سلمان هادي آل طعمة
الموضوع : الشعر والأدب
الناشر: مؤسسة الفكر الإسلامي
الطبعة: ١
الصفحات: ١٩١
فخلت بان السما اطبقت |
|
على الارض تقصف سكانها |
فإي صريع هوى كالشهاب |
|
ولاقى المنية جذلانها؟ |
قضى ظمأً فوق حر الصعيد |
|
وقد هزّ بالسيف اركانها |
وكم هتكت في الوغى نسوة |
|
حواسر تندب اشجانها |
تساق الاسارى بعجف النياق |
|
الى الشام تقصد سلطأنها |
وارؤسهم للقنا مرتع |
|
وقد كلل الغار تيجانها |
وزينب طورا تنادي اخي |
|
وطورا تجدد احزانها |
سلام على المهج الضاميات |
|
تزف الى الله ايمانها |
فيا جسدا مثخنا بالجراح |
|
به اخرس الرعب فرسانها |
ويا ثاويا في عراص الطفوف |
|
كسته البسيطة اكفإنها |
لاجل العقيدة كان النهوض |
|
دعوت واوضحت برهانها |
فللت العساكر للمارقين |
|
بسيفك فإقتص اقرانها |
بكر عليها لظى يصطلي |
|
بعزم فلم تخشى سلطانها |
ولولا حسامك لم تستقم |
|
لنا شرعة اثبتت شانها |
ولولاك مانهضت امة |
|
الى الحق اعليت فرقانها |
الى ان قضيت بلا عاضد |
|
صريعا توسد تربانها |
تدفق جودك مثل الغمام |
|
وتجزي بلطفك احسانها |
وتاهت بوصفك ألبابنا |
|
وخطبك ادهش اذهانها |
١٩٩٤
لولا جهادك
في ذكرى استشهاد الامام الحسين بن علي (ع) :
مولاي ذكراك في المفاخر يؤثر |
|
اذ ليس غيرك بالبطولة اجدر |
فإلمجد يزخر من علاك وحق لو |
|
يزهو بمغناك الجهاد الاكبر |
قارعت ظلما واعترتك نوائب |
|
جالدتها فهفت اليك الاعصر |
وسحقت جيش الغدر في سوح الوغى |
|
فمضت اباطيل الخنا تتقهقر |
لا يرسخ الايمان في اعماقنا |
|
الا ويعلو الحق منك ويزهر |
* * *
اشهيد وادي الطف يومك لم يزل |
|
للعالمين هدى يفوح وينشر |
ونضالك الدامي يخلد امة |
|
عبر العصور وفيك دنيا تفخر |
لولا جهادك ما استقامت سنة |
|
راح البغيّ لهديها يتنكر |
لولا جهادك لم تدم في امة |
|
روح العدالة والرخاء الازهر |
لولا الدماء الزاكيات ارقتها |
|
ما قام وجه الحق فينا يظهر |
فشهرت سيفك في وجوه امية |
|
لما غدى الغدر اللئيم يزمجر |
* * *
مولاي ان التضحيات طريقنا |
|
والسيف امسى للكفإح يعبّر |
ذكراك تلهمنا الولاء وانها |
|
رغم الاعادي بالعدالة تذكر |
ذكراك نهج لا حب في دربنا |
|
يزهو على مر العصور ويزهر |
١٩٨٤
ابا العقيدة
قف بالطفوف محجة الثوار |
|
واستوح ثورة قائد الاحرار |
افديه من بطل يقود جحافلا |
|
غراء يومض عزمها كالنار |
هذا الحسين مضرج بدمائه |
|
ظمان يشكو قلة الانصار |
وهوى كليث الغاب لا ينتابه |
|
خور ولا جزع بيوم الثار |
وحواسر صرعي القلوب حرائر |
|
يبكين قتلى الطف في المضمار |
أأبا العقيدة ما نزلت بساحة |
|
الا لتقدح كل زند وار |
ونهضت بالدين الحنيف ملوّحا |
|
كفإ تقض مضاجع الفجار |
لولا دماؤك ما استقام لديننا |
|
عمد ويسخر منه كل صغار |
شيدت للاسلام مجدا قد علا |
|
فوق السماك بسيفك البتار |
ياخائض الغمرات يافيض النهى |
|
يا سبط احمد فإرس المضمار |
يا ابن الهواشم والغطارفة الالى |
|
من صلب حيدرة الاب الكرار |
لم تستكن بل لم تبايع ظالما |
|
اشرا ولم ترضخ الى الاشرار |
وشهرت سيفك لاتهاب امية |
|
وسحقت كل شنيعة وشنار |
* * *
قدست يومك وهو صرح شامخ |
|
للحق يزهو كالسنى النوار |
ياابن البتول نهضت اعظم نهضة |
|
اعطت دروس الحق للثوار |
لم ترهب الاعداء في هول الوغى |
|
اذ لا تريد العيش رهن اسار |
وسلكت نهجا للبطولة والابا |
|
وسحقت عار الجهل والاوضار |
* * *
بابي القتيل وقد هوى عن طرفه |
|
ليقيم صرح الدين في الامصار |
وقضى بحد المشرفي يذب عن |
|
بيت النبي وعترة الكرار |
لم انسه بالطف وهو مخضب |
|
بدم على وجه الثرى مدرار |
تعدو عليه الخيل وهو معفر |
|
صادي الحشا فوق البسيطة عاري |
لهفي عليه ، لفتية وردوا الوغى |
|
من كل شهم اصيد جبار |
وتنافسوا للغنم في نشر الهدى |
|
سنوا اباء الضيم للاحرار |
حتى قضوا صرعى ولاقوا حتفهم |
|
فوق الصعيد مكللين بغار |
تالله لا انسى رؤوسا ركزت |
|
فوق الرماح تشع كالاقمار |
وحرائراً تسبى لال محمد |
|
فوق النياق الضمر والاكوار |
* * *
ابكيك ملتهب الحشاشة داميا |
|
متظللا باسنة وشفإر |
ذكراك خالدة بافئدة الورى |
|
ولرب ذكرى لفعت ببوار |
ذكرى تمر عزيزة وقلوبنا |
|
تبكي دما للنخبة الاخيار |
روحي الفداء لركب ال محمد |
|
ولصفوة الشهداء والابرار |
١٩٧٢
ابو الشهداء
مقل السماء عليك مدمعها دم |
|
وبكى لحادثك الكتاب الاعظم |
وبيومك المشهود دوت صرخة |
|
جبارة تكوي النفوس وتؤلم |
فبكل قلب من مصابك لوعة |
|
وبكل عين راح دمع يسجم |
لك في الجوانح حسرة مشبوبة |
|
واوارها في كل حين يضرم |
ابكيك ملتاعا وخطبك لم يزل |
|
تجري له من مقلة الدنيا دم |
يا سيد الشهداء ، كم لك وقفة |
|
في الطف ، والدنيا تجور وتظلم؟ |
تلك الماسي لو يمر قليلها |
|
بفؤاد ليث هاج وهو محطم |
تبني ويهدم ما بنيت وهكذا |
|
شيدت صرح الدين وهو معظم |
ودحرت جيشا قبل ايقاع البلا |
|
بك ، فالعدو مخادع لايرحم |
حتى صرعت وانت اعظم ثائر |
|
والدهر يفعل ما يشاء ويحكم |
* * *
تفديك دون الخصم كل نفوسنا |
|
ورضاك اشهى ما نروم ونحلم |
لولا الفضيلة ما حللت بساحة |
|
خضراء زاكية اريق بها دم |
وقضيت مكروب الفؤاد مخضبا |
|
والحق يشهد ان مجدك اعظم |
يا خير من هطلت عليه مدامع |
|
حرى ، وامجد من يمجده فم |
فهوت عليه بانة ومناحة |
|
يوم الحداد وفي الخدود تورم |
* * *
حييت فيك مجاهدا ومكابدا |
|
لا تنثني رغم العداة وتقدم |
مجدت فيك خلائقا وشمائلا |
|
كالزهرة الفيحاء اذ تتضرم |
ذكرى جهادك صفحة وضاءة |
|
وسنا النبوة حول مجدك يرسم |
ذكرى جهادك سوف يبقى شامخا |
|
القا اعز من الحياة واقدم |
والدعوة الكبرى لدين محمد |
|
ستظل راسخة تبث وتحكم |
* * *
عفوا ابا الشهداء ان سكت الفم |
|
نطقا ، وعلك في سكوتي تعلم |
الظلم كم قهر الشباب وان اكن |
|
جلدا واحمل مايشق ويعظم؟ |
تدعو الى الدين الحنيف مجاهدا |
|
« ويزيد في لذاته متنعم » |
ساظل اهتف باسم مجدك ثائرا |
|
غضبا كما ثار الهصور الضيغم |
مستنهضا قومي لعل قصائدي |
|
توعي وتفهم كل من لا يفهم |
لا خير في شعر ولا في شاعر |
|
ينسى الحسين وللمطأمع ينظم |
* * *
أأبا اليتامى ، والفوادح لم تزل |
|
قهارة ليست تطيب وتنعم |
لكن ذكرك لا يزال مخلدا |
|
يزجي ماثره الكثار محرم |
هذي الحياة بكنهها ووجودها |
|
كم قد تحير عالم متقدم |
صمت القريض ، فحرت ما اتكلم |
|
ومن الشجون وثقلها خرس الفم |
يا رائد الاسلام الف تحية |
|
مني ، وخير هدية تتقدم |
١٩٦٢
مولد الحسين عليهالسلام
القيت في مدرسة العلامة السيد عبد الله الشيرازي في النجف الاشرف ليلة ٣ شعبان سنة ١٣٨٦ هـ
ذكراك لحن في الشفاء يغرد |
|
ونشيد قدس في الفخار مخلد |
فإلنور يسكب سحره وبهاءه |
|
عبر الفضاء كما يشع الفرقد |
والفجر يعبق بالبشائر والهدى |
|
فيتيه حيدرة ويفخر احمد |
والروض يطفح بالنسائم والشذى |
|
والصادح الجذلان راح يغرد |
والبيت تغمره نسائم بهجة |
|
مذ فيه قد ولد الحسين الامجد |
* * *
يا مطلع الامجاد منبلج السنا |
|
يجلو دياجير الدجى ويبدد |
لك في سماء المجد المع فرقد |
|
تمضي الدهور وضوئه يتجدد |
عشت الحياة وفي اهابك عزة |
|
يزهو بها الحجر الكريم الاسود |
وفم الزمان يفيض باسمك صارخا |
|
ان فيك للاسلام جدد سؤدد |
اصليت حزب المارقين بعاصف |
|
من نار غيضك والهدى لك يشهد |
ودحرت جيش الفسق لم تذعن له |
|
تدعو لدين المصطفى وتردد |
* * *
يا سبط احمد والشريعة كالسما |
|
ولأنت فيها الكوكب المتوقد |
اعطيت للاسلام خير حشاشة |
|
فكسبت ذكرى في المكارم تحمد |
غذيت مجدك بالبطولة والابا |
|
والتضحيات وسيف نهجك مغمد |
وابيت الا ان تعيش مكرما |
|
لا تنثني مهما يجور الحسد |
فليفخر التاريخ انك بالدما |
|
اكملت دينا جاء فيه محمد |
٣ شعبان ١٣٨٦ هـ
شهيد الاباء
القيت في احتفال الجمعية الخيرية الاسلامية الذي عقد في الروضة الحسينية بكربلاء مساء يوم ١٢ محرم سنة ١٣٨٤ هـ الموافق ٢٥ / ٥ / ١٩٦٤ :
اصاب البغي دونك ما ارادا |
|
فباد وعاش ذكرك مستعادا |
وسرت الى المنية في كفاح |
|
تقاسي الضيم والكرب الشدادا |
ولما تشن عزمك نائبات |
|
واهوال ابت الا ازديادا |
ولم ترضخ لارجاس اقاموا |
|
بارض الطف وافترشوا القتادا |
ولم يذهلك حكم جار فيه |
|
دعاة الشرك واغتصبوا البلادا |
ولم تصبر على ضيم وظلم |
|
وطأل بعزمك المجد امتدادا |
* * *
ابا الشهداء ما فتئت قلوب |
|
تزف لك المحبة والودادا |
فانت النور حين يشع صبحا |
|
فيزدان التماعا واتقادا |
وانت ابن الذين سموا علواً |
|
ومجدا سامقا رفع العمادا |
وكنت السيف يحصد كل وغد |
|
اثيم عاث في الارض الفسادا |
وتجتاح الرذيلة اذ تفشت |
|
وكاد الظلم يفترس العبادا |
فكيف تغض طرفك عن خصوم |
|
ابوا للحق طوعا وانقيادا؟ |
وكيف تبايع الجلاد يوما |
|
وقد ملات جرائمه البلادا؟ |
وزاد يزيد في اللذات فسقا |
|
وسام الكون خسفا واضطهادا |
فكانت ثورة الامل المرجى |
|
ابادت من عن الاسلام حادا |
* * *
ابا الشهداء يا قبسا تجلى |
|
على الدنيا فابهرها اتقادا |
جهادك رغم احداث توالت |
|
بنى للثائرين علا وشادا |
ثويت وفي جوانحك الرزايا |
|
وخلدت الكرامة والسدادا |
ولقنت النفوس دروس مجد |
|
وخضت لنصر الدين الجهادا |
وفضلت المنون على حياة |
|
فلا عيشا رضيت ولا بلادا |
شأوت الخلق في مجد رفيع |
|
وزاد علاك بالشرف اتقادا |
وحزت من المكارم في علاها |
|
وفزت بنهجك السامي رشادا |
ابا الشهداء طبت وطاب مثوى |
|
هواك والبس الدنيا حدادا |
فإفواج تطوف عليه ثكلى |
|
تقبله وتحتشد احتشادا |
وكم خد تعفر في حماه |
|
وقلب بات يمحضه الودادا |
١٩٦٥
ابا التضحيات
تجدد ذكراك الورى وتعيد |
|
ومجدك اذ يبلى الزمان جديد |
الم بي الخطب الدفين وهاجني |
|
واوجع قلبي في رثاك نشيد |
ويومك يا سبط النبي مخلد |
|
متى قيل نثر او اجد قصيد |
واصحابك الصرعى على الارض جثم |
|
وكم فإض منهم بالدماء وريد |
فتباً لاعداء الحسين اما دروا؟ |
|
يخوضون نيرانا لهن وقود |
وتبا لهم اذ انكروا دين احمد |
|
وبان لهم بعد الرشاد جحود |
وسلّوا لهم بيض الصفاح وجرّدوا |
|
حساما له هام الرجال عمود |
مصاب ، وما ادهاه تبكي له السما |
|
وحنت له بالمعصرات رعود |
فيا لهف نفسي للحسين واهله |
|
بهم حكم الوغد الذميم يزيد |
* * *
ابا التضحيات الغر ، يا فخر هاشم |
|
ابى ان يعيش الذل وهو سعيد |
فثار بوجه الظلم يحدوه باسه |
|
بعزم كمتن السيف راح يذود |
واشهر بيض المشرفيات والقنا |
|
بوجه العدا ، والزاكيات شهود |
وهز بوجه الشرك راية احمد |
|
ترف بدين المصطفى وتشيد |
الى ان هوى كالليث وهو مخضب |
|
ومن حوله جيش الطغاة حسود |
أأنسى حسينا والمنايا تحفه |
|
وللدين يهدي نفسه ويجود؟ |