحقيقتها

ثمّ إنّ الناس اختلفوا في ماهية الملائكة وحقيقتها ، وذكر صدر المتألهين الشيرازي قدس‌سره ، في مفاتيح الغيب وجهَ ضبطٍ لأقوالهم ، فلنذكره تبصرة للناظرين في هذا الشرح ، فقال : « اعلم أنّ الناس اختلفوا في ماهية الملائكة وحقيقتها ، وطريق الضبط أن يقال : إنّ الملائكة لابد وأن يكون لها ذوات قائمة بأنفسها في الجملة ، ثم إنّ تلك الذوات إما أن تكون متحيزة أو لا تكون.

أما الأول ففيه أقوال :

أحدها : أنها أجسام لطيفة هوائية ، تقدر علىٰ التشكل بأشكال مختلفة ، مسكنها السماوات. وهو قول الظاهريين.

وثانيها : قول طوائف من عبدة الأصنام : أنّ الملائكة في الحقيقة هي هذه الكواكب الموصوفة بالإنحاس والإسعاد ، فإنها عندهم أحياء ناطقة ، وأنّ السعدات

١٨٣
 &

منها ملائكة الرحمة ، والنحسات منها ملائكة العذاب.

وثالثها : قول معظم المجوس والثنوية ، وهو أنّ هذا العالم مركب من أصلين أولين ، وهما النور والظلمة ، وهما في الحقيقة جوهران شفافان قادران مختاران ، متضادا النفس والصورة ، مختلفا الفعل والتدبير ، فجوهر النور فاضلٌ خيّرٌ نقي ، طيب الريح ، كريم الأصل والنفس ، يسر ، ولا يضر وينفع ، ولا يمنع ، ويحيي ولا يبلى. وجوهر الظلمة علىٰ ضدّ في جميع هذه الصفات.

ثم إنّ جوهر النور لم يزل يولد الأولياء ، وهم الملائكة ، لا علىٰ سبيل التناكح ، بل علىٰ سبيل تولد الحكمة من الحكيم ، والضوء من المضيء ، وجوهر الظلمة لم يزل يولد الأعداء ، وهم الشياطين ، علىٰ سبيل تولد السفه من السفيه ، لا علىٰ سبيل التناكح. فهذه أقوال من جعل الملائكة أشياء متحيزّة.

وأما الثاني ، وهو أن الملائكة ذوات قائمة بأنفسها ، وليست بمتحيزة ولا بأجسام ، فها هنا قولان :

أحدهما : قول النصارىٰ ، وهو أنّ الملائكة في الحقيقة هي الأنفس الناطقة بذاتها ، المفارقة لأبدانها علىٰ نعت الصفاء والخيرة ، وذلك لأن هذه النفوس المفارقة إن كانت صافية خالصة فهي الملائكة ، وإن كانت خبيثة كدرة فهي الشياطين.

وثانيهما : قول الفلاسفة ، وهو أنها جواهر قائمة بأنفسها ليست بمتحيزة ، وأنها بالماهية مخالفة لأنواع النفوس الناطقة البشرية ، وأنها أكمل قوة منها وأكثر علماً ، وأنها للنفوس البشرية جارية مجرىٰ الشمس بالنسبة إلىٰ الأضواء.

ثم إنّ هذه الجواهر علىٰ قسمين :

منها : ما هي بالنسبة إلىٰ أجرام الأفلاك والكواكب كالنفوس الناطقة بالنسبة إلىٰ أبداننا.

ومنها : ما هي أعلىٰ شأناً من تدبير أجرام الأفلاك ، بل هي مستغرقة في معرفة الله ومحبته مستقلة بطاعته. وهذا القسم هم الملائكة المقربون ، ونسبتهم إلىٰ الملائكة

١٨٤
 &

الذين يدبّرون السماوات كنسبة أُولئك المدبّرين إلىٰ نفوسنا الناطقة.

فهذان القسمان قد اتفق الفلاسفة علىٰ إثباتهما ، ومنهم من أثبت نوعاً آخر من الملائكة ، وهي الملائكة الأرضية المدبّرة لأحوال هذا العالم السفلي.

ثم إنّ مدبرات هذا العالم إن كانت خيّرة فهم الملائكة ، وإن كانت شريرة فهم الشياطين ، فهذا تفصيل المذاهب في الملائكة » (١) انتهىٰ.

وفي بعض الكتب الكلامية ، قال صاحبه : « إنَّ الجواهر الغائبة عن الحواس الإنسانية إمّا أن تكون مؤثرة في الأجسام ، أو مدبّرة للأجسام ، أو لا تكون مؤثرة ولا مدبّرة لها.

والأول : هو العقول السماوية عند الحكماء ، والملأ الأعلىٰ في عرف الشرع.

والثاني : ينقسم إلىٰ : علويّة تدبّر الأجرام الفلكية ، وهي النفوس الفلكية عند الحكماء ، والملائكة السماوية عند أهل الشرع.

وإلىٰ سفلية تدبّر عالم العناصر ، وهي إمّا أن تكون مدبّرة للبسائط الأربعة : النار ، والهواء ، والماء ، والأرض ، وأنواع الكائنات ، وهم يسمّون : ملائكة الأرض وإليهم أشار صاحب الوحي صلى‌الله‌عليه‌وآله وقال : ( جاءني ملك البحار وملك الجبال وملك الأمطار وملك الأرزاق ).

وإمّا أن تكون مدبّرة للأشخاص الجزئية ، وتسمّىٰ نفوساً أرضية ، كالنفوس الناطقة.

والثالث : وهي الجواهر الغائبة التي لا تكون مؤثرة ولا مدبّرة للأجسام ، تنقسم إلىٰ : خيّرة بالذات ، وهم الملائكة الكروبيون عند أهل الشرع ، وإلىٰ شريرة بالذات ، وهم الشياطين ، وإلىٰ مستعد للخير والشرّ ، وهم الجنّ » (٢) انتهىٰ.

وقال صدر المتألهين السبزواري قدس‌سره : « اعلم أنّ المبادئ الفاعلة إما لا علاقة لها مع

_____________________________

(١) « مفاتيح الغيب » ص ٣٤١ ـ ٣٤٢.

(٢) حكاه في « شرح الأسماء » ص ٧٠٧ ـ ٧٠٨ ، عن « الطوالع ».

١٨٥
 &

الأجسام ، ولو علاقة التدبير ، فهي الأنوار القاهرة ، فإمّا مترتّبة وهي الطبقة الطولية من القواهر الأعلين ، وإمّا متكافئة وهي الطبقة المرضية من القواهر الأدنين ، وكلّهم مهيمون في مشاهدة جماله ، عبّر عنهم القرآن الكريم بـ ( وَالصَّافَّاتِ صَفًّا ) (١) و ( فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا ) (٢).

وإمّا لها علاقة مع الأجسام ، فكلّ منها إمّا مبدأ أفعالٍ مختلفة ، وإمّا مبدأ فعلٍ واحد.

وعلىٰ كلّ واحد من التقديرين ؛ إما مع الشعور ، وإما عديم الشعور. فمبادئ الأفعال المختلفة بلا شعور هي النفوس النباتية ، ومع الشعور الجزئي أو الكلّي هي النفوس الناطقة والنفوس الحيوانية الحساسة المتحرّكة.

ومبادئ الفعل الواحد الذي علىٰ وتيرة واحدة مع الشعور هي النفوس السماوية ، ومبادئ الفعل الواحد بلا شعور إن لم يقوّم المحلّ هي المبادئ العرضية ، وإن قوّمت ؛ فإمّا في البسيط فهي الطبائع ، وإما في المركّب فهي الصور النوعية.

فجميع تلك المبادئ ملائكة سماوية وملائكة أرضية ، ولكن باعتبار جهاتها النورية ، وباعتبار أنّها متدلّيات بالحقّ » (٣) انتهىٰ.

وقال بعض العرفاء موافقاً بعض الأخبار : « إنّ لكلّ فرد من أفراد الإنسان ملكين موكلين به ، وهما مَلَك العمّالة ومَلَك العلّامة ، أحدهما حافظ الأعمال الصادرة عنه ، والآخر حافظ الصور العلمية التي يكتسبها ».

( الَّذِينَ وَكَّلْتَهُمْ بِحِفْظِ ما يَكُونُ مِنّي )

أي يوجد ويحصل منّي من الأفعال والأعمال.

_____________________________

(١) « الصافات » الآية : ١.

(٢) « النازعات » الآية : ٤.

(٣) « شرح الأسماء » ص ٧٠٥ ـ ٧٠٦.

١٨٦
 &

( وَجَعَلْتَهُمْ شُهُوداً عَلَيَّ )

جمع « شاهد » : وهو الحاضر المطّلع علىٰ الأمر ، أو العالم به.

( مَعَ جَوارِحِي )

جمع « جارحة » ، وهي العضو كما مرّ ، قال تعالىٰ : ( يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) (١). وذلك لأنّ جميع الأعضاء والقوىٰ والمشاعر التي أنعم الله تعالىٰ بها علىٰ النفوس الإنسانية وجعل خوادمها ملائكةُ الله وأيديه الفعّالة ، ولها جهات ووجوه إلىٰ الله وجهات إلىٰ النفوس ، فجهاتها النورية شواهد ورقباء عند الله علىٰ جهاتها الظلمانية ووجوهها النفسانية.

( وَكُنْتَ أنْتَ الرَقيبَ عَلَيَّ مِنْ وَرائِهِم )

كقوله تعالىٰ : ( وَاللَّـهُ مِن وَرَائِهِم مُّحِيطٌ ) (٢).

يريد أنهم حجب جماله وجلاله تعالىٰ ، وليس الوراء بمعنیٰ الخلف هنا ، إذ ( من حدّه تعالىٰ فقد عدّه ) (٣).

( وَالشاهِدَ لِما خَفِيَ عَنْهُمْ )

كالخواطر السيئة والنيّات الفاسدة الكاسدة التي لا يدركها الموكّلون ، ويعلمها الله.

( وَبِرَحْمَتِكَ أخْفَيْتَهُ )

من الملائكة.

_____________________________

(١) « النور » الآية : ٢٤.

(٢) « البروج » الآية : ٢٠.

(٣) « نهج البلاغة » الخطبة : ١.

١٨٧
 &

( وَبِفَضْلِكَ سَتَرْتَهُ )

علىٰ الخلائق.

( وَأنْ تُوَفِّرَ حَظِّي )

معطوفة علىٰ قوله : ( أن تهب لي ).

التوفير : التكثير ، من الوفور.

الحظّ : النصيب والقسمة.

( مِنْ كُلِّ خَيرٍ تُنْزِلُهُ )

من السماء إلىٰ الأرض.

( أوْ إحْسانٍ تُفْضِلُهُ )

تعطيه إلىٰ عبادك.

( أوْ برٍّ تَنْشِرُهُ )

علىٰ الخلق.

البر : الإحسان.

النشر : البثّ والاتساع في الشيء.

( أوْ رِزْقٍ تَبْسِطُهُ )

والرزق أعمّ من رزق البدن وقواه وآلاته وأدواته ، ومن رزق النفس والقلب والروح ، والسرّ والخفي والأخفىٰ ، فجميعها مرزوقة من الله ، بلا وهن وفترة وتجوّز ،

١٨٨
 &

بل لكلٍّ رزق مخصوص معيّن ، كما مرّ في أوائل الشرح.

بسط الرزق : انتشاره واتساعه.

( أوْ ذَنْبٍ تَغْفِرُهُ )

أي توفّر حظي في المغفرة أيضاً ، بأن تغفر ذنوبي علىٰ أسرع الحال ، من دون أن يعثر عليه أحد ، وتوفّقني لترك الذنب بعد الغفران.

( أوْ خَطأٍ تَسْتِرُهُ )

الخطأ : ضدّ الصواب ، وهو أعمّ من الخطأ في العلم أو في العمل.

( يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ )

منادىٰ بحذف ياء المتكلم وإبقاء الكسر ، دليلاً علىٰ حذفها.

( يا إلٰهي وسَيِّدي وَمَوْلايَ ومَالِكَ رِقِّي )

الرِقّ : العبدية ـ بكسر الراء ـ خلاف الحرية.

( يا مَن بيده ناصيتي )

الناصية : شعر مقدّم الرأس فوق الجبهة ، والمراد بها هنا وكذا في قوله تعالىٰ : ( مَّا مِن دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا ) (١) : المهجة ، أي مهجتي بيد قدرته.

_____________________________

(١) « هود » الآية : ٥٦.

١٨٩
 &

( يَا عَلِيماً بِضُرِّي وَمَسْكَنَتِي )

قد مرّ معنىٰ الضرّ والمسكنة.

( يا خَبِيراً بِفَقْرِي وَفَاقَتِي )

نصب المنادىٰ فيهما علىٰ أنّه نكرة في اللفظ لا في المعنىٰ.

و « الخبير » من أسمائه تعالىٰ ، وهو بمعنىٰ العالم بما كان وما يكون ، لا يعزب عنه شيء ولا يفوته أحد ؛ إذ قد مرّ أن علمه تعالىٰ فعلي حضوري ، وهو وجودات الأشياء وحضورها عنده تعالىٰ ، فكيف يعزب عن علمه شيء أو يفوته أحد ؟!

( يا ربِّ يا ربِّ أَسْألُكَ بِحَقِّكَ )

علىٰ ذاتك وعلىٰ عبادك.

( وَقُدْسِكَ )

وبحقّ قدسك وتنزّهك.

( وَأعْظَمِ صِفاتِكَ وَأسْمائِكَ )

وبحقّ أعظم صفاتك ، وهو صفة الرحمانية والرازقية التي كانت مسبوقة بالعلم والحياة والقدرة والإرادة.

بيان أعظم الصفات

وقيل : أعظم صفاته القيّومية ؛ لأن جميع صفاته الإضافية ترجع إليها ، كالعالم والقادر والخالق والرازق وغيرها.

وقيل : أعظم صفاته هو صفة وجوب الوجود ، إذ جميع الصفات الحقيقية ترجع

١٩٠
 &

إليها ، وهو ـ أي وجوب الوجود ـ تأكّد الوجود وشدّة النورية ، والصفات الحقيقية هي الصفات المحضة كالوجوب والحياة ومبادئ الصفات الإضافية ، كالعلم فإنه مبدأ صفة العالمية ، والقدرة فإنها مبدأ صفة القادرية ، والإرادة فإنها مبدأ صفة المريدية ، جميعها عين ذاته تعالىٰ وليست زائدة علىٰ ذاته كما زعمته الأشاعرة (١) ، وإلّا يلزم تعدد القدماء ، ولا الذات نائبة منابها كما زعمته المعتزلة (٢) ؛ لأن حقيقة الصفات فيه تعالىٰ ولا يصح سلبها عنه ؛ إذ كما مرّ في القدرة للصفات مراتب ، ومرتبة منها ذات مستقلة واجبة.

والبرهان علىٰ عينية الصفة الحقيقية ومبادئ الصفات الإضافية كما قال الحكماء (٣) العظام : أنه لو لم تكن عين الذات يلزم أن تكون ذاته تعالىٰ من جهة واحدة فاعلة وقابلة ، وهو محال ، ولم يكن بذاته مستحقاً لحمل « عالم » و « قادر » و « خالق » وغيرها ، بل يكون عالماً بالعلم وقادراً بالقدرة ، وهكذا.

وبيان الملازمة : أنه علىٰ تقدير الزيادة كان ذاته في مرتبة ذاته عارية عن الكمال ، فكان له إمكانه ، والإمكان إذا كان موضوعه أمراً تعمّلياً كالماهية من حيث هي كان ذاتياً ، وأما إذا كان أمراً واقعياً كالمادة كان استعدادياً ، والموضوع هنا عين الوجود الصرف.

فالخلوّ عن الكمال ليس بمجرّد كما في الماهية ، بل أمر واقعي ، فالإمكان استعدادي ، وحامل الاستعداد والقوة مادة ، والمادة تلازم الصورة ، والمركب من المادة والصورة جسم ، تعالىٰ عن الجسمية علوّاً كبيراً. والأحاديث في هذا الباب ـ أي عدم الزيادة ـ كثيرة.

( أنْ تَجْعَلَ أوْقاتِي فِي اللَّيلِ وَالنَّهارِ بِذِكْرِكَ مَعْمُورَةً )

_____________________________

(١) انظر « شرح المواقف » ج ٨ ، ص ٤٤.

(٢) انظر « شرح المقاصد » ج ٤ ، ص ٦٩ ، ٨٦.

(٣) انظر : « شرح المواقف » ج ٨ ، ص ٤٧.

١٩١
 &

قال تعالىٰ في القدسي لموسىٰ عليه‌السلام : ( يا موسىٰ اذكرني ، فإنّ ذكري حسن علىٰ كلّ حال ) أي علىٰ كل الأحوال والأوضاع ، قائماً كان أو قاعداً ، راكعاً كان الذاكر أو ساجداً ، مستلقياً كان أو منبطحاً أو مضطجعاً ، وسواء كان الذاكر علىٰ الطهارة أو علىٰ القذارة ، في المسجد كان أو في الحمام ، والسوق أو في الخلاء والملاء ، ففي كل حال ذكره مستحسن ، ولذا قال تعالىٰ : ( وَالذَّاكِرِينَ اللَّـهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ ) (١).

وقد ذكر في مواضع من القرآن ذكره تعالىٰ مقروناً بلفظ الكثرة ، وأمر عباده بكثرة التذكر ، إشعاراً بأنّ كثرة تذكّره يطرد الشيطان عن نفس الإنسان ، ويقرّبه إلىٰ الرحمن كما قال المولوي رحمه‌الله في المثنوي :

ذكر حق پاکست چون پاکی رسيد

رخت بريندد برون آيد پليد

المعمورة : خلاف الخروبة.

( وَبِخِدْمَتِكَ مَوْصُولَةً )

أي تجعل أوقاتي في الليل والنهار بخدمتك موصولة ومتصلة ، كقول الشاعر :

ورث الوزارة كابراً عن كابر

موصولة الأسناد بالأسنادِ

أي متصلة الأسناد ، بحيث لم يفصل بين أكابر غير الوزير أحد.

( وَأعْمالِي عِنْدَكَ مَقْبوُلَةً )

يريد أن توفقني لأن أعمل عملاً تقبله في الغابر ، فخير الأعمال وأحسنها وأشرفها طاعة الله تعالىٰ ، فإنها جُنّة ووقاية من امتساس النيران ، كما ورد : ( إن طاعة الله حرز من أوار نيران موقدة ) وفي الحديث أيضاً : ( ما من صلاة يحضر وقتها إلّا ونادىٰ ملك بين يدي الناس : قوموا إلیٰ نيرانكم التي أوقدتموها وراء ظهوركم فأطفئوها بصلاتكم ).

_____________________________

(١) « الأحزاب » الآية : ٣٥.

١٩٢
 &

( حَتّىٰ تَكُونَ أعْمِالي وَأوْرادِي كُلُّها وِرْداً واحِداً )

الوِرد ـ بالكسر ـ الخير ، والجمع : أوراد.

( وَحَالِي فِي خِدْمَتِكَ سَرْمَداً )

السرمد ـ كفرقد ـ : الدائم المستمر الذي لا ينقطع.

( يَا سَيِّدِي يا مَنْ عَلَيْهِ مُعَوَّلِي )

أي معتمدي ، مصدر ميمي من التعويل ، كما قال الشاعر :

فيا رب هل إلّا بك النصر يرتجىٰ

عليهم وهل إلّا عليك المعوّل

أي الاعتماد.

( يا مَنْ إليهِ )

لا إلىٰ غيره.

( شَكَوْتُ أحْوالِي )

قد مرّ الكلام في الشكوىٰ.

( يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ ، قوِّ )

أمرٌ من التقوية.

( عَلَىٰ خِدْمَتِكَ جَوارِحِي ، وَاشْدُدْ )

أمرٌ من : شدّه يشدّه ، إذا قوّاه.

١٩٣
 &

( عَلىٰ العَزِيمَةِ جَوانِحِي )

العزيمة : القصد علىٰ الفعل أو ما قبله.

واعلم أنّ الإنسان إذا أراد أن يفعل أمراً يتصوّره أولاً ، ثم يصدّق بفائدته تصديقاً ظنياً أو تخيّلياً أو يقينياً ، أنّ فيه منفعة أو محمدة أو صلاحاً ، وبالجملة : خيراً ما من الخيرات بالقياس إلىٰ جوهر ذاته ، فينعبث من القوة الشوقية لذلك شوق إلىٰ ذلك الأمر ، ويصير الشوق بعد الجزم عزماً وعزيمة ، وإذا حصل العزم يصير قصداً ، فالقصد كان الجزء الأخير الذي لا يتخلف عنه التحرك والفعل ، فالعزيمة ما قبل القصد.

ولعل السائل لم يفرق بينهما وأراد منها القصد.

والجوانح : جمع الجانحة ، وهي الضلع مما يلي الصدر.

( وَهَبْ لِيَ الجِدَّ فِي خَشْيَتِكَ )

أي أعطني الجِدّ ، وهو بالكسر : الاجتهاد في الأمر ، خلاف التقصير.

الخشية والخوف بمعنىً واحد.

يريد السائل : أعطني توفيق تحصيل العلوم والمعارف ، وقضاء الطاعات حقها ، حتىٰ يحصل لي حق خشيتك ، إذ بالعلم والعمل يحصل الخشية من الله تعالىٰ كما قال : ( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّـهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ) (١).

وفي الحديث : ( أعلمكم بالله أخشاكم من الله ).

وفي دعاء الصباح : ( من ذا يعرف قدرتك فلا يخافك ، ومن ذا يعلم ما أنت فلا يهابك ).

( وَالدَّوامُ في الاتّصالِ بِخِدْمَتِكَ )

أي هب لي المداومة في خدمتك ، يعني : وفقني لأن أصرف جميع عمري في

_____________________________

(١) « فاطر » الآية : ٢٨.

١٩٤
 &

العبادة. والباء بمعنىٰ : في.

( حَتّىٰ أسْرَحَ إلَيْكَ في مَيادِينِ السّابِقِينَ )

أسرح : أي أسير وأمشي إلىٰ طلبك وطلب القربة عندك ، بالتخلق بأخلاقك ، والاتصاف بصفاتك ، إذ ليس القرب منه تعالىٰ بالقرب الذاتي والزماني والمكاني ؛ ولا القرب الرتبي ؛ لأن جميع تلك القربات ما يتحقق بين شيئين أصليين ، لا بين شيئين أحدهما هو الشيء بحقيقة الشيئية ووجوبها وتأكدها ، والآخر هو الشيء بمجاز الشيئية وضعفها وإمكانها ، كما في الحق تعالىٰ ومخلوقه ، فإن اثنينيتهما كاثنينية العكس مع العاكس ، والنور مع الظل والفيء.

ومعلوم أن العكس والظل والفيء ليست أشياء علىٰ حيالها ، بل وجودها بوجود العاكس والنور.

ميادين : جمع « ميدان » ، وهو مكان التحرك والجولان ، ماد الشيء يميد ميداً ـ من باب باع ـ وميداناً ، إذا تحرك.

ومنه قول الشاعر :

دنياك ميدان وأنت بظهرها

كرة وأسباب القضاء صوالج

سبق الكرام إلىٰ مواطن عزّهم

وبقى لئام نُكّس وفوالج

ما بالنا كنّا سقاماً في الهوىٰ

ونجيبنا سفن النجاة عوالج

أراد أهل البيت عليهم‌السلام ؛ لأنهم سفن النجاة وسفّان السفينة ، كما قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : ( مثل أهل بيتي كسفينة نوح ، من تمسك بهم نجا ، ومن تخلّف عنهم غرق ).

والمراد بالسابقين : هم الأنبياء والأوصياء الذين ساروا إلىٰ الله تعالىٰ من الدنيا كالبرق الخاطف ، كما ورد : أنّ من النفوس يمرّون علىٰ الصراط كالبرق الخاطف.

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : ( سيروا فقد سبق المفرّدون ) وقال : ( جزناها وهي خامدة ).

١٩٥
 &

( وَاُسْرِعَ إلَيْكَ فِي المُبادِرِينَ )

السرعة : نقيض البطء ، يقال : عجبت من سرعة فلان ، أي من عجلته ، وفلان أسرعَ في السير : أي خفَّ.

المبادرة : المسابقة ، كقوله تعالىٰ : ( وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا ) (١).

والمبادرين : المسابقين في العلم والعمل ، وهم الذين سبقت من الله فيهم الحسنىٰ ، قال الله تعالىٰ : ( وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ ) (٢).

( وَأشْتاقَ إلىٰ قُرْبِكَ فِي المُشْتاقِينَ )

أي حتىٰ أشتاق.

الاشتياق : منازعة النفس إلىٰ الشيء.

والفرق بين الشوق والعشق : أن الشوق وجدان وفقدان ، بخلاف العشق ، فإنه تأكد ميل النفس إلىٰ الشيء المحبوب.

وعن الغزالي : معنىٰ كون الشيء محبوباً هو ميل النفس إليه ، فإن قوي الميل سُمّي عشقاً.

وقال جالينوس : العشق من فعل النفس ، وهي كامنة في الدماغ والقلب والكبد ، فالسائل المشتاق إلىٰ الله تعالىٰ حصل له من القرب شيء ، ويطلب أشياء اُخر لم تحصل له بعد.

( وَأدْنُو مِنْكَ دُنُوَّ المُخْلِصِينَ )

أي أقرب منك نوع قرب المخلصين.

المخلص ـ بكسر اللام ـ : من أخلص لله في العلم والعمل والمحبة والعشق ،

_____________________________

(١) « النساء » الآية : ٦.

(٢) « آل عمران » الآية : ١٣٣.

١٩٦
 &

وبالفتح : هو من أفنىٰ نفسه في محبة الله وعشقه. ولعل الثاني مراد السائل ، لأنه لم يحصل له بُعدٌ يطلبه من الله تعالىٰ أن يرزقه.

( وَأخَافَكَ مَخافَةُ المُوقِنِينَ )

الموقن : من أيقن بالله ، سواء كان بالعلم والبرهان ، أو بالشهود أو العيان ، وبالتحقق بحقيقة الإيمان.

والإيقان : المصدر للنوع ، أي نوع مخافة الموقنين.

( وَأجْتَمِعَ فِي جِوارِكَ مَعَ المُؤْمِنِينَ )

الجوار ـ بالكسر ـ : مصدر جاورت فلاناً ، إذا لاصقته في المسكن.

وهنا المراد : جوار عباده تعالىٰ وأوليائه ؛ إذ مجاورتهم مجاورة الله تعالىٰ ، كما في حديث العامة : من أراد أن يجلس مع الله فليجلس مع أهل التصوف.

قال المولوي في الحديث القدسي الذي قال تعالىٰ : ( يا موسىٰ إنّي مرضت ولم تعدني ) :

آمد از حق سوس موسى اين عتب

كی طلوع ماه ديده تو ز حبيب

شرقت كردم ز نور ايزدي

من حقم ونجور كشتم نامدى

كفت سبحانا تو پاکی از زيان

اين چه وفر است اين بکن يا رب بيان

باز فرمودش که در رنجوريم

چون نپرسيدی تو از روی کرم

کفت يا رب نيست نقصانی تو را

عقل کم شد اين سخن را برگشا

کفت اری بندهٔ خاص کزين

کشت ونجورا ومنم نيکو [...]

هست معذورش معذورى من

هست رنجوريش رنجورى من

هر كه خواهد همنشينى با خدا

تا نشينيد در حضور أوليا

١٩٧
 &

از حضور اوليا كر يكسلى

تو هلاكى ز آنكه جز وی بی کلی

هر کس اد يو از کريمان وا برد

بی سرش يابد سرش را وا برد

( اللهمَّ وَمَنْ أرادَنِي بِسُوءٍ فَأرِدْهُ )

الإرادة هنا : القصد علىٰ الفعل ، لا بمعنىٰ المشيئة والمحبة ، أي مَن قصد إليّ بالسوء والخيانة فأرده واقصده به.

( وَمَنْ كادنَي )

بالسوء والأذىٰ.

( فَكِدْهُ )

كلاهما فعل المقاربة ، أي مَن قرب منّي بسوء فاقرب منه بالجزاء والمكافاة ، لأني قد فوضت أمري إليك ، وأنت بصير بعبادك ، عليم بأقوالهم وأفعالهم ، خبير بنياتهم وأحوالهم.

( وَاجْعَلْنِي مِنْ أحَسْنِ عِبادِكَ نَصِيباً عِنْدَكَ )

أحسن عباده تعالىٰ وأكرمهم : هو المتقي بتقوىٰ الأخص ، كما قال تعالىٰ : ( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّـهِ أَتْقَاكُمْ ) (١).

وإنما قلنا : تقوىٰ الأخص ، إذ مراتب التقىٰ كمراتب التوبة ، ثلاثة : تقوىٰ العام ، وتقوىٰ الخاص ، وتقوىٰ الأخص.

الأول : هو الاجتناب عن المحرمات ، وهو تقوىٰ العوام.

_____________________________

(١) « الحجرات » الآية : ١٣.

١٩٨
 &

والثاني : هو الاجتناب عن الحلال ، إلّا بقدر الذريعة والبلغة إلىٰ الآخرة ، وهو تقوىٰ الخواص.

والثالث : هو الاجتناب عمّا سوىٰ الله ، وهو تقوىٰ الأخصين الذين قسطهم وقسمتهم من الله تعالىٰ هو حق اليقين.

( وَأقْرَبِهِمْ مَنْزِلَةً مِنْكَ )

أي أقربهم درجة عندك.

والمنزلة : هي مقام النزول.

( وَأخَصِّهِمْ زُلْفَةً لَدَيْكَ )

الزلفة والزلفىٰ : القربىٰ والمنزلة عنده تعالىٰ.

( فإنَّهُ )

أي أحسن عبادك وأقربهم وأخصهم.

( لا يُنالُ ذٰلِكَ )

النصيب والمنزلة والزلفة.

النيل : الوصول إلىٰ الشيء.

( إلّا بِفَضْلِكَ )

وموهبتك.

ما بدان مقصد عالى نتوانيم رسيد

هم مگر لطف شما پيش نهد گامی چند

١٩٩
 &

( وَجُدْ لِيْ بِجُودِكَ وَاعْطِفْ عَلَيَّ بِمَجْدِكَ )

المجد : هو الشرف الواسع المنيع عند العرب ، ومنه قوله تعالىٰ : ( بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ ) (١).

العطوفة : الشفقة.

( واحْفَظَنِي بِرَحْمَتِكَ ، وَاجْعَلْ لِسانِي بِذِكْرِكَ لَهِجاً )

أي ناطقاً ، مولعاً في التنطق بذكرك.

( وَقَلْبي بِحُبِّكَ مُتَيَّماً )

أي عاشقاً متذلّلاً.

( وَمُنَّ عَلَيَّ بِحُسْنٍ إجابَتِكَ )

أمرٌ من المنّة ، أي أنعم عليّ.

وحسن الإجابة : سرعة قضاء الحاجات ، واستيفاء جميع المسألات ، وإعطاء الجميع إلىٰ السائل.

( وَأقِلْني عَثْرَتِي )

أي أزل عنّي ذنوبي واعفها منّي ، من الإقالة.

( وَاغْفِرْ لِي زَلَّتي )

أي خطيئتي ، من : زلّ قدمه وزلّت ، إذا زلقت.

المراد هنا : الذنب.

( فَإنّكَ قَضَيْتَ عَلَىٰ عِبادِكَ بِعِبادَتِكَ )

الفاء للسببية.

ومراد السائل : أنّ ما صار سبباً لدعواتي ومسألاتي واستدعيت قضاءها عن الله

_____________________________

(١) « البروج » الآية : ٢١.

٢٠٠